![]() |
الباهر في تواتر إرجاع النبي أبي بكر في قضيّة براءة
بسم الله الرحمن الرحيم ..
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم اجمعين إلى يوم الدين .. قال العلامة ابن المطهّر الحلّي، رضوان الله عليه في منهاج الكرامة: الحادي عشر أنّ النبيّ أنفذ أبا بكر لأداء سورة براءة، ثمّ أنفذ علياً وأمره بردّه، وأنْ يتولى هو ذلك..؛ فمنْ لا يصلح لأداء سورة أو بعضها، فكيف يصلح للإمامة العامة، المتضمنة لأداء الأحكام إلى جميع الأمة؟!!. ردّ ابن تيمية هذا –في منهاج السنّة- قال: والجواب من وجوه؛ أحدها: أنّ هذا كذب باتفاق أهل العلم وبالتواتر العام؛ فإنّ النبي استعمل أبا بكر على الحج سنة تسع، لم يردّه ولا رجع، بل هو الذي أقام للناس الحج ذلك العام، وعليّ من جملة رعيته يصلّي خلفه، ويدفع بدفعه، ويأتمر بأمره، كسائر من معه، وهذا من العلم المتواتر عند أهل العلم، لم يختلف اثنان في أنّ أبا بكر هو الذي أقام الحج ذلك العام، بأمر النبي، فكيف يقال إنّه أمره برده؟!! ([1]). أقول أنا الهاد : جليّ أنّ ابن تيمية خبط خبط عشواء، فما قاله من التواتر دعوى صلعاء، وفريةٌ عمياء، فهاك عن الصحابة العلماء، عدّة طرق ناصعة بيضاء، تفصح عن أنّ ما قاله ابن تيمية هباء ، وما ادعاه هواء ، بل قد تواتر أنّ النبيّ أمر بردّ أبي بكر، تواتراً بلغ على بعض المباني السماء، فهاك ما فيه استيعاب وشيء من إيفاء .. الصحابي الأول: أنس بن مالك الطريق الأوّل: سماك عن أنس بن مالك قال الترمذي (279): حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عفان بن مسلم، وعبد الصمد بن عبد الوارث، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن أنس بن مالك، قال: بعث النبي ببراءة مع أبي بكر، ثمّ دعاه فقال: «لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلاّ رجل من أهلي» فدعا علياً فأعطاه إيّاه. هذا حديث حسن غريب من حديث أنس بن مالك([2]). قال الحافظ ابن حجر (في الفتح 8 : 320 ) : وأخرج أحمد بسند حسن عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر فلما بلغ ذا الحليفة قال لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي فبعث بها مع علي قال الترمذي حسن غريب. قال الألباني: حسن الإسناد([3]) . قال الأستاذ عبد الله الدهيش: إسناده صحيح([4]) . وقال وصي عبّاس: إسناده حسن([5]). وقال حسين سليم أسد: إسناده حسن([6]). قلت أنا الهاد: بل إسناده صحيح على شرط مسلم، فرجاله رجال الشيخين إلاّ حماد وسماك، فقد احتج بهما مسلم واستشهد بهما البخاري، وهو نص ظاهر أنّ النبيّ دعا أبا بكر وردّه؛ وثمّة تلاعب بألفاظ الحديث؛ فقد ورد –بعين هذا الإسناد- النص الصريح بردّ أبي بكر .. ففي معجم ابن الأعرابي (340) قال: وحدثنا عليّ (بن سهل العفاني، ثقة دون كلام)، حدثنا عفان(بن مسلم الباهلي، ثقة حافظ حجّة خ م)، حدثنا حمّاد بن سلمة(البصري، إمام فوق الوصف خ م)، عن سماك(بن حرب الذهلي، ثقة بإجماع، تغير قبل موته، ولا يضر هيهنا؛ فرواية الإمام حماد عنه قبل التغير، خ م)، عن أنس أنّ النبي بعث ببراءة مع أبي بكر الصديق إلى أهل مكة، فقال النبي: «ردّوه» فردّوه، فقال أبو بكر ما لي أأنزل في شيء؟!!. قال النبي: «لا، ولكنّي أمرت أنْ لا يبلغها إلاّ أنا أو رجل منّي» فدفعها إلى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ([7]). قلت أنا الهاد: رجاله ثقات على شرط الشيخين، سوى علي بن سهل، وهو ثقة بإجماع، وقد تكلّم في حفظ سمّاك عن خصوص عكرمة، وأياً كان فرواية الإمام حمّاد عنه، قبل التغيّر في الراجح الأقوى . يشهد له.. تنبيه : أرجو من الأخوة الموالين، سيما الفضلاء، تقويمي فيما لو زل القلم، أو شط الفهم، فلقد كتبته في مدة قصيرة، واستقصاء عاجل، وحال ضعيف؛ فلولا أن بعض أهل العناد أثارنا في جحود هذا، لما قوينا عليه ..