![]() |
هذا ما عندنا..... فهاتوا ما عندكم!!!!!
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين .... السلام عليكم ورحمة الله اخوتي اخواتي في منتديات انا شيعي المعروف أننا حين نقتدي بشخص ما ونتخذه ولياً لنا فهذا يكون لفضائل يتحلى بها ومميزات لا تتوفر عند الغير وبسمات يتفرد بها .... وبما أنني إتخذت قائد الغر المحجلين وحبيب قلوب الصادقين امير المؤمنين سلام الله عليه وآله ولياً وهو اميري ووليي وأملي ورجائي ونجاتي ومعتمدي وشفيعي يوم لا ينفع نفس ما قدمت إلا من أتى الله بقلب حسن وعمل صالح فإن : عندي طلب بسيط جداً للإخوة الموالين أذكروا فضيلة من فضائل صهر الرسول وزوج البتول اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب (ع) وللمخالفين هاتوا ما عندكم من فضائل الأربعة الذين اتعبتوهم واتخذتموهم أولياء لكم !!!! سأبدأ على بركة الله بذكر فضيلة من فضائل أمير المؤمنين حبيبي وحبيب قلوب الصادقين علي بن أبي طالب (ع.... قال صلى الله عليه وآله وسلم مخاطباً أمير المؤمنين علي عليه السلام : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنه لا نبي بعدي » (6). (6) صحيح البخاري 5 : 89 | 202 . وصحيح مسلم 4 : 1870 | 2404 . وسنن الترمذي 5 : 640| 3730 . والمستدرك للحاكم 2 : 337 . ومسند أحمد 1 : 173 و 175 و 182 و 184 . ومصابيح السُنّة 4 : 170 | 4762 . وجامع الاُصول 8 : 649 | 6489 و 6490 و 6491 ولايكاد يخلو منه مصدر من مصادر الحديث . |
من الفضائل المختصة بعلي بن أبي طالب عليه السلام قول رسول الله صلى الله عليه و آله :«علي مع القرآن و القرآن مع علي،لن يفترقا حتى يردا على الحوض». (1) كان علي عليه السلام منذ بداية نزول الوحي إلى جنب رسول الله صلى الله عليه و آله،و لم يفارقه في حالة إلا موارد نادرة طلب فيها إذنه صلى الله عليه و آله مثل ليلة المبيت،و غزوة تبوك،و البعث إلى اليمن،و كان ما زال حاميا و ناصرا لرسول الله صلى الله عليه و آله،و حتى لحظة وفاة رسول الله صلى الله عليه و آله،حيث كان رأسه صلى الله عليه و آله في حجره عليه السلام،و لهذا اختص علي عليه السلام بمعرفة كل ما نزل من الوحي على رسول الله صلى الله عليه و آله،و كان طبيعيا أنه يعلم خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه و آله خصوصيات الوحي من ساعات النزول و دقائقه إلى لحظات آخر عمره المبارك صلى الله عليه و آله،و من أنه نزل في الليل أو النهار،في السهل أو الجبل،في الحضر أو السفر،و على من و لمن نزل،يعلم ناسخه و منسوخه،عامه و خاصه،ظاهره و متشابهه،و هو يعلم إعرابه و ترتيب نزوله...خصوصا أنه صلى الله عليه و آله وصاه بجمع القرآن حتى لا يضيعوه كما ضيعت اليهود التوراة. و أيضا فقد أملاه رسول الله صلى الله عليه و آله على علي عليه السلام و هو يكتبه،و دعا الله تعالى له عليه السلام أن يعلمه فهمه و حفظه،و استجاب الله دعاءه صلى الله عليه و آله فصار عليه السلام حافظا للقرآن،و عالما بمفاهيمه،كيف و قد علمه صلى الله عليه و آله من العلم ألف باب ينفتح له من كل باب ألف باب آخر. و أدل دليل و شاهد على ذلك حديث الثقلين قوله صلى الله عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين :كتاب الله،و عترتي»فإن عليا عليه السلام جعل في هذا الحديث عدل القرآن،و مع كل هذا هل يصلح أحد للإمامة و الخلافة و إقامة أحكام القرآن و الوحي بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و تفسيره غير علي عليه السلام؟ تعليقة: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1.مستدرك الحاكم،ج 3،ص 124،كنزل العمال،ج 11،ص .603 شكرا لك اختي الكريمة على هذا الموضوع هذا هو علي بن ابي طالب عليه السلام هو كاتب الوحي وليس من يشرب الخمر يسمى كاتبا للوحي دمتم بود |
سأورد فضيلة ثانية في حديث سدّ الاَبواب الشارعة في مسجد النبي ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : «سدّوا الاَبواب إلاّ باب علي »فتكلم الناس بذلك ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : «أما بعد ، فإني اُمرت بسدّ هذه الاَبواب إلاّ باب علي ، وقال فيه قائلكم ، والله ماسددّته ولا فتحته ، ولكن اُمرت فاتّبعته »\ (10) سنن الترمذي 5 : 641 | 2732 . ومسند أحمد 1 : 331 . وفتح الباري 7 : 13 . والمستدرك 3 : 125 . ومجمع الزوائد 9 : 114 . والرياض النضرة 3 : 158 . وجامع الاصول 8 : 659 | 6506 . والبداية والنهاية 7 : 355 ، وجميع كتب المناقب . شكرا لك اخي الكريم نجف الخير على المرور الكريم ووضع القول الراائع لسيد المرسلين بارك الله بك ... |
مشكورة على الموضوع الأكثر من راااااااائع
اقتباس:
أريد أسألك بعض الأسئلة عن علي ... هل لطم وطبر ؟؟ هل دعا غير الله في شيء لا يستطيع فعله الا الله ؟؟ هل سجد عند القبور أو ذهب زحفا إلى قبر رسول الله ؟؟ معليش لا تتضجرين مني .. ومشكورة مرة ثانية اقتباس:
وفضائلهم لا تعد كثيرة ... بس ماراح تصدقون .. وش الفايدة من وضعها أما فضائل علي فكتبنا امتلأت من ذكر فضله ؟؟ بارك الله فيكم |
من انكر ولاية علي فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه واله وسلم
|
عزيزتي الغاليه سنيه
اهلا بكِ في موضوعي اختي الكريمه اقتباس:
وهذا حسب اختلاف اراء العلماء والفقهاء وكلِ على حسب اجتهاده وان اردت ان اشرح لكِ لطال البحث هنا .... واما امر الطلب من غير االله والذهاب الى القبور وزيارتها فهي لها عدة ابواب نحن لانطلب من غير الله حبيبتي ولكن !!! سأقرب لكِ الفكره اكثر عند احتياج اي فرد منا لامر مثلا من رئيس الجمهوريه فلنقل على سبيل المثال ونحن لانملك ذاك المقام او الرتبه اللتي توصلنا اليه لكي يوقع لنا على طلب او امر نحن بحاجة له الى من نذهب ليتم التوقيع على الطلب؟؟ اكيد نذهب لمن هم لهم صلة قريبه على ذاك الرئيس وله كلمة مسموعه عنده ومعزة كبيره حتى يكمل لنا طلبنا على اتم وجه اليس كذلك؟؟ ونحن مانفعله على نفس المنوال اختي الفاضله نحن لانملك من المقام الكبير اللذي يؤهلنا الى ان نطلب من الباري الطلب الكامل وذنوبنا لاتدع لنا مقاما اصلا لاستجابة الدعاء...لاننا عبيد والعبد مذنب لانه غير معصوم .... لذا فاننا نتقرب الى الله بالرسول الاكرم صلى الله عليه واله وبأهل بيته لما لهم من الشرف والمقام الرفيع عند الباري وان الله اللذي قسم بذاته ان مامن عبد يسأله بالرسول وباله الاطهار الا ويسهل امره ويعطيه مرامه لذا فهم وسيلتنا الى الله والحبل الممدود من الارض الى السماء نحن لانطلب من غير الباري وانما نطلب منه بالشفاعة بال البيت اما ان حالة السجود عندالقبور غاليتي هي ليست لمن سكن ذاك القبر بل هي للتبرك بذاك المكان وتقربا للباري اي ان السجود هو لله عزوجل وليس لصاحب القبر وعادة حبيبتي نحن لانصلي عند القبور العاديه بل صلاتنا تكون عند اضرحة اولياء الله على ارضه وحججه وهذه السجدات والصلوات هي لله الكبير المتعال ومن يقول عكس هذا فهو ملعون من الرسول وال بيته ... اقتباس:
لكن انتم جعلتموه الرابع بينما هو الأول بتنصيب من الباري والرسول وانتي ذكرتي بان كتبكم امتلأت بفضائل امير المؤمنين اذا انتي تعلمين هو افضل من الثلاثه البقيه فلمَ تعطوه المركز الرابع؟؟ عدي معي حبيبتي ولنرى من هو افضل من امير المؤمنين؟؟؟ ثم ياعزيزتي هناك من نفى فضائل امير المؤمنين واتهمه باتهامات باطله مثلا انظري ابن تيميه مانفى من اقوال وقولي لي هل هذا حق ؟؟؟؟ اقتباس:
