قراءات استيراتيجية (بما يخص سوريا...)
http://topnews-nasserkandil.com/topnews/toplogo.jpg بداية الإنكفاء- رافت حرب منذ الإجتماع الأخير بين رئيسي روسيا وأمريكا، بوتين وأوباما، بدأت تلوح في الأفق معلومات عن تفاهم أمريكي روسي قد تم، فيه أفضل الممكن لأمريكا، تقدّم لروسيا، وآنتصار سوري أسديّ حذّر البعض من آرتداده على الخليج. أما في فترة الأيام الأخيرة، فمظاهر بداية الإنكفاء الدولي عن سوريا، وبداية نهاية المؤامرة أصبحت جليّة أكثر. سنعدّد هنا أهم مظاهر بداية آنكفاء المؤامرة، ما خرج منها على الإعلام مع ما سُرّب في الفترة السابقة. بعد آنتهاء اللقاء الأخير بين بوتين وأوباما، سُرّب للإعلام أنّ روسيا والديمقراطيين لن يسمحوا بآستلام الجمهوريين للحكم في الولايات المتّحدة، ما يعني ذلك من دعم روسي سيكون لصالح أوباما في الإنتخابات الرئاسية. طبعا، ليس الأمر حبّا بأوباما ولا بالديمقراطيين، بل كضرورة لتنفيذ ما آتُفق عليه بين الطرفين في المرحلة المقبلة خصوصا ما يتعلق في سوريا، فوصول الجمهوريين يعني مفاوضات من الصفر بين أمريكا وروسيا، وهذا ما لم تكن روسيا ترغب به أبدا. كلّ هذا، تجلّى في فوز بفارق كبير لأوباما على منافسه رومني، ليعكس دعما شعبيا ودوليا للديمقراطيين، مهد بآتجاه تنفيذ الإتفاق في والقت المحدّد. رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، يبلغ الإيرانيين أنّه بات مستعدّا أن يتفاوض مع النظام السوري، أو مع الإيرانيين، تحت سقف بقاء الرئيس الأسد رئيسا لسوريا. طبعا ليس أردوغان هو الجهة التي ستتفاوض مع الإيرانيين، فسيء الذكر هو وحكومته لا يقويان إلا على تنفيذ المطلوب أمريكيا لا أكثر، ولا تفويض له لكي يتفاوض في الأمور الكبرى حتى ولو بقي يلهث وراء الدور التركي العابر للحدود الذي لطالما سعى له أردوغان. إذا، هنا تصريح أردوغان بقبوله ببقاء الرئيس الأسد، هو فعليا إعلان للعد العكسي للنصر السوري المحقق، وبداية واقعية ظاهرة إعلاميا لا خفية، لبداية الإنكفاء. هذا وتلقى مؤخرا أردوغان تهديدا من إحدى المنظمات الدولية بإدراج تركيا على لائحة الدول الداعمة للإرهاب فيما لو آستمرت بدعم المسلحين الذين يقيمون المذابح في حق المدنيين على الأراضي السورية، ربما هو تهديد بمثابة إنذار لأردوغان بوجوب الإستعداد للطاعة لوقف نشاط المرتزقة على الحدود التركية السورية في الوقت الذي يتم إبلاغه به. كل ذلك يترافق مع مظاهر إحتجاجات شعبية غاضبة، بسبب تدني مستوى التبادل بين سوريا وتركيا إلى الحد الأدنى، وآنفجارات هنا وهناك وآشتباكات مع حزب العمال الكردستاني الذي الذي يتحالف مع الأسد، ومحاولة آغتيال كادت تودي بحياة رئيس الحكومة التركية. أمميا أيضا، سمعت المعارضة السورية الخارجية لهجة جديدة، لا شك أنّها مع الإنذار السابق لأردوغان الذي تكلمنا عنه، هما بداية تحضير الرأي العام العالمي لإقناعه بضرورة وقف العنف في سورية. هذه اللهجة تضمّنت آنتقادا لاذعا من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية، وتحذيرا لهذه المعرضة، أنّها ستُدرج على لائحة العار فيما لو آستمرت بآرتكاب الأخطاء في حق المدنيين السوريين وتجييش المتطرفين. لو آستطاعت هذه المعارضة السورية في شقها العسكري، أن تسيطر على أي منطقة في السورية، وتحافظ على هذه السيطرة، لما كان الوضع كما هو الآن، ولرأينا المزيد من الدعم للمعارضة السورية بأنواع جديدة من السلاح، بدل الإنتقاد اللاذع والتهديد، وهما لهجتان لم نسمع أي لسان دولي ينطق بهما منذ بداية الأزمة أي منذ حوالي سنيتين. رئيس الوزراء البريطاني يصرح أنّه يستطيع أن يتواصل مع المعارضة السورية خاصة العسكرية للبدء بتفاوض سياسي مع النظام السوري، مع أنّ أحدا لم يطلب رأيه في هذا المجال، فيشير بهذا إلى توجه غربي متكامل لبدء طريق الحل السياسي مع آنحدار تدريجي للأعمال الإرهابية في سوريا. بداية الإنكفاء، أو ربما بداية تنفيذ الإتفاق الروسي الأمريكي، ربّما يؤخره تعنّتا خليجيا هنا أو تصرفات خارجة عن السيطرة مرحليا هناك، لكننا مع بداية السنة الجديدة إن شاء الله، سيأخذ المشهد السوري شكلا مختلفا، مع أنّ الرئيس الأسد قد أعدّ العدة للصمود الكامل والتام حتى سنة 2015. إنّ شعبا قد رأى مظاهر موت غريبة كالشعب السوري، من حقه أن يرى مظاهر نصر غريبة أيضا، ذاك نصيبه الطبيعي الذي سيناله من العدل الإلهي بإذن الله، وإنّ نصرا سيُدرّس للآلاف السنين يلوح في الأفق. 2012-11-09 |
http://www.almanar.com.lb/images/logo.png الأزمة السورية تحاصر الأردن: كش ملك [IMG]http://mepanorama.mepanorama.netdna-cdn.com/wp-*******/uploads/2012/11/abdallah_1.jpg[/IMG] السبت , 10 تشرين ثاني 2012 سمية علي تظهر على الملك الأردني عبدالله الثاني بوادر قلق عميق. يعرب الملك أمام زواره بشكل متكرر ومستمر عن قلقه من امتداد الأزمة في سورية إلى مملكته وعن ضرورة ايجاد حلّ سياسي للأزمة، خصوصاً أن بلاده لم تعد قادرة على تحمّل عدد أكبر من النازحين السوريين الذين زاد عددهم عن المئتين وست وثلاثين ألف نازح. لكن الخطر المحدق بالنظام الأردني وبسيطرته على المملكة الهاشمية لا يقتصر على مشكلة النازحين السوريين أو الأعباء التي تثقل كاهل الإقتصاد الأردني الهش ، بل يتعداه إلى ما هو أكثر خطورة: المجموعات الجهادية. ففي مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، يشير الكاتب ديفيد هيرست إلى بدء انتقال عدوى الإرهاب من سورية إلى الأردن، حيث قُتل أول جندي أردني على الحدود في اشتباكات اندلعت بين الجيش و”مجموعات من الجهاديين” كانوا يحاولون اجتياز الحدود. كما يتحدث الكاتب عن الكشف عن “مخطط مزعوم” للقاعدة، واعتقال احدى عشر شخصاً جميعهم أردنيون كانوا يعتزمون شنّ هجمات بقذائف الهاون على أهداف بارزة في عمان. هنا يطرح الكاتب إشكالية هامة عن مدى قدرة النظام في الأردن على منع تمدد الأزمة في سورية إلى عقر داره، بحيث أن ذلك يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمستوى صلابة الوضع السياسي والإجتماعي والإقتصادي، خصوصاً أن الإقتصاد الأردني مرتبط إلى حدّ كبير بما يجري في سورية. فقد سبق أن ذكر رئيس الوزراء الأردني عون الخصاونة، في مقابلة مع شبكة سي إن إن، أن بعض العقوبات التي تستهدف دمشق قد تضرّ باقتصاد بلاده أكثر من تأثيرها على سورية نفسها، مشيراً إلى أن تأثير الأوضاع في سورية على الأردن هائل، ليس على صعيد المشاريع المشتركة فقط، بل على صعيد قطاعي الزراعة والنقل أيضاً. إضافةً إلى ذلك، فإن سورية تشكّل بالنسبة للأردن المنفذ البري الوحيد للصادرات والواردات من وإلى دول شرق أوروبا ولبنان وتركيا. وفي عودة للمقال المنشور في “الغارديان”، فإن الوضع السياسي في الأردن ليس على ما يرام، في ظل وجود نوع من أزمة ثقة بين السلطة والشعب الذي يطالب بإصلاحات سياسية لم تطبق بعد. انطلاقاً من هذه الأزمة، التي تصاعدت وتيرتها عقب بدء ما يسمى بموجة الربيع العربي، يجب الإلتفات إلى الأطراف التي تقود الحركة الإحتجاجية في الأردن والتي من أبرز أركانها جبهة العمل الإسلامي (الجناح السياسي للإخوان المسلمين في الأردن)، إضافة إلى السلفيين الذين يعتبرون النظام الأردني نظاماً كافراً. فهذه النقطة هي نقطة بالغة الأهمية، خصوصاً أن أغلب الجماعات المسلحة التي تقود النزاع المسلح في سورية تحمل فكراً تكفيرياً متشدداً كجماعات مماثلة في الأردن، مما يجعل من النظام الأردني هدفاً لها في حال سقوط النظام في سورية. في مقابل ذلك، فمما لا شك فيه أن المملكة الهاشمية باتت في مهب أزمة يرى العديد من الخبراء أنها ستطول، ما يؤكد أنه حتى في ظل صمود النظام فإن الأردن لن يكون بمأمن من الحركات الجهادية ومزيد من الأعباء الإقتصادية واحتجاجات قد تصل إلى رفع شعار: فليسقط النظام! يقف الأردن على أبواب أزمة سياسية سواء سقط النظام السوري أم لم يسقط يشرح أستاذ العلوم السياسية والدراسات الإسلامية د. أحمد موصللي عن تأثير ما يجري في سورية على الأردن، قائلاً إنه “بالنسبة للأردن فهي دولة ضعيفة ذات إمكانيات محدودة، وبسبب ارتباط اقتصادها بدول اخرى تدعم فكرة إسقاط النظام السوري، فإن ذلك يفرض عليها دعم المعارضة السورية بشكل ما بالرغم من أن دعم المعارضة السورية هو ضد الأمن القومي الأردني الداخلي والإقليمي، لأن بقاء النظام في سورية يعني بقاء النظام في الأردن”. ويضيف موصللي أن الوضع الإقتصادي في الأردن غير جيد والأزمة في سورية مستمرة مما يعني تدفق مزيد من اللاجئين إلى الأردن سواء كانوا سوريين أو حتى فلسطينيين ايضاً. إضافةً إلى ذلك، فإن الوضع الفلسطيني في سورية له تداعياته التي ستنعكس ايضاً على الداخل الفلسطيني في الأردن”. ويتابع موصللي بأن النظام الأردني يقوم حالياً بإرسال رسائل باتجاه عدد من الأنظمة الغربية والعربية الداعمة لإستمرار الأزمة في سورية، تفيد عدم رغبته وقدرته على استيعاب عدد أكبر من اللاجئين، وعدم رضاه على تواجد قوى معارضة سورية على الحدود أو داخل الأردن نفسها. في المقابل، يوضح موصللي أن الأردن “لا تزال مرتبطة بنظام اقليمي يؤيد إسقاط النظام في سورية، لكن المشكلة أن مصالح الأردن لا تتطابق مع مصالح من يريدون تغيير النظام في سورية، من هنا تأتي الأزمة في الأردن بشقيها الداخلي والخارجي، حيث أن رغبة النظام في السعودية والخليج مثلاً تتمثل في إسقاط النظام السوري الأمر الذي يؤدي إلى إضعاف النظام في الأردن، لذا فإن الأردن يعيش وضعاً شديد الحساسية خصوصاً أن هناك عدد آخر من الأزمات تحيط به كالوضع في الضفة الغربية والوضع في العراق”. وعن المشهد السياسي في الأردن في المرحلة المقبلة، يقول موصللي “أنه في حال سقوط النظام في سورية، ستكون إمكانية التغيير في المشهد السياسي في الأردن كبيرة جداً، لكن من جهة ثانية يجب الأخذ بعين الإعتبار أن دول الخليج لا تريد تغيير الملكية في الأردن، فهي لن تدعم المعارضة هناك بنفس الطريقة التي تدعم فيها المعارضة في سورية. ما نستطيع قوله هو أن الأردن على أبواب أزمة في المرحلة القادمة سواء سقط النظام في سورية أم لم يسقط النظام في سورية”. طلبت الحكومة الأردنية من بعض الدول الداعمة للمسلحين على حدودها تجنيب المملكة الدخول في دائرة النزاع من جهته، يشرح الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق أن “بعض الدول كالسعودية وقطر استغلت الساحة الأردنية، بجعلها قاعدة خلفية لانطلاق المسلحين أو ما يسمى الجهاديين إلى سورية، كما كانت في السابق بيشاور هي القاعدة الخلفية للتقدم باتجاه أفغانستان”. ويتابع رزق أن “المنطقة الحدودية الأردنية استخدمت لتقدم المسلحين باتجاه درعا، مما تسبب بدخول هذه المجموعات إلى المشهد الأردني الداخلي، مما دفع الحكومة إلى التفاوض مع الدول الداعمة لهذه المجموعات لإخراج الساحة الأردنية من هذه التجاذبات، لذا نرى أن التركيز تحوّل إلى جبهة حمص شمال لبنان وجبهة سورية وجنوب تركيا”. كما يشير رزق إلى أن “دخول الفلسطينيين على خط الأزمة السورية وانقسامهم بين مؤيد ومعارض للنظام، تلقائياً سيجرّ فلسطينيي الأردن لهذا الصراع مما سيعقد الأمور، بالتالي نتوقع تداعيات للأزمة السورية على الداخل الأردني في ظل استمرار ارتفاع وتيرة النزاع المسلّح الدائر في سورية”. |
