![]() |
من كلام الإمام الرضا"عليه السلام" في الاصطفاء.
بسـ الله الرحمن الرحيم ـمـ
اللهم صلى على محمد وآل محمد ............................................. لما حضر علي بن موسى"عليه السلام"مجلس المأمون وقد اجتمع فيه جماعة علماء أهل العراق وخرسان. فقال المأمون :أخبروني عن معنى هذا الآية {ثم أورثنا الكتب الذين اصطفينا من عبادنا} فقالت العلماء: أراد الله الأمة كلها. *فقال المأمون: ماتقول ياأبا الحسن؟ *فقال الرضا"عليه السلام": لا أقول كما قالوا ولكن أقول : أراد الله تبارك وتعالى بذلك العترة الطاهرة"عليهم السلام". *فقال المأمون:وكيف عنى العترة دون الأمة؟ *فقال الرضا"عليه السلام":لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة ،لقول الله :{فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرت بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير}ثم جعلهم كلهم في الجنة فقال عزوجل{جنت عدن يدخلونها} فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم .ثم قال الرضا"عليه السلام"هم الذين وصفهم الله في كتابه فقال{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}وهم الذين قال الرسول الله "صلى الله عليه وآله" :((إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي -أهل بيتي -لن يفترقا حتى يردا علي الحوض))انظروا كيف تخلفوني فيهما،ياأيها الناس لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم. *قالت العلماء:أخبرنا ياأبا الحسن عن العترة هم الآل أو غير الآ ل؟ *فقال الرضا"عليه السلام":هم الآل. فقالت العلماء:فهذا رسول الله يؤثر عنه أنه قال:((أمتي آلي))وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفيض الذي لا يمكن دفعه:((آل محمد أمته)). *فقال الرضا"عليه السلام":أخبروني هل تحرم الصدقة على آل محمد؟ *قالوا:نعم. قال"عليه السلام":فتحرم على الأمة ؟ قالوا:لا. *قال"عليه السلام":هذا فرق بين الآل وبين الأمة. ويحكم أين يذهب بكم {أفنضرب عنكم الذكر صفحاً أن كنتم قوماً مسرفين}. أما علمتم أنما وقعت الرواية في الظاهر على المصطفين المهتدين دون سائرهم؟! *قالوا:من أين قلت ياأبا الحسن؟ *قال"عليه السلام":من قول الله {ولقد أرسلنا نوحاً وإبرهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتب فمنهم مهتد وكثير منهم فسقون} فصارت وراثة النبوة والكتاب في المهتدين دون الفاسقين ،أما علمتم أن نوحاً سأل ربه؟ {فقال رب إن ابنى من أهلى وإن وعدك الحق}وذلك أن الله وعده أن ينجيه وأهله ،فقال له ربه تبارك وتعالى:{ إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صلح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجهلين} *فقال المأمون: فهل فضل الله العترة على سائر الناس؟ *فقال "عليه السلام":إن الله العزيز الجبار فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه. *قال المأمون :أين ذلك من كتاب الله؟ *قال"عليه السلام":في قوله تعالى :{إن الله اصطفى ءادم ونوحاً وءال إبراهيم وءال عمران على العلمين"33" ذرية بعضها من بعض}. وقال الله في مواضع آخر{أم يحسدون الناس على مآ ءاتهم الله من فضله فقد ءاتينآ ءال إبرهيم الكتب والحكمة وءاتينهم ملكاً عظيماً} ثم رد المخاطبة في أثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال:{يأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم} يعني الذين أورثهم الكتاب والحكمة وحسدوا عليهما بقوله{أم يحسدون الناس على مآ ءاتهم الله من فضله فقد ءاتيتآ ءال أبرهيم الكتب و الحكمة وءاتينهم ملكاً عظيماً}يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين والملك ههنا الطاعة لهم. |
*قالت العلماء:هل فسر الله تعالى الا صطفاء في الكتاب؟
*فقال الرضا"عليه السلام":فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعاً. فأول ذلك قول الله:{وأنذر عشيرتك الأقربين} ورهطك المخلصين هكذا في قراءة أبي بن كعب وهي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود فلما أمر عثمان زيد بن ثابت أن يجمع القرآن خنس هذه الآية وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عزوجل بذلك الآل فهذه واحدة. *والآية الثانية في الاصطفاء قول الله :{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} وهذا الفضل الذي لا يجحده معاند لأنه فضل بين . والآية الثالثة حين ميز الله الطاهرين من خلقه أمر نبيه في آية الابتهال فقال{قل} -يا محمد-{تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكذبين} فأبرز النبي"صلى الله عليه وآله" علياً والحسن والحسين وفاطمة"عليهم السلام"فقرن أنفسهم بنفسه فهل تدرون ما معنى قوله:{نفسنا وأنفسكم}? *قالت العلماء:عنى به نفسه. *قال"عليه السلام":غلطتم،إنما عنى به علياً"عليه السلام". ومما يدل على ذلك قول النبي"صلى الله عليه وآله" حين قال:لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلاً كنفسي يعني علياً"عليه السلام". فهذه خصوصية لا يتقدمها أحد.وفضل لا يختلف فيه بشر.وشرف لا يسبقه إليه خلق ،إذ جعل نفس علي"عليه السلام" كنفسه فهذه الثالثة. وأما الرابغة: فإخراجه الناس من المسجده خلا العترة حين تكلم الناس في ذلك وتكلم العباس فقال: يارسول الله تركت علياً وأخرجتنا؟ فقال الرسول"صلى الله عليه وآله":ما أنا تركته وأخراجتكم ولكن الله تركه وأخراجكم . وفي هذا بيان قوله لعلي"عليه السلام":((أنت مني بمنزلة هارون من موسى)) *قالت العلماء:فأين هذا من القرآن؟ *قال أبو الحسن"عليه السلام":أوجدكم في ذلك قرآنا أقرؤه عليكم،قالوا:هات. قال"عليه السلام":قول الله:{وآوحينآ إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلة}ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى وفيها أيضاً منزلة علي"عليه السلام" عن رسول الله"صلى الله عليه وآله". ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول الله"صلى الله عليه وآله"حين قال:((إن هذا المسجد لا يحل لجنب ولا لحائض إلا لمحمد وآل محمد)). *فقالت العلماء:هذا الشرح وهذا البيان لايوجد إلا عندكم معشر أهل بيت رسول الله"صلى الله عليه وآله"؟ * قال أبو الحسن"عليه السلام":ومن ينكر لنا ذلك ورسول الله "صـ الله عليه وآله ـلى"يقول:((أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد مدينة العلم فليأتها من بابها)).ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لا ينكره إلا معاند . ولله عزوجل الحمد على ذلك. فهذا الرابعة . يتبع |
غاليتي يعطيك الف عافيه حفظكِ الرحمن |
مشكورة اختي عهد الولاء~ ع الطرح الرائع في انتضار تكملة البحث http://www.hejrh.com/images/smilies/2.gif |
جعله الله بميزان اعمالك
|
وأما الخامسة:فقول الله عزوجل :{واءت ذا القربى حقه}خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها
واصطفاهم على الأمة . فلما نزلت هذه الآيه على رسول الله"صلـ الله عليه وآله ـى"قال:ادعوا لي فاطمة فدعوها له.فقال:يا فاطمة، قالت:لبيك يارسول الله"صلـ الله عليه وآله ـى".فقال:إن فدك لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب وهي لي خاصة دون المسلمين . وقد جعلتها لك لما أمرني الله به فخدذيها لك ولولدك. فهذه الخامسة. وأما السادسة:فقول الله عزوجل:{قل لا أسئلكم عليه أجر إلا المودة في القربى}فهذا خصوصية للنبي"صلـ الله عليه وآله ـى" دون الأنبياء وخصوصية للآل دون غيرهم. وذلك أن الله حكى عن الأنبياء في ذكر نوح"عليه السلام"{ويقوم لآ أسئلكم عليه مالا إن أجرى إلا على الله ومآ أنا بطارد الذين ءامنوا إنهم ملقوا ربهم ولكنى أركم قوماً تجهلون}وحكى عن هود"عليه السلام" قال:{لآ أسئلكم عليه أجراً إن أجرى إلا على الذي فطرنى أفلا تعقلون} ----- ************* ---- وقال لنبيه"صلـ الله عليه وآله ـى":{قل لا أسئلكم عليه إلا المودة في القربى}.لم يفرض الله مودتهم إلا وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين أبداً ولا يرجعون إلى ضلالة أبداً . وأخرى أن يكون الرجل واداص للرجل فيكون بعض أهل بيته عدواً له فلا يسلم قلب فأحب الله أن لا يكون في قلب رسول الله"صلـ الله عليه وآله ـى" على المؤمنين شيء. إذ فرض عليهم مودة ذي القربى فمن أخذ بها وأحب رسول الله"صلـ الله عليه وآله ـى"وأحب أهل بيته"عليهم السلام"لم يستطع رسول الله أ، يبغضه.ومن تركها ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيت نبيه"صلـ الله عليه وآله ـى"فعلى رسول الله"صلـ الله عليه وآله ـى"أن يبغضه،لأنه قد ترك فريضة من فرائض الله. وأي فضيله وأي شرف يتقدم هذا. ولما أنزل الله هذه الآية على نبيه"صلـ الله عليه وآله ـى"{قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى}قام رسول الله"صلـ الله عليه وآله ـى"في أصحابه ,فحمد الله وأثنى عليه وقال(إيها الناس إن الله قد فرض عليكم فرضاً فهل أنتم مؤدوه)) فلم يجبه أحد. فقام فيهم يوماً ثانياً ،فقال مثل ذلك.فلم يجبه أحد .فقام فيهم يوم الثالث ،فقال(أيها الناس إنه ليس ذهباً ولا فضة ولا مأكولاً ولا مشروباً)). قالوا: فهات إذا؟ فتلا عليهم هذه الآية . فقالوا:أما هذا فنعم. فما وفى به أكثرهم. ثم قال أبو الحسن"عليه السلام": حدثني أبي عن جدي عم آبائه عن الحسين بن علي"عليه السلام"قال(اجتمع المهاجون والأنصار إلى رسول الله"صلـ الله عليه وآله ـى"فقالوا:إن لك يارسول الله مؤونة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها باراً مأجوراً،أعط ما شئت وأمسك ماشئت من غير حرج.فأنزل الله عزوجل عليه الروح الأمين فقال:يا محمد{قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى}لا تؤذوا قرابتي من بعدي ،فخرجوا .فقال أناس منهم:ماحمل رسول الله على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعده أن هو إلا شيء افتراه في مجلسه وكان ذلك من قولهم عظيماً.فأنزل الله هذه الآية {أم يقولون افتراه قل افتريته فلا تملكون لى من الله شيئاً هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيداً بينى وبينكم وهو الغفور الرحيم}فبعث إليهم النبي"صلى الله على وآله"فقال:هل من حدث؟ فقالوا:إي والله يارسول الله ،لقد تكلم بعضنا كلاماً عظيماً فكرهناه،فتلا عليهم رسول الله فبكوا واشتد بكاؤهم ،فأنزل الله تعالى {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون} فهذا السادسة. يتبع |
اشكر مروركم في صفحة "نسمات شرقية -الحب احساس مو كلمة - بنت رقية الحسين" |
إما السابعة فقول الله:{إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 10:00 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025