عرض مشاركة واحدة

عاشق داحي الباب
عضو برونزي
رقم العضوية : 2770
الإنتساب : Mar 2007
المشاركات : 630
بمعدل : 0.10 يوميا

عاشق داحي الباب غير متصل

 عرض البوم صور عاشق داحي الباب

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : عاشق داحي الباب المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 16-03-2010 الساعة : 06:55 AM


4 - رأي الصحابة الذين شهدوا بيعة الرضوان في أنفسهم:
الصحابة لم يكونوا يعتقدون في أنفسهم ما يعتقده أهل السنة فيهم، فروى البخاري، قال: ‏حدثني أحمد بن إشكاب حدثنا محمد بن فضيل عن العلاء بن المسيب عن أبيه ‏ ‏قال لقيت ‏ ‏البراء بن عازب ‏ ‏رضي الله عنهما ‏فقلت: ‏طوبى لك صحبت النبي ‏صلى الله عليه وسلم، ‏وبايعته تحت الشجرة، فقال: يا ابن أخي، إنك لا تدري ما أحدثنا بعده.صحيح البخاري ج 5 ص 66

5 - موقف عمر بن الخطاب يوم الحديبية:
قال تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (65) سورة النساء

روى البخاري بإسناده عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم في حديث طويل جاء فيه:
فقال عمر بن الخطاب: فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: ألستَ نبي الله حقا؟
قال: بلى.
قلتُ: ألسنا على الحق، وعدونا على الباطل؟
قال: بلى.
قلتُ: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟
قال: إني رسول الله، ولست أعصيه وهو ناصري.
قلتُ: أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟
قال: بلى، فأخبرتك أنا نأتيه العام؟
قال: قلت: لا.
قال: فإنك آتيه، ومطوف به.
قال: فأتيت أبا بكر، فقلتُ: يا أبا بكر، أليس هذا نبي الله حقا؟
قال: بلى.
قلتُ: ألسنا على الحق، وعدونا على الباطل؟
قال: بلى.
قلتُ: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟
قال: أيها الرجل، إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس يعصي ربه، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه، فوالله إنه على الحق.
قلتُ: أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟
قال: بلى، أفأخبرك أنك تأتيه العام؟
قلتُ: لا.
قال: فإنك آتيه ومطوف به.
قال الزهري: قال عمر: فعملت لذلك أعمالا... الحديث
صحيح البخاري ج 3 ص 182

وروى ايضا بإسناده عن حبيب بن أبى ثابت قال: أتيت أبا وائل اسأله فقال: كنا بصفين فقال رجل: ألم تر إلى الذين يدعون إلى كتاب الله تعالى فقال علي: نعم فقال سهل بن حنيف: اتهموا أنفسكم فلقد رأيتنا يوم الحديبية يعنى الصلح الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين ولو نرى قتالا لقاتلنا فجاء عمر فقال: ألسنا على الحق وهم على الباطل؟
أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟
قال: بلى.
قال: ففيم أعطى الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا.
فقال: يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا.
فرجع متغيظا فلم يصبر حتى جاء أبا بكر فقال: يا أبا بكر ألسنا على الحق وهم على الباطل؟
قال: يا ابن الخطاب إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولن يضيعه الله أبدا فنزلت سورة الفتح.
صحيح البخارى ج 6 ص 45

6 - موقف عامة الصحابة يوم الحديبية:
روى البخاري من حديثه الطويل قال: فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: قوموا فانحروا ثم احلقوا.
قال: فو الله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس.
فقالت أم سلمة: يا نبي الله، أتحب ذلك، أخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما.
صحيح البخاري ج 3 ص 182

