![]() |
الإمام موسى بن جعفر عليه السلام
عظم الله اجورنا واجوركم باستشهاد سيدنا ومولانا الامام موسى الكاظم عليه السلام. الإمام موسى بن جعفر عليه السلام اسمه : موسى . كنيته : أبو الحسن الأول . أشهر ألقابه : الكاظم . والده : الإمام جعفر الصادق عليه السلام . والدته : حميدة البربرية رضوان الله عليها . ولادته : وُلِد ضحوة الأحد " 7 " من شهر صفر المظفر سنة " 128 " هجرية في إيواء ( بين الحرمين ) . وفاته : توفي ليلة الجمعة " 25 " من شهر رجب المرجب سنة " 183 " هجرية . سمّه الرشيد العباسي وارتحل إلى جوار ربه في سجنه ببغداد ودفن في مقابر قريش المعروفة اليوم بالكاظمية . وكان له من البنين " 23 " ومن البنات " 37 " وعلى قول " 18 " من البنين و " 19 " من البنات . معجزاته ، واستجابة دعواته ، ومعالي أموره وغرائب شأنه من ادعية الامام: دعاؤه في القنوت : قال يا مفزع الفازع ، ويا مأمن الهالع ، ومطمع الطامع ، وملجأ الضارع ، يا غوث اللهفان ، ومأوى الحيوان ، ومروي الظمآن ، ومشبع الجوعان ، وكاسي العريان ، وحاضر كل مكان ، بلا درك ولا عيان ، ولا صفة ولا بطان ، عجزت الأفهام ، وضلّت الأوهام عن موافقة صفة دابة من الهوام ، فضلاً عن الأجرام العظام ، ممّا أنشأت حجاباً لعظمتك ، وأنّى يتغلغل إلى ما وراء ذلك بما لا يرام . تقدّست يا قدّوس عن الظنون والحدوس ، وأنت الملك القدوس ، بارئ الأجسام والنفوس ، ومنخر العظام ، ومميت الأنام ، ومعيدها بعد الفناء والتطميس . أسألك يا ذا القدرة والعلاء ، والعز والثناء ، أن تصلّي على محمّد وآله أولي النهى ، والمحل الأوفى ، والمقام الأعلى ، وأن تعجّل ما قد تأجّل ، وتقدّم ما تأخّر ، وتأتي بما قد أوجبت إثباته ، وتقرّب ما قد تأخّر في النفوس الحصرة أوانه ، وتكشف البأس وسوء البأس ، وعوارض الوسواس الخنّاس في صدور الناس ، وتكفينا ما قد رهقنا ، وتصرف عنّا ما قد ركبنا ، وتبادر اصطلام الظالمين ، ونصر المؤمنين ، والادالة من المعاندين ، آمين رب العالمين ) . 2 –دعاؤه لوفاء الدين : قال: اللّهم اردد على جميع خلقك مظالمهم التي قِبَلِي ، صغيرها وكبيرها في يسر منك وعافية ، وما لم تبلغه قوّتي ، ولم تسعه ذات يدي ، ولم يقوَ عليه بدني ويقيني ونفسي ، فأدّه عنّي من جزيل ما عندك من فضلك ، ثمّ لا تخلف عليّ منه شيئاً تقضيه من حسناتي ، يا أرحم الراحمين ، أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ) . 3 -دعاؤه لطلب الحاجة : قال: ( يا سابق كل فوت ، يا سامعاً لكل صوت قوي أو خفي ، يا محيي النفوس بعد الموت ، لا تغشاك الظلمات الحندسية ، ولا تشابه عليك اللغات المختلفة ، ولا يشغلك شيء عن شيء ، يا من لا يشغله دعوة داع دعاه من السماء ، يا من له عند كل شيء من خلقه سمع سامع ، وبصر نافذ ، يا من لا تغلظه كثرة المسائل ، ولا يبره إلحاح الملحّين ، يا حيّ حين لا حيّ في ديمومة ملكه وبقائه ، يا من سكن العلى ، واحتجب عن خلقه بنوره ، يا من أشرقت لنوره دجا الظلم ، أسألك باسمك الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي هو من جميع أركانك ، صلّ على محمّد وأهل بيته ) ، ثمّ يسأل حاجته . 