![]() |
رواية من تأليفي .. بعنـوان .."
أقدم بين أيديكم ساداتي الكرام رواية من نبعِ قلمي بعنوان ( دموع طفل ) روايةُ نسجتهـا أفكـاري وهـي من بحـر الواقع .. الخيال فيها ضئيـل .. باللغة الفصحى سأضع نبدةٌ عن بعض شخصياتها الأساسيه حيدر: يبلغ من العمـر السابعة والعشرون .. مهنته دكتور .. لديه طفلٌ يبلغ من العمر السابعة .. توفيت زوجته في ظروف غامضه إثر تحطم الطائره التي كانت تُقلها للعودة للبلاد .. الحادث غامض فلم يعرف أحداً ما السبب الحقيقي لتحطم الطائرة ، بعد وفاة زوجته كرس حياته لتربية أبنه وكثيراً ما أصرت عليه والدته بأن يتزوج ولكنه كان يرفض بأصرار لأن زوجته ما زالت تسكن في فؤاده ، بعودةِ أبنة خالته زهراء ستصـر أمه كثيـراً على أن يتزوج .. هل سيتحقق ما تريده ويتزوج أم إنه سيصر على رفضه..؟ وليد: يبلغ من العمـر السابعة ، طفلٌ تربى والإيمان منبع لروحه .. يعشق الإيمان منذ صغره .. يدرس دين على يد أحد العلماء .. يسعى لتحقيق حلمه وهو أن يصبح عالمٌ .. يعشق والده وهذا العشق أدى لزرع فكرة في عقله وهو بأن والده له وحده .. يريد أمتلاك أبيه .. كيف ستكون ردة فعله عندما يعلم بأن جدته تريد تزويج والده..؟! .. هل سيؤثر ذلك على إيمانه..؟! .. هل سيحقق الحلم الذي يسعى لأجله..؟! زينب: والدة حيدر .. تبلغ من العمـر السادسة والأربعون .. كانت تحلم منذ صغر حيـدر أن يتزوج أبنة أختها زهـراء ولكن شاءت الأقدر غيـر ذلك .. أصر والده أن يزوجه بأبنة أخيه فاطمه فلم تستطع زينب تحقيق ما تمنته .. بعد وفاة زوجته عادت لتصر عليه بالزواج فهي ما زالت مقتنعه بأن سعادته بالزواج من أبنة خالته .. هل سيتحقق ما تريده أم أنها ستقتنع بما يريده أبنها..؟ .. هل سيؤثر كل هذا على علاقتها بأنها وولده وليد..؟! زهراء: تبلغ من العمر السادسة والعشرون .. تعود للبلاد بعد إنهائها لدراستها .. تحب حيـدر منذ صغرها وكانت متأمله أن تصبح يوماً ما زوجته ولكن لم يتحقق ما تتمناه .. كبرت وأزاد حبها لحيـدر ، تقدم لها الكثيـر ولكنها كانت ترفضهم دائماً .. هل يا ترى ستصبح يوماً ما زوجة لحيـدر..؟! .. كيف ستكون معاملتها لأبنه لو حدث ذلك..؟! عمـر: يبلغ من العمر السابعة والعشرون .. أُدخل السجن لمحاولته قتـل حيـدر .. يكره حيدر .. يريد تذميره وتذمير عائلته .. سيحاول جاهداً تحقيق ذلك .. هل سيتطيع تذميره وعائلته..؟! .. لمَ الحقد والكره الذان يكنهما لحيدر..؟! هذهِ الشخصيات الأساسيه سأبدئ بوضع أجزائهـا لليلة الخميس إن كان هنالك من يريد المتابعه :) فهـل هنالك من يريد متابعة هذهِ الروايه..؟:) تحيه طيبه |
... الف شكر لك اختي ..،
.. يتم التثبيت ..، .. وبانتظار التممة ..، |
الشكـر الجزيل لكـِ سيدي ^^
|
الجزء الأول ظَلامٌ دَامْسٌ جَالَ سَماءْ تلكَ المدِيِنةِ السَاحْرة ، تَلألأتْ النُجومُ في سُكونٍ وهِدوءٍ عجَـتْ بِتـَرانيِمٍ تَتـَراقْصُ في أَبحـرِ سَمائهـاَ .. فَامتَزجتْ بِرَوائحِ الزُهورِ والوُردِ أخَاذة .!. بينمـا الساعاتُ تمضي في هدوءٍ وسكونٍ فتح وليد عيناه بثـقل فإذا بِقيثارةٍ ساحرة تصـدر من نــافدةِ غرفته المفتوحة..! دخــلت بجعبتها التي كانت تحملُ أصوات..! أصواتٌ كـانت تهلل وتكبـر بحـلولِ وقتِ صلاة الفجـر عـلتْ بسمةً في وجهِ وليد قائلاً: لبِيِـكَ ربـَاهُ لبيِِــكْ هـا أنـا قـآئمٌ لأهيـمَ فيِ يَنـابِيعِ عشقكَ هـا أنـا قــــآئـــــمٌ لأتلــذذُ بأمنـــكَ هـا أنـا قـآئمٌ للصلاةِ وراحتيِ وحبـي ثمَّ نهضَ وتـوضأ ليصلـي فـرشَ مُصلاته والبهجةُ تمـلأُ قلبه كَبَـرَ بِلِسََانٍ يَحْملُ كُلَ المَعَانْيِ الخَاشِعة بِصَــوتٍ يَحمـلُ حُروفــاً إلهـيـِـهَ بــاسلـــة تَسلــلتْ دُمــوُعــهُ خُشوعـــاً وخشيـــه هــامَ فـــي مَــلــذاتِ عِشــقْــهِ للعِبادة أنهـىَ صَلاتهُ التـيِ زَادتهُ إيِمانً وراحــة رَفــعَ أنَامــلهُ الصَغْيــرةْ لدُعـــاءِ يبتغـي مـــنْ اللهِ عـزَ وجــلَ تــَوفــــيـــقً فنَــاجـىَ اللهُ بقلبٍ خـــاشــــعٍ فــامتلأتْ روحهُ الصغيــرةَ بأنوارً زيــــنــتْ قــلبــــهُ بالإيمـــانِ أردفَ براحةٍ وطمأنينة: أديتُ واجبي والحمدُ لله ، نحن الآن في عامٍ جديد وهـذا أول يــوم في الفصـل الدراسي .. يجب أن أيقظ الجميع لأذهب مبكراً للمدرسة ثمَّ خرج من غرفته التـي تعجُ بروحانيةِ الإيمان ، أخذتهُ خطواته لغرفة والدهِ حيـدر ، طـرق الباب .. ثمَّ فتحه فـَـــتــــحـْــتُ البـَــــابَ لأرى صَوتٌ تتـَراقصْ عليهِ أنغامُ العبادة صـوتٌ عذبـاً يـُرتلُ القــرآنَ تـرتيـلا صوتٌ لِجَمالهِ تبسمتْ الجدرانُ الهائمة صوتٌ ليسَ غريبً عنْ مسامعي إنهُ صوتُ الحَـنانْ .. الأمان إنهُ صــوتُ تغــاريدْ الـــروح إنهُ صـــوتُ نبضـاتْ القلب إنهُ صــوتُ والــديِ حيــدر نَـاظرني بـابتســامةٍ تعلوُ شفتيه فأكملَ بِشذى صوتهِ ترتيـل كتابْ الله جلستُ علىَ فراشهِ الناعم أراقبه وأتمعنْ الاستماعْ لصــدىَ صوتهُ العذب إنه صـــــوت أبــــي "كـم أنـا فخـوراً بكَ يــا أبــى" لك صـوت يسحـر كـل من يسمعه صوتٌ يقشعـرْ لهُ البدن صــوتٌ كَعــزفِ الأوتـــار صوتٌ كنَسـيمِ الـــربيـع صـــوتٌ كـرونقِ الأمــــل صـــوتٌ يـردُ روحَ الإيمان أنتهـى من قـراءةِ القــرآن .. قبـَّل المصحف الشـريف ثمَّ وضعهُ على الطـاولة تَبسمتُ في وجهي أبني .. فقلت: تعـال بُني لحجر أبيك لقد أصبح جـاهزاً لاستقبالك ابتسمتُ لدى سماعي لكـلمـاتِ أبي فأقبلت نحوه وأرتميتُ بين أحضانهِ الدافئة أحضـــانٌ تـَـزرعُ نفحاتْ الحــنـان تــروي عَطشتَ الظمـآن تــرممُ قــــلبَ الحيــــــران تَسحـرُ يــاقوتَ الـأمـــــان تـذبـــذبُ الألوان الأشجـان حـيدر -يضم وليد- : بُني هـل أديتَ صلاتكـ..؟ وليد: أجـل أبى حيدر: باركـ اللهُ فيك .. تقبل اللهُ منا ومنك وليد: ومنكَ أبـى حيدر: أراك من الآن ترتدي ملابس المدرسة..! وليد -واقفٌ- : أجل كـي تأخذني الآن حيدر -متبسمٌ- : تريث صغيري مازالا الوقتُ مبكراً .. السـاعةُ الآن الخـامسة .. بقيه ساعة ليفتح الحـارس بوابة المدرسة وليد: أعلم ، ولكني متشوقٌ كثيراً لروية أصدقائي والأساتذة حيـدر: مـا زلت ترى أصدقائك يا بُني..! وليد: هذا صحيح .. ولكن المدرسين هل أراهم..! حـيدر -بضحكه مثيرة- : هههه ، لا بأس صغيري ، سأذهب الآن لأيقظ عمك فـادي وليد: أبى لا تتعب نفسك أنا سأذهب لأيقظه أنتَ أبقى لتبدل ملابسك وسأكون بانتظاركَ في الصالة ، حسناً..؟ حيدر: حسناً يا قرة عيني أنـا قرةُ عينيّ أبي.. أنـا..! كـم أسعدتني هذهـِ الكلمتان بعثت في قلبي سعـادة كبيره..! قـبّل والدهُ في جبينه .. سـارتْ خطـواتهُ لغرفة عمهِ فـادي ، طـرق البـاب ودخـل دخـلتُ تلكَ الغرفة التي تـزينتْ بأنــوارِ الإيمـــان كانَ عمي رافعاً يداهُ للدعـاء كـانَ يناجــي اللهَ والإيمـانُ يشع من وجهه يشعُ كفلقة القمرِ المضيــئة والدموع تذرف منْ عينيهِ خشيةٍ من الباري يا لكَ من عمٍ يـا عمي دائماً تبهجُ قلبي دائماً تُنيرُ دربي "أنَّـي فخوراً بكَ يـا عم" انتهى من مناجاةِ ربه وقبـّل تلكَ التربةُ الحسينية ووضعها في مكانها وليد -متبسماً- :"اللهُمَّ صَلِ عَلىَ محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ" فادي -نظر لوليد متبسماً أيضاً- : "اللهُمَّ صَلِ عَلىَ محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ" ، منذُ متى وأنت هنا..؟ وليد: تقبل اللهُ منا ومنك يـا عم ، منذُ قليل .. طرقتُ الباب ودخلت فادي: منا ومنك وليد ، لم أنتبه وليد: عمي فالتبدل ملابسك حتى يأخذنــا والدي للمدرسة فادي -ينظر للساعة- : وليد مـازالَ الوقتُ مبكراً .. سأنام قليلاً ثمَّ استلقى على فـراشة..!! وليد: أرجوكَ عمي انهض ، أريدُ الذهاب مبكراً فادي: وليد أنَّي متعب من تدريباتِ البارحة فـلم أنم إلا في وقت متأخرً وليد: فقط هذا اليوم .. فلتنهض فادي - متثائباً- : بـعـ .. بعـد قليل وليد - بخيبة أمـل- : لا عمــي وليد - في نفسه- : مـا العـمل الآن..؟! خـرجَ من غرفةِ عمه والخيبة تملئ قلبه .. نزل السلالمْ متجهاً للمطبخ ولكن لم يرىَ جدته .. ذهب للغرفة الجـلوس لم يجد جده أيضاً..!! .. خـجلَ من الذهابِ لإيقاظهما فوقفَ أمام السـلم..! صـرختُ صرخةً وأنـا مغمضُ العينين تـوقفتُ لدىَ سماعي لخطـواتٍ تقترب مني فتحتُ مقلتايّ فإذا بالجميـع أمامي ..!.. أَوَّلُهُمْ تَـاْجُ رَأْسِيْ نَبــْـــعُ قَلْبـِــيْ هَمـْـسُ رُوْحِيْ جَـوْهـَرَةُ عُمـْرِيْ أَبــِــيْ ..!.. ضمَ حيـدر وليد بكـلتىَ يديه حيـدر –بقلبٍ خائف ونبرات ترتعد- : مـآبكـ بُني..؟ ،، ماذا حدث..؟ وليد -محمر الوجنتين- : لا شيء أبى فـادي -متعجباً- : إذاً لـمَ كنت تصرخ..؟ وليد -خجـلاً- : لأنّي أردتُ إيقاظكم فادي - منزعج- : وهكذا تيقظنا..؟ حيـدر -صارماً- : هـل هذهِ تصرفات العلماء..؟ وليد -بنبض الحزن- : لا .. لا أبى ، أنا أعتذر ولن أكررها فادي: هذا وأنت تدرس وتتعلم..! ، تفعـل هكذا..!! حـسن: لا توبخا حفيدي فهـو لم يقصد ، تعال بُني .. تعال لجدك اقتـربتُ من قلبِ جدي ضمني ضمةَ العــطوف شعـرتُ بأمانٍ وحنانٍ تسللتْ دموعي لأنني أخطأت نعم أخطأت لم يكن يجب عليّ أن أتصرف هكذا فهذهِ الدعابة كانتْ سخيفة ليستْ من تصرفاتِ العلماء ولـيد -يمسح دمعهُ بيدهِ الصغيرة- : أعتذر إن كنتُ أخفتكم فأنا لم أقصد ذلك ولن أكررها مرةٌ أخرى .. لقد كانت دعابةً سخيفة زينب: لا بأس بُني لسنا غاضبين منك والمهم أنك اعترفت بخطئك وأتمنى أن لا تقع فيهِ مُجدداً .. بُني حيدر وأنت فادي حاولا أن تسرعا قليلاً فهذا اليوم الأول من الفصل الدراسي وأنتما تعرفان جيداً بأن وليد يحب الذهاب مبكراً في مثل هذا اليـوم حسن: نعـم هذا صحيح ، لا تبكـي بُني وليد -علتهُ الابتسامة- : شكراً جدي ، شكراً جدتي فادي: حسناً ، سأبدل ملابسي ، عن أذنكم زينب: أذنك معك بُني ذهبت زينب لتعد الفطـور يتبـع.. |
بـدأ سامي وسالم يتحدثان ويتنـاقشان في موضوع زواج حيـدر.! جاء لهمـا عادل والد سامي عادل: صباح الخيـر صغيريّ بصوتٍ واحد: صباح الخيـر عادل: لمَ لم ترتديا ملابس المـدرسة بعد..؟ سامي: أبتاه هـل حقاً ستعود اليوم زهراء من السفـر عادل: أجل بُني سـالم: لا نريدها أن تعود عادل: لـمَ..؟ سـالم: لأجل وليد ، نحن نعلم بأن عمي حيدر سيتزوجها عادل: من قال لكما بأن أباه سيتزوج..؟ سالم: البارحة عندما كنا في منزل جدي حسن سمعنا جدتي تقـول بأنها ستقنع عمي حيدر بالزواج من زهراء عندما تعود من السفــر عادل - في اندهاش- : لا علمَ لي بذلك فلم أسمع بهذا من قبـل..!! سالم: ولكننا سمعنا سـامي: أجل عادل: لا بأس وإن تزوج أبا وليد من حقه ، إنه مـازال صغيراً في السن ووليد لم يتجاوز السـابعة من عمـرة فهـو بحـاجة لأم أيضاً تعتني بيه .. حيدر لن يستطيع أن يوفر له كـل شي سـامي -بأسى- : إذاً أنت أيضاً ستتزوج..؟ عادل -متعجباً- : أتزوج...!! .. من قال ذلك..؟! سامي: عمي حيدر مـازال صغيراً في السن كما قلت وزوجته توفيت وأنت كذلك أبي ووالدتي توفيت يرحمها الله ، إذاً ستتزوج..؟! عادل -ضاحكاً بهدوء- : هههه ، أنـا لن أتزوج فوجودكَ أنتَ وأخيك يُغنيني عن ذلك والحمدُ لله زوجة عمك سكينة تقـوم بالاعتناء بكمـا أيضاً ، أما وليد فمن تعتني بهِ غير حيدر سـالم: جدتي تعتني به عادل: لكنها كبيرةٌ في السن ولن تستطيع أن تعتني بهِ طوال حياتها فهي تحتاج إلى الراحةِ أيضاً .. ولكن هذا لا يهم لأن حيدر لن يقدم على شيء إلا إذا كان سيسعده هـو وأبنهُ وليد معاً سامي: أتمنىَ ذلك عادل: وإن حدث وتزوج لا تقلقا على وليد فأنتما تعرفانهُ جيداً طِفْلٌ وُلِدَ وَاَلْإِيِْمَاْنُ مَلْجـَأُ رُوْحِهِ طِفْلٌ أَضَاْءَ اَلْإِمَاْنُ قَلْبَهُ اَلْصَاْفِيْ طِفْلٌ تَغَّـذَّىَ بِاَلْوِلَاْيَةِ اَلْحَيْدَرِيـَّـهْ طِفْلٌ تَرَبَّىَ عَـلَىْ نَهـْجِ آَلِ مُحَمَّدٍ طِفْلٌٌ غَدَىْ سَعْيُـهُ أَنْ يُصْبِحَ عَاْلِمْ طِفْلٌ أَصْبَحَ لِلْأَجْيـَـاْلِ خَيـْـرَ قُـدْوَهْ عادل: فـلا تقلقا عليه يصوتاً واحد: حسناً عادل: بدلا الآن ملابسكما حتى لا تتأخرا على الإفطار والمدرسة سـالم: حاضر انتظر عبـاس إبنتهُ زهراء في المطار .. بعد عدةِ دقـائق لمحهـا تقدم أكثر فأكثر .. كانت فعلاً إبنتهُ زهراء التـي ترتدي حجاباً إسلامياً كاملاً ينور وجهها بالإيمان .. أسرع نحوها .. عندما رأتهُ ارتمت بين أحضانهِ والدموع تذرف من عينيها زهراء: أبى .. أنَّي سعيدة لرؤيتك عباس: وأنا كذلك بُنيتي ، لقد طال غيابكِ عني زهراء: ولكني عدتُ ولن أغيب مرةً أخرى .. أنهيتُ من الدراسة والحمدُ الله عباس: الحمدُ لله زهراء: ما أخبار أخي فاضل وخالتي زينب وزوجها حسن والـجميـع و.. وحيـدر..؟ عباس: كـلهم بخيـر والحمدُ الله .. لنخـرج من المطار .. دعيني أحمل حقائبكـِ حمـل حقـائبهـا جاءت الساعة الخامسة والنصف صباحاً فأنهىَ وليد إفطاره وليد: أبى هـل انتهيت من الإفطار..؟ حيدر: أجل والحمدُ لله وليد: الحمدُ لله ، هيـا خذني للمدرسة حيدر: لم يفتح الحارس البـوابة بعد وليد: أمم .. إذاً دعنا نتمشى قليلاً بالسيارة فادي: أجل .. أجل لعلي أرفه عن نفسي قبـل تدريبات اليوم حسن: خذهما في نزهةٍ صغيرة بُني حيدر: حسناً أبتاه ، هيـا بنـا قبّـل وليد يديّ جدهِ وجدتهِ والفـرحة تغـمر روحهُ الصغيـرة فرحتٌ عَمةْ قلبَ طفلٍ ذاقَ فيِ الدنيـاَ كأساً فــــارتوىَ منــهُ حُبــاً نـصعَ منهُ بيـاضَ فـجرٍ شعشعَ للقلبيْ نـوراً شعشعَ لروحيْ أمـنُاً فاتبسمْ في دربِ دنيـا تحـملُ قسـوةَ أقـدارٍ صُبتْ علىَ قلبِ طفلٍ ودعـوا حسن وزينب .. خـرجـوا إلى أن وصـلوا للسيـارة فركبـوهـا وليد: أبتـاه لمَ لا تأخذنـا لمنـزل جدي حسين أنني مشتـاق لرؤيته كثيراً حيـدر: هكذا ستتأخـر عن المدرسة فـادي: وليد قلت بأنك تريد أن تتنزه قليلاً .. لمَ غيرة رأيك..؟ وليد: لأنّي مشتاقاً لجدي والجميـع فـادي –مستاء- : أنـا لا أريد الذهاب وليد: لمَ..؟ .. دعنا نذهب أرجوك عمي فادي –متبسماً- : مشكلتي أنني لا أستطيع أن أرفض لكَ طلب وليد –متبسم- : شكراً عمي حيـدر: بمـا أنكما قد اتفقتما فليس لدي أي اعتراض وليد: إذاً ستأخذنا لمنزل جدي..؟ حيدر: أجل بُني وليد: هذا رائــع .. إذاً لننطلق أنطلق والدي بسيارتهُ الرائعة منـاظر مدينتنا رائعة طيـورٌ تُسبحـوا في سماواتِ الباري طيـورٌ تحـلقُ من شجرةٍ إلى أخرى أشجارٌ تمتلئُ بالثمَّــارِ الطازجة سمـاءٌ ناصعة الصفاء أناسٌ يتسابقـونَ لأرزاقهم أنـاسٌ يتعـلمون مناهج دينهم وكـلاً في حالهِ يسيـر وصـلنـا لمنـزل جدي حسين ذاكَ الجدُ العطـوف ذاكَ القلبُ الحنـون إنهُ لا يختلف عن جدي حسن فهمـا من ثمَّرةٍ طيبةٍ واحدة أطال اللهُ في عمركمـا ولا أبكاني فيكمـا بحـرمةِ محمدٍ وآله طـرقَ حيدر الباب .. فتحتهُ أختهُ سكينة التي كانت ترتدي الحجاب وتحمـل بينَ ذراعيها وسيم يتبـع.." |
