![]() |
كيف سينتصر؟
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم كيف سينتصر؟ يسال بعضهم قائلا اذا كان الامام (ع)، وهو من قد غاب، في كلتا غيبتيه القصيرة والطويلة، اتقاء للاعداء في عصر الخلافة العباسية بين 260 و328 ه، فكيف يمكن اننتصور ظهوره وانتصاره في مثل هذا العصر؟ لقد استبعد الاسلام اليوم بوصفه قاعدة للرؤية والتشريع والحكم، واصبح المسلمون دولا بعد ان كانوا دولة واحدة، وتواشجت علاقات ومصالح دول العالم مسلمة وغيرمسلمة حتى اصبحت محاولات التغيير الحقيقي الجاد لا بالنسبة للمسلمين فقط وان كانوا الاكثر خطرا في نظر العالم ايديولوجيا وموقعا جغرافيا واقتصاديا بل في كلبقعة من الارض لا تعني اهلها بل العالم كله ودوله الكبرى بالذات، بصورة قد تصل سلبا الى درجة المواجهة الفعلية. والسلاح في عصرنا ووسائل الملاحقة والمراقبة لاتقبل القياس بالعهد الذي غاب فيه الامام (ع) ولا حاجة لتفصيل ذلك فهو معروف. فلو كان الامام (ع) يملك امكانيات الانتصار لكان قد انتظر في ذلك العهد الذي تتكافا فيه من حيث الاصل الاسلحة والوسائل بين مختلف الخصوم، اما اليوم فالامر آكما يبدو خارج حدود ما يقاس وما يفهم... فكيف يمكن اذا ان نتصور ظهور الامام (ع) وانتصاره؟ والخطا الاول، في هذا السؤال، يتمثل في النظر الى الامام (ع) وحركته وامكانياته بالحسابات الشخصية او الاجتماعية والسياسية والعسكرية التي ينظر فيها بالنسبةلاي انسان آخر لا بحساب علاقته باللّه ومشيئته وقياس موقفه ووظيفته وحركته في الظهور على ما كان قائما في مرحلة امامته في ذلك العهد الذي كان يسير فيه آبحكم مرحلة التاسيس على خطبائه نفسه من الحسن العسكري (ع) حتى الامام علي (ع) بل وبالمعيار العام حتى الرسول (ص) من حيث الطرح، ووسائل المقابلةللخصوم والاعداء.. والمسالة ليست كذلك. ان الاجابة تقتضي ان نعود لنتذكر ما اشرنا اليه في الاجابة على السؤال عن حكمة الغيبة الكبرى، واتصالها بالرسالة، وان التقية كانت بالنظر اليها، والى اشتراطاتالظهور ظرفا، ودعوة، ووسائل مقابلة، لا الى الامام (ع) شخصيا.. وقد كان من تلك الحكم: انتظار الظرف الملائم من كل جهة. ومما يتصل بذلك: اولا: ان يتهيا العالم بصورة عامة في غاية مساره العلمي والعقلي لتقبل الرسالة الاسلامية بكل ابعادها، والاصغاء لاخر اوصياء الرسول عليه وعليهم السلام، فهي فيواقعها خارج نطاق الاراء والاجتهادات المذهبية الصيغة الالهية النهائية لحياة الانسان عقيدة وقيما وقواعد تشريع. وتبدو في العالم العلمي في عصرنا اكثر من جهة بدات تشير من خلال ما وصل اليه الفكر الانساني والبحث العلمي في مختلف المجالات الى لقاء حقيقي مع اهمالركائز التي يقوم عليها الدين، والدين الاسلامي بخاصة، مما كان موضع تقاطع حاد بينهما في السابق ((465)) بحيث تهيات بالفعل لاول مرة في التاريخ قواعد مشتركة،وهو ما لم يكن قائما في اي وقت مضى... ان من خصائص العلماء وصفاتهم عدا انهم اكثر ادراكا، واستيعابا للحقيقة، واهتماما بها انهم اكثر موضوعية، وبالتالي اقل انانية وتعصبا للموروث مما هو العائق الاولدون الحق. وحين يشيع العلم، وتتسع آفاق الرؤية لدى اكثر الناس تتهيا القاعدة الاولى لظهور الامام (ع) ودعوته، لذلك فهو لا يخاطب المسلمين وحدهم وان كانواالمنطلق الاول لدعوته، بل العالم باجمعه، ولا على الامة