![]() |
عصمة الانبياء
يقول بعض المؤلفين : إنّ قوله تعالى : ( وَلَقَد هَمَّت بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَولاَ أَن رَّءَا بُرهَانَ رَبِّهِ )(1) معناه : « أنّ يوسف (عليه السلام) تحرّك بغريزته وبما هو بشر اندفاعاً من شهوته الجنسية نحو العمل بعد الإغراء عليه ، إلاّ أنّه لمّا رأى برهان ربه امتنع عن المعصية » وهذا المقدار وهو وجود الداعي للمعصية لا دليل على عدمه بالنسبة للمعصوم بل المنافي للعصمة هو المعصية الخارجية .
ماهي عقيدة الشيعة في مسألة العصمة وحدودها ؟ الجواب : المراد بالعصمة هي أنّ الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) بلغوا من العلم واليقين حداً لا تنقدح في نفوسهم الدواعي للمعصية فضلا من فعلها ، وهذا لا يتنافى مع قدرة الإنسان على المعصية ، كما أنّ الإنسان العادي معصوم عن بعض الأفعال القبيحة كأكل القاذورات مثلا مع قدرته عليها ، لكنه لشدة قبحها في نظره لا ينقدح في نفسه الداعي لفعلها فضلا عن القيام بها . وإنما أعطى الله تعالى الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) هذه الخصوصية لعلمه جلّ (1) سورة يوسف آية : 24 . وعلا بأنهم يمتازون على سائر البشر بشدة طاعتهم له بقطع النظر عن هذه الخصوصية ، وهذا لا ينافي قدرتهم على المعصية كما ذكرنا . وأمّا الآية التي استدلّ بها في السؤال وهي قوله تعالى : ( وَلَقَد هَمَّت بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَولاَ أَن رَّءَا بُرهَانَ رَبِّهِ )(1) فهي على عكس المطلوب أدلّ ; لأن لفظ ( لولا ) دال على امتناع همّه بالمعصية لرؤية برهان ربّه . وهذه هي عقيدة الشيعة المستفادة من الآيات والأخبار ، خصوصاً آية التطهير الواردة في عصمة أهل البيت (عليهم السلام) . وكلّ كلام يخالف ما ذكرنا فهو مخالف لمسلّمات المذهب . |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 05:29 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025