حيدر: صباح الخيـر أختاه صبــاحٌ عمهُ الباري عليكِ يا سكينةْ بسروري صباحٌ رسمهُ البـاري إليكِ يـا سكينةْ بزهـوري صباحٌ نُفحَ بقلبٍ يحملُ نرجسياتِ روحاً فاطمي صبــاحٌ هيجهُ الله إليكـِ بنــورِ إيمــانٍ جـعـفــري صبــاحٌ زادكـِ الله فيه حبً بنـور قــلبٍ حـيــدري صبــاحٌ بــاركَ اللهُ فيــهِ لأخــتي من أمي وأبـي سكينة – متبسمة : صباح الخيـر ، تفضــلوا دخـلوا .. أخذتهم لغرفة الجلوس نـزل سـامي وسالم عندما علما بأن وليد في المنزل وكذلك عادل وعلي علي: صباح الخير ، ما أجمل هذهِ المفاجئة حيدر: أتمنى إننا لم نزعجكم عادل: بالعكس رؤيتكم تُسعدنا كثيراً سكينة: سأذهب لأحضر الإفطار حيدر: نحن فطرنا والحمدُ لله علي –متبسماً- : لا بأس لو تناولتم الفطور مرة أخرى وليد: لاااا ، أنا لا أريد أن أصبح سمينً علي –يضحك- : ههههههه فـادي -ساخرً- : أما أنا فإن تناولت وجبةً أخرى لن تؤثر عليّ ولن أسمن حيدر: بتأكيد ،، كورت السلة تزيد من رشاقتك عادل: هههههههه ،، صدقت في ذلك ضحك الجميـع وليد: أين جدي..؟ سكينة: لقـد خرج مبكراً للعمـل .. في هذا الوقت لا يكون موجوداً وليد – بخيبة أمل- : خسـارة .. كنتُ أريد أن أسلم عليه فـادي: خيرهـا في غيـريهـا وليد ، اليوم سيجتمعون في منزلنـا .. أليس كذلك؟ علي: أجل .. كلنـا سنجتمع لأن زهراء عادت اليوم من السفـر تغيـرت مـلامحي كثيــراً..! زهراء عـادت..! أمي لن تتركني ستصـر عليّ وتصـر إلى أن يتحقق مُرادهـا وأتزوج.. لااااااا لا أريد ذلك وأبني وليد وزوجتي رحمهـا الله..؟! أفسد يومي هذا الخبر..! فـادي: أوخي ما بالك شارد الذهن...؟ لم يجب فلقد كان في عالماً آخر..! فـادي –بصوتً أرفع- : حيدر .. أبا وليد..؟!! أنتظروا غداً بأذنهِ تعالى الجزء القادم :) |
الى الان الرواية جدا رائعة سلمت اناملك الولائيه وبالتوفيق في الباقي :):) |
ستزداد روعة وجمالاً بأطلالكم البهي سيدي الجليل :)
|
الجزء الثاني فـادي: أوخي ما بالك شارد الذهن...؟ لم يجب فلقد كان في عالماً آخر..! فـادي –بصوتً أرفع- : حيدر .. أبا وليد..؟!! حيـدر –مرتبكاً- : ماذا .. نعم..! علي: أبـا وليد ما بك..؟ حيـدر: لا شيء .. سنذهب الآن علي: الوقت مبكر حيـدر: هكذا سيتأخرون على المدرسة علي: أوه لقد نسيت أمرها .. سـامي .. سالم هيـا للمائدة حتى تتناولا إفطاركما وآخذكما للمدرسة سـامي: لستُ جائعاً ، سأذهب مع وليد سالم: وأنا كذلك سكينة: لن تذهبـا قبـل الإفطار سامي – مستاءً-: لاا ، أريد الذهاب مع وليد عادل: لا بأس ، اصنعي لهما بعضاً من الفطـائر ليأخذانها معهما سكينة: حسنا ، دقائق وستجهز ثمَّ ذهبت وسيم: عمي حيدر أحملني تبسم حيدر فنحنى قائلاً: تعـال صغيري إليّ فأقبل إليهِ متبسماً وحملهُ بين ذراعيه وليد – مازحاً- : بدأتُ أغار سالم: وما أجملك وأنتَ تغار .. ههههه وليد: هههه جـاءت سكينة والفطـائر بحوزتهـا .. أعطت سامي وسالم ووليد وليد: شكراً عمتي .. ولكنّي لستُ جائعاً سكينة: حتى وإن لم تكن الآن جائعاً أحملهـا معك .. ربما تجوع وقت الفسحة سـامي: هذا صحيح وليد: لديّ نقودي إن جعت فسأشتري ليّ سكينة: أترد عمتك..؟ وليد – متبسم- : مسـتحيـل أخذهـا ووضعهـا في حقيبته حيـدر: هيـا بنـا وسيم: سأذهب معهم للمدرسة حيدر: ليس الآن صغيري ، عندما تكبر قليلاً سآخذك أنا بنفسي وسيم: لا .. أريد أن أذهب الآن معهم سكينة: وسيم سأعد لك الحـلوة أتريدهـا أم أنك تريد الذهـاب للمدرسة..؟ وسيم – مبتسمً ببراءة الطفـولة- : لاا .. لااا .. أريدُ الحلوة سامي: هههههه ..همهُ الحلوة هههه سالم: أجل .. هههههه فـادي: وداعاً حيـدر: إلى اللقاء سكينة: حفظكم البـاري ورعـاكم وليد: دعوة جميـلة من عمة لطيفة سكينة: هههه ، هكذا تحرجني حيدر: ههههه ،، هيـا بنـا حتى لا نتأخر علي: وأنـا سأذهب للعمـل عـادل: وأنــا سكينة: والفطـور وليد: وسيم سيتكفل به أليس كذلك..؟ وسيم: أجـل ضحك الجميـع سـامي: أني أخشى أن تصبح يا وسيم سميناً سكينة: مادمتُ معه فلن يصبح سميناً فـادي: قبـل أن نذهب أين بنين..؟ .. لا أراها تلعب مع وسيم سكينة: إنهـا نـائمة فـادي: قبّليهـا عني سكينة –متبسمة-: إن شاء الله ثمَّ ودعتهم وذهبـوا ركبـوا السيـارة .. جلس وليد وسـامي وسـالم مع بعضهم البعض في الخلف .. جـلسـوا يتسـامرون ويضحكـون إلى أن وصلـوا للمدرسة .. ودعوا فادي وحيـدر ودخـلوا المدرسة .. تـرسمت الابتسامة في وجهه وليد عندمـا رأى ساحة المدرسة لقد تغيـرت كثيـراً وأصبحت أكثـر جمالاً مدرسةٌ لهـا الذكـريـاتُ تنبع في أفــقِ القلوبِ تُـــزرع بين مجــدُ الإباءِ تُـرفـــع فتخـرج أجيـالاً شُـجع ..!.. سـامي –مذهولاً- : لقد تغيـرت كثيـراً .. أصبحت في منتهى الروعة سـالم: أجـل .. كأن دهراً لم نـراها وليد: لندخـل لنرى في أي فصـلٍ نحن سـالم: آمـل أن نكون معاً سـامي: وأنـا كذلك وليد: ولا تنسيا قـاسم وأكبـر سـالم: أجـل سمعـوا صوتً من الخلف يقـول: مـاذا تقـولون عني..؟ فالتفتوا للخـلف..!! وليد: أكبـر .. أنت هنـا أكبر: كيف حالكم..؟ سـامي: بخيـر والحمدُ لله .. وأنت..؟ أكبر: أنـا بخيـر جـاء قاسم قائلاً: مرحباً يا رفاق سـالم: مرحبا ، ها قد اكتملنا قـاسم: أبشركم ، نحنُ في فصلٍ واحد أكبر: خبراً رائــع سـامي: أجل وليد: إذاً هيا بنا لنذهب ونلقي نظرةٌ على فصلنا الجديد أكبر: أجل .. لنذهب يتبـع.. |
وصـل عبـاس مع ابنته للمنـزل فدخلا زهـراء: مـا أجمـل منزلنـا لقد اشتقتُ له كثيـراً ، أين أخي ..؟ عباس: إنهُ الآن في المدرسة زهـراء: أبتـاه لما لا نذهب اليـوم لمنـزل خالتـي عبـاس – متبسماً- : هذا مـا سيحدث زهـراء – بقلبٍ تغمرهُ السعـادة- : هـل هذا صحيح..؟ .. كم هذا يُسعدني عبـاس: أتمنى دائماً أن أراكِ سعيدة زهـراء: متى سنذهب..؟ عبـاس: سنذهب ظهـراً زهـراء: هذا جيد ثمَّ سـاد صمتٌ قليل زهـراء: أممممم .. مـا أخبـار حيدر..؟ عبـاس: إنهُ بخيـر والحمدُ لله زهـراء: الحمدُ لله ، ابنه كم يبلغ من العمـر الآن..؟ عبـاس: يبـلغ من العمـر الآن السابعة بقيه شهـران ويكمـل الثامنة زهـراء: أطالَ الله في عمره ، ألم يفكر بزواج بعد موت زوجته..؟ عبـاس: لا لم يفكـر بزواج ولا أعتقد إنهُ سيتزوج فزوجته ما زالت في قلبه.. رحمها الله انتابني الـحزن لدى سماعي كلام أبي حيدر مـازال ينبض في قـلبي..! منذُ أنْ كنتُ طفله حبهُ يسـرىَ بقلبي روحهُ تجريِ بدمـي قلبهُ يُضيءُ دربــي دمــهُ يحـتويْ قلبي أسمهُ تـاجُ فخـري عبـاس: ما بالكِ بُنيتي ، كأنكِ شردتِ في بحـر أفكاركـِ زهـراء: لاشيء أبى .. لاشيء ، سأذهب لأرتب أغراضي عبـاس: حسناً ثمَّ ذهبت عـبـاس –في نفسه بحزنٍ- : سـاعد اللهُ قلبكـِ المعذب يا بُنتي أخذ حيدر أخيهِ فادي للمدرسة ثمَّ ذهب لعملهِ فـوصل المستشفى .. صادفَ أثناء دخوله صديقهُ صـادق صـادق – حيدر –في آنٍ واحد- : صباح الخيـر أبا وليد // صباحُ الخير صادق // كيف الحـال..؟ // ما أخبارك..؟ صـادق – يضحك- : ههههه .. الحمدُ لله أنا بخيـر .. ولكن أنتَ لا تبدو بخيـر حيـدر: لالا .. أنا بخيـر صـادق: أنـا صادق أبا وليد ..!! حيدر –متكدرً- : لا أعرف ماذا أقول إليك صادق: دعنـا نذهب لمكتبك وأخبرني بكـل شي حيدر: حسناً وصلا لمكتب حيـدر فدخـلا صـادق: هيـا أخبرني مـا بك..؟ حيـدر: زهـراء عادت من السفر هذا اليـوم صـادق: تخشى أن تضغط عليك والدتك كي تتزوجهـا..؟ حيدر: أجـل صـادق: لا لن تفعل .. لن تضغط عليك فلابد إنهـا تريد سعـادتك وإن كانت سعـادتك بعدم الزواج من زهـراء أو غيـرها فلن تجبـرك حيدر: أنتَ لا تعـرفهـا جيداً .. تظن بأن سعادتي بالزواج من زهـراء .. لا تنسى إنهـا كانت تتمنى أن أتزوجهـا قبـل زواجي بفاطمة رحُمهـا الله صـادق: هذا صحيح .. ولكن لا تقلق لن يجبـرك أحد على فعـل شيء لا تريده حيدر: أتمنى ذلك أراد حسن أن يذهب للعمـل زينب – استوقفته- : أبا حيدر .. أنتظر قليلاً أريد أن أتحدث معك حسن: بخصـوصِ ماذا..؟ زينب: بخصوصِ أبنك حيـدر حسن: مـآبه حيـدر..؟ زينب: ألا تعتقد إن الأوان قد حان كي يتزوج..؟ حسن: أم حيدر .. إلى متى ستظلين تفتحين هذا الموضوع ..؟ .. إلى متى.؟ زينب: إلى أن يتزوج .. إنهُ صغيرٌ في السن يحق لهُ الزواج ، حتى أنهُ لم يتجاوز السابعة والعشـرون من عـمره .. هـل سيظـل طيلة حيـاته بـلا زوجة تداريه..؟! حسن: ولكنهُ مرتاحاً هكذا .. أتمنى أن لا تفتحي هذا الموضوع معه مطلقاً زينب: ولكن..." قـاطعهـا قائلاً: سأذهب تأخرتُ كثيراً .. إلى اللقـاء زينب – متضايقة - : حسناً .. حفظك الله بعـد عدت دقـائق جـاءت سكينة مع ابنتها بنين و أبن عادل وسيم سكينة: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ زينب: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ سكينه: وسيم .. بنين .. هيا سلما على جدتكمـا بنين – تقبـل يديّ زينب- : مرحباً جدتي وسيم – يقبـل يدي زينب أيضاً- : صباح الخيـر جدتي بنين – تضحك- : هههه .. أي صباح ستحل الظهيرة الآن أليس كذلك أماه..؟ وسيم –منزعج- : لا تضحكي عليّ زينب –متبسمة- : أنهـا تمزحُ معك بُنـي بنين: هذا صحيح وسيم: أنا أيضاً.. هههه سكينة – متبسمة- : هيـا أذهبا والعبا في الحديقة بنين: حسناً أماه .. هيـا بنـا وسيم وسيم: هيـا ذهبـا سكينة: أمـاه كأنَ هنالك ما يزعجكـِ أو يضايقكـِ زينب – باستياء- : أجـل هنالك ما يـزعجني سكينة: أقلقتني أماه .. مـا هـو...؟ زينب: أباكـِ لا يريدني أن أتحدث مع حيدر بخصوص الزواج سكينة: أماه أرجوكـِ أنسي هذا الموضوع .. مرت أكثر من سنتان وأنتِ تفكرين به وتحاولينَ أن تُضغطي على حيدر .. يجب أن تنسي هذا الموضوع .. إن أراد أخي الزواج فسيتزوج دون أن يجبره أحداً زينب: أنتِ أيضاً مثل أباكـِ .. لا لن أنساه وسأقنعهُ بزواج الآن .. سعادتهُ بزواجه من زهـراء أبنتُ أختي رحمها الله سكينة: هذا سيكون ظلمً لزهراء .. فحيدر للآن لم ينسى فـاطمة رحُمها الله زينب: سينساها .. بتأكيد سينساها سكينة: مرت ثلاث سنوات على وفاة فاطمة وبقيه أربعة أشهـر وتكمل السنة الرابعة وللآن حيدر لم ينساهـا ..! ، ووليد ألم تفكري به ..؟ هـل تعتقدين إنهُ سيقبـل بذلك .. أماه أرجوكـِ أنسي هذا الموضوع لا نريد أن تحدث في منزلنا مشاكلٌ نحن في غناً عنها انتهى دوام المدرسة .. خـرج وليد ورفاقه .. وقفوا بجانب بوابة المدرسة ينتظـرون أهاليهم ليأخذونهم سالم: كان اليوم رائعاً قاسم: بتأكيد .. فلم ندرس شيء أكبر –يضحك- : هههههه ،، وهذا هـو المهم سـامي: هههه .. أجل .. سنرى هذهِ السنة من سيكون الأول وليد – متبسماً- : أنا بتأكيد سالم: بـل أنا أكبر: بـل أنا من سأكون الأول ليس على مدرستنا فقط بل على جميع المدارس قاسم: لا تكن واثقاً سالم: تلك السنة كـان أكبر هـو الأول أكبر – مفتخراً- : وهذهِ السنة أيضاً .. وسترون قاسم: لم تختلف نسبنا جميـعاً أكبر .. ولكن أسمك يبدأ أولاً لهذا أصبحت الأول سـالم: أجل هذا صحيح وليد: يكفي جدالا في الموضوع يتبـع.. |
سامي: نعم .. نحنُ نتحدى بعضنا البعض لنتحمس في المذاكرة ونصبح الأفضل لا للجدال قاسم: حسناً .. جاء والدي سأذهب .. أراكم لاحقاً .. وداعاً بصوتً واحد: وداعاً وليد: حفظك الله أكبر: جاء أبي لي أيضاً .. نلتقي العصـر في منزل سيد مهدي وليد: حسناً .. إلى اللقاء سـامي: وليد هـل ستذهب اليوم لدرس..؟ وليد: بتأكيــد سـالم: ألم تجد إلا هذا السؤال لتسأله .. أنتَ تعلم بأنهُ لا يفوت الدروس عند سيد مهدي وليد : حفظهُ اللهُ لنــا سـالم: ستصبح مثلهُ أليس كذلك..؟ وليد: هذا ما أريد أن أصبُ إليه .. وأتمنى أن أحققه سالم: إن شاء الله سامي: يـا إلهي تأخر ناصر .. وأنا لم أصلي بعد وليد: ألم تصلي في المدرسة..؟ سـامي: لا .. لا حبذا الصلاة في المدرسةِ أبداً وليد: تصلي في المدرسة أفضل من أن تتأخـر على صلاتك .. أم أنك نسيت دروس السيد مهدي ..؟ سـامي: لا وليد: إذاً من الغد ابدأ الصلاة في المدرسة سامي: إن شاء الله سالم: تأخـر ناصر كثيراً ثمَّ جاء ناصر .. ركبوا السيارة ناصـر: لقد تأخرت عليكم .. أعتذر ، ولكن كان يجب عليّ أن أصطحب والدتي للمشفى فهي مريضة وليد: ما بهـا..؟ نـاصـر: أنفلونزا وليد: اللهم أعطها الشفاء العاجـل نـاصر: الحمدُ لله أنها بخير بعد أن تناولت الدواء وليد: الحمدُ لله انتهى حيـدر من العمـل وصـادق معه حيدر: صـادق .. ما رأيك أن تذهب معي للمنـزل فسنجتمع اليـوم نحن وعمي وعلي وعادل صادق: إذاً إنهُ اجتماعٌ عائلي .. لمـَ أذهب معك وأزعجكم..؟! حيــدر: أنتَ أيضاً من العائلة صادق أم نسيت إن أباك من أعز أصدقاء والدي وعمي صـادق: لا.. لا أريد أن أزعجكم حيدر: أباكَ أيضاً سيأتي فلا تردني صـادق: أمممم ، حسنــاً وصـل وليد للمنـزل وليد: سـامي .. سـالم .. لمَ لا تنزلا معي..؟ سـالم: لم نبدل ملابسنا وليد: فلتلبسا من ملابسي سـامي: دعنا ننزل معه سالم: حسنا نـاصـر: إذاً سأخبر أبويكما بذلك سـالم: حسنا وليد –نزل السيارة- : وداعاً نـاصـر ناصـر-متبسم-: وداعاً دخـلوا المنزل متجهيـن لغرفة الجـلوس سـامي: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ زينب – سكينة : وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ سكينة: كيف كان يومكم..؟ سالم: الحمدُ لله كان جميـلاً زينب: هذا جيد وليد: عن أذنكما .. سنبـدل ملابسنا سكينة – متبسمة- : تفضـلوا ذهبـنا لغرفتي وسجّيتُ مُصلاتي لسـامي ووضعتُ التربة الحسينية عليـهـا تـربةٌ تنـزفُ جُـرحاً وعـذابُ لمصابٍ جُـلَ خطبه فيهِ سيدَ الشُبانِ ضاقَ كـأس المـرِ من آلِ أميه عـذبـوهُ سـلبوهُ قتـلوهُ ضـاميٌ فـوقَ الطفـوفِ فارتوتْ تـربةٌ بدماءٍ طاهرة في نينوىَ أصبحتْ للنـاسِ داءاُ وسلامُ سامي: سأتوضأ وليد –ساخراً- : تعرف طريق الحمام..! سامي: ههههه .. لا أرجوكَ دلني عليه .. هههه وليد: ههههه سـالم: أريد أن أبدل ملابسي وليد: لديك خزانة ملابسي أختر ما تريد سـالم –متبسم- : حسناً .. سأختار الأجمل منها هههه سـامي –بعد عدة دقائق- : لقد جئت وليد: هيـا بنـا سـالم لنخـرج ونتركهُ يصـلي سـالم: حسناً وليد: عندما تنتهي أنزل لنا .. سنكون في ساحة المنزل أو في غرفة الجلوس سامي: حسناً ثمَّ خـرجــا الصـلاةُ شـوقُ القـلـوبِ بهـا النفــوسُ تتـــهذب للهِ أمنكـَ وملــجـأكـ فأخلصْ لهُ حبــك من غيـرِ الصـلاةِ أنتَ روحٌ تتوهُ بـلاَ مخـرج فدعْ الصـلاةَ تبقـى إليكَ روحٌ تنجيك من الشدائد أنهيتُ صـلاتي وكأن الدقـائق لم تكن..! خـرجتُ من غرفةِ وليد متجهً للغرفة الجـلوس كم هذا سيئ .. أفسـد يومي فتاة غريبة..! لا بد إنهـا هي أجل هي (زهـراء) هذهِ التي ستسرق أبـا وليد منه إنهـا هي..!! غداً بأذنه تعالى سأضع الجزء الثالث :) |
