![]() |
الأعتقاد بالأمام المهدي (عجل الله فرجه)
**نحاول أنْ نستدلّ بأدلة مشتركة بين عموم المسلمين ، وأقصد من عموم المسلمين الشيعة الاماميّة الاثني عشريّة وأهل السنّة بجميع مذاهبهم . في هذا الفصل نقاط وهي نقاط الاشتراك بين الجميع : النقطة الاولى : لا خلاف بين المسلمين في أنّ لهذه الاُمّة مهدياً ، وأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)قد أخبر به وبشّر به وذكر له أسماء وصفات وألقاباً وغير ذلك ، والروايات الواردة في كتب الفريقين حول هذا الموضوع أكثر وأكثر من حدّ التواتر ، ولذا لا يبقى خلاف بين المسلمين في هذا الاعتقاد ، ومن اطّلع على هذه الاحاديث وحقّقها وعرفها ، ثمّ كذّب أهل هذا الموضوع مع الالتفات إلى هذه الناحية ، فقد كذّب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما أخبر به . الروايات الواردة في طرق الفريقين وبأسانيد الفريقين موجودة في الكتب وفي الصحاح والسنن والمسانيد ، وأُلّفت لهذه الروايات كتب خاصة دوّن فيها العلماء من الفريقين تلك الروايات في تلك الكتب ، وهناك آيات كثيرة من القرآن الكريم مأوّلة بالمهدي سلام الله عليه . وحينئذ لا يُعبأ ولا يعتنى بقول شاذ من مثل ابن خلدون المؤرّخ ، حتّى أنّ بعض علماء السنّة كتبوا ردوداً على رأيه في هذه المسألة . ومن أشهر المؤلّفين والمدوّنين لاحاديث المهدي سلام الله عليه من أهل السنّة في مختلف القرون : أبو بكر ابن أبي خيثمة ، المتوفى سنة 279 هـ . نعيم بن حمّاد المروزي ، المتوفى سنة 288 هـ . أبو حسين ابن منادي ، المتوفى سنة 336 هـ . أبو نعيم الاصفهاني ، المتوفى سنة 430 هـ . أبو العلاء العطّار الهمداني ، المتوفى سنة 569 هـ . عبد الغني المقدسي ، المتوفى سنة 600 هـ . ابن عربي الاندلسي ، المتوفى سنة 638 هـ . سعد الدين الحموي ، المتوفى سنة 650 هـ . أبو عبدالله الكنجي الشافعي ، المتوفى سنة 658 هـ . يوسف بن يحيى المقدسي ، المتوفى سنة 658 هـ . ابن قيّم الجوزية ، المتوفى سنة 685 هـ . ابن كثير الدمشقي ، المتوفى سنة 774 هـ . جلال الدين السيوطي ، المتوفى سنة 911 هـ . شهاب الدين ابن حجر المكّي ، المتوفى سنة 974 هـ . علي بن حسام الدين المتقي الهندي ، المتوفى سنة 975 هـ . نور الدين علي القاري الهروي ، المتوفى سنة 1014 هـ . محمّد بن علي الشوكاني القاضي ، المتوفى سنة 1250 هـ . أحمد بن صدّيق الغماري ، المتوفى سنة 1380 هـ . وهؤلاء أشهر المؤلّفين في أخبار المهدي منذ قديم الايام ، وفي عصرنا أيضاً كتب مؤلَّفة من قبل كتّاب هذا الزمان ، لا حاجة إلى ذكر أسماء تلك الكتب . وهناك جماعة كبيرة من علماء أهل السنّة يصرّحون بتواتر حديث المهدي والاخبار الواردة حوله ، وبصحة تلك الاحاديث في الاقل ، ومنهم : الترمذي ، صاحب الصحيح . محمّد بن حسين الابري ، المتوفى سنة 363 هـ . الحاكم النيسابوري ، صاحب المستدرك . أبو بكر البيهقي ، صاحب السنن الكبرى . الفرّاء البغوي محيي السنة . ابن الاثير الجزري . جمال الدين المزّي . شمس الدين الذهبي . نور الدين الهيثمي . ابن حجر العسقلاني . وجلال الدين السيوطي . إذن ، لا يبقى مجال للمناقشة في أصل مسألة المهدي في هذه الاُمّة . النقطة الثانية : إنّة لابدّ في كلّ زمان من إمام يعتقد به الناس أي المسلمون ، ويقتدون به ، ويجعلونه حجة بينهم وبين ربهم ، وذلك ( لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّة )(1)و( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَة وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَة )(2) و( قُلْ فَلِلّهِ الحُجَّةُ البالِغَةُ )(3) . ويقول أمير المؤمنين (عليه السلام) كما في نهج البلاغة : «اللهمّ بلى لا تخلو الارض من قائم لله بحجّة إمّا ظاهراً مشهوراً وإمّا خائفاً مغموراً ، لئلاّ تبطل حجج الله وبيّناته»(4) . والروايات الواردة في هذا الباب أيضاً كثيرة ، ولا أظنّ أنّ أحداً يجرأ على المناقشة في أسانيد هذه الروايات ومداليلها ، إنّها روايات واردة في الصحيحين ، وفي المسانيد ، وفي السنن ، وفي المعاجم ، وفي جميع كتب الحديث والروايات ، وهذه مقبولة عند الفريقين . ____________ (1) سورة النساء 4/165 . (2) سورة الانفال 8/42 . (3) سورة الانعام 6/149 . (4) نهج البلاغة 3/188 رقم 147 . فقد اتفق المسلمون على رواية : «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة» . هذا الحديث بهذا اللفظ موجود في بعض المصادر ، وقد أرسله سعد الدين التفتازاني إرسال المسلّم ، وبنى عليه بحوثه في كتابه شرح المقاصد(1) . ولهذا الحديث ألفاظ أُخرى قد تختلف بنحو الاجمال مع معنى هذا الحديث ، إلاّ أنّي أعتقد بأنّ جميع هذه الالفاظ لابدّ وأن ترجع إلى معنى واحد ، ولابدّ أن تنتهي إلى مقصد واحد يقصده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) . فمثلاً في مسند أحمد : «من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية»(2) ، وكذا في عدّة من المصادر : كمسند أبي داود الطيالسي(3) ، وصحيح ابن حبّان(4) ، والمعجم الكبير للطبراني(5) ، وغيرها . ____________ (1) شرح المقاصد 5/239 وما بعدها . (2) مسند أحمد 5/61 رقم 16434 . (3) مسند أبي داود الطيالسي : 259 ـ دار المعرفة ـ بيروت . (4) صحيح ابن حبّان 10/434 رقم 4573 ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ 1418 هـ ، وفيه : «من مات وليس له إمام» . (5) المعجم الكبير للطبراني 19/388 رقم 910 . وعن بعض الكتب إضافة بلفظ : «من مات ولم يعرف إمام زمانه فليمتْ إن شاء يهودياً وإن شاء نصرانياً» ، وقد نقله بهذا اللفظ بعض العلماء عن كتاب المسائل الخمسون للفخر الرازي . وله أيضاً ألفاظ أُخرى موجودة في السنن ، وفي الصحاح ، وفي المسانيد أيضاً ، نكتفي بهذا القدر ، ونشير إلى بعض الخصوصيات الموجودة في لفظ الحديث : «من مات ولم يعرف» ، لابدّ وأنْ تكون المعرفة هذه مقدمة للاعتقاد ، «من مات ولم يعرف» أي : من مات ولم يعتقد بإمام زمانه ، لا مطلق إمام الزمان ، بإمام زمانه الحق ، بإمام زمانه الشرعي ، بإمام زمانه المنصوب من قبل الله سبحانه وتعالى . «من مات ولم يعرف إمام زمانه» بهذه القيود «مات ميتة جاهلية»، وإلاّ لو كان المراد من إمام الزمان أيّ حاكم سيطر على شؤون المسلمين وتغلَّب على أُمور المؤمنين ، لا يكون معرفة هكذا شخص واجبة ، ولا يكون عدم معرفته موجباً للدخول في النار ، ولا يكون موته موت جاهلية ، هذا واضح . إذن ، لابدّ من أن يكون الامام الذي تجب معرفته إمام حق ، وإماماً شرعياً ، فحينئذ ، على الانسان أن يعتقد بإمامة هذا الشخص ، ويجعله حجةً بينه وبين ربّه ، وهذا واجب ، بحيث لو أنّه لم يعتقد بإمامته ومات ، يكون موته موت جاهلية ، وبعبارة أُخرى : «فليمت إنْ شاء يهودياً وإنْ شاء نصرانياً» . وذكر المؤرخون : أنّ عبدالله بن عمر ، الذي امتنع من بيعة أمير المؤمنين سلام الله عليه ، طرق على الحجّاج بابه ليلاً ليبايعه لعبد الملك ، كي لا يبيت تلك الليلة بلا إمام ، وكان قصده من ذلك هو العمل بهذا الحديث كما قال ، فقد طرق باب الحجّاج ودخل عليه في تلك الليلة وطلب منه أن يبايعه قائلاً : سمعت