|
شاعر
|
رقم العضوية : 39574
|
الإنتساب : Aug 2009
|
المشاركات : 1,995
|
بمعدل : 0.35 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
زكي الياسري
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 29-01-2010 الساعة : 02:16 PM
هـــل ان الابوذيــــة مـــن بحــــر الوافـــــر؟*
بالعودة إلى العروض وكيف تمكن الفراهيدي بذكائه واستقرائه لأشعار العرب أنْ يخرج علينا بهذا العلم
الذي وضعه الله تعالى على يده، بعد أنْ درس جملة كبيرة مما وصل إليه من القريض واستطاع أنْ يضع كل مجموعة
تحت بحر معين, يمكن ان نرى كيف استطاع ايجاد البحر المناسب لبيت معين
رغم كثرة الابيات واختلاف اوزانها ضمن بحر واحد.
ولذلك نجد أنَّ بحر البسيط مثلا يضم عددا كبيرا من أوزان الشعر الفصيح
اعتمادا على التغيير الذي يلحق بتفعيلات البحر (مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ) من زحاف وعلل
يمكن أنْ يغير شكلها بناءا على ذلك.
ولهذا البحر ثلاثة أعاريض وستة ضرب، كما يأتي مشطورا ومجزؤا ومخلَّعا
وبذلك يمكن أنْ تجد المئات من الأبيات المختلفة الوزن فيه.
وعليه يمكننا ولو بشكل ( اولي) ان نناقش موضوع البحر الذي تنظم عليه الابوذية
وهل هو الوافر ام الهزج.
علما ان كثيرا من المهتمين بالادب الشعبي ينسبها الى الوافر مثل الاستاذ علي الخاقاني والاستاذ ربيع الشمري.
أمَّا الوافر الذي تنسب إليه الإبوذية فإنَّه مكون من ثلاثة تفعيلات متشابهة في الشطر الواحد
هي في الأصل كلها (مُفَاعَلَتُنْ) فيكون البحر كله هكذا:
مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ*** مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ
لكن أيا من شعراء العرب لم ينظم على هذا البحر بتمامه،
بل تدخل على تفعيلته الأخيرة علّة (القطف) فتقطع السبب الخفيف في آخرها- تُنْ- فيصبح شكلهُ:
مُفَاعَلَتُن مُفَاعَلَتُن مُفَاعَلُ *** مُفَاعَلَتُن مُفَاعَلَتُن مُفَاعَلُ
ثم تُسكّن اللام الأخيرة في كل شطر (بالعَصْبِ) فتصبح
مُفَاعِل وتنقل إلى فَعُوْلُنْ لأنها على نفس وزنها فيصبح
شكل البيت هكذا:
*
مُفَاعَلَتُن مُفَاعَلَتُن فَعوْلُن *** مُفَاعَلَتُن مُفَاعَلَتُن فَعوْلُنْ
وكثير من الأبيات نُظمت على هذه التفعيلات، منها للمتنبي:
*
بِغَيْرِكَ رَاعِيَاً عَبَِثَ الذِئَابُ
وَتَملِكُ أَنفُسَ الثَقَلَينِ طُرّاً
وَغَيْرَكَ صَارِمَاً ثَلَمَ الضِرابُ
فَكَيفَ تَحوزُ أَنفُسَها كِلابُ
*
كما يمكن أنْ يدخل (العصب) على أي من تفعيلتيه الباقيتين
في كل شطر فيغيرها إلى مَفَاعِيْلُنْ بحيث يمكن أنْ يأتي
البيت كله أحيانا على شكل:
*
مَفَاعِيْلُنْ مَفَاعِيْلُنْ فَعوْلُنْ *** مَفَاعِيْلُن مَفَاعِيْلُن فَعوْلُنْ
كما هو الحال في الإبوذية، ومثاله في الفصيح للمتنبي:
*
سَقَاني اللَهُ قَبلَ المَوتِ يَوماً
دَمَ الأَعداءِ مِن جَوفِ الجُروحِ
*
وبين المثالين أبيات تأتي بتفعيلات مختلفة في الشطرين
وكلها على الوافر رغم اختلاف تفعيلاتها.
أمَّا في الإبوذية فمن الصعوبة أنْ يأتي البيت على (أصل الوافر) الذي نظم عليه العرب أبياتهم،
أي ربما لن تجد بيت إبوذية في الشعبي على هذه التفعيلات:
*
مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعوْلُنْ *** مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعوْلُنْ
*
ولا على غيرها مما لا يدخل العَصْب على تفعيلاتها، أي لا يأتي عادة إلا على الشكل الأخير:
*
مَفَاعِيْلُنْ مَفَاعِيْلُنْ فَعوْلُنْ مَفَاعِيْلُنْ مَفَاعِيْلُنْ فَعوْلُنْ
*
وهذا ليس في الإبوذية فحسب، بل في البحور الشعبية الأخرى.