ماشاء الله .... ويستمر الابداع :)
في انتظار باقي جميل ما كتبت يداك دمتم في رعاية الرحمان ^_^ |
سلمت سيدي الجليل للمتابعه التي أسعدتني :)
تحيه طيبه |
الجزء الثالث سكينة: سامي تعـال كي تسلم على زهـراء سـامي – مقتربً منهـا- : مرحباً بكِ زهـراء –متبسمة- : أهلاً .. كيف حالك سـامي..؟ سـامي: بخيـر والحمدُ لله زهـراء: إنهُ يشبه أبيه كثيراً أما وسيم فمثـل أمهِ تماماً .. رحمها الله أمـي..!! ذكــرتني بأمي..! إليكـِ القلبُ بـاتَ مشتاقاً ولحنـانكـِ همتُ متلهفاً بنبـعِ رقتكـِ أرويْ قلبي يـا أمُ وداويْ مهجتـي لكمْ فـراقكِ يصعبُ عليّ يشعـلُ في القلبِ اللهيبِ ..!.. سكينة: مـآبك سامي..؟ سـامي: لاشي .. أين وليد وسـالم..؟ سكينة: في الساحة سامي: عن أذنكم .. سأذهب لهما ثمَّ ذهب جـاء حيـدر ومعهُ صـادق فأدخلهُ غـرفة الضيـوف التي كانَ يوجد بهـا عبـاس فسـلما عليه .. ثمَّ ذهب لأمهِ وطـرقَ الباب .. خـرجت له زينب: لقـد جئت بُني حيدر: أجـل ومعي صادق زينب: هـذا جيد .. هيا فلتدخل لتسـلم على ابنة خالتك زهـراء حيـدر: ولكن.." قاطعتهُ: لا تقلق أنها ترتدي الحجاب فلتسلم عليها حيدر: حسناً ثمَّ دخل حيـدر – منزلاً رأسه- : حمداً لله على سلامتكِ زهـراء .. كيف حالكِ ..؟ زهـراء – متلهفة-: الحمدُ لله بخيـر.. وأنت..؟ حيـدر: أنـا بخيـر والحمدُ لله .. عن أذنكم زينب: تفـضل بُني خـرج جـاء الحبيبُ فهـلتْ دمـــوعي لهفةً لكمْ كنتَ نـقاء روحي وأنفـاسي لأنفاسكَ تسعى فبقـىَ لتضيء أنوارَ دروبي يـا نــورٌ لقـلبي ورياض جنـاني وصـل سـامي لوليد وسـالم اللذان كانا يلعبان مع بنين ووسيم سـامي: مـرحبـا وليد- سالم: تقبـل الله سـامي: منـا ومنكمـا .. لمَ تجلسان هنـا..؟ وسيم: لأنهما يلعبان معنا سـامي: وسيم .. بنين أدخـلا الآن بنين: لا نريد سامي: إن لم تكونا مطيعان فـلن أطيعكما وسيم: حسناً سندخل ثمَّ دخـلا وليد: ماذا تريد أن تقـول..؟ سـامي: هـل سلمتما على زهـراء وليد: أجــل سـامي: لم أرتح لهـا أبداً وليد: لا نريد أن نستغيب أحداً .. وهي للتو وصلت .. بهذهِ الســرعة لم ترتح لهـا..؟! سـامي – متضايق- : حسناً .. حسناً ،، هيـا بنـا لندخـل سـالم – ناظرً للباب- : أنظـرا لقد جاء خالي فادي وفاضل ومعهـما أبا صادق وليد: هيـا بنـا لنسلم عليهم ذهبنـا لنسـلم عليــهم أبـا صـادق ..!! كم أحبه إنهُ مدرب عمي فادي وفاضل مـدربٌ لــهُ التـاريخُ يـشــهد فــي أفــقِ الملاعـبِ يـصـعـد فيخـرجُ بـقلبهِ النقيِ شُجعانٍ متعـطشةٌ عـلـىَ مـرِ الـزمـانِ للفوزِ وتأبىَ دوماً الاستسـلامِ لا تـرتـوي إلا بـجرعةِ الانتصـارِ ..!.. أبـا صـادق – متبسماً- : أنـا سعيد لرؤيتكم سـالم: ونحن أكثـر فاضل: لندخـل فـادي: أجل |
دخـلوا ولم تمضي إلا دقائق معدودة حتـى جـاء حسن وأخيهِ حُسـين وعلي سـلمَ حسن على زهـراء .. ثمّ ذهبَ للغرفة الضيـوف الخاصة برجال وضعت الطـعـام سكينه لرجـال فسـاعدتهـا أمهـا زينب في وضعه وأخذهُ فـادي ووضعهُ على المائدة .. جلس وليد وسـالم وسـامي مع الـرجال يتنـاولون الغـداء أبـا صـادق: طعامٌ لذيذ .. بارك الله فيمن صنعته فاضل: أجـل إنهُ لذيذ حسن: الحمدُ لله إنهُ أعجبكم فادي –بصوتٍ منخفض- : فاضل .. أرأيتَ أختك..؟ فاضل: للآن لا فـادي: أهـا .. هـل أنتَ مستعد للمباراة الغد..؟ فاضل: بتأكيــد .. يجب أن نتدرب هذا اليـوم أيضاً فـادي: أجـل .. لم أتمنى أن تكون المباراة غداً .. فاللتو فُتحت المدارس فاضل: وأنـا أيضاً ، لكن خصمنا سـهل التغلب عليه فـادي: أجل أبـا صـادق – متبسماً- : مآبكما تتهامسان..؟ .. أتخططان لشيء من أجل مباراة الغـد..؟ فـادي – متبسماً أيضاً- : تستطيع أن تقـول ذلك صـادق: الفـوزُ لكم بأذن الله حيـدر: إن شاء الله .. هذا ما اعتقده أنا أيضاً .. ففريق الرمال لا ياستهان به .. أليس كذلك..؟ علي: صدقت في ذلك فاضل: دعواتكم لنـا علي: موفقين إن شاء الله وليد: في أي ساعة ستقام المباراة..؟ أبـا صادق: السـاعة الثـانية ظهـراً سالم: إذاً في مثل هذا الوقت تقريباً أبـا صـادق: أجـل وليد: نستطيع أن نذهب للمباراة .. أليس كذلك أبى..؟ حيـدر: بتأكيد حسين: أراكم توقفتم عن تناول الطعام إلا أنـا حسن: بالهناء والعافية ، هذا مؤسف لم يأتي عادل علي: تمنى أن يأتي ولكن العمل منعه حسن: في المرةِ القادمة إن شاء الله سالم: لنقـوم استعداداً للذهـاب للدرس سامي: الحمدُ لله .. هيـا بنـا حيـدر: انتظروني في السيـارة أنها مفتوحة وليد: سنذهب بمفردنا فليس بعيداً عن المنزل حيـدر: سأوصلكم في طريقي فسأذهب للمشفى أيضاً صادق: سأذهب معكم حسين: أما الباقي فليس لديكم أعمال يجب أن تجلسوا أبـا صادق: أنا وفادي .. فاضل سنغادر الساعة الرابعة لدينا تدريبان يجب أن نقوم بهـا حسين: بقيه ساعة .. إذاً دعونا نستمتع بوجودكم معنا أخذتُ كُتبي وانتظرنا أبـي بعد عدةِ دقائق جـاء هـو وصـادق ركبـنا السيـارة جلسنـا نتسامـر ونضحك إلـى أن وصلنـا لمنـزل سيـد مهـدي ودعنـا أبي وصادق .. دخلنا سَيدنـْـا بكـَ أُصـولُ الـــدِيــنِ تَفْخــر وبِقَلبكـَ الطَـاهْرُ فُروعْ الدِينِ تتَبَخْتـر أبهَجْتَ بِعِلمكَ الكَبِيـرُ عُيـونَ الإِسلامِ ورَويّتَ بِحَـنـْانِ روحــكَ قُـلـوبْ الأيتامِ غداَ عدوْ اللهِ بِطـهـرِ إيِمَانـكَ يســأم وبـِـنْقــــاءِ صفـاءِ مهجتـــكـَ يتحلــطم لا بـاركْ اللهُ فـي النفـوسِ الحـاقـدة التيِ حـاربتْ مَنـهـجْ العتـرةِ الطـاهرة سَيـأتي يوماً فيهِ شِيعـة علـيٍ تفرح وأنـتَ يـا عـدو اللهِ مُهـجـتـكَ تتقـرح ..!.. أسرعتُ وقبلتُ يديّ سيد مهدي إنهُ سيدنا وأستاذنا هذا العالمُ الكبيــر إنهُ فخـراً لنـا وللإسلام..! ما أتمناه هـو.. أن أصبح مثله..! |
سيد مهدي: سعدتُ بلقائكم أبنائي وليد: ونحن أكثـر سيدنـا سيد مهدي: كيف حالكم..؟ الجميع: بخيـر والحمدُ لله مهدي: أدامهُ المولى عليكم ، وليد مـا رأيك أن تلقي الدرس عني اليـوم..؟ وليد – مرتبكاً- : أنــا..؟! .. لا أعـرف .. لم أحضر للدرس .. ولا .. لا أستطيع سيد مهـدي – متبسماً- : كانت أمنيتك ولا زالت أن تجلس على المنبـر الحسيني وتلقي المحاضرات بمختلف أنواعها لتوعي البشـر وتعلمهم وتثقفهم .. هذهِ هي البداية فهـل ستفوت هذهِ الفرصة عليك..؟ سـالم: هذا صحيح وليد .. هذهِ البداية لتحقيق ما كنتَ تتمناه سامي: لا تفوتهـا وليد سيد مهدي: ما قرارك..؟ وليد – في حيرةً من أمره- : لكنني أخجـل .. كلهم سينظرون إليّ .. هذا مخيف سيد مهدي –متبسم- : ليس مخيفاً وليد حاول أن تكون واثقاً من نفسك ومع الوقت ستعتاد على هذا الوضع وليد: حسناً ،، ولكن الدرس ما هـو..؟ لم أحضر إليه..!! سيد مهدي: الدرس سيكون عن (تطهيـر النفس) وهذا الدرس ألقيتهُ عليكم ولكن القلة من حضره واليوم سيحضر الجميـع .. لابد إنك تذكرهُ جيداً وحفظته .. هذا ما أريدك أن تلقيه فهـو مهماً جداً ويجب على الجميـع معرفته وليد: حسناً .. أتمنى أن أكون عند حسن ظنك بي سيدنا سيد مهدي: ستكون بأذن الله .. سننتظر باقي الطلبة جلسنـا..! بدأت بمراجعة معلوماتي يا إلهي أنني خــائف كيف سأبدأ..؟! كيف سأنتهي..؟ هـل سأجيد هذهِ المهمة الصعبة..؟ أجل أنهـا صعبه عليّ لم يسبق لي أن جلستُ أمـام طلبة..! ألقي عليهم شيء..! الكل سينظـر ليّ يا إلهـي..! هذا مخيف ساعدني يـا الله ساعدنـي..! بمضي برهة بسيطة جـاء الجميـع .. جـلسوا بجوارِ وليد ومن بينهم سيد مهـدي بدأتُ بالبسملة والصـلاة على محمدً وآل بيتهِ الطيبين الطـاهرين شعـرتُ براحة وطمأنينة وبدأت بإلقـاء الدرس الكـل كانَ يحدق بي ويصغـون إلى ما أقـوله بتمعن شعـرتُ بسعادةٍ كبيـرة وأنا ألقـي الدرس تخيـلتُ نفسي جالساً على المنبـر الحسيني يا لهُ من شعـورٍ جميـل ورائع أن تكونَ خادماً لمحمدٍ وآلِ بيته الطيبين الظاهـرين ولــكن...! غــابتْ السعــادة...! تلاشــت..! استوقفتني بعض الحشـرات المظلمة التي يجب أن نتركهـا للتطهيـر النفس هذهِ الحشـرات كـانت الظلم .. الحـقد .. سوء الطبع .. القسـوة .. الانتقام ..الكذب .. العناد ..! يـا إلهي أنهـا كثيـرة ولكني والحمدُ لله لم..! لم أبتلي بهـا..! إذاً لـم استوقفتني هي بذات..؟ لـمَ شعـرتُ بالخـوف عندمـا نطق لسـاني بهـا..؟ لـمَ يـا تـرى..؟ لـم ألقى جواباً لتساؤلاتي أكملتُ ذلك الدرس وقلبي يمتلأ حزناً لـم أجد سبباً لهذا الحـزن..!! ثمَّ أنتهـى من ألقـاء الدرس .. الكـل شكـره وأولهم سيد مهـدي ولكن لم تنطبـع البسمة على شفتيه أبداً سالم: مـآبك وليد..؟ وليد – الحزن سيطـر على قلبه- : لا شيء سامي: إذاً لـمَ هذا الحزن ..؟ وليد: لا لاا .. أنّي بخيـر سامي: أتمنى ذلك سيد مهدي – الفرحة تغمـر قلبهُ الطيب- : بارك اللهُ فيك يا بُنـي .. جعلك من خُدام آل البيت عليهم السلام وجعلك من أنصار الحجة ونحن معك ثمَّ قام الجميـع لذكـر القائم (عجل اللهُ فرجة) وليد: إن شاء الله ، عسـى أنَّي كنتُ عند حسن ظنكـَ بي سيد مهدي: وهذا ما أنتَ عليهِ دائماً .. قرب الآن موعد صلاة المغرب .. من منكم سيذهب معي للمسجد..؟ سامي: أنــا أكبـر- قـاسم –سامي – وليد : ونحن كذلك أمـا البقية فقد جـاءوا إليهم آبائهم وذهبـوا |
اتجهنا للمسـجد لقد كـان قريباً من منـزل سيد مهـدي .. دخلـنــا .. ثمَّ توضـأ جميـع من كـان في المسجد طلب سيد مهـدي من قـاسم أن يأذن فلبَ طلبهُ من غيـر معارضة..! هَـلهَـلَ بِصَـوْتٍ شَجِيٍ يُؤَذَنْ بِاللهُ أَكَبــْـرُ أَربعٌ بِصَوتِهِ يـُرَدد بِأشهدِ أَن لا إله إلا اللهِ يُعَظْـم بأشهدِ أن مُحَمَدٍ رَسُـول اللهِ يُحَمد بأشهدِ أَن عَلياً وَلي اللهِ يـُعَــلــي بِحَي علىَ الصَلاةِ لِجَمَـالِهـا يُـــنَغِــم بِحَي علىَ الفَلاحِ لفَوحانِ عطرها يُـجَلل بِحَي علـىَ خيـرِِ العَمَـل لِصَفـائِهَـا يُمَجْــد باللهِ أكَبـر ولا إله إلا الله لِعظمتهـما ونُـورِهُمـا يُكَـرر فأم سيد مهـدي بالنــاس هيمنـا فـي عـالمً آخـر عـالـم الـراحـة والسعــادة عــالم الخشــوع والخشيــة فـهيمت روحـي فـي بحر عشقِ للعبـادة روحٌ تناثرتْ عليهـا أنقاءُ الطـاهـرة روحٌ تـرسمتْ لهـا رَيــاحينُ الطفولة روحٌ شَعشعتْ لهـا أَنـامـلُ السعادة روحٌ سَارتْ خــطـواتٍ لطريق العبـادة روحٌ للصــلاةِ غدتْ تَعْشَقُ بِكـلِ إرادة ..!.. انتهوا من الصــلاة والأدعيـة وعـاد وليد كمـا كـان سيد مهـدي : غفـر اللهُ لكـم الجميـع: وإليك سيدنا وليد –يخـاطب رفاقه- : سيأتي والدي قريباً .. استعدوا أكـبر: حسناً سـالم – مستاء- : سنعود للمنزل ونبدأ بتحضيــر دروسنـا المدرسية .. أوه هذا مُمل قـاسم: أجـل مُملٌ كثيراً .. أشعـر بنعاس أودُ أن أنــام وليد: أنهـا دروس بسيطة ستؤذونها بعدهـا تستطيعا أن تناما أكبـر: أجـل قـاسم: حسناً .. حسناً سامي – ينظـر للسيد مهدي- : أنظـروا .. الجميـع محاط بالسيد مهـدي .. أنهم مستمتعون فيمـا يقـوله قــاسم: نعم .. يا لهُ من عالمٍ .. إنهُ فخـراً لنـا وليد: أجل بـعد بـرهة جـاء حيـدر وسـلمَ عليـهم ، قبّـل رأس سيد مهـدي سيد مهـدي: سعدتُ بلقـائك أبا وليـد حيدر – البسمة طبعة على شفتيه- : وأنـا كذلك سيدنـا الجـليـل سيد مهـدي: وليد كانَ رائـعاً اليـوم .. لقـد ألقى الدرس بنفسه حيـدر – مندهشاً وسعيداً قي آنٍ واحد- : هـل هذا صحيـح وليـد ولـيد – محمـر الوجنتين- : أجـل أبتاه حيـدر: هذا ممتـاز سيـد مهـدي: أنتبه لهُ جيداً .. هذا الطفـل سيكون قدوةٌ لمن في سنه حيـدر –متبسم- : إنشاء الله .. سنذهب سيدنـا .. أتريد منا شيء ..؟ سيد مهـدي: سلامتكم .. حفظكم الله ورعـاكم .. وليـد لا تنسـى الدرس أبداً وأجعلهُ دائماً في قلبك وعقلك في أي تصرف تتصرفه وأنتم كذلك أبنائي أكبر- قـاسم- سامي- سالم : إن شاء الله تفـاجئتُ كثيـراً..! لمَ أنـا بذات ذكـر أسمي..؟! أسئلة كثيـرة راودتني ولكن سرعـان مـا تـلاشت..!! ركبـوا السيـارة وأوصـل حيـدر سـالم وسـامـي للمنـزل ثمَّ أوصـل قـاسم وبعدهـا أكبـر وليد – في السيارة- : أبـى .. ألديك عمـلٌ هذهِ الليـلة..؟ حيـدر: لا .. سنذهب لمنزلنا كي نتعشى وبعد ذلك سأذاكـر لكَ دروسك وليد – سعيداً- : وبعدهـا أنـام حيدر – متبسماً- : أجـل بُني وصـلا للمنـزل .. خـرجا من السيارة .. دخلا زينب - استوقفتهما- : وليـد أذهب لتتناول العشاء لقد أعددتهُ لكَ وأنتَ حيدر أريدك قليلاً وليد – في حيـرة- : ح .. حسناً ذهبتُ وأنـا في حيرة من أمـري أنـا لستُ فضولياً ولا أحب هذهِ الصفة ولكـن لمحتُ في عيني أبـي بريقاً من الحـزن..! هــذا ما لفت انتباهي وجعلنـي أفكــر..! زينب: بُنـي تعـال معي لمكتب والدك سـرتُ معهـا وأنـا لا أريدُ ذلك أنـا أعـلم مـاذا تـريـدُ منـي ولكني لا أريـد..! لا أريد الزواج بزهـراء..! سرتُ على أمـل أن يخيبُ ظنـي وتُريدُ مني شيئا آخــر..! دخـلا المكتب وأغلق حيدر البـاب زينب – جالسه بجواره- : بُنـي حـان الـوقت لتتزوج حيـدر – مغمض العينين- : لا أريد الزواج زينب – بضيق- : أتعصي كـلام أمك حيدر..؟! حيـدر – واقفاً- : لا أماه ، ألستِ تريدين سعادتي..؟ زينب: بتأكيد حيدر: سعادتي بأن لا أتزوج فأرجوكِ أمـاه لا تجبريني على فعـل شيء لا أريده زينب – بنبـرة غضب- : أنتَ لا تعـرف ما هـي مصلحتك حيـدر – في حيـرة- : أنَّي أبـلغ من العمـر السابعة والعشـرين وللآن لا أعـرف مـا هـي مصلحتي ...؟!! زينب: أجـل لا تعـرف ، ستتزوج بزهـراء .. ستتزوجهـا هذا إن كنت لا تريدني أن أغضب عليك .. عن أذنك ثمَّ ذهبت جلستُ والحـزنُ يسيطر على عقلي هــمٌ كــبيـراٌ بأســىَ دخــلَ حيـاتــي أراهُ يهــدم أكــبـرَ فــرحةً فــي قـلـبي سيقضي علىَ بسمـةً غمـرتْ طفلي يشوه معالم طفولة ابنـي وقـرة عيني ..!.. بعد بـرهة طـرقَ البـاب وليد ودخـل دخـلتُ وقلبـي يخفق بخـوف نظـرتُ وإذا بدمــوعً تُذرف سالت دموعـي لمــا رأيته لقـد كـانت دموعاً غـالية دموعاً يذرفهــا أبـي مـا السبب ..؟! لم أكن أعلم وليد -يضمُ أبيه ودموعهُ تذرف- : أبتـاه مـا بك ..؟ غداً إن شاء الله الجزء الرابع :) |
