منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   المنتدى العام (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   متى يكون اللسان جسرا للشقاء ؟ (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=64482)

مرتضى العاملي 30-05-2009 06:06 PM

متى يكون اللسان جسرا للشقاء ؟
 
متى وكيف يكون اللسان جسرا للشقاء ؟



قال تعالى : {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}..

إن اللسان نعمة قد من علينا الباري بها، فمن باب الأدب شكر الغني على نعمته وعلى عطيته، وما أجمل أن نطوع النعمة في أداء الشكر!.. لذا فقد ورد على لسان الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام رائعات الدعاء في شكر الإله: ( فكلما قلت لك الحمد، وجب علي لذلك أن أقول لك الحمد ).. ومن سوء الأدب استعمال هذه النعمة والعطية في معصية الإله بدلاً من شكره.. فالإنسان مراقب ومحاسب على ما يقول، وكل ما يتلفظ به فالملائكة الكرام تكتب والغفلة لا زالت مواكبة لكلام اللسان.

وبعد أن عرفنا أن اللسان نعمة وموهبة، علينا أن نعرف أيضاً أن اللسان هو المنجي والمهلك.. فاللسان قد يكون زارعاً حذقاً للرياحين الموصلة إلى الجنان، أو يكون زارعاً للأشواك المؤدية إلى حرارة النيران.

إن لمناقشة دور اللسان والبحث عن الآفات القولية، لهي من الأمور المهمة التي تفتح آفاقاً جديدة لتبصرة المؤمن بالمحذور الشرعي؛ ليتجنبه ويبتعد عنه.. فالإنسان وكما أثبتت دراسات علم النفس، قد يعارض القاعدة التي سنها لنفسه، وألزم كيانه بالعمل بها.. فقد يخوض في أعراض الناس بالباطل، وقد يتكلم في أمور لا تخصه ولا تعنيه، شاهراً لسانه كالسيف، مغتالا لشخصية أخيه المؤمن من حيث لا يشعر، ناسياً قوله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا}.. فالعبرة لمن اتعظ وفهم، وأراد لنفسه الخلاص والنجاة.

لذا فمن باب أولى أن نتطرق للحلول، لتحويل هذه الجارحة إلى وسيلة طيعة لرضا الرحمن، فمن الحلول لعلاج كلل اللسان:

أولاً : مراقبة المصلحة المرجوة في الحديث: إن المؤمن الكيس الفطن، هو الذي يراقب كل تصرفاته، سواء على مستوى الأقوال أو على مستوى الأفعال.. ولينظر نظرة فاحصة لمن يتكلم: لرضا الرحمن، أو لرضا الشيطان؟.. فإذا رأى أنه قد تكلم لرضا المنان، نال الجنان.. وإذا تكلم للشيطان، فقد أستحق الخلود في لظى النيران.. فأمير المؤمنين علي عليه السلام مضرب للشجاعة والإقدام، وهو خير أسوة وقدوة يحتذى بها، لمن أراد أن يسلك طريق النجاة، والوصول إلى شاطئ الأمان.. إذ أنه عليه السلام لم يقتل قط لرضا نفسه وللدفاع عنها، فكان عليه السلام يقاتل لله ولرضاه، كما فعل في يوم الخندق حينما أراد أن يقتل عدو الله عمرو بن عبد ود العامري، فقد كانت ضربة سيفه قربة لله تعالى، لا لإرضاء نزواته ورغباته.. لذا استحقت ضربة سيفه يوم الخندق أن تعدل عمل الثقلين.

