منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   المنتدى الفقهي (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=129)
-   -   عِبر ُ عاشوراء (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=166259)

الحوزويه الصغيره 04-12-2012 06:01 PM

عِبر ُ عاشوراء
 
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام

http://www.alsada.org/gallery/images/fa/0149.gif

عِبر ُ عاشوراء

كربلاء محطّة تاريخيّة لا تقف عند حدود سنة إحدى وستّين للهجرة، ولا على حدود كربلاء الجغرافيّة، بل تتعدّى بأطرافها المعنويّة حدود الزمان والمكان لتبقى غضّة طريّة تتجدّد مع الأيّام والشهور والسنوات، صادعاً صوتها، مجاوباً صداها، تضيء بنورها ظلمة الليالي الحالكة، لتقشع عن العيون أغشية الظلام الدامس الذي أرسته أيدي الظالمين والطغاة على مرِّ العصور.
إنّها صوت الحسين عليه السلام الخالد، الذي يطرق مسامع الزمن مدويّاً في أرجائه، ويقضّ مضاجع الطواغيت وينكّس عرشهم في عليائه..إنّها أنشودة الأحرار، وأغنية الثوّار، تصغي إليها آذانهم وتعيها قلوبهم، وتترنّم بها أفواههم وتجسّدها أقوالهم وأفعالهم..إنّها مدرسة الحسين عليه السلام التي تخرّج منها أحبّاء كحبيبه، وأحرار كحرّه، وأبرار كبريره، وأزهار كزهيره...وعشّاق شهداء... لا سبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من جاء بعدهم..
وقد أوضح الإمام الحسين معالم مدرسته من خلال نداءاته وخطاباته وكلماته النيّرة، بما يشكّل بلاغاً للنّاس، وقد قال الله تعالى مخاطباً نبيّه الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في بعض
آيات كتابه: (وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) ، والإمام الحسين عليه السلام هو السائر على منهاج جدّه والمقتفي لأثره بمقتضى نصِّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:"حسين منّي وأنا من حسين"، فدعا ونادى وأبلغ وهدى، بما هو وظيفة الإمام من ربّه كما في بعض خطب أمير المؤمنين عليه السلام:"إنّه ليس على الإمام إلّا ما حمل من أمر ربّه، إلّا بلاغ في الموعظة، والاجتهاد في النصيحة، والإحياء للسنّة، وإقامة الحدود على مستحقّيها، ..".
ومن هنا جاء في بعض زيارات الإمام الحسين عليه السلام:"صلّى الله عليك يا أبا عبد الله، أشهد أنّك قد بلّغت عن الله عزَّ وجلَّ ما أمرت به، ولم تخش أحداً غيره، وجاهدت في سبيله وعبدته صادقاً حتّى أتاك اليقين، أشهد أنّك كلمة التقوى وباب الهدى والعروة الوثقى..".
فقد قام الإمام عليه السلام بالبلاغ والإبلاغ، وسعى جاهداً أن يسمع صوته حتّى إلى من أصمَّ أذنيه عن كلماته، تقول الرواية: وأحاطوا بالحسين من كلِّ جانب حتى جعلوه في مثل الحلقة، فخرج عليه السلام حتى أتى الناس فاستنصتهم فأبوا أن ينصتوا حتّى قال لهم: "ويلكم! ما عليكم أن تنصتوا إليَّ فتسمعوا قولي، وإنّما أدعوكم إلى سبيل الرشاد، فمن أطاعني كان من المرشدين، ومن عصاني كان من المهلكين، وكلّكم عاص لأمري غير مستمع قولي، فقد ملئت بطونكم من الحرام، وطبع على قلوبكم، ويلكم ألا تنصتون؟! ألاتسمعون؟!.
فقد أراد الإمام الحسين عليه السلام لكلماته المضيئة أن تخترق الحجب وتنير القلوب المظلمة، فوجّه بلاغاته ودروسه في مختلف الاتجاهات والجوانب، ممّا يستدعي بحقّ ضرورة الوقوف عند هذه البلاغات العاشورائيّة الكربلائيّة واستلهام الدروس العظيمة منها والسير على هديها ونهجها.

http://www.alsada.org/gallery/images/fa/0149.gif

فمن خلال حضوركم للمآتم والاستماع للخطباء


ماذا قدمت لكم عاشوراء الامام سيد الشهداء (عليه السلام) من دروس وعِبر ؟


ننتظر تعليقاتكم ومشاركاتكم على الموضوع
لقاءنا سيتجدد معكم يومياً ان شاء الله تعالى لننهل من مدرسة عاشوراء ....

نسألكم الدعاء

الروح 04-12-2012 09:25 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله اجوركم واحسن الله لكم العزاء
ماجورة عزيزتي الحوزوية للموضوع القيم
والمقدمة الرائعة
عاشوراء مدرسة التاريخ التي خطت عبر مسار الحياة اعظم الدروس والعبر
ليس للمسلمين فقط بل تحدت وتعدت حدود الزمن والديانات حتى تكون مدرسة للانسانية جمعاء
وماكتب لعاشوراء الخلود سوى حجم التضحية التي اكتنزت عليها
ودوافع القيم السامية هي التي جعلت منها رسالة لجميع البشرية
رسالة لرفض الظلم والاضطهاد بكل انواعه
وكل يوم يمر عليها تزداد تجدد كون الظلم موجود والانصاف والقيم السامية الرافضة له موجودة
وملازم لهما وجود حرب قائمة بين الصفين الحق والباطل
لذا سنرى دروس عاشوراء تتكرر كسنة تكوينية في الحرب بين الحق والباطل
فسلام الله على كل من كان يقف بصف الحق وبذل نفسه ونذرها في سبيله
تقديري ونسالكم الدعاء

نجف الخير 05-12-2012 12:42 AM

السلام عليكم

لا تزال ثورة الامام الحسين عليه السلام هي الملهم لنا في طريق الحرية والتضحية والتفاني والإيثار.
ما زالت تُلهم الاحرار في العالم طريق الخلود.
وما زال سيد الشهداء عليه السلام مشعلا للحرية يستنير العالم دروسا من نهضته المباركة.

شاكر لكم اختي الكريمة هذا العمل المبارك الذي يُسلط الضوء على أتباع أهل البيت عليهم وإستفادتهم من ثورة كربلاء الخالدة

الى المزيد من العطاء وخدمة اهل البيت عليهم السلام.

دمتم بود

الجزائرية 05-12-2012 02:47 PM

موضوع رائع جدا وقد جذبني بشدة ..

ليلة العاشر من محرم وانا عند مجلس سيد الشهداء راودتني فكرة كهذه وكان عنوانها في قلبي (بماذا خرجت من هذه المجالس الحسينية)بماذا خرجت من هذا الحزن الذي عشته بتفاصيله كل كلمة تُنطق اتخيلها كل موقف يُذكر اتصوره امامي واذرف عليه دموع الحزن ! لكن بماذا اخرج من هذا؟ وقد استنتجت وخرجت بنتيجة هذا الاختبار..

لي عودة وعودات على موضوعكم الموقر اختي العزيزة الحوزوية الصغيرة بارك الله باناملكم التي خطت اروع السطور ..

الروح 05-12-2012 04:51 PM

في عاشوراء تتجدد قيم الرفض في اعماقي
امقت نفسي ان حدثتني بسوء او راودتني عن فعل الخير
ومالت بي الى الشر فلا يغيب عن مخيلتي موقف الحر رضوان الله عليه
حين مال من الباطل ليقف مع الحق وينطلق مضحيا في سبيل الحق

الحوزويه الصغيره 06-12-2012 12:48 AM

التوحيد في العقيدة والعمل
 
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام


التوحيد في العقيدة والعمل


الاعتقاد بالله وب-"التوحيد" لا ينحصر في ذهن الإنسان المسلم الموحّد فحسب، بل تمتدّ ظلاله في جميع شؤون وظروف وزوايا حياته، فالله من هو؟ وما هو؟ وهذه المعرفة ما تأثيرها في حياة الإنسان المسلم العمليّة وفي مواقفه الاجتماعيّة؟ هذه التساؤلات تكشف عن مكانة وتأثير هذه العقيدة في الحياة.

الاعتقاد بالله وبأنّه هو الحقّ، وأنّه لا يقول إلّا الحقّ، ولا يخلف وعده، وأنّ طاعته واجبة، وأنّ سخطه سبب الدخول إلى جهنّم، وأنّه حاضر لا تخفى عليه خافية في كلّ حال، قد أحاط علمه بكلّ صغيرة وكبيرة من أعمال الإنسان، بل قد أحاط بكلّ شيء علماً، و... مجموعة هذه الاعتقادات حينما ترقى إلى مستوى "اليقين" تكون أقوى دوافع الخير أو موانع الشرّ تأثيراً في حياة الإنسان.

إنّ مفهوم التوحيد لا ينحصر في الفكر والتصدّيق النظريّ، بل يتحوّل في البعد العمليّ إلى "التوحيد في الطاعة" و"التوحيد في العبادة".

لقد كان الإمام الحسين عليه السلام يعلم بشهادته من قبل، بل كان يعلم بجزئيّات وتفاصيل وقائع شهادته، إذ كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد ذكر هذه الفاجعة مراراً، لكنّ هذا العلم والاطّلاع المسبق لم يضعف من رأيه وتصميمه على مواصلة الطريق وورود ميدان الجهاد والشهادة، ولم يشكّكه في يقينه، بل زاد في حبّه للشهادة وفي الإقبال عليها.

لقد ورد الإمام الحسين عليه السلام ميدان كربلاء بنفس هذا الإيمان وهذا اليقين وجاهد جهاد العاشق المتلهّف إلى لقاء الله، تماماً كما ورد في الشعر الذي يُذكر عن "لسان حاله":

تركتُ الخلقَ طُرّاً في هواكا وأَيتمتُ العيالَ لكي أَراكا

هكذا كان يقين الإمام عليه السلام سامياً راسخاً في كلّ القضايا، وخصوصاً قضيّة عزمه على الشهادة، إذ لم يتذبذب رأيه لضعف، ولم يتزعزع يقينه بشكّ، حتّى في الموارد المتعدّدة التي سعى فيها بعض أهل بيته وأخوته وأبناء عمومته وبعض وجهاء قومه إلى منعه عن القيام أو عن الخروج إلى العراق، بدافع النصح والإشفاق عليه من القتل والاضطهاد، حيث حذّروه من التوجّه إلى الكوفة، ومن غدر أهلها وعدم وفائهم، وذكّروه بمظلوميّة أبيه وأخيه الحسن عليهما السلام من قبل وما عانيا من أهل العراق.

لقد كانت واحدة من هذه النصائح والتوسّلات تكفي لإثارة الشكّ وتضعيف اليقين في قلب الإنسان العادي، لكنّ عقيدة الإمام عليه السلام الواضحة، وعلمه الإلهيّ، ويقينه الصادق الذي لا ريب فيه، في اختياره هذا الطريق وهذا المصير الكريم، كان السبب في ثباته عليه السلام حيال كلّ محاولات التشكيك وإيجاد اليأس والتردّد، وفي تقديمه التسليم لأمر الله وقضائه ومشيئته على كلّ شيء.

فحينما طلب منه ابن عبّاس أن يتوجّه في أيّ طريق آخر غير طريق العراق وألّا يواجه بني أميّة، قال له الإمام الحسين عليه السلام في معرض حديثه عن أهداف ونيّات الأمويّين: "إنّي ماضٍ في أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث أمرني، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون"، حيث ربط عليه السلام تصميمه بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ استرجع، وذلك ليقينه بحقّانيّة طريقه وغايته، وبصدق وعد الله تبارك وتعالى.

إنّ "اليقين" مؤشّر دالّ على وضوح الإيمان بالدين وبأمر الله وبحكم الشريعة، وجوهرة اليقين في أيّ قلب حلّت، صنعت منه قلباً مقداماً مصمّماً لا يعرف الخوف، ولقد تجلّى اليقين في ميدان كربلاء يوم عاشوراء أتمَّ التجلّي في أُفق معسكر الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره، اليقين بحقّانيّة سبيلهم واليقين بضلال أعدائهم واليقين بأنّ المعاد حقّ والحساب حقّ واليقين بحتميّة الموت ولقاء الله، فكان ذلك اليقين هو الموجّه والباعث على المقاومة وكيفيّة المواجهة والجهاد، والثبات على الطريق الذي اختاروه.

إنّ "الاسترجاع" وهو عبارة: "إنا لله وإنّا إليه راجعون" التي تقال عند السماع بخبر موت أو شهادة أحدٍ ما، وتقال عند كلّ مصيبة، كانت في منطق الإمام الحسين عليه السلام - فضلاً عن بعدها المعروف- تذكيراً بالحكمة العالية للوجود والحياة والمصير: "منه وإليه"، وكثيراً ما كان ينطق بها الإمام عليه السلام أثناء مسيره منذ خروجه من المدينة حتّى ساعة استشهاده، كيما تكون هذه العقيدة هي الموجّه لكلّ تصميم وعمل.

لقد استرجع الإمام مراراً في منزل الثعلبيّة بعد أن سمع بخبر شهادة مسلم وهاني، وفي نفس هذا المنزل أيضاً كان الإمام عليه السلام في وقت الظهيرة قد وضع رأسه فرقد، ثمّ استيقظ " فقال: قد رأيتُ هاتفاً يقول: أنتم تسرعون، والمنايا تسرع بكم إلى الجنة.

فقال له ابنه عليُّ: يا أبه! أفلسنا على الحقّ؟

فقال: بلى يا بنيّ والذي إليه مرجع العباد.

فقال: يا أبه! إذن لا نبالي بالموت!

فقال له الحسين عليه السلام:جزاك الله يا بنيّ خير ما جزى ولداً عن والد...
".

كان تذكيره المتواصل على طول الطريق بحقيقة الارتباط بالله تبارك وتعالى، وبالرجوع إليه، وتأكيده المستمرّ عليها، من أجل إعداد أصحابه إعداداً روحيّاً عالياً للتضحية الكبرى في سبيل العقيدة، ذلك لأنّ المقاتل لا يستطيع بدون العقائد الصافية الواضحة أن يبقى إلى النهاية مقاوماً صلباً لا يكلُّ في دفاعه عن الحقّ.

لقد كان "اليقين" يتجلّى في معسكر الحسين عليه السلام في "الموضوع"، أي المعرفة الواضحة بالهدف وبالطريق وبالظروف، ويتجلّى كذلك في "الحكم"، يعني كون التكليف هو الجهاد والاستشهاد، وأنّ ذلك في صالح الإسلام في تلك الظروف، كما تجلّى أيضاً في الإيمان ب-"الله" و"اليوم الآخر"، هذا الإيمان الذي هو الباعث الأساس للإقدام في ميدان الفداء والتضحية، نقرأ هذه الحقيقة في مضامين الرجز الذي أنشده وهب بن عبد الله في نزلته الثانية إلى الميدان، حيث كان يعرّف نفسه "المؤمن بالرّب" و"الموقن بالرّب".

ومن التجلّيات الأخرى لدور العقيدة الخلاّق في العمل:
التوحيد في طلب النصرة والمعونة من الله تبارك وتعالى، والاعتماد على الله فقط.

لقد كان الإمام الحسين عليه السلام متوكّلاً ومعتمداً على الله تعالى وحده، لا على رسائل أهل الكوفة، ولا على ما ادّعوه من حمايتهم له، ولا على شعاراتهم.

فحينما منع جيش الحرّ بن يزيد الرياحيّ الطريق على ركب الإمام عليه السلام خطب فيهم الإمام عليه السلام خطبته التي عرّفهم فيها أنّه ما جاء إلّا استجابة لرسائل أهل الكوفة، وفي ختام هذه الخطبة قال عليه السلام داعياً إيّاهم إلى الوفاء بالبيعة ومحذّراً من نقضها: "وإنْ لم تفعلوا، ونقضتم عهدكم، وخلعتم بيعتي من أعناقكم... فحظّكم أخطأتم، ونصيبكم ضيّعتم، ومن نكث فإنّما ينكث على نفسه، وسيُغني الله عنكم...".

وفي الطريق لمّا التقى عليه السلام الضحّاك بن عبد الله المشرقيّ ورفيقه، فحدثّاه عن أوضاع الكوفة، وتعبئة أهلها لمحاربته، كان جوابه عليه السلام على ذلك: "حسبي الله ونعم الوكيل".

وفي صبيحة عاشوراء أيضاً، لمّا أحاط الجيش الأمويّ بمعسكر الإمام عليه السلام، رفع الإمام عليه السلام يديه المباركتين بالدعاء إلى الله تعالى قائلاً:

"اللّهمَّ أنت ثقتي في كلّ كرب، وأنت رجائي في كلّ شدّة، وأنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقة وعدّة، كم من همّ يضعف فيه الفؤاد وتقلُّ فيه الحيلة، ويخذلُ فيه الصديق، ويشمتُ فيه العدوّ، أنزلته بك، وشكوته إليك، رغبة منّي إليك عمّن سواك، ففرّجته عنّي وكشفته، فأنت وليّ كلّ نعمة، وصاحب كلّ حسنة، ومنتهى كلّ رغبة".