الاسلامية بل تشمل البشرية بعامة. وورد ان المسلمين، بحكم تخلفهم العلمي وتعصبهم للموروث، ابطا استجابةله مما هم النصارى الا قليلا، ليس بما هم نصارى بل بما هم في تلك المرحلة اهل علم وموضوعية. لقد ذكروا ان ذلك بسبب نزول المسيح (ع) معه وصلاته خلفه، وهو مناقش بان احدا منهم لا يشخص المسيح (ع) صورة وشكلا، فاذا ما راوه، فمن خلال الايات التي يقومبها مع المهدي (ع)، ولذلك فاستجابتهم ليست الا من خلال العلم والوعي اللذين رفضوا بهما التثليث المسيحي والحلول والغلو وآراء رجال الكهنوت ومن خلال وعيهمللحق فقط ((466)). ان ظهور المسيح (ع) وصلاته خلف الامام (ع) اشارة لما شاء اللّه سبحانه ان يحيط به الامام من آيات كبيرة هائلة، وبما هو مداه الذي يضم العالم كله. وحين تستجيب قمة العالم العلمي المعاصر للامام (ع) استجابة السحرة لموسى (ع) في عهد فرعون بما يظهره اللّه على يد حجته، وصي محمد (ص) خاتم الرسل (ع)، منعلم وآيات باهرات فان الانتصار الحقيقي على مستوى العالم كله يكون قد حصل حتى لو ابى ذلك الاخرون. ان هذه القاعدة الاولى للانتصار يمكن ان ترى من خلال النظر الى ما ورد من مؤشرات التقدم العلمي والعقلي والتقني القائم في الواقع، والمؤشر اليه في علاماتالظهور الخاصة، وفي ما ذكرناه في الهامش السابق مما وصل اليه البحث العلمي من لقاء مع ركائز الدين. ثم في ما ورد من روايات تشير الى ان الامام (ع) يظهر العلم كله، وهو ما لم يتسع له ادراك اي عصر آخر، وفيه نلمح الصورة العقلية والعلمية للناس في عهده. وبالنظر الى ذلك كله نعرف مدى ما اعطى اللّه للامام (ع) من علم وهدى، بحيث يصبح قائدا وهاديا ومعلما لعصر العلم. وان صلاة المسيح خلفه التي تواترت فيهاالروايات ليست اشارة الى هذه المكانة. ولنعرف مدى ما اعطى الامام (ع) من العلم والهدي علينا ان نقرا الروايات التالية: 1 روي مسندا عن ابي خالد الكابلي عن ابي جعفر (ع) قال: اذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع به عقولهم، واكمل به اخلاقهم ((467))، وفي رواية اخرىاحلامهم . ((468)) 2 وعن جابر عن ابي جعفر (الباقر) (ع) قال: انما سمي المهدي لانه يهدي الى امر خفي ((469)). 3 وعن ابي الجارود عن ابي جعفر (ع) قال (ع): يوحى اليه هذا الامر ليله نهاره. قال قلت: يوحى اليه يا ابا جعفر؟! قال: يا ابا الجارود ليس وحي النبوة، ولكنه يوحى اليه كوحيه الى مريم بنت عمران والى ام موسى والى النحل. يا ابا الجارود: ان قائم آل محمد لاكرم عند اللّه من مريم بنت عمران وام موسى والنحل ((470)). 4 وروي مسندا عن ابي بصير عن ابي عبداللّه (الصادق) (ع) قال: اذا تناهت الامور الى صاحب هذا الامر رفع اللّه تبارك وتعالى كل ما ينخفض من الارض، وخفض له كلمرتفع منها حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته، فايكم كانت في راحته شعرة لم يبصرها ((471)). 5 وعن ابان عن الامام الصادق (ع) قال: اذا خرج القائم لم يبق بين يديه احد الا عرفه صالح او طالح ((472)). وعن عبداللّه بن عجلان عن ابي عبداللّه الصادق (ع) قال، من حديث: يلهمه اللّه تعالى فيحكم بعلمه، ويخبر كل قوم بما استبطنوه، ويعرف وليه من عدوه بالتوسم، قال اللّهسبحانه: (ان في ذلك لايات للمتوسمين، وانها لسبيل مقيم) ((473)). 