والسبب برأيي هو:
إنَّ اللهجة العامية لا تحتوي على (فاصلة قصيرة) تُشبِه بوزنِها (عَلَتُنْ)
ولا (فاصلة طويلة) على وزن (فَعِلَتُنْ). فلا نقول في العامية:
*
هذا الرجل عَـرَفَـنَـا : بأربعة حركات متوالية
بل نقول: عِـرَفْـنَـا بإسكان الحرف الثالث
ولا نقول في العامية: عَـتَـبَـةُ دارِنَا بأربعة حركات
بل نقول: عَـتْـبَـةْ دارْنَا بإسكان الحرف الثاني والأخير من الأولى، والثالث من الثانية.
*
فنحوّل بذلك (الفاصلة القصيرة) إلى (سببين خفيفين) كما في كلمة (عَتَبَةُ) التي تصبح (عَتْ بَةْ)،
و (الفاصلة الطويلة) إلى (وتد مجموع وسبب خفيف) مثل كلمة (عَرَفَنَا) التي تصبح (عَرَفْ نَا) وهلّم جرا.
إلا إذا كانت الكلمة المستخدمة في البيت فصيحة مثل- وَطَنِيْ- كما جاء في قصيدة لعريان:
*
(گَلْبي عَلَى وَطَنِيْ). ووزنها (مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُنْ).
*
ولو أراد الشاعر أنْ يقول: (كَلْبِي عَلَى وَطْنِيْ)، بسكون الطاء، لما تمكن من ذلك لسبين:
إولاهما أننا لا بديل لدينا عن كلمة (وَطَنِي او بَلَدِيْ) في العاميةِ،
وثانيهما لمَا استقام وزن الشطر الذي هو مشطور البسيط.
والقصيدة من مشطور البسيط (موال). و منها:
*
إنْزِف صَبُر يَا وَطَن
بيَّه لَك مِيَّة جَرِح
كِلْمَا يِهيِِْدِ الألَم
بِجْرُوْحِي اَذِر الْمِلِح
اَفْدِيْك يَا (وَطَنِيْ)
لَو مِيْة مَرّه َانَْذِبِح
*
فصدرا البيتين الأولين هما (مُسْتَفْعِلُنْ فاعلن)، أمَّا صدر الثالث فهو (مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُنْ)،
لأنَّ وزن (يَا وَطَنْ) هو (فاْعِلُن) أمَّا (وَطَنِيْ) فهي على وزن (فَعِلُنْ).
والعروض يجب أنْ تكون كلها بنفس الوزن، ولو قال (افْدِيْك يَا مَوْطِنِيْ) لعاد إلى العروض مع تمام المعنى.
وإدخال الكلمات الفصيحة التي تحوي فواصل قصيرة او طويلة يؤدي أحيانا إلى عدم استقرار الوزن كما لاحظنا.
فإذا كان أصل بحر الوافر بدون التغييرات ملبيا لطبيعة الفصحى ولكنه يقف عاجزا،
او أنَّ اللهجة العامية تقف عاجزة، عن النظم على تفعيلاته فلا أرى بأن أصل وزن الإبوذية هو بحر الوافر.
وهذه (الفواصل) التي لا توجد او يندر وجودها في العامية موجودة في بحور أخرى مثل (الكامل)
الذي لا ينظم عليه في العامية، والرجز الذي ينظم عليه (الميمر) في العامية إذا جاء تاما،
وأوزان (الحَدي والْنَعِيْ) إذا جاء مجزوء، وعلى تفعيلاته الأصلية عادة (مُسْتَفْعِلُنْ) التي لا تحتوي فواصل.
بينما في الفصيح يدخل عليه (الطيُّ) فتنتقل (مُسْتَفْعِلُن إلى مُفْتَعِلُنْ) المكونة من سبب خفيف وفاصلة قصيرة (مُف- تَعِلُنْ)،
وكذلك يدخل عليه (الخَبَلُ) فتنتقل (مُسْتَفْعِلُن إلى فَعِلَتُنْ) وهي فاصلة طويلة.
وهاتان الفاصلتان لا نجدهما في الشعبي الذي ينظم على الرجز تاما كان أم مجزوء.
