عرض مشاركة واحدة

ازهار الرحمة
عضو فضي
رقم العضوية : 33505
الإنتساب : Apr 2009
المشاركات : 2,080
بمعدل : 0.36 يوميا

ازهار الرحمة غير متصل

 عرض البوم صور ازهار الرحمة

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : ازهار الرحمة المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 13-03-2010 الساعة : 02:49 AM




بالعودة إلى بنود الصلح، سنحاول تفكيك ما ورد في كل بند، من كلمات ومعانيها ليتسنى لنا اخراج مظاهر اللاعنف في تلك البنود.
في البند الأول، ترد كلمة تسليم، والتي هي في جذرها - سلم - ومنها السلم والسلام.
ولا تتم عملية تسليم شيء ما إلا بصورة ودية هادئة تحمل كل معاني السلم والسلام بين اثنين أو اكثر.
وشرط التسليم هو العمل بكتاب الله، الذي لا تجد فيه إلا دعوات المحبة والوئام والتسامح ونبذ القطيعة والقتال والعنف، وكذلك سنة رسول الله (ص).
فالتسليم لا يتم إذن إلا على وفق المبدأ القرآني الثابت الذي لا يتغير بتغير الظروف والاحوال، وهو مبدأ احترام الإنسان لإنسانية الآخرين وعدم تهديدها أياً كان شكل هذا التهديد، بالقول أو الفعل.
في البند الثالث: أن يترك سب أمير المؤمنين لما يعنيه هذا الفعل من عنف موجه إلى الآخرين لالحاق الضرر النفسي فيهم، والانتقاص من رمز لهم يجلّوه ويقدسوه، وهو ما اصطلح عليه في عصرنا بالعنف الرمزي أو المعنوي الذي (يلحق الضرر بالموضوع سيكولوجياً: في الشعور الذاتي بالامن والطمأنينة والكرامة والاعتبار والتوازن)(4).
(إذ ليس هناك من تصرف سواء أكان سلبياً - كرفض العون مثلاً - أو ايجابياً، رمزياً كالسخرية مثلاً أو ممارس فعلياً لا يمكنه أن ينشط كسلوك عدواني)(5).
في البند الرابع، أن يفرق بين أولاد من قتل، والمغزى واضح فيه، وهو تعويض هؤلاء الأبناء عما لحق بهم من ضرر نفسي واجتماعي واقتصادي نتيجة مقتل آبائهم المعيلين لهم والمتربين في احضانهم.. فهو تعويض - وإن لم يكن كافياً - عن مرارة اليتم والفاجعة والحزن الذي اصاب هؤلاء الأبناء.. وهو ما نراه تأخذ به المحاكم في القوانين العصرية الحديثة، حين يقيم المتضرر نفسياً الدعوى على من أوقع به الضرر مطالباً بالتعويض المادي عما لحق به.
في البند الخامس: احتوى على أربعة عشرة مادة رافضة للعنف بجميع اشكاله.
فالناس آمنون، ولا يتحقق هذا الأمن إلا بعدم وجود ما يشعر بالخوف وعدم الطمأنينة.
وان يكون الأمن شاملاً لجميع الاعراق والألوان، لا فرق بين اسود واحمر، لان الناس سواسية في الشعور بالخوف والامن.. احتمال الهفوات يدل على العفو لما بدر من الآخرين من أخطاء يبقى الخوف من تبعاتها مسلطاً على الرقاب وباثاً الرعب في النفوس.
وعدم اتباع أحد بما مضى من سابق جناية أو خطأ ارتكبه، ليشعر المخطئ بالعفو عما ارتكبه، ولتكون فرصة لعدم الرجوع إلى الخطأ مرة أخرى ولا يأخذ أهل العراق بإحنة، وتعني الحقد والغضب لانهم قاتلوا ضده، وعلى أمان أصحاب من قادهم للقتال ضده، وهم آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم، إلى آخر ما موجود في هذا البند.
وهي جميعها - تلك المواد - تلح على مبدأ الأمن والطمأنينة وعدم الخوف، وعدم الايذاء، وعدم منعهم من الحصول على ما تعودوا عليه.
كل ذلك يكشف لنا الوجه المدني المتحضر للسياسة التي اتبعها الإمام الحسن (ع) في مقابل الوجه الآخر للسياسة بمعناها الوحشي الذي اتبعه معاوية. سواءاً قبل الصلح أو بعده.
فإذا كان هدف السياسة والممارسة السياسية هو (تحقيق المصلحة، أكانت فـــردية أو جماعية، وتــنميتها والــــدفاع عنها)(6) وهو ما كان يعمل عليه الإمام الحسن (ع)، فإن الوجه الآخر للسياسة الذي هو (بمثابة عملية نزاعية مجردة من كل قيمة إنسانية ومن كل قاعدة اخلاقية ترعى مصالح الآخرين أو تحترم حقوقهم، أو حتى آدميتهم في بعض الحالات)(7) قد عمل عليه معاوية من خلال منزع تسلطي وعنفي يفضي إلى اقصاء أي خصم عن ميدانها بالقمع المنظم والقمع العشوائي.
هذا القمع عند تسليط الضوء عليه، يكشف عن نزعة عدوانية كامنة في نفسية معاوية.. الذي يمكن النظر لعدوانيته (إنها سلوك مدفوع بالغضب والكراهية أو المنافسة الزائدة وتتجه إلى الإيذاء والتخريب أو هزيمة الآخرين)(8).


توقيع : ازهار الرحمة
إذا أعـددت جـيشـك أيهـاالمهـدي للثـورة
وسارت خلفـك الثوّار والصحراءوالغبرة
فضـع اسمي كـجنديٍ وضع من خلفهسطرا
ليبصم إصبعي عشراً ويبصم منحريعشرا

أدعــوا لى بالتوفيق وقضاء الحوائج
من مواضيع : ازهار الرحمة 0 برنامج رائع جدآ جدآيختص بالإمام الحسين (عليه السلام)
0 صور الاماكن المقدسة في مدينة النجف الاشرف
0 خبير في منظمة اليونسكو يريدوينظف التواليت بحرم الإمام الرضا عليه السلام
0 لكل مشكله حل خخخخخخخخخخ
0 هدهد” قناة فضائية شيعيه
رد مع اقتباس