|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 26242
|
الإنتساب : Nov 2008
|
المشاركات : 9,071
|
بمعدل : 1.51 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
آمالٌ بددتها السنونْ
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 27-01-2010 الساعة : 08:54 PM
-5-
فجأة وجدت فاطمة نفسها واقفه في غرفة المكتب التابعه لمنزلهما
تراقب نفسها وهي توظب كُراسات طالباتها بعد ان قامت بتصحيحها.
في تلك الأثناء دخل زوجها وحياها لكنها لم ترد وكتفت بأطفاء
المصباح والنهوض من مكانها. ماان مرت به حتى امسك بذراعها
وسألها بلهجة ساخرة ان كانت تود الشجار. كانت سخريته هي القشه
التي قسمت ظهر البعير فصرخت في وجهه بأنها لم تعد تتحمل أهماله
لها وللأولاد , وغيابه وتأخرة الدائم عن المنزل.دار بينهما جدال
عنيف انتهى بصفعه قويه من زوجهاعلى خدها .لم تتمالك نفسها من
من هول الصدمة وتوجهت نحو المكتبة وأخذت تقذفه بالكتب.
لم ينتبها لحظور ابنتهما الصغيرة ألا بعد ان صرخت متألمة نتيجة
لأصابتها بأحد الكتب. أستدار زوجها عندها وصرخ بعنف اربك
ريم الصغيرة وجعلها تتعثر بالكرسي اثناء محاولتها الفرار.
منظر ابنتهما وهي فاقدة الوعى اثر تعثرها جعل كلن منهما
يهرع ليكون بجانبها. حملها زوجها بين ذراعية محاولاً ايقاضها
ولكن لم يفلح. نقلاها بعد ذلك الى المستشفى وماأن أفاقت حتى
اصابتها نوبة بكاء حادة. انتفضت فاطمة وكأنها تريد ان توقف
الذكرى فهي لا زالت تذكر الألم الذي شعرت به عندما اكتشفت
بعد يومين من الحادثة أن ابنتها لا تستطيع الكلام. قامو بعرضها
على الطبيب ولكنه اخبرهم بأن الأمرمؤقت و ناتج عن الصدمة
وهي ستتحدث وقت ماشائت.....
- فاطمة أين سرحتي يابنتي ؟!
- كنت فقط افكر ليس ألا يا أمي
- ستتناولون الغذاء معنا طبعاً؟
- لا اعلم ياأمي علي في المنزل
لوحده ..... وكريم ربما....
قاطعها زوجها...................
- ليس لدي مانع وبأمكان السائق
ان يحظر علي
- ولكنك تعلم انه معاقب
- عزيزتي انسي العقاب اليوم
فأنا لم أرى حفيدي منذ مدة
لم يتحمل قلبها ان يرفض الرجاء الذي احسته في صوت أمها
فأومأت موافقه...
-6-
في البداية رفض عليٌ الذهاب بوجود والديه هناك, ولكن شوقه
لجديه جعله يعدل عن قراره. في طفولته كان يقضى معظم أوقاته
هنا في منزل العائلة مع جده وجدته يدلالانه ويعلمانه الكثير. عندما
وصل كان الجميع مجتمعون على السفرة حتى ريم كانت موجودة!.
والدتهُ كانت مسترخيه وهادئة وكأنها عادة لطبيعتها الأولى عندما
كان طفلاً حتى انها كانت تُحادث والده وتبتسم له بين الحين والآخر!.
بعد الغداء انتقلو لغرفة الجلوس لتناول الشاي . الأناث فضلن الخروج
للحديقة فتركن الذكور لشأنهم الخاص...
- علي كيف هي احوالك في المدرسة
- هااا..... اسف جدي ماذا قلت؟!
- بني كنت اسألك عن المدرسة !!
نظر علي ناحية والده فوجده مبتسماً وكأنه يقول " تفضل جاوب جدك
هل انت خجلاً من شيء ما ". أغتاض كثيراً من والده ولكن لم يظهر
ذلك كما انه لم يستطع الرد على جده .....
- دعني اجاوبك ياعمي ... درجات
هذه الشاب متدهوره منذ مدة وليس
هذا فقط.. يتشاجر مع اقرانه في المدرسة
كذلك...
- لاحوله ولاقوة الا بالله .. علي
حفيدي المتفوق الذي لطالما ابهج
قلبي بنجاحه وتفوقه ينقلب حاله هكذا ؟!
عتاب جده وخيبة الأمل في صوته كانا شديديّ الوقع على نفسه فهو
يحب جدة كثيراً ويعز عليه ان يراه حزيناً بسببه...
- انظر الي ياقرة عين جدك
كانت شفتاه ترتعشان والدموع تترقرق في عينيه عندما رفع راسه
ونظر الى جده ,, بصوت كئيب أخبره....
- يتشاجران على الدوام ومشاكلهما لا تنتهى
صراخ .. صراخ... ليل... نهار
التفت والد فاطمة ناحية السيد كريم فوجد وجهه شاحباً والحزن في
عينيه, بينما تابع علي بث مافي خاطرة...