ومثال الرجز في الفصيح للمتنبي:
مُحَجَّلٍ نَهدٍ كُمَيتٍ زاهِقِ *** لِلفارِسِ الراكِضِ مِنهُ الواثِقِ
شادِخَةً غُرَّتُهُ كَالشارِقِ *** خَوفُ الجَبانِ في فُؤادِ العاشِقِ
*
ففي البيت الأول جاءت التفعيلات كما يلي:
تقطيع الصدر ////// مُحَجْ جَلِنْ \ نَـهْ دِنْ كُمَيْ \ تِـنْ زا هِقِيْ
تفعيلاته ///////////// مَفَـا عِلُنْ \ مُس تَفْ عِلُنْ \ مُسْ تَفْ عِلُنْ
تقطيع العجز ////// شَا دِخَتَنْ \ غُر رَتُهُوْ \ كَش شَا رِقِيْ
تفعيلاته /////////////مُفْ تَعِلُنْ \ مُفْ تَعِلُنْ \ مُسْ تَفْ عِلُنْ
*
وتلاحظ (مُفْتَعِلُنْ) في بداية ووسط عجز البيت الأول.
أمَّا الشعبي من الرجز التام ومثاله للمؤلف:
*
بِهْوَاك يَا مَحْبُوْب أنَا حِيْلِي إنْهِدَم
حَبَّيَتَك إوْ مَا حَصَّلِت غَيْر الْنّدَم
حَسْبَالِي تَوْفِي اوْيَاي وِتْدَاوِي الألَم
كِل تَعْبِي ضَاع اوْيَاك وِبْجَرَّة قَلَم
*
فلن تجد في تفعيلاته فاصلة قصيرة او طويلة وكما في تقطيع البيت الأول
(بعد تحريك ثواني السواكن أينما وجدت):
إذ أنَّ التفعيلات كلها جاءت على (مُسْتَفْعِلُنْ) وهي لا تحتوي على الفواصل المذكورة.
*
بِهْ وَا كَيَاْ \ مَحْ بُو بَنَاْ \ حِي لِنْ هِدَمْ
حَسْ بَا لِتَوْ \ فِو يَا يَوِتْ \ دَا وِلْ ألَمْ
مُسْ تَفْ عِلُنْ \ مُسْ تَف عِلُنْ \ مُسْ تَفْ عِلُنْ
*
أمَّا الميمر فلا تأتي فيه الفاصلة فَعِلَتُنْ. وتأتي تفعيلته الأخيرة مقطوعة (مَفْعُوْلُنْ):
*
مُسْتَفْعِلُنْ \ مُسْتَفْعِلُن \ مَفْعُوْلُن*** مُسْتَفْعِلُنْ \ مُسْتَفْعِلُنْ \ مَفْعُوْلُنْ
كما في البيت التالي:
إبْلِيْس وَيَّ أهْلِ الهَوَى فـَاتِنِّي
وَيَّام سَعْدِي الْلِّي مُضَن فــَاتَنِّي
الرّاد كِل الْمِسْتِوي فَـاتَنِّي
والرّاد كِل الْخَيَر يِحْظَى بالشَّر
وهذا تقطيعه:
الأولـى ******** الثانية******** الثالثة
إبْ لِيْ سِوَيْ**** يَهْ لِلْ هَوَىْ**** فَاْ تَنْ نِيْ
مُسْتَفْعِلُن **** مُسْتَفْعِلُن***** مَفْعُوْلُن
وَيْ يَاْ مِسَعْ **** دِلْ لِيْ مُضَنْ*** فَاْ تَنْ نِيْ
مُسْتَفْعِلُن***** مُسْتَفْعِلُن***** مَفْعُوْلُن
إرْ رَاْ دِكِلْ*** لِلْ مِسْ تِوِيْ ***** فَاْ تَنْ نِيْ
مُسْتَفْعِلُن****** مُسْتَفْعِلُن******* مَفْعُوْلُن
وِرْ رَاْ دِكِلْ*** لِلْ خَيْ رِيِحْ ***** ظَىْ بِشْ شَرْ
مُسْتَفْعِلُن****** مُسْتَفْعِلُن********مَفْعُوْلُن
*
ويوجد في علم العروض بحر آخر ينطبق تماما على الإبوذية من دون تغييرات كالتي رأيناها في الوافر،
إلا وهو بحر الهزج الذي أصل تفعيلاته في العروض يطابق تفعيلات الإبوذية وهو:
*
مَفَاعِيْلُنْ مَفَاعِيْلُنْ مَفَاعِيْلُنْ **** مَفَاعِيْلُنْ مَفَاعِيْلُن مَفَاعِيْلُنْ