سوريا: المبادرة بيد الأسد وحده.. ومرحلة شديدة السخونة تسبق الحوار
السبت , 10 تشرين ثاني 2012 حسين حمية مع الفوز الانتخابي للرئيس أوباما بولاية ثانية، طوي الرهان على تدخل عسكري أميركي في سوريا. حظوظ هذا الرهان كانت مرتفعة في الأشهر التي سبقت انتخابات واشنطن، وعليه، تم إسقاط السقوف السياسية والعسكرية والأمنية للصراع في سوريا، بدءاً من الإطاحة بمبادرة جنيف، إلى فتح ممرات حدودية لأعداد كبيرة من المتشددين للدخول إلى سوريا، واغتيال الجنرالات السوريين الكبار في جريمة إرهابية موصوفة، وشراء منشقين كبار في النظام السوري، ثم محاولة ايجاد نقاط ارتكاز للإرهابيين في قلب دمشق وحلب، وانتهاء بالاستفزازات التركية لاستدراج سوريا إلى حرب إقليمية واسعة تفتح أبواب التدخل العسكري للدول العظمى. وعلى وقع هذا الرهان، استقال كوفي أنان من مهمته الدولية، وتضاربت تفسيرات مبادرة جنيف بين ضرورة تنحي الرئيس بشار الأسد أو بقائه لقيادة المرحلة الانتقالية، وكانت دواعي هذا الرهان أن يتصدر بندر بن سلطان واجهة إدارة الدفة السعودية، وتسعى قطر لتعجيز المبعوث الدولي الجديد الأخضر الإبراهيمي لوأد أي عملية سياسية للحل، في وقت كانت تتوالى محاولات استخبارية لإدانة الأسد بجرائم يعاقب عليها القانون الدولي (قضية ميشال سماحة ووثائق العربية)، أو إغراء شخصيات مقربة منه (كما نائبه فاروق الشرع) لإثارة البلبلة في الدائرة المحيطة به، إضافة إلى التبني العلني لدول مثل قطر والسعودية لدعوات تسليح المعارضة السورية أو محاولات تسويق إقامة مناطق عازلة. نجحت سوريا بصمود جيشها وحكمة قيادتها وشجاعتها في تقطيع الوقت الفاصل عن الاستحقاق الانتخابي الأميركي، كما نجح حلفاؤها (إيران وروسيا والصين) في لجم أي مغامرة تتجاوز الخطوط الحمراء الدولية (كما في تهديدات اردوغان)، وبالوقت نفسه عدم حشر الحملة الانتخابية لأوباما بمزايدات الجمهوريين والمحافظين الجدد لتوريطه في حرب جديدة لا قبل للاقتصاد الأميركي ومعه الاقتصاد العالمي للقيام بكلفتها أو تحمل أعبائها. عشية فوز اوباما، قالت وزيرته هيلاري كلينتون إن الإسلاميين الراديكاليين (المتشددين) سرقوا الثورة وانتقصت من القيمة التمثيلية للمجلس الوطني السوري، وهي التي كانت تعتبره منذ سنة الممثل الشرعي للشعب السوري. لقد تكشفت لعبة أفغنة سوريا بعد أن كانت محجوبة بالغبار الإعلامي ودعايات اللوبيات الصهيونية والخليجية، فإصبع الديموقراطية ومحاربة الارهاب لا يحجب المسلخ الكبير الذي تساق سوريا إليه، فقد فاحت روائح الإرهاب من جرائم المتشددين في المدن السورية وشوارعها لتصل إلى مجلس الأمن نفسه (تفجير حلب وغيره). ثلاثة أمور يجدر التوقف عندها في كلام كلينتون، الأول تصويبها على الإرهابيين، والثاني فلترة تمثيل المجلس الوطني، والثالث تعقيم هذا التمثيل بمعارضين من الداخل، وقد حاول الأميركيون ذلك فكان صدهم بقوة. من جهته وفي جولته الأخيرة بالمنطقة، شرح الوزير الروسي سيرغي لافروف على طريقته للمعارضين السوريين الذين التقاهم في القاهرة وعمان معنى الكلام الأميركي، وهو شرح لا يختلف عن تحذيرهم من الارتطام بجدار دولي سميك لا يقبل بأي شكل من الأشكال بانهيار الدولة السورية، فالعالم لا يحتمل صومال ثانية أو أفغانستان أخرى أو تكرار تجربة العراق. لقد بات واضحاً ان الجدار الدولي المذكور، هو توافق روسي اميركي على عملية سياسية لإنهاء الأزمة السورية، كان قد اشار إليها الأخضر الإبراهيمي عندما قال قبل أيام (في حديث إلى جريدة الحياة) إن “مبادرة جنيف قدّمت وصفة جيدة لمعالجة الوضع السوري”، مؤكداً مشاركة الدولة السورية في تحقيق التغيير المطلوب، وفق سيناريو يبدأ بالحوار ومن ثم حكومة انتقالية وبعدها انتخابات نيابية. من المتوقع حدوث معاندة لانطلاق مهمة الإبراهيمي من جبهتين مختلفتين ولدوافع مختلفة، الأولى خليجية (قطرية وسعودية)، خصوصاً أن الرياض بدأت تشعر بوطأة الحصار الذي يزنرها من كل الجهات، بدءاً من صراع النفوذ الذي تخوضه مع إيران، إلى مخاوفها من تصاعد قوة الإخوان المسلمين في الأردن، والحوثيين في اليمن والحراك الإسلامي في الكويت والمعارضة في البحرين وانتهاء بقلقها من اضطرابات داخلية في المنطقة الشرقية. الجبهة الثانية، وهي الجماعات المتشددة، ومعاندة هذه الجماعات تنطلق من طموحاتهم الصريحة في بناء الإمارات الخاصة بهم، وانتعاش قوتهم وتأثيرهم في البؤر المتوترة والمتفجرة، وقد سارعوا إلى إظهار معارضتهم للعملية السياسية الموعودة، في سلسلة تفجيرات تزامنت مع اجتماعات المعارضة السورية الخارجية في الدوحة، وطاولت أحياء معينة لإذكاء الفتنة المذهبية. لن يطول الوقت لترغم واشنطن كلاً من الرياض والدوحة على احترام العملية السياسية التي سيقودها الإبراهيمي وعدم وضع العوائق أمام الدولة السورية لاستعادة وحدة الشعب ووقف تآكل مؤسساتها، وهذا ما يؤشر إلى مرحلة شديدة السخونة في المرحلة المقبلة، يتم خلالها إقفال جميع الثغرات الحدودية بإحكام، وتستعيد فيها الحكومة السورية المبادرة لتحصين سوريا من الصوملة أو الأفغنة، وبما يحفظ وحدة شعبها وأراضيها. |