و على حال أهل بيت رسول الله فليبك الباكون" وهذا اكبر هدف عندي لاضع موضوع كامل لكي يرى من لايرى من هو امير المؤمنين انا قلت في كلامي ضعو الفضائل للاربعه لانني اعلم ان هناك من يعلم ان لامير المؤمنين فضل كبير ومقام ويعلم من هو واعلم ان هناك من يملك له الحب الكبير كما قلتِ انتِ انكم تعلمون من هو علي وتذكروه بكتبكم وليس كل شخص يسمى سنيا انه يكره امير المؤمنين لكن المصيبه العظمى هي اننا عندما نعرف مقام فرد .... ولكن نضعه في النهايه ونخالف اوامر الباري بكل شيئ |
اقتباس:
نحن كلنا هنا لنبين احقية حجج الباري ومن لهم المكان الرفيع ومن هم اولياء الله على ارضه ضعي ماعندكِ نحن لاننكر ماهو صحيح وهذه ليست اطباعنا |
اقتباس:
ان جبتلك من كتبنا بتحكولي ما بنفع لازم تحتج بكتبنا واذا جبت من كتبكم بتحكولي الاحاديث الي عنا مش كلها صحيحة وانا محتار اكثير شو العمل احكولي وكمان علي رضي الله خليفتنا الرابع وايمامنا بعد ابو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم اجمعين اقتباس:
1 ابو بكر 2 عمر بن الخطاب 3 عثمان بن عفان 4الرابع عندا علي بن ابي طالب ولا علي الي عنا يختلف عن علي الذي عندكم كلامك متناقض ومن وين بدي اجبلك فضائل علي رضي الله عنه من كتبنا ام من كتبكم جد انك حيرتيني |
اقتباس:
سبب الحديث هو : زعم المنافقين أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قد ملّ علياً وكره صحبته..! فكان هذا القول من النبي- صلى الله عليه وسلم - مبطل لما زعموه...! |
اقتباس:
هذ كلام غير صحيح واحنا ما بدنا نعملها مشكلة انو الاول اول الاخر كلهم اائمة عنا وخلفائنا |
اقتباس:
عزيزتي .. عاشقة النجف مشكورة على هذا الجهد وهذا الحوار الطيب اقتباس:
بس عند علي رضي الله عنه .. أكيد ما سواها اقتباس:
أما المثال اللي وضعتيه عزيزتي فأكيد الحاكم لما تطلبين منه شيء وأنتي بسيطة ماراح تكلمينه مباشرة وراح تتخذين واسطة .. بس هذا مثال لحاكم الدنيا أما الله فيسمعك بدون واسطة وبدون أن تتخذين أي وسيلة قال تعالى : {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (18) سورة الجن وقال الله ردا على الكفار عندما اتخذو الأصنام ليقربوهم إلى الله لأ هذه الأصنام صور لرجال صالحين {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} (3) سورة الزمر وهناك آيات كثيرة وأحاديث عن دعاء الله وحده ولا توجد آيات تطلب منا أن نتخذ وساطة بيننا وبين الله سبحانه ولو كان هذا الفعل خير لفعله قبلنا رسول الله أو علي أو فاطمة أو أبنائهم .. أليس كذلك اقتباس:
اقتباس:
وإنما أقول ياالله اجعلني ممن يشفع لهم رسولك وحبيبك محمد لأني أؤمن بالقرآن والله تعالى يقول {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ } (28) سورة الأنبياء ارجوا انك فهمتي قصدي حبيبتي اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
كتبت الولاية في برنامج قالون فخرجت لي هذه الآية {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا} (44) سورة الكهف فيه غيرها في علي اقتباس:
أيضا املأت بفضائل الثلاثة الباقين مشكورة اختي .. معليش تعبتك معاي وتسلمين يالغالية |
اقتباس:
|
اقتباس:
جواب غريب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ |
تقدّم الإمام عليه السلام في الفصاحة والبلاغة
ثمّ عرض ابن أبي الحديد شرحاً لفضائل الإمام عليه السلام، إلی أن قال: وأمّا الفصاحة، فهو عليه السلام إمام الفصحاء وسيّد البلغاء. وفي كلامه قيل: دُونَ كَلاَمِ الخَالِقِ وَفَوْقَ كَلاَمِ المَخْلُوقِ. ومنه تعلّم الناس الخطابة والكتابة. قال عبد الحميد بن يحيي: حَفِظْتُ سَبْعِينَ خُطْبَةً مِنْ خُطَبِ الاَصْلَعِ، فَفَاضَتْ ثُمَّ فَاضَتْ. وقال ابن نُباتة: حَفِظْتُ مِنَ الخِطَابَةِ كَنْزَاً لاَ يَزِيدُهُ الإنْفَاقُ إلاَّ سَعَةً وَكَثْرَةً، حَفِظْتُ مِائَةَ فَصْلٍ مِنْ مَوَاعِظِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. ولمّا قال مِحْفَن بنُ أبي مِحْفَن لمعاوية: جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ أَعْيَا النَّاسِ، قال له: وَيْحَكَ كَيْفَ يَكُونُ أَعْيَا النَّاسِ؟ فَوَاللَهِ مَا سَنَّ الفَصَاحَةَ لِقُرَيْش غَيْرُهُ. ويكفي هذا الكتاب « نهج البلاغة » الذي نحن شارحوه دلالة علی أ نّه لايُجَارَي في الفصاحة، ولا يبارَي في البلاغة. وحسبك أ نّه لميدوّن لاحد من فصحاء الصحابة العُشر، ولا نصف العُشر ممّا دُوِّن له. وكفاك في هذا الباب ما يقوله أبو عثمان الجاحظ في مدحه في كتاب « البيان والتبيين » وفي غيرهمنكتبه.[1] ثمّ قال ابن أبي الحديد بعد شرح مشبع تناول فيه سماحة أخلاق الإمام، وزهده، وعبادته: وأمّا قراءة علی القرآن واشتغاله به، فهو المنظور إليه في هذا الباب. اتّفق جميع العلماء والفقهاء من العامّة والخاصّة علی أ نّه كان يحفظ القرآن علی عهد رسولالله صلّي الله عليه وآله، ولم يكن غيره يحفظه. ثمّ هو أوّل من جمعه. نقلوا كلّهم أ نّه تأخّر عن بيعة أبي بكر. فأهل الحديث لا يقولون ما تقوله الشيعة من أ نّه تأخّر مخالفة للبيعة، بل يقولون: تشاغل بجمع القرآن. فهذا يدلّ علی أ نّه أوّل من جمع القرآن، لا نّه لو كان مجموعاً في حياة رسولالله صلّي الله عليه وآله، لما احتاج إلی أن يتشاغل بجمعه بعد وفاته صلّيالله عليه وآله. وإذا رجعتَ إلی كتب القراءات، وجدتَ أئمّة القرّاء كلّهم يرجعون إليه، كأبيعمروبن العلاء، وعاصم بن أبي النَّجود، وغيرهما. لا نّهم يرجعون إلی أبي عبدالرحمن السُّلَمِيّ القاري. وأبوعبدالرحمن كان تلميذه، وعنه أخذ القرآن. فقد صار هذا الفن من الفنون التي تنتهي إليه أيضاً، مثل كثير ممّا سبق. [2] هذه مطالب ذكرها ابن أبي الحديد في مقدّمة شرحه علی « نهج البلاغة » في سياق عدّه سائرَ فضائل الإمام عليه السلام. وأمّا ابن شهرآشوب: فقد عقد فصلاً في كتابه « مناقب آل أبي طالب » تحت عنـوان: في المسـابقة بالعلـم. وأحصـي فيه العلـوم التـي كان أميرالمؤمنين عليه السلام سبّاقاً فيها. قال: أفلا يكون ( علی عليه السلام ) أعلم الناس، وكان مع النبيّ صلّي الله عليه وآله في البيت والمسجد، يكتب وحيه ومسائله، ويسمع فتاواه، ويسأله؟ وروي أ نّه كان رسول الله صلّي الله عليه وآله إذا نزل عليه الوحي ليلاً لميصبح حتّي يخبر به عليّاً عليه السلام. وإذا نزل عليه الوحي نهاراً لميُمسِ حتّي يخبر به عليّاً. ومن المشهور إنفاقه الدينار قبل مناجاة الرسول، وسأله عن عشر مسائل، فتح له منها ألف باب، فتح كلّ باب ألف باب. وفي ذلك قال الشريف الرضيّ: [3] يَا بَنِي أَحْمَـدَ أُنَادِيكُـمُ اليَـوْمَ وَأَنْـتُــمْ غَـدَاً لِـرَدِّ جَـــوَابِـي ومن عجيب أمره عليه السلام في هذا الباب أ نّه لا شيء من العلوم إلاّ وأهلة يجعلون عليّاً عليه السلام قدوة، فصار قوله قبلة في الشريعة يتوجّه إليها كلّ الناس.أَلْـفَ بَابٍ أُعطِيتُـمُ ثُـمَّ أَفْضَي كُلُّ بَابٍ مِنْهَـا إلی أَلْـفِ بَابِ لَـكُـمُ الاَمْــرُ كُـلُّـهُ وَإلَـيْـكُـمْ وَلَدَيْكُمْ يُؤُولُ فَصْلُ الخِطَابِ[4] |
جَمْعُ القرآن من قِبَل الإمام عليه السلام
