![]() |
وقفة مع الأدب الحُسيني
السلام على الحسين ، وعلى علي بن الحسين ، وعلى أولاد الحسين ، وعلى أصحاب الحسين ، الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (ع) وقفة مع الأدب الحُسيني لقد دأب أعداء الحق والفضيلة من النواصب ومن لف لفهم إلى إلصاق مختلف أنواع الفرى بأتباع أهل البيت (ع) والطعن بمعتقداتهم الشريفة التي تمثل الأصل الثابت للشريعة الإسلامية السمحاء حيث يقول النبي الأعظم (ص) : (أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي أبداً) فلم يكتفوا بضلالهم وانحرافهم عن أعدال الكتاب بل أصبحوا يكيلون مختلف أنواع التهم والطعونات، وأستغلوا حُب الشيعة وولعهم بأئمتهم الأطهار (ع) وتعلقهم بهم في الدنيا والآخرة، لينسبوا إليهم فرية الغلو بالأئمة الأطهار (ع)، والغلو هو الحب المهلك الذي يقود صاحبه إلى الشرك بالله العلي العظيم والعياذ بالله. وكان في صدر الإسلام قد صدر الغلو من بعض المسلمين تجاه النبي وآله الأطهار (ع) فما كان منهم (ع) إلا أن لعنوهم وتبرئوا منهم. وتوجد لأمير المؤمنين (ع) كلمات مشهورة بهذا الصدد لعل أهمها قوله : (هلك في اثنان محب غال، وعدو قال) والطرف الأول ((محب غال)) هو الذي يؤلهه ويعطيه أكبر من منزلته الدنيوية، وهو بالتأكيد يعد عدواً لله ولرسوله وللأئمة الأطهار (ع) لذلك بادر أمير المؤمنين (ع) في حياته لإخماد نيران تلك الفتنة والاقتصاص من هؤلاء حيث قال عندما هم بإحراقهم: لما رأيت الأمر أمراً منكرا أججت ناري ودعوت قنبرا فنقول لهذا الناصبي المخبول، ولكل من تأثر بقوله من ضعاف العقول، بأننا مأمورون من الله (سبحانه وتعالى) في كتابه العزيز بالأيمان بالله وبرسله وملائكته وكتبه. وبالموت والبعث والجنة والنار..... الخ، فهل يا ترى يعد الأيمان بأحد هؤلاء هو شرك بالله العلي العظيم؟! فإن الأيمان بكل هؤلاء هو إيمان بالله وبقدرته وقضائه، والأيمان بالحسين وسائر الأئمة الأطهار (ع) هو جزء من الأيمان بالله تعالى، ونحن حينما نقول : (أمنا بالحسين) نعني آمنا بربِ الحُسين، الحسين الذي هو أمين الله وحجته بغض النظر عن كونه أبن بنت رسول الله (ص) وسيد شباب أهل الجنة. ولأن قضيته الحقة هي التي خلّدت الدين ومجدت شريعة سيد المرسلين، وكيف لا وقد قال (ع) : (إن كان دين محمد لم يستقم فيا سيوف خذيني) وما لنا لا نؤمن بإمامة رجل قال فيه نبينا الأعظم (صلى الله عليه وىله) كما تشهد أمهات كتب إخواننا من أهل السنة : (حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا) و (الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا) وما لنا لا نعشق رجلاً قتل مظلوماً ظمآناً مع أهل بيته وأصحابه ليجسد صورةً من أروع صور التضحية والفداء والإيثار دون الرضوخ للطغاة الكافرين وعلى رأسهم يزيد الكافر الذي أفصح عن مكنون كفره عندما أنشد وهو يضرب ثنايا الحسين (ع) بمخصرته: لعبت هاشم بالملك فلا خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل يا حسين يا أشرف وأعظم إنسان من المبتدأ للرجعة لذلك كان بعض مراجع الدين يؤكدون على ضرورة إشراف الحوزة العلمية على الأشعار الرثائية وتنقيحها لغوياً وكان الشعراء والخطباء قد شملتهم توجيهات آية الله العظمى السيد الشهيد الصدر الثاني (قده) من على منبر الكوفة المعظم حيث قال: (فمن هنا أطالب الخطباء والشعراء بمختلف مستوياتهم وأماكنهم أن يبدءوا من الآن بتصحيح أفكارهم وأشعارهم عن الحسين (ع) وأصحابه وكل المعصومين (ع) فلا ينظموا إلا بلسان الحال الذي يكون أقرب إلى الحق لا أن يكون أقرب إلى الباطل والعياذ بالله ويستمر ذلك جيلاً بعد جيل حتى لا نسمع من الأشعار الباطلة والمنحرفة شيئاً بعد هذا الزمان بعون الله سبحانه وتعالى وحسن هدايته وتوفيقه. والأفضل في هذا الطريق هو أن يكون الشعر بإشراف الحوزة الشريفة في كل مكان وفي كل زمان فما قالته الحوزة للشاعر أنه حق أخذ به ونظمه في شعره وما قالت له الحوزة أنه باطل ومشكوك أو أن انطباعه سيء أو لا مصلحة في ذكره ونحو ذلك تركه إلى غيره (الحمد لله الأفكار الحقة كثيرة)) (1) فالحمد لله الذي حمى دينه بهذه الحصون المنيعة على أعداءه والداعية إلى سبيله من حراس الشريعة السمحاء. والسلام عليك ياسيدي ويا مولاي يا اباعبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك، السلام على العلماء الأمناء الشهداء السعداء ورحمة الله وبركاته. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) خطبة صلاة الجمعة الرابعة والأربعون لآية الله العظمى السيد الشهيد الصدر الثاني (قده). |
شكرا لك لكن الموضوع لا يخص منتدانا سأنقلهُ لمنتدى ثورة الحسين عليه السلام البغدادي |
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال وجعلنا من خدمة الحسين دعواتي |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 03:06 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025