هذه الحالة الروحيّة السامية، تجلّي ظاهريّ رائع لعقيدة القلب وإيمانه بالله تبارك وتعالى، ولليقين الراسخ بنصرة الله عزَّ وجلَّ، وللتوحيد الخالص في الدعاء والطلب.

إنّ الهدف الأساس المنشود من المعارف الدينيّة هو تقرّب العباد إلى الله تبارك تعالى، وهذا المحتوى ظاهرٌ بيّنٌ أيضاً حتّى في نصوص زيارات شهداء كربلاء وخصوصاً زيارات الإمام الحسين عليه السلام المأثورة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام حيث نجد من خلال نفس ثقافة الزيارة خطوة من أجل التقرّب إلى الله، وهذا توحيد خالص.

لنقرأ مثلاً هذا النصّ المبارك من إحدى زيارات الإمام الحسين عليه السلام:
"اللّهمّ من تهيّأ وتعبّأ وأعدَّ واستعدَّ لوفادة إلى مخلوق، رجاء رفده وجوائزه ونوافله وفواضله وعطاياه، فإليك يا ربّ كانت تهيئتي وإعدادي واستعدادي وسفري، وإلى قبر وليّك وفدت، وبزيارته إليك تقرّبتُ رجاء رفدك وجوائزك ونوافلك وعطاياك وفواضلك...".

وفي مواصلة هذا الدعاء الشريف أيضاً نقرأ هذه الفقرة التوحيديّة الخالصة التي جاءت على سبيل الحصر، حيث يقول الزائر ضارعاً إلى الله تبارك وتعالى: "... فإليك قصدتُ، وما عندك أردتُ...".

هذه المتون الشريفة كاشفة بوضوح عن البعد التوحيديّ في التعاليم الشيعيّة، التي تعتبر مراقد المعصومين عليهم السلام وزيارة أولياء الله معبراً وممرّاً إلى التوحيد الخالص، وتعبّداً بالأمر الإلهيّ الذي أوصى بإحياء وتخليد هذه الشعائر.


نسألكم الدعاء

MOHMMED Z 06-12-2012 03:18 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد و ال محمد , و عجل فرجهم الشريف .

و عظم الله لكم و لنا الاجر بمصاب ابا الاحرار مولنا الحسين ( علية السلام ) .


موضوع ممتميز و رائع حقاً , و فقكم الله لكل خير .

" ســـأكتبــها على جبين المجــــد عنـــوانآ من لا يحـــب الحسيــــن ليــــس انساناً "

يا من عجزت الإنس والجن عن عد فضائلك ، أو حدّها .

يا من ذكره عبادة

والنظر إليه عبادة

يا سيدي و مولاي يا حسين ( عليك مني سلام الله ابدا ما بقيت و بقي الليل و النهار )

تقبلوا مروري

خادمكم .

طيار عراقي 06-12-2012 04:03 PM

ان ثورة الأمام الحسين عليه السلام نهر من العبر

حيث نهل منه الكثير من المفكرين والثوار

وتعلمنا من الحسين عليه السلام ومن مجالسه ان الظلم لا ينسى مهما طال الزمان

وان المطالب بالحق الى وجه الله يرفعه الله ويجعله وسام فخر يعتز به الصالحين

سأكتب

كان يوم العاشر من شعر محرم الحرام قبل شهادة الحسين عليه السلام مجرد يوم في عام

لكـن بعد استشهاده المبارك تحول كل العام هو يوم العاشر يوم نصر الثائرين على الطغات



المؤرخ 06-12-2012 07:14 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخت المحترمة .. إن مناسبة (المحرم) تعتبر من الظروف التي تساعد على شيوع الروح الإيمانية، وهي فرصة ممتازة للتقويم الأخلاقي والتقرب إلى الله عز وجل بالعمل الصالح وبالتوبة فإن استذكار ملابسات هذه الفاجعة الأليمة له أكبر الأثر في ترسيخ المعاني السامية والمباديء الفاضلة في نفوس المؤمنين ولذلك فإن هذا الشهر الكريم بالرغم من كونه شهر الأحزان فإنه يدعو إلى تجديد العلقة والرابطة بين المؤمنين فإن لحب الحسين (عليه السلام) لوعة في قلوبهم تجعلهم ينسون خلافاتهم فتذوب المنازعات والخلافات بحرارة حب الحسين (عليه السلام) فيتأهلون لإصلاح أنفسهم ومراجعة وجدانهم والإنابة إلى بارئهم، وتلك فرصة عظيمة، ومن هنا صح أن يوصف هذا الشهر بأنه شهر الطاعة كما يوصف شهر رمضان.
كما ان العبر والدروس التي يستلهمها الإنسان المؤمن الواعي من واقعة الطف لها أكبر الأثر في السمو الروحي والأخلاقي، ونفس ذلك الأثر الذي يظهر على وجوه شيعة آل محمد أثناء أيام عاشوراء يعكس حالة الوحدة والتلاحم بين جميع طبقات المجتمع الشيعي، ما يكون بنفسه حافزاً للآخرين ـ من غير الشيعة ـ لكي يجعلوا من أنفسهم مشاريعاً للاستبصار، فيندفعون بدافع تلك المعاني التي افرزها الولاء للحسين وحبه من قبل نظرائهم الشيعة إلى البحث عن الحقيقة، فيوفقون للتشيع.

نسأله تعالى ان يمن علينا بنعمه ودمتم في حفظ الله

الحوزويه الصغيره 07-12-2012 12:15 AM

نبّوة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم
 
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام

نبّوة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

"الشهادتان" ركيزتا الاعتقاد والفكر الإسلاميّ، وهما علامة الإنسان المسلم، فبعد "التوحيد" يتصدّر مجموعة أصول العقيدة الإسلاميّة الإيمان بنبوّة الأنبياء عليهم السلام عامّة، وبنبوّة النبيّ الأكرم محمّد صلى الله عليه وآله وسلم خاصّة.

ولقد كان لهذا الموضوع العقائديّ "النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ورسالته" ظهورٌ جليٌ متكرّرٌ في ما صرّح به أبطال عاشوراء من متبنيّاتهم الإيمانيّة، سواء ما صدر عن الإمام الحسين عليه السلام، أو ما صدر عن أهل بيته عليهم السلام وعن أنصاره قدس سره .

إنّ ذكر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر بعثته ورسالته، إحياء للتفكّر الإسلاميّ، كما أنّ ربط وجود الإمام عليه السلام وأهل بيته بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم تذكير آخر بمعتقد مهمّ من معتقدات المسلمين، كذلك فإنّ ربط حركة عاشوراء بإحياء سنّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ومواجهة البدع التي استحدثت في دين النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم تأكيد أيضاً على مسألة اعتقاديّة مهمّة.

في يوم عاشوراء كان زهير بن القين (رضي الله عنه) واحداً من مجموعة من أصحاب الإمام عليه السلام الذين خطبوا في الأعداء المحيطين بمعسكر الحسين عليه السلام، حيث قال رحمه الله: "يا أهل الكوفة! نذارِ لكم من عذاب الله، إنّ حقّاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحن حتّى الآن إخوة على دين واحد ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحة منّا أهل، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة، وكنّا أمّة وأنتم أمّة، إنّ الله ابتلانا وإيّاكم بذرّية نبيّه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم لينظر ما نحن وأنتم عاملون...".

إذن فهذه الخطبة المهمّة التي ألقاها زهير كشفت عن خروج الأعداء الذين تألّبوا لقتال الحسين عليه السلام عن جماعة "أمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ".

وكانت نهضة كربلاء الواقعة التي أوضحت الحدّ الفاصل بين أتباع الإسلام الحقيقيّين وبين أدعياء الإسلام الكاذبين، لقد انقسم النّاس في كربلاء إلى فريقين: الذابّين عن الحقّ والمخالفين له، وكانت واقعة عاشوراء فيصل هذا التمايز.

فبعد أن قتل الإمام الحسين عليه السلام، وأُخذ أهل بيته أسرى إلى الشام، ادّعى يزيد في ذروة سكره وغروره أنّ بني هاشم لعبوا بالملك وإلّا فلا خبر جاء ولا وحيٌ نزل من السماء، مستشهداً بأبيات ابن الزبعري التي ملؤها العداء للنبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم:

ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل

لأهلّوا واستهلّوا فرحاً ثمّ قالوا يا يزيد لا تُشَل

قد قتلنا القرم من ساداتهم وعدلناه ببدرٍ فاعتدل

لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحيٌ نزل

لستُ من خندف إنْ لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعل

وهذا كفر صريح ونفي لنبوّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ورسالته جرى على لسان أحد أدعياء الإسلام من قادة الحزب الأمويّ.

وفي محاورة الإمام الحسين عليه السلام مع ابن عبّاس في مكّة، كان عليه السلام قد سأل ابن عبّاس قائلاً: "يا ابن عبّاس! فما تقول في قومٍ أخرجوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من داره وقراره ومولده، وحرم رسوله، ومجاورة قبره ومولده ومسجده، وموضع مهاجره، فتركوه خائفاً مرعوباً لا يستقرّ في قرار، ولا يأوي في موطن، يريدون في ذلك قتله وسفك دمه، وهو لم يُشرك بالله شيئاً، ولا اتّخذ من دونه وليّاً، ولم يتغيّر عمّا كان عليه رسول الله؟

فقال ابن عبّاس: ما أقول فيهم إلّا أنّهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلّا وهم كسالى، يراءون النّاس ولا يذكرون الله إلّا قليلاً، مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً، وعلى مثل هؤلاء تنزل البطشة الكبرى، وأمّا أنت يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنّك رأس الفخار برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وابن نظيرة البتول، فلا تظنّ يا ابن بنت رسول الله أنّ الله غافل عمّا يعمل الظالمون، وأنا أشهد أنّ من رغب عن مجاورتك، وطمع في محاربتك ومحاربة نبيك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم فَمالَه من خلاق.

فقال الحسين عليه السلام:اللّهم اشهد!
" فشهد ابن عبّاس صراحةً بكفرهم.

وفي كلّ منزل من منازل الطريق إلى ميدان الشهادة، كان الإمام عليه السلام وأهل بيته وأنصاره يذكرون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصورة متواصلة، ويؤكّدون على ارتباطهم به واتبّاعهم له، وكان الإمام عليه السلام وأهل بيته يعرّفون أنفسهم بأنّهم ذريّة ذلك الرسول الطاهر صلى الله عليه وآله وسلم، ويرون أنّ كرامتهم وشرفهم في كونهم ذريّة وورثة ذلك المبعوث الإلهيّ الكريم، فكان هذا أيضاً مبضعاً ينكأ غدد حقد الأمويّين على دين الله وعترة نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم.


نسألكم الدعاء

نورالنجف 07-12-2012 02:55 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد
عظم الله لكم الأجر بمصاب ابي عبدالله الحسين ( عليه السلام )

موضوع قيم ومبارك جزاك الله خير الجزاء أختي العزيزة ..
موفقين يارب

الحوزويه الصغيره 08-12-2012 01:07 AM

الإمامة
 
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام


الإمامة


الإمامة في العقيدة الإسلاميّة منصب إلهيّ يكون بعد النبوّة، بمعنى أنّ الإمامة من لوازم النبوّة التي لا تنفكّ عنها، أي لا بدّ للأمّة بعد النبيّ من إمام، من أجل "تبيين" الدين وحفظ الشريعة والمنجزات الدينيّة، وإقامة حدود الله وأحكامه في المجتمع.

إنّ فلسفة الإسلام السياسيّة في إدارة المجتمع طبقاً لأحكام الدين تتجلّى في قالب وشكل الإمامة، من هنا فإنّ "الجعل والنصب الإلهيّ" من مقوّمات ومعالم الإمامة فضلاً عن الأهليّة في العلم والتقوى، كما هو من مقوّمات النبوّة ومعالمها.

إنّ أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بلحاظ التأهّل الأعلى والقرب الأقرب من منبع الدين، هم الأولى من غيرهم بقيادة وزعامة المسلمين، وما حصل في غدير خمّ كان تأكيداً مجدّداً لبلاغات نبويّة سابقة متعدّدة، في أنّ الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي حقّ للإمام الذي هو أسمى وأفضل فرد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يعني أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

وقد أكّد هو عليه السلام قبل وبعد وصول الخلافة إليه على هذا الحقّ في مواجهاته ومناقشاته مع الخلفاء ومع معاوية، كما أكّد أئمّة أهل البيت الآخرون عليهم السلام بعد شهادة عليّ عليه السلام على هذا الحقّ الصريح بصورة متواصلة، إذ إنّهم عليهم السلام كانوا يرونه حقّاً مسلّماً لهم.

ولقد كانت نهضة عاشوراء تجلّياً لتحقيق هذا الحقّ، من خلال الارتباط بهذا الركن الركين للمجتمع الإسلاميّ، ومع أنّ الإمام الحسن المجتبى عليه السلام في إطار ظروف وشروط خاصّة (ليس هنا مجال بحثها) كان قد أمضى الصلح مع معاوية، وكان الإمام الحسين عليه السلام أيضاً قد التزم بهذه المعاهدة ما دام معاوية حيّاً، إلّا أنّ أهل هذا البيت عليهم السلام كانوا وبصورة مستمرّة يصرّحون بحقّهم في إمامة المسلمين ومنصب الخلافة، وكانوا يسعون بصورة متواصلة - بحسب الإمكان والاستطاعة- إلى تحقيق الوصول الفعليّ إلى هذا الحقّ منه خلال توعية النّاس وتهيئة المقدّمات والممهّدات اللازمة.

وفي هذا السبيل كان لأبي عبد الله الحسين عليه السلام عدّة برامج محوريّة، هي:

1- بيان موقع ومكانة الإمامة، وشرائط وخصائص الإمام.
2- بيان فقدان الآخرين لأهليّة التصدّي لهذا المنصب الإلهيّ.
3- بيان أهليّة الإمام نفسه عليه السلام وأحقيّته بإمامة المسلمين.

ولقد كانت للإمام الحسين عليه السلام في كلٍّ من هذه المحاور الثلاثة بيانات وتصريحات عالية، نشير إلى بعض منها:

شرائط الإمام

بعد أن جاءت رسائل وجوه وأعلام أهل الكوفة وجماهيرها وكبار شيعتها إلى الإمام الحسين عليه السلام وهو في مكّة المكرّمة، يدعونه فيها إلى القدوم إلى الكوفة، ليثوروا في ظلّ إمامته على الطاغية يزيد بن معاوية، كتب الإمام عليه السلام إليهم رسالة، وبعثها إليهم مع اثنين من الرسل، وأشار فيها إلى أنّه قد بعث إليهم بابن عمّه مسلم بن عقيل عليه السلام ممثّلاً عنه، وقد صرّح عليه السلام في ختامها قائلاً: "... فلعمري ما الإمام إلّا الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الدائن بدين الحقّ، الحابس نفسه على ذات الله...".

هذا البيان كاشف عن مواصفات الإمام الحقّ عليه السلام من منظاره هو، وإمام كهذا هو التجسيد الكامل لدين الله تبارك وتعالى، ومعرفة هذا الإمام ضرورة دينيّة وعقليّة، وإطاعته حتميّة.

فمعرفة الإمام المفترض الطاعة، وتسليم زمام الأمر إلى ولايته وهدايته شرط لعبادة الله تعالى، وأرضيّة لمعرفة الله الكاملة، فقد ورد في إحدى زياراته عليه السلام:

"اللّهمّ إنّي أشهد أنّ هذا القبر قبر حبيبك، وصفوتك من خلقك، والفائز بكرامتك، أكرمته بالشهادة، وأعطيته مواريث الأنبياء، وجعلته حجّة على خلقك".

ونقرأ في نص آخر من زيارته هذه الفقرة الشريفة:
"وأشهد أنّك الإمام الراشد والهادي، هديت، وقمت بالحقّ وعملت به، وأشهد أنّ طاعتك مفترضة وقولك الصدق، وأنّك دعوت إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة...".

أهليّته عليه السلام للإمامة ونفيه لأهليّة الآخرين

عندما تتّضح وتتبيّن الشرائط الكليّة للإمامة ومواصفات الإمام الصالح، يكون المحور الآخر للبحث هو انطباق ذلك العنوان على شخص خاصّ.

ولقد كان قائد نهضة عاشوراء، في مناسبات مختلفة ومواقع متعدّدة، يوجّه أذهان المسلمين نحو "الإمام الصالح" ويسوقها إليه، من خلال بيانه لمكانة أهل البيت السامية، وعدّه لفضائله وما يتمتّع به من ملاكات الإمامة، وذكره أيضاً لنقاط ضعف الأمويّين والإشكالات الأساسيّة لا يمكن الإغماض عنها فيهم عامّة، وفي يزيد بن معاوية خاصّة.
ونماذج هذه البيانات وهذه التحذيرات كثيرة، نشير هنا إلى بعض منها: بعد أن التقى الإمام الحسين عليه السلام في الطريق إلى الكوفة مع جيش الحرّ بن يزيد الرياحيّ، وبعد أن صلّى عليه السلام فيهم صلاة العصر جماعة، خطب فيهم وكان من خطبته: "أمّا بعد أيّها النّاس، فإنّكم إنْ تتّقوا الله وتعرفوا الحقّ لأهله يكن أرضى لله عنكم، ونحن أهل بيت محمّد أولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم، والسائرين فيكم بالجور والعدوان...".