كان أمير المؤمنين عليه السلام جامع القرآن سُمع القرآن من عليّ عليه السلام. ذكر الشيرازيّ في « نزول القرآن »، وأبويوسف يعقوب في تفسيره عن ابن عبّاس في قوله تعالي: لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ أنّ النبيّ صلّي الله عليه وآله كان يحرّك شفتيه عند الوحي ليحفظه، وقيل له: «لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ» يَعْنِي بِالقُرْآنِ «لِتَعْجَلَ بِهِ» مِنْ قَبْلِ أَنْ يُفْرَغَ بِهِ مِنْ قَرَاءَتِهِ عَلَيْكَ «إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ و وَقُرْءَانَهُ». [5] قال ] ابن عبّاس [: ضمن الله محمّداً صلّي الله عليه وآله أن يجمع القرآن بعد رسولالله صلّي الله عليه وآله علی بن أبي طالب عليه السلام. قال ابنعبّاس: فجمع الله القرآن في قلب علی عليه السلام. وجمعه علی عليه السلام بعد موت رسول الله صلّي الله عليه وآله بستّة أشهر. وفي أخبار أبي رافع: إنَّ النَّبِيَّ صَلَّي اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّي فِيهِ لِعَلِيٍّ: يَا علی! هَذَا كِتَابُ اللَهِ، خُذْهُ إلَيْكَ. فَجَمَعَهُ علی فِي ثَوْبٍ فَمَضَي إلی مَنْزِلِهِ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّي اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ جَلَسَ علی فَأَ لَّفَهُ كَمَا أَنْزَلَهُ اللَهُ وَكَانَ بِهِ عَالِماً. وحدّثني أبو العلاء العطّار، والموفّق خطيب خوارزم في كتابيهما بالإسناد عن عُليّبن رباح [6] أَنَّ النَّبِيَّ أَمَرَ عَلِيَّاً بِتَأْلِيفِ القُرْآنَ، فَأَلَّفَهُ وَكَتَبَهُ. وروي جَبَلة بن سُحَيم [7] عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: لَوْ ثُنِيَتْ لِيَ الوَسَادَةُ وَعُرِفَ لِي حَقِّي لاَخْرَجْتُ لَهُمْ مُصْحَفَاً كَتَبتُهُ وَأَمْلاَهُ علی رَسُولُ اللَهِ. ورويتم أيضاً ( أنتم العامّة ) أَ نَّهُ إنَّمَا أَبْطَأَ عَلِيٌّ عَلَيهِ السَّلاَمُ عَنْ بَيْعَةِ أَبِيبَكْرٍ لِتَأْلِيفِ القُرْآنِ. وروي أبو نُعَيم في « حلية الاولياء »، والخطيب في « الاربعين » بالإسناد عن السُّـدّيّ، عن عبد خير، عن علی عليه السـلام أ نّه قال: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَهِ أَقْسَمْتُ ـأَوْ حَلَفْتُـ أَنْ لاَ أَضَعَ رِدَايَ عَنْ ظَهْرِي حَتَّي أَجْمَعَ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ. فَمَا وَضَعْتُ رِدَايَ حَتَّي جَمَعْتُ القُرْآنَ. وفي أخبار أهل البيت عليهم السلام أَ نَّهُ إلی أَنْ لاَ يَضَعَ رِدَاءَهُ علی عَاتِقِهِ إلاَّ لِلصَّلاَةِ حَتَّي يُؤَلِّفَ القُرْآنَ وَيَجْمَعَهُ. فَانْقَطَعَ عَنْهُمْ مُدَّةً إلی أَنْ جَمَعَهُ ثُمَّ خَرَجَ إلَيْهِمْ بِهِ فِي إزَارٍ يَحْمِلُهُ وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ فِي المَسْجِدِ، فَأَنْكَرُوا مَصِيرَهُ بَعْدَ انْقِطَاعٍ مَعَ أُلبَتِهِ، [8] فَقَالُوا: الاَمْرُ مَا [9] جَاءَ بِهِ أَبُوالحَسَنِ. فَلَمَّا تَوَسَّطَهُمْ، وَضَعَ الكِتَابَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَهِ قَالَ: إنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمْ مَا إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَهِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، وَهَذَا الكِتَابُ وَأَنَا العِتْرَةُ. فَقَامَ إلَيْهِ الثَّانِي فَقَالَ لَهُ: إن يَكُنْ عِنْدَكَ قُرْآنٌ، فَعِنْدَنَا مِثْلُهُ، فَلاَحَاجَةَ لَنَا فِيكُمَا، فَحَمَلَ عَلَيهِ السَّلاَمُ الكِتَابَ وَعَادَ بِهِ بَعْدَ أَنْ أَلْزَمَهُمُ الحُجَّةَ. وفي خبر طويل عن الإمام الصادق عليه السلام أَ نَّهُ حَمَلَهُ وَوَلَّي رَاجِعَاً نَحْوُ حُجْرَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ». [10] وَلِهَذَا قَرَأَ ابْنَ مَسْعُودٍ: إنَّ عَلِيَّاً جَمَعَهُ وَقَرَأَ بِهِ فَإذَا قَرَأَهُ فَاتَّبِعُوا قِرَاءَتَهُ. قال الناشي: جَامِـعُ [11] وَحْـي اللَهِ إذْ فَـرَّقَـهُ مَنْ رَامَ جَمْـعَ آيَـةٍ فَمَـا ضَبَطْ وقال العونيّ:أَشْـكَلَـهُ لِشَـكْـلِـهِ بِـجَـهْـلِـهِ فَاسْتُعْجِبَتْ [12] أَحْرُفُهُ حِينَ نَقَطْ لَمَّا رَأَي الاَمْرَ قَبِيحَ المَدْخَلِ حَرَّدَ فِي جَمْعِ الكِتَابِ المُنْزَلِ وقال الصاحب: هَلْ مِثْلَ جَمْعِكَ لِلْقُرْآنِ تَعْرِفُهُ لَفْظـاً وَمَعْنَي وَتَأْوِيـلاً وَتَبْيينا[13] وقال الخطيب منيح:عَلِيٌّ جَامِعُ القُرْآنَ جَمْعَاً يُقَصِّرُ عَنْهُ جَمْعُ الجَامِعِينَا |
تقدّم أمير المؤمنين عليه السلام في علم التفسير
ومنهم: المفسّرون كعبد الله بن عبّاس، وعبد الله بن مسعود، وأُبيّ ابنكعب، وزيدبن ثابت. وهم معترفون له عليه السلام بالتقدّم. [15] وورد في تفسير النقّاش أنّ ابن عبّاس قال: جُلُّ مَا تَعَلَّمْتُ مِنَ التَّفْسِيرِ مِنْ علی بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ. إنَّ القُرْآنَ أُنْزِلَ علی سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، مَا مِنْهَا إلاَّ وَلَهُ ظَهْرٌ وَبَطْنٌ. وَإنَّ عَلِيَّبْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلِمَ الظَّاهِرَ وَالبَاطِنَ. وجـاء في « الفضـائل » للعكبريّ أنّ الشـعبيّ قال: مَا أَحَـدٌ أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَهِ بَعْدَ نَبِيِّ اللَهِ مِنْ عَلِيِّبْنِ أَبِيطَالِبٍ. وفي « تاريخ البلاذريّ »، و « حِلْيَة الاولياء »: قال علی عليه السلام: وَاللَهِ مَا نَزَلَتْ آيَةٌ إلاَّ وَقَدْ عَلِمْتُ فِيمَا نَزَلَتْ وَأَيْنَ نَزَلَتْ، أَبِلَيْلٍ نَزَلَتْ أَوْ بِنَهَارٍ نَزَلَتْ، فِي سَهْلٍ أَوْ جَبَلٍ؟ إنَّ رَبِّي وَهَبَ لِي قَلْبَاً عَقُولاً وَلِسَانَاً سَؤُولاً. [16] وورد في « قوت القلوب »: قال علی عليه السلام: لَوْ شِئْتُ لاَوْقَرْتُ سَبْعِينَ بَعِيرَاً فِي تَفْسِيرِ فَاتِحَةِ الكِتَابِ. [17] ولمّا وجد المفسّرون قوله عليه السلام، لم يرجعوا إلی قول غيره في التفسير. وسأله ابن الكوّاء، وهو علی المنبر: مَا «الذَّ ' رِيَـ'تِ ذَرْوًا»؟ فقال: الرِّيَاحُ. فقال: وَمَا «الْحَـ'مِلَـ'تِ وِقْرًا»؟ فقال: السَّحَابُ. فقال: وَمَا «الْجَـ'رِيَـ'تِ يُسْرًا»؟ فقال: الفُلْكُ. فقال: مَا «الْمُقَسِّمَـ'تِ أَمْرًا»؟ فقال: المَلاَئِكَةُ. فالمفسّرون كلّهم علی قوله عليه السلام. [18] هذه الآيات في أوّل سورة الذاريات: بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَـ'نِ الرَّحِيمِ* وَالَّذَ ' رِيـ'تِ ذَرْوًا * فَالْحَـ'مِلَـ'تِ وِقْرًا * فَالْجَـ'رِيَـ'تِ يُسْرًا * فَالْمُقَسِّمَـ'تِ أَمْرًا * إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَ ' قِعٌ. [19] قال العلاّمة الطباطبائيّ قدّس الله نفسه الزكيّة في التفسير: الذَّارِيَاتُ جمع الذَّارِيَة من قولهم: ذَرَتِ الرِّيحُ التُّرَابَ تَذْرُوهُ ذَرْوَاً إذا أطارته. و الوِقْرُ بالكسر فالسكون ثقل الحمل في الظهر أو في البطن. وفي الآيات إقسام بعد إقسام يفيد التأكيد بعد التأكيد للمقسم عليه وهو الجزاء علی الاعمال. فقوله: وَالذَّ ' رِيـ'تٍ ذَرْوًا إقسام بالرياح المثيرة للتراب. وقوله: فَالحَـ'مِلَـ'تِ وِقْرًا بالفاء المفيدة للتأخير والترتيب معطوف علی الذَّ ' رِيَـ'تِ وإقسام بالسحب الحاملة لثقل الماء، وقوله: فَالجَـ'رِيـ'تِ يُسْرًا عطف عليه وإقسام بالسفن الجارية في البحار بيُسر وسهولة. وقوله: فَالْمُقَسِّمَـ'تِ أَمْرًا عطف علی ما سبقه وإقسام بالملائكة الذين يعملون بأمره فيقسمونه باختلاف مقاماتهم. فإنّ أمر ذي العرش بالخلق والتدبير واحد. فإذا حمله طائفة من الملائكة علی اختلاف أعمالهم، انشعب الامر وتقسّم بتقسّمهم. ثمّ إذا حمله طائفة هي دون الطائفة الاُولي، تقسّم ثانياً بتقسّمهم، وهكذا حتّي ينتهي إلی الملائكة المباشرين للحوادث الكونيّة الجزئيّة فينقسم بانقسامها ويتكثّر بتكثّرها. والآيات الاربع ـ كما تري ـ تشير إلی عامّة التدبير حيث ذكرت أُنموذجاً ممّا يدبّر به الامر في البرّ، وهو الذَّ ' رِيَـ'تِ ذَرْوًا. وأُنموذجاً ممّا يدبّر به الامر في البحر، وهو الجَـ'رِيَـ'تِ يُسْرًا. وأُنموذجاً ممّا يدبّر به الامر في الجوّ، وهو الْحَـ'مِلَـ'تِ وِقْرًا. وتمّم الجميع بالملائكة الذين هم وسائط التدبير، وهم الْمُقَسِّمَـ'تِ أَمْرًا. فالآيات في معني أن يقال: أُقسم بعامّة الاسباب التي يتمّم بها أمر التدبير في العالم إنّ كذا كذا، وقد ورد من طرق الخاصّة والعامّة عن علی عليه أفضل السلام تفسير الآيات الاربع بما تقدّم. [20] وروي ابن كثير الدمشقيّ في تفسيره عن شعبة بن الحجّاج، عن السمّاك، عن خالد بن عرعرة، وكذلك روي بسند آخر عن شعبة، عن القاسمبن أبيبزة، عن أبي الطفيل أ نّهم سمعوا عليّبن أبيطالب، وثبت أيضاً من طرق أُخري غير هذين السندين، عن أميرالمؤمنين عليّبن أبيطالب أ نّه صعد منبر الكوفة فقال: لاَ تَسْأَ لُونِي عَنْ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَهِ تَعَالَي وَلاَ عَنْ سُنَّةٍ عَنْ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ إلاَّ أَنْبَأْتُكُمْ بِذَلِكَ. فقام إليه ابن الكوّاء، وقال: يا أمير المؤمنين! ما معني قوله تعالي: وَالذَّ ' رِيـ'تِ ذَرْوًا؟ فقال علی رضي الله عنه: الرِّيحُ. فقال: ما معني فَالْحَـ'مِلَـ'تِ وِقْرًا؟ فقال علی رضي الله عنه: السَّحَابُ. قال: فما معني فَالْجَـ'رِيَـ'تِ يُسْرًا؟ قال علی رضي الله عنه: السُّفن. قال: فما معني فَالْمُقَسِّمَـ'تِ أَمْرًا؟ قال علی رضي الله عنه: المَلاَئِكَةُ. [21] وأخرج السيوطيّ في تفسير « الدرّ المنثور » تفسير هذه المعاني الاربعة في الآيات الاربع عن علی بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام عن عبدالرزّاق، والفريابيّ، وسعيد بن منصور، والحارث بن أبيأُسامة، وابنجرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الانباريّ في « المصاحف » والحاكم وصحّحه، والبيهقيّ في « شعب الإيمان » من طرق مختلفة. [22] |
تقدّم أمير المؤمنين عليه السلام في علم القراءات
ومن العلوم التي تقدّم فيها علی علي الجميع: علم القراءات. وظهر علماء القراءات في هذا المجال. روي أحمد بن حنبل، وابن بطّة، وأبويَعْلي في مصنّفاتهم عن الاعمش، عن أبي بكر بن عيّاش في خبر طويل أ نّه قرأ رجلان ثلاثين آية من سورة الاحقاف، فاختلفا في قراءتهما، فقال ابن مسعود: هذا الخلاف ما أقرأه. فذهب بهما إلی النبيّ الاكرم صلّيالله عليه وآله. فغضب وعليّ عليه السلام عنده. فقال علی عليه السلام: رَسُولُ اللَهِ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَقْرَأُوا كَمَا عُلِّمْتُمْ. وهذا دليل علی علم علی عليه السلام بوجوه القراءات المختلفة. وروي أنّ زيداً لمّا قرأ: التابوة، قال علی عليه السلام: اكتبه التابوت، فكتبه كذلك. والقرّاء السبعة إلی قراءته عليه السلام يرجعون. فأمّا حمزة، والكسائيّ فيعوّلان علی قراءة علی عليه السلام وابن مسعود. وليس مصحفهما مصحف ابن مسعود. فهما إنّما يرجعان إلی علی عليه السلام ويوافقان ابن مسعود فيما يجري مجري الإعراب. وقد قال ابنمسعود: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَقْرَأَ مِنْ علی بْنِ أَبِي طَالِبٍ لِلقُرْآنِ. وأمّا نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، فمعظم قراءاتهم ترجع إلی ابن عبّاس، وابن عبّاس قرأ علی أُبيّ بن كعب، وعليّ. والذي قرأه هؤلاء القرّاء يخالف قراءة أُبيّ، فهو إذاً مأخوذ عن علی عليه السلام. وأمّا عاصـم، فقـرأ علی أبي عبد الرحمـن السُّـلَمـيّ. وقـال أبوعبدالرحمن: قرأت القرآن كلّه علی عليّ بن أبي طالب. فقالوا: أفصح القراءات قراءة عاصم لا نّه أتي بالاصل، وذلك أ نّه يُظهر ما أدغمه غيره، ويحقّق من الهمز ما ليّنه غيره، ويفتح من الالفات ما أماله غيره. والعدد الكوفيّ في القرآن منسوب إلی علی عليه السلام. وليس في الصحابة من يُنسب إليه العدد غيره عليه السلام. وإنّما كتب عدد ذلك كلّ مِصر عن بعض التابعين. |
فضائل أمیرالمؤمنین تفوق العدّ و الإحصاء
نقل عن موفّق بن أحمد الخوارزميّ بإسناده عن محمّد بن منصور أنـّه قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما جاء لاحد من الصحابة من الفضائل مثل ما لعليّ بن أبي طالب. و قال أحمد: قال رجل لابن عبّاس: سبحان الله، ما أكثر فضائل علی بن أبي طالب و مناقبه، إنّي لاحسبها ثلاثة آلاف منقبة! فقال ابن عبّاس: أو لا تقول إنـّها إلی ثلاثين ألفاً أقرب؟ [21] و روي الخوارزميّ أيضاً بسنده عن حرب بن عبدالحميد أنـّه قال: حدّثنا سليمان الاعمش بن مهران أنّ المنصور الدوانيقيّ حال خلافته قال: يا سليمان، أخبرني كم من حديث ترويه في فضائل علی بن أبي طالب؟ قلت: يسيراً. قال: ويحك، كم تحفظ؟ قلت: عشرة آلاف حديث أو ألف حديث. فلمّا قلت: ألف حديث، استقلّها، فقال: ويحك ياسليمان، بل عشرة آلاف كما قلت أوّلاً. [22] و كذلك روي الخوارزميّ بسنده عن مجاهد، عن ابن عبّاس أنـّه قال: قال رسول الله صلّي الله عليه ] وآله [ وسلّم: لَوْ أَنَّ الاْشْجَارَ أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرَ مِدَادٌ وَالْجِنَّ حُسَّابٌ وَالإنْسَ كُتَّابٌ ما أحْصَوا فَضَائِلَ علی بْنِ أَبي طَالِبٍ. [23] و روي بسنده أيضاً عن محمّد بن عُماره، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد بن الصادق، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين، عن رسول الله، قال: قال رسول الله ـ صلّي الله عليه ] وآله [ و سلّم ـ لِرَهْطٍ مِنْ أصحـ'ابِهِ: إِنَّ اللَهَ تَعَالَي جَعَلَ لاخِي علی فَضَائِلَ لاَ تُحْصَي كَثْرَةً، فَمَنْ ذَكَرَ فَضِيلَةً مِنْ فَضَائِلِهِ مُقِرّاً بِهَا، غَفَرَ اللَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأخَّرَ. وَ مَنْ كَتَبَ فَضِيلَةً مِنْ فَضَائِلِهِ، لَمْ تَزَلِ الْمَلاَئِكَةُ تَسْتَغْفِرُ لَهُ مَا بَقِيَ لِذَلِكَ الْكِتَابِ رَسْمٌ، وَ مَنِ اسْتَمَعَ إلی فَضِيلَةٍ مِنْ فَضَائِلِهِ، غَفَرَ اللَهُ لَهُ الذُّنُوبَ الَّتِي اكْتَسَبَهَا بِالنَّظَرِ. ثُمَّ قَالَ: النَّظَرُ إلی علی عِبَادَةٌ، وَ ذِكْرُهُ عِبَادَةٌ، لاَ يَقْبَلُ اللَهُ إيمَانَ عَبْدٍ إلاَّ بِمُوالاَتِهِ وَالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِ. [24] و روي الخوارزميّ أيضاً في «المناقب» عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير أنـّه قال: قلتُ لابن عبّاس رضي الله عنهما: أسألك عن اختلاف الناس في علی رضي الله عنه، قال: يَابْنَ جُبَيْرٍ تَسْأَلُنِي عَنْ رَجُلٍ كَانَتْ لَهُ ثَلاَثَةُ آلافِ مَنْقَبَةٍ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ وَ هِيَ لَيْلَةُ الْقِرْبَةِ فِي قَلِيبِ بَدْرٍ، سَلَّمَ عَلَيْهِ ثَلاَثَةُ آلاَفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِمْ، وَ تَسْأَلُنِي عَنْ وَصِيِّ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَيهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ و صَاحِبِ حَوْضِهِ وَ صَاحِبِ لِوائِهِ فِي الْمَحْشَرِ. والَّذِي نَفْسُ عَبْدِاللِهِ بْنِ الْعَبّاسِ بِيَدِهِ لَوْ كَانَتْ بِحَارُ الْدُنْيَا مِدَاداً، وَ أَشْجَارُهَا أقْلاَماً، وَ أَهْلُهَا كُتّاباً فَكَبَتُوا مَنَاقِبَ علی بْنِ أَبي طَالِبٍ وَ فَضَائِلَهُ مَا أَحْصَوْهَا.