قال ابن حزم الظاهري: وليعلم كل ذي لب، أن ذلك الفعل من أهل الحديبية رضي الله عنهم خطأ ومعصية، ولكنهم مغفور لهم بيقين النص في أنه لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبية، وليس غيرهم كذلك، ولا يحل لمسلم أن يقتدي بهم في ذلك، فلا بد لكل فاضل من زلة، وكل عالم من وهلة، وكل أحد من الخيار فإنه يؤخذ من قوله وفعله، ويترك ويرغب من كثير من قوله وفعله، إلا أن رسول الله (ص) ومن اقتدى بأهل الحديبية في هذا الفعل الذي أنكره رسول الله (ص) فقد هلك، رضي الله عنهم مضمون لهم المغفرة في ذلك وغيره، ولم يضمن ذلك لغيرهم، وقد أقر بعضهم رضي الله عنهم على نفسه الخطأ العظيم في هذا الباب كما حدثنا عبد الله بن يوسف ... ... عن أبي وائل شقيق بن سلمة، قال: سمعت سهل بن حنيف بصفين يقول: اتهموا رأيكم على دينكم فلقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع رد أمر رسول الله (ص) قال الأعمش عن أبي وائل عن سهل: لرددته.
قال علي: ويوم أبي جندل هو يوم الحديبية، فقد أقر سهل رضي الله عنهم أنهم أساؤوا الرأي يوم الحديبية، حتى لو استطاعوا رد أمر رسول الله (ص) لردوه.
الإحكام في أصول الأحكام ج 4 ص 423


تنبيه:
قد ورد في رواية البخاري المتقدمة، أن الصحابة لم يمتثلوا أمر النبي صلى الله عليه وآله، ونص الرواية يقول: فوالله ما قام منهم رجل...

وروى القمي قدس سره بإسناده عن الإمام الصادق عليه السلام في حديث طويل جاء فيه ما يلي:
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه: انحروا بدنكم، واحلقوا رؤسكم.
فامتنعوا وقالوا: كيف ننحر ونحلق ولم نطف بالبيت ولم نسع بين الصفا والمروة؟
فاغتم رسول الله صلى الله عليه وآله من ذلك وشكا ذلك إلى أم سلمة، فقالت: يا رسول الله انحر أنت واحلق، فنحر رسول الله صلى الله عليه وآله وحلق، ونحر القوم على حيث يقين وشك وارتياب.

تفسير القمي ج 2 ص 314

فزعم بعض النواصب أن هذا دليل على وقوع المخالفة من أبي الحسن عليه السلام، وهذا يتنافى مع العصمة!!!

وأقول: لا بد من حمل ذلك على معنى التغليب، أي أن التمرد صدر من أكثر الصحابة، وليس منهم كلهم، إذ من الصحابة من لا يمكن أن يتمرد على أوامر النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، وقد ورد هذا التعبير في الرواية لمناسبة تمرد الأكثر، وتغليب الأكثر على الأقل شائع في القرآن الكريم وفي كلام العرب، قال تعالى: {قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإنسَانُ قَتُورًا} سورة الإسراء (100) فالآية تصف الإنسان بالقتور، مع انه ليس كل الناس كذلك، وقال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} سورة النساء (75) والقرية هنا هي مكة المشرفة، ومعلوم أن بعض أهلها ليسو ظالمين، على الأقل الأطفال منهم...

والذي يدل على أن المقصود هو التغليب وليس الحقيقة، نفس آية الرضوان، فتدبر جيداً...

وعلى كل الأحوال فإن العدالة بمجردها فضلا عن العصمة، تمنع من مقابلة أوامر النبي صلى الله عليه وآله بالرفض والتمرد، ولذلك فإن العدالة لا يمكن ان تجتمع مع تلك الحالة من التمرد كما صرح ابن حزم، فكيف يظن بمن ثبتت عصمته (وليس فقط عدالته) بالأدلة الصحيحة أن يقف موقف المتمرد؟؟؟

ومن هنا نقول أن هناك جملة من الصحابة مضافاً إلى أمير المؤمنين عليه السلام، وإن لم نعرفهم لعدم ورود النص بأسمائهم، لم يتمردوا على أوامر النبي صلى الله عليه وآله آنذاك...

والقدر المتيقن انهم كانوا أقلية، والله أعلم...

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمدٍ وآله الطاهرين...