، والله المستعان على ما يصفون .. يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ([1]) منهاج السنّة (ابن تيمية) 8 : 295. رشاد سالم . ([2]) سنن الترمذي 5 : 275 رقم : 3090. تحقيق : أحمد محمد شاكر ([3]) سنن الترمذي(مذيل بأحكام الألباني): 491 ، رقم: 3090. طبعة بيت الأفكار الدوليّة ، على نفقة محمد الراجحي. ([4]) الأحاديث المختارة للمقدسي (تحقيق: أ.عبد الله الدهيش) 6: 171، رقم: 2175. دار خضر للطباعة ، بيروت. ([5]) فضائل أحمد(تحقيق: وصي عبّاس)2: 562 ، رقم: 946. جامعة أم القرى ، السعوديّة . ([6]) مسند أبي يعلى (ت: حسين سليم أسد) 5: 412، رقم: 3095. دار المأمون للتراث ، دمشق . ([7]) معجم ابن الأعرابي (=أحمد بن محمد بن زياد، أبو سعيد البصري) 3 : 1030، السعودية، دار ابن الجوزي . |
الصحابي الثاني : أبو بكر بن أبي قحافة الطريق الثاني: زيد (يزيد بن يثيع) الهمداني عن أبي بكر قال الإمام أحمد محمد شاكر: إسناده صحيح ([2]). وأخرجه بعينه –إسناداً ومتناً- الإمام أبو يعلى. قال حسين سليم أسد: رجاله ثقات ([3]). وقال الهيثمي في المجمع: قلت: في الصحيح بعضه؛ رواه أحمد ورجاله ثقات ([4]). أقول أنا الهاد: وهو توثيق من الهيثمي فيما لا يخفى، رجاله ثقات على شرط الشيخين، إلاّ زيد وهو تابعي ثقة، لم يرو عن غير الصحب. فإذا اتضّح هذا، فهاك قول الأرنؤوط: إسناده ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن يثيع، ولم يوثقه غير العجلي وابن حبان، فهو في عداد المجهولين ([5]). أقول أنا الهاد : فكما ترى، هو تناكد واضح، وعناد فاضح. ومما يدلّ على صحة الإسناد عدا توثيق الإئمة الأربعة أعلاه، أنّ الترمذي صحح لابن يثيع نحو الحديث أعلاه في الجامع..؛ فهاك .. يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ ([1]) ثقات ابن حبان 4 : 251، رقم : 2763، ثقات العجلي 1 : 172، رقم : 493. دار الباز، الكاشف 1 : 419، رقم : 1759. ([2]) مسند أحمد (ت: أحمد محمد شاكر) 1 : 168، رقم : 4. دار الحديث، القاهرة . ([3]) مسند أحمد (الأرنؤوط) 1 : 183، رقم : 4. مسند أبي يعلى (ت: حسين سليم أسد) 1: 100 . ([4]) مجمع الزوائد 3 : 239، رقم : 5464. ت : حسام الدين القدسي . ([5]) مسند أحمد(الأرنؤوط) 1: 183، رقم: 4. الرسالة ، بيروت. |
الصحابي الثالث: المولى علي صلوات الله عليه الطريق الثالث : زيد بن يثيع عن عليّ عليه السلام قال أبو عيسى (=الترمذي): هذا حديث حسن صحيح. قال الألباني: صحيح الإسناد ([1]). أخرجه الحاكم فقال: صحيح على شرط الشيخين، وبذلك جزم الذهبي في التلخيص([2]). قلت أنا الهاد: قول المولى عليه السلام : (بعثت) نص ظاهر أنّه هو المبعوث ببراءة دون غيره ، وأياً كان فإنما سقناه لبيان تصحيح الترمذي .. وقد أخرجه الإمام النسائي (في السنن الكبرى7: 435، رقم:8407. ت: حسن شلبي . الرسالة ، بيروت) قال : أخبرنا العباس بن محمد قال: حدثنا أبو نوح، واسمه عبد الرحمن بن غزوان، قراد، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن عليّ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثم أتبعه بعلي فقال له: «خذ الكتاب، فامض به إلى أهل مكة» قال: «فلحقته، فأخذت الكتاب منه، فانصرف أبو بكر، وهو كئيب» فقال: يا رسول الله أنزل في شيء؟ قال: «لا، إني أمرت أن أبلغه أنا، أو رجل من أهل بيتي». قلت أنا الهاد : إسناده حسن صحيح ، رجاله ثقات، ويونس ثقة صدوق حسن الحديث احتج به مسلم ، تكلم فيه البعض بما لا حاصل له ، وثقه الأئمة الكبار ، كالبزار وابن معين وابن حبان وابن شاهين وابن سعد، ونفى عنه البأس الإمامان النسائي وعبد الرحمن بن المهدي . يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــع ([1]) سنن الترمذي 5 : 275 رقم : 3092، تحقيق : أحمد محمد شاكر. ([2]) المستدرك وتلخيصه 3 : 54. دار المعرفة . |