[25] و روي الخوارزميّ في «المناقب» أيضاً عن أبي طفيل أنـّه قال: قال بعض الصحابة: لَقَدْ كَانَ لِعَليٍّ مِنَ السَّوابِقِ مَا لَوْ قُسِّمَتْ سَابِقَةٌ مِنْهَا بَيْنَ النّاسِ لَوَسِعتْهُمْ خَيْراً. [26] يقول ابن شهرآشوب: و من المعجزات بعد وفاة علی بن أبي طالب تسخير الجماعة اضطراراً لنقل فضائله مع ما فيها من الحجّة عليهم حتّي إن أنكره واحد، ردّ عليه صاحبه، و قال: هذا في التواريخ، و الصّحاح والسّنن، والجوامع، و السير، و التفاسير، ممّا أجمعوا علی صحّته، فإن لم يكن في واحد، يكن في آخر. و من جملة ذلك ما أجمعوا عليه أو روي مناقبه خلق كثير منهم حتّي صار علماً ضروريّاً. كما صنّف ابن جرير الطبريّ كتاب «الغدير» و ابنشاهين كتاب «المناقب»، و كتاب «فضائل فاطمة عليهما السلام» و يعقوب بن شيبة كتاب «تفضيل الحسن و الحسين عليهما السلام» وكتاب«مسند أمير المؤمنين و أخباره و فضائله عليه السلام»، و الجاحظ كتاب «العلويّ»، و كتاب «فضل بني هاشم علی بني أُميّة»، و أبونعيم الاصفهانيّ كتاب «منقبة المطهّرين في فضائل أميرالمؤمنين»، و «ما نزل في القرآن في أميرالمؤمنين عليه السلام»، و أبوالمحاسن الرؤيانيّ كتاب «الجعفريّات»، والموفّق المكّي كتاب «قضايا أميرالمؤمنين عليه السلام وكتاب «ردّ الشمس لاميرالمؤمنين عليه السلام»، و أبوبكر محمّدبن مؤمن الشيرازي كتاب «نزول القرآن في شأن أميرالمؤمنين عليه السلام» وأبوصالح عبدالملك المؤذّن كتاب «الاربعين في فضائل الزهراء عليهاالسلام»، و أحمدبن حنبل كتاب «مسند أهل البيت وفضائل الصحابة»، و أبوعبدالله محمّدبن أحمد النطنزيّ كتاب «الخصائص العلويّة علی سائر البريّة»، و ابن المغازليّ كتاب «المناقب»، و أبوالقاسم البُسطيّ (البُستيّـخل) كتاب «المراتب»، و أبوعبدالله البصريّ كتاب «الدّرجات» و الخطيب أبو تراب كتاب «الحدائق»، مع الكتمان والميل وذلك خرق العادة شهد بفضائله معادوه، و أقرّ بمناقبه جاحدوه. [27] يقول الشاعر: شَهِدَ الاْنَامُ بِفَضْلِهِ حَتّي الْعِدي وَالْفَضْلُ مَا شَهِدَتْ بِهِ الاْعْدَاءُ [28] و يقول شاعر آخر: يَرْوي مَنَاقِبَهُمْ لَنَا أَعْدَاؤُهُمْ لاَفَضْلَ إلاَّ مَا رَواهُ حَسُودُ [29] طبيعيّ أنّ هؤلاء الاشخاص الذين عدّهم ابن شهرآشوب مع مصنّفاتهم كانوا متقدّمين عليه زمنيّاً، لانـّه توفّي سنة 588 ه. بَيدَ أنّ هناك مصنّفات أُخري في هذا المجال أُلّفت قبله و بعده، و ذكرها السيّد محمّد مهدي نجل السيّد حسن الخرسان في مقدّمة الطبعة السابقة لكتاب «ينابيع المودّة»، و قد بلغ عددها (183) كتاباً.يقول ابن شهرآشوب: و من جملة معجزاته كثرة ] الروايات في [ مناقبه و فضائله مع ما كانوا يدفنونها و يتوعّدون علی روايتها. روي مسلم، و البخاريّ، و ابن بطّة، وا لنطنزيّ عن عائشة في حديثها بمرض النبيّ صلّي الله عليه ] وآله [ وسلّم فقالت في جملة ذلك: فَخَرَجَ النَّبِيُّ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ الْفَضْلِ وَ رَجُلٍ آخَرَ يَخُطُّ قَدَمَاهُ، عَاصِباً رَأسَهُ ـ تَعني عَلِيّاً ـ عَلَيهِ السلام. (إمّا أنّ عائشة لم تذكره حسداً، أو أنّ الرواة كتموه). |
محن و مصائب أمیرالمؤمنین کانت أکثر من جمیع الأنبیاء
ولكن ينبغي أن نعلم بأنّ هذه الصفات الإلهيّة و الكمالات النفسانيّة، و القدرة الربّانيّة لم تمنح للإمام مجّاناً، بل منحت له مكافأة لما مرّ به من مخاطر جسمية و محن عظيمة، و ما لاقاه من أذي لم يؤذ به أيّ نبيّ من الانبياء. إنّ كلّ ما عاناه الانبياء و ما قاسوه من محن كإرهاق الاُمّة لهم، و الشماتة، و الاستهزاء، و الطرد من البلاد، و القتل، و الإبعاد، و ارتداد الناس عن الدين، و ابتلائهم بالجهلاء، و غيرها من ضروب المعاناة، كلّها قد كابدها و قاساها رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم و لذلك قال: مَا أُوذِيَ نَبِيُّ مِثْلَ ما أُوذيتُ. و ورث ذلك كلّه سيّد المتّقين علی بن أبي طالب عليه السلام فلم تتركه المحن يوماً منذ طفولته حتّي انفلاق هامته المقدّسة و استشهاده في محراب العبادة. لقد عاني ذلك الإمام العظيم أشدّ المعاناة، و تجرّع الغصص التي لاتطاق سواء في مكّة المكرّمة أبان البعثة النبويّة، أو في المدينة بعد الهجرة أو بعد وفاة رسول الله حيث الفترة المظلمة السوداء التي دامت خمس وعشرين سنة، أو أبّان حكومته الظاهريّة. فلم يسترح ساعة واحدة. و إن كان إسماعيل الذبيح قد مرّ ببلاء القتل، و لم يتحقق ذلك عمليّاً، فإنّ عليّاً بات علی فراش النبيّ ليلة الهجرة مضحيّاً بنفسه بعد توطينها علی مواجهة صوارم قريش البتّارة. و كانت كلّ لحظة من لحظات تلك الليلة لحظة قتل واستشهاد. و إن كان إبراهيم الخليل قد مرّ بأربعة و عشرين بلاءً أشدّها قتل ولده العزيز إسماعيل، فإنّ رسول الله كان يعلم علم اليقين بما سيجري علی ولد فاطمة من قتل و تعذيب، و كان يعلم بقتل الحسن، والحسين، عليهما السلام و واقعة الطفّ، و طالما كان يتحدّث عن تلك القضايا المروّعة ويبكي، و لكنّه عهد الله و رسوله له، و قد قبل به و أقرّه إحياءً للدّين وكذلك المحن الاُخري التي كابدها. و في ضوء القول المعروف: اَلْبَلاءُ بِقَدْرِ الْوِلاءِ فإنّ مصيبة علی في الدنيا كانت أعظم من مصائب جميع الانبياء، و صبره كان أكثر من صبرهم، و جهاده أكبر من جهادهم. صَلَّي اللهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ. روي أبو نعيم الاصفهانيّ في «حلية الاولياء» [1] بإسناده عن أبي بُرزة، قال: قالَ رسول الله صلّي الله عليه ] وآله [ وسلّم: إنَّ اللَهَ عَهِدَ إلَيَّ عَهْداً فِي علی، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ بَيّنْهُ لِي، فَقَالَ: اسْمَعْ، فَقُلْتُ: سَمِعْتُ. فَقَالَ: إنَّ عَلِيّاً رَايَةُ الْهُدَي وَ إمَامُ أَوْلِيائِي وَ نُورُ مَنْ أَطَاعَنِي، وَ هُوَ الْكَلِمَةُ الَّتِي أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِينَ، مَنْ أَحَبَّهُ أَحَبَّنِي، وَ مَنْ أَبْغَضَهُ أَبْغَضَنِي، فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ. فَجَاءَ علی فَبَشَّرْتُهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَهِ أَنَا عَبْدُ اللَهِ وَ فِي قَبْضَتِهِ، فَإنْ يُعَذِّبْنِي فَبِذَنْبِي. وَ إنْ يُتِمَّ لِي الَّذِي بَشَّرْتَنِي بِهِ فَاللَهُ أَولَي بِي. قَالَ: قُلْتُ: اللَهُمَّ اجْلُ قَلْبَهُ وَاجْعَلْ رَبيعَهُ الإيمَانَ. فَقَالَ اللهُ: قَدْ فَعَلْتُ بِهِ ذَلِكَ. ثُمَّ إنـَّهُ رَفَعَ إلَيَّ أَنـَّهُ سَيَخُصُّهُ مِنَ الْبَلاءِ بِشَيْءِ لَمْ يَخُصَّ بِهِ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ أَخي وَ صَاحِبي! فَقَالَ: إنَّ هَـذَا شَيْءٌ قَدْ سَبَقَ أَنـَّهُ مُبْتَليً وَ مُبْتَليً بِهِ. نقل ابن شهرآشوب [2] القصّة المتعلّقة بهجرة رسول الله من مكّة إلی المدينة، و كذلك نقلها المظفّر في «دلائل الصدق». [3] و نحن هنا نذكرها بالالفاظ التي رواها ابن شهرآشوب. قال: قال رسول الله لاميرالمؤمنين علی: إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعالَي أوْصي إلَيَّ أنْ أَهْجُرَ دَارَ قَوْمِي وَ أَنْ أَنْطَلِقَ إلی غَارِ ثُوْرٍ، فَارْقَدْ علی فِرَاشِي وَاشْتَمِلْ بِبُرْدِيَ الْحَضرَمِيِّ، وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَهَ يَمْتَحِنُ أَوْلِياءَهُ علی قَدْرِ إيمَانِهِمْ وَ مَنَازِلِهِمْ مِنْ دِينِهِ فَأَشَدُّ النَّاسِ بَلاءً الانْبِيَاءُ ثُمَّ الاَمْثَلُ فَالاَمْثَلُ. وَ قَدِ امْتَحَنَكَ يَا ابْنُ أُمَّ وَامْتَحَنِني بِمِثْلِ ما امْتَحَنَ بِهِ خَلِيلَهُ إبْرَاهِيمَ وَ الذَّبيحَ إسْمَاعِيلَ، فَصَبْراً صَبْراً فَإنَّ رَحْمَةَ اللَهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ. ثُمَّ ضَمَّهُ إلی صَدْرِهِ وَ أَوصَاهُ بِقَضَاءِ دُيُونِهِ وَ إنْجَازِ عِدَاتِهِ وَ رَدِّ الْوَدائِعِ إلی أَهْلِهَا ثُمَّ خَرَجَ ـ الحديث. و من خلال المواضيع التي طرحناها آنفاً تمّ تحليل ثلاثة أشياء هي: أوّلاً: عظمة رسول الله و سعة علمه بكتاب الله، القرآن الكريم. ثانياً: عظمته و سعته الروحيّة فيما يتعلّق بكتاب التكوين و ظهور المعجزات و التصرّف في شؤون الكائنات و عناصرها. ثالثاً: عظمة البلاءات و المحن. |
أمیرالمؤمنین الوارث لکمالات جمیع الأنبیاء