ســــلمت هــل الايادي يارب
راوية جميلة بارك الله فيج حـبيبتي مميزهـ في انا شيــعي اسمج مميز دمــتي بخير |
يسلمج الباري سيدتي الجليله
وشكراً عالمتابعه وإن شاء الله أعجبتكم الأجزاء وغداً بأذنه تعالى الجزء الرابع :) |
مازلنا متابعين
^_^ بانتظار الاجزاء القادمة :) |
ويشرفني وجودكم سيدي الجليل :)
|
الجزء الرابع وليد -يضمُ أبيه ودموعهُ تذرف- : أبتـاه مـا بك ..؟ حيدر – يمسح دموعه- : لاشيء بُنـي وليد – تسيـل دموعهُ على خذيه بحـرقه- : إذاً لــمَ هذهِ الدموع ..؟! لــمَ ..!! حيـدر – يمسح دموع أبنه- : أنا بخيرٌ بُني لا تقلق علي وليد – بنبرات حزينة- : أمتأكد من ذلك..؟ حيدر – مبتسماً بحزن- : أجـل بُني ،، هيـا أخبـرني .. هـل تناولت طعامك..؟ وليد – في حجر أبيه- : أجـل أبتي حيدر: أحسنت ..لنذهب لغرفتك كي أدرسك وليد: حسنـاً ذهبا للغرفة ..بـدأ حيدر بالمذاكرة لــه .. بعـد مُضي ساعة انتهى من تدريسه وليد: أبى هل لي بطلب..؟ حيـدر: مـا هـو بُني ..؟ وليد – خجلاً- : أريد أن أنام معك هذهِ الليلة حيدر –متبسم- : بطبـع أنا موافق وليد – يضمُ أبيه- : أسعدتني أبى ذهب مع أبيه لغرفته ... استلقى على السـرير وسجًّى حيدر الغطاء عليه حيدر – قبّـل وليد على جبينه- : تصبح على خيـر بُني وليد -متبسماً- : وأنتَ من أهله أبتاه .. ألن تخلد إلى النوم..؟ حيدر: بعد قليل أغمض وليد عينيه .. أطفـئ حيدر الأنوار وخـرج من الغرفة حلت الساعة العاشـرة والنصف .. وصـل فاضل إلى المنـزل .. وجد أختهُ مستيقظة .. سلمت عليه فاضل: لـمَ لم تنـامي بعد..؟ زهـراء: حاولت ولكن لم يغمض لي جفن فاضل: بتأكيد بسبب التفكيـر زهـراء – الحزن طُبع في قلبهـا- : أجل فاضل: فيما تفكرين..؟ أحنت رأسها ولم تجب عليه..! فاضل: لمَ تتعبين قلبكِ بالتفكيـر في شيئاً لن يحدث..؟ زهـراء : هذا خارجاً عن إرادتي فاضل: هذا ليس صحيح أختاه .. بإرادتكِ ستستطيعين أتغلب على الصعوبات التي ستواجهكِ في الحياة وعلى رأسهـا حيدر زهـراء: أّصبح حيـدر من الصعـوبات..؟ فاضل: حبهُ من الصعـوبات التي تواجهكـِ زهـراء – بمقلةٍ تمتلئ بالدموع- : لا أريد النقاش في هذا الموضوع فاضل: امحيه من قلبكِ لترتـاحي وتريحي قلب والدي .. إنه يتعذب لكونكِ تتعذبين زهـراء : لأجلكما سأحاول فاضل: أحسنتِ .. هذا ما يجب عليكِ أن تفعليه وستستطيعين بأذن الله .. أذهبِ الآن وأخلدي لنوم زهـراء -بنبرات حزينة- : إنشاء الله .. تصبح على خيـر جـلس حيدر في حديقة منزلهم يتأمـل السمـاء بعينٍ تبتلُ بالدموع روحي غـدتْ بالهمِ مفكرةٍ وقلبيْ بـاتَ مصابٌ بحيـرةٍ ودموعيْ علىَ الوجنتينِ منحدرةٍ وعينيْ منَ الدموعي محمرةٍ والسعادةٌ باتتْ لفـؤادي محرمةٍ ..!.. بينما هـو منشغلٌ بالتفكيـر أقبـلَ إليـه أخيهِ فادي فـادي: أخي .. لمَ تجلسُ لوحدك..؟ حيـدر: أحسست بالضيق فأردت الإنفراد بنفسي قليلاً فـادي: لمَ..؟! .. ما الذي حدث..؟ حيـدر: عادت والدتنا لتفتح معي موضوع الزواج وهي الآن مصرةٌ على أن أتزوج بزهـراء فـادي – مندهش- : إذاً عادت لتفتح هذا الموضوع مجدداً..! حيـدر –بنبرات تفوحُ بالحزن- : أجـل .. وأنا في حيرةِ صـرتُ فيْ حيـرةٍ من أمــري بيـنَ أمــي وقـــرةَ عــينـي أنْ عصيتهـا غضبتْ منــــي وأنْ قبلت هَدمتُ حياةَ أبني ..!.. فـادي: سأتحدث معها وأحاول أقناعهـا .. لعلهـا تنسـى الموضوع وأنتَ أيضاً أطلب من والدي التحدث معهـا فمن غيرهُ يستطيع إقناعها..! حيدر: هذا ما أفكر فيه حالياً فـادي – متبسماً- : إذاً توكل على الله سبحانه وتحدث معه وبأذن الله ستقتنع حيـدر: إن شاء الله فـادي: قوم وأخلد لنوم الآن حيـدر: وأنتَ أيضاً فـادي: إذاً هيـا بنـا حيدر – وهما يسيران- : كيف كـان التدريب..؟ فـادي: جيد والحمدُ لله والفريق كله مستعد للمباراة حيـدر: سيشارك جواد معكم..؟ فـادي: أجـل حيـدر: وإصابته..؟ فـادي: لقد شفيَ منهـا والحمدُ لله حيدر: الحمدُ لله .. بأذن الله سيكون النصر لكم فادي – وصل لغرفته- : إن شاء الله حيدر: تُصبح على خيـر فـادي: وأنت من أهل الخيـر أخي دخل غرفته .. أما حيـدر فتوجهه لغرفته .. بـدل ملابسهِ وقبـَّل ابنه على جبينه .. ثمَّ أغمض جفنيَّه بينمـا الساعاتُ تمضي وحيـدر غائطٌ في نومٍ عميق رأى في عـالم الأحـلام زوجته فـاطمة .. كـانت تجلس عـلى صخرة بجانب النهر الصغير وعلى رأسها حجابها الزاهي ومن وجهها يشع نور كبير .. اقتـرب منهـا أكثـر فأكثـر إلى أن لمح في وجهها بوادر الحزن والدموع حيدر – جالساً بجـوارهـا- : لـمَ كـل هذا الحـزن الذي يملأ وجهكـِ .. ألا تعلمين أن قلبي ينفطـر لرؤيتكـِ هكذا ..؟ فـاطمة – تنظـر لمكانً مُظلم- : أنظـر إلى هناك حيدر – يلتفت إلى اليمين واليسار- : أيـن..؟ فـاطمة –تشيرُ بيدها- : لذاكَ المكان المظُلم حيدر – ينظـر إليه- : الظالم فيه دامسٌ فاطمة – تذرف الدموع- : نعـم .. تمعن النظـر إليهِ جيداً تمعن النظـر لذاك المكان المظلم .. فاجئهُ كثيـراً رؤية ولده ملطخاً بالدماء وملامحهُ تملأها القسوةَ وكأن هنالك وحوشٌ تحيطُ بهِ..!! حيـدر – غدَ الخوفُ يعتريه على ابنه- : لـمَ هـو هكذا ..؟ لــمَ..؟ أجيبيني لـم تجب بـل ظلت تبكي حيدر: لـمَ البكـاء..؟ .. لـمَ لا تساعديني للوصـول إليه .. لعلي أستطيع أن أخلصهُ من هذهِ الأشياء المظلمة التي تحيطُ به فـاطمة – بأســى- : ليتنـي أستطيع ليتني ثمَّ أستيقظ من الــنــوم استيقظَ من النومِ فـزعــاً ينظرُ يميناً ويساراً متلهفاً إلـىَ قــرةِ عينــهِ بـاحثــاً أذاَ حلماً أم كـابــوساً....؟ جـالتْ الراحةُ قلبهُ مُطمأناً فـالقـد كـانَ أبنــهُ نـــائمــاً فانتهىَ كابوساً كانَ مزعجاً ..!.. في نفسه: الحمدُ لله لقد كان كابوساً .. أعوذُ باللهِ من الشيطان ِالرجيـم .. أعـوذُ باللهِ منْ الشيطانِ الرجيـم .. مـا هذا الكابوس ..!! إنهُ مخيفٌ جداً .. اللهمّ أجعلهُ خيـراً .. اللهمَ أجعلهُ خيـراً في نفسه – ناظراً للساعة- : بقيه ساعة ونصف على صلاة الفـجر .. سأنهض الآن لأصلي صلاة الليـل |
ثمَّ نهض من فراشة ودخـل الحمـام .. توضأ وسجّـى مصلاته .. وضع التربة الحسينية بدأَ يصليْ بقلبٍ نقيٍ خشـوعُ منْ خشيةِ الباري يذرفُ الدموعُ بمغـفرةٍ ورحمةٍ منْ اللهِ طلـوعُ وبراحة وطمأنينة منْ اللهِ طموعُ أستيقظ بعدهـا وليد من النوم .. جلس ينظـر إلى أبيه وهـو يصلي مصابيحٌ منْ حنـاياَ الفـؤادِ تُضيئهـا صلاةٌ منْ رذائــلِ الـــروحِ تُمحيهـا فاخــلصْ لطهارتهاَ حبكَ وعشقك وبالدموعِ خشوعاً بلـــلْ مهجتك لكمْ كانت للمؤمنينَ سـر راحةٍ ولينابيع قلبكَ أصبحتْ موضعُ سعادة فـــأقمهاَ لتضيءُ قبــــركَ كـل ليلــــةٍ ولتكنْ إلـيـكَ منْ هــولِ الذنـوبِ مطهرةٍ لترتـــوي منْ نـورهـاَ سكــرةَ شربـــة تضــيءُ إليــكَ دربــك يــومْ المحشـر فتــكنْ من الذينَ يتبسمـونَ للأبـــد وليد – في نفسه- : يبدو إنه يصلي صلاة الليـل .. لطالمـا تمنيت أن أصليهـا .. هذا وقتهـا إذاً .. سأنهض لأصليها فهذا أفضل من إكمال النوم..! ثمَّ نهض من الفراش .. دخل الحمام .. توضأ .. بينما أبيه منشغـل بصلاته خـرج من غرفة أبيه متجهاً لغرفته وسجّـى مصلاته .. وضع التربة الحسينية .. وبدأ يـُصلي نـــورٌ عــمَ أرجــاءُ غــرفـتــي وتــَـلألأتْ مـنْ ذهــبٍ أذهلنــي لـصلاةِ الـلـيـلِ الــرَاحـةُ تغمـرنــي ولنسيـمُ الـربيـعَ البَهـجة تملئنــي ولقنـوتـيِ لربــي الدمعةُ تختلجني ختمهـا بالدعــاء طُرق البـاب..! وليد: تفضـل حيدر –فتح الباب- : صباح الخيـر بُني .. غفر اللهُ إليك وليد –متبسم- : وإليك أبتـاه .. صباحُ النـور حيدر: بقيه خمس عشرة دقيقة كي تهلل الأصوات بحلول وقتِ صلاة الفجر .. ما رأيك أن نذهب للمسجد الآن مع جدك وليد: حسناً أبتاه خـرجا .. التقيا بحسن حسن: صباحُ الخير ... ستذهبان للمسجد..؟ حيدر: أجـل أبتاه .. جئنا لنذهب معك حسن: إذاً هيا بنا وليد – متبسم- : هيا .. هيا فادي: مرحباً حسن: استيقظت فادي: بل لم يغمض إليّ جفن وليد: كـل هذا بسبب المباراة..؟ فادي: أجـل .. إنّي متوترٌ نوعاً ما حيدر: لا توتر نفسك أخي .. سيكون الانتصار لكم بأذن الله فادي: إن شاء الله .. سأذهب معكم خـرجنا من المنزل والفرحة تغمر قلبي سرنا دقائقً معدوداً نحو بيت الله فوصلنا بعدهـا لذلك المسجدُ العظيم كم تغمرني السعادةُ كلما دخلتُ المسجد ثمَّ دخـلوا مسجداً بنـورِ اللهِ لهُ القلوبُ تخضع والمهجةَ باشتياقٍ للصلاةِ تتـولــع فتـنيـرُ الـروحَ بضيائهما فتتوســع بطـهـرِ إيمانهـا للهِ تعالى تخشــع طلب الأمام من حيـدر أن يُأذن .. فلبى طلبه .. ثمَّ أما بهم الأمام طـلب رئيس الشـرطة إحضار عمـر إليه .. ثمَّ أحضروه رضا: أجـلس عمـر عمـر – جالساً- : ماذا تريد مني..؟ رضا: جاء الفرج يا عمر عمـر – بلا مبالاة- : ومـاذا أفـعل..؟ رضا: ألستَ سعيداً لأنك ستخرج..؟ عمـر – بحيـرةً- : سعيد..!! .. أتريدني أن أسعد بعد أن قتلتم أهـلي وأصدقائي .. بعد أن سلبتم فرحتي ..؟!! رضا –في حيرة- : نحن من سلبنا سعادتك..؟!! .. نحن..؟!! .. لقد قتـلوا أهلك الأبرياء وسفكـوا الدماء .. وتتهمنا نحن بأننا سلبنا فرحتك...؟! .. لمَ لم تضع اللوم عليهم ..؟! هااا..؟! .. لمَ..؟! .. لـو استقامـوا لما كانت نهايتهم الإعدام عمـر – باستخفاف- : وهـل تعتبر الشيعة من الأبرياء..؟!! .. فعلاً أنك تضحكني .. ههههه ... أوه نسيت أنك واحداً منهم .. أعذرني ... ههههههه رضا –غاضباً- : يكفي هذا .. أنـا لن أرد عليك لأنك ... عمـر –والغضب بدأ يتسلل إليه- : أكمـل لأني ماذا..؟ رضا –يحاول تهدئة نفسه- : أستغفر الله .. "اللهُمَّ صَلِ عَلىَ محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ" أسمع .. الآن ستخرج من السجن وأتمنى أن تستقيم ولا تصبح كأهلك وأصدقائك وإن لم تكن تريد أن تبحث عن الحقيقة لتعرف منهجك الصحيح أبقـى بعيداً عن الشيعة وبالأخص أبا وليد .. فأن حاولت قتلهُ مجدداً لن تكون هنالك فرصه لخروجك من السجن .. والآن وقع على هذهِ الورقة عمـر: وما هذهِ الورقة..؟ رضا: هذهِ الورقة تتعهد فيها أن لا تتعرض لأبى وليد أو أحداً من أهله .. فأن فعلت ستكون عاقبتك وخيمةٌ جداً عمـر: حسناً وقـع عـلـى الورقة رضـا: أذهب فأنتَ حرةٌ الآن .. هداك الله ونحنُ معك عمر –في نفسه- : أسكت أيها الرافضي المقزز .. ستندم على ما تقولهُ وستـرى رضا: هيـا أذهب ماذا تنتظـر..؟! خـرج بعدهـا عمـر – يتأمل السماء- : آه .. ما أجمـل الحرية أكمـل ناظرةً لمركز الشرطة: لا تعتقد يا رافضي بأنك ستمنعني من قتل ذاك الحقيـر .. بسببهِ ماتت عائلتي وأصدقائي .. سترى أنتَ وهو بل كلكم سأقضي عليكم .. وسنـرى من سيتعذب في نهاية الأمر عـاد حيدر مع أبيه .. أخيه وأبنه للمنـزل وليـد: سأبدل ملابسي وأعود فـادي: أنــا أيضاً ذهبـا .. جاءت زينب زينب: صباح الخيـر حسن – حيدر –في آذنً واحد- : صباح الخيـر زينب: ها قد أعددتُ الفطـور حسن: سننتظـر فادي ووليد حيدر: سأذهب أنـا أيضاً وأبدل ملابسي زينب –استوقفته- : بُني .. لا تنسـى ما قلتهُ إليك تغيـرت ملامحه .. وشاع الحزن في وجهه حيـدر: عن أذنكما ثمَّ ذهب حسن: ماذا تقصدين..؟ زينب: لا شيء .. عن أذنك سأضع الطعام ريثمَّا يتجهزون ذهبت حسن –في نفسه- : ما الذي يجري ..!! .. أتمنى أنها لم تقدم على إعادة فتح الموضوع له..! |
