[باب مدينة العلم]

بعد أن اطلعني أستاذي وشيخي (طالب حق) على احاول بعض الصحابة و التابعين في احوالهم قال لي :
أخبار خلفاء القوم وحكاياتهم مع المخنثين وقصصهم مع التخنث كثيرة جدا لا يسع قولها كامله لما فيها من خلاعة ومجون يعجز عنها اللسان وسأخبرك طرفا منها في هذه العجالة. وفي الإشارة ما يغني عن العبارة.

يزيد لعنة الله عليه
البداية والنهاية لابن كثير الجزء 9 صفحة 78:
[وقال ابن جريج عن أبيه‏:‏ حج علينا عبد الملك سنة خمس وسبعين بعد مقتل ابن الزبير بعامين، فخطبنا فقال‏:‏ أمّا بعد فإنه كان من قبلي من الخلفاء يأكلون من المال ويؤكلون، وإني والله لا أداوي أدواء هذه الأمة إلابالسيف،ولست بالخليفة المستضعف -يعني عثمان-ولا الخليفة المداهن -يعني معاوية- ولا الخليفة المأبون -يعني يزيد بن معاوية-].

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء 5 صفحة 325:
[وفيها خطبهم عبد الملك بمكة لما حج فحدّث أبو عاصم عن ابن جريج عن أبيه قال: خطبنا عبد الملك بن مروان بمكة ثم قال: أما بعد فإنه كان من قبلي من الخلفاء يأكلون من هذا المال ويؤكلون وإني والله لا أداوي أدواء هذه الأمة إلا بالسيف ولست بالخليفة المستضعف -يعني عثمان- ولا الخليفة المداهن -يعني معاوية- ولا الخليفة المأبون -يعني يزيد-].

هشام بن عبد الملك
التذكرة الحمدونية لابن حمدون الجزء 3 الصفحة 18:
[قيل: إن هشام بن عبد الملك حج، فلما قدم المدينة نزل رجل من الأشراف من أهل الشام وقوادهم بجنب دار الدلال المخنث. وكان الشامي يسمع غناء الدلال فيصغي إليه، ويصعد فوق السطح ليقرب من الصوت. ثم بعث إلى الدلال: إما أن تزورنا وإما أن نزورك. فبعث إليه الدلال: بل تزورنا، فبعث الشامي بما يصلح ومضى إليه. وكان للشامي غلمان روقة، فمضى بغلامين منهم كأنهما درتان مكنونتان، فغناه الدلال:
...].

المتوكل لعنه الله
الفرج بعد الشدة للتنوخي الجزء 1 الصفحة 31:
[كان وهو شاب له شعر قفا في زيّ المخنثين].
تاريخ الطبري الجزء 5 الصفحة 294:
[ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين ومائتين - ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث...
وذكر أن محمد بن عبد الملك كان كتب إلى الواثق حين خرج جعفر من عنده: يا أمير المؤمنين أتاني جعفر بن المعتصم يسألني أن أسأل أمير المؤمنين الرضا عنه في زيّ المخنثين له شعر قفا فكتب إليه الواثق ابعث إليه فأحضره ومر من يجز شعر قفاه ثم مر من يأخذ من شعره ويضرب به وجهه واصرفه إلى منزله. فذكر عن المتوكل أنه قال: لما أتاني رسوله لبست سوادا لي جديدا وأتيته رجاء أن يكون قد أتاه الرضا عني!!. فقال: يا غلام أدع لي حجاما. فدعي به فقال: خذ شعره واجمعه فأخذه على السواد الجديد ولم يأته بمنديل فأخذ شعر قفاه وضرب به وجهه.
قال المتوكل: فما دخلني من الجزع عليه شيء مثل ما دخلني حين أخذني على السواد الجديد!! وقد جئته فيه طامعا في الرضا فأخذ شعري عليه.
ولما توفي الواثق أشار محمد بن عبد الملك بابن الواثق وتكلم في ذلك وجعفر في حجرة غير الحجرة التي يتشاورون فيها فيمن يعقدون حتى بعث إليه فعقد له هناك فكان سبب هلاك ابن الزيات].

و بعدها قال لي :
وقد اعتبرهم أصحاب كتب التراجم والسير من الصحابة (؟؟) وطبقا للتعريف الذي وضعوه للصحابة فإنهم يدخلون فهم مسلمون ولم يثبت نفاقهم ورأوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشهدوا له بالرسالة وماتوا على ذلك فلا مانع من إدخالهم .
و أن هذا الكلام ورد في ابن حجر العسقلاني في (الإصابة في تمييز الصحابة) وابن عبد البر في (الاستيعاب) وابن الأثير في (أسد الغابة) وغيرهم بل منهم من صرّح بأنهم صحابة بصريح العبارة.

هذ و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على من بعثه رحمة للعالمين و على اهل بيته الطيبين الطاهرين