![]() |
مئسات الزهراء
رماديأبيضتريكوازرمادي وسطبيجبرونزيبيج_2 لقد صدر كتابنا " مأساة الزهراء ( ع ) . . شبهات وردود " قبل حوالي أربعة أشهر ، فافتعلت حوله ضجة كان واضحا أنها ترمي إلى تحقيق أكثر من هدف ، ولسنا في وارد الحديث عن ذلك هنا . غير أننا لمسنا من خلال ذلك ضرورة توضيح دواعي إصدار هذا الكتاب ، وسبب اختيارنا لخصوص هذه القضية ، " قضية الزهراء ( ع ) " دون سواها ، مع توخي الاختصار ، والاقتصار على ما هو ضروري ، دون الدخول - لغير ضرورة - في التفاصيل ، ودون التعرض لكثير من القضايا التي قد تحرج البعض أو تخرجهم عن حالة الاتزان ، وهو ما حصل بالفعل حين شعروا أن كتابنا الآنف الذكر يكاد يقترب إلى شئ من تلك القضايا ، فكيف لو أردنا أن نتجاوز ذلك للتصريح ، ثم التوضيح . ولأجل ذلك فنحن نقتصر هنا على الإلماح إلى بعض القضايا ، وعرضها الساذج ، دون أن نحاول توضيحها ، إلا فيما تفرضه الضرورة ، ونترك الخيار بعد هذا للقارئ الكريم والهدف من اختيار مأساة الزهراء ( ع ) لتكون الموضوع الذي نعالجه في سلسلة الموضوعات الكثيرة التي تصدينا لإحقاق الحق فيها مما يمس قضايا الدين والمذهب أمران ،هو أن هذه المفردة " مأساة الزهراء ( ع ) " قد أصبحت بحاجة إلى توضيح وبيان من أجل إزالة ما ربما يكون قد علق في أذهان بعض الناس نتيجة للتشكيكات ! ! أو التساؤلات المنهجية ! ! أو العلمية ! ! - على حد تعبير البعض - التي طرحت عليهم كرات ومرات ، في عشرات المواقف الإذاعية ، والمكتوبة ، والعديد من المقابلات والمراسلات والمراجعات في ردح من الزمن طويل . وقد طرحت أدلة كثيرة ومتنوعة في أكثر من اتجاه تهدف إلى نفي حصول أي عنف ضد الزهراء ( ع ) في بيتها ، أو حتى ضد علي ( ع ) في بيت الزهراء ( ع ) . وقد أعطيت تلك الشواهد والأدلة عناوين فكرية حضارية ! ! مثل " إثارات " أو " علامات استفهام " أو " شكوك في طريق البحث " . . إلى آخر ما هنالك من تعابير أصبحت معروفة ومألوفة . فلذلك أردنا أن نقوم بدراسة الموضوع ، من خلال معالجة تلك " الإثارات " بصورة تفصيلية ، لنتمكن من استيعاب كل ما طرح من أمور تثير هذه الشكوك ، ولنتمكن من ثم من تبديد " علامات الاستفهام " التي رسمت ، علنا نستحق " الشكر " ! ! الذي وعد به هذا البعض عندما قال : " ونحن نشكر من يجيب على علامات الاستفهام التي رسمناها " . ( 1 ) على أمل أن ينتهي الموضوع عند هذا الحد ، وينحل بذلك الإشكال . وكان الشكر الذي وعد به هذا البعض مميزا في نوعه وفريدا في بابه ! ! كما سنلمح إليه إن شاء الله تعالى . إن قضية الزهراء ( ع ) - وبسبب ظروف معينة - قد تجاوزت طابعها العلمي الخاص ، لتصبح عنوانا يشير إلى منهج عام يتعدى مجال التاريخ ، إلى نواح أخرى في مجال الاهتمامات الإسلامية ، كشؤون العقيدة ، وعلم الكلام ، وعلم الأصول ، والحديث والفقه والتفسير ، وحتى اللغة ، بالإضافة إلى أمور كثيرة أخرى إيمانية وغيرها . نعم : لقد أصبحت قضية الزهراء ( ع ) هي ذلك ( الرمز ) ، أو قل : العنوان المشير الذي يختزل منهجا له مفرداته ، وله طابعه الخاص ، وله آفاقه وملامحه ، وسوانحه وبوارحه . - ص 12 - لذلك أردنا أن تكون معالجتنا لهذا الموضوع مشاركة في إنجاز الواجب الذي يشعر به كل مسلم مؤمن ، لا يجد مبررا لأن يقف موقف اللامبالاة ، حيال محاولات التعرض لهذا الدين في عقائده وأحكامه ، وفي رسومه وأعلامه ، لا على قاعدة " التمسك بالموروث المقدس " ، باعتباره دين الآباء والأجداد ، كما يحاول البعض أن يتهمنا ، ويتهم كل أتباع مذهب أهل البيت وعلماء الشيعة الأبرار . . . ( 1 ) بل على قاعدة التمسك بما دل عليه الدليل العلمي القاطع للعذر ، والمثبت للحقيقة . . وحين تنطلق تلك المقولات ، لتثير الشبهات في قضايا الدين ، وتزعزع ثباتها ، فسيكون لكل أحد الحق والحرية في الرد العلمي المناسب عليها ، أيا كان مصدرها ، دون مجاراة أو ممالأة . وتلك هي مسؤولية كل من يمتلك من أسباب العلم والمعرفة ما يخوله القيام بذلك . وهذا ما شهدناه فعلا حيث بادر مراجع الدين وكثيرون ما علماء الأمة إلى تسجيل استنكارهم لمقولات هذا البعض ، وأعلنوا رفضهم لهما ، ولا نتوقع إلا استمرارهم في العمل بواجبهم الشرعي في هذا المجال ونحن معهم على الطريق. |
اللهم صلي على محمد و آل محمد تسلم الأيـادي ع النقل .. نتمنى إن يكون الإختيار القادم أفضل .. |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 08:41 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025