وفي رسالته التي كتبها بعد لقائه بجيش الحرّ بن يزيد الرياحيّ إلى وجهاء الشيعة وجماعة المؤمنين في الكوفة، كان ممّا ذكر عليه السلام فيها: أنّ هؤلاء القوم (أي الحكّام الأمويّين) قد لزموا طاعة الشيطان، وتولّوا عن طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيئ، وأحلّوا حرام الله، وحرّموا حلاله، ثمّ قال عليه السلام بعد ذلك: "وإنّي أحقّ بهذا الأمر لقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ".

وفي بدء نهضته عليه السلام لمّا وصل خبر موت معاوية إلى المدينة، واستدعاه والي المدينة آنذاك الوليد بن عتبة بأمر من يزيد ليأخذ منه البيعة له، فجاءه الإمام عليه السلام، ورفض أن يبايع، قال عليه السلام في ختام ذلك اللقاء الساخن معلناً عن بدء قيامه ونهضته: "أيّها الأمير! إنّا أهل بيت النبوّة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ومحلّ الرحمة، وبنا فتح الله وبنا ختم، ويزيد رجل فاسق، شارب خمر، قاتل النفس المحرّمة، معلنٌ بالفسق، ومثلي لا يبايع لمثله، ولكن نُصبح وتصبحون، وننظر وتنظرون أيّنا أحقّ بالخلافة والبيعة ".

لقد كانت هذه هي نظرة الإمام الحسين عليه السلام ليزيد بن معاوية من قبل ذلك بسنين، إذ لمّا أراد معاوية أخذ البيعة من النّاس بولاية العهد ليزيد في حياته، كان همّه الأكبر أن يحصل أوّلاً على موافقة وجهاء وكبار شخصيّات العالم الإسلاميّ يومذاك، وخصوصاً من كان منهم في المدينة، فلّما التقى معاوية ابن عبّاس والإمام الحسين عليه السلام في المدينة، وجمع الثلاثة مجلس خاصّ، دعاهما معاوية إلى بيعة يزيد، فكان ممّا ردّ عليه الإمام عليه السلام موبّخاً إيّاه على جسارته ووقاحته: "... ولقد فضَّلت حتّى أفرطت، واستأثرت حتّى أجحفت، ومنعت حتّى بخلت، وجرت حتّى جاوزت، ما بذلت لذي حقّ من أتمّ حقّه بنصيب حتّى أخذ الشيطان حظّه الأوفر ونصيبه الأكمل.

وفهمت ما ذكرته عن يزيد من اكتماله وسياسته لأمّة محمّد! تريد أن توهم النّاس في يزيد، كأنّك تصف محجوباً! أو تنعت غائباً! أو تخبر عمّا كان ممّا احتويته بعلم خاصّ! وقد دلّ يزيد من نفسه على موقع رأيه، فخذ يزيد فيما أخذ به من استقرائه الكلاب المهارشة عند التحارش، والحمام السبّق لأترابهنّ، والقينات ذوات المعازف، وضروب الملاهي، تجده ناصراً، ودع عنك ما تحاول!
".

وممّا كتبه عليه السلام في رسالة إلى معاوية بصدد نفس هذا الموضوع:

"واتّق الله يا معاوية! واعلم أنّ لله كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلّا أحصاها، واعلم أنّ الله ليس بناسٍ لك قتلك بالظنّة، وأخذك بالتهمة، وإمارتك صبيّاً يشرب الشراب، ويلعب بالكلاب! ما أراك إلّا قد أوبقت نفسك، وأهلكت دينك، وأضعت الرعيّة...".

ويخاطبه عليه السلام في نفس هذه الرسالة أيضاً قائلاً:

"وقلت فيما قلت: لا تردنَّ هذه الأمّة في فتنة! وإنّي لا أعلم لها فتنة أعظم من إمارتك عليها! وقلت فيما قلت: أنظر لنفسك ولدينك ولأمّة محمّد! وإنّي والله ما أعرف أفضل من جهادك، فإنْ أفعل فإنّه قربة إلى ربّي، وإنْ لم أفعله فأستغفر الله لديني...".

هذه نظرة الإمام الحسين عليه السلام في صدد خلافة وسلطة غير الصالحين، وقد ورد أيضاً في نقل آخر أنّ الإمام عليه السلام كتب رسالة إلى معاوية يؤنّبه فيها على جملة من الأمور، منها قوله عليه السلام:

"ثمّ ولّيت ابنك وهو غلام يشرب الشراب، ويلهو بالكلاب، فَخِنْتَ أمانتك وأخربت رعيّتك، ولم تؤدّ نصيحة ربّك، فكيف تولّي على أمّة محمّد من يشرب المسكر!. وشارب المسكر من الفاسقين، وشارب المسكر من الأشرار، وليس وشارب المسكر بأمين على درهم فكيف على الأمّة؟! فعن قليل ترد على عملك حين تطوى صحائف الاستغفار" !

إنّ الرجل المؤهّل لإمامة المسلمين - في نظرة الإمام الحسين عليه السلام - هو الرجل الأعلى والأفضل في العلم والتقوى والأصل والنسب.

ففي سفر معاوية إلى المدينة، كان قد أمر بعد وصوله إليها أن ينادى في النّاس: أن يجتمعوا لأمر جامع، فاجتمع النّاس في المسجد، ورقى معاوية المنبر- وكان مجموعة من وجهاء المدينة الذين لم يبايعوا ليزيد على ولاية العهد يومذاك جالسين حول المنبر وكان منهم الإمام الحسين عليه السلام - فشرع معاوية في خطبته بذكر فضائل يزيد! وكان ممّا قاله فيها: "يا أهل المدينة! لقد هممتُ ببيعة يزيد، وما تركت قرية ولا مدرة إلّا بعثت إليها ببيعته، فبايع جميعاً وسلّموا، وأخّرت المدينة بيعته! وقلتُ: بيعته وأصله ومن لا أخافهم عليه، وكان الذين أبوا البيعة منهم من كان أجدر أن يصله، والله! لو علمت مكان أحد هو خير للمسلمين من يزيد لبايعت له" !

فقام الحسين عليه السلام وقال: "والله! لقد تركت من هو خير منه أباً وأمّاً ونفساً!"، فقال معاوية: كأنّك تريد نفسك!؟ فقال الحسين عليه السلام:"نعم، أصلحك الله".

وورد في رواية أخرى أنّ الإمام الحسين عليه السلام قال لمعاوية: "أنا والله أحقّ بها منه، فإنّ أبي خير من أبيه، وجدّي خير من جدّه، وأمّي خير من أمّه، وأنا خيرٌ منه".

إنّ الانقياد لأمر الحاكم- أيّاً كان- ليس صحيحاً في منطق عاشوراء والدين إذ ليس كلّ إمام وحاكم أهلاً للإتّباع، وفي الثقافة القرآنيّة هناك "إمام نارٍ" و"إمام نور"، فأئمّة الظلم والباطل هم "أئمّة النّار" الذين يردون جهنّم ويوردونها أتباعهم، أمّا "أئمّة النور" فهم الأئمّة الإلهيّون المنوَّرون والمنوِّرون، المهديّون الهادون من اتّبعهم إلى الصراط المستقيم.

ولقد كان أبطال عاشوراء على معرفة عميقة بهذه الحقيقة، فحينما انتهى الإمام الحسين عليه السلام إلى أرض نينوى، بالمكان الذي نزل به، كان رسول من قبل ابن زياد قد أقبل يحمل رسالة منه إلى الحرّ بن يزيد الرياحيّ، يأمره فيها أن يجعجع بالإمام عليه السلام، فنظر أحد أصحاب الإمام عليه السلام وهو يزيد بن المهاجر الكنديّ إلى رسول ابن زياد فعرفه، فقال له: ثكلتك أمّك! ماذا جئت فيه؟! قال: أطعتُ إمامي ووفيت ببيعتي! فقال له ابن المهاجر: بل عصيت ربّك، وأطعت إمامك في هلاك نفسك، وكسبت العار والنّار، وبئس الإمام إمامك، قال الله عزَّ وجلَّ: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النّار وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ) فإمامك منهم.

بلاغ عاشوراء هو هذا: أنّ الحاكميّة والولاية في المجتمع الإسلاميّ حقّ لأفضل أفراد هذا المجتمع، الذين هم أعلى النّاس إيماناً، وأشدّهم التزاماً، الذين لا يألون جهداً في سبيل تطبيق القرآن، وتحقيق أوامر الله تبارك وتعالى، وهداية المجتمع إلى الإسلام الخالص، ومنهاج حكومتهم قائم على أساس العدل والقسط واحترام أموال وأرواح وأعراض المسلمين، ولا يكون هذا الأمر إلّا بتنصيب الإمام من قبل الله تبارك وتعالى، أو من ينصبه الإمام المعصوم عليه السلام، وإلّا فلن يؤدّى حقّ هذا المنصب الإلهيّ، ولن تؤدّى حقوق النّاس.

ومع تسلّط غير الصالحين فإنّ مصير المجتمع سيؤول إلى سفال وسقوط، وسيزول دين الله، والإمام الحقّ لا يقبل مثل هذه الحكومة ولا يبايعها أبداً، ولقد صرّح الإمام الحسين عليه السلام بهذا الرفض القاطع ضمن عدّه لمعايب يزيد، ونفيه لأهليّته للخلافة، حيث قال عليه السلام:"... لا والله! لا يكون ذلك أبداً".

وفي سبيل هداية النّاس، واستنقاذهم من كلّ هلكة، الأمر الذي هو من شؤون الإمامة الحقّة، كان سيّد الشهداء عليه السلام قد اندفع إلى ميدان المواجهة التي ستختم بالشهادة، وهذا بالذات هو الأرضيّة الممهّدة لرفع الجهل عن الأمّة ولإيقاظها من سبات الغفلة والحيرة.

لنقرأ هذه الفقرة الشريفة من زيارة الإمام الحسين عليه السلام:

"فأعذَرَ في الدّعوة، وبَذل مُهجَته فيك ليَسَتنقذ عبادك مِن الضّلالة والجهالة والعمى والشكّ والارتياب، إلى باب الهدى والرشاد".

إنّ عمل الإمام كاشف عن الرؤية الإسلاميّة الصحيحة للزعامة والخلافة، والإمام الحسين عليه السلام حتّى لو لم يجد معيناً أو ناصراً، وحتّى لو لم يدعه أو يبايعه أحد لما بايع يزيد، ذلك لأنّ حكومة يزيد لا مشروعيّة لها، وقد صرّح الإمام الحسين عليه السلام بذلك قائلاً:
"والله! لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية".



نسألكم الدعاء




الحوزويه الصغيره 09-12-2012 01:44 AM

التحرّر
 

http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام


إنّ واقعة كربلاء بما كان فيها- ممّا أثبته التاريخ لنا- من روحانيّة وأخلاق وسجايا سامية تجلّت في أقوال وأفعال أبطال ملحمة عاشوراء، تشكّل منبعاً أثيراً ومصدراً نفيساً لتعلّم الأخلاق والإقتداء بالأسوات الحسنة في طريق تزكية النفس، وفي السلوك الاجتماعيّ، وفي التربية الدينيّة، وتحقيق الكرامة الإنسانيّة. إذ إنّ في كلّ زاوية من زوايا هذه الواقعة الخالدة يمكننا أن نشاهد تجلّياً من تجلّيات الأخلاق الحميدة العالية الصادرة عن معسكر الإمام الحسين عليه السلام.


التحرّر

الحريّة مصطلح حقوقيٌّ واجتماعيّ يقابل مصطلح العبوديّة، أمّا التحرّر فهو أرفع وأعلى من الحريّة، إنّه الانعتاق من القيود والتعلّقات المذلّة المهينة.

إنّ انشداد الإنسان إلى الدنيا وتعلّقه بها، وبالثروة، والعشيرة، والمقام، والبنين، و... يشكّل مانعاً للإنسان من الوصول إلى الحريّة الروحيّة، وإنّ الخضوع والاستسلام لأسر الأمانيّ والتعلّقات الماديّة علامة ضعف الإرادة البشريّة.

وإذا كان كمال الإنسان وقيمته في الروح السامية، والهمّة العالية، والسجايا الحميدة، فإنّ بيع الإنسان نفسه للدنيا والشهوات نوع من الرضا بالحقارة، والقبول بالثمن البخس لنفسه، يقول الإمام عليّ عليه السلام:"ألا حُرٌّ يَدَعُ هذه اللّماظةَ لأهلها؟! إنّه ليس لأنفسكم ثمن إلّا الجنّة فلا تبيعوها إلّا بها".

فالتحرّر إذن هو أن يعرف الإنسان كرامته وشرفه، ويأبى الهوان والذلّة، ويترفّع عمّا يشينه، ويتعالى عمّا يحقّره، ويخلُص من أسر الدنيا، ويحرص على القيم الإنسانيّة فلا يفرّط بها.

وفي منعطفات الحياة الدنيا والتواءاتها، وصعودها ونزولها، طالما شاهدنا أُناساً رضوا بكلّ أنواع الحقارة والمهانة من أجل الحصول على الدنيا، أو بسبب الحرص على ما في أيديهم من مكاسبها، أو من أجل تحقيق أمنياتهم ومشتهياتهم، أو من أجل بقاء أطول لعدّة أيّام أُخر فيها، أمّا الأحرار فربّما بذلوا الأرواح ثمناً للحياة العزيزة الكريمة التي لا يرضون إلّا إيّاها، رافضين العيش مع الذلّ، يقول الإمام الحسين عليه السلام:"موتٌ في عزّ خيرٌ من حياةٍ في ذلّ".

هذه هي نظرة الأحرار إلى الحياة، ولقد كانت نهضة عاشوراء مظهراً جليّاً من مظاهر التحرّر في شخصيّة الإمام الحسين عليه السلام وشخصيّات أهل بيته وأنصاره المستشهدين بين يديه، فلو لم يكن ذلك التحرّر، لما كان ذاك الإباء، ولأعطى الإمام عليه السلام البيعة، ولما قتل، لكنّ أبيَّ الضيم وأبا الأحرار عليه السلام لمّا أرادوا منه البيعة ليزيد قهراً، امتنع وأبى، وكان منطقه:

"لا والله! لا أُعطيهم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقرّ إقرار العبيد".

لقد كان ميدان كربلاء تجلّياً آخر لهذا التحرّر أيضاً، تجسّد في اختيار أحد أمرين ركز بينهما ابن زياد، وهما القتل أو الذلّة، فكان اختيار الأحرار هو الاستشهاد بحدّ السيف ورفض الذلّة، هكذا جاء الجواب على لسان الإمام عليه السلام:

"ألا وإنّ الدعيَّ ابن الدّعيّ قد ركز بين اثنتين: بين السّلّةِ والذلّة! وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأُنوف حميّة، ونفوس أبيّة، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام...".

وفي حملاته يوم عاشوراء كان عليه السلام يرتجز ويقول:

"الموتُ أولى من ركوب العار والعارُ أولى من دخول النّار"

إنّ الروح التحرّريّة التي تملأ كيان الإمام عليه السلام هي التي حرّكته وهو صريع مثخن بالجراحات ليخاطب الأعداء الذين هجموا على خيامه فروّعوا النساء والأطفال، قائلاً لهم:
"إنْ لمْ يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم".

ولقد تجسّد هذا النهج التحرّريّ أيضاً في أخلاق وسجايا أنصار الإمام الحسين عليه السلام عامّة، وفي شهداء الطفّ خاصّة، فهذا مسلم بن عقيل عليهما السلام طليعة النهضة الحسينيّة في الكوفة، لمّا واجه جيش ابن زياد الذي أحاط ببيت "طوعة" ليأسرّه أو يقتله، كان يقاتلهم وهو يرتجز معلناً عن هذه الروح التحرّريّة:

أقسمتُ لا أُقتلُ إلّا حرّا وإنْ رأيتُ الموتَ شيئاً نُكرا

كلّ امرئ يوماً مُلاقٍ شرّا ويخلط البارد سخناً مرّا

رُدَّ شعاع الشمس فاستقرّا أخافُ أن أُكذبَ أو أُغَرّا

ولمّا برز الأخوان الغفاريّان عبد الله وعبد الرحمن ابنا عروة إلى ميدان القتال يوم عاشوراء كان من رجزهما هذا البيت الكاشف عن روح التحرّر هذه:

يا قوم ذودوا عن بني الأحرار بالمشرفيّ والقنا الخطّار

وكان الحرّ بن يزيد الرياحيّ (رضوان الله عليه) مصداقاً بارزاً آخر لهذه الحريّة وهذا التحرّر، إذ كانت روحه التحرّريّة السبب في ألّا يكون من أهل جهنّم من أجل الدنيا والرئاسة، حيث خيّر نفسه بين الجنّة والنّار، فاختار الجنّة في أصعب المواقف، واشتراها في ظلّ الشهادة، حيث تاب إلى الله تعالى، وانفصل عن جيش ابن زياد وانضمّ إلى أبي عبد الله الحسين عليه السلام يوم عاشوراء، فلم يزل يقاتل بين يديه قتال الأبطال حتّى صرع، "فاحتمله أصحاب الحسين عليه السلام حتّى وضعوه بين يدي الحسين عليه السلام وبه رمق، فجعل الحسين يمسح وجهه ويقول: أنت الحرّ كما سمّتك أمُّك، وأنت الحرّ في الدنيا، وأنت الحرّ في الآخرة".