رسول الله يقول : «من مات ولا إمام له مات ميتة جاهلية» ، لكن الحجّاج احتقر عبدالله بن عمر ، ومدّ رجله وقال : بايع رجلي ، فبايع عبدالله بن عمر الحجّاج بهذه الطريقة . وطبيعي أنّ من يأبى عن البيعة لمثل أمير المؤمنين (عليه السلام)يبتلي في يوم من الايّام بالبيعة لمثل الحجّاج وبهذا الشكل . وكتبوا بترجمة عبدالله بن عمر ، وفي قضاياه الحرة ، بالذات ، تلك الواقعة التي أباح فيها يزيد بن معاوية المدينة المنورة ثلاثة أيام ، أباحها لجيوشه يفعلون ما يشاؤون ، وأنتم تعلون ما كان وما حدث في تلك الواقعة ، حيث قتل عشرات الالاف من الناس ، والمئات من الصحابة والتابعين ، وافتضت الابكار ، وولدت النساء بالمئات من غير زوج . في هذه الواقعة أتى عبدالله بن عمر إلى عبدالله بن مطيع، فقال عبدالله ابن مطيع : إطرحوا لابي عبد الرحمن وسادة ، فقال : إنّي لم آتك لكي أجلس ، أتيتك لاُحدّثك حديثاً، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول : «من خلع يداً من طاعة لقى الله يوم القيامة لا حجّة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» ، أخرجه مسلم(1) . فقضية وجوب معرفة الامام في كلّ زمان والاعتقاد بإمامته والالتزام ببيعته أمر مفروغ منه ومسلّم ، وتدلّ عليه الاحاديث ، وسيرة الصحابة ، وسائر الناس ، ومنها ما ذكرت لكم من أحوال عبدالله بن عمر الذي يجعلونه قدوة لهم ، إلاّ أنّ عبدالله بن عمر ذكروا أنّه كان يتأسّف على عدم بيعته لامير المؤمنين (عليه السلام) ، وعدم مشاركته معه في القتال مع الفئة الباغية ، وهذا موجود في المصادر ، فراجعوا الطبقات لابن سعد(2) والمستدرك للحاكم(3) وغيرهما من الكتب . وعلى كلّ حال لسنا بصدد الكلام عن عبدالله بن عمر أو غيره ، وإنّما أردت أن أذكر لكم نماذج من الكتاب والسنة وسيرة الصحابة على أنّ هذه المسألة ـ مسألة أنّ في كلّ زمان ولكلّ زمان إمام لابدّ وأنْ يعتقد المسلمون بإمامته ويجعلونه حجةً بينهم وبين ربهم ـ من ضروريات عقائد الاسلام . ____________ (1) صحيح مسلم 3/1478 رقم 1851 . (2) طبقات ابن سعد 4/185 و187 ، وفيه : «ما أجدني آسى على شيء من أمر الدنيا إلاّ أنّي لم أُقاتل الفئة الباغية ، ما آسى عن الدنيا إلاّ على ثلاث ظمأ الهواجر ومكابدة الليل وألاّ أكون قاتلت الفئة هذه الفئة الباغية التي حلّت بنا» . (3) مستدرك الحاكم 3/558 سطر 8 ، وفيه : «ما آسى على شيء» وتكملتها في الهامش (1) : بياض في الاصل ، لعلّ هذه العبارة سقطت (إلاّ أنّي لم أُقاتل مع علي (رضي الله عنه) الفئة الباغية) . النقطة الثالثة : إنّ المهدي من الائمّة الاثني عشر في حديث الائمّة بعدي إثنا عشر ، لا ريب ولا خلاف في هذه الناحية ، فإنّ القيود التي ذكرت في رواية الائمّة إثنا عشر ، تلك القيود كلّها منطبقة على المهدي سلام الله عليه ، لانّ هذا الامام عندما يظهر يجتمع الناس على القول بإمامته ، وأنّ الله سبحانه وتعالى سيعزّ الاسلام بدولته ، وأنّه سيظهر دينه على الدين كلّه ، وجميع تلك القيود والمواصفات التي وردت في أحاديث الائمّه اثنا عشر كلّها منطبقة على المهدي سلام الله عليه . وببالي أنّي رأيت في بعض الكتب التي حاولوا فيها ذكر الخلفاء بعد رسول الله من بني أُميّة وغيرهم ، يعدّون المهدي أيضاً من أُولئك الخلفاء الاثني عشر ، الذين أخبر عنهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذه الاحاديث التي درسناها في الليلة الماضية . وإلى الان عرفنا الاتفاق على ثلاثة نقاط : النقطة الاُولى : أنّ في هذه الاُمّة مهدياً . النقطة الثانية : أنّ لكلّ زمان إماماً يجب على كلّ مسلم معرفته والايمان به . النقطة الثالثة : أنّ المهدي (عليه السلام) الذي أخبر عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في تلك الاحاديث الكثيرة ، نفس المهدي الذي يكون الامام الثاني عشر من الائمّة الذين أخبر عن إمامتهم من بعده في أحاديث الائمّة إثنا عشر . وإلى الان عرفنا المشتركات بين المسلمين ، فإنّه إلى هنا لا خلاف بين طوائف المسلمين ، ويكون المهدي حينئذ أمراً مفروغاً منه ومسلّماً في هذه الاُمّة ، والمهدي هو الثاني عشر من الائمّة الاثني عشر ، فهو الامام الحق الذي يجب معرفته والاعتقاد به ، وأنّ من مات ولم يعرف المهدي مات ميتة جاهلية . وهنا قالت الشيعة الامامية الاثنا عشرية : إنّ الذي عرفناه مصداقاً لهذه النقاط هو ابن الحسن العسكري ، ابن الامام الهادي ، ابن الامام الجواد ، ابن الامام الرضا ، ابن الامام الكاظم ، ابن الامام الصادق ، ابن الامام الباقر ، ابن الامام السجاد ، ابن الحسين الشهيد ، ابن علي بن أبي طالب سلام الله عليهم أجمعين . فهذه عقيدة الشيعة ، فهم يطبّقون تلك النقاط الثلاثة المتفق عليها على هذا المصداق . فهل هناك حديث عند الجمهور يوافق الشيعة الاماميّة ، ويدلّ على ما تذهب إليه الشيعة الاماميّة في هذا التطبيق ؟ هل هناك حديث أو أحاديث من طرق أهل السنّة توافق هذا التطبيق وتؤيّد هذا التطبيق أو لا ؟ من هنا يشرع البحث بين الشيعة وغير الشيعة ، هذه عقيدة الشيعة ولهم عليها أدلّتهم من الكتاب والسنّة وغير ذلك ، وما بلغهم وما وصلهم عن أئمّة أهل البيت الصادقين سلام الله عليهم . لكن هل هناك ما يدلّ على هذا الاعتقاد في كتب أهل السنّة أيضاً، لتكون هذه العقيدة مؤيَّدة ومدعمة من قبل روايات السنّة ، ويمكن للشيعة الاماميّة أنْ تلزم أولئك بما رووا في كتبهم أو لا ؟ نعم وردت روايات في كتب القوم مطابقة لهذا الاعتقاد ، إذن ، يكون هذا الاعتقاد متفقاً عليه حسب الروايات وإن لم يكن القوم يعتقدون بهذا الاعتقاد بحسب الاقوال ، إلاّ أنّا نبحث أوّلاً عن العقيدة على ضوء الادلّة ، ثمّ على ضوء الاقوال والاراء ، ولنقرأ بعض تلك الروايات : الرواية الاُولى : قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله عزّوجلّ ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلاً من ولدي اسمه اسمي ، فقام سلمان الفارسي فقال : يا رسول الله ، من أيّ ولدك ؟ قال : من وَلَدي هذا . وضرب بيده على الحسين» . هذه الرواية في المصادر عن أبي القاسم الطبراني(1) ، وابن عساكر الدمشقي ، وأبي نعيم الاصفهاني ، وابن قيّم الجوزية ، ويوسف بن يحيى المقدسي(2) ، وشيخ الاسلام الجويني(3) ، وابن حجر المكي صاحب الصواعق(4) . ____________ (1) المعجم الكبير 10/166 رقم 10222 باختلاف . (2) عقد الدرر في أخبار المنتظر : 56 ـ انتشارات نصايح ـ قم ـ 1416 هـ . (3) فرائد السمطين 2/325 رقم 575 عن حذيفة بن اليمان ـ مؤسسة المحمودي ـ بيروت ـ 1400 هـ . (4) الصواعق المحرقة : 249 وما بعدها . الحديث الثاني : قوله (صلى الله عليه وآله وسلم)لبضعته الزهراء سلام الله عليها وهو في مرض وفاته : «ما يبكيك يا فاطمة ، أما علمت أنّ الله اطّلع إلى الارض إطّلاعة أو اطْلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيّاً ، ثمّ اطّلع ثانية فاختار بعلك ، فأوحى إليّ فأنكحته إيّاك واتّخذته وصيّاً ، أما علمت أنّكِ بكرامة الله إيّاك زوّجك أعلمهم علماً ، وأكثرهم حلماً ، وأقدمهم سلماً . فضحكت واستبشرت ، فأراد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يزيدها