|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 44479
|
الإنتساب : Oct 2009
|
المشاركات : 557
|
بمعدل : 0.10 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
يوسف علي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 23-12-2009 الساعة : 04:38 AM
- 12 -
علما أننا في كل أعيادنا وكثير من شعائرنا نقدم تعبيرات وسلوكيات تثير الملاحظات نفسها. وهذا يعني أننا في تعبيراتنا الشعائرية نستند إلى ثقافتنا. ومتى كانت ثقافتنا متخلفة وسلوكنا الجماعي غير منضبط كما نجد لذلك أمثلة في كثير من ممارساتنا الجماعية بدءا من الشعائر التعبدية كالحج وانتهاء بكرة القدم.
فسلوكنا الجماعي في مناسك الحج يضعنا أمام مظاهر وظواهر تعبر عن ثقافات الشعوب الذين لا يمكن السيطرة على سلوكهم الجمعي أو تلطيف ذائقتهم بالشكل الذي يرضي بعضهم البعض. وهكذا نتساءل كم كان يقضي من الحجيج تحت الأقدام أثناء التزاحم والفوضى أثناء التوجه إلى الجمرات وأحيانا في الطواف؟
فكثيرة هي الشعائر ذات الدلالات العقلانية لكننا نسلك إليها ونمارسها بسلوك غير عقلاني. من هنا وجب التمييز بين أصل الشعائر والسلوك الاحتفالي بها. وربما انعكس تخلف أساليبنا نظرا لتخلف ثقافتنا على طريقتنا في القيام بالشعائر.
لكن هذا لا يحجب أهمية الشعيرة حتما. ليس في وسع شعوبنا المتخلفة في أذواقها وتعابيرها أن تنتج أكثر من هذه المظاهر الاحتفالية. وهو ما يتطلب توجيها وتربية. لكن يظل الأمر متراوحا ها هنا بين اتجاهين: اتجاه يملك الشجاعة في نقد هذه المظاهر غير العقلانية.
واتجاه يركز على طبيعة الانفعال الشعبي بوصفه وحده ضامن استمرارية حرارة الطقس. صحيح أن الممارسات الشعبوية تحول الشعيرة إلى طقوس خاوية ومملة متى لم يواكبها مستوى من الإبداع وإخضاع الممارسة الشعائرية في هذا المجال إلى تدريب فني راقي جدا لا يكتفي بالمهارات العشوائية والتقليدية ، بل يستدخل مهارات فنية عالية محترفة.
ما يحدث في محرم حتى العاشر منه من مظاهر احتفالية مهما بدا أمره فهو مناسب لهول الحدث التاريخي. لكن الصمت في هذه الذكرى مهما بدا حكيما أو "متحاكما" لا يناسب الواقعة . فكل مظاهر الاحتفال بعاشوراء يعكس مظهرا إنسانيا بزينه وشينه ولا يخرج عن حدود الإمكان العاطفي للإنسان .
نعم ، إذا ارتقى الحامل للقيم الحسينية في الثقافة والذوق والمعرفة انعكس ذلك على سلوكه الاحتفالي. فقد يكون السلوك الاحتفالي مناسبا لثقافة المجتمع وليس بالضرورة يعكس جمالية القيم الحسينية. وكما ذكرت: إن الإسلام بعد كربلاء ليس هو الإسلام قبل كربلاء. الإسلام بعد كربلاء فرض قيمة جديدة على المسلم: إما أن تكون حسينيا أو لا تكون. "أبد" والله.. لن ننسى حسينا.
hani_dayman@yahoo.fr
|
|
|
|
|