|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 22126
|
الإنتساب : Sep 2008
|
المشاركات : 1,090
|
بمعدل : 0.18 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
النجف الاشرف
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 09-03-2010 الساعة : 01:30 PM
"وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ "
إن لفظ النظر .. يأتي بغير معنى الرؤيا والمشاهَدة والإبصار .. وهُناك فارق في المعنى بين كلمة : نَظَرَ ( بفتح الظاء ) .. و نَظِرَ ( بكسرِها ) ؟؟
فالتي بالفتح تكون بمعنى التفكُّر والتمعُّن .. وتأتي بمعنى الإبصار والرؤيا إن كانت إلى الأجسام .. وتأتي بمعنى البصيرة إن كانت لغيرها .
والبصر يكون بالعين .. والبصيرة تكون بالقلب والعقل والفِكر ،
ونَظِر .. بالكسر ( أي بكسر الظاء ) .. يكون بمعنى الإنتظار والإمهال .. كقوله سبحانه عن إبليس اللعين .. فيقول : ( ربِّ أنظِرني إلى يوم يُبعثون ) .. أي إمهلني وأجعلني أنتظِر .
ولأن النظَر كما قُلنا .....
لا يكون بمعنى الرؤيا .. فإن كان مِن الله يأتي بمعنى الرحمة .. ونفيُهُ يكون مِن الله بمعنى المقت والكُره ،
فيقول سبحانه :
( ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا اولئك لا خلاق لهم في الاخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظُر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) .
فهل الله يرى كُل شيء .. أم لا ؟!
ولكن .. قوله سُبحانه لا ينظُر إليهم .. أي لا يرحمهم ، ويمقتهم .. فالله يمقُت كذلِك أي يكره .
ولمّا كان النَظَر .. يكون إلى الأجسام .. ولأن الله حاشاه أن يكون مُجسّم .. فهو لا يُرى .. ولن يُرى أيضاً .. ولكن تأتي معنى قوله إلى ربها ناظِرة .. أي تنظُره بقلبها بالبصيرة وليس بالبصَر .
وتكون أيضاً مُنتظِرة ما لديه مِن مزيد .. فيقول جل شأنه :
( لهُم فيها ما يشاءون ولدينا مزيد ) .. فهُم ينتظِرون المزيد عن ما يشاءوا مِن ربهم العظيم الكريم وهُم يتفكّرون ويتأملون في عظمته وقدرته .. ويرونه سبحانه ببصيرتهِم وليس ببصرهِم .. لأنه حاشاه أن يكون مِن الأجسام .
وكما قلنا وبيّنا .. فإن النظر ( غير ) البصر والرؤيا .. لقوله جلّ شأنه :
( وتراهم ينظرون إليك وهُم لا يُبصِرون ) .
فبأي حديث بعد الله وآياته تؤمنون !!
وأمّا الظالِمون المُجسِّمون الذين لا يقدِرون الله حقّ قدره .. فتعالى الله عمّا تقولون علواً كبيرا ؟!!
هذا وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين
;);)
|
|
|
|
|