|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 20133
|
الإنتساب : Jul 2008
|
المشاركات : 814
|
بمعدل : 0.13 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
اللجنة العامة
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 16-04-2010 الساعة : 12:25 AM
بقية اسئلة الأخت الكريمة (نور المستوحشين) :
اقتباس :
|
سؤال 2/ :
ماهو الذنب اللذي يقصر من عمر الانسان ؟؟؟
|
-------------------------------------
الجــــــــــــواب :
مقدمة بسيطة لأصل السؤال ...
الحديث الصحيح الوارد عن أبي جعفر عليه السلام : ( ما من نكبة تصيب العبد إلا بذنب وما يعفو الله أكثر )
هذا الحديث وأحاديث أخرى على غراره كلها تشابه الآيات القرآنية الكريمة في سورة الشورى : {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {30} الشورى .
فإن المصيبة والنكبة والنائبة كلها ترجع إلى معنى واحد ، وهو ما يحلّ على الإنسان في هذه الحياة من الحوادث التي يكرهها .
وإن مما يستفاد من النصوص في الشريعة الإسلامية أن العقاب الإلهي للإنسان على قسمين :
1-العقاب الدنيوي . 2-والعقاب الأخروي .
فالعقاب الدنيوي : هو ما يحلّ على الإنسان بسبب تقصيراته وعصيانه وذنوبه ، فتحلّ عليه المصائب والمحن نتيجة عمله وما يقوم به من تسبيبات ؛ والآية المباركة خير شاهد على ذلك ، وقد وردت النصوص على لسان أهل بيت العصمة والطهارة شارحة للآية المباركة ومؤيدة لهذه الحقيقة القرآنية :
فعن أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله عز وجل :{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ } ليس من التواءِ عرق ، ولا نكبة حجر ولا عثرة قدم ، ولا خدش عود إلا بذنب ولما يعفو الله أكثر ، فمن عجّل الله عقوبة ذنبه في الدنيا ، فإن الله عز وجل أجلّ وأكرمُ وأعظمُ من أن يعود في عقوبته في الآخرة ).
{ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ } قال ثم قال : وما يعفو الله أكثر مما يؤاخذ به )...
والحاصل أن المصائب والمحن والنكبات والويلات أسبابها ذنوب الإنسان .
وإجابة على أصل سؤالك أختي الفاضلة الكريمة ، فقد ورد وروي عن الإمامِ جَعْفَر بْنِ محمدٍ الصَّادقِ ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قَالَ:
"الذُّنُوبُ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ الْبَغْيُ، وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تُورِثُ النَّدَمَ الْقَتْلُ، وَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ الظُّلْمُ، وَ الَّتِي تَهْتِكُ السِّتْرَ شُرْبُ الْخَمْرِ، وَ الَّتِي تَحْبِسُ الرِّزْقَ الزِّنَا، وَ الَّتِي تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ قَطِيعَةُ الرَّحِمِ، وَ الَّتِي تَرُدُّ الدُّعَاءَ وَ تُظْلِمُ الْهَوَاءَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ" [الكافي : 2/447 ] .
وأيضاً قَالَ الإمام عَلِيٌّ ( عليه السَّلام ) : " إِذَا تَمَّ الْعَقْلُ نَقَصَ الْكَلَامُ ، وَ مِمَّا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ :
تَرْكُ الْأَذَى .وَ تَوْقِيرُ الشُّيُوخِ .وَ صِلَةُ الرَّحِمِ .وَ أَنْ يُحْتَرَزَ عَنْ قَطْعِ الْأَشْجَارِ الرَّطْبَةِ إِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَةِ .وَ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ .وَ حِفْظُ الصِّحَّةِ " .[ بحار الأنوار: 73 / 319 ] .
وهناك أحاديث كثيرة تحث وتخبر على صلة الأرحام وكذلك الصدقة في السر ومبينةً آثاراها دنيوياً وأخروياً ومنها وأعظمها - مما يُستفاد من الروايات عنهم صلوات الله عليهم أجميعن - صلة الرحم والحرص عليه ، كما أن قطيعة الأرحام منقصة بالمقابل للعمر ومعجلة للفناء ، هذا بالإضافة الى أن كون قطيعة الأرحام من أعظم المسببات للفناء العاجل و تقصير الأعمار فكثرة الذنوب والمعاصي و البقاء عليها كبيرها وصغيرها والأستمرار عليها هي من مسببات تعجيل العقوبة من الله تعالى في الدنيا وإحداها سلب البركة في الأعمار والنقص فيه وبالمقابل فإن كثرة الأستغفار وطلب التوبة وإبرازها بكل صدق وحُسن النية في عدم العودة للذنب والمعصية وإرجاع الحقوق وأداء الأمانات مُطيلة للعمر ومباركة له وفيه ، هذا ما وردنا وفهمناه من مرويات الطيبين الطاهرين عليهم صلوات الله أجمعين .
والله تعالى أعلم.
-------------------------------------------
|
التعديل الأخير تم بواسطة المشرف العقائدي ; 16-04-2010 الساعة 12:28 AM.
|
|
|
|
|