صحيفة الثورة-السورية كيف ستتصرف اميركا حيال سورية بعد الاخفاق في قطر؟ http://cdn2.alalam.ir/sites/default/...1323539067.jpg الاثنين , 12 تشرين ثاني 2012 العميد أمين حطيط عندما دعت اميركا الى توحيد “المعارضة السورية ” امرت بالتصعيد الميداني بشكل مترافق مع محاولة تجميع المعارضين في ملتقى الدوحة التأمري على سورية ، و قد توخت من خطتها هذه تشكيل “الجبهة السورية المناوئة ” الموحدة ذات القدرات الميدانية و السياسية التي تخولها التفاوض مع الحكومة السورية بشكل ندي ان لم نقل اكثر من ذلك باعتبارها ستكون جبهة محتضنة من الغرب بالقيادة الاميركية و ممولة من البترودولار الخليجي من غير حدود او مراقبة . و كانت اميركا تمني النفس بتحقيق هذا النجاح على عتبة الولاية الثانية لاوباما بعد اعادة انتخابه في الاسبوع الماضي . و بلاضافة الى هذا رغبت اميركا اعادة ترتيب مواقع الفرقاء المناوئين لسورية بحيث تنفرد هي شكلا و مضموناً بالتحكم بالقيادة و بمسار الازمة السورية دون ان يكون لها شريك في ذلك اروبيا كان ام تركيا ، و طبعا لا يكون عربيا لان العرب هم في الاصل بالنظر الاميركي ادوات تنفيذية و حملة صناديق المال للانفاق على المشاريع الاميركية ليس اكثر . و من اجل تلك الاهداف كانت اميركا بحاجة الى تصعيد ميداني يعطي الفئات الارهابية المسلحة فرص السيطرة على مدن و مناطق في سورية ، كما و يمكنهم من رفع وتيرة الترهيب و الترويع للشعب السوري لدفعه في طريق الاحباط و اليأس من متابعة المواجهة ، و لترغمه على الضغط على حكومته للقبول باي حل يوقف “حمام الدم ” و يقطع الطريق على “الاسترسال في تدمير سورية ” ، حتى و لو كان الثمن تنازلا عن السيادة و الاستقلال فاميركا تظن ان مزيدا من الايلام و القتل قد يجعل السوري يقبل بمثل هذه الحلول الانتحارية . و في التنفيذ الميداني كانت الهجمات المكثفة انطلاقا من الاراضي التركية ضد منطقة الحسكة و حلب و ادلب ، بهدف اقتطاع مناطق في الشمال تمكن المعتدين لاحقا من رسم خط تماس يفصل بين منطقتين واحدة في الشمال تحت سيطرة ” المعارضة المسلحة ” التي ستدفع الى تشكيل حكومة تدير هذه المنطقة ، و الاخرى تبقى بيد الحكومة السورية مع استمرار عمليات الارهاب و القتل في داخلها عن طريق السيارات المفخخة و العمليات الانتحارية و الهجمات المتفرقة المانعة للامن و الاستقرار و المنتجة لليأس و الخوف و الاحباط . اما على الصعيد السياسي ، فقد الزم من يطلق عليهم “معارضة سورية” تحت تسميات مختلفة بالذهاب الى قطر لبلورة الكيان السياسي الذي تريده اميركا كما ذكرنا فكانت الاجتماعات و اللقاءات بادارة و حضور مباشر للسفير الاميركي في سورية الذي سحب من دمشق و احتفظ بمنصبه ليتمكن من متابعة ادارة الازمة السورية بشكل وظيفي رسمي. هذا في الخطة و الامال الاميركية المعلقة عليها ، فماذا كانت النتائج ؟ من يراقب ما حصل في الدوحة ، و ما تمخضت عنه المواجهات في الميدان السوري يستطيع ان يتبين ان الخطة الاميركية كانت في اتجاه ، و النتائج كانت في اتجاه اخر حيث ان المشهد الذي رسم كان على الوجه التالي : 1. على الصعيد السياسي : فشلت اميركا من توحيد “المعارضات السورية” كما كانت تشتهي كما فشلت في تهميش من باتت تتوخى الحذر منهم ، و جاء سعيها بنتائج عكسية لرغباتها اذ ان مزيدا من التشظي و التباعد وقع بين هذه الفئات غير المتجانسة اصلا. وكان الاسوأ على المعارضات تلك و على اميركا من كل ما حصل هو خروج اصوات من داخل ما يسمى معارضة ، تصف حقيقة ما يجري في سورية و تسقط عنه ما كانت تدعيه بانه ثورة و تصفه بحقيقته كما كنا و لا زلنا نراه بانه مؤامرة غربية ضد سورية لنزعها من موقعها او تدميرها باموال خليجية . ثم كان انشقاق و تنافر اضافي بين ” سواح المعارضة في الخارج “، و ” معارضة المواجهة في الداخل ” و بات اشخاص الخارج من غير متكأ في الداخل يمكنهم من الاستناد عليه في اي عملية تفاوضية مستقبلية . هذا على صعيد الفئات التي تحمل الجنسية السورية ، اما على صعيد القوى الخارجية ، فقد ظهر جليا ان تركيا شطبت كليا من منظومة قيادة العدوان على سورية ، و انتزعت منها ورقة ” المجلس الوطني” رغم ان اميركا لم تستطع ان تسحب هذا المجلس من يد “الاخوان ” كما ان هؤلاء لم يستطيعوا ان يجاهرو اكثر بنزعتهم السلطوية الاقصائية التفردية ، و اضطروا للقبول بسوري مسيحي رئيسا لمجلسهم بعد ان كانوا وضعوا الحرم و الفيتو المشدد ضده في الربيع المنصرم ، لانه مسيحي . و بالمحصلة نستطيع القول بان مساعي اميركا في الدوحة ذهبت ادراج الرياح و زادت من مآزق عملاء الخارج المنضوين تحت تسمية ” المعارضة السورية ” و تسببت بالاعلان عن فضائح كارثية على هؤلاء لانها عرت تنظيماتهم و اظهرتهم حتى في اعين من كان يصدقهم او كان يثق بهم ممن ضلله الاعلام او كان بسيطا و حسن النية في اخذه بالمظاهر ، اظهرتهم بانهم جماعات تشتهي المال و السلطة و تقبل بالخيانة و التبعية من اجل اشباع تلك الشهوات . 