منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   المنتدى الثقافي (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=37)
-   -   كان عيدا (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=142406)

جودت الانصاري 23-03-2012 05:46 PM

كان عيدا
 
كان عيدا
القصه واقعيه سوى بعض الاضافات الضروريهً
خيّم الظلام سريعا تلك الّليله,,, وامتلأت النفوس حتى الثمالة بذلك الهم الثقيل الذي يجثم على القلوب فيجعلها تنبض برتابة ,,,وكأن العيد يذّكرنا بما يجب ان يكون.
بدأت الحركة تدب بين المواضع المتناثرة وخنادق القتال ,,,فالحركة في النهار شبه مستحيلة للجانبين حيث تكون منطقة الحرام كما يسميها العسكريون لا تتجاوز مدى الرؤية بالعين ,,احيانا.
انها ليلة العيد,, والارواح تطوف بعيدا هناك,, في شارع خطيبة عزيزه, او زوجة منتظره وطفل يوشك ان ينطق ,, بابا.
غيمة من الحزن حطّت على الجانبين, فللكل مشاعر وذكريات وقلب في صدر ,,وربما حبيبة لم تتسن رؤيتها في الاجازة الماضيه.
يا ترى كيف هم الان ؟,,هل يتذكروننا ,ام شغلتهم تحضيرات العيد وبهجته التي تجبر الانسان على السهر تحت اضوائها وبرامج التلفزيون والزيارات و,,,
انتصف الليل وانتهت الاعمال المعتادة ,, تحصين ما خرّبه القصف في النهار , وتوزيع الطعام والذخائر.
كان بين العلب الدبغية لون غريب ,,علبة لكل مجموعه بأوراق شفافة مزركشه تكاد تعلن عن نفسها رغم العتمة,, شيء مميز لا ينتمي الى المكان بوضوح..
,,, يمزّق الغلاف على عجاله فتظهر ورقه صغيره بلون زهري تنام برقّة فوق قطع الحلوى ,,كل عام وانتم بخير.
كان آمر التشكيل رجلا: صلبا كصخره,, لكنه يحمل تحت تلك البزة المرقطة :قلبا رقيقا كزهرة ياسمين.
رمى الجميع سجائرهم التي لم تفارق الشفاه تلك الليلة وبدأوا بتناول الحلوى التي طلبها الآمر من البصرة على حسابه الخاص ليصنع بها عيدا لجنوده في تلك الظروف الصعبة,,
بدا الصباح غريبا ,, فلم نتبادل في ذلك اليوم النار , او السباب حتى ,, فقد انشغلت مكبرات الصوت بالتكبير والتهليل في الجانبين احتفالاً بالعيد .
وكأن وقفا لإطلاق نار تلقائي, تم الإتفاق عليه
مرت الدقائق الاولى حذره والكل ينتظر , والظاهر هم ايضاً في الجانب المقابل كانوا يأملون مثلنا أن يكون ذلك اليوم أبيضاً .
دبَت الحركة وارتفعت أصوات الجنود بالتهاني والضحكات الهستيرية , والصفكة البصرية وبعض الاغاني السريعة بلحن خليجي ,,, سويعة وبدأت صلاة العيد ,, ألكل يصلي الا بعض الراصدين بمناظيرَهم المقربة .
كان الإخوة الأعداء أيضاً يصلّون , وعبر مكبرات الصوت بدأت خطبة العيد في المعسكرين, نسمعهم ويسمعون,,, تكبير وصلوات على الرسول الأكرم وبعض شؤون المسلمين وو ,,,
ولكن لم يكن مقدراً لذلك الصمت أن يدوم فقد هنّأهم خطيبنا العزيز ,, كل عام وانتم بخير يا ابناء الـ (...) كوكوش ,, يقصد المطربة الايرانية المعروفة حين ذاك,,, وطبعاً لم يفتْهم ان يردوا التحية بأحسن منها ,, كل عام .. يا ابناء الـ (... ) مي,,, المغنية العراقية الاستعراضية..!!
نفض الجميع الغبار الذي علق في الجباه اثر السجود على الارض الرملية , وتوجهوا الى مواقعهم ليعود التراشق من جديد, لكن ليس بالمغنيات والراقصات بل بالرشاشات الثقيلة هذه المرة
فهل شهد أحدكم أعزّائي عيدا اسعد ؟؟؟
كل عام وانتم بألف خير

صادق العارضي 24-03-2012 10:59 AM

قصة جميلة شكرا لهذا الطرح المميز
بالتوفيق ان شاء الله اخي جــــــــودت

جودت الانصاري 25-03-2012 02:41 PM

مرحبا اخي صادق
مهما بلغ الخيال وبهرجته من مراحل
سيبقى الواقع احلى
احترامي

في الروحْ تَسكنْ 25-03-2012 03:02 PM

لي عودة ..
فألقكْ يستحقُ الغرقْ أكثر !

بحب الله نحيا 26-03-2012 01:51 AM

اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم


أحب هكذا قصص
مُمتعــة
جميلة
وددت لو كانت أطول ..

الأنصاري
شُكـراً لك أخي
وفقــك الله ورعـاك ’’

سقيط الزهراء 26-03-2012 09:59 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
قصة جميلة شكرا لهذا الطرح المميز

زخات مطر 26-03-2012 11:16 AM

اللهم صلِ على محمد وال محمد
سلمت الانامل المبدعة
اسلوب قصصي جميل

جودت الانصاري 26-03-2012 01:59 PM

مرحب بك سيده في الروح
حللت اهلا ووطأت سهلا
بود نتواصل

جودت الانصاري 26-03-2012 02:04 PM

الى حسينية الهوى
مرحبا بك في نصي
القصه الحديثه سيدتي تعتمد اسلوب التكثيف في السرد
والغرض اعطاء الفرصه للمتلقي كي يسرح بخياله برؤى جديده
لا بل هناك من يجعل النهايه مفتوحه ,, يضعها القارئ الكريم حسب هواه
اشكر حضورك ونتواصل

جودت الانصاري 26-03-2012 02:06 PM

لسقيط الزهراء ع ود وترحيب
يسعدني ان تتكرم وتشرفني بنصوصي المتواضعه
اشكرك ونتواصل

جودت الانصاري 28-03-2012 11:02 PM

هذا من ذوقكم زخات مطر
شكرا للمرور العذب
احترامي


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 08:48 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025