![]() |
قصّة عجيبة عن التنويم المغنطيسىّ
اللهم صل على محمد وال محمد التنويم المغنطيسىّ فـى الحـقـيـقـة انّ التـنـويـم المـغـنـطـيـسـىّ هو نفوذ يتمتّع به المنوّم فيؤ ثّر فى الوسيط بواسطة التنويم ( Hypnotism ) ، فـيـسـلب إ رادتـه ، ويـدفـعـه الى النـوم العـمـيـق ، ويـجـعل روحه فى قبضته . ويجدر ان يطلق على هذا الضرب من النوم - إ ن اجرى على ما يرام ، اى إ ن كانت روح الوسـيـط فـى حـوزة المـنـوّم تـمـامـا - اسـم " انـسـلاخ الروح بـواسـطـة روح اخـرى " ؛ لانّ هـذا الفعل اشبه ما يكون بانسلاخها . واهـمّ شـرط مـن شـروط النـوم ، او إ خـلاء البـدن لروح اخـرى هو وجوب تمتّع المنوّم بشخصية قوية وملكة روحية راسـخة ، اى يتسلّح بإ رادة لا تقهر ، ونفوذ قوىّ امام الوسيط . فإ ن كان المنوّم يتحلّى بهذه المزايا فسيكون بإ مـكـانـه تنويم من يريد ، ويجعل روحه طوع امره . وامّا الوسيط فإ نّه إ ن كان يتمتّع بتلك الصفات التى يتّصف بـهـا المـنـوّم ، ولديـه القـدرة عـلى إ حـبـاط اثـر المـنـوّم فـسـيـمـنـى هـذا الاخـيـر بالفشل فى هذا المضمار . قصّة عجيبة عن التنويم المغنطيسىّ زارنـى يـوما منوّمان متديّنان ، وكان كلّ واحد منهما نسيج وحده فى التنويم المغنطيسىّ ، ونوّما عشرات الوسطاء . وكـان لا يـعـرف احـدهـما الا خر ، فوددتّ ان اعرّف كلاًّ منهما بالا خر ، إ لاّ انّى رايت ان يعرف احدهما الا خر مباشرة ببصيرة الروح ومعرفتها . وبادرت الى سؤ ال احدهما بقولى : ما لديك من الاخبار ؟ اجاب : ادركت موضوعا خطيرا ، فقد نجحت فى اكتشاف الا كسير ! فعقّب الا خر على كلامه قائلا : اتسمح لى بالاطّلاع على خطوات اختراعك الخطير هذا ؟ قال : لا ، إ نّى آليت على نفسى ان اكتم سرّ هذا الاختراع عن الا خرين . فقال له متحدّيا : ساءنوّمك الا ن لتكون روحك طوع امرى ، ومن ثمّ اقف على سرّ اكتشاف الا كسير بيسر . ردّ عليه بقوله : ساءنوّمك انا قبل ان تنوّمنى ؛ لتكون اسرار اكتشافى فى مناءى عنك . وتشمّر كلّ منهما لتنفيذ ما هـدّد بـه إ ثـر الجـدال الذى دار بـيـنـهـمـا ، وارتـجـيـانـى ان اغـلق البـاب ولا اسـمـح لاحـد بالدخول ريثما ينهيان عملهما . فامتثلت لامر ضيفىّ ، وقعدت اراقبهما عن كثب . انـكـفـاء كـلّ مـنـهـمـا الى تـنـويـم صـاحـبـه لمـدّة نـصـف سـاعـة تـقـريـبـا ، ولكـن " بـاءت عـرار بـكـحـل " كـما يقول المثل . وبدا عليهما التعب الشديد واصابهما الا عياء ، ممّا حدا كلاًّ منهما على الاعتراف بقوّة الا خر وقدرته ، واصبحا من تلك الساعة صديقين ، ورغبا عن فكرة تنويم احدهما الا خر . وكـنـت مـطـّلعـا عـلى حـنـكـتـهـمـا ، فـهـمـا يـسـتـطـيـعـان تـنـويـم اشـخـاص صـعـبـى المـراس ، وإ خـضـاع ارواحـهـم خلال عشر دقائق ، ولكن وجد كلّ منهما ندّله فاعيى الامر على الراقى . وزارنـى يـومـا احـدهـمـا ، وهـو الذى ادّعـى انـّه اكـتـشـف الا كـسـيـر ، وقـبـع فـى زاويـة مـن زوايـا المـنـزل لا يـنـبس ببنت شفة ، وغرق فى لجّة من التفكير فى الامور المعنوية . إ لاّ انه كان يراقب حركات القادمين والمـغادرين ، ويصغى الى كلام الحضور ، ولكنّه لا يشاركهم فى آرائهم . فيظنّ من يراه انّه لا يفقه شيئا ، فيعمد مـن لا يـعـرفـه الى جـرّه الى الكـلام ليـسـتـرسـل فـى مـوضـوع مفتعل . وفى اثناء ذلك قال لى شابّ يبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما ، وهو غرّ فى هذا المضمار : إ نّى استطيع ان انوّم شخصا ، واجعل روحه طوع امرى ! فـقـلت له مـازحـا : نـوّم ذلك السـيـّد ( واشـرت الى المـنـوّم القـديـر ) ، واجعل روحه طوع امرك ، فهو يهوّم . قال : لا استطيع تنويم شخص كهذا ، بل استطيع تنويم صبىّ فى العاشرة من عمره . فنصحت له المشورة بقولى : ثابر على مطالعة دروسك ، وتريّث فى هذا الامر ، فالعلم خير لك . وبـيـنـما كنت اتكلّم معه بحرارة حول هذا الموضوع رايته قد اخلد الى النوم ، واخذ يشخر شخيرا عاليا . فالتفت الى ذلك المنوّم فرايته يقعد القرفصاء واضعا راسه على ركبتيه ، وهو ينظر الى الشاب بعينين ناعستين وعلى شفتيه ابتسامة قلت له : اانت نوّمته ؟ فاءوماء براسه وقال : نعم ، اريد ان اعرف من علّمه ؟ ثمّ التفت إ لىّ قائلا : هل لديك مسجّل ؟ قلت : نعم . قال : علىّ به رجاء ، اريد ان اسجّل صوت هذا الشابّ . جـلبـت له المـسـجـّل ، فـاسـتـوى جـالسـا وطـفـق يـسـتـجـوبـه ، وبـادره بـالسـؤ ال : من علّمك هذا الفنّ ؟ اجابه فورا : فلان . قـال : إ ذهـب إ ليـه الا ن ، واطـلب مـنـه ان يـتـّم تـعـليـمـك ؛ لكـى تـسـطـيـع تـنـويـم مـن شـئت سـوى الاطفال . قـال : سـمـعـا وطاعة . ولزم جانب الصمت مدّة ، ثمّ قال : يقول استاذى : إ نّ هذا منوط بك ، إ ذ ينبغى عليك ان تقوّى روحك ؛ لكى تنوّم من تشاء . قـال له : سـل اسـتـاذك ايـهـمـا افـضـل ، مـواصـلة هـذا الطـريـق او الا نـكـبـاب عـلى دروسـى كـمـا قـال لى فـلان ( يـعـنـيـنـى انـا ) قـال : يـقـول اسـتـاذى : الافـضـل ان تـطـالع دروسـك وتـدع هـذا العمل جانبا . وفـى هـذا الاثـنـاء ايـقـظ المـنـوّم الشـابّ بـحـركـات مـن يـده بـدون ان يـمـسـّه ، وادار له شـريـط المسجّل ؛ لكى يرعوى عمّا هو عليه . المصدر عالم الارواح للسيد حسن الابطحي |
يعطكي العافية وتحياتي لك |
حياكم الله غاليتي شكرا لتواجدكم |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 05:01 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025