ورثاه رجل من أصحاب الحسين عليه السلام، وقيل: بل رثاه عليّ بن الحسين عليه السلام:

لَنِعْمَ الحرُّ حُرُّ بني رياح صبورٌ عند مختلف الرماح

ونعم الحرُّ إذ نادى حسيناً فجاد بنفسه عند الصياح

فيا ربيّ أضفه في جنان وزوّجه مع الحور الملاح

ومن بعد عاشوراء... إذا تأسّى دعاة الحريّة وأحرار العالم في حربهم من أجل الاستقلال والخلاص من الظلم ومن الطواغيت ببطولات شهداء كربلاء فإنّما يتأسّون بهم في ظلّ هذا الدرس بالذات، درس "التحرّر" الذي هو تحفة عاشوراء لجميع الأجيال إلى قيام الساعة، إذ إنّ الأحرار في لحظات الاختيار الحسّاسة، ومواقف اتخاذ القرار الصعبة، هم الذين يختارون الموت الأحمر والمواجهة الدمويّة والتضحية بالنفس ليصلوا بذلك إلى سعادة الشهادة، وليحرّروا مجتمعهم من التعاسة ومن كلّ ظلم.


نسألكم الدعاء


الحوزويه الصغيره 10-12-2012 01:32 AM

أداء التكليف
 
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام


أداء التكليف


يمكن أن يعرف تديّن ومبدأيّة الإنسان المسلم من خلال كونه عاملاً متعبّداً بكلّ ما هو "تكليف شرعيّ" في جميع أبعاد حياته وأعماله الفرديّة والاجتماعيّة.

والتكليف يختلف باختلاف الظروف والشرائط، فربّما وافق التكليف ما يحبّ العبد، وربّما خالف هواه فكان ممّا يكره، وربما كان ممّا يفرح به النّاس وربّما كان ممّا يثقل عليهم.

والإنسان المسلم في عهده مع الله تبارك وتعالى ملزم بالإطاعة والعمل طبقاً لما يريده الله فيما يحبّ ويكره على السواء، فلا يفرّط بأداء التكليف أو يتخلّى عنه من أجل شيء آخر أبداً، والإنسان المسلم الملتزم بهذا العهد منتصر دائماً وإنّ تعرّض في الظاهر لهزيمة، وانكسار، ذلك لأنّه لم يقصّر في حقّ العمل بالتكليف.

وإذا كانت ثقافة "العمل بالتكليف" هي الحاكمة والمهيمنة في المجتمع فإنّ أبناء هذا المجتمع يشعرون بالانتصار دائماً، وبالفوز ب-"إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ" كما في التعبير القرآنيّ، فهم على حال حسنى سواء استشهدوا في جهادهم وكفاحهم أو حققّوا النصر العسكريّ والسياسيّ.

ولقد عمل أئمّة أهل البيت عليهم السلام طبقاً لنوع التكليف الشرعيّ في الظروف الاجتماعيّة المختلفة، وكانت حادثة عاشوراء أيضاً مظهراً من مظاهر العمل بما يفرضه التكليف الشرعيّ، الذي كانت تعيّنه أيضاً اقتضاءات الظروف والمعرفة بموضوع الحكم، طبقاً للموازين الشرعيّة الكليّة، ولا شكّ أنّ قيام الأئمّة عليهم السلام أو قعودهم، وانتفاضتهم أو سكوتهم، كان تابعاً أيضاً لهذا التكليف الشرعيّ.

والإمام الحسين عليه السلام مع كونه إمام حقّ، يعلم أنّ الخلافة والقيادة حقّ له، إلّا أنّه خاطب أهل البصرة في رسالته التي كتبها إلى أشرافهم ورؤساء الأخماس فيهم قائلاً: "أمّا بعد: فإنّ الله اصطفى محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم على خلقه، وأكرمه بنبوّته، واختاره لرسالته، ثمّ قبضه الله إليه وقد نصح لعباده وبلّغ ما أرسل به صلى الله عليه وآله وسلم، وكنّا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحقّ النّاس بمقامه في النّاس، فاستأثر علينا قومنا بذلك، فرضينا وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية، ونحن نعلم أنّا أحقّ بذلك الحقّ المستحقّ علينا ممّن تولاّه...".

والحسين بن عليّ عليه السلام الذي لم يتحمّل الخضوع لحكومة يزيد حتّى لحظة واحدة! هو نفسه ذلك الحسين عليه السلام الذي عاش في ظلّ حكومة معاوية عشر سنين ولم يقم ضدّه، ذلك لأنّ تكليف الإمام عليه السلام في كلّ واحد من هذين العهدين كان مختلفاً.

إنّ تعبّد الإنسان المسلم ب-"حكم الدين" مقدّس جدّاً...

في الأيّام التي كان مسلم بن عقيل عليهما السلام في الكوفة قد اختبأ في بيت هاني بن عروة (رضوان الله عليه) ، وقد اتّفقَ على خطّة اغتيال ابن زياد حين يأتي لعيادة هانئ في بيته على يد مسلم عليه السلام، نجد أنّ مسلماً عليه السلام أبى تنفيذ خطّة الاغتيال في وقتها، إذ لم يخرج إليه من مخبئه، فانصرف ابن زياد من منزل هانئ لم يمسسه سوء، ولمّا سئل مسلم عليه السلام:ما منعك من قتله؟! قال: "خصلتان: أمّا إحداهما فكراهة هانئ أن يقتل في داره، وأمّا الأخرى فحديث حدّثه النّاس عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:أنّ الإيمان قيد الفتك، ولا يفتك مؤمن".

وحينما أراد الإمام الحسين عليه السلام أن يخرج من مكّة باتجاه الكوفة، كان بعض الأصحاب قد تقدّموا إليه بالنصيحة أن ليس من الصلاح الذهاب إلى العراق، وكان من جملة هؤلاء ابن عبّاس الذي ردّ عليه الإمام عليه السلام قائلاً: "يا ابن عمّ، إنّي والله لأعلم أنّك ناصح مشفق، ولكنّي قد أزمعتُ وأجمعت على المسير!".

وفي منزل "الصفاح" أيضاً، لمّا التقاه الفرزدق وأخبره أنّ أوضاع الكوفة لا تدعو إلى الاطمئنان، قال عليه السلام:"صدقت! لله الأمر، والله يفعل ما يشاء، وكلّ يوم ربّنا في شأن، إنْ نزل القضاء بما نحبُّ فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر، وإنْ حال القضاء دون الرجاء فلم يعتد من كان الحقّ نيّته والتقوى سريرته".

كلّ هذه الشواهد تدلّ على أنّ الإمام عليه السلام كان قد هيّأ نفسه المقدّسة للقيام بتكليفه الشرعيّ، راضياً بقضاء الله تعالى مهما كانت النتيجة، ففي الوقت الذي أتاه رسولان من والي مكّة يحملان إليه رسالة منه تتضمّن التعهّد بضمان الأمان له عليه السلام إذا انثنى عن سفره إلى العراق، قال لهما الإمام عليه السلام:"إنّي رأيتُ رؤيا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمرتُ فيها بأمرٍ أنا ماضٍ له، عليّ كان أو لي!".

ذلك هو الانقياد للتكليف الشرعيّ، والمؤمن العامل بتكليفه الشرعيّ يرى نفسه منتصراً في أيٍّ من الحسنيين، كما يقول الإمام الحسين عليه السلام:
"أرجو أن يكون خيراً ما أراد الله بنا، قُتِلنا أم ظفرنا".

حينما كانت رسائل أهل الكوفة تسلّم إلى الإمام الحسين عليه السلام وهو في مكّة المكرّمة، يدعونه فيها إلى القدوم إليهم، ويعدونه فيها بنصرته والدفاع عنه، رأى الإمام عليه السلام أنّ تكليفه الذهاب إليهم مع علمه بحقيقة حال أهل الكوفة، ذلك لأنّ رسائلهم وتعهّدهم بنصرته والذود عنه شكّلا أحد الأسباب الرئيسة التي جعلته عليه السلام يختار التوجّه إلى العراق، وقد صرّح عليه السلام بقوّة هذا السبب في خطبته التي خطب بها جيش الحرّ بن يزيد الرياحيّ (رضوان الله عليه) حين التقاهم، حيث قال عليه السلام:"أيّها النّاس! إنّها معذرة إلى الله عزَّ وجلَّ وإليكم، إنّي لم آتكم حتّى أتتني كتبكم وقدمت عليّ رسلكم أن أقدم علينا فإنّه ليس لنا إمام، لعلّ الله يجمعنا بك على الهدى، فإن كنتم على ذلك فإن تعطوني ما أطمئنُّ إليه من عهودكم ومواثيقكم أقدم مصركم، وإنّ لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي أقبلت منه إليكم".

إنّ قول الإمام عليه السلام هذا دالّ على أنّ عمله كان طبقاً لهدي التكليف الشرعيّ. وكان أنصاره صلوات الله عليهم هكذا أيضاً، فقد استشهدوا وارتثّوا بين يديه عليه السلام امتثالاً للتكليف الشرعيّ الآمر بنصرته، ومن الأدلّة على هذه الحقيقة أنّ الإمام عليه السلام لمّا أذن لهم ليلة عاشوراء بالانصراف عنه والنجاة بأنفسهم بلا ذمام منه عليهم، كان جوابهم (قدّس سرّهم) هكذا:

"والله لا نفارقك، ولكن أنفسنا لك الفداء، نقيك بنحورنا وجباهنا وأيدينا، فإذا نحن قتلنا كنّا وفينا وقضينا ما علينا".

وفي تأريخنا المعاصر أيضاً، كان الإمام الخمينيّ قائد الثورة الإسلاميّة (قدس سره) قد قام بنهضته المباركة ضدّ الطاغوت على أساس التكليف الإلهيّ، وفي جميع مراحل هذه النهضة المقدّسة لم يكن يفكّر إلّا بما هو تكليف شرعيّ، في نداءاته وفي سكوته، في سجنه ونفيه وفي درسه وتأليفه، في الحرب وفي قبول معاهدة الصلح، كلّ ذلك كان على أساس "العمل بالتكليف"، ولذا فهو في جميع المراحل لم يستكن ولم يضعف ولم ييأس ولم يتخلَّ عن هدفه، ولم يندم في لحظة ما على ما كان قد وقع.

كان تحليل الإمام الخمينيّ (قدس سره) لنهضة عاشوراء أنّها حركة قامت على أساس "العمل بالتكليف"، وكانت حركة مجاهداته هو أيضاً قائمة على مثل هذا الأساس.

لنقرأ أمثلة من أقواله (قدس سره) في هذا الصدد:

"إنّما قام الإمام أبو عبد الله عليه السلام ونهض بعدد قليل في مواجهة ذلك العدد الكبير الهائل لأنّه قال: تكليفيّ هو أن أستنكر، أن أنهى عن المنكر".

"لكنّ تكليفه كان آنذاك هو أنّه يجب أن يثور وأن يجود بدمه المقدّس حتّى يصلح هذه الأمّة، وحتّى يسقط راية يزيد".

"ذلك اليوم الذي يتعرّض الإسلام فيه إلى الإساءة والتشويه... يقتضي التكليف آنئذٍ أنّ على عظماء الإسلام أن ينهضوا ويجاهدوا".

فبلاغ عاشوراء "معرفة التكليف" و"العمل بالتكليف" من قبل جميع الأمّة، خصوصاً أولئك الذين لهم مكانة خاصّة فيها، الذين هم أسوة للآخرين ويرسمون خطّ السير لهم، فلو أنّ جميع أتباع الحقّ في زمان سيّد الشهداء عليه السلام كانوا على معرفة بتكليفهم، وعملوا بتكليفهم مثل شهداء الطفّ بالتضحية بين يدي إمامهم في الدفاع عنه، لكان مسار حركة التأريخ قد تغيّر إلى حيث مصلحة الحقّ، ولكان مصير الإسلام والمسلمين غير ذلك المصير.

واليوم أيضاً، يجب أن تعرف الأشكال المختلفة للتكليف، وأن يتعبّد بأدائها، وأن يعلم أنّ النصر في أداء التكليف. إنّ هذا هو ذلك الدرس الذي تعلّمناه من عاشوراء.



نسألكم الدعاء




الحوزويه الصغيره 11-12-2012 01:34 AM

الصبر والثبات
 
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام


الصبر والثبات


من الضروريّ الصمود والثبات من أجل مواجهة الضغوط الداخليّة والخارجيّة ومن أجل التغلّب على المشاكل في طريق الوصول إلى الهدف المنشود، فبدون الصبر سواء في المقاومة والجهاد أو في أيّ عمل آخر لا يمكن الوصول إلى النتائج المرجوّة، فلا بدّ للإنسان أن يكون صبوراً حتّى لا تزلزله المصائب وصعوبات الطريق، هذا ما يدعو إليه الدين في جميع المراحل، ونجد أنفسنا في عاشوراء أيضاً وجهاً لوجه أمام هذا التجلّي الروحيّ العظيم، فإنّ الشيء الذي سما بملحمة كربلاء إلى ذروة الخلود والتأثير والفتح المعنويّ هو روحيّة المقاومة والصمود التي تجلّت في الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره وأهل بيته.

لقد كان الإمام عليه السلام منذ أوائل نهضته وحتّى صبيحة عاشوراء يشترط فيمن يريد الانضمام إليه والالتحاق به أن يكون صابراً صامداً موطّناً على لقاء الله نفسه، ويروى أنّه كان من قوله عليه السلام في بعض المنازل أنّه قال: "أيّها النّاس! فمن كان منكم يصبر على حدّ السيف وطعن الأسنّة فليقم معنا، وإلّا فلينصرف عنّا".

إنّ ميدان الحرب والاقتتال مصحوب بالصدام والضرب والعطش والإرهاق والجراحات والموت والأسر ومئات المخاوف والأخطار الأخرى، ولذا كان الإمام الحسين عليه السلام يشترط لصحبته ومرافقته "الصبر" فيمن يلتحق به، حتّى يبقى ويثبت أنصاره الصابرون في ميدان النهضة إلى نهاية المطاف.

ونلاحظ شعار "الصبر والثبات" واضحاً جليّاً في خطب الإمام عليه السلام وفي رجزه ورجز أنصاره، لقد كان الصبر من الأمور التي أكّد عليها الإمام عليه السلام في وصاياه لأنصاره وأهل بيته، وخصوصاً ما أوصى به لمرحلة ما بعد استشهاده عليه السلام:

ففي يوم عاشوراء مثلاً، قال عليه السلام في خطبة خطبها في أصحابه:
"صبراً بني الكرام! فما الموت إلّا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضرّاء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة".

وممّا أوصى عليه السلام به أخته زينب الكبرى عليها السلام وبقيّة أخواته وبناته ونسائه ليلة عاشوراء قوله:

"... يا أختاه يا أمّ كلثوم، وأنت يا زينب، وأنت يا فاطمة، وأنت يا رباب! أنظرن إذا أنا قتلت فلا تشققن عليَّ جيباً، ولا تخمشن عليَّ وجهاً، ولا تقلن هجراً...".

وبعد أن صلّى عليه السلام بأصحابه يوم عاشوراء، دعاهم أيضاً إلى الصبر والثبات قائلاً: " فاتّقوا الله واصبروا".

وكان شعار "الصبر والثبات" ظاهراً أيضاً في رجز أصحابه، فقد جاء مثلاً في بداية رجز خالد بن عمرو (رضوان الله عليه) قوله:

صبراً على الموت بني قحطان كيما تكونوا في رضى الرحمن
وجاء أيضاً في مطلع رجز سعد بن حنظلة التميميّ قوله:

صبراً على الأسياف والأسنّة صبراً عليها لدخول الجنّة
إنّ "الصبر يهوّن الفجيعة" كما يقول الإمام عليّ عليه السلام، والإنسان الصابر كما يزداد بالصبر تحمّلاً للمصيبة وآلامها، فإنّه يشعُّ أيضاً على الآخرين روحيّة الصبر والثبات.

ولقد كانت أشدّ المصائب والصدمات الروحيّة التي تعرّض لها الإمام الحسين عليه السلام مصيبة مقتل أبنائه وأنصاره من أهل بيته وأصحابه، لكنّه عليه السلام في جميع تلك الدواهي لم يتزعزع بل صمد وقاوم، ولم يستسلم لهول المصاب، ولم يهن ولم ينكل، وله تصريحات كثيرة مفعمة بالصبر على ما ألمّ به من عظيم الآلام عند فقد أعزّته وأنصاره من أهل بيته وأصحابه، ولقد أعدّ عليه السلام نفسه منذ البدء لتحمّل هذه النوازل، وقد صرّح بذلك في خطبته التي خطبها بمكّة قبيل خروجه إلى العراق، حيث قال: "نصبر على بلائه ويوفّينا أجور الصابرين".