- لا استطيع التركيز على شيء
والبقاء في ذاك المنزل اصبح لا يطاق
ياجدي.... لا يطاق
كان علي يمسح دموعه بكم قميصه حركه لطالما نهرته أمه على فعلها
في صغرة. عندما احس بشخص يجلس الى جانبه ويدٌ تمتد لتحتوي رأسه
وتوسده على صدر استقبله بكل حنان ...
- اعدك بأن الصراخ سيتوقف والشجار
كذلك
صوت والده جعله يتصلب قليلاً فآخر شيء كان يتوقعه علي ان الشخص
الذي يضمه هو والده. كان يعتقد انه في احظان جده عندما اجهش بالبكاء!
ولكن هاهو ذا والده يمسح على رأسه ويهدئه بكلمات يملؤها الحب والحنان.
- علي ستتغير الأمور من
الآن وصاعداً هذا وعدٌ مني يابني
وجدك شاهدٌ على كلامي
ابتسم الجد وأومأ برأسه موافقاً وقال....
- ان بدر منهُ اي تقصير فقط اخبرني
وانا سأتولى امره
عندما شمر جده عن ساعديه ضحك علي مبتهجاً, أن يقوم جدة بضرب
والده.. لا .. لا .. هذا شيء مستحيل !!
-7-
مضى شهرٌ تقريباً وأسرة السيد كريم تنعم بالهدوء والأستقرار. لم يعد
السيد كريم يغيب عن المنزل وأموره مع أولاده وزوجته في تحسن
مستمر ولكن حدث مالم يكن في الحسبان.......
- أبي فور وصلنا الى المزرعة اُريد
أن تعلمني ركوب الخيل
ابتسم السيد كريم وأومأ برأسه .كان يغمره احساس رائع لا يستطيع وصفه
ولا تفسيره ولم يفارقه منذ الصباح.هو يعلم ان السبب في شعوره هذا هو
حماس وسرور ابنه وابنته فعندما اخبرهم على الفطور بأنهم ذاهبون الى
مزرعة العائلة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع كادا يطيران من الفرح, وقد
شكراه كلٌ على طريقته عليّ قبل يده ورأسه وريم ألقت نفسها في أحظانه
وقبلته وهذه أول مرة تقوم بها منذُ زمن. لازالت لا تستطيع الكلام ولكن
أمله بالله كبير ويوماً ما ستعاود الحديث...
- عزيزي ألم نصل بعد ؟
- لم يبقى الكثير خمس عشره دقيقة
فقط ونكون هناك
- جيد فظهري بدء يؤلمني
ضغط السيد كريم على زر بجانب كرسي زوجته فمال كرسيها الى
الخلف قليلاً. سألها :
- أفضل ؟
أومأت برأسها وشكرته بأبتسامة عذبة فرد عليها بالمثل.زوجها اصبح
اكثر اهتماماً وتعاوناً, دائماً يساندها ويكون الى جانبها عندما تحتاجه.
لم تعد تشعر بأنها وحيده في تربية ابنائها ولم يعد الحمل ثقيلاً كالسابق.
تنهدت في سرها وحمدت الله وسألته أن يوفقهم دائماً كأسرة.بعد خمس
عشرة دقيقة تماماً كانو يترجلون من السيارة. كان الجميع في استقبالهم
والدا كريم ,اخته مريم وزوجها الدكتور عبد الله , والدا فاطمة.. كلهم
كانوا متواجدين...
-8-
كانت السماءُ صافية والجو رائع. أشعة الشمس كانت تنعكس على العشب
النديّ فيبدو لناظر وكأنهُ سجادةٌ من الزمرد الأخضرالمتلألأ. فضل الجميع
تناول الغذاء في الهواء الطلق على تناوله داخل بيت المزرعة كما يطلقون
عليه. بعد الغذاء توجه السيد كريم مع ابنه عليّ الى الأسطبل ليبدء درسه
الأول في الفروسية. علمه كيف يسرج الخيل ويضع الجام لها وكيف يمتطيها
بطريقة صحيحه...
- أبي هل بأمكاني ان امسك بالجام ؟
- ليس اليوم فأنت لازلت غير قادر
على التحكم بالفرس ,,لابد ان تتعلم
أولاً عن طبائع الخيل لكي تعرف
كيفية التعامل والتحكم بها...
- ومتى ستعلمني ياأبي ؟!
ضحك السيد كريم للهفه في صوت ابنه وقال.....
- كل شيء في آوانه تحلى
بالصبر يابني فهذا درسك
الأول... الآن ترجل بالطريقة
التي علمتك أياها حرر رجلك اليمنى
من الركاب أولاً..... آه أحسنت
انت تلميذاً سريع التعلُم !
ابتسم علي وشعر بالفخربنفسه عندما مدحه والده ورد قائلاً ...
- هذا لأن استاذي احسن تعليمي
- بارك الله فيك والآن اذهب الى
حيث يجلس الجميع واخبرهم
بأني سأخد جوله على صهوة الجواد
لدقائق واعود.
كانت فاطمة تتحدث مع مريم اخت كريم عندما تنبهت الى ان ابنتها ليست
بين الحظور. نهضت من مكانها واسرعت نحو ابنها..