6 وعن ابان عن ابي عبداللّه (الصادق) (ع) قال: العلم سبعة وعشرون حرفا، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فاذا قام قائمنااخرج الخمسة والعشرين حرفا فبثها في الناس وضم اليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفا ((474)). ومع معرفة ما وصلت اليه البشرية من علم نرى انها تستطيع ان تعرف ان ما اعطاه اللّه للامام (ع) مما لا يقع تحت قياس، وبذلك يعطي الحجة على كونه خليفة للّهوامامامنه. ثانيا : كثرة تجارب البشرية في العالم للقيادات والانظمة، تحت مختلف الاسماء والعناوين والاسر والاحزاب والحركات الثورية والاصلاحية من هذه وتلك، من دون انيحقق اي منها ما يطمح اليه الناس من العدل والامان والضمان والحرية والكرامة، والتربية الاخلاقية التي تعطي للانسانية معناها، او ينهي ما تعانيه من الفقر والقهروالظلم، وتفشي الجرائم والحرب وسقوط الاخلاق، وغير ذلك مما اشارت اليه العلامات العامة والخاصة. ولذلك فهي من دون شك ستصغي، وتستجيب لدعوة التغيير الشامل التي ياتي بها الامام المهدي (ع)، وربما الى ذلك اشار ما ورد بالاسناد الى ابي صادق عنالامام ابي جعفر (ع) قال: «دولتنا آخر الدول، ولن يبقى اهل بيت لهم دولة الا ملكوا قبلنا، لئلا يقولوا اذا راوا سيرتنا اذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء، وهو قول اللّه عز وجل: (والعاقبة للمتقين)[الاعراف: 128] ((475)). وعن هشام بن سالم عن الصادق (ع) قال: «ما يكون هذا الامر حتى لا يبقى صنف من الناس الا وقد ولوا على الناس حتى لا يقول قائل: انا لو ولينا لعدلنا. ثم يقوم القائم بالحق والعدل» ((476)). والصنف هنا ناظر للايديولوجيات والافكار والدعوات والاطاريح لا الى الاجناس والشعوب والقبائل. ثالثا: ان الاسلام نفسه، عقيدة وتشريعا وقيما وآفاق رؤية، اذا عرف كما هو، معرى عن الاراء والاجتهادات الخاطئة، والتطبيقات التاريخية المحرفة ((477)) دينالهي حق يملا النفس والعقل، ويتطابق مع معطيات الفكر والعلم والتجربة في نهاياتها، وتتماسك عقائده ومفاهيمه الكونية والخلقية وتشريعاته الاجتماعية والسياسيةوالاقتصادية بصورة لا يجد الباحث عن الحقيقة عنه بديلا. وكدليل على ذلك يمكن ان ترجع الى القائمة الكبيرة للعلماء والمفكرين الاوروبيين الذين اعتنقوه في هذاالعصر، وهو قمة التقدم العلمي والتقني رغم ما لحقه من تاثير خلافات المذاهب الاسلامية والتطبيق التاريخي. وكمثل قريب نذكر منهم رجلا لا يختلف اثنان على مكانتهفي بلده، كمفكر وفيلسوف معاصر، هو روجيه غارودي الذي كان عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفرنسي والمؤلف الاصيل المعروف. فماذا لو عرف العالم العلمي الاسلام كما هو في واقعه؟ لا شك انه عدة وقوة لا تقاوم وذلك مما هو بيد المهدي (ع). رابعا: ظهور آيات كونية ملفتة توقظ الانسان من غفلته، وتقتل غروره ولا مبالاته، وتقوده مرغما الى اللّه تعالى. وبالتالي تهيئه للانضواء الى حجته (ع). 1- فقد روي عن الامام الصادق (ع) انه قال: يزجر الناس، قبل قيام القائم (ع)، عن معاصيهم بنار تظهر في السماء وحمرة تجلل السماء. (الرواية) ((478)). ومن تلك الايات الصيحة او الفزعة في شهر رمضان. 