[عبد القوي]

ردا على ما سبق، هذه الاية كما قال ابن كثير ادب الله فيها المؤمنون في تحاورهم وخطابهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم 0

ثم اقول يا من نقلت كلام بان حجر في هذا لماذا لم تذكر كلامه ، فانظر ما قال رحمه الله0 -مقتبسا من كلام - تحت باب: ( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) صلى الله عليه وسلم:

( قال ابن عطية الصحيح ان سببب نزل هذه الاية كلام جفاة الاعارب 0 قلت - اي الحافظ بان حجر - لا يعارض ذلك هذا الحديث فإن الذي يتعلق بقصة الشيخين في تخالفهما في التأمير هو اول السورة : ( لا تقدموا ) ولكن لما اتصل بها قوله ( لا ترفعوا ) تمسك عمر منها بخفض صوته { قلت: يشير الى قوله في الحديث المذكور ، قال ابن الزبير فما كان عمر يُسمعُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الاية حتى يستفهمه }، وجفاة الاعراب الذين نزلت فيهم هم من بني تميم والذي يختص بهم قوله : ( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات ) قال: عبد الرزاق - صاحب المصنف - عن معمر عن قتادة : ان رجلا جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواء الحجرات فقال: يا محمد ان مدحي زين وان شتمي شين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ذاك الله عز وجل، ونزلت ) قلت- اي الحافظ -: ولا مانع ان تنزل الاية لاسباب تتقدمها فلا يعدل للترجيح مع ظهر الجمع وصحة الطرق، ولعل البخاري استشعر ذلك فاورد قصة ثابت بن قيس بن شماس عقب هذا ليبين ما اشرت اليه من الجمع ثم عقب ذلك كله بترجمة باب قوله: ( ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم ) { قلت: يشير الحافظ الى قوله قصة ثابت بن قيس: هو خطيب النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الاية لزم بيته، فسئل عنه النب صلى الله عليه وسلم فقال رجل: انا استعلم علمه، فجاء ثابت فوجده منكسا رأسه، وقال ما شأنك؟ فقال: شر، اني ارفع صوتي عند النبي صلى الله عليه وسلم - وكان جهور الصوت رضي الله عنه - فقد حبط عملي فانا من اهل النار ، فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فرجع الى ثابت بالبشارة فقال - من النبي صلى الله عليه وسلم قل له انك لست من اهل النار بل انت من اهل الجنة ) }0

- الى ان قال الحافظ -: ( في رواية وكيع في الاعتصام : ( فكان عمر بعد لك اذا حدث النبي صلى الله عليه وسلم بحديث حدثه كأخي السرار لم يسمعه حتى يستفهمه ) - وقال - واخرج ابن مردويه من طريق طارق بن شهاب عن ابي بكر قال : لما نزلت ( لا ترفعوا أصواتكم ) الاية قال ابو بكر: قلت: يا رسول الله آليت ان لا اكلمك الا كأخي السرار ) انتهى 8/752 الفتح0

وهذا من تام خوفهم وأدبهم وتأدبهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عمر رضي الله عنهما وعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم 0