![]() |
خفايا تأبى الإنكشاف....
لا تغُرَنَّكُم الدُّنيا الدَّنيئة بزينتها الزائفة ، ولا يَخْدَعَنَّكُم الزَّمن الكاذب بِمَكْرِ الثَّعالب التي تصطاد فريستها فور تصديقها لها ! فحال تلك الفرائس المُصطادة كحالنا نحنُ بني البَشر ، فتارة نُخدع أيضًا وكثيرًا ما نكون فريسة الفخاخ التي أعدَّها لنا أولو المَكرِ والخِداع ، والأدهى والأَمَر من ذلك كُلِّه أنَّهُم يتجسَّدون لنا بشخصياتٍ تَنَكُرية مُنمَّقة تُظهرهم بصورة حسنة مُخالفة لما عليه بواطنهم من خفايا أَبَتْ أن تَنكَشِفَ وتُفضَح . وقد تكون تلك الخفايا المُبهمة من الأسرار التي يُخفيها الزَّمن لسببٍ ما ، فهي لا تُتِيح لنا الفرصة الكاملة للتعرف على الشَّخصيات التي نواجهها بشكل دائم ، فنكتفي بالسطحية والأغلفة والأمور الظاهرية فقط ، وهو الأمر ذاته ما يجعل مُعظم الناس يجهلون نوايا بعضهم البعض ، مما يتسبب في سطحية علاقاتهم التي تتخللها ابتسامات ساطعة بين الوجنتين لا نعلم ما السِّر العظيم الذي تُخبِّئه بينها ! فقد تتحول تلك الابتسامات الصادقة مظهرًا والكاذبة باطنًا إلى ابتسامات حقد وضغينة تشوبها أَنْتَن الروائح القذرة وهي الفتنة وأخواتها اللاتي غُرسن بين حنايا مِعوَجَّة . والفتنة تتشكل بأي شكلٍ من الأشكال ، وهي أساس الخفايا ومركزها الرئيسي الذي ترتكز عليه ، فأحيانًا تجدها تصدر من أعقل النَّاس ظاهرًا وأغباهم باطنًا ، وأحيانًا تتشكل لنا في صورة إنسان يدَّعي صِدق إيمانه إلاّ أنَّ إيمانه مظهري لا عملي ، فهو أشبه ما يكون بالثمرة التي تتباهى بحلاوة منظرها الخارجي مُتناسية خراب باطنها سيِّء المذاق ونتن الرائحة ! والفتنة النَّتنة ليست وحيدة بل هي وأخواتها تعاضدوا لتشكيل خلايا وأحزاب من الأحقاد والأغلال ، والأنانية والكراهية ، وسوء النوايا ، والنِّفاق الذي يُعد من أشد الصفات علاقة بالفتنة ، حيث خِداع الناس بالكلام المَعسول المُنَقَّى الذي تتحلى به مسامع الآخرين فيكونوا مُجبرين على تصديق كلام المُنافق وأفعاله كُلِّها رُغم أنه كاذب مُحتال . وللخفايا أقسام عِدَّة لا تقتصر على هذه فحسب ؛ ولا يشترط أن تكون مُرتبطة بالفتنة ، فهناك من يهتم بالمظهر الخلاّب أكثر من اللازم ، ظنًّا منه بأن حُسن الزينة وبهائها وما تمتلكه من ماركات عالمية مقياسًا تُقاس به الشخصيات ، ومثالاً يحذو الناس حذوه ، وعلى الرغم من أنَّ المقياس الذي استعملوه في ذلك كان مُزيَّفًا إلاّ أنَّ الكثيرين قد جرفهم التَّيار إلى هذا الدرب ، فصاروا يَرَونهم بنظرة الإعجاب وبأعيُنٍ تملؤها الدهشة والانبهار، كما رفعوا من منزلتهم التي كانت مُهانة في أسفل السافلين وجعلوها في أعلى العِلِّيِّين ! .. كفانا هُراءً ! أما زلنا نزحف خلف سَرابِ المظاهر ؟! إنَّها سخافة امتلكها صِغار العُقول ظنًّا منهم بأن ظاهرهم المُلَفَّق مقياسًا حقيقي يقيسون به أنفسهم ، ولو عُدنا إلى عين الحقيقة والصواب لوجدناها تُنافي الظاهر المُزيَّن بالأموال ، كما أنها تُخالف كل المظاهر الخدَّاعة التي تتظاهر بعكس ما عليه بواطنهم ، علمًا بأن الباطن هو حَكَم النفس الذي يُحدِّد معدن المظاهر الحقيقي . .. هي دعوة للغوص في أعماق كل من حولنا لنكتشف حينها حُلولاً للخفايا السَّوداء التي شوهها الزَّمن وجعلها خلافًا للمظاهر التَنَكُرية المُنمَّقة . تحياتي نور.. |
كلمات جداً رائعه
احسنتِ يا نور المنتدى ننتظر الجديد |
مشكوره غناتي نور على الموضوع الرائع .. ربي يعطيج العافيه .. وماعدمنا جديدك المميز دائماً ..
تحياتي .. أنوار البتول .. |
مشكورة أختي على هذا الإبداع الجميل الغير مستغرب منك إحتي العزيزة
|
لكم مني جزيل الشكر إخوتي لتواصلكم الدائم معي
واتمنى ان اكون عند حسن ظنكم تحياتي نور... |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 11:40 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025