وفيما أوصى به الإمام عليه السلام أخته زينب الكبرى وباقي النساء وأهل بيته في ليلة عاشوراء ضمن ما أخبرهم به من حال الأعداء، أنّه قال:

"ذكّرتهم فلم يذكروا، ووعظتهم فلم يتّعظوا، ولم يسمعوا قولي، فما لهم غير قتلي سبيلاً، ولا بدّ أن تروني على الثرى جديلاً، لكن أوصيكنّ بتقوى الله ربّ البريّة، والصبر على البليّة، وكظم نزول الرزيّة، وبهذا وعد جدّكم ولا خلف لما وعد، ودّعتكم إلهي الفرد الصمد".
وفي يوم عاشوراء دعا ابنه عليَّ الأكبر عليهما السلام إلى التحمّل والصبر على العطش قائلاً: "اصبر حبيبي..."، وكذلك خاطب أحمد بن أخيه الحسن عليهما السلام بعد أن عاد إليه من القتال عطشان بقوله: "يا بنيّ اصبر قليلاً..."، وفي وداعه الأخير لحرمه أوصى ابنته سكينة عليها السلام قائلاً:

"فاصبري على قضاء الله ولا تشتكي"، وكان من مناجاته العرفانيّة في آخر لحظات حياته وهو صريع على وجه الثرى، مخاطباً ربّه عزَّ وجلَّ: "صبراً على قضائك يا ربّ، لا إله سواك... صبراً على حكمك يا غياث من لا غياث له...".

إنّ تمسّك أهل المصيبة بالصبر، وسيطرتهم على أحزانهم وغمّهم، وتسليمهم لمشيئة الله وتقديره، احتساباً ورجاءً لما عند الله من المثوبة والأجر، كما يزيد في ثوابهم عند الله تبارك وتعالى، كذلك ييسّرعليهم تحمّل لوعة فقد الأحبّة واستشهاد الأعزّة، خصوصاً إذا كان صاحب المصيبة لفقد الأحبّة ذا إيمان قويّ لا يسمح للجزع والاعتراض أن يحبطا أجره عند الله تبارك وتعالى.

كان عبد الله بن جعفر زوج زينب الكبرى عليها السلام قد بقي في المدينة ولم يلتحق بالإمام الحسين عليه السلام في خروجه إلى العراق (فقد قيل: إنّه مكفوف البصر)، لكنّه كان قد شارك في الطفّ بولديه الذين استشهدا مع الإمام الحسين عليه السلام.

ولمّا بلغه مقتل ابنيه مع الحسين عليه السلام دخل عليه بعض مواليه والنّاس يعزّونه، فقال ذلك الرجل المولى: "هذا ما لقينا ودخل علينا من الحسين" فحذفه عبد الله ابن جعفر بنعله ثمّ قال: "يا ابن اللخناء! اللحسين تقول هذا؟! والله لو شهدته لأحببتُ أن لا أُفارقه حتّى أُقتلَ معه! والله إنّه لممّا يسخّي بنفسي عنهما، ويهوّن عليّ المصاب بهما أنّهما أصيبا مع أخي وابن عمّي مواسيين له صابرين معه".
إنّ التأريخ دوّن لنا صبر وثبات شهداء كربلاء وذويهم عنواناً لمقام إنسانيّ فذّ ولخصلة أخلاقيّة سامية، وقد أثنت النصوص الواردة في زيارة هؤلاء الشهداء الأفذاذ ثناءً عاطراً على جهادهم وصبرهم وثباتهم.

نقرأ في إحدى زيارات الحسين عليه السلام:"فجاهدهم فيك صابراً محتسباً حتّى سُفك في طاعتك دمه!".

ونقرأ في أحد نصوص زيارة أبي الفضل العبّاس عليه السلام:"فنعم الصابر المجاهد المحامي الناصر...".

لقد كانت واقعة كربلاء مدرسة الصمود، وكان أبطال ملحمة عاشوراء قدوات الصبر والتحمّل والثبات، كما استوعبت عوائل الشهداء أيضاً درس الصبر من زينب الكبرى عليها السلام، وتحمّلت الأمّهات والزوجات والآباء لوعة فقدان أعزّتهم الشبّان تأسّياً بكربلاء.


نسألكم الدعاء



الشاعر333 11-12-2012 09:08 PM

حياكم الله اختنا الكريمة على الموضوع والبحث الرائع
أحسن الله لنا ولكم العزاء
صراحةً قد لا يختلف رأيي المتواضع عن باقي الاراء السديدة للاخوة
فنظرتي المتواضعة لعاشوراء
هو ليس
شهر البكاء او السواد او الشعائر والمآتم
هو تذكرة لنا في كل عام من خلاله سنتذكر كل تلك القيم السامية
التي من اجلها عانت تلك الشجرة المباركة صلوات الله وسلامه عليها واتباعها والمتمسكين بها عانوا لانهم اعلنوا انتمائهم لها

لنترك الكتابة على الجدران ونشر البوسترات ونملأها بـ((كل ارض كربلاء كل يوم عاشوراء))
ان طبقناها ولو بالجزء اليسير بمعناها واهدافها
نكون انصارا بحق لصاحب المصيبة عليه السلام

ان نكون عنصر بناء لتلك الثورة الخالدة


لكم مني جزيل الشكر والامتنان
وعذرا على الاطالة

الحوزويه الصغيره 11-12-2012 11:59 PM

العفاف والحجاب
 
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام


العفاف والحجاب


تتحقّق الكرامة الإنسانيّة للمرأة في ظلّ عفافها، والحجاب أيضاً أحد الأحكام الدينيّة التي شرّعت من أجل أن تستعفف النساء وتطهر حجورهنّ، ومن أجل حفظ المجتمع من التلوّث بالرذائل والمفاسد.

ولقد قامت النهضة الحسينيّة من أجل إحياء القيم الدينيّة، وكان حجاب المرأة المسلمة وعفافها قد أخذ مكانته النفيسة في ظلّ هذه النهضة المقدّسة، وكان الإمام الحسين عليه السلام وزينب الكبرى عليها السلام وبقيّة أهل بيت الرسالة وحرم النبوّة يذكّرون بمنزلة هذه الجوهرة الأخلاقيّة سواء في أقوالهم أو في أسلوب تحرّكاتهم.

لقد كانت زينب الكبرى عليها السلام وباقي حرم الرسالة من أهل بيت الحسين عليه السلام قدوات للمرأة المسلمة في الحجاب والعفاف، إذ لم يغفلن عليهن السلام عن مراعاة كمال الحجاب ومتانة العفاف أثناء مشاركتهنّ في الملحمة العظيمة وأدائهنّ لدورهنّ الاجتماعيّ والتبليغيّ الحسّاس الخطير، فكنّ لذلك حقّاً أسوة لجميع النساء المسلمات.

لقد أوصى الإمام الحسين عليه السلام أختيه زينب وأمّ كلثوم وابنته فاطمة وزوجته الرباب قائلاً: "يا أختاه يا أمّ كلثوم، وأنت يا زينب، وأنت يا فاطمة، وأنت يا رباب، إذا أنا قتلت فلا تشققن عليَّ جيباً، ولا تخمشن عليَّ وجهاً، ولا تقلن هجراً".

خصوصاً وأنهنّ كنّ بمحضر أعين الأعداء التي كانت ترقب وترصد ما يصدر عنهن من قول وفعل.

ولمّا سمع الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء بكاء النسوة في الخيم، أرسل إليهنّ أخاه العبّاس وابنه عليّ الأكبر عليهما السلام ليسكّتاهنّ ويصبّراهن.

كان سلوك وتصرّف زينب الكبرى وأخواتها وأزواج وبنات الحسين وبقيّة نساء المعسكر الحسينيّ المقترن برعاية الحجاب وحفظ العفاف مثلاً عمليّاً أعلى لمتانة شخصيّة المرأة المسلمة.

ولم يألُ الإمام السجّاد عليه السلام جهده أيضاً في الحفاظ على حجاب مخدّرات بيت الرسالة ورعاية شؤونهنّ ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، بل لم يغفل عن هذا الأمر المهمّ حتّى في اللحظة التي رأى ابن زياد يهمُّ بقتله! إذ قال عليه السلام له: "يا ابن زياد! إنْ كانت بينك وبينهم قرابة فابعث معهنّ رجلاً تقيّاً يصحبهنَّ بصحبة الإسلام".

وينقل السيّد ابن طاووس (رضوان الله عليه) أنّ الإمام الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء قد أوصى عائلته برعاية الحجاب والعفاف وصون النفس.

ولمّا سمعت زينب الكبرى أخاها الإمام الحسين عليه السلام ينعى نفسه بعد ما رأى رؤيا في غفوته، فقدت صبرها ولم تتمالك نفسها، فلطمت وجهها وصاحت وبكت، فقال لها الحسين عليه السلام:"مهلاً! لا تشمتي القوم بنا!".

وروي أنّ امرأة من بني بكر بن وائل كانت مع زوجها في أصحاب عمر بن سعد، فلمّا رأت القوم قد اقتحموا على نساء الحسين عليه السلام فسطاطهنّ وهم يسلبونهنّ أخذت سيفاً وأقبلت نحو الفسطاط وقالت: يا آل بكر بن وائل! أتسلبُ بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !.

وفي الطريق من الكوفة إلى الشام كان غاية حرص نساء بيت النبوّة في حال السبي أن يصان حجابهنّ وعفافهنّ "فلمّا قربوا من دمشق دنت أمّ كلثوم من شمر- وكان من جملتهم- فقالت له: لي إليك حاجة! فقال: ما حاجتك؟! قالت: إذا دخلتَ بنا البلد فاحملنا في درب قليل النظّارة، وتقدّم إليهم أن يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل، وينحّونا عنها، فقد خزينا من كثرة النظر إلينا ونحن في هذه الحال!".

وكان من الاعتراضات الشديدة التي وبّخت زينب الكبرى عليها السلام يزيد بن معاوية عليها في خطبتها أن قالت: "أمِنَ العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبايا قد هتكت ستورهنّ، وأبديت وجوههنّ، تحدو بهنّ الأعداء من بلد إلى بلد، ويستشرفهنّ أهل المناهل والمناقل، ويتصفّح وجوههنّ القريب والبعيد والدنيّ والشريف...".

إنّ الغاية من نقل هذه الأمثلة والشواهد هي الإشارة إلى هذه الحقيقة وهي أنّ عائلة الإمام الحسين عليه السلام ومخدّرات بيت النبوّة وبقيّة نساء شهداء الطفّ كما كنّ يحرصن أشدّ الحرص على حجابهنّ وعفافهن، كنّ أيضاً ينكرن على الأعداء إنكاراً شديداً ويوبّخنهم بقوّة على معاملتهم المشينة مع حرم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وهتكهم لحرمة عترته وعرضهنّ على أنظار النّاس.

ومع أنّ حرم النبوّة والرسالة كانت بيد الأعداء، يسوقونهنّ من منزل إلى منزل، ومن مدينة إلى أخرى، ومن سوق إلى بلاط، مفجوعات قد أحرقت قلوبهنّ نار المصيبة والرزيّة، إلّا أنهنَّ كنّ في غاية الحرص وشدّة المراقبة على حفظ شأن وكرامة ومقام المرأة التقيّة الطاهرة، وبرغم تلك الحال الشديدة التي لا توصف كنّ قد حرصن أيضاً على أداء تكليفهنّ في التبليغ بأهداف النهضة الحسينيّة المقدّسة والدفاع عن غاياتها وأهدافها من خلال الخطب البليغة المؤثّرة التي كشفت حقيقة الأعداء وفضحتهم.

إنّها الحركة الاجتماعيّة السياسيّة للمرأة المسلمة في ذات الوقت الذي تصون حجابها وعفافها، وهذا درس لجميع النساء المسلمات في كلّ الظروف وجميع العصور.


نسألكم الدعاء


مولى أبي تراب 12-12-2012 06:14 PM

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ ... وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِيْنَ
السَّلامُ عَلى الحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ وَعَلى أوْلادِ الحُسَيْنِ وَعَلى أصْحَابِ الحُسَيْنِ
---------------------------
إن في حياة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين بجميع تفاصيلها دروس وعِبَر لذا أُمرنا بالتأسي بهم واتخاذهم منهاجاً
للسير والسلوك والاقتداء والتأسي ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ ) ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) ( إنَّما مَثلُ أهل بيتي مَثَلُ سَفينة نُوح من ركِبَ فيها نجا ومن تَخلِّفَ
عنها غرق ) فحياة كل واحد من المعصومين عليهم السلام هي مدرسة قائمة بحد ذاتها وما يصدر عنه من فعل أو قول الا
وفيه العِبرة ، بل كان سكونهم وسكوتهم تقريراً وإمضاءً ، فإذا كانوا كذلك في أدق تفاصيل حياتهم المباركة فكيف بقيامهم
وتحركهم وثورتهم وحربهم ومشاريعهم الكبرى فلا شك أن في طيات ذلك التحرك الكثير من العِبر والدروس والمصالح العظيمة
لأنهم مؤيدون بتأييد الله تعالى ومسدّدون بتسديده ومشاريعهم إلهية ومخططاتهم سماوية ، ومن كان الله تعالى مؤيدَه
ومسدّدَه والمخطّطَ له فحريّ بأن تكون لنا فيه الأسوة والاتعاظ والاعتبار وأن يكون مصباحاً يهتدي به المهتدون ويستنير به
السائرون ، وهذا من الواضحات التي لا كلام فيها وإنما الكلام والشأن كل الشأن في أننا كيف يمكن لنا أن نغوص في
أعماق هذه المدارس ونستخرج المكنون من لآلئها ودررها وكيف لنا استلهام تلك الدروس وفهمها وتطبيقها فهذه هي
مهمتنا وتكليفنا تجاه أئمتنا سلام الله عليهم
وفي مقدمة تلك المشاريع الإلهية والمخططات السماوية ثورة سيدنا ومولانا الإمام الحسين صلوات الله عليه كما يدل على
ذلك الحشد الهائل والاهتمام البالغ بهذه الثورة المباركة من قبل المعصومين عليهم السلام وتأكيدهم على ضرورة الإبقاء
عليها حيّة في جميع الأزمنة والأعصار وإن كلّف ذلك التضحيات
فثورة الإمام الحسين عليه السلام مدرسة إلهية كبرى دُعينا الى التربية والتعليم والتلّمذة فيها والانتساب اليها كي نستلهم
عِبرها ونستوعب دروسها ونجني ثمارتها ، وهذا ما يحتاج منا الى إعمال الفكر وشحذ الهمة ودراسة هذه الثورة المباركة
دراسة واعية دقيقة للوقوف على بركاتها ودروسها وحِكمها وعِبرها
الأخت الفاضلة جزاكم الله خيراً وشكر سعيكم لهذه الإلتفاتة الواعية
متابعون لكم وإن شاء الله يكون لنا شرف الحضور والمشاركة
وفقكم الله تعالى

الحوزويه الصغيره 13-12-2012 03:06 AM

الإختيار
 

http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام


عاشوراء مجلى "عمق الحياة وجوهرها"، فالحياة ليست صعود الأنفاس ونزولها فحسب، والحياة لا تنحصر في عالم هذه الدنيا...
إنّ معرفة الجوهرة الخالصة للحياة الإنسانية تتجلّى في ظلّ عاشوراء، ذلك لأنّ بلاغ عاشوراء هو أنّ الحياة العزيزة الكريمة في الدنيا والفوز بالحياة الأفضل في الآخرة إنّما يتحققان في ظلّ الجهاد والشهادة في سبيل الله والحقّ والعقيدة الإلهيّة، ذلك المسار الذي تنجو به الحياة الإنسانيّة من أن تكون جوفاء بلا معنى.


الإختيار


مزجت طينة الإنسان بالقدرة على الاختيار، ذلك من فطرة الله التي فطر النّاس عليها ولا تبديل لخلق الله، فالإنسان مسؤول عن اختياره طريق الحقّ أو طريق الباطل، سبيل الخير أو سبيل الشرّ، نجْد السعادة أو نجْد الشقاء، الإنسان مسؤول أمام الله تعالى عن هذه القدرة على الاختيار الّتي هي "أمانة إلهيّة" عنده.

إنّ البعد الفردي والبعد الاجتماعي في شخصية كلّ إنسان، وسعادته وشقوته، وجنّته وجهنّمه، رهن نوع اختياره في هذه الحياة، والإنسان في كلّ لحظة من لحظات حياته عرضة لأحد الاختبارات الإلهيّة، يمتحنه الله ليعلم أيّ سبيل يختار من السبل المختلفة؟ ولأيّ نداء يستجيب؟ لنداء "العقل" و"الآخرة" ؟ أم لنداء "النفس" و"إغراءات الدنيا" ؟ لنداء "الأعمال الصالحة" أم لنداء "المصالح الذاتيّة" ؟

والنّاس إزاء دعوة الأنبياء عليهم السلام أيضاً لا بدّ أن يختاروا أحد طريقين إمّا طريق "التصديق والإيمان" أو طريق "التكذيب والكفر"، والارتباط بخطّ الأنبياء عليهم السلام معناه الاستجابة إلى دعوة العقل والمنطق، أمّا رفض دعوة الأنبياء عليهم السلام فمعناه غلبة الأهواء والمصالح الذاتيّة على نداء العقل.

لقد اختار إبليس العصيان "الاختيار السيّء" قبال الأمر الإلهيّ بالسجود لآدم عليه السلام فطُرِدَ من رحمة الله فهو رجيم.

