بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم ياكريم
للموضوع المطروح عدة جوانب لايمكن لملمتها في سطور لكن لنبدأ بالحقيقه التي لا يختلف عليها أثنان
وهي الايمان المطلق بالغيبة الكبرى والتي نحن الآن
نعيش مرحلة الأنتظار لظهور صاحب العصر والزمان (عج)
والأنتظار لا يعني ان نعيش مكتوفي الأيدي في تطبيق الأحكام الشرعيه بذريعة أن تطبيق وتحكيم الأسلام في حياتنا من مسؤولية الأمام الغائب (عج)
فأن هذا الفهم السلبي للانتظار يتنافى تمام المنافاة مع مفاهيم الاسلام وأحكامه وتشريعاته العامة التي يجب على المسلمين تطبيقها في كل عصر وزمان.
بل أن المسلم مكلف بالعمل بما أُنزل من الأحكام الشرعية وواجب عليه السعي لمعرفتها على وجهها الصحيح ، وواجب عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ما تمكن من ذلك وبلغت اليه قدرته "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته". ولا يجوز له التأخر عن واجباته بمجرد الانتظار للمصلح المهدي والمبشر الهادي، فإن هذا لا يسقط تكليفاً ولا يؤجل عملاً،
فإذن ما هو المراد من الانتظار؟
إن الذي نستنتجه من الروايات والأحاديث الواردة عن النبي (ص) وأئمة أهل البيت (ع) في هذا المجال، هو أن المراد من الانتظار هو: وجوب التمهيد والتوطئة والاعداد لظهور الامام المنتظر (عج).
فقد روي عن النبي (ص) أنه قال: "يخرج رجل يوطىء (أو قال: يمكن) لال محمد، كما مكنت قريش لرسول الله (ص)، وجب على كل مؤمن نصره (أو قال: إجابته)..".
وروي عنه (ص) أيضاً: "يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي".
وعنه (ص) أيضاً: "يأتي قوم من قبل المشرق، ومعهم رايات سود، فيسألون الخير فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون، فيعطون ما سألوه، فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي، فيملأها قسطاً، كما ملؤوها جوراً، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم؛ ولو حبواً على الثلج".
إذن التوطئة والتمهيد لظهور الامام المنتظر (عج) والتأسيس لمشروعه الإلهي العالمي، يكون عبر خطوات كثيرة منها:
1- الالتزام بكافة تعاليم الدين الإسلامي وأحكامه وقيمه واجبها ومستحبها .
2- العمل على نشر مبادىء الاسلام والتعريف به وتقديمه للعالم كطرح بديل ومنقذ وكخيار وحيد لاخراج الناس من الظلمات الى النور وتقديم صورة مشرقة نقية وصافية وأصيلة عن الاسلام للعالم من خلال سلوكنا ومواقفنا وجهادنا.
3- السعي لإقامة حكم الأسلام بين الناس
4- تربية شيعة الامام على الطاعه والالتزام بأوامره والتقيد التام بتوجيهاته، وقد ورد في صفات أنصار الإمام أنهم أطوع للامام من بنانه.
وعلى أساس ما تقدم ننتهي إلى النتيجة التالية وهي:
أن الانتظار ليس هو الرصد السلبي للظهور وللأحداث المتوقعة من دون أن يكون لنا دور فيها..
وإنما هو حركة وفعل وجهد وجهاد وعطاء وتضحية وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وهذا المفهوم الايجابي للانتظار هو الذي يستحق هذه القيمة الكبيرة التي تعطيها النصوص الاسلامية له
كقول الرسول (ص): "أفضل أعمال أمتي الانتظار"، وقوله (ص): "انتظار الفرج عبادة"، أو "المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه".
ولي عوده ثانيه أن شاء الله