انتهى سالم من ارتداء ملابسه وأستعده للمـدرسة وكذلك سـامي .. جاءت لهـما سكينة سكينة: صباحُ الخيـر صغيريّ .. هـل انتهيتما..؟ سـامي: أجـل سـالم: أمـاه .. هـل لنـا أن نسألكِ سؤالاً سكينة: مـا هـو..؟ سامي: كيف ماتت أم وليد..؟ سكينة –بنبض الحزن- : لـمَ تريدان أن تعرفا..؟! سامي: ألا يحق لنا أن نعرف..؟ سالم: أجـل سكينة: ألم تسألا وليد..؟ سامي: لا نريد أن نتسبب لهُ بالضيق سكينة: تزوجت هـي وحيدر في سنٍ مبكر .. كانا الاثنان يدرسان في الخارج .. ولكن في دولتين مختلفتين .. عندما رزقت بوليد كانت تتركهُ مع والدتهـا رحمها الله ولكن مع الأيام مرضت مرضاً شديد وتوفيت يرحمها الله سالم: تقصدين جدتي سكينة: أجـل سامي: رحمها الله .. وبعدهـا ماذا حدث..؟ سكينة: أصبحت أمي تعتني به إلى أن أنهى حيدر دراسته ثمَّ أصبح يعمل .. تخرجت بعدها فاطمة .. أثناء عودتهـا للبلاد لـم تكمل بـل فاضت عينـاها بالدموع سالم: ماذا حدث..؟ .. أماه أكملي سكينة: حدث عطلٌ في الطائرة أدى لتحطمها ووقوعها بجانب الوادي جزءٌ منها والجزء الآخر في الوادي سالم –بأسى- : هذا مؤسف سامي: بسبب ماذا حدث العطـل..؟ سكينة: كانت هنالك أسلاك في الطائرة ممزقه.. البعض قال إن هنالك من فعل ذلك عمداً والبعض قال بأنَ الطائرة لم يتم فحصها قبـل إقلاعها وهذا هو السبب .. ولا أحد للآن يعلم ما هو السبب الحقيقي سامي: ألم ينجو أحداً..؟ سكينه: لا طُرق الباب سكينة: من..؟ علي: علي سالم: أبتاه أدخل ثمَّ دخـل علي: صباح الخير .. ماذا تفعلون ..؟ سيتأخران عن المدرسة سكينة: نسيت الوقت .. هيا بنا صغيريّ لننزل سامي: حسناً أنهـى وليد وفـادي إفطارهما فادي: الحمدُ لله .. أخي هل تستطيع إيصالي الآن..؟ حيدر: بتأكيد زينب: لمـَ أنت في عجـله..؟ فـادي: الحصة الأولى ستكون تدريبيه لهذا لابدَ أن أذهب مبكراً حيدر: لنقوم إذاً وليد: أبـى أنتَ ستأتي لاصطحابي من المدرسة اليـوم..؟ حيدر: أجـل ، سآخذك من المدرسة إلى الملعب وليد – السعادة تغمره- : هذا رااائع .. أنَّي متشوقاً للمباراة كثيراً فادي –مستاءً- : أما أنا فأشعر بالخوف وليد: لمَ الخوف وأنتم فريقاً قوي..!! حيدر –ناهضاً- : هيـا بنـا فادي –ماسكة حقيبة المدرسة- : أبـتاه سأنتظر قدومك أيضاً .. وأنتِ أماه لا تنسي أن تشاهدي المباراة في التلفاز فسيعرضونهـا زينب –متبسمة- : بتأكيد بُني .. سأتابعها .. بالتوفيق إن شاء الله سيكون النصـر حليفكم فادي –قبّل رأس أمه- : دعواتكِ لنـا وصـل فاضل للمدرسة .. أتجهَ للملعب .. رأى بعض ألاعبين يتدربون فاضل: صباحُ الخير يا رفاق الجميع: صباحُ الخيـر جواد: أراك مبكراً هنا فاضل: كيف لي أن لا آتي مبكراً واليوم لدينا مباراة..! ، كيف حال أصابتك..؟ .. هـل شُفيت تماماً..؟ جواد: أجـل والحمدُ لله فاضل: الحمدُ لله.. ألم يصل الكابتن..؟ جواد –متبسم- : الطيب عند ذكره .. أنهُ خلفك فاضل –ملتفت للخلف- : صباح الخير ماجد ماجد: أهلاً .. صباح الخيـر .. هـل الكل موجود بـدر: لا بقيه فـادي .. هاني .. صالح والمدرب جـاء بعدهـا .. هانــي .. صالح .. وخلفهما فادي وأبا صادق صالح -متبسم- : هاقد اكتملنا الجميـع: صباحُ الخيـر أبا صادق –متبسم- : صباحُ الخيـر .. هـل أنتم مستعدون لتدريب وللفوز..؟ بصوتً واحد: أجــل أبا صادق: إذاً إلى التدريب الجميـع: هيـــاااااا جاء وقت الفسحة جلس وليد مع رفاقه في ساحة المدرسة سامـي: أكبر .. قاسم .. هـل ستحضران مباراة اليوم..؟ قـاسم: أجـل .. سأذهب معكم ، قلتُ لوالدي فلم يمانع أكبر: وأنـا أيضاً وليد: أنَّي متحمسٌ كثيراً للمباراة سالم: وأنـا أكثــر قاسم: لمـَ لا نكون لنا فريق لكرة السلة..؟ سامي –يضحك- : هههههه قاسم: لمَ الضحك..؟ .. أنَّي جادٌ فيما قلت وليد: أنا لستُ من أهل كرة السلة .. أنا من عشاق كرة القدم سالم: وأنا كذلك أكبر: لمَ نكون فريق لكرة السله..؟ قاسم: لأني أعشقُ هذهِ الرياضة أكبر: إذاً عندما تكبر ستكون لديك الفرصة للعبها .. فألعبها سالم: هذا صحيح .. وسيكون أبا صادق مدربك .. ههههه .. هذا ممتع .. هـل ستتحمل تدريباته سامي: أجل .. إنهُ رجلاً عظيم ولكن تدريباته المعروف عنها قاسيه وليد: لهذا يخرجُ لنا أبطالاً أكبر: صدقت قاسم: بحديثكم هذا عزيمتي قلة ، أنا أريد أن أظل معكم أكبر: لو أصبحت لاعبن في المستقبل ألن تظل معنا ..؟ .. حتى وإن أصبحت لاعباً سنظل جميعاً معاً سالم: أجـل .. وبنهاية لكل إنسان طموحهُ الخاصة .. حتى نحن وإن كنا أصدقاء فلكلٌ منا طموحه وأحلامه الخاصة وليد: هذا صحيح .. والمهم بأننا لا نفترق ولا نتغير على بعضنا البعض أبداً ونبقـى دائماً معاً سامي: ومتى ما أحتاج أحدنا للمساعدة لا نتردد في مساعدتهُ أبداً وتبقـى قلوبنـا محبتاً لقلوبِ بعضنا البعض أكبر: هذا صحيح قاسم –متبسم- : أجـل صدقتم فيما قلتم سامي: هيـا كلٌ منا يقول ماذا يريد أن يصبحَ في المستقبـل إن شاء الله أستمتعتوا بقراءة هذا الجزء وغداً الجزء الخامس بأذنه تعالى :) |
الجزء الخامس سامي: هيـا كلٌ منا يقول ماذا يريد أن يصبحَ في المستقبـل وليد: أنا تعرفون ماذا أريد أن أصبح مستقبلاً .. كسيدنا مهدي بينَ بحـورِ الأيمــانِ قلبــيِ منهــمراً وفيِ مــنهجِ النبـوةَ أغــدو متعــلمـاً وأسعىَ لتعليمِ أجيالاً لدينِ عُشاقاً ولفعـلُ الخيـري تغـدو في تسابقـاً سالم: أما أنا فأمنيتي أن أصبـحَ دكتوراً بـين عليلٍ وجـريح أسعى لمعالجته فأغدو دكتوراً لـه أفق الزمن يشـهد وبمهارتهِ أسمه في العلى يلمع أكبـر: وأنـا أريد أن أصبـح أستاذً أستاذً للأجيالِ معلمــاً ولتربيتهمْ أسعى جاهداً قاسم: أما أنـا فأمنيتي أن أصبح لاعب كرة سله وأكون فريق كا فريق الرمال فكلهم يكملون بعضهم البعض فـريقاً يحمـلُ بينَ ذراعيهِ أبطالاً يسعىَ للفـوزِ عـلىَ مرِ الزمانِ ولا يـرتوي ظمأهُ إلا بــالشُجعانِ ولا ينطفـئ لهيب قلبـه إلا بالانتصارِ سامي –بنبرة خجل- : أما أنا فأريد أن أصبح مثل وليد وليد –متبسماً- : إذاً لنسعى جاهدين لتحقيق أحلامنا قاسم: بأذن الله ستتحقق سالم: هذا ما أتمناه أكبر: إن شاء الله جاء صادق لحيدر صادق: كيف حالك أبا وليد..؟ حيدر –متبسم- : بخيـر والحمدُ لله .. تفضـل .. أجلس صادق – جالساً- : لقـد قرب موعد المباراة حيدر: أجـل .. ستذهب معي..؟ صادق: أجـل .. أنا لا أريد الذهاب ولكن والدي أصـر عليّ وأنتَ تعرف لا أستطيع أن أرفض حيدر: ستستمتع إن شاء الله بمشاهدتهـا صادق: أتمنى لهم التوفيق .. أوه تذكرت .. هـل سمعت آخر الأخبار..؟ حيدر: لا ، أخبرنا إن سمعت..؟ صادق: لقد خرج ذلك الإرهابي من السجن حيدر: أتقصد عمـر..؟ صادق: أجـل .. إنِّي لستُ مرتاحاً لخروجه .. أرجوك أنتبه لنفسك منه حيدر –متبسماً- : لا تقلق عليّ سأكون بخير .. أتمنى لهُ الهدايه صادق: هذا لا أعتقد أنهُ سينهدي أبداً لقد أنطبع الشيطانُ في قلبه حيدر: كـل شيئاً يتغيـر صادق صادق: هذا صحيح .. ولكن هذا الإنسان يسير على نهج أهله وأصدقائه فكيف سينهدي و نهجهم الشيطان .. ويقـول الله في كتابه المجيد:" وَزيَّنَ لَهُمُ الشَّيطَانُ أَعْمَالهُمْ فَصدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهتَدُونَ" .. صدق اللهُ العلي العظيم حيدر: صدق اللهُ العلي العظيم .. دعنا من سيرتهُ الآن صادق: كُن حذراً حيدر حيدر –متبسم- : لم أسمعك جيداً صادق: ههههه .. أقصد أبا وليد حيدر- يضحك بهدوء- : هههه .. لقد قرب موعد صلاة الظهـر لنقم استعدادا لها صادق –ينظر لساعة- : مضى الوقتُ مسرعاً حيدر –ناهضاً- : أجل .. هيـا بنا ذهبت زهـراء لأبيهـا وجدتهُ ساجداً لله سبحانه يصلي .. جلست تنتظـرهُ إلـى أن أنتهـى من صلاته زهـراء: تقبل الله أبتاه عباس: منا ومنكِ بُنيتي زهراء: إن شاء الله ..هـل ستذهب لمشاهدة المباراة..؟ عباس: بتأكيد زهراء: أتأذن لي أن أذهب لمنزل خالتي لأشاهد معها المباراة عباس: حسناً .. سآخذكِ لها .. هـل أديتي الفريضة زهراء –متبسمة- : أجـل أبتاه عباس: أحسنتِ بُنيتي .. تقبـل الله .. هـل تشعرين الآن براحة زهراء: منا ومنك أبتي .. نعم والحمدُ لله عباس: الحمدُ لله .. عندما تكونين جاهزة .. سأكون بانتظاركِ في السيارة زهراء: حسناً أنتهـى الدوام .. ذهب حيدر وصادق لأخذ وليد ورفاقه من المدرسة وليد: ها قد جاء أبـي هيا بنا قاسم: هل ستسعنا السيارة؟ سامي: بتأكيد سالم: يكفي ثرثرة وهيـا |
ركبـوا السيارة وليد: ظهـر الخيـر .. هههه صادق: ههه .. كيف حالكم..؟ بصوتً واحد: بخيـر قاسم: أزعجناكم معنا حيدر: لا تقل هكذا بُنـي صادق: كيف كان يومكم..؟ سالم: جميـل .. بدأ مدرس الرياضيات والقراءة بتدريسنا صادق: موفقين إن شاء الله أكبر: إن شاء الله وصـل أبا صادق مـع الفـريق إلـى النادي .. ثمَّ ذهبوا للغرفة المخصصة لهم فاضل: إنّي متحمسٌ كثيراً بدر: وأنا أشتعلُ من الحماسة جواد: دقائق وندخـل الملعب فادي: أجـل ماجد: هـل أنتم جاهزون..؟ الجميـع: نعم أبا صادق: إذاً هيا وصـلوا للملعب .. كان يعج بالجماهيـر وعـلى رأسهم حسـن ..حسين .. عباس .. حيدر .. صادق .. علي .. عادل .. والأولاد وليد – والسعادة تغمـره- : لقـد جـاءوا قاسم –صارخاً- : يحـيى فريق الرمــــــــــــــــال يـــحيــى أكبـر –يلوح بالعلم- : نترقب فــــوزكم ... لا تخيبوا ظنوننا سالم –صارخاً- : هيـــــا جواد إلــى الفـــوز .. أتحفنــا بتسديداتك الساحقة سـامــي: حـلق .. حـلق يـــا رمــــــــــــــال حسن: إن الصغار متحمسون علي: هههه .. كثيراً صادق –يضحك- : هههههه فاضل –ينظر لوليد ورفاقه- : ههه .. أنهم متحمسون جـواد: وهذا يعنـي ألا نخيب ظنهم بنا بـدر: أنتَ محـق الحكم: ستبدأ المباراة بعد خمس دقائق استعدوا ماجد: اجتماع أجتمع الجميـع ووقفـوا أمام المدرب أبا صادق: انظروا إلى من جاء ليشاهدنا..! .. إنهم كثيرون .. هـل ستخيبون ظنونهم..؟ الجميـع: لا أبا صادق: إذاً إلى الفوز الحكم: الفريقين في وسط الملعب هيـا قاسم –صارخاً- : يا ســــــلام ستبدأ الآن أكبـر: إلـــى الفـــوز يــا فريق الرمــــال وليد-سامي-قاسم-أكبـر-سالم –بصوتٍ واحد- : رمـــال .. رمـــال .. رمــــال ثمَّ بدأت المبـاراة .. كانت حماسيه جداً .. وأستمتع الجميـع بمشاهدتهـا .. تفوق فريق الرمـال عـلى الفـريق الآخـر بقـوته وكثـرة النقاط .. بينما الجماهيـر يتابعـون المبـاراة .. لمح صادق عمـر جالساً .. في الجهة الأمامية من الملعب صادق –باندهاش- : أبـا وليد حيدر: نعـم صادق –ينظر لعمـر- : أنظـر من أمامنا حيدر –ناظراً- : أليس هذا عمـر..؟!؟ صادق: أجـل .. ماذا يفعـل هنـا..؟!! .. أنظر كيف ينظر لنـا .. أرى الغضب والشـر يشع منه حيـدر: لا تكترث له ولا حتى تنظـر إليه ودعنـا نستمتع بمتابعة المباراة صادق –في حيرة- : أنا متفاجئاً منك لمَ لست مكترثاً له .. ألست خائفاً منه..؟ .. بعد الذي فعله ألست خائفاً...؟ حيـدر: مـا دام اللهُ معـنا لا داعـي للخـوف .. دعنـا الآن نتابع المباراة عمـر –ينظـر لحيدر بغضب- : هـا أنتَ أمامي الآن .. إن أردت قتلك فلا يستطيع أحداً منعي .. ولكن هذا لن يطفئ نار قلبـي .. أين هـو أخاكـ وأين أباك وابنك..! .. أين هم لأقضي عليهم وأفجع قلبك بهم كما أفجعت قلبي بما فعلت .. هذا ما سيريحني .. رؤيتك تتعذب .. ولكن لا داعي للعجلة فالأيام القادمة ستكسر ابتسامتك وسترى هذا أيها الرافضي انتهت المبـاراة بفـوز فـريق الرمــال بمائة وخمـسة عشر نقطه أَبْطَاْلٌ سَعَتْ لِلْفَوْزِ بِـكُلِّ عَـزْمٍ وَإرَاْدَهْ فَتَرَوَّتْ بَعـْدَ اَلْعَـطَـشِ بِجُرْعةِ اَلْاِنْتِصَـاْرِ نَـاْلَتْهُ بَعْـدَ تَعَـبٍ بِاْسْتِحْـقَـاْقٍ وَجَدَاْرَهْ لَـهُمْ اَلْجَمَـاْهِيـْرُ صَفَّـقَـتْبِكـُلِّ حَـرَاْرَهْ وَتَبَسَّمَتْ اَلْقُلُوْبُ وَعَلَتْ رَاْيَاْتُ اَلْاِنْتِصَاْرْ فـَهـَنَّأَ اَلْجَمِـيْـعُ مُـدَرِّبَـاً سَعَـىْ بِـإِصْـرَاْرٍ لِيَـغْـمُـرَهُـمْ بِفَرْحَـةِ اَلْـفَـوْزِ بِكُـلٍّ إِثـَـاْرَهْ فَمَضَتْ لَحَظَاْتٌ قَضَاْهَاْ اَلْجَمِيْعُ بِسَعَاْدَهْ لِاْنْتِصَـاْرٍ حَـقَّقَتْـهُ أَبْـطَـاْلٌ بِكُـلِّ شَجَـاْعَهْ بـعد مُضـي أجمل اللحظـات .. خـرجـوا من الملعب .. وأوصـل حيـدر .. صادق .. أكبر .. قاسم لمنازلهـم .. وعاد مع وليد للمنـزل وليد –عند بوابة المنزل- : كـانت مباراةً رائـعة .. أليس كذلك أبـى..؟ حيـدر –متبسم- : أجـل رائعةٌ جداً ثمَّ دخلا زينب –استقبلتهما- : صار الفوز لنـا والحمد لله حيدر: الحمد لله زينب: وليد هـل أضع الطعام إليك..؟ وليد: الساعة الرابعة الآن .. ذهب موعد الغداء .. لا أريد شيء سأدرس الآن حيـدر: لا وليد ستأكل أولاً وليد: لستُ جائعاً أبتاه صدقنـي زينب: لا تضغط عليه بُنـي .. سأدعهُ يعوض ذلك في العشاء وليد -يضحك- : ههههه زينب: بُنـي تعال وسلم عـلى ابنة خالتك زهـراء .. أنهـا هنا تغيـرت ملامح أبـي..! لمـَ يـا تـرى..؟! هذا لفت انتباهي كثيـراً حيـدر –أحنى رأسه بحزن- : حسناً زينب: فلتدخـل أنها بكامل حجابهـا دخـل مـع وليد وهـو مُحني رأسه |
دخـل مـع وليد وهـو مُحني رأسه حيـدر: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ زهـراء –السعادة تغمـر روحهـا- : وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ حيدر: كيف حالكِ..؟ زهـراء: الحمدُ لله بخيـر .. وأنتَ ما أخبارك..؟ حيـدر: الحمدُ لله بخيـر زهـراء: وما أخبارك مع العمل..؟ حيـدر: الحمدُ لله .. كل شيءٌ بفضل الباري بخير زهراء –متبسمة- : الحمدُ لله ، وليد ما أخبارك..؟ وليد: الحمد لله أنني بخيـر حيـدر: عـن أذنكم الآن ذهب مسرعا..!ً وليد: عن أذنكما .. سأذاكر زينب: أذنك معـك بُنـي ثمَّ ذهب زهـراء –بنبرة حزينة: أشعـر أن حيـدر يتضايق كلمـا رآني زينب: لاااا .. هذا غيـر صحيح .. ولمَ يتضايق..؟!! .. بالعكس بُنـيتي أخـذ وليد حقيبته وكتبه المدرسيـة و.. ذهب لغرفة أبيـه .. طرق الباب فأذن لهُ والده بالدخـول .. ثمَّ دخـل وليـد -بخجـل- : أبى .. هـل تستطيع أن تذاكـر إليّ الآن..؟ حيـدر –متبسم بحزن- : بتأكيـد جلستُ بجـواره والسعـادةُ تغمـرني ضمنـي بكلتى يـديهِ والـحزن يسيطـر على قلبـه لـقد فاجئنـي ذلك..! لمَ هذا الحزن..؟! لم يكن والدي هكذا أبداً ليتنـي أستطيع أن أعـرف مآبهِ ليتنــي..!! وليد –بحـزن- : أبتـاه حيـدر: نعـم بُنـي وليد: مـآبك..؟ .. لم الحزن يسيطـر عليك ..؟ لم أعهدك هكذا أبداً حيـدر –يتظاهر بالسعادة- : لا بُنـي أنَّي لستُ حزيناً بالعكـس فسعادةُ تملئ قلبـي لما حققه الفريق من نصـر وليد –في نفسه بأسـى- : لا تجيد أبتـاه التظـاهـر بالسعادة .. لا تجيد قـلبـي عـلـى حـالكـ يـا أبى تفـطـر ولـفؤادك الحزينُ هيـمت الروحُ تتألم ولصمتك الكـئيبُ ظـلَ عقـلي يتحيـر حيـدر: هيـا وليد .. لنبـدأ وليد –بنبرة الحزن- : حسناً ترسمت السعادة فـي أوجه فريق الرمال ومدربهم لما حققوه من نجـاح جـواد: لـقد كان طعم الفـوزِ طيب المذاق بـدر: كثيــــراً ماجد: ويجب في جميـع المباريات أن نذوق هذا الطعم فـادي: وهذا ما سنسعى إليه فاضل: كـل هذا يعـود لله ومن ثمَّ أنتَ مدربنـا صالح: نتمنى أننا لم نخذلك في شيء أبـا صادق –متبسم- : لا والله لم تخذلونـي بـل أبهجتم قلبـي ماجد: الحمدُ لله أبـا صادق: في الأسبـوع القادم يـوم الأحد ستقام المباراة الثانية من الدوري فـادي: مستعـدون لهـا وبكـل قـوه أبـا صادق –متبسم- : هذا ما اعتقده .. الليلة لن نجري تدريباً لترتاحون قليلاً .. أما غداً لديكم حصة في الصباح وسنتدرب في العصـر والليل أيضاً .. فهـل أنتم مستعدون..؟ الجميـع: أجـل ماجد: قـرب الآن موعد الآذان .. يجب أن نذهب لنصلـي جـواد: أنتَ محق أبـا صادق: إذاً هيـا بنـا جميعاً للمسجد .. ولا تنسـوا شكر الله سبحانه وتعالى على ما حققناه من فوز جـاءت أم قـاسم لأبنهـا أم قاسم: بُنـي .. هـل أديت صـلاتك..؟ قـاسم: نعم أماه أم قاسم: تقبل الله ..ولكن لمَ لم تذهب لتصلي في المسجد..؟ قاسم: منا ومنكِ أماه .. أمم .. تكاسلت بعض الشيء أم قاسم: أليست صلاة الجماعة أفضـل..؟ قاسم: بلى أم قاسم: كان من المفترض أن لا تدع الكسل يسيطر عليك وتذهب لتصلي في المسجد ، ولا تنسـى أن للمسجد روحانيـة وخشوع عاليان ستستشعرهما حينما تذهب لأداء الصلاة قاسم: صدقتِ أماه ، لن أدع الصلاة تفوتني في المسجد مرة أخرى أم قاسم: أحسنت بُني .. الآن دعـني أدرسك قـاسم –مستاء : ليـس الآن أمـاه أم قـاسم: لـمَ..؟ قـاسم: لأنَّي أريد أن ألعب أم قـاسم: ليس الآن بُنـي .. لقد سمح أباك إليك بأن تذهب لمشاهدة المباراة وكان ذلك الوقت وقتُ راحتك أما الآن يجب أن تذاكـر أم أنك نسيت التحدي الذي بينك وبين رفاقك..؟ قـاسم –متبسم- : أجل .. أجل .. سأذاكـر عـاد فـادي للمنـزل زينب: مبـارك بُني على هذا الفوز الذي حققتموه فـادي –السعادة ترتسم في وجهه- : هـل شاهدتي المباراة..؟ زينب: بتأكيـد .. حضـرت أيضاً زهـراء وشاهدتهـا معـي .. قبـل بعضة دقائق جاء والدهـا وأخذهـا فـادي: هـذا جيـد جاء بعدها حيدر ووليد حيـدر: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ زينب – فادي -بصوتً واحد- : وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ زينب:سنتقدم لخطبة زهراء إليك ليلة الجمعة ولكن ليس في هذا الأسبوع بل القادم حيدر –فـي هول الصدمة- : هـــــا..؟!!!! أبـي سيتـزوج..! زهــراء..!! وقــفَ لا يــدريْ مــاَ يـــقــول منْ هولِ الصدمةِ يذرفُ الدموع بقلبٍ مأسـورً بالأسىَ والهموم ..!.. وليـد –دموعهُ تنحدر على وجنتيه- : ستتزوج..؟!! حيـدر – مرتبكاً وحزيناً في آنٍ واحد- : أنــ .. أنـا .. ل .. لااا .. أنا .. لـ .. لـم أحتمـل فـركضتُ مسرعاً إلـى غرفتـي أراد حيـدر ألحاق به ولكن أوقفهُ فـادي زينب: ألم تخبـره إنك ستتزوج..؟ فـادي: أمـاه لا تجبري أخي عـلى الـزواج زينب –بنبرة غضب- : زواجه هـو سعادته .. مـاذا قلت هـل ستزوج أم أنك ستعصي كلامـي..؟ حيـدر –بنـار الأسـى- : سأتزوجهـا فـادي –مذهولاً- : هــا..!!! .. ستتزوجها..!! زينب –تضم حيدر متبسمة- : لـقد أسعدتني بُنـي .. سأبدى الآن بترتيب لكـل شيء ثمَّ ذهبت فـادي –في حيـرة مما يجري- : أبـا وليد كيف لكَ أن توافق بهذهِ السـهولة..؟!! غداً إن شاء الله الجزء السادس :) |
الجزء السادس فـادي –في حيـرة مما يجري- : أبـا وليد كيف لكَ أن توافق بهذهِ السـهولة..؟!! حيـدر –بعينٍ تبتل بالدموع- : أنتَ تعـرف والدتنا جيداً حـتى وإن تحدثت معها أنتَ ووالدي وإن لم تفتح الموضوع معـي مجدداً ستظل غاضبه عليّ وهذا ما لا أستطيع احتماله مطلقاً .. فمهما يكن إنها والدتي فـادري –بأسـى- : ووليد..؟! حيـدر: سأتحدث معه لابدَّ إنه سيعذرنـي فـادي: أنا سأتحدث معهُ أولاً حيدر: حسناً فادي: سأذهب لتحدث معه الآن اتجهتُ لـغرفة وليـد كـان البـاب مفتوحاً..! دخــــــلت مــا هذا..؟!! .. أهذا وليد..؟!! لااااا أصدق..!! مـا هذهِ الدموع التـي تنصبب منه..!! لــم أراهُ هكذا فــي حيــاتـي..! كالعيـُّوقِ غـدة عينـاهُ وكالوابلِ انحدرت دموعهُ ..!.. فـادي –جالساً بجواره- : وليـد يكفـي بكاءً وليد –باكياً- : لمَ لم يقـل لي بأنهُ سيتزوج..؟! .. لــــــمَ..؟!! فـادي: أباك لـم يشأ ذلك .. ولكن جدتك من أصـرة .. إن لم يتزوج فستظل غاضبه عليه هـل سيرضيك ذلك وليد..؟ وليـد –والـروح منهُ تتفتت من الألم- : لااااا أريد أمً لااااا أررررررريد أستاء فادي وأمتلكه الأسى لحالي واليد .. ضمهُ لصدره فـادي: يكفـي بـكاءً وليــد .. مهمـا سيحدث لا تعتقد بأن والدك سيستبـدلك أو سيغيـر معاملتهُ معك فستظل أنتَ أبنهُ وقـرة عينه .. أرجوك يكفـي بكاءً ظـل يبكـي إلـى أن تعـب وتسـلل النوم لـروحهِ الصغيـرة .. نامَ بين أحضانِ عمهُ جـاءَ بعد بـرهة حيـدر .. جـلس بجوارهمـا حيـدر –بقلبٍ منفطر- : يـا إلهـي لـم أرى وجهه شاحباً هكذا .. أكانَ يبكـي..؟! فـادي –بنبرة حزينة- : كثيــراً .. بـكـى وبكـى إلى أن أستسلمَ للنـوم حيـدر: مـا العمـل..؟! .. أشعـر بالتعب الشديد .. كارثة وستحـل بـي فـادي: صلي على محمد وآله أخي .. لا تقل ذلك وتوكل على الله وبإذنهِ سبحانه ستتحسن الظروف .. لا تكن متشائماً حيـدر: "اللهُمَّ صَلِ عَلىَ محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ" .. آمـل ذلك فـادي: سنتـركهُ الآن نـائماً حيـدر: سأبقـى معه فـادي: حسناً .. تصبـح عـلى خيــر حيـدر: وأنتَ مـن أهله ثمَّ خــرج من الغــرفة .. ضم حيـدر ابنهُ لصـدره وانسدلت دموعهِ عـلى وجنتيه إلـى أن أستسلم لنـوم وقف عمـر أمـام منـزل أبـا حيدر عمـر –في نفسه- : هـا أنـا أمـام منزلك القـذر يـا رافضـي باستطاعتـي الدخول والقضاء عليـكم جميعـاً .. ولكن هـذا لـن يطفـئ النـار التـي تشتعـل فـي قـلبـي .. رؤيتك تتعذب هـذا مـا سيخمد النـار في قلبي ويريحني .. لابد من طريقه لإتعاسك يا قـذر العيوق/نجم أحمر الوابل/المطر الغزير يتبـع.. |
أعدت زينب العشـاء .. جـاء بعدهـا حسن زينب –استقبلتهُ بابتسامه تعلوا شفتيها- : مساء الخيـر أبا حيـدر حسـن: مساء النــور .. أرى السعادةُ ترتسم في وجهكـِ .. أدامها اللهُ عليك يا رب زينب: أجل أنني سعيدةٌ جداً .. أبنك وافق على الزواج بزهـراء حسن –مندهش- : مـاذا..؟!! .. هـل هذا صحيح..؟ زينب: أجــل حسن: ألم تضغطـي عليه..؟ زينب: لااا .. أمام أبنك فادي قال بأنهُ موافق حسن: هذا غريب زينب: ما الغريب من هذا..؟ .. هـل أردتَ أن يعيش طيلة حياته من غيـر امرأة تداريه وتهتم به..! حـسن: لـم أقـل هذا .. ولكن لـم أتوقع بأنه سيتزوج بعد زوجته فلقد كـان يعشقهــا .. ووليد هـل بهذهِ السهولة أقتنع..!! إن الأمـر غريب نوعاً ما زينب: ليس غـريباً ثمَّ جـاء فـادي فادي: مساء الخيـر حسن: مساء النـور بُنـي زينب: سأنادي حيدر وأبنه وأضع العشاء بعدهـا فـادي: لا داعي لذلك أمـاه فهمـا نائمان حسن: هذا غريب .. ليس من عادة حيدر أن ينام في هذا الوقت فـادي: ربمـا كان متعباً , فلندعهما يرتاحان زينب: إذاً سأضـع الطعام على المائدة ذهبت بعدهــا حسن: بُنـي .. هـل حقاً وافق أخيكَ على الزواج بزهـراء فـادي: أجــل حسن: ألم تضغط عليهِ والدتك..؟ فـادي: إن لم يقبـل بزواج منها فستظل غاضبةٌ عليه لهذا وافق حسن: لهذا وافق..؟ فـادي: أجـل حسن: سأتحدث معها .. لا نريد أن تعترينا المشاكــل فـادي: لـن يفيـد أبـي .. وها قد أعلن موافقتهُ أمامها .. فلا تتحدث معها فهذا لن يفيد حسن: ووليد..؟ فـادي: بأذن الله سيقتنع حـسن: أتمنى ذلك أعدت سكينة العشـاء .. وضعتهُ عـلى المائدة ثمَّ نادت حسن..فادي .. بدءوا بعدهـا بتنـاول الطعـام حسين –يخاطب سكينة- : مـآبكـِ بُنـيتي شاردة الذهن..؟ سكينه: لا شـيء عمـي عـلي: لستِ خاليه..!! سكينة: إنَّي منشغلة البـال عـلى أخـي حيدر حسين: لمَ..؟ .. ما بهِ حيدر..؟ سكينة: والدتي تضغط عليه كثيراً ليتزوج بزهراء سـامي –يهمس في أذن سالم- : هـل سمعت..؟ .. سيتزوجها عمـي سالم: هـذا مؤسف سامي: أهذا ما استطعت قولهُ..؟ سالم: وماذا تريدني أن أقول أو أفعل..؟ سامي: أن نساعد وليد ، أنتَ تعـلم مدى حبه لوالده ، بل الغيرةُ تعتريه إن أحس إن هنالك شخصاً سيشاركهُ في أبيه .. فلن يقبـل بهذا الزواج سالم: كيف سنساعده إذاً..؟ .. بأن نمنع هذا الزواج..؟ سامي: أجـل سالم: لا تضحكني سامي .. ما بوسعنا أن نفعل ..؟.. لاشيء طبعاً سامي: أنبقى مكتوفيَّ الأيدي ونترك وليد يضيق مرارة العذاب..؟! سالم: لا بد أن نساعده .. ولكن ليس هكذا سامي: بتأكيد إنهُ علمَ الآن أن والده سيتزوج .. يا إلهـي كيف أصبح حالهُ.!؟ سالم: سنعـرف ذلك في المدرسة .. غــداً سامي: أنتَ محق سكينة –تخاطبهما- : لمَ توقفتما عن الأكل..؟ سامي: لـقد شبعت والحمدُ لله سالم: وأنـا كذلك سكينة: إذاً فلتنهضا لتفرشا أسنانكما .. ومن ثمَّ تنامان سالم –سامي –في آنٍ واحد- : حسناً مـع مـرور الثـواني .. الدقـائق .. الساعات .. أستيقظ وليد الساعة الثانية صباحاً من الـنوم ليـرى نفسه فـي أحضانِ أبيـه..! نهـض .. دخل الحمام .. أستيقظ بعد عدة دقائق حيـدر .. خرج وليد بعدهـا من الحمام حيـدر –بنبرتهُ الحزينة- : صباح الخيـر بُنـي ولـيد – مكتئباً - : صباحُ الخيــر حيـدر: أنمت جيداً..؟ وليد: أجـل والحمدُ لله حيـدر – ناهضاً من الفـراش- : هـذا جيــد .. عـن أذنك الآن وليد: تفـضل أشياءٌ كثيرة أردت أن أقـولهـا له ولكن ملامح وجهه وصـوته لـم تكونان تسـمح إليّ أن أقـول لهُ شيء فاكتفيـت بطبع بسمةٍ فـي وجهي والخـروج بـعدهـا من غـرفته..! ولـيد –في نفسه- : مـاذا كنـت تـريد أن تقـل إليّ يـا ترى ..؟!! .. ماذا..؟! .. لـم يـكن قلبكَ خالياً هذا ما يقـولهُ قـلبـي لـي ثمَّ بدأ وليـد يصلي صـلاة الليـل ينـابيعُ الآلامِ اخترقتْ جذوع قـلبي ودموعُ العيونِ هطلتْ على وجنتي وحرارةَ اللهيبُ غدةْ تحرقُ ضلوعي فهيـمـتْ صـلاةُ الليـلِ تخففُ عنـي وبطهارتهاَ زيدتْ الأيمانُ في روحـي وبنقائها زادَ الصبرُ درجاتً في قلبي ..!.. |
وقفنا أمامهُ والحيرةَ اعترتْ قـلوبنا مــنْ حزنــهِ الـذي أضاقَ مهُـجـنـا وألحاظَ عينه أمتلئ بدموعٍ أذهلنـا وبــانتْ روحـهِ بالألـمِ تعـجُ فـحيرنا ما كـانَ عليهِ وليـداً شغل تفكيرنـا ..!.. أكبـر: لـم أرى وليد من قبـل هكذا .. ألا يعرف أحداً منكم ما السبب..؟ سـالم –حزيناً- : أظن أنني أعـرف أكبر: ولمَ لا تزال صامتاً..؟ .. فلتتحدث سالم: لابدَ إنهُ علمَ بأن جدتـي تريد من خالي أن يتزوج بزهـراء لهذا هـو متضايق وحزين قاسم: من زهـراء..؟ سامي: أخت فاضل أكبر: هـل سيتزوج عمـي حيدر حقاً..؟ سامي: لا نعـرف للآن قاسم: هـذا سيئ .. إن تزوج لن تكون العواقب سليمة أكبر –منزعج- : ما هذا التشاؤم قـاسم قاسم: أكبر أنتَ وأنا وكلنا يعلم بمدى حـب وليد لأبيه وهـذا الزواج لـن يسـر وليد أبداً فلابد من حدوث سالم: أنتَ محق وهذا ما أتوقعه أكبـر: لن يحدث شيء بأذن الله وبما أننا أصدقاء لابدَ أن نساعده سامي: ماذا نفعل..؟ أكبر: أن نتدخـل في الموضوع كي لا يتزوج عمـي حيدر قـاسم: لاااااااا .. لن يتدخل أحداً منا بهذا الموضوع .. هذا الموضوع الكبار من سيتفاهمون فيه ولسنا نحن .. أتريد أن نكون وقحين بتدخلنا..! سالم: صحيح أكبر: حسناً .. دعونا الآن نجلس معه لعلنا نخفف عنه سامي: أجل أنتَ محق ثمَّ جلسـوا بجـواره أكبر: وليد ألا تـريد أن نتفسح معاً..؟ وليد –بصوتٍ حزين- : ليس لدىَ الرغبة فـي الخروج قـاسم –متبسماً- : لا بأس ونحن أيضاً ليس لدينا الرغبة في الخروج سنجلس معك سالم: هـذا صحيح .. أم يزعجك أن نبقـى معك وليد –متبسم بحزن- : لا بـل يسعدني أكبر: هذا ما اعتقده قاسم: اليوم لدينـا دروس عند السيد مهدي أليس كذلك..؟ سامي: أجـل .. السبت .. الاثنين .. الأربعاء .. هـذهِ أيام دروسنا عند السيد مهدي لا تنساهـا قـاسم: هههه .. حسناً ،، جميعكم ستذهبـون.؟ أكبر: بتأكيــد سالم: وأنتَ وليد..؟ وليد: أتسألني هذا السؤال..! ،، سأذهب بطبع قاسم: فلتبتسم وليد .. فلم نعهد رؤيتك هكذا وليـد –ناهضاً- : دعونا نخرج لنتفسح قليلاً قبـل أن يداهمنا الوقت فلم أعد أحتمل الجلوس أكبر –متقدماً- : هيا بنا اتصل حسن بابنهِ حيـدر حسن: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ حيدر: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ.. أهلاً أبتاه حسن: هـل أزعجتك بُنـي باتصالي في هذا الوقت حيدر: لا .. لا أبى حسن: أردتُ أن أسألك هـل أنتَ حقاً موافق على الزواج بزهـراء..؟ .. أمكَ اتصلت بـي منذُ دقائق تـريدني أن أتحدث مع أبا فاضل فهـل أنتَ موافق..؟ .. فأنا لن أتحدث معهُ إلا إذا تأكدتُ بأنك موافق ألحاظ/مؤخرة العين غداً بأذنه تعالى الجزء السابع :) |
|
وكم تسعدني متابعتكم سيدي الكريم :)
.... سأضع جزئين (السابع+الثامن)لأني لم أدخل يومان لضيق الوقت :) |