الخلاصة من الموضوع:
يتلخص من الموضوع ان بيعة الرضوان: عمل صالح قام به جماعة من المؤمنين وقد استحقوا بذلك العمل رضى الله سبحانه وتعالى، وكل من جاء بعمل صالح قاصداً به وجه الله تعالى فقد استحق رضاه جل شأنه، ولكن هذا لا يعني أنهم نالوا العصمة، قال تعالى:{إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}

قال العلامة السيد شرف الدين قدس سره: كانت تحت شجرة من سمر فقيل عنها بيعة الشجرة وأضيفت إلى الرضوان لقوله تعالى في شأن المؤمنين من المبايعين يومئذ: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} إلى قوله عز من قائل في آخر السورة عنهم: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}. بخٍ بخٍ، طوبى وحسن مآب للمقيمين من هؤلاء على الإيمان والعمل الصالح حتى لقوا ربهم عز وجل، اختصهم الله تعالى بالرضا عنهم والثناء العظيم في محكمات القرآن عليهم، ووعدهم -دون غيرهم من المبايعين- بالمغفرة والأجر العظيم. فالآية هذه هي على حد قوله عز وجل في آية أخرى تختص بأمهات المؤمنين {وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} وهدفها إنما هو الهدف الذي يرمى إليه قوله عز من قائل: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} وما أغنى أولياء الله عما افتأته لهم المفتئون من أحاديث يضرب بها عرض الجدار بمخالفتها لمحكمات القرآن الحكيم.
النص والإجتهاد هامش ص 169

والظاهر أن السيد رحمه الله يشير في نهاية كلامه إلى الحديث الذي رواه البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال عن أهل بدر: وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم!!!
صحيح البخاري ج 4 ص 19

قال ابن حجر: ويحتمل أن يكون المراد بقوله: "فقد غفرت لكم" أي ذنوبكم تقع مغفورة!!! لا أن المراد أنه لا يصدر منهم ذنب، وقد شهد مسطح (2) بدرا ووقع في حق عائشة كما تقدم في تفسير سورة النور، فكأن الله لكرامتهم عليه بشرهم على لسان نبيه أنهم مغفور لهم ولو وقع منهم ما وقع.
فتح الباري ج 8 ص 487




.................................................. ...
هامش:
(1) قال ابن منظور: والنزر: الإلحاح في السؤال، وقولهم: فلان لا يعطي حتى ينزر، أي يلح عليه ويصغر من قدره، وفي حديث عائشة رضي الله عنها: وما كان لكم أن تنزروا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصلاة، أي تلحوا عليه فيها. ونزره نزرا: ألح عليه في المسألة، وفي الحديث: أن عمر رضي الله عنه، كان يساير النبي صلى الله عليه وسلم، في سفر فسأله عن شيء فلم يجبه، ثم عاد يسأله فلم يجبه، فقال لنفسه كالمبكت لها: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب! نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرارا لا يجيبك، قال الأزهري: معناه أنك ألححت عليه في المسألة إلحاحا أدبك بسكوته عن جوابك.
لسان العرب ج 5 ص 203




(2) قال الذهبي: مسطح بن أثاثة ابن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي، المطلبي المهاجري البدري، المذكور في قصة الافك.
كان فقيرا ينفق عليه أبو بكر، ذكره ابن سعد فقال: كان قصيرا، غائر العينين، شثن الاصابع، عاش ستا وخمسين سنة. قال: وتوفي سنة أربع وثلاثين، رضي الله عنه.
قال الذهبي: إياك يا جري أن تنظر إلى هذا البدري شزرا لهفوة بدت منه، فإنها قد غفرت، وهو من أهل الجنة. وإياك يا رافضي أن تلوح بقذف أم المؤمنين بعد نزول النص في براءتها فتجب لك النار!!!!!!!!
سير أعلام النبلاء ج 1 ص 187

قلت: لا أشك أن الذهبي كان يهجر حين كتابته للكلام أعلاه!!!


منقوووووووووول


توقيع : عاشق داحي الباب
من مواضيع : عاشق داحي الباب 0 اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية يجب بغض عبد المطلب وأبي طالب وعدم محبتهما (وثيقة)
0 فتاوى لابن تيمية تفرَّد بحفظها المرجع الشيعي السيد شهاب الدين المرعشي النجفي (وثائق)
0 الأمر بلعن علي بن أبي طالب بعد صلاة الجمعة بشهادة ابن قيِّم الجوزية (وثيقة)
0 اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية : خبر هجرة عمر بن الخطاب علناً ليس له أصل (وثيقة)
0 الشيخ السعدي أما تعتذر أو تحرم الدم العراقي
رد مع اقتباس