|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 26242
|
الإنتساب : Nov 2008
|
المشاركات : 9,071
|
بمعدل : 1.51 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
آمالٌ بددتها السنونْ
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 07-01-2010 الساعة : 02:04 PM
- 7 -
ما أن غادر علاء حتى نهضت سارة متوجهه الى المطبخ
وعلامات الضيق على وجهها..
- يجب أن الحق بها فهي لا تبدو بخير
أومأ السيد جميل برأسه وتناول الصحيفة التي بجانبه ليقرأها,
عندما وصلت ليلى وجدت ابنتها تجفف دموعها..
- سارة ؟!
- لما بكأكِ حبيتي ؟!
فور سماع سارة صوت والدتها استدارت وألقت نفسها في
أحضان أمها ..
- أمي انا حامل
السرور العارم الذي احست به ليلى افقدها النطق لثوان
لذلك تابعت سارة باكية....
- وأمُقت عمل علاء
اطلقت ليلى ضحكة عدم تصديق.. - يبدو ان ابنتها تعاني من تغير
الهرمونات -..احتضنتها ثانية ومسحت على شعرها
- حبيبتي هوني عليكِ تعالي ...
اخدتها وصعدت بها لغرفتها التي قضت فيها اربعة وعشرين
سنة من حياتها.حامت نظراتها فوق كل ركن من اركان
غرفتها, شعرت بالحنين وتاهت في الذكريات.. لازال كل شيء
كما تركته ليلة زفافها, يبدوان أمها تداوم على تنظيفها فلا أثر
للغبار. كانت تحدث نفسها بذلك عندما جاءها سؤال والدتها ...
- والآن لما كل هذه الأنفعال لكونك حامل ؟!
يجب ان تكوني مسروره لكونك ستصبحين أماً
- اعلم وانا سعيدة جداً ولكن ليس هذه مايزعجني
- أذن ؟!
تنهدت سارة ونظرت لوالدتها بحزن ...
- دائماً ينتابني الخوف عندما يستدعونه هكذا.... اخاف
ان يصيبه مكروه....
- " وقل لن يصيبنا ألا ماكتب الله لنا " ... بنيتي نحن
جميعاً تحت مشيئته سبحانه ونتمسك بأذيال رحمته
ولا نستطيع ان نهرب من المقدر علينا
كون علاء يعمل في مجال خطر هذه لا يعني بأنه
محتومٌ ان يصبه شيء
امسكت ساره بيد والدتها وقبلتها....
- كنت اعلم بأني سأرتاح بمجرد الحديث لك
ياأمي... لا حرمني الله منكِ
ابتسمت ليلى بحنان ومسحت على خذ ابنتها
- نصيحه من أمك التي تحبك كوني سنداً لزوجك
لا عبأً ودعي الهواجس جانباً... بنيتي تفهمينني
أليس كذلك ؟؟
- نعم ياأمي
- والآن لننزل للأسفل ونخبر والدك وإخيكِ بالخبر
السعيد
ماأن وصلتا لممر المؤدي لغرفة الجلوس حتى دخل علاء ولؤي
من الباب الأمامي. ملامح وجهيهما لم تكن تبشر بالخير فهرعت
ليلى نحو ابنها وامسكت بيده...
- بني هل حصل مكروه ؟؟
- حماتي من الأفضل ان نتحدث في غرفة الجلوس
نظرت لعلاء واومأت برأسها موافقه ....
-8-
- لقد تم القبض عليه وهو يقود دراجة ناريه مسروقة
خيم الصمت على الجميع ماأن صرح علاء بذلك. الذهول كان
واضحاً على وجوه أفراد أُسرته .. والدته, أُخته , وأخيه اما
والده فلم يقوى على النظر أليه لذلك ركز نظراتها على الأرض.
كانت ساره هي من كسرت الصمت عندما صاحت...
- علاء ماذا تقول؟؟ هل انت متأكد؟؟
- نعم عزيزتي كان يقود دراجة نارية مسروقة
والمكالمة التي وصلتني كانت من زميلي , عندما
اخبرهم بأسمه عرف فوراً ان بيننا صلة قرابة
فتصل بي..
كان الجميع بانتظار ان يتكلم السيد جميل ولكنه لم يتفوه بكلمة.
لم يتحمل لؤي أكثر فرفع رأسه ونظر الى أبيه وما أن التقت
عيناهما حتى تمنى ان تشق الأرض وتبتلعه. كانت خيبة الأمل
والآسى تكسو ملامح أبيه فما كان منه ألا نهض من مكانه و
توجه الى حيث كان يجلس وركع عند قدميه..
- أقسم بأني لم أكُنْ اعلم ياأبي .... أُقسم
- عمي مايقوله لؤي صحيح فهو لم يسرقها
وصاحب الدراجه شهد بذلك, رفيقه حاتم
هو من سرقها
- اذاً لم كُنت تقودها؟؟
نبرة والده المملؤه بالغضب جعلت قلبه يغوص بين اضلعه, فأجاب
بصوت منخفض..