2- روى الحسن بن زياد الصيقل قال: سمعت ابا عبداللّه جعفر بن محمد (ع) يقول: ان القائم لا يقوم حتى ينادي مناد من السماء تسمع الفتاة في خدرها ويسمع اهلالمشرق والمغرب ((479)). وفي رواية اخرى، عن زرارة: حتى يسمعه كل قوم ((480)) قال (ع): وفيه نزلت هذه الاية (ان نشا ننزل بلسانهم عليهم من السماء آية فظلتاعناقهم لها خاضعين) [الشعراء: 4] . ((481)) 3- وروى السلمي الشافعي عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) انه قال: «اذا نادى مناد من السماء ان الحق في آل محمد، فعند ذلك يظهر المهدي (ع)» قال:اخرجه الحافظ ابو القاسم الطبراني، في معجمه، والحافظ ابو نعيم في مناقب المهدي (ع) والحافظ ابو عبداللّه نعيم بن حماد في كتاب الفتن ((482)). وقد تقدم، في «العلامات الخاصة»، الحديث عن طلوع الشمس من مغربها وما يتصل بها من آيات كونية، ومنها ان تطول السنون، ويلبث الفلك حتى يكون اليومكعشرة ايام والشهر كعشرة اشهر والسنة كعشرة سنين من سنينكم ((483)) ولذلك كله من دون شك، ومتصلا بالاوضاع والاحوال الاخرى التي تعيشها البشرية :اثره البالغ في عقول الناس ونفوسهم بصورة تتهيا معها بصورة تلقائية لاستقبال الامام (ع) بل الهرب اليه. خامسا: ما ذكرناه في «العلامات الخاصة» من الفناء الذي يلحق البشرية حتى يذهب ثلثا العالم، او تسعة اعشاره او خمسة من كل سبعة كما ورد في الروايات ((484))وما يتصل بذلك من خوف وجوع وفوضى تجعل الناس في حالة ماساوية لا نظير لها. واذا كان المسلمون في الثلث او العشر الناجي كما في الروايات فان هذا لا يعني ان تكون هذه النجاة كاملة فالاثار نفسيا وبدنيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا لا بد منان تكون قائمة بصورة ماساوية. 1- فعن محمد بن مسلم عن الامام الصادق (ع) انه قال: «ان قدام القائم (ع) بلوى من اللّه، قلت: وما هي جعلت فداك؟ فقرا: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقصمن الاموالوالانفس والثمرات وبشر الصابرين)». ثم قال: «الخوف... والجوع من غلاء الاسعار، ونقص الاموال من كساد التجارات، وقلة الفضل فيها، ونقص الانفس بالموت الذريع، ونقص الثمرات بقلة ريع الزرع وقلةالثمار» ((485)). 2- وعن الامام الباقر (ع) انه قال: «لا يقوم القائم (ع) الا على خوف شديد من الناس وزلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس وطاعون، قبل ذلك، وسيف قاطع بين العربواختلاف شديد في الناس وتشتت في ما بينهم وتغير من حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحا ومساء مما يرى من كلب الناس واكل بعضهم بعضا. فخروجه (ع)، اذا خرج، يكون عند الياس والقنوط من ان يروا فرجا، فيا طوبى لمن ادركه وكان من انصاره، والويل لمن ناواه وخالفه وخالف امره وكان من اعدائه»((486)). وبذلك تكون الاستجابة للامام (ع) اشبه باستجابة الضال لدليله والغريق لمنقذه، اي انها استجابة فهم واضطرار معا بحكم الحالة، وما يمثله الامام (ع) فيها مركزا للامان،وموطنا للّهدى وساحة للابصار في عالم تعمه الظلمة والضلالة والخوف. وجاء في حديث حذيفة بن اليمان عن النبي (ص): يفرح به اهل السماء والارض والطير والوحش والحيتان في البحر ((487)). وفي حديث قتادة: محبوب في الخلائق يطفىء اللّه به الفتنة العمياء وتامن الارض ((488)). سادسا: ما اعطى اللّه الامام (ع)، خاتم اوصياء محمد (ص) وشاهد رسالته، من قدرات ووهبه من وسائل النصر المعجز بصورة يستطيع بها ان يحقق ما اراده له سبحانه مندور. فاذا كان عهد التاسيس لا يسمح للرسول (ص) ولا لاوصيائه (ع) بتجاوز الوسائل العادية المقابلة الا بحدود اقامة الحجة، اما الحرب فبالوسائل المتكافئة فان المهدي (ع)سيشهر قوة اللّه التي وهبها له، ويستعمل المعجز لاخضاع الطواغيت والجبابرة وبغاة الظلم والفجور. ان الفرصة الطويلة التي اعطيت للعالم، منذ بعثة الرسول (ص)، لمناقشة الرسالة الالهية الاسلامية في اسسها العقائدية وقواعدها التشريعية وما دعمها اللّه به من شواهدالعلم والواقع، كافية لتبرير اللجوء الى ذلك مقابل المعرضين كبرا وعنادا واصرارا على الباطل، وهذا هو ما سيكون. ان المعرفة باللّه، كما تحصل من خلال مظاهر اسمائه: الرحمن الرحيم العفو الغفار، فانها تحصل من خلال مظاهر اسمائه: الجبار المنتقم شديد العقاب. والمهدي (ع) هو من سيعطيها بهذه وتلك. لذلك ورد فيه (ع) انه (ع) من الساعة، وهي عند اهل العرفان ليست الا ظهور المعرفة الكاملة التي تحصل في الموتوالقيامة لدى تقطع الاسباب والرجوع الى اللّه، وتحصل ايضا لدى ظهور الامام (ع) ومواجهته العالم باسماء اللّه في جانب العدل والرحمة وجانب العذاب والنقمة وبمايجاوز المعروف حتى يعرف. وقد فسر بعضهم الوقت المعلوم الذي انظر اللّه اليه ابليس حين استنظره بظهور المهدي (ع) الذي سيقتل ومعه المسيح الدجال والسفياني: وجهي ابليس البشريين.ويقتل الشيطان نفسه يتبع |
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وسنورد بعض الروايات التي تتحدث عما اعطى اللّه الامام (ع) من قوى وجند، وعما يقوم به بدءا في معاملة المارقين والمنافقين على اساس علمه لا على ما يظهرمنهم. 1- روى مسندا عن محمد بن مسلم قال: سمعت ابا جعفر (الباقر) (ع) يقول: القائم منصور بالرعب، مؤيد بالنصر، تطوى له الارض، وتظهر له الكنوز ويبلغ سلطانهالمشرق والمغرب ويظهر اللّه عز وجل به دينه ولو كره المشركون ((489)). 2- وعن عبداللّه بن سنان عن الامام ابي عبداللّه جعفر بن محمد (الصادق) (ع) قال ما معناه ان الامام (ع) ينشر راية رسول اللّه (ص)، وذكر ما يفهم منه انه ليس المرادبالراية ما يفهمه الناس منها او معناها الحقيقي، بل هو رمز لسر النصر المعطى للرسول محمد (ص) فقال: ما هي واللّه من قطن ولا كتان ولا قز ولا حرير. فقلت: من اي شيءهي؟ قال: من ورق الجنة. الى ان قال (ع): لا ينشرها احد حتى يقوم القائم فاذا قام نشرها. قال (ع): «ويسير الرعب قدامها شهرا، ووراءها شهرا، وعن يمينها شهرا، وعن يسارها شهرا» ((490)). 3- وروى مسندا عن الثمالي قال: قال ابو جعفر (الباقر) (ع): «يا ثابت كاني بقائم اهل بيتي قد اشرف على نجفكم هذا..» واوما بيده الى ناحية الكوفة. «فاذا هواشرف على نجفكم نشر راية رسول اللّه، فاذا هو نشرها انحطت عليه ملائكة بدر». وفي هذه الرواية ايضا يعطى للراية معنى غير معناها الحقيقي في اللغة. وانها من اسرار النصر الذي يعطيه اللّه له، فحين ساله الثمالي: وما راية رسول اللّه (ص)؟ قال (ع):عودها من عمد عرش اللّه وسائرها من نصر اللّه لا يهوي بها الى شيء الا اهلكه اللّه ((491)). 