و قد اتّضح أنّ رسول الله كان أقوي من كافّة الانبياء و المرسلين وأشدّ و أعظم منهم في هذه المراحل الثلاث. و ورث أميرالمؤمنين عليهالسلام منه تلك العظمة في مراحلها الثلاث، و لذلك فإنـّه كان أعلم من جميع الانبياء و أوصيائهم بكتاب التشريع و التكوين، و كان أقوي منهم في ذات الله و أنضج، و أكثر ذوباناً، و كان ببقاء الحقّ أعظم و أوسع. و هنا كشف الشارح المعتزليّ لنهج البلاغة، ابن أبي الحديد الغطاء فاعترف بأفضليّة علی عليه السلام علی جميع الملائكة المقرّبين و الانبياء و المرسلين فأنشد في بعض أشعاره يقول: قَدْ قُلْتُ لِلْبَرْقِ الَّذِي شَقَّ الدُّجي فَكَأنَّ زَنْجِيّاً هُنَاكَ يُجدعُ [4] لمّا كان ابن أبي الحديد معتزليّاً، و المعتزلة يفضّلون الملائكة علی الانبياء، لذلك قدّم موسي، و عيسي، و محمّداً، ثمّ تدرّج فذكر جبرائيل وميكائيل، و إسرافيل و جميع الملائكة المقدّسين. فهذه هي منزلة سيّدنا علی بن أبي طالب، الذي ينوب عن نفس الحبيب المصطفي محمّد صلّيالله عليه وآله بل هو عينه و ذاته في عالم المعني و الحقيقة، أي الولاية الإلهيّة المطلقة الكبري، و هو الشاهد علی ناموس الكون، و علی أحوال الانبياء.يَا بَرْقُ إنْ جِئْتَ الْغَرِيَّ فَقُلْ لَهُ أَتُراكَ تَعْلَمُ مَنْ بَأَرْضِكَ مُودَعُ فِيكَ ابْنُ عِمْرَانَ الْكَلِيمُ وَ بَعْدَهُ عيسَي يُقَفِّيهِ وَ أَحْمَدُ يَتْبَعُ بَلْ فِيكَ جِبريلُ وَ مِيكالُ وَ اِسْـ رَافِيلُ وَالْمَلاَ الْمُقَدَّسُ أَجْمَعُ بَلْ فِيكَ نُورُ اللهِ جَلَّ جَلالُهُ لِذَوي الْبَصَائِرِ تَستَشِفُّ وَ تَلْمَعُ فِيكَ الإمام الْمُرْتَضَي فِيكَ الْوَصِيُّ الْمُجْتَبَي فيكَ الْبَطِينُ الاَنْزَعُ *[5] |
الأئمة علیهم السّلام هم ورثة کتاب الله
و روي الحاكم الحسكانيّ عن أبي حمزة الثماليّ، عن الإمام السجّاد عليه السّلام قال أبوحمزة: إنِّي جَالِسٌ عِنْدَهُ إذْ جَاءَهُ رَجُلانِ مِنْ أَهْلِ الْعِراقِ فَقَالاَ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَهِ جِئْنَاكَ (كَيْ) تُخْبِرْنَا عَنْ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالاَ: قَوْلُ اللَهِ تَعَالَي: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـ'بَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا» فقَالَ: يَا أهْلَ الْعِراقِ! وَ أَيِّشْ يَقُولُونَ؟ قَالاَ: يَقُولُونَ إنَّهَا نَزَلَتْ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّي اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ علی بْنُ الْحُسَيْنِ: أُمَّةُ مُحَمَّدٍ كُلُّهُمْ إذاً فِي الْجَنَّةِ؟! قَالَ: فَقُلْتُ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، فِيمَنْ نَزَلَت؟ فَقَالَ: نَزَلَتْ وَاللَهِ فِينَا أَهْلَ الْبَيْتِ ـ ثَلاَثَ مَرّاتٍ ـ قُلْتُ: أَخْبِرنَا مَنْ فِيكُمْ الظّالِمُ لِنَفْسِهِ؟ قَالَ: الَّذي اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُ وَ سَيِّئاتُهُ ـ وَ هُوَ فِي الْجَنَّةِ ـ فَقُلْتُ: وَالْمُقْتَصِدُ؟ قَالَ: الْعَابِدُ لِلَهِ فِي بَيْتِهِ حَتّي يَأتِيَهُ الْيَقِينُ. فَقُلْتُ: السّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ؟ قَالَ: مَنْ شَهَرَ سَيْفَهُ وَ دَعَا إلی سَبيلِ رَبـِّهِ. [12] و قد استدلّ الإمام الرضا عليه السلام للمأمون بمثل هذا الكلام عندما ذكر له أنّ المراد من وارثي الكتاب هنا هم عترة النبيّ لاغير. و جاء هذا ضمن رواية مفصّلة أثبت فيها الإمام الرضا في مجلس المأمون اثنتي عشرة ميزة للعترة الطاهرة مستلهماً ذلك من القرآن الكريم. و قد أخرج الشيخ الصدوق هذه الرواية بالتفصيل في «عيون أخبار الرضا»، [13] و كذلك أخرج السيّد البحرانيّ في «غاية المرام» قسماً موجزاً منها كشاهد لإثبات الميراث، [14] و أخرج المجلسيّ ملخّصاً لها عن «تفسير علی بن إبراهيم» عنأبانبن الصلت.[15] يقول المجلسيّ: يقول السيّد علی بن طاووس في كتاب «سَعد السُّعود»: وجدت كثيراً من الاخبار قد ذكرت بعضها في كتاب «البهجة بثمرة المُهجة» متضمّنة أنّ قوله جلّ جلاله «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـ'بَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ـ الآية» أنّ المراد بهذه الآية جميع ذرّيّة النبيّ، و أنّ الظالم لنفسه هو الجاهل بإمام زمانه، و المقتصد هو العارف به، و السابق بالخيرات هو إمام الوقت عليه السلام. فمن روينا ذلك عنه الشيخ أبوجعفر محمّد بن بابويه من كتاب «الفرق» بإسناده إلی الصادق عليه السلام، و رويناه من كتاب «الواحدة» لابن (أبي) جمهور فيما رواه عن أبي محمّد الحسن بن علی العسكريّ عليهما السلام، و روينا من كتاب «الدلائل» لعبدالله بن جعفر الحِميريّ عن مولانا الحسن العسكريّ و رويناه من كتاب محمّد بن علی بن رياح بإسناده عن الصّادق عليه السلام، و رواه من كتاب محمّد بن مسعود بن عيّاش في تفسير القرآن، و رويناه من «الجامع الصغير» ليونس بن عبدالرحمن، و رويناه من كتاب عبدالله بن حمّاد الانصاريّ، و رويناه كتاب إبراهيم الخزّاز و غيرهم رضوان الله عليهم لم يحضرني ذكر أسمائهم و الإشارة إليهم. [16] هذه مجموعة من الروايات التي ذكرناها آنفاً في تفسير الآية الكريمة الشريفة، و قد ذكرنا توّاً عدداً منها. و قد اتّضح من هذا كلّه أنّ أمير المؤمنين كان وحيد عصره في الصفات الإنسانيّة العليا، و كان فريد دهره والجوهرة المتألّقة في عالم الخلقة، و كان معلّم البشريّة و قدوة التعاليم الصالحة، و منهل الخيرات، و معدن البركات، و فخر بني آدم، و الملائكة و الانبياء. و ما أروع كلام النبيّ الخضر عليه السلام عندما أثني عليه و مجدّه بالصفات السامقة، و بكي علی مصيبته. |
منع معاویة من بیان فضائل أمیر المؤمنین
و قال معاوية لابن عبّاس: «إنّا كَتَبْنَا فِي الآفاقِ نَنْهَي عَنْ ذِكْرِ مَنَاقِبِ علی فَكُفَّ لِسَانَكَ. قَالَ: أَفَتَنْهَانَا عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرآنِ؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: أَفَتَنْهَانا عَنْ تَأوِيلِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: أَفَنَقْرَأَهُ وَ لاَ نَسْأَلُ؟ قَالَ: سَلْ عَنْ غَيْرِ أَهْلِ بَيْتِكَ قَالَ: إِنَّهُ مُنَزَّلٌ عَلَيْنا فَنَسأَلُ غَيْرِنَا؟ أَتَنْهَانا أَنْ نَعْبُدَ اللَهَ؟ فَإِذَاً
تَهْلِكُ الاْمَّةُ. قَالَ: اقْرَأوا وَ لاَ تَرْوُوا مَا أَنْزَلَ اللَهُ فِيكُمْ. «يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَهِ بِأَفْوَاهِهِمْ». ثُمَّ نَادَي مُعَاوِيَةُ: أَنْ بَرِئَتِ [30] الذِّمَّةُ مِمَّنْ رَوي حَديثاً مِنْ مَناقِبِ علی، حَتّي قَالَ عَبْدُاللَهِ بْنُ الشَدَّادِ الَّليْثِيُّ: وَدَدْتُ أَنـِّي أُتْرَكُ أَن أُحَدِّثَ بِفَضَائِلِ علی بْنِ أَبي طَالِبٍ يَوْماً إلی الَّلْيلِ وَ أَنَّ عُنُقِي ضُرِبَتْ». [31] فكان المحدّث يحدّث بحديث في الفقه أو يأتي بحديث المبارزة ] في شأن أميرالمؤمنين [ فيقول: قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ. و كان عبدالرحمن بن أبي ليلي يقول: حدّثني رجل من أصحاب رسول الله صلّي الله عليه ] وآله [ و سلّم (بدل أن يذكر اسم عليّ)، و كان الحسن البصريّ يقول: قال أبو زينب. [32] و سُئل سعيد بن جبير عن حالم اللواء ] يوم القيامة [، فقال: كأنـّك رخيّ البال؟ [33] (أي: تريدني أذكر عليّاً فنُقتل أنا و إيّاك.) و قال الشعبيّ: لقد كنت أسمع خطباء بني أُميّة يسبّون عليّاً علی منابرهم فكأنـّما يشال بضبعه [34] إلی السماء، و كنت أسمعهم يمدحون أسلافهم، فكأنـّما يكشفون عن جيفة. [35] و رُؤيَ أعرابيّة في مسجد الكوفة تقول: يا مَشْهُوراً فِي السَّمَاوَاتِ وَ يَا مَشْهُوراً فِي الاْرَضِينَ، يَا مَشْهُوراً فِي الآخِرَةِ، جَهَدَتِ الْجِبَابَرَةُ وَالْمُلُوكُ علی إطْفَاءِ نُورِكَ وَ إِخْمَادِ ذِكْرِكَ، فَأَبَي اللَهُ لِذِكْرِكَ إِلاَّ عُلُوّاً وَ لِنُورِكَ إِلاَّ ضِيَاءً وَ نَماءً وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ. قيل لها: لمن تصفين؟ قالت: ذاك أميرالمؤمنين علی بن أبي طالب. [36] فالتفت (السائل)، فلم ير أحداً. و يقول ابن نباتة: نشرت حيلة قريش فزادته إلی صيحة القيامة فتلاً ومن ذلك ما طبقت الارض بالمشاهد لاولاده و فشت المنامات من مناقبه فيبرء الزمنيّ و يفرج المبتلي. و ما سُمع هذا لغيره عليه السلام. [37] و قال معاوية لابن عبّاس: «إنّا كَتَبْنَا فِي الآفاقِ نَنْهَي عَنْ ذِكْرِ مَنَاقِبِ علی فَكُفَّ لِسَانَكَ. قَالَ: أَفَتَنْهَانَا عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرآنِ؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: أَفَتَنْهَانا عَنْ تَأوِيلِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: أَفَنَقْرَأَهُ وَ لاَ نَسْأَلُ؟ قَالَ: سَلْ عَنْ غَيْرِ أَهْلِ بَيْتِكَ قَالَ: إِنَّهُ مُنَزَّلٌ عَلَيْنا فَنَسأَلُ غَيْرِنَا؟ أَتَنْهَانا أَنْ نَعْبُدَ اللَهَ؟ فَإِذَاً تَهْلِكُ الاْمَّةُ. قَالَ: اقْرَأوا وَ لاَ تَرْوُوا مَا أَنْزَلَ اللَهُ فِيكُمْ. «يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَهِ بِأَفْوَاهِهِمْ». ثُمَّ نَادَي مُعَاوِيَةُ: أَنْ بَرِئَتِ [30] الذِّمَّةُ مِمَّنْ رَوي حَديثاً مِنْ مَناقِبِ علی، حَتّي قَالَ عَبْدُاللَهِ بْنُ الشَدَّادِ الَّليْثِيُّ: وَدَدْتُ أَنـِّي أُتْرَكُ أَن أُحَدِّثَ بِفَضَائِلِ علی بْنِ أَبي طَالِبٍ يَوْماً إلی الَّلْيلِ وَ أَنَّ عُنُقِي ضُرِبَتْ». [31] فكان المحدّث يحدّث بحديث في الفقه أو يأتي بحديث المبارزة ] في شأن أميرالمؤمنين [ فيقول: قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ. و كان عبدالرحمن بن أبي ليلي يقول: حدّثني رجل من أصحاب رسول الله صلّي الله عليه ] وآله [ و سلّم (بدل أن يذكر اسم عليّ)، و كان الحسن البصريّ يقول: قال أبو زينب. [32] و سُئل سعيد بن جبير عن حالم اللواء ] يوم القيامة [، فقال: كأنـّك رخيّ البال؟ [33] (أي: تريدني أذكر عليّاً فنُقتل أنا و إيّاك.) و قال الشعبيّ: لقد كنت أسمع خطباء بني أُميّة يسبّون عليّاً علی منابرهم فكأنـّما يشال بضبعه [34] إلی السماء، و كنت أسمعهم يمدحون أسلافهم، فكأنـّما يكشفون عن جيفة. [35] و رُؤيَ أعرابيّة في مسجد الكوفة تقول: يا مَشْهُوراً فِي السَّمَاوَاتِ وَ يَا مَشْهُوراً فِي الاْرَضِينَ، يَا مَشْهُوراً فِي الآخِرَةِ، جَهَدَتِ الْجِبَابَرَةُ وَالْمُلُوكُ علی إطْفَاءِ نُورِكَ وَ إِخْمَادِ ذِكْرِكَ، فَأَبَي اللَهُ لِذِكْرِكَ إِلاَّ عُلُوّاً وَ لِنُورِكَ إِلاَّ ضِيَاءً وَ نَماءً وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ. قيل لها: لمن تصفين؟ قالت: ذاك أميرالمؤمنين علی بن أبي طالب. [36] فالتفت (السائل)، فلم ير أحداً. و يقول ابن نباتة: نشرت حيلة قريش فزادته إلی صيحة القيامة فتلاً ومن ذلك ما طبقت الارض بالمشاهد لاولاده و فشت المنامات من مناقبه فيبرء الزمنيّ و يفرج المبتلي. و ما سُمع هذا لغيره عليه السلام. [37] |
قصیدة الأُزری فی فضائل أمیرالمؤمنین
يقول الشيخ الاُزريّ من قصيدة له في مدح الرسول الاكرم صلّي الله عليه وآله وسلّم: مَا تَنَاهَتْ عَوَالِمُ الْعِلْمِ إِلاّ وَ إلی ذَاتِ أَحْمَدٍ مُنْتَهَاهَا إلی أنْ يصل إلی أهل البيت عليهم السلام فيقول في مقام طهارتهم وعظمتهم:أَيُّ خَلْقٍ لِلهِ أَعْظَمُ مِنْهُ وَ هوَ الْغَايَةُ الَّتِي اسْتَقْصَاهَا قَلَّبَ الْخَافِقَيْنِ ظَهْراً لِبَطْنٍ فَرَأي ذَاتَ أَحْمَدٍ فَاجْتَبَاهَا سَادَةٌ لاَ تُريدُ إِلاّ رضا اللَهِ كَمَا لاَ يُريدُ إِلاّ رضَاهَا و يقول مرّة أُخري في وصف الرسول الاعظم:خَصَّها مِنْ كَمَالِهِ بِالْمَعانِي وَ بِأَعْلَي أَسْمَائِهِ سَمّاها لَمْ يَكُونُوا لِلْعَرْشِ إِلاّ كُنُوزاً خَافِياتٍ سُبْحَانَ مَنْ أَبْدَاهَا كَمْ لَهُمْ أَلْسُنٌ عَنِ اللَهِ تُنبِي هِي أَقْلاَمُ حِكْمَةٍ قَدْ بَرَاهَا وَ هُمُ الاْعْيُنُ الْصََّحِيحَاتُ تُهْدَي كُلَّ نَفْسٍ مَكْفُوفُةٍ عَيْنَاهَا عُلَمَاءٌ أَئِمَّةٌ حُكَمَاءُ يَهْتَدِي النَّجْمُ بِاِتّبَاعِ هُدَاها وَرِثُوا مِنْ مُحَمَّدٍ سَبْقَ أُولاَهَا وَ حَازُوا مَا لَمْ تَحُزْ أُخْرَاهَا آيةُ اللَهِ حِكْمَةُ اللَهِ سَيْفُ اللَهِ وَالرَّحْمَةُ الَّتي أَهْداهَا و يفصّل الشاعر في مقامات الرسول الاكرم صلّي الله عليه ] وآله [ وسلّم فيقول:فَاضَ لِلْخَلقِ مِنْهُ عِلْمٌ وَ حِلْمٌ أَخَذَتْ عَنْهُمَا الْعُقُولُ نُهَاهَا لَمْ يَكُنْ أَكْرَمُ النَّبِيِّينَ حَتَّي عَلِمَ اللَهُ أنـَّهُ أَزْكَاهَا إِنَّمَا الْكَائِنَاتُ نُقْطَةُ خَطٍّ بِيَديْهِ نَعيمُهَا وَ شَقَاهَا كُلُّ مَادُونَ عَالَمِ اللَّوْحِ طَوْعٌ لِيَدَيْ فَضْلِهِ الَّذي لاَ يُضَاهَا حَازَ مِنْ جَوْهَرِ التَّقَدُّسِ نَفْسَاً تاهَتِ الاْنْبِيَاءُ فِي مَعْنَاهَا لاتُجِلْ فِي صِفَاتِ أَحْمَدَ فِكْراً فَهِيَ الصُّورَةُ الَّتِي لَنْ تَراهَا حازَ قُدسِيَّةَ الْعُلُومِ وَ إنْ لَمْ يُؤْتَهَا أَحْمَدُ فَمَنْ يُؤْتَاها وَ هُوَ الآيَةُ الْمُحيطَةُ فِي الْكُو نِ ففي عَيْنِ كُلِّ شَيْءٍ تَراهَا مَلِكٌ شَدَّ أَزْرَهُ بَأَخْيِهِ فَاسْتَقَامَتْ مِنَ الاْمورِ قَناهَا و يواصل الشاعر كلامه مفصّلاً في ذكر فضائل الإمام صلّي الله عليه ] وآله [ وسلّم و مناقبه في بدر، و أُحد، و الاحزاب، و حنين، و خيبر وسائرمناقبه من قبيل نزول آية التطهير، و المباهلة، و سورة هَلْ أَتَي وسدّالابواب، و حديث المنزلة، و حديث الغدير، و غيرها من المناقب التي لاتحصي، إلی أن يقول:أَسَدِ اللَهِ مَا رأَتْ مُقْلَتَاهُ نَارَ حَرْبٍ تَشُبُّ إِلاَّ اصْطَلاهَا أَيُّهَا الرّاكِبُ الْمُجِدُّ رُوَيْداً بِقُلُوبٍ تَقَلَّبْتَ فِي جَواهَا و تطرّق الشاعر بعد ذلك إلی قضيّة السقيفة و غصب الخلافة مفصّلاً في ذلك، و محاكماً الشيخين علی ما اقترفاه. ثمّ عرّج علی ذكر منزلة السيّدة الصدّيقة فاطمة الزهراء، و وصيّة النبيّ بها، و الظلم الذي تعرّضت له علی يد ذينك الرجلين، فجزاه الله عن الرسول و عن أهل بيته خير الجزاء. و حقّاً فإنّ قصيدته تستحقّ الترجمة إلی اللغة الفارسيّة مشفوعة بذكر الشواهد و مصادر الاستشهادات، و تطبع في كتاب خاصّ لتكون في متناول أيدي الجميع.إنْ تَراءَتْ أَرْضُ الْغَرِيَّيْنِ فَاخْضَعْ وَاخْلَعِ النَّعْلَ دُونَ وادي طُواهَا وَ إذَا شِمْتَ قُبَّةَ الْعَالَمِ الاْعَلي وَ أَنْوارَ رَبِّها تَغْشَاهَا فَتَواضَعْ فَثَمَّ دارَةُ قُدْسٍ تَتَمَنَّي الاْفْلاكُ لَثْمَ ثَراهَا قُلْ لَهُ وَالدُّمُوعُ سَفْحَ عَقيقٍ وَالْجَوي تَصْطَلي بِنَارِ غَضَاهَا يَابْنَ عَمِّ الْمُصْطَفَي أَنْتَ يَدُاللَهِ الَّتِي عَمَّ كُلَّ شَيْءٍ نَدَاهَا أَنْتَ قُرْآنُهُ الْقَدِيمُ وَ أَوْصَا فُكَ آياتُهُ الَّتِي أَوحَاهَا حَسْبُكَ اللَهُ فِي مَآثِرَ شَتِّي هِيَ مِثْلُ الاْعْدَادِ لاَتَتَنَاهَي أَنْتَ بَعْدَ النَّبِيِّ خَيْرُ الْبَرَايَا وَالسَّمَا خَيْرُ مَابِهَا قَمَراها لَكَ ذاتٌ كَذَاتِهِ حَيْثُ لَوْلا أَنـَّها مِثْلُهَا لَما آخَاهَا قَدْ تَراضَعْتُما بِثَدْيِ وِصَالٍ كَانَ مِنْ جَوْهَرِ التَّجَلّي غَذَاهَا يَا علی الْمِقْدَارُ حَسْبُكَ لاهُو تِيَّةٌ لاَيُحَاطُ فِي عُلْيَاهَا لَكَ نَفْسٌ مِنْ جَوْهَرِ الُّلطْفِ صِيغَتْ جَعَلَ اللَهُ كُلَّ نَفْسٍ فِدَاهَا كُلُّ مَا فِي الْقَضَاءِ مِنْ كَائِنَاتٍ أَنْتَ مَوْلَي بَقَائِهَا وَ فَنَاهَا يَا أَخَا الْمُصْطَفَي لَدَيَّ ذُنُوبٌ هِيَ عَيْنُ الْقَذْي وَ أَنْتَ جَلاَهَا يَا غِيَاثَ الْصَّرِيخِ دَعْوَةَ عَافٍ لَيْسَ إِلاَّكَ سَامِعٌ نَجْوَاهَا كَيْفَ تَخْشَي الْعُصَاةُ بَلْوَي الْمَعَا صي وَ بِكَ اللَهُ مُنْقِذٌ مُبْتَلاَهَا لَكَ فِي مُرْتَقَي الْعُلَي وَ الْمَعَالِي دَرَجَاتٌ لاَ يُرْتَقَي أَدْنَاهَا [38] |