- كان هناك سباق لدراجات وأردتُ الأشتراك
فقام حاتم وعرضها عليِّ... اقسم بالله بأني
لم اكن اعلم.
- يبدو ان ثقتي لم تكن في محلها..... أذهب لغرفتك
الآن..
- أبي ؟؟!!
قالها لؤي راجياً ألا أن السيد جميل نهض من مكانه وتجه
نحو النافدة.امسك حسام يد أخيه وقادهُ خارج الغرفة.عندما أُغلقَ
الباب خلفهُما تنهد السيد جميل واستدار...
- علاء شكراً بني لن انسى صنيعك هذا
- عمي !!.... لؤي أخي وانتم أُسرتي فلا
تشكرني فهذه واجبي.
- بارك الله فيك يابني
- أبي ؟؟
- نعم صغيرتي
- لؤي لازال صغيراً.. و..... وأنت تعرف كيف هو
القلق في صوت ابنته على أخيها جعله يرفع حاجبه ويبتسم...
- وانتِ تعرفين كيف هو والدك أليس كذلك ؟!
أومأت برأسها وبادلته الأبتسام. أجل هي تعرف كيف هو والدها
طيب , حنون ويعالج الأموردائماً بعقلانية وحكمة بالغه.. ما أروعه
من أب ؟!!.تحدثو في الموضوع قليلاً بعدها غادرت سارة مع زوجها.
-9-
عندما نزل السيد جميل الى غرفة الجلوس كانت زوجته تُخرج
كرات الصوف من صندوق الحياكة الخاص بها. جلس على
الكنبه المقابله لها وتناول الكتاب الموضوع على المنضدة.
- هل تحدثت أليه ؟
لم ترفع بصرها وهي تسأله ذلك, اخذ يتأملها وهي تختبر أبر
الحياكة وتفك الخيوط وتلف اطرافها حول اصابعه وكأنها
تريد ان تتاكد من درجة نعومتها.لو كان بيكاسيو لخلذ هذه
اللحظات في لوحة تنطق جمالاً..
رفعت رأسها فجأة مستغربةً صمته !!, وكررت سؤالها..
- عزيزي هل تحدثت للؤي ؟؟
- اه ... أجل, لقد وعد بأنه لن يكررها
وسيتجنب رفاق السؤ مستقبلاً ..... ندمه
كان واضحاً ولمست الصدق فيه لذلك
سامحته .... مع هذه فهو معاقب
ولن يبرح المنزل لمدة اسبوع وقد اخبرته بذلك.
ضحكت برقه وأجابت ...
- جيد
- اتعلمين كلما كبر الأولاد كلما ازدادت مسؤليتنا
نحن الآباء و الأمهات .. كُنت اعتقد بأنه بمجرد ان يتمكنو من
الأعتماد على انفسهم سنرتاح ولكن كما ترين
المسؤلية لم تنقص بل زادت !!!
- عزيزي لا اعتقد ان دورنا ينتهى ابداً مهما بلغو من
العمر فطالما نحن نحبهم ونهتم لأمرهم فلن نتوقف
عن القلق عليهم ومساعدتهم متى احتاجونا
- اجل كلامك صحيح
- عزيزي؟؟
- نعم
- يجب ان تستعد للعب دوراً جديد
- وماهو ان شاء الله ؟!
- الجد
- سارة حامل ؟!
اومأت برأسها والسعادة مرسومة على شفتيها...
- لهذه اخرجتي صندوق الحياكة !!
انا لم ارك تعملين بالصوف منذ ولادت لؤي
الآن فهمت.... ولكن
لما لم تخبرني تلك العفريته الصغيرة؟!
- عزيزي انت تعرف شخصية ابنتك
مزيج من الجرأة و الخجل.. هي لم تخبر علاء
للآن اتصدق ؟؟!!
لم يتمالك السيد جميل نفسه واطلق ضحكة تملؤها البهجة.تملكه
شعور رائع بعدها.. شعور بالأمتنان نحو الخالق. رفع كفيه ألى السماء
شكر الله وسأله ان يحفظ عائلته ويوفقه في مهمته كأب وجد..
الخاتمة
بعد مرور تسعة أشهر انضم عضوين جديدين لعائلة السيد جميل
مولودة صغيرة أسموها" ميلاد" وزوجة حسام آمال.وقد ولدت الصغيرة
في ليلة زفاف خالها مما جعل الفرحة فرحتين. لؤي التحق بكلية
الطب وكانت تلك مفأجاة للجميع فلطالما اعتقدو بأنه سيسر على نهج
والده وأخيه, ولكن يبدو ان ميوله مختلفة.. والآن لنغلق باب منزل
السيد جميل فلا داعي لأن نتطفل عليهم أكثر.....
|
|
|
|
|