*
ولا يأتي تاما في الفصيح بل (مجزوء) أي بحذف التفعيلة الأخيرة منه في كل شطر:
*
مَفَاعِيْلُنْ مَفَاعِيْلُنْ مَفَاعِيْلُنْ مَفَاعِيْلُنْمثال ذلك:
فَمَا اَحْبَبْتَ مِن شَيْءٍ
فَإنِّي لَسْتُ اَرْضَاهُ
وَمَا تَكْرَهُ مِن شِيْءٍ
فَإنِّي الدَّهْرَ َاهْوَاهُ
*
إلا أنَّ الزمخشري أورد أبياتا على هذا البحر بتفاعيله التامة وهو:
عَفَا يَاصَاحِ مِن سَلْمَى مَرَاعِيْهَا
فَظَلَّتْ مقْلَتِي تَجْرِي مَآقِيْهَا
لكن شعراء العامية نظموا على هذا البحر التام أجمل قصائدهم وأروعها وهي (التجليبة) المشهورة،
لأنَّ تفاعيل هذا البحر ملائمة تماما لمقاطع الكلمات في العامية التي تقل فيها الفواصل القصيرة والطويلة
والتي لا تظهر في هذا البحر. وأول ما قيل منها:
*
أجَلْبَنَّك يَلِيْلِيِ إثْنَعَش تَجْلِيْبَه ***** تِنَام الْمِسْعِدَه وِتْگُوْل مَدْرِيْبَه
*
وهو مشهور جدا إلا أنَّ خليل رشيد في كتاب (أوزان الشعر العراقي) أورده هكذا:
أجَلْبَنَّك يَلِيْلِي أَلِف تَجْلِيْبَه ***** تِنَام الْمِسْعِدَه وِتْگُوْل مَدْرِيْبَه
(لان البيت الاصلي لا ينطبق تماما على وزن التجليبة)
*
فإذا دخل القطف على تفعيلته الأخيرة كما يدخل على الوافر
انتقل البحر إلى وزن الإبوذية المضبوط:
*
مَفَاعِيْلُن مَفَاعِيْلُن فَعوْلُن *** مَفَاعِيْلُن مَفَاعِيْلُن فَعوْلُنْ
ويدخل عليه زحاف الخرم والإذالة كما في التام منه،
وكثير من أبيات الإبوذية تأتي مذالة كما تحدثنا سابقا أي على وزن:
*
مَفَاعِيْلُنْ مَفَاعِيْلُنْ فَعوْلانْ مَفَاعِيْلُنْ مَفَاعِيْلُنْ فَعوْلانْ
مثل هذا البيت الذي سبق ذكره:
دَم هِلَّن بِدَال الدَّمع يِجْفُوْن
عَلَى الْمَاچِنْتَ أظِنْهُم يُوْم يِجْفُـوْن
الْوِدَاع إشْچَان ضَرَهُم لَوَن يِجْفُـوْن
جِفُونِي إوْ كِل عَذُوْلِ إشْتِمَت بِيَّه
*
وأبيات الإبوذية التي يكون عروضُها مذالا كالبيت السابق،
تكون قريبة جدا من بحر الهزج التام (التجليبة).
فهي ليست بحاجة إلا إلى (حرف واحد) ساكن في نهاية التفعيلة الأخيرة لتتحول الإبوذية إلى التجليبة.
فلو أضفنا حرف (الياء) إلى نهاية جناسات البيت السابق لتحول البيت إلى تجليبة:
*
دَم هِلَّن بِدَال الدَّمع يِجْفُوْني **** عَلَى الْمَاچِنْتَ أظِنْهُم يُوْم يِجْفُـوْنى
فتنتقل من وزن الإبوذية (الهزج ذو العروض المقطوفة):
مَفَاعِيْلُن مَفَاعِيْلُن فَعوْلُن *** مَفَاعِيْلُن مَفَاعِيْلُن فَعوْلُنْ
إلى وزن التجليبة وهو بحر الهزج الأصلي التام:
مَفَاعِيْلُن مَفَاعِيْلُن مَفَاعِيْلُن *** مَفَاعِيْلُن مَفَاعِيْلُن مَفَاعِيْلُنْ
*
وهذا يعزز اشتقاق الإبوذية من بحر الهزج كونه الأقرب والأكثر موافقة للهجة العامية فيها.