الجزء السابع حسن: أردتُ أن أسألك هـل أنتَ حقاً موافق على الزواج بزهـراء..؟ .. أمكَ اتصلت بـي منذُ دقائق تـريدني أن أتحدث مع أبا فاضل فهـل أنتَ موافق..؟ .. فأنا لن أتحدث معهُ إلا إذا تأكدتُ بأنك موافق حيـدر –ضاقَ صدره- : تحدث معهُ أبتاه فأنا ... أنـا ...." أكمل مغمض العينين: أنــا موافق حسـن: حسنـاً .. مبارك مقدماً حيدر: لم يحدث شيء بعد حسن: مادمت وافقت فسيحدث بأذن الله حيدر: عـلى خيـر إن شاء الله حسن: إن شاء الله .. إلى اللقاء حيدر: رافقتكَ السلامة أغلق بعدها السماعة حسن –في نفسه- : أنـا متأكد بأنَ هذا ليس ما يريدهُ قلبك وعقلك .. أتمنىَ أن لا يكون هذا الزواج سبباً لحلول المشاكل علينـا .. رحمــاكَ يـا الله .. رحمــاك ثمَّ طرق البـاب حسن: تفضـل حسين: أزعجتـك..؟ حسن: لا حسين: جاءتنا صفقات وهـي ممتازة ستحبـو علينا بالمال الكثيـر .. فأحببت أن آخذ رأيك حسن: إن كانت بنزاها فبتأكيد سأوافق حسين: وهـل أنا من الـنوع الآخر..؟ حسن: حاشاكَ أخـي ، لـم أخبـرك .. أبنـي حيدر سيتقدم لخطبة زهـراء حسين –الفرحة زادت في قلبه- : هـل أنتَ جاد..؟ .. خبـرٌ مفرح جداً حسن: أتظن هذا الخبر مفـرح حقاً..؟ حسين: بتأكيــد .." أكمل والحزن يتسلل لقلبه: لعلهُ ينسـى أبنتـي رحمها الله ويكمل باقي حياتهُ براحةٍ وسعادة حسن: هـل تعلم مـن حبهِ وعشقهِ لفاطمة لـم أكن أتوقع إنهُ سيوافق على الزواج بأخرى حسين: مهما كانَ حبهُ لهـا لابدَ أن يبحث عن سعادته فهـي قد ماتت ولن يفيدهُ أن يعيش على ذكراها للأبد ولا تنسى إنهُ مازالَ صغيراً وأبنهُ يحتاج أيضاً لأماً ترعاه وتداريه وتحن عليه وزهـراء بتأكيد لن تقصـر بذلك حسن: أعلم وأنا سأكون أكثـر راحة لزواجهُ منها .. ولكن زواجهُ منها ليـس عن اقتناع حسين: كيف ذلك..؟ حسن: زينب هـي من أصرت عليهِ بزواج ولـولا إصرارها لمَ وافق حسين: مـع مرور الأيام سيقتنـع وستـرىَ السعادة تترسم في وجهه حسن: لا أعتقد فلا تنسـى وليد كلـنا نعـرف حجم حبهُ الكبير لأبيه لا أعتقد إنهُ سيـكون أبداً على وفاق مـع زهـراء أو آيتي فتاة سـتقوم بدور أمه حسين: أرجوكَ أبا حيدر لا تكن هكذا سلبياً حسن: أنا لستُ سلبياً ولكن هذا الواقع وهذهِ الحقيقة لـمَ نكذب على أنفسنـا..؟ .. لـمَ..؟ حسين: مثلما سيقتنع حيـدر وليد أيضاً سيقتنـع .. ما علينا فعلهُ الآن هــو أن نحبب وليد بزهـراء وإن شاء الله ستسيـر الأمور على ما يرام حسن: إن شاء الله .. آمـل ذلك أنتهـى الدوام المدرسـي وعـادَ وليــد للمنزل .. أتجه لغـرفته دون أن يـسلم عـلى جدته زينب..! بينمـا سالم وسـامـي جالسان مع بنين ووسيم يلعبـان سمعا سكينه تخبـر علي وعادل بأنَ أخاها قـد وافقَ على الزواج فتفاجئا كثيراً سالم: لهذا كان وليد اليوم حزيناً جداً سامي: أجـل .. لم أتخيـل أن يحدث هذا أبداً سالم: ولا أنـا بنين: لمَ توقفتما عن العب معنا سالم: لـم أعد أرغب بالعب سامي: ولا أنـا وسيم: لاااا .. يجب أن تلعبان معنا سامي: ليس الآن وسيم ،، سيضعـون الطعام ثمَّ جاءَ حسيـن حسين: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ الجميع: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ حسين: كيف حالكم جميعاً..؟ سكينه: بخيـر والحمدُ لله علي: بصحة جيدة والحمد لله حسين: الحمدُ لله ، بُنـيتي لو سمحتي حضري لنا الغذاء فأني أتضور من الجوع سكينه –متبسمة- : دقائق وسيكـون جاهزاً حسين: عادل .. علي .. هـل علمتما بأن حيدر سيتقدم لخطبة زهراء زهـراء علي –بانزعاج- : للتو علمنا وتفاجئت كثيـراً عادل: لمَ يفاجئك هذا..؟ .. كان لابد أن يأتي هذا اليوم حسين: أنتَ محق علي: لـم يروق إليّ أبداً ما سيحدث عادل: لـمَ..؟ |
علي: أنتَ تعلم لمَ حسين: لا بأس لنغيـر الموضوع وضعت زينب الطعام عـلى المائدة وبدأت مع عائلتها بتناوله حسن –ينظر لوليد- : مـآبك وليد..؟ وليد –مبتسماً ليخفي حزنه- : لا شيء جدي حسن: إذاً لمَ وجهـك شاحباً هكذا وليـد: لا جدي أنـا بخيــر والـ..." قاطعتهُ زينب قائله: أبا حيدر هـل تحدثت مع أبيها في الموضوع..؟ حسن: أجـل تحدثت معه .. واتفقنا علىَ أن تكون الخطبة ليلة الجمعة زينب: هذا الأسبـوع..؟ حسن: أجـل لـم أتحمـل ما سمعته..! أحسستُ بأن قلبـي سينفجر من كثـرة الغضب والـحزن مُـلْـئَ القـلبُ بنــارِِ الـغـضــبِ وهمةْ الدموعُ علىَ الوجنتيـنِ وضاقَ الصـدرُ فأصبحَ كالغيهبِ فهامت آثارُ الحزنِ علىَ الجبينِ ..!.. نهضت مسرعاً لدى اعترائي الغضب والحزن لمَ قالته جدتي..! حسن –أستوقفه- : بُنـي إلـى أين..؟ .. لم تأكل شيء وليد: لقـد شبعت والحمدُ لله .. عن أذنكم ثمَّ ذهبَ مسرعاً حسن: أخبـرونـي ما بهِ وليد..؟ فـلم يجبه أحداً..! حسن –أعاد السؤال- : قلت ما بهِ وليد..؟ حيدر –بشجا- : لاشيء أبـتاه حسن: كـل هذا وتقـل لاشيء..!!! زينب: إن كنتَ لا تصدق فذهب لتتأكد بنفسك حسن: هذا ما سأفعله .. ،، الحمدُ لله ثمَّ ذهب فادي –بصوتٍ خافت- : بدأت المشاكل زينب: ماذا تقـول..؟ فادي: لا شيء أمـاه .. لا شيء زينب: لا بأس .. أكملا تناول الطعام حيدر: الحمدُ لله أكمـل ناهضاً: شبعت .. عن أذنكما زينب –غاضبه- : ما بهم..!!! فادي: أنتِ أعلم أماه زينب: يكفي فادي فادي: حسناً .. حسناً سأسكت .. ولكن بما أن حيدر سيتزوج زهـراء تـوقعي في كل يوم حدوث المشاكل زينب- بغضب شديد- : فـادي...؟!! فادي: سأسكت انزعجت من كلامهِ كثيراً .. نهضت وذهبت مسرعه فادي: سأبقـى لوحدي أتناول الطعام..!! .. لا بأس هذا ليس سيئ على الأقل سيزيد هذا الطعام من نشاطي أثناء العب .. هـهـ جـلس حسن بجـوار وليـد حسن: مـآبكـَ بُنـي .. أجبني .. أستخفي عن جدكـ..؟ .. ألا تثق بـي..؟ لـم يتحمـل فبدأ في البكاء وضمهُ جدهُ بحزن شديد مـلَ قلبـهُ من كثـرة الكمدِ والسّلوةَ باتت تعجُ بالوهنِ والحيـاةُ بـدت لهُ كالغــيهبِ والأمـلُ بدا لروحــهِ كــالآلِ ..!.. حسن –متألم على حال حفيده - : يكفـي بُني ذرف الدموع يكفي وليد: لا أريدها أن تشاركني بأبي لااااااااااا أريد .. أبي لي وحدي حسن: هـل أنتَ الذي تقـول هذا الكلام..؟ وليد –يمسح دموعه- : آسف حسن: لا تتأسف بُني .. ولكن أرواحنا ليست ملكاً لأحد غير الله سبحانه وتعالى .. هـل فهمت قصدي..؟ وليد: أجـل .. ولكن هذا صعب حسن: لا تستصعب الأمور حتى لا تكون حقاً صعبتٌ عليك .. وستكون بأذن الله زهـراء أماً صالحه إليك فهـي طيبة القلب وحنونةٌ وأخلاقها رائعة جداً وليد: فوضتُ أمـري لله حسن –يضمه- : أحسنتَ بُنـي .. أحسنت وليد –في نفسه- : يـا رب ألهمنـي الصبـر يـــا رب أخبـر عبـاس أبنهُ فاضل بقـدوم حسن مع أبا وليد لخطبة زهـراء .. سمعت زهـراء ذلك فختلجتها السعادة لمَ سمعته ثمَّ اتجهت لغـرفتهـا والفـرحة تغمـرهـا فاضل: لـقد تحققَ ما كانت تتمناه عباس: أجـل أنتَ محق .. ولكني لستُ سعيداً |
همة/نزلت
الغيهب/الظلمه الكمد/الهم المكتوم الآل/السراب الوهن/الضعف |
فاضل: وأنـا أيضاً عبـاس: اللهمَ أجعلْ هذاَ الزواجُ خيـراً لنـا فاضل: يــــا رب جهـز وليـد نفسه ووضع الكتب في الحقيبة استعداداً لذهاب لـمنزل السيد مهـدي .. عندما انتهى طُرقَ البـاب وليد: تفضـل حيـدر: هـل انتهيت من ترتيب أغراضك..؟ وليد: أجل حيدر –مقترباً منه- : إذاً تعال سأصطحبك فـي طريقي وليد: إنهُ قريب لا أريد إزعاجك حيدر – ماسكاً بيده- : لن تزعجنـي وهيـا بنـا ضـمَ وليـد أبيــه باللهفة وليد: أبتــاه أحبـــك حيــدر –بنبـراتهُ الحزينة- : وأنـــا كذلك بُنـي وليد: لن يغيـركَ هذا الزواجُ عليّ .. أليسَ كذلك..؟ حيـدر: بتأكيد .. لا شيء سيغيـرني على نور عينيِ امتلأتْ السعادةُ قلبــي لمَ سمعتهُ من أبي كــمْ أحبكَ يـا أعظم الآبــاء كــمْ أعشقـكَ يـا أحن الآبـاء كنتَ ولا زلـت تــاجاً لرأسي ونبــضاً لقلبــي حيدر –متبسم- : أنذهب الآن وليد –متبسم هـو الآخر- : أجـل تنـزهه عمـر بسيـارته الجديدة والـملل يعتـريه عمـر –في نفسه- : لـقد مللت .. متـى فقط يجلب ذاك لي أخبـارهم لأبدَ بالتخطيط صادفه في طريقهِ فادي الذي كانَ يسير مع جواد فأكمل قائلاً: أوه من هذا..؟! .. كأنهُ أخَ حيـدر .. أجـل إنهُ هـو .. ولكن من ذاك الـذي معه..؟! ، ليس هذا مهماً .. سألعب معهُ قليلاً .. ههههههههه .. سيكـون ذلك مسلياً جـواد: فــادي لـمَ أنتَ صامتاً هكذا..؟ فـادي: لاشيء جواد جواد –منزعج- : طيلة الوقت وأنت لم تتفوه بكلمة واحدة .. هذا لا يروقُ لي فادي –متجاهلاً ما قاله- : قـال فاضل أنهُ سيأتي معانا وبدل رأيه هذا غريب جواد: هـذا ليس غريب بـل أنتَ الغـريب بينمـا هما يتحدثـان وضع عمر اللثام على وجهه وزاد فـي سـرعة السيـارة متجهاً لفـادي .. رآهُ جواد متجهاً بسيارته نحـو فـادي جواد –صارخا وممسكاً بيدِ فادي - : فـــــــادي أبتعد فأصابتهُ السيارة بضـربةٍ فـي رجلِهِ اليمنـى فوقعَ أرضاً وفـرَ عمـر هارباً بسيارته جواد –جالساً بجانب فادي- : فــــادي .. هـل أنتَ بخيــر..؟ أجبنــــي فادي –يتألم بشدة- : أ .. أجـ .. أجـل .. لـكن .. هذا .. مـؤ .. مؤلم .. قـد ..قـدمـي .. آه .. آآآآآآآه جواد –يخاطب الناس- : فليساعدنا أحدكم أرجوكم أحد الرجـال: ساعدني على نقله لسيارتي أنهـا هنا لنأخذه للمشفـى فساعده جواد وبعضاً من الناس لوضعهُ في السيارة وصـل وليد لمنـزل السيد مهـدي والسعادة تغمـره ، كانَ أول الواصلين وليد: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ السيد مهدي –متبسم- : وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ اتجهتُ لأستاذنا الجليل وقبّـلتُ يديه والفــرحة تغمـرنـي سيد مهدي: أتمنى أن أراكـَ دائماً هكذا وليد –خجلاً- : شكراً سيد مهدي: أجلس بُنـي فجلسـا سيد مهدي: وليد بما أنكَ هنا سأخبـركَ بشيء وليد: ما هو..؟ سيد مهدي: بـعدَ أسبوعان سأسافـر وليـد: هـل هذا صحيح..؟ .. إلـى أين..؟ سيد مهـدي: إلـى كربـلاء آه..! كـربلاء..! لطـالمـاَ تمنيتُ أن أزور تلكَ الأرضُ الطـاهـرة صبــابةً لـتلكَ الأرضُ الطـاهـرة غـدةْ كـالنشيجِ تحنُ متلهفة لمشهدِ الحسينُ باتتْ مشتاقةً وبـجوارُ قبـــرهِ مُكـوثــاً تمنـت وليد: هـذا خبـراً رائع سيد مهدي: أجـل .. ولكنَّي هذهِ المرة سأغيب فترة أطول .. ألا وهـي سنه وربما أزيدُ بضعة أشهـر لستُ متأكداً وليــد: أهـــا .. سنشتــاق إليك كثيراً سيد مهدي: وأنــا أيضاً وليد: لكن لمَ ستطيل المكوث..؟ سيد مهدي: لأنَّي سأدرس وأَُدرس أيضاً وليد: ونحن..؟ سيد مهدي: تحدثتُ مع أحد المشايخ هنا وقالَ لي إنهُ لديهِ الاستعداد لتدريسكم لو أرتم ذلك .. لهذا عندما يأتي الجميع سأحدثهم بهذا الأمر وإن وافقوا سأطلب منهُ أن يكمل ما بدأنا به وعندما أعود سأكمل لكم وليد -خجلاً- : عن نفسي أريد أن أنتظرك إلى أن تعود وتكمل بعدها ما بدأتهُ معنا سيد مهدي –متبسماً- : إن شاء الله خيراً وليد: إن شاء الله سيد مهـدي: وليد .. غـدي دائماً قلبـكَ بالإيمان وتـذكر قـولهِ تعـالى:"َلا تتَّبِعُواْ خُطوَاتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكمْ عدُوٌّ مُّبِينٌ".. صدق اللهُ العلي العظيم وليد: هـلي بسـؤال..؟ سيد مهـدي: تفضـل |
سيد مهـدي: تفضـل وليد: كثيـراً ما تنبهـني أنـا بذات..!! .. هـل بذرَ منـي تصرفاً خاطئ..؟ سيد مهدي: لم أرى منكـَ تصرفات خاطئة أو سيئة والحمدُ لله ولكن لا تنسـى قـولهِ تعـالى :"وَذَكّـر فَإنَّ الذِّكرَى تَنفَـعُ المُؤْمِنِينَ" صدق اللهُ العلي العظيم وليد –متبسماً- : صدق اللهُ العلي العظيم .. صدقت في ذلك وصـل حيـدر لمكتبه عندما أراد الدخول أستوقفهُ صادق صادق: أبـا وليد حيدر: نعـم صادق: "اللهُمَّ صَلِ عَلىَ محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ" حيدر –والخـوف تسلل لقلبه: "اللهُمَّ صلَّ علىَ محمَّدٍ وآلِ محمدٍ" .. ماذا حدث..؟ صادق: أخيكَ فـادي .. هنـا حيـدر – الخوف تسللَ إليه -: أخــــي..؟ .. هنـا..! .. لمَ...؟ .. مـآبه..؟ صـادق: لا تقلل إنهُ بخيـر إنصاب في قدمه .. الحمدُ لله لم تكن إصابته خطيـرة حيـدر: خــذنـي إليهِ بسـرعة أخــذهُ إليه .. كانَ نائماً وبجوارهِ جواد حيـدر: جواد كيف حدث هذا..؟ جواد: إنهُ حادث .. ولكني أظنهُ كان متعمداً حيدر: مـن كانَ في السيارة ألم تراه..؟ جواد: كانَ متلثمَّاً صادق: لقد هربَ مسرعاً .. هذا يعني إن الحادث فعلاَ كانَ متعمداً حيـدر: لا يجب أن نستبق الأمور صادق: كـل الذي حدث وتقل بأننا نستبق الأمور..!! .. من فعل هذا لابدَ إنه عمـر جواد: هـذا ما توقعتهُ أنا أيضاً حيدر –يحاول تغير الموضوع- : هـل هـو بخيـر الآن صادق: أجـل إنهُ بخيـر والحمدُ لله حيدر: هـل أبلغتما عائلتي صادق: أجـل أبلغتهم .. لابدَ إنهم في الطريق الآن جــواد: أنـا سأذهب حيدر: إلـى أين..؟ جواد: إلــى الملعب لابدَ أنهم ينتظرونا .. سأخبرهم أيضاً بما حدث حيدر: حسناً حفظك الله .. أنتبه لنفسـك جواد: وأنتَ أيضاً انتبه لنفسـك ولعائلتك فأن كان من فعل هذا عمـر سيكـررها ويكـررها فلابدَ من الحذر صادق: إنهُ محق حيدر: حسناً جواد: إلـى اللقـاء حيدر –صادق –بصوتٍ واحد- : رافقتك السلامة بـعد دقائق معدودة جـاءت زينب وسكينه جـارةْ والقلبُ منَ الخوفِ خـلــوعْ عـلىَ إبنها تأنُ وتـذرفُ الدمــوعْ زينب –تنظـر لأبنها بدموعٌ تنحدر على وجنتيها- : مـن الذي فعلَ بك هكذا بُنـي..!!! حيدر: اهدئي أماه أنهُ بخيــر إنصابة في قدمه ولكن الإصابة ليست خطيرة والحمدُ لله سكينه: من فعل بهِ هذا..؟ حيدر: للآن لم نعـرف صادق: لابدَّ إنه عمـر زينب: عمـر..! .. أخرجَ من السجن..؟ صادق: أجل منذُ أيام فقطً زينب: يـا إلهـي إذاً لن يدعنـا في حالنا سكينه: لا تخافي أماه .. إن الله سبحانهُ معنا حيدر: لا يوجد شيء يؤكد بأن عمـر كان السبب في الحادث ثمَّ طُـرقَ البــاب صادق: أدخــل رضاء: مساء الخيـر حيدر: أهلاً مساء الخيـر رضا: هـل هـو بخيـر..؟ صادق: أجـل والحمدُ لله زينب: بُنـي رضـا .. ألم تعرفوا من فعل هذا بابني..؟ رضـا: لـقد عرفنـا من كلهم في آنٍ واحد: مـن...!! رضــا: عمــر ، بعضاً من الناس قد رأوه صادق: هذا ما كنتُ أتوقعه زينب: ومـا العمــل..؟ رضـا: ستقـوم أحدى الدوريات بمراقبة منزلكم .. ولابدَ أيضاً من وضع حراس لمراقبتكم شخصياً فعمـر أثبت لي اليوم إنهُ كعائلته خطيـراً جداً صادق: صدقت حيـدر: أنـا لا أحتاج لأحدً يدافع عنـي زينب: لا .. هكذا لن أكن مطمأنةٌ عليك حيدر: أنا أستطيع الدفاع عن نفسي لا تقلقي عليّ رضا: عمـر خطيـر جداً .. هـل تفهم معنـى ذلك..؟ حيدر: اللهُ معـي فلمَ الخوف منه..!! رضـا: والنعمَ بالله .. لن أضغط عليك .. ولكن باقي عائلتك سيكونون تحت المراقبة لسلامتهم إلى أن يتم القبض عليه حيـدر –متبسم- : إن شاء اللهُ خيراً صادق –في نفسه- : يـا لبرودةِ أعصابكَ يا حيدر حيدر –ينظر لساعة- : قـرب موعد صلاة المغرب رضا: أجـل .. عن أذنكم سأذهب الآن .. تقبـل الله مقدماً صادق: منـا ومنكم إن شاء الله حيدر: إن شاء الله ، أمـاه .. سكينه هيـا بنا سآخذكما للمنزل قبـل ذهابِ للمسجد زينب: سأقوم بتأدية الفريضة هنـا ، أريد أن أبقـى بجوارِه حيدر: أمـاه سيكـون بخيـر .. هناك أطباء وممرضات سيعتنونَ بهِ فلا تقلقي عليه .. هيــا بنــا سكينه –واضعةً يديها على كتفيّ أمه- : هذا صحيح .. هيـا بنا أماه حيدر: ستذهب معنا صادق..؟ صادق: سأصلي هنا .. لديّ أشياء يجب أن أقوم بها زينب: أعتنـي بابني حيدر –متبسماً- : لا تقلقي عليه .. إنهُ في أيداً أمينه زينب –متبسمة- : هذا ما اعتقده صادق –متبسماً هـو الآخر- : شكراً على هذهِ الثقة جلس عمـر بجانب الشاطـئ عمـر في نفسه: لابدَ أن أكن حذراً .. ربمـا أحداً رأى ملامحي فأن علموا بتأكيد أنهم الآن يبحثون عني |
