عرض مشاركة واحدة

ارجو رضى الرحمن
عضو جديد
رقم العضوية : 43560
الإنتساب : Oct 2009
المشاركات : 20
بمعدل : 0.00 يوميا

ارجو رضى الرحمن غير متصل

 عرض البوم صور ارجو رضى الرحمن

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : ارجو رضى الرحمن المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-01-2010 الساعة : 07:59 PM


دوائر الاهتمام

لا يتحرك الإنسان إلا لشيء مهم عنده ... ولا يضحي إلا لشيء مهم عنده ... ولا يطور نفسه إلا في الأمور المهمة عنده ... وكذلك لا يسعى للتخلص من العيوب إلا في دائرة اهتماماته ...

جاءني شاب تظهر عليه علامات التعلق بصديق له ... وقد سألني عن طريقة التخلص من العيوب والأخطاء ... وقد كان مهتما جدا لدرجة البكاء
وأنا أعرف في دواخلي أنه لا يبكي إلا على صديقه الذي جفاه ... ولقد حاولت أن أفهمه أن المشكلة الأساسية عنده تكمن في أنه يعيش في دائرة خاطئة هي أساس همومه.

أول شيء أود أن أقوله لك أنه لا يكفي كونك تبحث عن عيوبك أنك في طريق صحيح قبل أن تحدد أين أنت وما هي دائرة اهتماماتك ...

وحتى أصل معك لما أريد من خطورة هذا الأمر لا بد من عدة قواعد تمهد للمطلوب

الاهتمام ثمرة

نعم هو ثمرة واحد من ثلاثة أمور الحب ... الخوف ... الرجاء

فالذي يحب شيئا يهتم به وعلى هذا سر

شاب يقف أمام بيت محبوبته تحت المطر لمدة ساعة ... فلم يكفه الهاتف ولا بد من اللقاء وإذا دققت الفكر ستجد أن هذه المحبوبة في رأس اهتمامات الشاب والسبب هو (الحب)

جاءني شاب يريد أن يتقدم للعمل في إحدى دول الخليج يمسك طلبه بيده قد شد أمره ينظر إلى ساعته بين الفينة والأخرى فالأمر جلل ولا بد من إتقان المقابلة بكل تفاصيلها (الموعد – اللباس – وحتى أدق التفاصيل) ... سألني بلهفة وقد اتسخ طرف ورقة الطلب هل هذا يؤثر على المقابلة فضحكت منه وتذكرت أولياء الله الصالحين وكيف يدققون في علاقتهم مع الله سبحانه وتعالى ...
فما الذي دفع الشاب لهذا الاهتمام الدقيق إنه (الرجاء والخوف) فهو يرجو الوظيفة ويخاف زوالها بفشل المقابلة


الله أو النفس

قيل لحمدون ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا

قال : لإنهم كانوا يتكلمون لعز الدين والرغبة في الآخرة ورضا الله ... ونحن نتكلم لعز أنفسنا والرغبة في الدنيا ورضا الخلق


هي دوائر ستة كل اهتمام يندرج تحتها ... وأنت تعيش في واحدة منها وبعضهم قد فرخ في الثلاثة الأخيرة وباض وهو لا يدري ...

ونحن بدورنا سنقلل دوائر الاهتمامات لتصبح ثنتين بدلا من ستة

فالذي يعمل لمرضاة الخلق فهو في الحقيقة طالب لجلب منفعة أودفع مضرة سواء كانت مادية كالمال أو معنوية كالجاه ... ولذا فطلب الخلق في حقيقته هو سير وراء شهوات النفس ولذا يمكن دمج دائرة الخلق في دائرة النفس

وكذلك الذي يسعى لشهوات الدنيا إنما يطلب ذلك بدافع من شهوات نفسه وإلا ما الذي يدفعه لهذا السعي .... ولذا نقرر بكل راحة أن دائرة الدنيا والنفس هما وجهان لعملة واحدة إلا أن الدنيا هي مكان تواجد الشهوات والنفس هي طالبة هذه الشهوات ... ولذا تجد القرآن الكريم يركز كثيرا على هاتين الدائرتين والتحذير منهما.

وملخص القول ان الدوائر السلبية كلها تجتمع في دائرة واحدة هي دائرة النفس

وكذلك لو دققنا النظر في الدوائر الإيجابية سوف نجد أن جميع الدوائر تلتقي تحت مظلة واحدة هي دائرة الاهتمام المتعلقة بالخالق سبحانه ... فالآخرة هي فضله وجزاؤه وكذلك عز الدين هو أمره وطلبه ... والآخرة لن ينالها الإنسان إلا برضا الله ... وكذلك عز الدين لن يندفع له الإنسان إلا إذا انبثق عن تعظيمه لأمر الله سبحانه (هذا إن كان يسير سيرا صحيحا)

وعليه فالدوائر ثنتان الله أو النفس وانت في واحدة (فأين أنت؟)
...وللحديث بقية...بإذنه تعالى


من مواضيع : ارجو رضى الرحمن 0 "ادارة الوقت"
0 من كتم داءه قتله!!!
0 صلاة الفجر
رد مع اقتباس