4- وبالاسناد الى الثمالي ايضا قال: سمعت ابا جعفر محمد بن علي (الباقر) (ع) يقول: لو قد خرج قائم آل محمد لنصره اللّه بالملائكة المسومين والمردفين والمنزلين والكروبيين، يكون جبرائيل امامه، وميكائيل عن يمينه، واسرافيل عن يساره والرعبمسيرة شهر امامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله والملائكة المقربون حذاه . ((492)) 5- وبالاسناد الى عبد الرحمن بن كثير عن ابي عبداللّه الصادق (ع) في قول اللّه تعالى: (اتى امر اللّه فلا تستعجلوه)[النحل: 1]. قال: هو امرنا امر اللّه عز وجل الا نستعجل به يؤيده بثلاثة اجناد بالملائكة والمؤمنين والرعب ((493)). 6- وبالاسناد الى ابي الجارود عن ابي جعفر (ع) قال: «اذا ظهر القائم (ع): ظهر براية رسول اللّه (ص) وخاتم سليمان وحجر موسى وعصاه» ((494)). والذي نفهه اجمالا انه يعطى من القدرات والايات ما اعطاه اللّه للانبياء واوصيائهم بحكم الدور الذي شاءه اللّه له بوصفه وصي محمد (ص) الحامل لرايته. والاخبار في ذلك كثيرة تقدم بعض منها في الابحاث السابقة، ولا شك في ان بعض ما ذكرناه كاف ليجيب عن السؤال: كيف سينتصر الامام (ع)؟ ان الامر حين يكون مما شاءه اللّه سبحانه وامر الامام المهدي (ع) مما شاءه كما ثبت بالاخبار المتواترة فان السؤال كيف؟ يصبح لا معنى له بالنسبة للمؤمن.. سابعا: لا يعني ما ذكرناه من القدرات والجند المعطى للامام (ع) انه سيستخدم ذلك ابتداء، بل هو يدعو للّه وللاسلام كما امر، ويقابل بالوسائل المعتادة حين يكون ذلكمجديا، ويتعب نفسه داعيا ومحاججا ومجاهدا مع انصاره حتى يسيل العلق والعرق في روايات كثيرة، الا ان ذلك كله له لو شاء ان يتصدى له طاغوت او ما لاقبلللمؤمنين به كثرة وقوة، وقد ورد ان جنده يفتحون روما بالتكبير ((495)). وورد في بعض الاخبار ان اللّه سبحانه يوطىء للامام المهدي(ع) قبل ظهوره بطائفة في اوساط الامة بمختلف اقطارها اهل ايمان ومعرفة يلتزمون الحق، ويرفضونالباطل، ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن رسول اللّه قال (ص): لا تزال طائفة من امتي ظاهرين ويقاتلون حتى ياتيهم امر اللّه وهم ظاهرون((496)). وفي رواية مسلم في باب الامارة: لا تزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناواهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال ((497)). وقد عقد السلمي الشافعي الباب الخامس من كتابه عقد الدرر (من ص 187 الى ص 201) حول من يبعثهم اللّه للتوطئة له قبل امارته، ومما ورد فيه عن عبداللّه بنالحارث: قال رسول اللّه (ص): «يخرج ناس من المشرق فيطئون للمهدي (ع)». ويصف الامام علي (ع) في رواية عنه كنوزا في طالقان ليست من ذهب ولا فضة، ولكنرجال عرفوا اللّه حق معرفته وهم انصار المهدي (ع) آخر الزمان، وتذكر روايات اخرى ابدال الشام، ونقباء مصر ونجباء العراق. وتذكر بعضها الرايات السود التي تاتي منخراسان. ورايي ان كثيرا من هذا الروايات التي تذكر مدنا معينة وصفات لرايات من وضع انصار العباسيين الذين ادعى فيهم محمد بن عبداللّه المنصور المهدوية، ولعلاقة ذلكبابي مسلم الخراساني وما اختاروه من شعار السواد، او من وضع انصار الفاطميين في ما يتعلق بالروايات التي تذكر المغرب ومصر والشام، لعلاقة ذلك بدعوة عبداللّهالمهدي اول الخلفاء الفاطميين ومحل دعوته وملكه. وممن ذهب الى هذا الراي بخصوص وضع الاخبار حول الرايات السود من خراسان ابو الاعلى المودودي قال: «ذكر الرايات السود من قبل خراسان مما يدل دلالة واضحةعلى ان العباسيين ادخلوا هذه الرواية من عند انفسهم بما يوافق اهواءهم وسياستهم، لان اللون الاسود كان شعارا للعباسيين» . ((498)) وفي رواية اخرى عن علي (ع) «فيجمع اللّه تعالى له قوما قزعا كقزع السحاب يؤلف اللّه بين قلوبهم الخ...»