الجزء الثامن
أراد عبـاس الخروج زهراء –استوقفته- : أبتاه .. سأذهب معكَ عباس: ليـس اليـوم بُنيتي غداً سأصطحبكِ معي لزيارته .. أما الآن فلابدَ إن رفاقه موجودينَ معه .. فليس اليوم حسناً زهـراء: حسناً أبتـاه .. أوصل سلامي له عباس: إن شاء الله .. نسيت أن أخبركِ ستتأجل الخطبة لليلة الخميس في الأسبوع القادم .. أتصلَ بي حسن وعندما أخبرني بما جرى قالَ بأنهم سيؤجلونها لأجل فادي زهـراء: لا بأس عباس: إلى اللقاء زهـراء: حفظك اللهُ ورعاكَ أبتاه جالت الفـرح فـي قلب فـادي لوجود أصدقائهُ وأبيهِ معه .. بعد برهة جــاء حسين وخــلفهم جــاء حيــدر وعبــاس وأبــا صادق الحانُ السعادةٍ أندحتْ في قلبي فــأبعدتْ شجـــوً من نسيمـي لوجودُ الأحبـابِ متجمعةً حــولي فـنسيـتُ كـل ألمٍ في قـــدمـي ..!.. أبـا صادق: يسعدني أن أراكَ بخيـر بــدر: للأسف لن تكون معنا في المباراة القادمة .. ولكن ثق بأننا سنحقق النصـر الثاني ماجد: أنتَ محق ولأجلك سيكون هذا النصـر فادي: من قالَ بأنَّي لن أشارك في هذهِ المباراة..؟ حيدر: أصابتك لا تسمح لكـَ بالمشاركة فادي –مستاء- : لاااااا .. سأشارك مهما حدث .. في هذهِ المباراة حسن: بـُنـي لا تترك العجلة تسيطـر عليك حيدر: هكذا ستعرض نفسـك للخطـر وربما تكون آخر مباراة ستلعبها .. فـلا تكن عجولاً أبا صادق: إنهما على حق .. وأنا لن أدعكَ تشترك في إي مباراة إلا إذا شُفيتَ تماماً فــادي: حسناً .. ليس لديّ إلا الصبـر جـواد: ومـا أجمل الصبـر يـا أخي صالح: هــذا صحيح عبـاس: سأذهب الآن .. الحمدُ لله أنكَ بخيـر .. أعتنـي بنفسك جيداً فادي: إلـى أين..؟ .. مازال الوقتُ مبكـراً أبــا صادق: ونحن أيضاً سنذهب لندعكـَ ترتاح فادي –والبسمة انطبعت في شفتيه- : راحتي بوجودكم معي حسين: حـتى وإن .. لا بدا أن نتركك لترتاح عباس: أبنت خالتك ترسل لكَ سلامهـا فادي: سلمها الباري من كل شر يا رب وأنتم كذلك .. أوصل سلامي لها أيضاً عباس –متبسم- : سيصـل إن شاء الله حيدر –متبسم- : أعذرونـي سأطردكم ... انتهت الزيارة .. هههه هاني –مازحاً- : ههههههه .. كنـا سنخرج قبل أن تقولها فهذا يعني أنك لم تستطع طردنا .. هههههه حيدر –مازحاً أيضاً- : إذاً خيــرها في غيـرها .. الأيام قادمة .. ههههه ثمَّ ضحك الجميـــع ودعوا فادي وخـرجوا جميعهم .. إلا حيدر عندما أراد الخروج أستوقفهُ فـادي فــادي: إلـى أينَ ستذهب..؟ حيدر: لأصطحب وليد من المسجد .. لقد تأخرتُ عليهِ كثيــراً ولابدَ إنهُ الآن في المسجد مع سيد مهدي فادي: ألم يعلم بما أصابني حيدر: لا للآن لم يخبـرهُ أحد .. ولكنَّي سأخبـره ثمَّ سأحضرهُ إليك فلن يغمض لهُ جفن إلا إذا رآك بخيــر فادي : إذاً سأكون بانتظاركما حيدر: حسناً .. أعتني بنفسك .. وداعاً فادي: إن شاء الله جلس وليد ينتظر والده في المسجد ولم يكن معهُ إلا السيد مهدي وجماعه من الرجال كانوا يستمعون لحديث سيد مهدي الذي كــانَ يعظهم ويـرشدهم أذانٌ لــرنيــنـهِ مسـتمعه وأفـئدةٌ للعلمي متجمعة وبعلمهِ الإيمــانُ هـــيمه لـطاهـرة روحـــهُ شغله بعد دقائق معدودة أنتهـى من الحديث فبـدأ من في المسجد يسـلمون عليهِ ويخـرجون |
وليــد –في نفسه- : تـأخــر أبتــي كثيـراً .. كان يجب عليّ أن أذهب مـع سامي وسالم أو أكبر أو قاسم .. الجميـع يخرجون .. سأظل هنـا لوحدي..!! سيد مهدي –متجهاً إليه- : مـآبك بُني جالساً لوحدك..؟ وليد: أنتظـر والدي سيد مهدي: إن كنت في عجلةٌ فسأصطحبك بنفسي لمنزلكم وليد: لالالا .. سيأتي الآن أبتي لابدَّ إنهُ في طريقهِ إلى هنا حيـدر –داخلاً المسجد- : اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ من في المسجد: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ ثمَّ أقتـربَ من لسيد مهدي وقبـّل رأسه ويديه حيدر: مـا أخباركم سيدنا..؟ سيد مهدي: الحمدُ لله بخيــر .. وأنتم..؟ حيدر: أدامهُ الله عليكم يا رب ، بخيـر والحمدُ لله .. وليد أعذرني على تأخري عليك ، لكن عمك تعرض لحادث ولكنهُ الآن بخيـر والحمدُ لله وليد –بخوف- : عمــي..!!! سيد مهدي: سلامته حيدر: سلمك المولى من كل شر وليد: خــذني إليــه حيدر: حسناً سيد مهدي: سأذهب معكما إن لم يكن لديك مانعاً لأطمأن عليه حيدر: ليس لدي مانع بطبع وصـلَ حســن للمنــزل .. استقبلتهُ زينب حسـن: مساء الخيـر زينب: مساء الخيـر .. كيف حالهُ الآن..؟ حسن: إنهُ بخيـر والحمدُ لله زينب: متأكد..؟ حسن: أجل .. لا تقلقي عليه إنهُ بخيـر زينب: الحمدُ لله .. هـل أضع العشـاء إليك..؟ حسن: أين حيدر ووليد..؟ زينب: للآن لم يعودا حسن: إذاً سننتظرهما لنتعشـى جميعاً زينب: كما تشــاء وصـل حيـدر .. سيد مهدي .. وليد .. للمستشفـى اتجهوا لغرفة فادي .. طرق حيدر الباب ودخـل .. كـان علي .. عادل .. صادق .. موجودين سيد مهدي: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ علي –عادل –فادي –في آنِ واحد- : وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ أتجه عادل .. علي .. صادق لسيد مهدي وقبّلوه في يديه وجبينه عادل: تسعدنا رؤيتك سيدنـا علي: كثيــراً سيد مهدي: وأنــا أيضاً سعدت كثيراً لرؤيتكم جلس وليد بجوارِ عمهِ وليد: عماه .. هـل أنتَ بخيـر..؟ فادي –متبسم- : أجـل أنَّي بخير والحمدُ لله سيد مهدي: ، حمداً لله على سلامتك .. سررتُ لرؤيتك بخيـر فادي: سلمك الله من كل شر سيد مهدي: سأذهب الآن حيدر: إلـى أين..؟ .. للتو جئت سيد مهدي: لديّ أعمال يجب أن أقوم بها ، أحببتُ أن آتي للاطمئنان عليه فقط ، نسيت أن أخبركم .. أنَّي مسافرٌ بأذن الله بعد أسبوعان لكربـلاء علي: هــذا خبــرٌ رائع .. خذني معك سيد مهدي –متبسم- : بكـل سرور عادل: ستذهب حقاً..؟ علي: لا .. كنتُ أمزح .. يستحال أن أذهب الآن فظروف عملي لا تسمح لي .. أوصل ســلامـي لأبى عبد الله الحسين عليه السـلام صــادق: وأنــا كذلك فــادي –عادل : وأنـــا سيد مهدي: سيصـل بأذن الله حيـدر: زيارةٌ مقبولة إن شاء الله .. لا تنســانا من الدعاء .. وأوصل سلامي لأبــى عبد الله الحسين وأخيهِ أبـا الفضل عليهما السـلام وأولاده وصحبهِ أجمعين سيد مهدي: إنشاء الله عادل: مـاذا عن دراسة الأولاد..؟ سيد مهدي: أردت أن أدع أحد علمائنا يكمل فــي تدريسهم ولكنهم رفضـوا وقـالوا بأنهم سينتظرون عودتي وأكمل بعدها معهم ما بدأناه حيدر: أهذا يعني إنكَ ستتأخر في العودة..؟ سيد مهدي: أجل .. سنةُ ربما أو .. أو أكثر .. لأنَّي سأدرس وأُدرس أيضاً لهذا سأتأخر حيدر: موفق إن شاء الله .. أثابكـَ الباري سيد مهدي: وأنتم معنا بأذن الله .. سأذهب .. حفظكم الله حيدر: سأوصلك سيد مهدي: لا أجلس معهم لا أريد إفساد جمعتكم .. سأذهب لوحدي صادق: لا .. لن تذهب لوحدك سيدنا .. أنا سأوصلك في طريقي .. فدوامي قد انتهى حيدر: هـذا جيد .. ماذا قلت سيدنا..؟ سيد مهدي –والبسمة تتلألأ في وجهه- : حسناً صادق: إلـى اللقاء .. اعتنوا بأنفسكم ودعوهما ثمَّ ذهبا علي –ينظر لحيدر بصرامة- :حيـدر هـل أستطيع التحدث معك على إنفراد حيدر: بتأكيد .. لنخرج ثمَّ خـرجـا علي –وهما يمشيان- : سمعت إنكَ ستتزوج.؟! فـلم يجب..!! علي: لـمَ لا تجب..؟! .. أحقاً ستتزوج..؟ حيدر –بتعابير غامضة- : أجــل عـلي –لم يستحبب ما سمعه - : أينَ ذاك الذي قال لنا لن أتزوج بعد زوجتي مهما حدث..؟! حيدر: أرجوك لا تعاتبني هذا ليـس بيدي علي: ليس بيدك..؟!! .. إن لم يكن بيدك فبيدي من..؟ .. أرجوك لا تضحكني عادل – خلفهم- : أبـا سالم يكفي هذا |
عـلي: لا أريد أن تحدث مشاكل بسبب هذا الزواج ، لن يتقبـل ابنك أمٌ بديلة عن والدته يرحمها الله حيدر: تحدثَ والدي معه واقتنع والحمدُ لله علي: حتى وأن تظاهر بأنهُ راضياً .. فليس هذا ما يريده ويتمناه عادل: تفاءل بالخير بين تلك الأثناء ظـل فـادي يتحدث مع وليد وليــد: ألن تستطيع العب معهم في المباراة القادمة..؟ فادي: للأسف لا وليد: ستعوض ذلك إن شاء الله في المباريات الأخرى .. ولكن كيف حدث الحادث..؟ فادي: مجـرد حادث وليد والحمدُ لله انتهى على خير وليد: الحمدُ لله فادي: لـقد أجلوا الخطبة وليد: هــل هذا صحيح..؟ فادي: أجل .. ستكون ليلة الخميس في الأسبـوع القادم وليد –متغير الملامح- : على خيـر إن شاء الله جاء حيــدر فادي: أين هما..؟ حيدر: لـقد ذهبــا .. ويسلمان عليكما فادي: ذهبا بسرعة حيدر: أجـل ، يجب أن نذهب أيضاً .. أنتهـى دوامـي وأبـي اتصل بـي لنسـرع في العودة فـادي: خذني معكما لا أريد أن أبات هنا حيدر: لا أستطيع أن أخرجك إلا بعد ثلاثة أيامٍ على الأقل .. تحلى بالصبـر أخـي فادي: إن شاء الله حيدر: أعتني بنفسك .. هنالك حارسان من الشرطة يحرسان غرفتك في الخارج فادي: لـمَ..؟ .. أنا لستُ خائفاً منه حيدر: حـتى وإن .. لابدَّ من الحذر صـرتُ أناظرهم بحيـرة عـن ماذا يتحدثون..؟!! لـمَ الحراس..؟! مـا الذي يحدث..؟! أستمعتوا لحديثهما بصمت والأفكــار تدور فــي عقــلي أحداثٌ جعلـتْ الأفكـارَ تتخلدُ فــيْ عقلٍ ظـلَ يـرددُ فيْ قلبهِ ماذاَ يجري..! ولكنْ لا جواب لسؤلي ..!.. ودعا فادي وذهبــا جلس أكبـر مع والديه يتحدثون أكبـر: أبــى لـمَ الأمهات يتدخلنَ في كل صغيرةٍ وكبيره تحدث لأبنائهن..؟ أبا أكبر: هههههه أكبر: أنِّي أتحدث بجد أبا أكبـر: ليـس جميع الأمهات تصرفاتهن وأخلاقهن وتعاملهن مع أبنائهن نفس الشيء .. هـذا يـا بُني يعتمد على ثقافتهن ووعيهن وأيضاً مدى تمسكهن بالدين .. فكلما تمسكنَ بالدين عرفنَ الطريقة الصحيحة لتربية أولادهن أم أكبر: هــذا صحيح .. هنالك أشياء تخصُ الأبناء لابدَّ من الآباء والأمهات التدخل فيها لأن الأولاد يجهلون مدى خطورتها أو سعادتها عليهم .. ولكن بعضها لا داعي للوالدين التدخل فيها فالأولاد أيضاً لهم الحرية أكبر: هذا صحيح .. صدقتما في ذلك ، إذاً عندما أكبر وأتزوج وتموت زوجتي لن تصري عليّ بزواج مرة أخرى أليس كذلك أماه..؟ لأن هذا لا يجب التدخل فيه .. فإن لم أُرد الزواج لا يحق لأحدٍ التدخل في ذلك أبا أكبر –يضحك بشدة- : هههههههههه .. بهذهِ السرعة حكمة على عليها بالموت السريع وهي لم تأتي بعد أم أكبر: ههه .. صدقت في ذلك .. لا تقلق بُني أنا لن أتمنى إلا سعادتك أكبر: ولا تقولي لي إن سعادتي بزواج مرة أخرى .. حسناً..؟ أبا أكبر: ههههه .. مآبك اليوم بُنــي..؟ .. هههههه أم أكبر: لابدَ أنهُ سمعَ شيء جعلهُ يقـول كل هذا أكبـر: لاشيء ولكن أريد أن أطمأنَ على مستقبـلي أبا أكبر: هههههه .. إن لم تجبرك والدتك على الزواج مرةٍ أخـرى هذا يعني إنك في طمأنينة على مستقبلك..؟ أكبر –متبسم- : أجل .. فهذا الموضوع يسبب الكثير من المشاكل وأنا لا أريد آيتي مشاكل مع أطفالي أبا أكبر –متعجباً- : تريد أن تنجب إليك أطفال ثمَّ تموت ولا تتزوج بعدهــا..؟!! أم أكبر: يـا إلهـي ما هذا التفكيــر أكبر..؟!! أكبر: لالاااااا .. ليس هذا قصدي .. أنا أقصد لو توفيت .. ولكن ربما يكون عمرها طويل وأمت أنا قبلها .. بعدها لابدَ أنها ستتزوج غيري .. النساء أغلبهنَ هكذا أم أكبر: أطال اللهُ في عمركَ بُني .. لا تتحدث في مواضيعٍ تكبر سنك وأنسـى هذا الموضوع وأهتما بدراستك أبـا أكبر: ههههه .. حان الوقت لتخلد لنوم هيـا .. فلتنهض أكبر: حسناً قبـّل رأسيّ والديه أم أكبر: لا تنسى أن تفرشَ أسنانك قبـل النوم أكبر: حسناً .. تصبحان على خيـر أم أكبر: وأنتَ من أهل الخير بُنـي أبا أكبر: وأنتَ من أهله ثمَّ ذهب أم أكبر –في حيرة- : ما هذا التفكير..!! أبا أكبر: أضحكني كثيراً .. هههههههه أم أكبر: يجب أن ننتبه لهُ جيداً أبـا أكبر: لا تقلقي عليه ، لكنه صدق في شيئاً واحد أم أكبر: ما هو..؟ أبا أكبر -مازحاً- : بأن أغلب النساء يتزوجن بعد وفاة أزواجهن .. ههههههه أم أكبر: بل في هذا أخطـأ فالرجال هم من يتزوجون بعد وفاة زوجاتهم وبأسرع مما يكون أبا أكبر: ههههه .. ربما أم أكبر: بل مؤكد وصـل حيدر وأبنهِ للمنــزل حسـن: تأخرتمــا..! حيدر: قضينا وقتٌ ممتع مع فادي فنسينا الوقت زينب: هـل هو بخير..؟ حيدر: أجل وليد: أبتاه هل تستطيع أن تذاكر إليّ الآن..؟ زينب: بعد العشاء وليد: لا أريد .. سأذاكر وأنام حيدر: هذهِ الأيام لا تأكل إلا القليل .. لا .. ستتناول الطعام ومن ثمَّ سأذاكر إليك وبعدها تخلد إلى النوم وليد: لا أرجوكَ أبــى .. أشعر بنعـــــــــاس .. أريد أن انتهي بسرعة لأنام .. أرجوك حسن: لا بُني .. يجب أن تتناول العشاء معنا .. أنظر إلى وجهك إنهُ شاحباً .. لـمَ كـل هذا وليد..؟! وليد: أنـــا بخيــر .. لا أريد تناول شيء أرجوكما لا تضغطـا عليّ زينب: لا تضغـطا عليه إن أحس بالجوع فسيأكل حيدر –صارماً- : لا لن أتركهُ لتتدهور صحته هكذا .. ستأكل معنا وليد وليد: لاااااا .. أشعر بنعـــــاس الشديد ، غداً سأكل صدقني أما الآن فأريد أن أذاكر وأنام حيدر –في حيرةٍ- : حسنــاً .. هيــا بنــا حسن: سننتظـرك حيدر: فقدتُ شهيتي .. سأذاكر إليهِ وأخلد إلى النوم أيضاً .. تصبحان على خيـر .. هيا بنـا وليد ثمَّ ذهبــا حسن –بحزنٍ شديد- : حتى أنا فقدتُ شهيتي زينب: مـا بكـم..؟ .. لـمَ هذا الحزن الذي سيطر على الجميع ..؟!! .. لم نكن نحن هكذا حسن: فكــري جيداً وستعرفين الجواب .. عن أذنكـِ سأخلد إلى النوم أيضاً بـدأ حيدر بالمذاكرة لــولـيد وليد –بحزن- : هـل بسببِ فقدتَ شهيتك..؟ حيـدر: لا وليد .. أكمـل دراستك الكـل أمتلئ قلبه بالحزن والألم غابت البسمة من هذا البيت لـمَ يـا تـرى..؟ مــا لهـذاَ المَـنزلِ مَلكهُ الشجـى..؟! والظلمةُ أحاطتْ بأعمدتهِ الحسنى ..!.. |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 02:52 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025