4 –دعاؤه لطلب العافية : قال: ( توكّلت على الحيّ الذي لا يموت ، وتحصّنت بذي العزة والجبروت ، واستعنت بذي الكبرياء والملكوت ، مولاي استسلمت إليك فلا تسلّمني ، وتوكّلت عليك فلا تخذلني ، ولجأت إلى ظلّك البسيط فلا تطرحني ، أنت المطلب ، واليك المهرب ، تعلم ما أخفي وما أعلن ، وتعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، فامسك عنّي اللَّهمَّ أيدي الظالمين من الجنّ والإنس أجمعين ، واشفني يا أرحم الراحمين . 5 –دعاؤه لطلب الرزق : قال: ( يا الله ، أسألك بحق من حقّه عليك عظيم ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن ترزقني العمل بما علّمتني من معرفة حقّك ، وأن تبسط عليّ ما حظرت من رزقك . 6 –دعاؤه في الأخلاق : قال: ( السر عندك علانية ، والغيب عندك شهادة ، تعلم وهم القلوب ، ورجم الغيوب ، ورجع الألسن ، وخائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وأنت رجاؤنا عند كل شدّة ، وغياثنا عند كل محل ، وسيّدنا في كل كريهة ، وناصرنا عند كل ظلم ، وقوّتنا عند كل ضعف ، وبلاغنا في كل عجز . كم من كريهة وشدّة ضعفت فيها القوّة ، وقلّت فيها الحيلة ، أسلمنا فيها الرفيق ، وخذلنا فيها الشفيق ، أنزلتها بك يا رب ، ولم نرج غيرك ، ففرّجتها وخففت ثقلها ، وكشفت غمرتها ، وكفيتنا إيّاها عمّن سواك. جود الإمام الكاظم وإغاثته للملهوفين كان الإمام الكاظم من أندى الناس كَفاً ، ومن أكثرهم عطاء للبائسين والمحرومين . ومن الجدير بالذكر أنه كان يتطلّب الكتمان وعدمذيوع ما يعطيه ، مبتغياً بذلك الأجر عند الله تعالى . ويقول الرواة : أنه كان يخرج في غَلَسِ الليل البهيم، فيوصل البؤساء والضعفاء وهم لا يعلمون من أي جهة تَصِلهم هذه المَبَرّة . وكانت صلاته لهم تتراوح ما بين المائتين دينار إلى الأربعمائة دينار ، وكان أهله يقولون : عَجَباً لمن جاءته صرارموسى وهو يشتكي القلة والفقر . وقد حفلت كتب التاريخ ببوادر كثيرةمن الحاجة والسؤال ، ويجمع المترجمون له أنه كان يرى أنّ أحسَنَ صرفٍ للمال هوما يَردّ به جوعُ جائع أو يكسو به عارياً . إغاثته للملهوفين : ومن أبرز ذاتيّات الإمام الكاظم إغاثته للملهوفين وإنقاذهم مما أَلَمّ بهم من مِحَن الأيام وخطوبها ، وكانت هذه الظاهرة من أحبّ الأمور إليه . زهد الإمام الكاظم وحلمه كان الإمام الكاظم زاهداً في الدنيا ، ومعرضاً عن مَبَاهجها وزينتها ، فآثرَ طاعة الله تعالى على كل شيء . وكان بيته خالياً من جميع أَمتِعَة الحياة ،وقد تحدث عنه إبراهيم بن عبد الحميد فقال : دخلت عليه في بيته الذي كان يصلي فيه ، فإذا ليس فيه شيءسوى خصفة ، وسيف مُعلَّق ، ومصحَف . وكان كثيراً ما يتلو على أصحابه سيرةالصحابي الثائر