فأصبح لدينا مستهل قصيدة تجليبة يمكن أنْ نكمل عليه أبياتا أخرى من نظم المؤلف:
*
دَم هِلَّنْ بِدَال الدَّمع يِجْفُوْني
عَلَى الْمَاچِنْتَ أظِنْهُم يُوْم يِجْفُوْنى
جِفُوْنِي إوْ مَا بَعَد مِنْهُم أمَل لاحْباب
خَلَّوني وَحيْد إوْ مَا إلْيَّه أصْحاب
لُو شِفْت الهَوَى ابْهَبَّه يِحَرْك البَاب
أفِزَّن وافْتِكِرْهُم هُمَّه مَرّوني
جِفُوْنِي إوْ مَا بَعَد مِنْهُم أمَل عوْدَه
خَلُّوْنِي عِرِگ مَات إوْ يِبَس عودَه
كِل يوْم الْيِمُر بَاچر گِلِت عودَه
أزورَنْهُم إذا مَا هُمَّه زَارُوْنِي
*
فإذا أردنا أنْ نحول البيت الأخير إلى الإبوذية فما علينا إلا حذف حرف الهاء من جناساته:
++++++
جِِفُوْني إوْ مَا بَعَد مِنْهُم أمَل عَوْد
خَلُّوْنِي عِرِگ مَات إوْ يِبَس عُوْد
كِل يوْم الْيِمُر بَاچر گِلِت عُوْد
أزورَنْهُم إذا مَا شُوْف جَيَّه
-----------
فأصبح إبوذية بعروض مذالة (فَعُوْلانْ) بعد حذف حرف واحد من القافية.
ومثله للمؤلف أيضا هذه المقطوعة من التجليبة:
بِيْدَه الزَّيْن رُوْحِيْ ابْغَفُلْ سَلاّهَا
وِبْصَدَّهْ إوْ دَلالَه ابْمَرَضْ سَلاّهَا
عَلَيْهَا اسْيُوْف سَاْهِيْ العَيْنْ سَلاّهَا
وِبْحِيْرَهْ إوْ عَذَاب الشُّوْگ خلاها
***
حَبِيْب الرُّوْح يَاعِشَّاْگْ مَرْمَرْهَا
وَنْكَرْهَا وَلا هَوْ ابْيُوْم مَرْمَرْهَا
گَلْبَه انْگَلَبْ قَاسِيْ إوْ مِثِلْ مَرْمَرْهَا
گَبُلْ چَاْنََتْ عِشِرْتِيْ اوْيَاه اشْمَحْلاهَا
______
ويمكن تغييرها إلى إبوذية كما يلي:
بِيْدَه الزَّينْ رُوْحِيْ ابْغَفُلْ سَلهَا
وِبْصَدَّهْ إوْ دَلالَه ابْمَرَضْ سَلهَا
عَلَيْهَا اسْيُوْف سَاْهِيْ العَيْنْ سَلهَا
وِبْحِيْرَهْ إوْ عَذَاب الشُّوْگ هِيَّهْ
حَبِيْب الرُّوْح يَاعِشَّاْگْ مَرْمَرْ
وَنْكَرْهَا وَلا هَوْ ابْيُوْم مَرْمَرْ
گَلْبَه انْگَلَبْ قَاسِيْ إوْ مِثِلْ مَرْمَرْ
گَبُلْ چَاْنََتْ عِشِرْتِيْ اوْيَاه هَنِيَّهْ
\\\\\\
فأصبح إبوذية بعروض (فَعُوْلُنْ) بعد حذف حرفين من القافية.
ولرب قائل يقول لم يأت على أوزان الخليل وزن لبحر الهزج مقطوف التفعيلة الأخيرة
ولم ينظم عليه في الفصيح، فأقول:
إنَّ القطف علة يمكن أنْ تقع على تفعيلات الهزج مثلما تقع على غيره من البحور.
كما أنَّ هذا البحر لم ينظم عليه العرب تاما إلى أنْ نبَّهَ عليه الخليل،
فنظموا كما ذكرنا سابقا، فلا يمنع أنْ ينظم الإبوذية على هذا النحو،
علما أنَّ هناك أوزانا أخرى في الشعر الشعبي لم تأت على أي بحر من بحور الخليل
مثل الدارمي الذي يأتي على:
-----------
مُسْتَفْعِلُن فَعْلان مُسْتَفْعِلاتُن
او مُسْتَفْعِلُن فَعْلان مُسْتَفْعِلاتَانْ
**************
(*) من كتاب نقد الشعر الشعبي العراقي
الابوذية اولا
لكاتبه الاستاذ
د.هاشم نعمة الفريجي
|
|
|
|
|