وكان المؤمنون والكافرون أيضاً ولم يزالوا على الدوام عرضة لاختبار "الاختيار الحسن" و"الاختيار السيّء".

لنَطْوِ الآن سجلّاً مديداً لاختيارات تأريخيّة كثيرة، ولنقرأ في سجلّ نهضة عاشوراء، سجلّ الاختيارات العجيبة!

إنّ جميع تفاصيل ومشاهد حركة أحداث هذه النهضة الخالدة كانت قائمة على الاختيار، سواء في معسكر الحقّ معسكر الإمام الحسين عليه السلام، أو في معسكر الباطل معسكر ابن زياد وقوّاده وجنوده، إذ كان أهل الكوفة أنفسهم أيضاً عرضة لامتحان كبير، فأمّا اختيار نصرة الحسين عليه السلام وإنْ كانت عاقبة هذا الاختيار الشهادة، أو اختيار الحياة الدنيا والعافية والمناصب في حكومة الجور والظلم حتّى وإنْ أدّى هذا الاختيار إلى قتل ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيّد الشهداء عليه السلام، لقد كان بإمكان الإمام الحسين عليه السلام أن يختار مبايعة يزيد، وما كانت عاشوراء لتقع، ولكنّه اختار الشهادة عطشانا، روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "سمعتُ أبي يقول: لمّا التقى الحسين عليه السلام وعمر بن سعد لعنه الله وقامت الحرب، أنزل الله تعالى النصر حتّى رفرف على رأس الحسين عليه السلام، ثمّ خيّر بين النصر على أعدائه وبين لقاء الله، فاختار لقاء الله!".

في الطريق من مكّة إلى العراق، لمّا وصل إلى الإمام عليه السلام خبر مقتل مسلم بن عقيل عليه السلام وهاني بن عروة وعبد الله بن يقطر، أخرج الإمام عليه السلام للناس كتاباً: "ونادى: بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعد: فقد أتانا خبر فظيع! قُتل مسلم بن عقيل، وهانيء بن عروة، وعبد الله بن يقطر، وقد خذلتنا شيعتنا، فمن أحبّ منكم الانصراف فلينصرف، ليس عليه منّا ذمام. فتفّرق النّاس عنه تفّرقاً، فأخذوا يميناً وشمالاً، حتّى بقي في أصحابه الذين جاءوا معه من المدينة!".

ولمّا خرج عليه السلام من مكّة تبعه رسلٌ من والي مكّة يحملون إليه رسالة من الوالي يتعهّد فيها للإمام عليه السلام بالأمان والصلة إذا رجع عن سفره إلى العراق، فكان ممّا أجابه الإمام عليه السلام:"... وقد دعوت إلى الأمان والبرّ والصلة، فخير الأمان أمان الله".

في كربلاء أيضاً كان شمر بن ذي الجوشن قد جاء بأمان من عند ابن زياد لأبي الفضل العبّاس وإخوته من أمّه عليهم السلام، لكنّهم رفضوا ذلك الأمان واختاروا البقاء مع الإمام عليه السلام والشهادة بين يديه، وقالوا: "لا حاجة لنا في أمانكم، أمان الله خير من أمان ابن سميّة".

والمشهور أنّ زهير بن القين (رضوان الله عليه) كان عثمانيَّ الهوى ولم يكن مائلاً إلى أهل البيت عليهم السلام، ولكنّه بعد لقائه بالإمام الحسين عليه السلام في الطريق من مكّة إلى الكوفة اختار لنفسه طريقاً جديداً، هو الالتحاق بالإمام عليه السلام والانضمام إلى الركب الحسينيّ، وجاهد في صفّ الحقّ حتّى استشهد (رضي الله عنه)، ولمّا سئل عن سبب تحوّله قال: "... الطريق جمع بين وبينه، فلمّا رأيته ذكرتُ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومكانه منه، وعرفتُ ما يقدم عليه من عدوّه وحزبكم، فرأيت أن أنصره وأن أكون في حزبه، وأن أجعل نفسي دون نفسه، حفظاً لما ضيّعتم من حقّ الله وحقّ رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ".

وفي ليلة عاشوراء، حينما صاv الأنصار (قدس سرهم) وجهاً لوجه أمام اقتراح سيّد الشهداء عليه السلام، حيث أذن لهم بالانصراف عنه وتركه لأنّ الأعداء لا يبتغون غيره إذا ظفروا به، كان جوابهم واحداً قاطعاً لا تذبذب فيه وهو اختيار "البقاء معه"، فلم ينصرف عنه تلك الليلة أحدٌ منهم.

ومن الاختيارات الخالدة في عظمتها وأهميّتها اختيار "الحرّ بن يزيد الرياحيّ" (رضي الله عنه)، لقد كان حتّى صباح عاشوراء في صفّ معسكر ابن زياد، وكان أحد القادة المهمّين المرموقين في جيش الأعداء، لكنّه خيّر نفسه بين الجنّة والنّار، فاختار الجنّة قائلاً: "إنّي والله أخيّر نفسي بين الجنّة والنّار، فوالله لا أختار على الجنّة شيئاً ولو قطّعت وأُحرقت!"، ثمّ ضرب فرسه مسرعاً به إلى معسكر الإمام عليه السلام ليقف بين يديه معلناً عن توبته واستعداده لنصرته، فقُبلت توبته، وجاهد بين يدي الإمام عليه السلام حتّى فاز بالشهادة والجنّة.

إنّ هذا الاختيار الفريد، والموقف الفذّ الذي اتّخذه الحرّ (رضي الله عنه) جعل منه أسوة خالدة للأحرار على مدى الأجيال، وفرقداً هادياً في سماء طلاّب الحقّ وأهل البصائر، وشهيداً من شهداء كربلاء العظام، فضلاً عن السعادة الأبديّة التي فاز بها.

إنّ التأمّل عند مفترق طريقين صعبين واختيار الأفضل منهما دليل على كمال عقل الإنسان وحرصه على مستقبله وسعادته.

ولكن هل عاش عمر بن سعد تجربة هذا التأمّل العقلائيّ حقّاً، وهل ذاق بصدق حقيقة هذا الاختبار المرير، حينما جاء إلى كربلاء لقتال الإمام الحسين عليه السلام مختاراً لنفسه أسوأ ما يختار إنسان لنفسه من مصير؟!

إنّه لم يمهل نفسه حتّى ليلة واحدة من أجل التأمّل والتفكّر في قبول ما أمره به ابن زياد أو رفضه! فلم يوفّق للفوز ب-"الاختيار الأحسن"، ذلك لأنّه كان مأخوذاً بطمعه في "ملك الريّ" إلى درجة عدم القدرة على مقاومة هذا الطمع أو الإعراض عنه! فكانت النتيجة أن فضّل الانقياد إلى اختيار وهم "ملك الريّ" حتّى وإنْ كان ثمن هذا الاختيار السيّء الذنب العظيم بقتل سيّد الشهداء عليه السلام !!

وهناك آخرون أيضاً كانوا قد التقوا الإمام الحسين عليه السلام في طريقه من مكّة إلى العراق، ودعاهم الإمام عليه السلام إلى نصرته، ولكن لحبّهم الدنيا وانشدادهم إليها، ومخافتهم من عواقب نصرة الإمام عليه السلام، لم يوفّقوا إلى "الاختيار الأحسن" في الالتحاق بركبه والانضمام إليه والاستشهاد بين يديه والفوز بالسعادة الأبديّة، وكان أوضح وأسوأ مثال لأولئك عبيد الله بن الحرّ الجعفيّ، الذي صارح الإمام عليه السلام بتعلّقه بالدنيا قائلاً: "... والله إنّي لأعلم أنّ من شايعك كان السعيد في الآخرة! ولكن ما عسى أن أغني عنك؟! ولم أخلّف لك بالكوفة ناصراً!! فأُنشدك الله أن تحملني على هذه الخطّة، فإنّ نفسي لم تسمح بعد بالموت!...".
أمّا أنصار الإمام عليه السلام فقد واجه كلٌّ منهم امتحان "الاختيار"، فاختاروا جميعاً الشهادة مع الإمام عليه السلام على البقاء في هذه الدنيا... وهذا هو الاختيار- عن وعيٍ- للموت في سبيل العقيدة والإيمان، إنه الموت المختار لا الموت المفروض على الإنسان.

في ليلة عاشوراء وقف مسلم بن عوسجة (رضي الله عنه) بين يدي الإمام عليه السلام وخاطبه قائلاً: "أنحن نخلّي عنك؟! وبما نعتذر إلى الله في أداء حقّك؟! لا والله! حتّى أطعن في صدورهم برمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة. والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنّا قد حفظنا غيبة رسول الله فيك، أما والله لو علمت أنّي أُقتل، ثمّ أُحيى، ثمّ أُحرق، ثمّ أُحيى، ثمّ أُذرى، يُفعل ذلك بي سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلة واحدة، ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً؟!".

وخاطبه زهير بن القين (رضي الله عنه) قائلاً: "سمعنا يا ابن رسول الله مقالتك، ولو كانت الدنيا لنا باقية، وكنّا فيها مخلّدين، لآثرنا النهوض معك على الإقامة فيها!".

ورأى الإمام الحسين عليه السلام نفسه مخيّراً بين الذلّة والشهادة، فاختار السيف والشهادة وقال: "هيهات منّا الذلة!".

وكان من شعاراته التي أطلقها في الميدان يوم عاشوراء قوله عليه السلام في رجزه الحماسي:

القتل أولى من ركوب العار والعار أولى من دخول النار

إنّ السبب الرئيس في هذا "الاختيار الأحسن" هو النظرة الصحيحة التي يؤمن بها الإنسان إلى الربح والخسارة، وإلى الأبديّة والخلود، وإلى سبيل الفوز بالنعيم الدائم والسعادة الباقية.

وقيمة كلّ فرد أو أُمّة رهنٌ لنوع اختيار هذا الفرد أو تلك الأمّة ومن الطبيعي أنّ الأمم الصبورة المقاومة تثبت على اختيارها، ولا تنحني أو تنثني لكثرة من تفقدهم من شهدائها أو لعظم ما تتعرّض له من خسائر، ذلك لأنّها اختارت مسيرها عن وعي وإيمان.

يقول الإمام الخمينيّ بصدد شهداء كربلاء:
"كلمّا كان سيّد الشهداء عليه السلام في يوم عاشوراء يقترب من الشهادة كان وجهه يشرق أكثر! وكان شبّانه يتسابقون للفوز بالشهادة، لقد كانوا جميعاً يعلمون أنهم عمّا قليل سيستشهدون، لكنّهم تسابقوا لأنهم كانوا يعلمون إلى أين يذهبون، ويعلمون لماذا أتوا، كانوا على وعيٍ: أنّنا جئنا لأداء تكليفنا الإلهي، جئنا لحفظ الإسلام".



نسألكم الدعاء














العراقي90 13-12-2012 01:30 PM

بارك الله فيك .وجزاكم الف خير
تقبلي مروري المتواضع

الحوزويه الصغيره 13-12-2012 11:23 PM

النصر والهزيمة
 


http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام


النصر والهزيمة


من المفاهيم المؤثّرة تأثيراً كبيراً في حياة النّاس مفهوم ومعنى النصر والهزيمة ونوع النظرة التي يتبنّاها الإنسان بصددهما.

حينما تتحقّق الأهداف المنشودة في مواجهةٍ هادفةٍ فإنَّ نتيجتها تعتبر نصراً للطرف الذي خاض هذه المواجهة من أجل تحقيق هذه الأهداف، حتّى وإنْ لم يحقق هذا الطرف فتحاً عسكرياً فيها، بل لا يمنع من كون هذا النصر قد تحقّق فعلاً أنّ الأهداف المنشودة لا تتحقّق إلّا في زمن متأخّر عن زمان الواقعة ولو بعد أجيال عديدة. بل إنّ التكليف المُلقى على عاتق الإنسان في أيّ مقطع زمانيّ إذا قام به هذا الإنسان وأدّاه تمام الأداء فهو انتصار، لأنّ نفس "أداء التكليف" انتصار، وإنْ انتهى في الظاهر أحياناً إلى انكسار وهزيمة.

ولم يكن للإمام الحسين عليه السلام هدف غير إعلاء كلمة الحقّ، وبقاء الدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، من أجل تحقيق العدل والعزّة والكرامة الإنسانيّة، وقد تحقّقت للإمام عليه السلام جميع هذه الأهداف، وإنْ كان عليه السلام وأنصاره قد استشهدوا في عاشوراء!

ففضح حقيقة الأمويين البشعة بكشف اللثام عن كفرهم، وتمزيق هويّتهم الإسلاميّة المزوّرة، وفصل الإسلام الأموي عن الإسلام المحمّديّ الخالص، وكسر حالة الرعب والخوف المهيمنة على الأمّة بالقيام والثورة على حكومة الجور، ونفخ روح الإحساس والالتزام والمسؤولية في الأمّة إزاء الإسلام وقضايا المسلمين، إحياء دوافع الجهاد والمقاومة في سبيل الحقّ، كلّ ذلك كان من الأهداف الحسينية التي تحقّقت في عاشوراء.

إذن فالإمام الحسين عليه السلام كان هو المنتصر في كربلاء، والنصر إذن لا يعني الغلبة العسكرية فقط، إذ إنّ انتصار الدّم على السيف من نفس نوع الانتصارات الحقيقيّة.

بعد عودة الركب الحسينيّ من الشام إلى المدينة، كان إبراهيم بن طلحة قد التقى الإمام زين العابدين عليه السلام في المدينة، فسأله عن الغالب والمنتصر في كربلاء يوم عاشوراء، فأجابه الإمام السجّاد عليه السلام قائلاً:
"إذا دخل وقتُ الصلاة فأذِّن وأقِم تعرِفُ مِن الغالب!".

وهذا هو النصر المتحقّق بتحقّق الأهداف، وإن كان الناظرون إليه بعين الظاهر لا يرونه نصراً!

ومن ناحية أخرى فإنّ الذين يعيشون الحياة على أساس عقيدة حقّة نقيّة طاهرة، ويضحّون أيضاً بأنفسهم في سبيل هذه العقيدة، منتصرون دائماً وعل كلّ حال، لأنّهم- حسب التعبير القرآنيّ- أصحاب "إحدى الحسنيين"، سواء غلبوا أو استشهدوا.

وشهداء هذا الطريق- في الرؤية العاشورائيّة- منتصرون، لأنّ الشهادة هي الفوز الأكبر والفلاح العظيم، أمّا المتخلّفون عن قافلة الشهادة فيعيشون حياة بلا فتح، ذلك لأنّهم قصّروا بقعودهم عن نصرة الحقّ، وهل ثمَّ حياة أمرُّ من هذه الحياة؟ لمّا فصل سيّد الشهداء عليه السلام بركبه عن المدينة بعد خروجه منها دعا بقرطاس، وكتب رسالة إلى بني هاشم هي: "بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن عليّ إلى بني هاشم، أمّا بعد، فإنّ من لحق بي منكم استشهد، ومن تخلّف لم يبلغ الفتح، والسلام".

لقد دوّن الإمام عليه السلام في هذه الرسالة المباركة عبارة واحدة، لكنّها كانت قد تضمّنت كلّ معنى العظمة، وحوت البلاغ السامي في أنّ الشهادة تحت رايته عليه السلام هي فتح مبين! لا يبلغه من تخلّف عن الركب الحسينيّ.


نسألكم الدعاء



أبواسد البغدادي 14-12-2012 12:54 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد
عظم الله لكم الاجر بمصاب ريحانة الرسول وثمرة قلب البتول ..

قتل الحسين فيالها من نكبةٍ .... اضحى لها الاسلام منهدم الذرا
رزء تدارك منه نفس محمدٍ ..... كدراً وابكى قبره والمنبرا
اهدى السرور لقلب هندٍ وابنها ...واساء فاطمة واشجى حيدرا ..

نعمهذا الحزن العميق على فقد سيد الشهداء ومفجر الثورات الانسانية ضد الطغاة والفجرة العتاة ..
هي فتيل تفجير الارادة لدى المؤمن ... وتحرك حب المواجهة باليد والعمل والقلم والكلمة ضدهم ...
وقول كلمة الحق التي قالها روحي فداه......

جزيتم خيرا اختي الجليلة موضوع رائع
ممنون

س البغدادي 15-12-2012 12:00 AM

الاخت العزيزة ...الحوزوية الصغيرة ..بارك الله بكم وبمجهودكم الكبير العالي الثمين القيم ..الذي اعتبره منبرا حرا حسينيا ..ابدعت في التكلم والخطابة فيه ..فالسلام على الحسين .....
عزيزتي ..اتفق في كل ما طرحتيه وتتطابق كل ماذهبت فيه في خطابك مع ما تجول فيه سطوري وكلامي ...
لكن ..وعذرا ..
ان لحركة الحسين ونهضته ..تاثيرا بالغا ..وكبيرا في كل تفاصيل حياتنا الصغيرة وبمحطاتها الكبيرة والكثيرة ..
لكن ما يدغدغ مشاعري ..ويوقفني ويستعبرني ويثنيني ...هي تلك الوقفات التي اعتبرها ابا عبد الله الحسين .في حركته وهي ..الموت اولى من ركوب العار ..والعار اولى من دخول النار ...
فهذا القصيد والماثرة والمحطة الكربلائية الحسينية علمتني ان لاانحني ولا استكين تجاه العدو ...حتى ان استهين به في هكذا مواقف ...
علمني الحسين ..ان الكرامة اثمن من رغيف الخبز ....
علمني الحسين ..ان عندما احب ربي احبه لانه ربي ...
علمني الحسين ..احترام الكلمة ....
علمني الحسين ..الصبر على الاذى .والمصيبة ..
علمني الحسين ..ان الاسلام اغلى من الدم والروح والاهل والناس ..
علمني الحسين ..ان احبه كيف ..
صدقوني ..ليست هذه كلمات اسردها هنا وهناك لاجل املاء هذا السطر او لاكتساب كلمة الثناء ..ما هذا شاني ...بل هي حقا ما تعلمته من الحسين ..من كربلاء ...من عاشوراء التضحية والاباء ..
فالسلام على الحسين ...