الطريق الرابع: حنش عن المولى علي عليه السلام قال أحمد شاكر: إسناده حسن([1]) . وقال الهيثمي: فيه محمد بن جابر السحيمي، وهو ضعيف وقد وثق([2]). يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــع ([1]) مسند أحمد (ت: الإمام: أحمد محمد شاكر) 2: 135، رقم: 1296. دار الحديث، القاهرة . ([2]) مجمع الزوائد 7: 29، رقم: 11039. مكتبة القدسي، القاهرة . |
الصحابي الرابع : الحبر ابن عباس الطريق الخامس :عمرو بن ميمون عن ابن عباس أخرج الإمام أحمد بن حنبل (241هـ) حديثا مطولاً قال : حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، حدثنا أبو بلج، حدثنا عمرو بن ميمون، قال: إنّي لجالس إلى ابن عباس...، إلى أن قال: ثمّ بعث فلاناً (=أبو بكر) بسورة التوبة فبعث علياً خلفه، فأخذها منه، قال: «لا يذهب بها إلاّ رجل مني، وأنا منه... » . أقول: قد عرف القاصي والداني أنّ الحاكم أخرجه قائلاً: صحيح الإسناد. وقال الذهبي: صحيح ([1]). وكذلك قال الإمام أحمد محمد شاكر. كما أنّ الألباني حسّنه في موضع ، وصححه لذاته في آخر، وغير ذلك .. كقول الهيثمي: رواه البزار وجاله رجال الصحيح ([2]). وأقوال أهل العلم في تصحيحه وتحسينه كثيرة جداً . يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــع ([1]) المستدرك وتلخيصه 3 : 143. دار المعرفة . ([2]) مجمع الزوائد 9: 50، رقم: 14338. مكتبة القدسي، القاهرة . |
الطريق السادس مقسم عن ابن عبّاس
أخرج الترمذي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عباد بن العوام، حدثنا سفيان بن حسين، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس قال: بعث النبي أبا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات، ثمّ أتبعه علياً، فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله القصواء، فخرج أبو بكر فزعاً، فظنّ أنّه رسول الله ، فإذا هو عليّ فدفع إليه كتاب رسول الله، وأمر علياً أنْ ينادي بهؤلاء الكلمات، فانطلقا فحجّا، فقام عليّ أيام التشريق فنادى: « ذمة الله ورسوله بريئة من كل مشرك، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر، ولا يحجن بعد العام مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلاّ مؤمن » وكان عليّ ينادي فإذا عيى (تعب) قام أبو بكر فنادى بها. قال أبو عيسى وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس. قال الألباني: صحيح الإسناد ([1]). قلت أنا الهاد : أصله صحيح، لكن فيه اضطراب، بل نكارة وشذوذ؛ فلقد كان المنادي إذا تعب المولى علي عليه السلام -كما في بعض الطرق المعتبرة- أبو هريرة وليس أبو بكر.. يدل على ذلك ما أخرجه المحدثون والمفسرون والمؤرخون كابن أبي حاتم، والطبراني، والطبري، والبيهقي، والذهبي، وابن حجر العسقلاني، والبلاذري، والحاكم بعين إسناد الترمذي أعلاه؛ أي عن عباد بن العوام، عن سفيان بن حسين، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس وفيها جميعاً: فكان عليّ ينادي بها، فإذا بح قام أبو هريرة فنادى. وقد قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وكذلك قال الذهبي([2]) . قلت أنا الهاد : فيسقط الاحتجاج بما اضطرب من الحديث (أبو هريرة أو أبو بكر) ويبقى المحفوظ المجمع عليه، وهو تبليغ المولى المولى عليه السلام فقط .. على أنّ هذا التنافي والاضطراب بين أبي بكر وأبي هريرة دليل على أنّ ثمة كذب ملعون . يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــع ([1]) سنن الترمذي 5 : 275 رقم : 3091 ، تحقيق : أحمد محمد شاكر. ([2]) المستدرك وتلخيصه 3 : 53. دار المعرفة . |