، وهناك روايات اخرى يمكن مراجعتها في ما اشرنا اليه منمصادر. وقد ظن بعض المؤمنين، في عصر الائمة من آبائه (ع)، ان الامام (ع) وقد حباه اللّه من آياته ونصره بما اشرنا اليه، سيخضع الناس له من دون عناء، لكنهم (ع) اعلموهم انالامر ليس كما تصوروا فهو سيعادى بدءا من المسلمين، فضلا عن غيرهم وسيدخل بالوسائل المعتادة حربا مجهدة. روي بالاسناد الى بشير النبال انه قال لابي جعفر (ع) انهم يقولون: ان المهدي (ع) لو قد قام لاستقامت له الامور عفوا ولا يهريق محجمة دم فقال (ع): «كلا والذي نفسيبيده لو استقامت لاحد عفوا لاستقامت لرسول اللّه (ص) حين ادميت رباعيته وشج في وجهه، كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح نحن وانتم العرق والعلق. ثم مسحجبهته»((499)).وبالاسناد الى الثمالي قال: سمعت ابا جعفر (ع) يقول: ان صاحب هذا الامر لو قد ظهر للقي من الناس مثل ما لقي رسول اللّه (ص) واكثر ((500)). وبالاسناد الى الفضيل قال: سمعت ابا عبداللّه (الصادق) (ع) يقول: «ان قائمنا اذا قام استقبل من جهلة الناس اشد مما استقبله رسول اللّه (ص) من جهال الجاهلية. فقلت:وكيف ذلك؟ قال: ان رسول اللّه (ص) اتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وان قائمنا اذا قام اتى الناس وكلهم يتاول عليه كتاب اللّه،ويحتج عليه به، ثم قال: اما واللّه ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر» ((501)). وبالاسناد الى المفضل قال: «سمعت ابا عبداللّه (الصادق) (ع) وقد ذكر القائم (ع) فقلت: اني لارجو ان يكون امره في سهولة. فقال: لا يكون ذلك حتى تمسحوا العرقوالعلق» ((502)).قال الشيخ محيي الدين بن عربي في «الفتوحات المكية»، على ما نقله الشعراني والشيخ ابن الصبان في الباب 366: «يبيد الظلم واهله، ويقيم الدين واهله، وينفخالروح في الاسلام يعز اللّه به الاسلام بعد ذله ويحييه بعد موته، يضع الجزية، ويدعو الى اللّه بالسيف، فمن ابى قتل ومن نازعه خذل، يظهر من الدين ما هو عليه في نفسهحتى لو كان رسول اللّه (ص) حيا لحكم به، فلا يبقى في زمانه الا الدين الخالص من الراي يخالف في غالب احكامه مذاهب العلماء فينقبضون منه ذلك لظنهم ان اللّه تعالىلا يحدث بعد ائمتهم مجتهدا» ((503)). وعلى كل حال، ومهما كانت صور المقابلة التي سيستخدمها الامام (ع) في مقابلة خصومه من داخل المسلمين، او من خارجهم، فان من المقطوع به طبقا للرواياتالمتواترة لدى المسلمين من اهل السنة والشيعة انه سينتصر على العالم كله ويملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. روي مسندا عن جابر الانصاري قال: سمعت رسول اللّه (ص) يقول: «ان ذا القرنين كان عبدا صالحا جعله اللّه حجة على عباده» الى ان قال (ص): «وان اللّه مكن له فيالارض وآتاه منكل شيء سببا وبلغ المشرق والمغرب، وان اللّه تبارك وتعالى سيجري سنته في القائم من ولدي، ويبلغه شرق الارض وغربها حتى لا يبقى سهل ولاموضع من سهل ولا جبل وطئه ذو القرنين الا وطئه، ويظهر اللّه كنوز الارض ومعادنها وينصره بالرعب يملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما» . ((504)) وروى مسندا الى ابي بصير قال: قال ابو عبداللّه (الصادق) (ع) في قوله عز وجل (هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)[براءة: 33]. فقال: واللّه ما نزل تاويلها، ولا ينزل تاويلها حتى يخرج القائم (ع) فاذا خرج القائم لم يبق كافر باللّه العظيم ولا مشرك (فلو كان) في بطن صخرة لقالت: يا مؤمن في بطنيكافر فاكسرني واقتله ((505)). وعن ابي بكير قال: «سالت ابا الحسن (ع) عن قوله: (وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها) [آل عمران: 38]. قال (ع): انزلت في القائم (ع) اذا خرج (قام) باليهود والنصارى والصابئين والزنادقة واهل الردة والكفار في شرق الارض وغربها فعرض عليهم الاسلام فمن اسلمطوعاامره بالصلاة والزكاة وما يؤمر به المسلم و(ما) يجب للّه عليه، ومن لم يسلم ضرب عنقه. قلت له: جعلت فداك، ان الخلق اكثر من ذلك. فقال (ع): ان اللّه اذا اراد امرا قلل الكثير، وكثر القليل» ((506)). وعن ابي المقدام عن ابي جعفر (ع) في قول اللّه تعالى: (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) [براءة: 33] قال (ع): لا يبقى احد الا اقر بمحمد ((507)). وعن حذيفة بن اليمان عن رسول اللّه (ص) من حديث: «فلا يبقى على وجه الارض الا من يقول: لا اله الا اللّه» ((508)). المصدر الامام المهدي المنتظر عدنان البكاء |
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم اختي نووورا يعطيك العافية على هذا الجهد القيم والمواضيع الرائعة |
اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آبائِهِ في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ سّاعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً بِرَحَمَتِكَ يَاأَرحّمِ الَرَاحِمِينْ يا ابا عبد الله شكرا لمروركم العطر |
اقتباس:
وأيّده بجنودك .. يا مَن لا يعلم جنودك إلا أنت يا عزيز يا حكيم ، بارك الله لكِ وجزاكِ مِن فضله خير الجزاء ..... |
اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آبائِهِ في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ سّاعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً بِرَحَمَتِكَ يَاأَرحّمِ الَرَاحِمِينْ كريم ال البيت شكرا اخي لمرورك العطر لاحرمنا تواجدك |
ان شاء الله نكون من انصاره سلام الله عليه !
شكرا عل الموضوع نورا في ميزان حسناتكم |
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم .. تحية الله عليكم وسلامه ورحمته ... أحسنتِ وجزاكِ الله خيراً اختي نووورا جعله الله في ميزان الأعمال موفقة لكل خير |
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن (صلواتك عليه وعلى آبائه)في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافضاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً وهب لنا رأفته ورحمته ودعائه وخير برحمتك يا أرحم الراحمين يالله انكون من انصاره احسنتي اختي نووورا انا |
اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آبائِهِ في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ سّاعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً بِرَحَمَتِكَ يَاأَرحّمِ الَرَاحِمِينْ اقتباس:
آمين اخي خادم الائمة شكرا لمرورك العطر لاحرمنا تواجدك |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 03:15 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025