ودي ....

باقرر 15-12-2012 12:53 AM

العبرة من عاشوراء
 
عاشوراء الحسين عليه السلام هي الحياة وهي التي علمتنا معنى الحياة وكيف نحيى في هذه الحياة فنحن من غير عاشوراء الحسين ليس هناك من حياة بل لا نتصور معنى للحياة ...وعاشوراء الحسين علمتنا معنى الحرية فلا حرية بغير عاشوراء الحسين وحرية من دون حرارة عاشوراء الحسين لا معنى لها وستبقى حرارة ولهيب عاشوراء الحسين في قلوب المؤمنين لا تنطفئ ابدا....هذا ما تعلمته من عاشوراء الحسين عليه السلام

الحوزويه الصغيره 15-12-2012 02:46 AM

الدنيا منام والآخرة هي اليقظة
 
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام


الدنيا منام والآخرة هي اليقظة


كما أنّ الدنيا في الحقيقة ليست سوى رؤيا منام، وأنّ عالم اليقظة هو عالم الآخرة، كذلك فإنّ أكثر النّاس في هذه الدنيا نيام، فإذا ماتوا انتبهوا!

ومعيار السعادة والفلاح في الآخرة حيث الحياة الواقعيّة الحقّة، وليس في الدنيا التي هي أشبه ما تكون برؤيا المنام.

يقول الإمام الحسين عليه السلام:"إنّ الدنيا حلوها ومرّها حلم، والانتباه في الآخرة، والفائز من فاز فيها، والشقيُّ من شقي فيها".

وعلى أساس هذه النظرة فإنّ من يتعلّق قلبه بسعة الآخرة يرى الدنيا ضيّقة محدودة وخانقة، ويرى الموت جسراً يعبر به من مضائق الدنيا إلى رحاب الآخرة، ويسعى بكلّ جهده وطاقته للنجاح والموفقيّة في مرحلة ما بعد الموت، مرحلة الحياة الحقّة واليقظة الدائمة.

يقول الإمام الحسين عليه السلام وهو يحثّ أصحابه على الصبر والصمود يوم عاشوراء: "صبراً بني الكرام! فما الموت إلّا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضرّاء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة، فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر؟! وما هو لأعدائكم إلّا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب. إنّ أبي حدّثني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:أنّ الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى جنّاتهم، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم، ما كذبتُ ولا كُذِبت".

إن الذين لا يعرفون الآخرة ولا يرونها يكون من أصعب الأمور عليهم الانتقال من الدنيا إلى الآخرة، أمّا إذا كان الإنسان من أهل الإيمان والبصيرة، وكان يشاهد الآخرة في نفس هذه الدنيا، فإنّ هذه الرؤية الإيمانيّة الشهوديّة تُهوِّنُ عليه بل تحبّب إليه الانتقال إلى الآخرة، إذ يتغلّب الشوق إلى الآخرة على الركون إلى الدنيا.

إنّ نوع نظرة الإنسان إلى الدنيا والآخرة وإلى الارتباط بينهما له تأثير كبير وأساس في تحديد نوع عمل الإنسان.

يقول الإمام الحسين عليه السلام في الرسالة التي بعث بها من كربلاء إلى أخيه محمّد بن الحنفيّة وبني هاشم: "... أمّا بعدُ، فكأنّ الدنيا لم تكن! وكأنّ الآخرة لم تزل! والسلام". إنّ معرفة بالدنيا والآخرة كهذه المعرفة التي تمتدّ فيها أنوار تجليّات الآخرة لتغمر حتّى هذه الدنيا، هي السبب الذي جعل الدنيا في نظر الإمام عليه السلام ليست بدار قرار، فلا يصحُّ الركون إليها والاطمئنان بها، فكان عليه السلام رغبة في الارتحال عنها يعدُّ العمر لحظة شوقٍ إلى دار الخلود والنعيم، دار لقاء الله تعالى.


نسألكم الدعاء

احسان محمد حسين 15-12-2012 02:56 AM

هل المسلمون يحتفلون فرحا في يوم عاشوراء ؟
 
قرون من تأريخ المسلمين وهم يحتفلون فرحا في يوم عاشوراء ؟ نعم فرحا فهكذا أراد وعاض السلاطين الطواغيت لنا أن نفهم انها عاشورا يوم ضفر موسى بآل فرعون ؟ هكذا أرادوا أن يطمس عن فهمنا وعلمنا ما حدث في يوم عاشوراء وفي أرض كربلاء, فبعد أن أمر يزيد بن معاوية بقتل الحسين عليه السلام حفيد رسول الله ومن معه من أولاده واخوته واصحابه وقطع رؤوسهم وتعليقها على الرماح وأسر النساء حفيدات رسول الله وعرضه وسوقهم خلف الرؤوس الطاهرة من كربلاء جنوب العراق الى الشام مركز حكمه (القصة رهيبة دامية مروعة مفزعة ولمن أراد أن يعرف الاحداث على حقيقتها فعليه أن يبحث عنها في أمهات كتب التأريخ ) نعم بعد الجريمة الكبرى جاء دور وعاض السلاطين ليطمسوا الاحداث بعد ما عرفوا مدى محبة المسلمين لآل البيت الاطهار فخوفا من ردة فعل المسلمين في احياء ذكرى عاشوراء الثورة ضد الظالمين أشاعوا رواية ضفر موسى عليه السلام بفرعون ؟ برواية ركيكة غبية فهيات أن يسهل لهم الله ذلك , قالوا في روايتهم أن الرسول (ص) قد رأى يهود يصومون يوم عاشوراء محتفلين فحين سألهم قالوا اليهود أنه يوم ضفر موسى بفرعون ؟ نعم هكذا بكل بلادة ؟ أيتعلم رسول الله دينه من اليهود؟ أجيبوا يا من تحرصون على سنة الرسول صلى الله عليه وآله.

لؤي زباري محمد 15-12-2012 11:22 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صلي على سيدنا محمد وال سيدنا محمد الطيبين الطاهرين المعصومين المنتجبين
سأكون بفظل الله واهل بيته الطاهرين يوم عاشوراء في كربلاء المقدسه لزيارة الاربعين زيارة الامام الحسين عليه السلام
واخيه ابي الفظل العباس واولاده واصحابه النجباء وسازور نيابه عن جميع المشتركين ومن سألني الدعاء وقلدني الزياره نسأل من الله القبول والشكروالجزيل لكم جميعا

لؤي الفضلي

تميم التميمي 15-12-2012 01:24 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهبسم الله الرحمن الرحيماللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريفاللهم كن لوليك الحجة بن الحسن (صلواتك عليه وعلى آبائه)في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً وهب لنا رأفته ورحمته ودعائه وخير برحمتك يا أرحم الراحمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عبره من مدرسه عاشوراء

لقد علّمنا سيد الشهداء ما ينبغي فعله في مواجهة الظلم والجور والحكومات الجائرة. فمنذ البداية كان- سلام الله عليه- يعلم طبيعة الطريق الذي اختاره وانه ينبغي له التضحية بجميع أهل بيته وأصحابه من أجل الإسلام. وكان يعلم نهايته أيضاً. ولو لم تكن هذه النهضة، لو لم تكن نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) لتسنى ليزيد وأتباعه خداع الناس وتعريفهم بالإسلام بشكل مقلوب. إذ أنهم لم يكونوا يؤمنون بالإسلام منذ البداية وكانوا يضمرون الحقد على أئمة المسلمين ويحسدونهم.

إن تضحيات سيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه، هزمت الحكم الأموي، إذ لم يمض وقت طويل حتى تنبه الناس إلى عظمة الفاجعة والمصيبة التي ارتكبت بحق آل بيت الرسول، وقد أدّى ذلك إلى قلب الأوضاع ضد بني أمية. كما أوضحت واقعة كربلاء للإنسانية على مرّ التاريخ، طريق العزة والكرامة، وعلّمت الاحرار كيف تنتصر قوة الإيمان على السيف والأعداء مهما كان عددهم وعدتهم.

تميم التميمي 15-12-2012 01:25 PM

احسنتم وبارك الله فيكم على هذا الطرح المبارك

أبو ذر السماوي 15-12-2012 02:49 PM

كل أرض كربلاء وكل يوم عاشواء
عبر ودروس مهمى تكاتف عليها الزمان تسحقهُ
الحسين ( ع ) ثورة وعِــبــره وعـَــبــره
هذا ما أخذته من عاشوراء الحسين ( ع )

عماد الجبوري 15-12-2012 06:13 PM

كل يوم يمر نتعلم فيه من ثورة الحسين عليه السلام تعلمنا الكرامة وعزة النفس وعدم الرضوخ لطواغيت العصر
تعلمنا الصبر وتعلمنا الوفاء والاخوة والصدق والثبات على المبدا والامر بالمعروف والنهي عن المنكر
تعلمنا الصلاة بكل ما تحتوي من معاني وافعال تعلمنا طريق الشهادة واعلاء كلمة لا اله الا الله
تعلمنا سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وعدل المرتضى عليه السلام وكرم الحسن عليه السلام وشجاعة الحسين عليه السلام نعم انعم الله علينا برحمته الواسع حيث ادرك اطفالنا مراسيم عاشوراء لكي يتم التواصل بين الاجيال وتبقى كربلاء خالدة هنيئا لمن سار على درب ونهج الحسين بالافعال والاقوال يعجز القلم وتعجز الكلمات لكن كربلاء في عقولنا مادام فينا عرق ينبض

الحوزويه الصغيره 15-12-2012 10:58 PM

حبّ الله تعالى
 


http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام


إنّ لعاشوراء- سوى بُعدها الملحمي، وبُعد مقاومة ومواجهة الظلم، وبُعد القيام لإقامة العدل والقسط، وأبعادها الأخرى- بُعدها العرفانيّ الذي يتجلّى في العلاقة والمحبّة الخاصّة بين العبد وخالقه ، فعاشوراء كانت ولا تزال تعلّم الأجيال أسمى دروس العرفان الخالص. وأنّى يمكن المزج بين الحماسة والعرفان لو لم تكن كربلاء والمشاهد المستلهمة من ملحمة عاشوراء؟

إنّ بعض المؤلّفين وكتّاب المقاتل، أو الشعراء الذين نظموا ملحمة عاشوراء شعراً كما تناولوا وقائع عاشوراء تأريخاً وتحليلاً، نظروا كذلك وتأمّلوا في البعد العرفانيّ لهذه الملحمة.

إنّ بلاغ عاشوراء العرفانيّ يرسم ويوضّح أيضاً طريقة السير والسلوك إلى الله تبارك وتعالى المطابقة ل-"خطّ الأنبياء والأئمّة عليهم السلام "، كما يفضح بطلان خطّ العرفان الصوفيّ المصطَنع والمعتزل لميدان الصراع بين الحقّ والباطل وميدان العمل بالتكليف الاجتماعيّ.


حبّ الله تعالى


من أسمى وأعذب حالات الروح الإنسانيّة حبّها للكمال المطلق والمعبود الحقيقيّ وهو الله تبارك وتعالى، والقادة الرّبانيّون من الرسل والأنبياء والأئمّة عليهم السلام يتمتّعون بأعلى درجات هذا الحبّ المقدّس، وإنَّ منحى حياتهم وشهادتهم ناطقٌ بهذه الحقيقة وشاهد عليها أيضاً. إنّ أهل هذا الحبّ المقدّس لا يرون لأنفسهم تعيّناً وجوديّاً، بل هم دائماً في انتظار لحظة التحرّر والخلاص من قفص البدن وسجن التراب من أجل الالتحاق بالله تبارك وتعالى، حبٌّ كهذا يتبعه "فناءٌ في الله" أيضاً، وهذا الفناء وهذه الجذبة هما السبب في أنّ العارف الواصل لا يحسب لشيء غير ذات الله تبارك وتعالى وغير رضاه حساباً أبداً، ويتجاوز بالإعراض عن كلّ ما يكون مانعاً لوصال المحبوب. وفضلاً عن أنّ أحد مظاهر هذا الحبّ العرفانيّ هو أنّ العارف يرى كلّ شيء لله ومن أجل الله، فإنّ التضحية بالجسم من أجل معراج الروح إلى الله تعالى هو مظهر آخر من مظاهر هذا الحبّ. وممّا ينسب إلى الإمام الحسين عليه السلام من الشعر، أنّه قال هذين البيتين وهو صريع مطروح على أرض كربلاء:

تركتُ الخلق طُرّاً في هواكا وأيتمت العيال لكي أراكا

فلو قطّعتني في الحبّ إرباً لما مال الفؤاد إلى سواكا

ومن ثمرات هذا الحبّ وهذه المجذوبيّة إلى الله سبحانه أيضاً وصول العارف إلى مقام التسليم والرضا، إنّ ازدياد إشراق نورانيّة وجه الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء كلّما ازداد قرباً من لحظة استشهاده علامة أخرى من علائم هذا الحبّ الخالد، كما أنّ استعجال أنصار الإمام عليه السلام ليلة عاشوراء قدوم الصباح حتّى يجالدوا الأعداء في ميدان القتال كاشف عن شوق الأنصار (قدّس سرّهم) إلى لقاء الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وإلى جنّات النعيم، ذلك الشوق الذي هيمن على قلوبهم إلى درجة نفاد صبرهم في انتظار الصباح القادم بعرائس الشهادة!

كانت ملحمة عاشوراء بكلّ تفاصيلها، وبكلّ مشاهد وميادين بطولات أنصاره وأبنائه وأهل بيته عليه السلام مظهراً من مظاهر هذه الجذبة المعنوّية وهذا الحبّ الخالد، وكانت شهادة كلّ من الأصحاب والأهل عند الإمام عليه السلام "هديّة" يتقرّب بها إلى المحبوب عزَّ وجلَّ ويحتسبها عنده من أجل تحقيق رضاه والوصول إلى قربه.

ولقد تجلّى هذا المشرب العرفانيّ والحبّ الإلهيّ أيضاً في سلوك المجاهدين، حيث كان جند الإسلام العارفون وأصحاب القلوب المتيّمة بالحبّ الإلهيّ قد قطعوا في ليلة واحدة طريق السير والسلوك الذي قد يقطعه غيرهم بالتعبّد والمجاهدة في مائة عام! وبتعبير الإمام الخمينيّ (قدس سره) فإنّ طعم الشهادة في ذائقة أولياء الله أحلى من العسل، وكان (قدس سره) يعتقد أنّ المجاهدين قد ارتشفوا جرعة من ذلك الشراب الطهور- شراب المعرفة والعشق- فانتشوا ، وكان يعتقد أنّ الشهداء عشّاق كانت أجنحتهم هفهافة "فعرجوا معراج الدم على جياد الشرف والعزّة، ففازوا بالشهود والحضور بين يدي عظمة الحقّ تبارك وتعالى، وفي مقام جمع الجمع !".

وفي صدد الجذبات الروحانيّة التي لا يمكن وصفها عند عشّاق الشهادة من المجاهدين، يقول (قدس) بقلمه وبيانه الرشيق: "... لكن بأيّ قلم، وبأيّ فنّ وبيان يمكن تصوير ذلك البعد الإلهيّ العرفانيّ، وذلك الظهور المعنويّ الربّانيّ الذي يأخذ بأعنّة الأرواح إليه، وتلك القلوب التي ذابت في التجليّات الإلهيّة؟".


نسألكم الدعاء

الحوزويه الصغيره 16-12-2012 11:55 PM

البلاء والابتلاء
 

http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام


البلاء والابتلاء


البلاء هو العناء والألم والمصاعب والمشاغل المرهقة والمصائب التي تواجه الإنسان في الحياة وفي سبيل العقيدة. والابتلاء هو الوقوع في هذه المحن والآلام، وثمرة ذلك نوع من اختبار الخلوص وطهارة القلب من النوايا غير السليمة والدوافع غير الخالصة لله تعالى.

وعدا مفهوم الألم والعناء والبلوى، التي ينبغي الاستعاذة بالله تعالى منها، وأن يسأل الله العافية منها، وعدا معنى الاختبار والامتحان الذي يُشخّص به مستوى إيمان وانقياد وطاعة العباد، هناك أيضاً مفهوم عرفانيّ أعمق لهذه الكلمة، وهو حبّ الألم والعناء والمصاعب في سبيل مرضاة الله تعالى، وتحمّل المحن والشدائد عن عشق من أجل الفوز بالقرب الإلهيّ.