العظيم أبي ذر الغفاري الذي طلّق الدنيا ، ولم يحفل بأي شيء من زينَتِها قائلاً : رحم الله أبا ذر ، فلقد كان يقول : جَزى الله الدنيا عني مَذمّة بعد رغيفين من الشعير ، أتغذّى بأحدهما ، وأتعشّى بالآخر ، وبعد شملتي الصوف ائتزرُ بأحدهما وأتَردّى بالأخرى . لقد وضع الإمام الكاظم نصب عينيه سيرة العظماءالخالدين من صحابة جَدِّه سيد المرسليني شيد بسيرتهم ، ويتلو مآثرهم على أصحابه وتلاميذه ، لتكون لهم قدوة حسنةفي حياتهم . وأما الحِلم فهو من أبرز صفات الإمام، فقدكان مضرب المثل في حلمه وكَظْمِه للغَيظ . ويقول الرواة : أنه كان يعفو عمن أساء إليه ، ويصفح عمن اعتدى عليه ، وذكر الرواة بَوادِر كثيرة من حلمه كان منها : أولاً : إن رجلاً كان يسيء للإمام ويسبُ جَدّه الإمام أميرالمؤمنين، فأرادبعض شيعة الإمام تأديبه، فَنَهَاهُم عن ذلك ، ورأى أن يعالجه بغير ذلك . فسألعن مكانه ، فقيل له : إن له ضيعةفي بعض نواحي المدينة المنورة ، وهو يزرع فيها . فركب الإمام بَغلَته ، ومضى متنكراً إليه ،فأقبل نحوه . فصاح به الرجل : لا تَطأْ زرعنا . فلم يحفل به الإمام إذ لم يجد طريقا يسلكه غير ذلك . ولما انتهى إليه قابله الإمام بِبَسَمات فَيّاضة بالبشر قائلاً له : ( كم غرمت في زرعك هذا ) ؟ فقال : مائة دينار . فقال الإمام: كم ترجو أن تصيبَ منه؟ فقال : أنا لا أعلم الغيب . فقال الإمام: إنما قلت لك : كَمْ ترجو أن يجيئَكَ منه ؟ فقال : أرجو أن يجيئَني منه مائتادينار . فأعطاه سَلِيلُ النبوةِ ثلاثَمِائة دينار وقال : هذه لك وزرعك على حاله . فانقلب الرجل رأساً على عَقِب ،وخَجل على ما فَرّط في حقّ الإمام. ثم انصرف الإمام عنه وقصد الجامع النبوي ، فوجدالرجل قد سبقه ، فلما رأى الإمام قام إليه ، وهو يهتف بين الناس : الله أعلمُ حيثُ يجعل رسالته فيمن يشاء . وبادرَ أصحابه مُنكِرين عليه هذاالتغيير ، فأخذ يخاصمهم ويذكر مناقب الإمام ومآثره . لقد عامل الإمامم بغضيه ومناوئيه بالإحسان واللّطف، فاقتلَعَ من نفوسهم النزعات الشريرة ، وغسل أدمِغَتَهم التي كانت مُترَعَة بالجهل والنقص . وقد وضع أمامه قوله تعالى : إِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيْمٌ من كلمات الامام: 1-وجدت علم الناس في أربع: أولهن أن تعرف ربك ، و الثانية أن تعرف ما صنع بك ، و الثالثة أن تعرف ما أرد منك ، و الرابعة ما يخرجك من ذنبك . 2-من تكلف ما ليس من علمه ضيع عمله و خاب أمله . 3-المعروف غلّ لا يفكه إلا مكافاة أو شكر . 4-لو ظهرت الآجال افتضحت الآمال . 5-من استشار لم يعدم عند الصواب مادحاً و عند الخطأ عاذراً . 6-من ولده الفقر أبطره الغنى . 7-من لم يجد للإساءة مضضاً ، لم يكن للإحسان عنده موقع . 8- ما تساب اثنان إلا انحط الأعلى إلى مرتبة الأسفل . |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 04:31 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025