ثانياً : ترك الاعتقاد السيئ بالإخوان: إن الله عز وجل قد حصن ذات المؤمن من العيوب والذنوب، فذات المؤمن طاهرة؛ لأنها مؤمنة بالله عز وجل..أما الجوارح فهي العاصية المخطئة في كل الأحوال، فالأولى بالمؤمن ترك ذكر عيوب الناس؛ لأنه بشغل دائم في عيبه عن ذكر عيوب غيره.. والمؤمن الحذق لا يتعامل مع الناس بالصور الذهنية الزائفة، بيد أن غالب الناس لا يتعاملون بالصورة الظاهرية الحسنة للغير؛وذاك لغلبة التعامل مع الصورة الخيالية الكاذبة، والتي تجعل اللسان يخوض في أعراض الناس بالباطل..لذا فمن المستحسن ترك تلك الصور الخادعة، وجعل الواقع الحاكم في البين.. فدين الإسلام -دين الحب والسلام- أمرنا أن نحمل الأخوان على سبعين محمل حسن، وترك التعامل مع الصور الخادعة الزائفة.. فيجب أن نحذو حذو الإمام زين العابدين عليه السلام حينما قال: (اللهم أرنا الأشياء كما هي)!..

ثالثاً : انكشاف ملكوت المعصية: قال تعالى واصفاً لحقيقة الغيبة: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}..
وقال تعالى في موضع آخر في الحديث عن الربا، وما يترتب عليه من أثار سيئة: {إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}.. إن إزالة الحجب المعنوية عن حقيقة المعصية، لتظهر بشكلها القبيح؛ لهو خير معين على الطاعة، وخير دافع لترك الذنوب.. فالمغتاب الذي تكشفت له حقيقة المعصية من أنه يأكل لحم أخيه الغائب، حتماً ستشمئز نفسه من هذه المعصية، وسيبتعد عن ارتكابها، وسيكون عقله هو الآمر والمسيطر على هواه، والمسيطر على هفوات لسانه.

رابعاً : التقليل من الكلام: إن بعض الغافلين عن ذكر الله، والمبعدين عن ساحة رضاه عز وجل، يرون في قلة الكلام نوعاً من التبرم الباطني والتقوقع الروحي.. لذا فإنهم يرون في كثرة الكلام لذة ومتعة، غافلين عن بعض الأضرار الناجمة من كثرة الكلام، والتي أشارت إلى هذه الحقيقة بعض الأحاديث الواردة عن أهل البيت عليهم السلام، والتي مضمونها: (إذا وجدت قساوة في قلبك، وحريمة في رزقك، وسقماً في بدنك.. فانظر لعلك تكلمت فيما لا يعنيك).. لذا فمن المستحسن، ومن باب أولى بالمؤمن أن يترك كثرة الكلام، وأن يترك الخوض في بعض الأمور التي لا تعنيه؛ ليحفظ لسانه من أذى نفسه، وأذى الناس من حوله.. وليكون هادفاً في كلامه، وفي تصرفاته، وأفعاله.

خامساً : ترك الكذب: إن الكذب هو من الأمور المحذورة شرعاً، وهي من كبائر الذنوب المحرمة.. وللكذب نوعان: كذب صريح، وكذب مبطن.. وقد يكون الكذب المبطن أشد شراً من الكذب الصريح؛لأنه يوقع في العداوة والبغضاء في القلب، قبل أن يوقع موقعه في الأسماع.. لذا فالحري بالمؤمن ترك الكذب وسفاسف الأمور؛ لأن ذاته الطاهرة قد ارتبطت بالمولى سبحانه وتعالى، فهي بحصن حصين في الخوض بالأمور المحرمة والمحذورة، لينعم باللقاء الإلهي الموفق.

سادساً : جهاد النفس: إن تلقين النفس بالقوة لنيل رضا الله عز وجل، والابتعاد عن معاصيه، قد يكون سبباً للتوفيق الإلهي والرضى الرباني.. فالباحث عن رضا الله وعن توفيقه عز وجل، يستلزم من أن يكون مراقباً لنفسه،حريصاً على إصلاحها، وتقويم أمرها؛ ليحظى برضا الباري في الدنيا، وبنعيمه الجزيل في الآخرة.