و ما أحلي ما أنشده الاديب الفاضل عبدالباقي أفَنْدي العمريّ إذ قال:
يَا أَبَا الاْوْصِياءِ أَنْتَ لِطَه صِهْرُهُ وَ ابْنُ عَمِّهِ وَ أَخُوهُ و نظم آية الله العلاّمة الحاج السيّد إسماعيل الشيرازيّ ابن عمّ آية اللَه سيّد الطّاعة الحاج الميرزا محمّد حسن الشيرازيّ أعلي الله مقامهما قصيدة عصماء في مدح أميرالمؤمنين علی عليه السلام لمناسبة ذكر مولده الاغرّ ننقل منها هنا عدداً من أبياتها:إِنَّ لِلَهِ فِي مَعاليكَ سِرّاً أَكْثَرُ الْعَالَمينَ ما عَلِمُوهُ أَنْتَ ثَانِي الآبَاء فِي مُنْتَهَي الدَّوْرِ وَ آباؤُهُ تُعَدُّ بَنُوهُ خَلَقَ اللَهُ آَدَمُ مِنْ تُرَابٍ فَهُوَ ابْنٌ لَهُ وَ أَنْتَ أَبُوهُ [42]و[43] إنْ يَكُنْ تُجْعَلُ لِلهِ الْبَنُونْ وَ تَعَالَي اللَهُ عَمَّا يَصِفُونْ فَوَليدُ الْبَيْتِ أَحْري أَنْ يَكُونْ لِوَلِيِّ الْبَيْتِ حَقّاً وَلَدا هُوَ بَعْدَ الْمُصْطَفَي خَيْرُ الْوَري مِنْ ذُرَي الْعَرْشِ إلی تَحْتَ الْثَّري قَدْ كَسَتْ عَلْيَاؤُهُ أُمَّ الْقُرَي عِزَّةً تَحْمَي حِمَاهَا أَبَدا لاَ عُزَيْرٌ، لاَ؛ وَلاَ ابْنُ مَرْيَمِ حَيْثُ لاَ يَدْنُوهُ مَنْ لَمْ يُحْرِمِ سَبَقَ الْكَوْنَ جَمِيعاً فِي الْوُجُود وَ طَوي عَالَمَ غَيْبٍ وَ شُهُوُد كُلُّ مَا فِي الْكَوْنِ مِنْ يُمْنَاهُ جُوُد إذْ هو الْكَائِنُ لِلَهِ يَدا سَيِّدٌ حازَتْ بِهِ الْفَضْلَ مُضَرْ بِفَخارٍ قَدْ سَماكُلَّ الْبَشَرْ وَجْهُهُ فِي الْفَلَكِ الْعُلْيَا قَمَرْ فَبِهِ لاَ بِالنُّجُومِ يُهْتَدي وَ يَدُ اللَهِ مُدِرُّ الاْنْعُمِ نَحْوَ مَعْنَاهُ لِنَيْلِ الْمَغْنَمِ [44] من کتاب معرفة الامام علی علیه السلام المجلد الثانی والرابع شکرا لکی حبیبتی الغالیه عاشقة النجف علی الموضوع النیر بارک الله بک وجعله فی میزان اعمالک.... |
|
اقتباس:
اقتباس:
|
اقتباس:
يعني ما فيه أغلى من الحسين ... يسويها على رسول الله ... خير البشر .. فلماذا لم يفعل علي مثلكم ؟؟ وأنتم ان كنتم تقتدون بعلي فإفعلوا مثله |
اقتباس:
|
اقتباس:
اتمنى ان تنتبهوا لكلامي جيدا ولما قلته انا انا قلت الاربعه اللذين عندكم لكنني لم اقصد ان الامام علي هو الرابع علما انني اعلم ان عندكم الخلفاء رابعهم علي بن ابي طالب ولكنك ان عدت الى كلامي ستجدني قلت انا ساضع عن علي بن ابي طالب وهذا دليل كافي انني اقصد ان علي هو الخليفه الاوحد ولايوجد غيره وماوضعت كلمة الاربعه الا بمعنى اقصد حسب اعتقادكم انتم وليس حسب اعتقادي انا اريد الفضائل من كتبكم !!!! |
اقتباس:
واعتقد انني ذكرته لك في موضوع سابق بحديثي عن حادثة غدير خم سابدء لك بسرد الادلةواحد تلو الاخر واتمنى ان تتمعن بكلامي ان كنت تريد الدليل من القران الكريم فآية الولاية كفيلة بذلك تسمى الآية ( 55 ) من سورة المائدة بآية الولاية لبيانها موضوع الولاية و هي من الآيات المحكمات التي تُثبت الولاية لله تعالى و لرسوله ( صلَّى الله عليه و آله ) و للإمام علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) ، و هي قول الله عَزَّ و جَلَّ : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } [1] . يؤكد المفسرون في عشرات الكتب على نزول هذه الآية في الإمام امير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) بعد تصدّقه بخاتمه الذي كان يتختم به في خِنْصَره الأيمن و هو راكع في صلاته . وكلمة انما هنا في الأية هي اداة حصر اي ان وليكم هو الله ورسولة وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ .... فقط لاغير!!!! والراكعون هنا المقصود به الامام علي بن ابي طالب واتحدى اي فرد ان ياتي ويقول ان احدا تصدق بخاتمه وفي صلاته غير امير المؤمنين علي بن ابي طالب لذا فان هذه الايه جليه وواضحه انها نزلت بحق علي بن ابي طالب سلام الله عليه هذا ان كنت تريد الدليل من القران واما الدلائل الاخرى فسأتيك بها ان شاء الله عند عودتي للبيت |
اقتباس:
شاء من شاء وابى من ابى بكفي انو خلفتنا الرابع علي رضي الله عنه كرار قوي شجاع ليس كعلي الذي عندكم وانتي بتعرفي شو قصدت |
اقتباس:
اصلا انتم ما عندكم دليل ولو عندك دليل كان صدقنا اعتقاداتكم |
اقتباس:
نحن اصحاب الادلة الواضحه ولو كنت ممن يتقنون اللغة العربيه جيدا لعلمت وفهمت معنى كلامي رغم انني وضحت ذلك لك لكنني اتمنى ان تذهب وتقرء في اللغة العربيه اكثر كي تأتي هنا وتناقش ليكون هذا افضل لك |
يا بني هاشم
اقتباس:
وتقول علي ليس من الأربعة عندنا .. اذا من الرابع .. والله انه علي بن أبي طالب وكثير من الشيعة يعرفون ذلك اقتباس:
لست أنا من وضعه الرابع بل هذا هو الواقع ...؟؟ الله يسامحك على اللي قلت علي .. احنا كلنا مسلمين مافيه داعي للشتائم اقتباس:
ولكن لا يوجد ذكر الخلافة في هذه الآية .... وحنا نوالي الله ورسوله وعلي وجميع المؤمنين .. وهذا هو معنى الآية ما أحلى حلمك وأخلاقك يا عاشقة النجف ياليت بني هاشم يصير زيك |
اقتباس:
تكلم ماتشاء لكن ان تتجاوز على امير المؤمنين فهذا ما لااسمحه لك علي اللذي عندنا هو الكرار القسور في البوادي والهسور في الحروب عضد رسول الله ومن فداه بنفسه في ليلة المبيت وزوج ابنته الزهراء ثم امير المؤمنني يبقى الاول شئت ام ابيت يبقى هو خليفة الرحمن وسيد الفصحاء والاولياء |
طيب مين الخليفة الرابع عنا وشو رايك فية
احنا خليفتا الرابع اسمو علي بن ابي طالب رضي الله عنه |
اقتباس:
عزيزتي الخلافة والولاية هما معنيان لفعل واحد ...... وهو :ان الشخص الذي يكون خليفة او والي يجب ان يكون فيه نص من الله تعالى .... فاذا ماجاء النص عليه , ثبتت له الولاية على الناس وخلافتهم .... وبعد ان حصلت مؤامرة السقيفة وتغيرت كثيرا من الاوراق اصبحت معنى الخلافة لايجب فيها ان يكون هناك نص الاهي ..... فقط ان يجمع الناس عليه.... اذا فالولاية هي الخلافةالالهية والخلافة هي الولاية الالهية .... واذا عدتِ للقران فانكِ لن تجدي اي آية نزلت بحق الثلاثة الاخرين تعطي اي واحد منهم منزلة كما اعطت لامير المؤمنين اذا اليس هو الاحق بها والاجدر ان يحملها بعد الرسول ؟؟؟؟؟ اقتباس:
|
اقتباس:
انا اعلم ان الخليفة الرابع عندكم وبتقييمكم ليس بتقييمنا الامام علي ابن ابي طالب لكنني اقول لك ان هذا الخليفه الرابع اللذي جعلتموه رابعا هو الولي الوحيد عندنا وخليفة الرسول الاول دون غيره ولن نرضى غيره وماوضعتموه رابعا الا ظلما والله فلاتعيد بسؤالك وانت تعلم ماهو الجواب !!!!!! |
اقتباس:
انا لم يستدرجني احد بكلامه ولم اقل ان امير المؤمنين هو الرابع انا اتكلم من كلامهم واقول انهم هم من جعلوه رابعا واعلم ان امير المؤمنين هو الولي الوحيد عندنا نحن شيعة ال البيت ولن نرتضي احدا غيره مهما حصل لكنني اتحدث عن كلامهم هنا بكلامي السابق ارجو ان يكون قصدي واضحا للجميع موفق ان شاء الله |
عن عمر بن الخطاب قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مالا عندي فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما قال فجئت بنصف مالي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك. قلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك فقال:أبقيت لهم الله ورسوله. فقلت: لا أسابقك إلى شىء أبدا". أخرجه الترمذي.
هذا هو أبو بكر الصديق.. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر". فبكى أبو بكر وقال: هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله. "أخرجه أحمد. |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 05:34 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025