![]() |
كيف يَثْبُتُ تطابق النص القرآني الموجود بأيدينا مع النص المُنْزَل على الرسول
كيف يَثْبُتُ تطابق النص القرآني الموجود بأيدينا مع النص المُنْزَل على الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ؟ الاجابة للشيخ صالح الكرباسي لا شك و أن القرآن الكريم أكبر و أعظم شأناً من أن يحتاج في ثُبُوته إلى تأييد فرد أو جماعة ، فهو النص الإلهي الموجود منذ عصر النبي ( صلى الله عليه و آله ) حتى يومنا هذا ، و هو ثابت بالتواتر القطعي منذ عهد الرسالة و إلى هذا اليوم . و قد ضمِن الله عزَّ و جلَّ حفظ كتابه من التحريف زيادةً و نقصاناً حيث قال : ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [1] ، و عندما قال جلَّ جلاله : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [2] . هذا و قد التزم النبي ( صلى الله عليه و آله ) إبلاغ هذا الكتاب العظيم إلى المسلمين الذين فاق عددهم حد التواتر ، و حثَّهم على حفظه و استظهاره و كتابته ، فسجّله كُتّابه الذين بلغ عددهم حسب بعض المصادر ما يُناهز الأربعين كاتباً . ثم تتابعت جهود المسلمين في نقل القرآن و اهتمت الأجيال برعايته حفظاً و كتابةً حتى نجد أن الملايين من المصاحف المكتوبة عبر العصور و المطبوعة تتفق على نص واحد مُجمع عليه . و المذاهب الإسلامية كلها على أن ما بين الدفتين من الألفاظ و المعاني و الأسلوب نزل من الله دون نقص أو زيادة ، و ليس لنبيه محمد ( صلى الله عليه و آله ) أي دَخْلٍ في صياغته و وضعه ، فالقول بالتحريف مردود من قبل كافة المذاهب ، و ما قيل من التحريف في القرآن فهي آراء فردية [3] . و ما نقرؤه اليوم هو الذي كان يقرؤه المسلمون في العهد الأول ، و ما نجده اليوم من النص المثبت بين الدفتين هو الذي أثبته السلف الصالح كما أخذوه من فيّ رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) بلا تجوير و لا تحريف قط [4] . [1] القران الكريم : سورة الحجر ( 15 ) ، الآية : 9 ، الصفحة : 262 . [2] القران الكريم : سورة فصلت ( 41 ) ، الآية : 41 و 42 ، الصفحة : 481 . [3] العلامة المحقق آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي ( حفظه الله ) في موسوعته الكبرى " دائرة المعارف الحسينية " الحسين و التشريع الإسلامي : 1 / 183 ، الطبعة الأولى ، سنة : 1421 هجرية / 2000 ميلادية ، المركز الحسيني للدراسات ، لندن ـ المملكة المتحدة . [4] أستاذنا المحقق العلامة آية الله الشيخ محمد هادي معرفة ( حفظه الله ) في موسوعته القرآنية القيمة " التمهيد في علوم القرآن " : 2 / 135 ، الطبعة الأولى سنة : 1411 هجرية ، طبعة مؤسسة النشر الإسلامي ، قم / إيران . |
الحمد لله الذي جعلنا من المسلمين وان شاء الله من القارئين للقرآن
|
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 12:28 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025