قَدْ حَارَ فِكْرِيْ هَائِمَاً مُنْذَهِلَا... وَالسَّنَا مِنْكِ بَدَا مُتَجَلِّلَا
وَالْعِشْقُ شَوْقَاً قَدْ أَثَارَ مَشَاعِرِيْ... فَغَرِقْتُ فِيْ بَحْرِ الْقَصِيْدِ تَغَزُّلَا
وَإِذَا تَجُفُّ هُنَاكَ مِحْبَرَتِيْ... ذِيْ رِيْشَتِيْ فَاسْتَسْلَمَتْ كَلَلَا
أَعْيَا لِسَانِيْ عَنْ صِيَاغَةِ لَفْضَةٍ... وَخَوَاطِرِيْ عَنَتْ إِلَيْكِ تَخَيُّلَا
شَمْسَاً أَقُوْلُ وَهْيَ آفِلَةٌ... كَلَّا وَنُوْرُكِ لَيْسَ مِمَّا يَأْفَلَا
أَمْ وَرْدَةً وَالْوَرْدُ ذُوْ ذَبَلٍ... وَمَا تَمَسُّ زُهُوْرُكِ الْذُّبُلَا
وَإِلَيْكِ عُذْرِيْ لَوْ رَجَعْتُ تَقَهْقُرَاً... لَمَّا لِوَصْفِكِ لَمْ أَجِدْ مَثَلَا
يَا آيَةَ الْعِشْقِ الَّتِيْ إِنْ رُتِّلَتْ... خَشِعَ الْفُؤَادُ لِذِكْرِهَا مُتَذَلِّلَا
بَلْ أَنْتِ سُوْرَةُ زَيْنَبٍ لَا آيَةً... نَزَلَتْ عَلَى قَلْبِيْ فَأَصْبَحَ مُرْسَلَا
وَبِكُلِّ حَرْفٍ مِنْ حُرُوْفِكِ آيَةٌ... لَمْ يَعْنِ غَيْرَ الْحُسْنِ أَنَّى أُوِّلَا
فَالزَّايُ يَعْنِيْ زَهْرَةً قُدْسِيَّةً... ظَلَّ الْجَمِيْعُ لِحُسْنِهَا مُتَأَمِّلَا
وَالْيَاءُ يُنْبُوْعُ الْهِدَايَةِ كَوْنُهُ... لِلْظَّامِئِيْنَ إِلَى الْمَحَبَّةِ مَنْهَلَا
وَالْنُّوْنُ نُوْرُ الْلَّهِ أَشْرَقَ سَاطِعَاً... يَغْزُوْا الْبَسِيْطَةَ وَالْسَّمَاوَاتِ الْعُلَى
وَالْبَاءُ بَسْمَةُ عَاشِقٍ مُسْتَبْشِرٍ... بِهَواكِ قَدْ أَفْنَى الْسِّنِيْنَ تَبَتُّلَا
وَلَإِنَّ عِلْمَكِ بِنْتَ طَهَ آيَةٌ... مِنْ عِنْدِ ذِيْ الْآلَاءِ كَانَ مُنَزَّلَا
وَكَذَا جِهَادُكِ بِنْتَ طَهَ آيَةٌ... أَخْزَى أُنُوْفَ الْظَّالِمِيْنَ وَأَوْحَلَا
هَدَّاً عُرُوْشَ الْظَّالِمِيْنَ وَرَجْمَهُمْ... مَثَّلْتِ نِبْرَاسَ الْصُّمُوْدِ بِكَرْبَلَا
أَمَّا خُلُوْدُكِ فَهْوَ أَجْلَى آيَةٍ... عَنْ فَهْمِهِ عَجِزَ الْزَّمَانُ وَأُذْهِلَا
فَفِيْ دِمَشْقِ الْشَّامِ أَنْتِ صَاعِقٌ... فِيْ وَجْهِ سُلْطَانِ الْظَّلَامِ تَطَاوَلَا
وَفِيْ رُبُوْعِ الْشَّامِ رَمْزُ هِدَايَةٍ... أَنْتِ وَعَزْمٌ لَمْ يَزَلْ مُتَوَاصِلَا

اخي الناقد الكريم
اختي في الروح تسكن الكريمة
شكرا لمروركم العبق
ودي وتقديري