الصحابي الخامس: أبو هريرة الطريق السابع: المحرر عن أبي هريرة قال الألباني في الإرواء: صحيح([1]). وقال الأرنؤوط: إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محرر. وقال الحاكم في المستدرك: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صحيح([2]).. قلت أنا الهاد: سقنا هذا الحديث شاهداً صحيح الإسناد أن المبعوث ببراءة -بإقرار صحابي آخر هو أبو هريرة- عليّ عليه السلام فقط، ضرورة أنّ هذا هو المحفوظ المجمع عليه، أمّا الاحتجاج به على ما عدا ذلك، ففيه نظر شديد فيما لا يخفى .. يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــع ([1]) إرواء الغليل (الألباني ) 4 : 301، سنن النسائي 5 : 234. رقم : 2958. مسند أحمد 13 : 356. الرسالة، ت : شعيب الأرنؤوط. ([2]) المستدرك وتلخيصه 2 : 361. دار المعرفة. |
الصحابي السادس عبد الله بن عمر بن الخطاب الطريق الثامن : جميع عن عبد الله بن عمر قلت أنا الهاد: إسناده -كما لا يخفى- حسن، سيما في الشواهد والمتابعات. كما ننبه أنّ الإمام الترمذي في سننه صحح ما ينفرد به جميع ، وهو -تصحيح منفردات الراوي- نص ظاهر في التوثيق. يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ([1]) شرح مشكل الآثار(ت: شعيب الأرنؤوط) 9: 220، رقم: 3587 . الرسالة ، بيروت. |
الصحابي السابع سعد بن أبي وقّاص
الطريق التاسع : عبد الله بن الرقيم الكناني عن سعد وأخرج النسائي قال: أخبرنا زكريا بن يحيى(السجزي ثقة حافظ إمام) قال: حدثنا عبد الله بن عمر(القرشي، ملقب: مشكدانة، ثقة م) قال: حدثنا أسباط(بن محمد القرشي ثقة م)، عن فطر(بن خليفة المخزومي، ثقة رمي بالتشيع خ)، عن عبد الله بن شريك(ثقة وثقه كبار الأئمة، ضعفه البعض للتشيّع)، عن عبد الله بن رقيم (يحتمل..؛ ترجم له القدماء، وروى عنه أكثر من ثقتين، كما قد أخرج له أحمد في المسند والنسائي وغيرهما، ولم يطعن)، عن سعد قال: بعث رسول الله أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل علياً فأخذها منه، ثم سار بها، فوجد أبو بكر في نفسه (=شعور بالنقص)، فقال: قال رسول الله: «إنه لا يؤدي عني إلاّ أنا أو رجل مني»([1]). أقول: لا بأس بإسناده في الشواهد والمتابعات، رجاله ثقات سوى ابن رقيم الكناني ..؛ نص الحافظ ابن حجر أنّه مجهول ، تابعي من الثالثة . قلت: ترجم له البخاري وابن أبي حاتم دون طعن، وأخرج له أحمد في المسند والنسائي في الكبرى والخصائص؛ فتحتمل متابعاته و شواهده دون كلام. ([1]) سنن النسائي الكبرى (إشراف الأرنؤوط) 7 : 435، رقم : 8408. الرسالة، ت : عبد الله التركي . |
الطريق العاشر: الحارث بن مالك عن سعد بن أبي وقاص
أخرجه الشاشي (353هـ) قال: حدثنا أحمد بن شداد الترمذي، نا علي بن قادم، أنا إسرائيل، عن عبد الله بن شريك، عن الحارث بن مالك قال: أتيت مكة، فلقيت سعد بن أبي وقاص، فقلت: هل سمعت لعليّ منقبة؟!. قال: شهدت له أربعاً، لأن يكن لي واحدة منهن أحب إليَّ من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح عليه السلام، إنّ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش فسار بها يوماً وليلة، ثم قال لعلي: «اتبع أبا بكر فخذها فبلغها، ورُدَّ عليَّ أبا بكر»، فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله، أنزل فيَّ شيء؟!. قال: «لا، خير، إلاّ أنّه ليس يبلِّغ عنّي إلا أنا أو رجل منّي» ([1]). أقول: لا بأس بإسناده في الشواهد والمتابعات؛ رجاله كلّهم ثقات، سوى الحارث بن مالك..؛ قيل: مجهول، ولعلّه الصحابي ابن البرصاء الليثي، فلينظر، فله وجه. يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــع إذا أذن الله تعالى ([1]) مسند الشاشي 1 : 126، رقم : 63. مكتبة العلوم، المدينة، ت: محفوظ الرحمن زين الله. |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 12:28 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025