مزيد الخير ، فقال لها : ومنّا مهدي الاُمّة الذي يصلّي عيسى خلفه ، ثمّ ضرب على منكب الحسين فقال : من هذا مهدي الاُمّة» . وهذا الحديث رواه كما في المصادر : أبو الحسن الدارقطني ، أبو المظفر السمعاني ، أبو عبدالله الكنجي ، وابن الصبّاغ المالكي(1) . الحديث الثالث : قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «يخرج المهدي من ولد الحسين من قبل المشرق ، لو استقبلته الجبال لهدمها واتّخذ فيها طرقاً» . وهذا الحديث كما في المصادر عن نعيم بن حمّاد ، والطبراني ، وأبي نعيم ، ____________ (1) البيان في أخبار صاحب الزمان للكنجي الشافعي : 502 (ضمن كفاية الطالب) ـ دار احياء تراث أهل البيت ـ طهران ـ 1404 هـ . فاصلهالفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي : 296 ـ منشورات الاعلمي ـ طهران . والمقدسي صاحب كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر(1) . هذا بحسب الروايات . وأمّا بحسب أقوال العلماء المحدّثين والمؤرّخين والمتصوفين ، هؤلاء أيضاً يصرّحون بأنّ المهدي ابن الحسين ، أي من ذريّة الحسين ، ويضيفون على ذلك أنّه ابن الحسن العسكري ، وأيضاً مولود وموجود ، هؤلاء عدة كبيرة من العلماء من أهل السنّة في مختلف العلوم أذكر أشهرهم : أحمد بن محمّد بن هاشم البلاذري ، المتوفى سنة 279 هـ . أبو بكر البيهقي ، المتوفى سنة 458 هـ . ابن الخشّاب ، المتوفى سنة 567 هـ . ابن الازرق المؤرخ ، المتوفى سنة 590 هـ . ابن عربي الاندلسي صاحب الفتوحات المكية ، المتوفى سنة 638 هـ . ابن طلحة الشافعي ، المتوفى سنة 653 هـ . سبط ابن الجوزي الحنفي ، المتوفى سنة 654 هـ . الكنجي الشافعي ، المتوفى سنة 658 هـ . صدر الدين القونوي ، المتوفى سنة 672 هـ . صدر الدين الحموي ، المتوفى سنة 723 هـ . ____________ (1) الفتن لنعيم بن حماد 1/371 ح1095 ، عقد الدرر : 282 عن الطبراني وأبي نعيم ، وانظر الحاوي للفتاوي 2/66 عن ابن عساك عمر بن الوردي المؤرخ الصوفي الواعظ ، المتوفى سنة 749 هـ . صلاح الدين الصفدي صاحب الوافي في الوفيات ، المتوفى سنة 764 هـ . شمس الدين ابن الجزري ، المتوفى سنة 833 هـ . ابن الصبّاغ المالكي ، المتوفى سنة 855 هـ . جلال الدين السيوطي ، المتوفى سنة 911 هـ . عبد الوهاب الشعراني الفقيه الصوفي ، المتوفى سنة 973 هـ . ابن حجر المكي ، المتوفى سنة 973 هـ . علي القاري الهروي ، المتوفى سنة 1013 هـ . عبد الحق الدهلوي ، المتوفى سنة 1052 هـ . شاه ولي الله الدهلوي ، المتوفى سنة 1176 هـ . القندوزي الحنفي ، المتوفى سنة 1294 هـ . فظهر إلى الان : أوّلاً : أنّ المهدي (عليه السلام)من هذه الاُمّة . ثانياً : المهدي (عليه السلام)من بني هاشم . ثالثاً : المهدي (عليه السلام)من عترة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) . رابعاً : المهدي (عليه السلام)من ولد فاطمة (عليها السلام) . خامساً : المهدي (عليه السلام) من ولد الحسين (عليه السلام) . ولكلّ واحد من هذه النقاط : كونه من هذه الاُمّة ، كونه من بني هاشم ، كونه من عترة النبي ، كونه من ولد فاطمة ، كونه من ولد الحسين ، لكلّ بند من هذه البنود ، روايات خاصة ، ولم نتعرض لها لغرض الاختصار الهم صل على محمد وآل محمد . |
احسنتم على الموضوع بارك الله فيكم
شاكرين لكم هذا التواصل |
اللهم صل على محمد وآل محمد بوركتم وبورك طرحكم |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 10:17 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025