وبلاء كهذا من قبل الله تبارك وتعالى هو لطفٌ بعباده، وتحمّل هذا البلاء علامة حبّ العبد لربّه وعشقه إيّاه، ودليل صدق إيمانه بالله سبحانه، وحالٌ كهذه قريبة من مفهوم "الرضا" و"التسليم" في البعد العرفانيّ.

وفي روايات كثيرة ورد أنّ الله تعالى يخصّ أحبّاءه بالبلاء، وعلى أساس هذه النظرة، فكلّما اقترب العبد من ربّه أكثر كلّما اشتدّ به البلاء.

ومن النّاس من لا يُطيق البلاء ولا يتحمّله لأنّه يعبد الله على حرف! أي يعبد الله ما وافقت هذه العبادة مصالحه الدنيويّة وأهواءه النفسيّة، فإنّ أصابه خيرٌ اطمأنّ به، وإن محصّ بالبلاء انقلب على وجهه فخسر الدنيا والآخرة! يقول الإمام الحسين عليه السلام مشيراً إلى أمثال هؤلاء:

"النّاس عبيد الدنيا، والدّين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديّانون"!

أمّا المؤمنون العارفون بالله تعالى فهم ليسوا لا يهربون من البلاء أو لا يتذمّرون منه وحسب، بل يرونه علامة لطف الله بهم، وسبباً لتطهير أرواحهم وقلوبهم وتصفية أعمالهم، ولفضيلته وعظيم ثوابه تراهم يرحّبون به .

يقول الإمام الصادق عليه السلام:"إنّ الله إذا أحبَّ عبداً غتّه بالبلاء" وورد في الروايات أنّ هكذا بلاءات هي إمّا هدية من قبل الله تعالى أو علوّ درجة عند الله تعالى لعبده المبتلى، وتتناسب شدّة الابتلاء تناسباً طرديّاً مع قوّة الإيمان، ومن هنا نقرأ أنّ الله تبارك وتعالى قد ابتلى الإمام أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام ببلاءات ومحن خاصّة لم يبتل بها أحداً غيره من أوليائه ، كذلك فإنّ الصبر على البلاء له أجر الشهيد .

وفي ضوء هذه النظرة والعقيدة، نجد سيّد الشهداء عليه السلام في آخر لحظات عمره الشريف يوم عاشوراء، وقد اشتدّ به البلاء والابتلاء، يناجي محبوبه تبارك وتعالى في آخر مناجاة معه قبل استشهاده، فيصفه بجميل الصفات، ويحمده بأفضل محامده فيذكر منها سبوغ نعمائه وحسن بلائه، قائلاً: "... سابغ النعمة، حسن البلاء..." .

ونجده عليه السلام كذلك في يوم عاشوراء يوصي أهل بيته في آخر وداع له معهم قائلاً: "استعدّوا للبلاء، واعلموا أنّ الله حافظكم وحاميكم، وسينجيكم من شرّ الأعداء، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير، ويعذّب أعاديكم بأنواع البلاء، ويعوّضكم الله عن هذه البليّة أنواع النعم والكرامة، فلا تشكوا، ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص قدركم" .

إنّ أصحاب الهمم العالية الذائبين في حبّ الله تبارك وتعالى يستقبلون البلاء الإلهيّ مستبشرين مطمئنّين، محتسبين ما يُبتلَون به عند الله عزَّ وجلَّ، منتظرين حسن جزائه ومثوبته على ذلك.



نسألكم الدعاء


م_علي 17-12-2012 01:36 AM


اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
نهضة االامام الحسين مدرسة شهادتها التخرجية هي الدخول الى الجنة
لان شعارها الذي رفعه سيد الشهداء عليه السلام هو
\\\ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر \\\

اللهم اجعلنا واياكم الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر
وفقكم الباري لكل خير وصلاح وسدد خطاكم

نسألكم الدعــاء

جواد علي عمران 17-12-2012 03:47 AM

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
 
ما اقدر اقول ا لا ان نكا فئ الحسين بما اعطا ان نكون علماء دين رابانيون واستغفر الله ربي واتوب الية هذا ما وصل اليه فكري وانا لم استطيع ان افعل واكافئ الامام الحسين علية واله السلام ولاكن اقول اللهم انصر الحسين بحق الحسين في ثورته حتى ترث الله الارض عباده الصالحون وهذا هي ثورة الامام الحسين علية واله السلام اللهم صل على محمد وال محمد



لا تنسوني في دعا ئكم يوم الار بعين في ارض كربلاء انا العبد الحقير الذليل طلبوا من الامام الحسين لي بأن الله يوفقني بالتقوى والنشاط في حياتي ويوفني بذاكره قوية لاني بسرعه انسى ويوفق سعاد بنت خليفة الى التقى والحيه والعفة وعند العباس ايضا
ومها ادعوا لها ان تكون من اهل البيت عند الامام الحسين بحق بنته السيدة رقيه
وادعوا لولدية ووالديهم وجميع المؤمنين والمومنات واخواني وخواتي واولهم الامام الحجة ع
ومعذرة على طلبي والله يوفقكم بحق الحسين ودم الحسين ودموع السيدة زينب ااااااااااااااااه وزينباه

اياد البنداوي 18-12-2012 12:53 AM

ان الحسين لا يمكن ان يحبس بأربع جدران اسمها ثوره انما هو أوسع من ذالك

اياد البنداوي 18-12-2012 01:06 AM

ان الحياة لا يمكن ان تباع بثمن اقل من الخلود

الحوزويه الصغيره 18-12-2012 02:51 AM

الرضا والتسليم
 
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام


الرضا والتسليم


الرضا بقضاء الله من مراتب العرفان والتوحيد السامية، وهو مؤشّرٌ دالٌّ على ذروة حبّ العبد وعشقه لله تبارك وتعالى وفنائه فيه، كما أنّه علامة إخلاص العبد وكماله وتنزّهه عن كلّ دافع سوى دافع مرضاة المولى وتحقيق إرادته.

لقد كان أهل البيت عليهم السلام حيال إرادة الله تبارك وتعالى وإزاء قدره وقضائه راضين تمام الرضا، ويرون هذا كمالاً لهم، واستناداً إلى هذا "الرضا" كانوا يتحمّلون بصبر وحبّ جميع الصعوبات والبلايا والمصائب، وعلى صعيد القضايا الاجتماعيّة كانوا لا يرجّحون أبداً مرضاة النّاس على مرضاة الله، فما كان تكليفاً إلهيّاً عملوا به سواء رضي النّاس أم سخطوا، إذ إنّ المهمّ عندهم هو رضا الله تبارك وتعالى حتّى وإن انتهى ذلك بهم إلى غضب النّاس.

وهذه النكتة العرفانيّة قد تعرّضت لها التعاليم القرآنيّة والأحاديث كثيراً، والإمام الحسين عليه السلام الذي كان قد سار على طريق الشهادة ابتغاء مرضاة الله، يرسم صورة حيّة لانتكاس روحيّة أهل الكوفة قائلاً: "لا أفلح قومٌ آثروا مرضاة أنفسهم على مرضاة الخالق"، ويوبّخ الإمام السجّاد عليه السلام خطيب الطاغية يزيد الذي كان في خطبته يمتدح يزيد ويذمّ آل عليّ عليه السلام، فيصرخ به قائلاً: "ويلك أيّها الخاطب! اشتريتَ مرضاة المخلوق بسخط الخالق، فتبوّأ مقعدك من النّار" !


والشيء الذي هو محلّ بحثنا ونظرنا هنا هو ذلك البعد العرفانيّ السامي لمفهوم "الرضا"، الذي هو ملاك عمل الموحّدين الحقيقيّين، والذي يعتبر من التجلّيات العرفانيّة لملحمة عاشوراء، لنقرأ نماذج من مقام "الرضا" في ثنايا تفاصيل النهضة الحسينيّة:

حينما التقى الإمام الحسين عليه السلام الفرزدق في أحد منازل الطريق من مكّة المكرّمة إلى الكوفة، واستعمله عن حال الكوفة فأخبره الفرزدق بحقيقة الحال، قال عليه السلام:

"صدقت، لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ، وكلّ يوم ربّنا هو في شأن، إنْ نزل القضاء بما نحبُّ ونرضى فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد من كان الحقُّ نيّتَه والتقوى سريرته".

وكان شعار "رضا الله رضانا أهل البيت..." من كلماته النورانيّة عليه السلام في خطبته التي خطبها في مكّة المكرّمة لمّا عزم على الخروج منها إلى العراق.
وكان من دعائه عليه السلام في آخر لحظات حياته مناجياً ربّه: "... صبراً على قضائك يا ربّ لا إله سواك... صبراً على حكمك يا غياث من لا غياث له...".

وممّا أوصى به عليه السلام أخته زينب عليها السلام ليلة عاشوراء قوله: "يا أخُتاه! تعزّي بعزاء الله، وارضي بقضاء الله...".

ومن دعائه عليه السلام عند قبر جدّه صلى الله عليه وآله وسلم قُبيل سفره من المدينة إلى مكّة: ".. وأنا أسألك يا ذا الجلال والإكرام بحقّ هذا القبر ومن فيه إلّا ما اخترت من أمري هذا ما هو لك رضىً".

ولقد تجلّت هذه المعرفة العالية والروحيّة السامية أيضاً في أنصار الإمام عليه السلام، هذا مسلم بن عقيل عليه السلام يخاطب الطاغية ابن زياد في محاورته الساخنة معه قائلاً: "الحمدُ لله على كلّ حال، رضينا بالله حكماً بيننا وبينكم".

ويقول سيّد الشهداء عليه السلام وهو في الطريق إلى كربلاء: "إنّي لأرجو أن يكون خيراً ما أراد الله بنا، قُتلنا أم ظفرنا...".

إنّ رضا العبد عن الله، ورضا الله عن العبد ذروة هذا الكمال، حيث يرضى الطرفان عن بعضهما، وهذا من المقامات العرفانيّة العليا التي يصل إليها العبد السالك الصادق، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المقام العالي في أكثر من موضع ، وقد أشارت متون الزيارات إلى أنّ شهداء النهضة الحسينيّة قد تسنّموا ذروة هذا المقام، ففي زيارة مسلم بن عقيل عليه السلام مثلاً نقرأ:

"... أشهد أنّك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وجاهدت في الله حقّ جهاده، وقُتلت على منهاج المجاهدين في سبيله حتّى لقيت الله عزَّ وجلَّ وهو عنك راضٍ...".

ونقرأ في زيارة هاني بن عروة (رضي الله عنه): ".. وأشهد أنّك قد بلغت درجة الشهداء، وجعل روحك مع أرواح السعداء بما نصحت لله ولرسوله مجتهداً وبذلت نفسك في ذات الله ومرضاته، فرحمك الله ورضي عنك...".

فالإنسان الكامل يصل في سيره إلى الله تبارك وتعالى مقاماً يكون فيه رضاه وسخطه رضا وسخط الله سبحانه، نقرأ في الزيارة المطلقة السادسة لسيّد الشهداء عليه السلام هذا الوصف: "يا من رضاه من رضا الرحمن، وسخطه من سخط الرحمن".

وهكذا كان أهل بيته عليهم السلام، فقد كانوا يرون الوقائع المرّة والمصائب الشدائد التي تعرّضوا لها في كربلاء أمراً "جميلاً"، فهم يحتسبون كلّ ذلك عند الله تعالى، راجين حسن ثوابه وجزيل إحسانه، نقرأ هذه الحقيقة في المحاورة الساخنة بين زينب الكبرى عليها السلام وبين عبيد الله بن زياد في قصر الإمارة في الكوفة، حيث كان فيما قال لها شامتاً ساخراً: "كيف رأيتِ صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟! " فردّت عليه قائلة: "ما رأيتُ إلّا جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّ وتخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذٍ، ثكلتك أمُّك يا ابن مرجانة!"، فاستشاط اللعين غضباً من ردّها وجرأتها.

إنّ العمل من أجل مرضاة الله وبلوغ مرتبة "الرضا" رأسمال عظيم يجعل وجدان الإنسان دائماً على سكينة واطمئنان ورضا، وكذلك يبعث الأمل والحركة، ويخلق الدافع القويّ.

الإنسان "الفائز" هو الإنسان الذي توصله مساعيه في هذه الحياة الدنيا إلى "هدف الخلقة"، والفوز في الفكر الدينيّ هو أن يوفّق الإنسان من خلال الاستفادة من نعم الله ومن عمره في الحصول على أمله في الآخرة وهو السعادة الخالدة والجنّة حيث النعيم الدائم، فالفوز العظيم هو الوصول إلى السعادة الأخرويّة، يقول الإمام عليّ عليه السلام:"الآخرة فوز السعداء"، وهو عليه السلام القائل حينما ضربه ابن ملجم بالسيف على رأسه المقدّس أوائل فجر يوم التاسع عشر من شهر رمضان: "فزتُ وربّ الكعبة"، ذلك لأنّ الشهادة عند أولياء الله أفضل وأشرف الفوز.

وكان الإمام الحسين عليه السلام يرى في نهضته وقيامه فوزه وفوز أنصاره العظيم وسعادتهم الأبديّة، من هنا كان يتعجّل الوصول إلى هذا الهدف، فحينما التقى الطرماح في الطريق إلى الكوفة، وكان هذا الرجل يحاول جاهداً منع الإمام عليه السلام من الذهاب إلى الكوفة المضطربة جدّاً، كان ردّ الإمام عليه السلام:"إنّ بيني وبين القوم موعداً أكره أن أُخلفهم، فإنْ يدفع الله عنّا فقديماً ما أنعم علينا وكفى وإنْ يكن ما لا بدّ منه ففوزٌ وشهادة إنْ شاء الله".

وممّا قاله عليه السلام في ليلة عاشوراء لأنصاره (قدّس سرّهم):

"... واعلموا أنّ الدنيا حلوها ومرّها حلمُ، والانتباه في الآخرة، والفائز من فاز فيها، والشقيّ من شقي فيها...".

وقول الإمام الحسين عليه السلام المعروف: "فإنّي لا أرى الموت إلّا سعادة" حاكٍ أيضاً عن نظرة الإمام عليه السلام إلى مفهوم السعادة وماهيّتها، حيث كان عليه السلام يرى تحقّقها في ظلّ الشهادة في سبيل الله.

هذه العقيدة وهذه الحقيقة تبعث في قلوب أهل الإيمان الشوق إلى الآخرة وإلى الجنّة، وتقلّل من علائقهم بالدنيا، فيحلّقون خفافاً كالطيور الهفهافة في شوقهم إلى الشهادة، فيتقدّمون بإقبال المتلهّفين إلى التضحية بأنفسهم فداءً للدين والقرآن ووليّ الله، وإنّ أفضل وأشرف من تقلّدوا وسام "الفائزون" بجدارة لا نظير لها هم شهداء كربلاء.

لمّا وقف الإمام الحسين عليه السلام على الحرّ بن يزيد الرياحيّ (رضوان الله عليه) عندما صرع أثنى عليه ثناءً عاطراً خالداً، وامتدحه بأبيات من الشعر مجّد فيها إيثاره وصبره ومواساته، وكان منها هذا البيت:

لقد فاز الأولى نصروا حسينا ً وفازوا بالهداية والصلاح

وفي متون زيارات أبي عبد الله الحسين عليه السلام وشهداء كربلاء كثيراً ما نقرأ عبارات تتحدّث عن فوزهم وبلوغهم أسمى أمنياتهم، ونقرأ أيضاً تمنّي الزائر ودعاءه في أن لو كان في ركابهم فقاتل معهم واستشهد بين يدي أبي عبد الله الحسين عليه السلام فنال الفوز العظيم الأبديّ.

نقرأ في زيارة الأربعين مثلاً: "اللّهمّ إنّي أشهد أنّه وليّك وابن وليّك وصفيّك وابن صفيّك، الفائز بكرامتك، أكرمته بالشهادة، وحبوته بالسعادة..." ونقرأ في زيارة أنصاره (قدّس سرّهم):

"فزتم والله فوزاً عظيماً، يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزاً عظيماً".

"أشهد أنّكم الشهداء والسعداء وأنّكم الفائزون في درجات العلى".

إنّ عقيدة الزائر في أنّ شهداء كربلاء القتلى المضرّجين بدمائهم شهداء وسعداء وفائزون تسري أيضاً إلى حياته هو، فتسمو نظرته إلى الفوز والسعادة حيث تترفّع عن الانحصار بالآمال الدنيويّة.

هذا الفهم الأعمق لمعنى السعادة ومعنى الفوز هو درسٌ من دروس عاشوراء ومن بلاغاتها إلى الجميع، ومؤدّاه أنّ الفلاح والفوز في ظلّ الجهاد والتضحية والاستشهاد في سبيل المذهب والولاية.


نسألكم الدعاء



اياد البنداوي 18-12-2012 11:05 PM

ان الحسين باع نفسه بأغلى ثمن فلا تبخسوا أنفسكم وتبيعوها بأقل من ما تستحق(واستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به)

اياد البنداوي 18-12-2012 11:21 PM

ان الحسين نصب في كربلاء رمزا للحريه (كونوا أحرارا في دنياكم)


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 03:28 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024