ولكم خالص دعائي

شيعيه ابا عن جد 30-05-2009 06:13 PM

اللهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
موضوع رائع ومفيد
ففلك جزييل الشكر على ما قدمته لنا اليوم من نصائح لا تقدر بثمن
اخي الكريم
مرتضى العاملي
ربي يعطيك الف الف عافيه وبالموفقيه دائما
http://qasralkhair.com/up/uploads/4b9d85df33.gif

ألنور الأقدس 30-05-2009 08:05 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك عدوهم
بارك الله فيك اخي الكريم قد نبهتنا من الغفلة جزاك الله خيرا
وتقبل مروري بكل ود وأحترام

نسمات شرقية 30-05-2009 09:39 PM

دائماً مواضيعك تبهرني
شكري وتقديري لك اخي الكريم
حفظك الرحمن

مرتضى العاملي 31-05-2009 12:58 AM

أبكي على زهرة التقوى وقد ذبلت **في القلب ما بين أثامـي واوزاري
.يابؤس قلبي من الدنيـا وزخرفهـا** اني اعيش على جرفٍ لها هـاوي
.لاتتعب النفس في الدنيا وبهجتهـا** فما السعاده إلا في رضا البـاري...
يارب

بارك الله بكم لحضوركُن اخواتي المؤمنات الطيبات

الاخت الكريمة
شيعيه ابا عن جد
شكرا لك
**
والاخت الكريمة
عاشقة الامام الكاظم
شكرا لك
**
والاخت الكريمة
نسمات شرقية
شكرا لك
ولِكُن خالص دعائي

نور المستوحشين 31-05-2009 03:15 PM


اللسان من أهم الجوارح وأعظمها خطراً على الإنسان لأنه عضو الكلام ويظهر ما في داخله من خير وشر.

واللسان هو الجسر الذي تنتهي بالعبد إما الى الجنة وإما إلى النار فهو سبيل النجاة وطرق الهلاك وهو عنوان السعادة ودليل الشقاء...



بارك الله بكم وسدد خطاكم لمافيه الخير والصلاح

تحياااتي نور...

ايمان حسيني 31-05-2009 07:55 PM

لا تطلقن القول في غير بصر إن اللسان غير مأمون الضرر
لسان الفتى عن عقله ترجمانه متى زل عقل المرء زل لسانه
واحفظ لسانك لا تقل فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق
سلمت يداك اخي مرتضى
وفقك الله وسدد خطاكم لخدمة الله واهل البيت

مرتضى العاملي 01-06-2009 01:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور المستوحشين (المشاركة 805843)
اللسان من أهم الجوارح وأعظمها خطراً على الإنسان لأنه عضو الكلام ويظهر ما في داخله من خير وشر.

واللسان هو الجسر الذي تنتهي بالعبد إما الى الجنة وإما إلى النار فهو سبيل النجاة وطرق الهلاك وهو عنوان السعادة ودليل الشقاء...


بارك الله بكم وسدد خطاكم لمافيه الخير والصلاح

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور المستوحشين (المشاركة 805843)

تحياااتي نور...



أحسنت سيدتي ابو زهراء كما قال امير المؤمنين عليه السلام العاقل لسانه وراء قلبة والاحمق قلبه وراء لسانه

شكرا لك ولحضورك المبارك وتقدير الكريم
لك خالص دعائي

مرتضى العاملي 01-06-2009 01:52 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايمان حسيني (المشاركة 806282)
لا تطلقن القول في غير بصر إن اللسان غير مأمون الضرر

لسان الفتى عن عقله ترجمانه متى زل عقل المرء زل لسانه
واحفظ لسانك لا تقل فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق
سلمت يداك اخي مرتضى

وفقك الله وسدد خطاكم لخدمة الله واهل البيت



بارك الله بكم ووفقكم الله لنطق بما يرضي الله تعالى وشكر لك ولحضورك الكريم وتقديرك المشرق
سيدتي المباركة ايمان حسيني
لكم اسمى تحيااتي وتقديري

عشق الكلمة 01-06-2009 03:52 AM

ما عقد إيمانه من لم يحفظ لسانه
بلاء الإنسان في لسانه فــ اخزن لسانك كما تخزن ذهبك و ورقك
شكرا لك اخى مرتضى العاملى على الموضوع المهم للغاية جعله الله في ميزان حسناتك الخيرة



الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 01:39 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025