- علي أين ريم ؟
- لا اعلم كانت هنا
منذ دقائق
- عزيزتي لا تقلقي
ربما هي تلعب في مكان ما
كانت تلك والدتها تحاول طمأنتها بعد ان لاحظت قلقها فردت عليها..
- ربما ولكن من الأفضل ان
اذهب للبحث عنها.
بحثت فاطمه في ارجاء المنزل وخلفه ولكن لم يكن هناك اثر لأبنتها
كانت تفكر في الذهاب للأسطبل عندما شاهدت ريم تخرج من الأسطبل
مسرعه. ركضت نحوها وماأن وصلت اليها ورأت الدموع في مقلتيها حتى
ضمتها الى صدرها..
- صغيرتي مالذي حدث
لما تبكين؟
- والدي واقعٌ على الأرض
ولا يتحرك
وقعت فاطمة على ركبتيها من هول الصدمة ولم تستطع الوقوف.
نظرت اليها بعينين دامعتين وهمسة ..
- حبيبتي انتِ تتكلمين !!
- امي ألم تسمعي ماقلت؟! والدي..
قاطعتها فاطمة ......
- أجل .. اجل اذهبي واخبري جديكِ
وانا سأذهب لرؤية والدك... بسرعه
انطلقت ريم لتخبر جديها وتركت امها تحاول استجماع قوتها.
وقفت فاطمة على رجليها المرتعشتين واسرعت نحو الأسطبل.
قلبها كان يتضرع الى الله ان يكون زوجها بخير ولم يصبه
مكروه....
-9-
عندما فتح السيد كريم عينيه كانت زوجته تمسك بيده والجميع من
حوله...
- الحمد الله على سلامتك
قالوها جميعاً في آناً واحد بعدها انهمرت عليها الأسئلة من جميع
الجهات. تأوه وغطى عينيه بيده فقد كان الألم شديد في كتفه وجانبه
الأيمن...
- اخبرتكم انه بخير فلما لا تدعونه
يستريح
- بني عبد الله ألا تسمعه يـتأوه
- عمي لقد اعطيته أبرة مسكنه منذُ
دقائق ويحتاج مفعولها للقليل من الوقت
فالنغادر هيا .... صدقني ليس هناك
مايدعو للقلق...
أومأ والد السيد كريم برأسه وغادر الغرفة هو والباقين فقط فاطمة
بقيت الى جانبه . همسة فاطمة بصوت مخنوق ..
- لقد اخفتنا كثيراً عليك
- حقاً ؟!
منظر حاجبه المرفوع وابتسامته العابثة جعلاها ترد عليه بنفس الأسلوب
- أوه ... أجل فمع من كنت
سأتشاجر لو اصابك مكروه
اطلق السيد كرم ضحكه عالية تلتها عدت آهات ....
- هل انت بخير؟؟
القلق في صوت زوجته جعله يسرع في طمأنتها ....
- أنا بخير لا تقلقي
- عزيزي اود ان اطلعك
على أمر رائع حصل..
- ماهو ؟؟!
- ريم تكلمت وهي من
اخبرتنا بشأن سقوطك من على الجواد
- أعلم
- تعلم !!.. كيف وأنت عدت
لوعيك منذُ دقائق ؟!
- عندما عدت من جولتي كانت تقف
خلف السياج فعرضت عليها الركوب معي
ونحن على الجواد نسير .... أخبرتها بأني
اسف لأني كنت أبا بغيضا .... وطلبت منها
أن تسامحني . عندها تطلعت اليّ واحتظنتي
وقالت : أحبك أبي
كنا قد وصلنا الى الأسطبل قلبت رأسها وأنزلتها
شيء ما هيج الجواد حينها.. حاولت ان اسيطر
عليه ولكن لم افلح...
فاطمة عزيزتي لا تبكي........
اجابت بصوت مخنوق واالدموع تنهمر من عينيها......
- لا استطيع تمالك نفسي ... انا
سعيدة لأنك بخير... وابنتنا تتكلم من
جديد... وأمورنا طيبه
- الحمد الله.. الخالق جل جلاله يُسيٍر
الأمور كيف يشاء ولحكمه نجهلها نحن
البشر... ربما لو لم يحصل ماحصل
لريم لما كُنت تنبهت لتقصيري نحوكم
ولما أدركت اهميتكم بالنسبة لي..
- الحمد الله .. الحمد الله
رددتها فاطمة بقلبٍ محب ممتن اتجاه المولى سبحانه.....
الخاتمة
في الواقع انقطعت اخبار عائلة السيد كريم ولم اعد اعلم شيء عنهم
مصدري الذي كان يمدني بأخبرهم انتقل بانتقالهم الى احد البلدان العربية
, حيث قام السيد كريم بفتتاح فرع لشركته. لا اعتقد انهم سيمكثون طويلاً
هناك فحالما تستتب أوضاع الفرع سيعود السيد كريم مع عائلته لأرض
الوطن.أوه كذت انسى !!.. اخبرني المصدر كذلك قبل سفرهم أن السيدة
فاطمة حامل.. أليس هذا رائعاً ؟؟
|
|
|
|
|