2. اما على الصعيد الميداني ، فاننا نسجل بان الفئات المسلحة تمكنت من القيام باكثر من عملية في الشمال خاصة في منطقة الحسكة ، و بالتحديد في راس العين ، كما انها نفذت عدة عمليات ارهابية انتحارية في كل من منطقة دمشق و درعا . لكن هذه العمليات بقيت دون السقف الذي ارادته اميركا . حيث انها رغم وحشيتها و تفلت مرتكبيها من كل قواعد الدين و القانون و الاخلاق في اختيارهم لاهدافهم و تنفيذ اجرامهم ، و رغم انها ادت الى خسائر غير قليلة بارواح السوريين و الممتلكات و الحقت الاضرار بالبنى التحتية في اماكن التفجير و المواجهة ، رغم كل ذلك لم تحقق الاهداف الرئيسية منها . - قعلي صعيد الحالة النفسية و المعنوية ظهر ان الشعب السوري يؤكد يوما بعد يوم على مستوى اعجازي بالوعي و فهم مجريات الامور و هو لم يقع في حالة يأس او احباط ، و كم كان معبرا صوت ذاك السوري الذي جاء الى الجيش مطالبا بان يهدموا داره على راس المسلحين الذين تمركزوا فيه فمن اجل سورية و امنها ليذهب البيت و ما فيه . - اما على الصعيد الميداني ، نجد ان المسلحين و رغم انتشارهم في بعض النقاط و و الدساكر فانهم عجزوا عن وصل هذا النقاط لانشاء المنطقة المتماسكة التي يسيطرون عليها و يصلونها بالحدود التركية لتشكل مناطق آمنة لهم . حيث اننا شاهدانا كيف ان الجيش العربي السوري يطوق تلك البقع و ينفذ عمليات نوعية لملاحقة المسلحين و لاستعادة تلك المناطق تباعا بما يمكن من القول ان الهدف الميداني من الخطة الاميركية لم يتحقق هو الاخر . نقول هذا دون ان ننسى التذكير بالقدرات التي يملكها الجيش و التي تخوله استعادة السيطرة بشكل مضمون و اكيد حتى و لو تطلب الامر بعض الوقت لان القيادة العسكرية عندما يكون عليها ان تختار بين المناورة السريعة مع الكلفة العالية و المناورة المتأنية مع الكلفة المنخفضة تختار الثانية دائما حرصا على ارواح جنودها . على ضوء ما تقدم و بموضوعية نقول ان الفشل كان حليف المخطط الاميركي الجديد سواء على الصعيد السياسي حيث كان التفتت و الشرذمة بدل ما كان يسعى اليه من توحيد و تماسك ، و على الصعيد الميداني كان الفشل على الصعيد المعنوي و بقي الانجاز المتحقق دون المستوى المطلوب اصلا ، ثم انه كان انجاز غير نهائي و غير مستقر لانه عرضة للخسارة المؤكدة في القابل من الايام . مع هذه النتائج المخيبة لاميركا يطرح السؤال كيف سيكون مستقبل السلوك الاميركي في سورية ؟ قبل الاجابة نعود فنذكر بان اميركا اقتنعت في العمق ان تغيير االنظام او تغيير موقع سورية في الخريطة الاستراتيجية للمنطقة امر بات مستحيلاً ، لذلك لجأت الى خطة االتدمير و اضعاف سورية حتى تكون عبئا على المحور الذي هي فيه ، و كانت خطتها المركبة تلك تبتغي انتاج بيئة حوار و تفاوض تفضي الى القبول بكيان سياسي سوري مقيد و خائر القوى . و ان فشل اميركا في هذه الخطة قد يدفعها الى العودة الى اتفاق جنيف بعد تغيير وزيرة الخارجية مع مطلع العام القابل الذي به تبدأ ولاية اوباما الثانية . و هنا ستجد اميركا نفسها بحاجة الى النار الارهابية و التدميرية في سورية من اجل ضمان الموقع المناسب لها في الحل الذي قال به اعلان جنيف 2012 . |
كتب ناصر قنديل .. هل هناك ما يقلق ؟
* يتساءل الكثير من المحبين لسوريا وابنائها والمتابعين لشأنها عن حجم التغيير الذي سيحدثه الإعلان عن تشكيل إئتلاف المعارضة في الدوحة في المواجهة التي يقودها تحالف إقليمي دولي على سوريا . ينطلق القلق من سيناريو ليبيا وما رافق الحرب عليها من تدخل أطلسي مباشر ترافق مع إعلان مجلس إنتقالي يمثل قوى المعارضة والإعتراف الغربي والعربي به بديلا للحكومة الليبية والتحضيرات التي رافقت التدخل بإعلان مناطق حظر جوي بررت تدخل الطيران الأطلسي الذي لعب مع صواريخ الكروز دورا حاسما في تغيير الوضع العسكري وصولا للسيطرة على ليبيا . هل يمكن قراءة هذا التطور في وضع المعارضة السورية بمثل ما حدث في ليبيا ؟ خصوصا ان الإعترافات بدأت من جهة والتلويح بمناطق الحظر الجوي يلاقيها من جهة ثانية. التدقيق والمقارنة يوصلان إلى ما يلي : 1-** نجحت المعارضة الليبية بتشكيل إطار سلمت له كل القوى المسلحة بالطاعة والإمرة وهذا غير حاصل ولا ممكن الحصول في سوريا في ظل عجز القوى الغربية عن تحمل تحالف علني مع جسم يسيطر عليه نموذج القاعدة الذي يمثل النواة الصلبة للقتال ضد الدولة السورية . 2-** نجحت المعارضة الليبية بإخراج بنغازي وكل الغرب الليبي من سيطرة الدولة منذ الأسبوع الأول للأزمة و نجحت في إخراج نصف الجنوب الشرقي من تحت سيطرة الدولة ومنافذ ساحلية محمية و اين هذا مما في سوريا بعد 20 شهرا . 3-** صدر قرار عن مجلس الأمن بتشكيل مناطق الخظر الجوي و يستحيل صدور مثله لسوريا اليوم . 4-** كل موانع الحرب العسكرية لا زالت قائمة لجهة مقدرات سوريا العسكرية وحجم الخسائر التي سيتكبدها حلف الناتو وخطورة تدرج المنطقة لنزاع شامل يطال أمن إسرائيل ويهددد عمق تركيا وبعض اوروبا والخليج و مستقبل سوق النفط . 5-** الإعتراف بالمجلس السوري كممثل للمعارضة واضح للتهرب من التعامل معه كمثل المجلس الليبي الذي تسلم مقعد ليبيا العربي والدولي . 6-** الإعلان عن إئتلاف بدل وحدة سياسية عسكرية هو لتفادي الإعتراف بفشل خطة كلينتون التي يشكل هذا التوحد نصفها الأول والسيطرة على المجموعات الإسلامية المتطرفة وتجريدها من السلاح ثانيا ليتم السماح بنيل المعارضة سلاحا نوعيا . 7-** لا المعارضة ستقدر ولا كلينتون ستبقى وهذه مفردة حرب نفسية على السوريين لصرف إنتباههم عن إنتصارات جيشهم بإفشال مشروع السيطرة على دمشق وتوجهه لحسم حلب وادلب . |
http://d2k3hpu20g0eep.cloudfront.net...aa_logo553.png هل يحضّر «الناتو» لتدخل عسكري في سورية !؟ http://www.neworientnews.com/news/fi...025-134418.jpg العميد د. أمين محمد حطيط في أقل من إسبوع اتخذ الغرب الذي يشن حربه العدوانية على سورية منذ 21 شهراً ونيّف، في أقل من إسبوع اتخذ هذا المعتدي او ألمح الى اتخاذ تدابير قد يقود جمعها وتحليلها بشكل تكاملي إلى القول بأن الغرب الذي «كان على عجلة من أمره» لحسم المسألة السورية لصالحه وتسليم الحكم فيها إلى جماعات عقد معها الصفقة – الفضيحة التي تضمنت تصفية القضية الفلسطنية على حساب حقوق أهل القضية، إن هذا الغرب لم يعد بمقدوره الانتظار أكثر وأنه يتحضر للتدخل العسكري المباشر والمتدرج لتحقيق أهداف عدوانه، وجاء في هذه التدابير تباعاً: قرار الناتو الاستجابة الى المطلب التركي بنشر بطاريات من صواريخ الباتريوت على الحدود مع سورية، بذريعة حماية الشعب التركي «من هجوم مزعوم» قد تقوم به سورية في معرض معركتها الدفاعية التي تخوضها ضد الإرهاب والمسلحين الذين اتخذوا من تركيا قواعد لهم، وشكلت تركيا الحاضن الجغرافي والسياسي واللوجستي لهم. تهديد الغرب جماعة وفردى، وعلى لسان أميركا ثم الناتو ثم تباعاً من قبل من تبقى من تابعيها الأوروبين، تهديدهم لسورية «بأوخم العواقب» إذا استعملت الأسلحة الكيماوية ضد القتلة والارهابين الذين ترعاهم القوى الخارجية المعتدية على سورية بالقيادة الأميركية. تسريب إحدى الصحف «الاسرائيلية» (معاريف) لخبر الخطة الغربية – على حد توصيفها – للقيام بعمل بري ضد سورية من أجل السيطرة على مخازن الأسلحة الكيماوية، بغية منع استعمالها من قبل قوى النظام ومنع تسليم أجزاء منها الى حزب الله، وإن هذه الخطة أرسيت على قاعدة إعداد واستعمال 75 ألف جندي من الاطلسي و«اسرائيل» وبعض الدول العربية لتنفيذ المهمة. تصاعد الحملة الإعلامية وبشكل هستيري ضد النظام في سورية والترويج لقرب سقوطه المزعوم، إلى درجة استعمال عبارات مثل «أي لحظة» أو «ساعات» أو «أيام» أو «إسبوع»، أو «إسبوعين» كحد أقصى لحدوث هذا السقوط، وهو ترويج ساهم به أكثر من طرف أو جهة لا نجد فائدة من ذكرهم الان. ولكن قبل إجراء تقدير للموقف على ضوء ما تقدم وصولاً الى تحديد ما اذا كانت الحرب حقيقة واقعة مستقبلاً ام لا، فإن المنطق السليم يفرض الإجابة على سؤال أساسي حول طبيعة البيئة السياسية والعسكرية أو الظروف التي ترافقت تلك السلوكيات معها، حيث نجد منها ما يلي : فشل الخطة العسكرية الميدانية الغربية العدوانية التي وضعت لإسقاط دمشق ومنطقتها، وهي الخطة التي نفذت من قبل 40 ألف مسلح، وضعت بتصرفهم أعلى تقنيات الاتصال، وتم تزويدهم بالسلاح النوعي (شاملاً الصواريخ ضد الطيران والمدرعات)، خطة كان يعوّل عليها لحسم الأزمة لصالح الجهة المعتدية. ولكن الجيش السوري تمكّن من إيقاع المسلحين في دائرة النار فقضى فيها على الآلاف منهم في اقل من عشرة أيام. فشل المشروع الأميركي في توحيد المعارضة السورية في كيان سياسي تشرف هي عليه وتقوده كما تمارس العمل ذاته اليوم في كل من مصر وتونس وليبيا، وبروز قوى معارضة صلبة ترفض التدخل الأجنبي وترفض العنف والقوة طريقاً لحل الأزمة، ثم وقوع اختراق إيراني وآخر روسي باتجاه المعارضة السورية ما تسبب بخيبة أمل أميركية دفعت الغرب الى كبح اندفاعته التي نفذها فور إعلان «الائتلاف السوري المعارض»، والتي تُرجمت بتسرع بعض الدول للاعتراف بهذا الائتلاف ثم تبين لهم خواء ما قاموا به. فشل الخطة الرامية إلى قطع الصلة بين محور المقاومة (إيران وسوريا والمقاومة في لبنان) مع المقاومة والقضية الفلسطنية، حيث تأكد المخطط ان التحاق حماس بالمحور التسووي للقضية الفلسطنية على أساس التنازل عن 78% من أرض فلسطين التاريخية، والقبول بدولة مقيدة ومحدودة الصلاحيات تقوم على 22% من الاراضي المتبقية من فلسطين (غزة والضفة)، ان هذا لن يقود الى التصفية بعد ان انبرت فصائل فلسطنية مقاومة وجاهرت بعلاقتها بالمحور وإصرارها على اعتبار المقاومة هي الخيار الفعلي والجدي لتحرير فلسطين. ج. استناداً الى هذه الحقائق، يستطيع المتابع المعني والمراقب للحدث السوري أن يستنتج بأنّ الغرب قام بهجومه التهويلي المتقدم التفاصيل من أجل إعادة التوازن الى المشهد والموقف المتشكّل إثر إخفاقاته المذكورة، وهي إخفاقات متنوعة الطبيعة من عسكرية وسياسية واستراتيجية، أحدثت للغرب صدمة لا يمكن الاستهانة بشدتها كما لا يمكن تصور تسليم الغرب بسهولة بهذه الإخفاقات خاصة إنّ العالم وتحديداً منطقة الشرق الأوسط تمر في مرحلة حرجة وهي مرحلة إعادة صياغة العالم ونظامه الجديد، ولذلك يكون اندفاع الغرب في هذه الطريقة جاء من أجل التغطية على اخفاقاته ايضاً. د. لكن السلوكيات الغربية تلك لم تمر من غير رد من قبل المعسكر الدولي المقابل الذي جهز نفسه لكل احتمال بما يقابله ومع قناعته بأن الحرب والتدخل الأجنبي في سورية لم تحن اوقاته وانه يظل حتى هذه اللحظة مستبعداً، لا بل يمكن القول بأنه شبه مستحيل لأن الغرب يعلم أن تدخله في سورية لن يمر من غير تدخل عسكرري مقابل وبشكل يلهب المنطقة ويغيّرالمشهد كله في غير صالحه، وبالتالي فالغرب على يقين بأن المعسكر الآخر يعلم بان المواجهة العسكرية لن تكون الآن وأن كل ما في الأمر هو حرب نفسية تهدف للتعويض عن خسائره المتعددة ولاعادة توازن ما الى المشهد، ورغم ذلك فإن المعسكر الذي تنتمي سورية إليه إقليمياً ودولياً لم يدع الامر يمر من غير ردة فعل، بل إنه قام، وفي الفـرة ذاتها، بما يفوّت على الغرب أهدافه حيث سجل ما يلي: قرار روسي بتنفيذ العقد مع سورية وتزويدها بصفقة صواريخ «اسكندر» الاستراتيجية والمكافئة للصاروخ باترويوت بما يقود الى إفراغ القرار الأطلسي من محتواه ويمنع تغير المعادلة في هذا المجال. إقدام إيران على إهباط طائرة «ايغل» الأميركية وهي طائرة بدون طيار، وهي عملية شكّلت صفعة شديدة الأثر السلبي على المعنويات الأميركية، وأجبرت الولايات المتحدة على التنصل من الطائرة، كي لا تعترف لإيران بانتصارها المثلث الأبعاد تقنياً وعسكرياً واستراتيجياً. تعامل سورية مع مسألة الأسلحة الكيماوية بهدوء وثقة بالنفس فوتت على الغرب ما كان يريد، فلم تؤكد او تنفي وجود الاسلحة لديها لكنها نفت إمكانية استعمالها ضد الشعب إن وُجدت، وهنا ينبغي أن نتوقف عند عبارة ضد الشعب والباقي يفهمه المطّلع والخبير في الشأن. و في الخلاصة نقول أن كل ما يروج عن قرب حرب أو تدخل عسكري أطلسي في سورية، إنما هو مجرد حرب نفسية وسلوك تعويضي، وجمع اوراق قوة للربيع المقبل حيث باتت إرهاصات المفاوضات الدولية تلوح في الأفق بعد قناعة جبهة العدوان أن بلوغ أهدافها بالعمل العسكري بات مستحيلاً، وأن حل الازمة السورية لن يكون إلا عبر طاولة تفاوض دولية يحشد فيها كل فريق أوراق قوته ويتخلى عن أوراق الضعف، وبهذا نفسر القرار الأميركي الأخير باعتبار «جبهة النصرة « تنظيماً ارهابياً لغسل اليد الأميركية من جرائمها قبل الدخول في المفاوضات الآتية. وفي الختام، لا بد أن نسجّل للفريق المدافع عن سورية احترافه في إدارة معركته الدفاعية وبنجاح ملفت (في وجوهها السياسية والعسكرية والاستراتيجية كلها حتى وفي الحرب النفسية ذاتها) أدى الى هذه النتائج. |
http://www.jpnews-sy.com/ar/images/logo.png
صورة السلاح الروسي المرعب في سورية وصلت لأوباما بأمر بوتين http://cdn1.beeffco.com/files/poll-i...ystem_4163.jpg جهينة نيوز: إن قلة قليلة في الجيش العربي السوري يعرفون أن سورية تسلمت أنواع أسلحة من روسيا الاتحادية تشكل رادعا كبيرا لمن يهاجمها، لان هذه الأسلحة قادرة على تعطيل امور كثيرة لا نريد ذكرها، لكن نقول بعبارة واحدة تستطيع إسقاط أية طائرة وضرب أية بارجة وضرب أية دبابات على الأرض, و في الجو و في البحار البعيدة. هذا وافاد مركز شتات الاستخباري أن هذه الأسلحة المرعبة و المتميزة باتت موجودة في سورية، وطلب الرئيس بوتين كشف قاعدة من قواعد هذا السلاح، كي تصوره الأقمار الاصطناعية الأميركية والفرنسية والبريطانية، وعندها تدرك أن الأمر ليس مزاحاً وان روسيا مستعدة للمجابهة. ثم طلب الرئيس بوتين إخفاء السلاح، واعتبر ان صورة السلاح وصلت الى مكتب الرئيس باراك اوباما ورئيس الحكومة البريطانية كاميرون والرئيس الفرنسي هولاند، و بأن هذه الصورة كافية كي تفكر كل الأطراف بعدم الدخول بحرب ضد سورية. وعلى ما يبدوا ان الجواب على ذلك هو بالفعل مفاجأة كبيرة، ولا يمكن تصديقها بسهولة او ان تدخل بقناعة احد بسهولة، بل سيعتبرها نوعا من كلام مناورة. وهي في الحقيقة الكامنة خطوة مدروسة قد تنفّذ إذا اقتضت الحاجة، فما هي هذه الخطوة؟ |
http://www.arabi-press.com/images/hdr.jpg الاسكندر الروسي في مواجهة الباتريوت التركي : معادلة ردع روسية سورية في مواجهة الاطلسي http://www.arabi-press.com/userfiles...s-04052012.jpg كتب يوسف الصايغ - عربي برس ما الذي استدعى من الاميركيين طلب اجتماع مع الروس بصفة عاجلة ؟ وما هي صحة الانباء عن ان الرد على الهجوم الاميركي على مطار دمشق كان بتزويد الصواريخ السورية بغاز الخردل والسيارين في مواجهة اسرائيل ؟ ولماذا يقول ديبلوماسي اميركي لعملائه في بيروت يائسا: الجيش السوري متماسك وصواريخه الاستراتيجية مؤذية لاسرائيل وهذا ما يحمي الاسد؟ ومن يجروء على استعامل الاسلحة الكيمائية ضد الشعب السوري على ايدي المعارضين في حين ان الروس رفضوا في دبلن تأكيد او نفي القرار السوري بضرب مدن اسرائيل بالكيمائي في حال تعرضت اي مدينة سورية لهجوم من المعارضين بالاسلحة الكيميائية بهدف اتهام النظام بذلك؟؟ لم يفض الإجتماع الثلاثي الذي ضم المبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي الى وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والاميركية هيلاري كلينتون الى نتائج ملموسة، وبينما اعلن الابراهيمي ان موسكو وواشنطن تبحثان عن سبل "خلاقة" لحل الأزمة في سوريا، أما كلينتون فسألت متى سيقرر النظام السوري أن يشارك في العملية الانتقالية؟ ما يعني عودة غير مباشرة إلى التفسير الروسي لاتفاق جنيف بأن الحل السياسي لن يكون ممكنا من دون مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في العملية السياسية، وهو ما يؤيده الروس كشرط أساسي للبحث مع الأميركي في تسوية سياسية في سوريا تحمل إسم الإبراهيمي. فقد أكد لافروف ان أي اتفاق مشترك للتعاون على حل الأزمة السورية يجب أن ينطلق من خلفية اتفاق جنيف ما يشكل تأكيدا روسيا على رفض أي فكرة تقوم على التدخل العسكري الخارجي في سوريا. الموقف الروسي القديم - الجديد يأتي بعد موافقة دول الناتو على نشر منظومة الباتريوت على الحدود السورية – التركية ما يمكن اعتباره رسالة واضحة على صلابة موقف روسيا في هذا الشأن، ولكن موقف روسيا لم يقتصر على كلام لافروف اي على الموقف السياسي، بل تعداه الى خطوة ميدانية بالغة الأهمية حيث افادت معلومات عن تزويد موسكو لدمشق بصواريخ إستراتيجية من طراز "اسكندر اي 18" التي تحمل رؤوساً متفجرة ويصل مداها إلى 400 كيلومتر، وهو ما يشكل سلاحا رادعا في وجه منظومة الباتريوت التي سيتم نشرها على طول الحدود السورية – التركية المشتركة، مع الاشارة الى التحذيرات الروسية للناتو من ان نشر الباتريوت في تركيا سيجر الحلف الى التورط عسكرياً في سوريا. كما تأتي الخطوة الروسية بعد حملة التحذيرات الغربية لدمشق من استخدام ترسانة اسلحتها الكيماوية وهو ما تم وصفه بالـ "تمهيد" لعدوان خارجي ضد الاراضي السورية، ووضعت عملية نشر الباتريوت في تركيا ضمن هذا السياق، ومن جهة ثانية تم الحديث عن احتمال قيام الدول الداعمة للمعارضة السورية المسلحة بتزويدها بأسلحة كيميائية كي تقوم باستخدامها في المعارك ضد الجيش السوري واتهام القوات السورية النظامية باستخدامها ما يعطي تبريرا ملموسا للقيام بعمل عسكري ضد دمشق. بالمقابل يبدو ان محور دمشق - موسكو نجح مجددا في فرض معادلة ردع جديدة في وجه المعسكر الغربي الذي يدرك جيدا صعوبة اي مواجهة عسكرية في سوريا وعلى أراضيها، وفي قراءة معاكسة يبدو أن الحملة الغربية ضد دمشق لم تكن سوى مناورة للتغطية على الفشل الجديد للمعارضة السورية في معركتها الأخيرة ضد الجيش السوري في ما اطلق عليه اسم "معركة المطار"، وهو ما يفسر محاولة بعض المصادر الغربية تبرير التصريحات الدولية لدمشق من مغبة استخدام الأسلحة الكيميائية بأنها مجرد تحذيرات بعد تلقي تلك الدول انذارات كاذبة عن قيام دمشق بتحريك ترسانتها النووية، وهذا ما وصفته مصادر اميركية بأنه مجرد تكتيك للنظام السوري لإرسال رسالة واضحة الى الغرب بأنه لا يزال ممسكا بزمام الأمور، وقادر على السيطرة والإمساك بالأرض، رغم كل ما يحاول المحور الغربي الداعم للمعارضة تصوير الأمور بأنها باتت خارج سيطرة النظام، لا سيما في العاصمة دمشق ومحيطها. فهل نجحت دمشق مجددا بإيصال رسائلها وتقديم اشارة واضحة عن عواقب أي عملية عسكرية ضد اراضيها، وانها سوف تتحول الى مواجهة اقليمية شاملة، وهل هذا ما دفع بتركيا الى التأكيد أن الهدف من نشر الباتريوت ليس سوى لأغراض دفاعية، وفي هذا السياق سألت مصادر مطلعة: طالما ان الهدف دفاعي محض فلماذا تقوم تركيا بنشر تلك الصواريخ؟ ام انها تخشى من أي هجوم سوري على أراضيها؟ ام ان معادلة الردع الروسية – السورية فرضت على المحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية تغيير قواعد اللعبة والانكفاء عن الخطة المرسومة للتدخل عسكريا في سوريا؟ |
http://www.alahednews.com.lb/desimages/jimages/anws.png واشنطن تعطي للمعارضة السورية شهرين للحسم العسكري وإلا العودة الى جنيف [IMG]http://mepanorama.mepanorama.netdna-cdn.com/wp-*******/uploads/2012/12/mepanorama10623.jpeg[/IMG]باريس ـ نضال حمادة يريد الخليج والغرب من مؤتمر ما يسمى “أصدقاء سوريا” الذي يعقد في مراكش المغربية في 12.12.2012 أن يكون حفل زفاف وهمروجة إعلامية للائتلاف الذي أنشئ في الدوحة مؤخراً بعد تعثر كل الجهود لحسم الوضع العسكري والسياسي في سوريا من الشمال على حدود تركيا الى الوسط في منطقة حمص، مرورا بريف العاصمة السورية دمشق رغم الدعم الغربي والخليجي الكبيرين مالياً وعسكرياً. ويبدو ان واشنطن التي تريد كل من فرنسا وقطر الحرب بسيفها في سوريا كما حصل في ليبيا، واشنطن هذه غير متحمسة للدخول في أتون النار السورية وقد أعطت المعارضة السورية خلال مؤتمر الدوحة الأخير فرصة أخيرة أقصاها شهرين لإحراز انتصار عسكري وإلا فإن العودة الى جنيف أمر لا بد منه. مصادر في المعارضة السوري، قالت إن “الوفد الأمريكي في مؤتمر الدوحة الأخير الذي شكل فيه الائتلاف السوري المعارض قال للمعارضين السوريين ان الولايات المتحدة الأمريكية لن تتدخل عسكرياً في سوريا وان على المعارضة الذهاب في الأخير الى صيغة جنيف، وقد أعطت الولايات المتحدة المعارضة المسلحة مهلة شهرين لإحراز انتصار على النظام يضع في يد الولايات المتحدة أوراق ضغط في مواجهة روسيا، وهذا ما دفع رئيس الائتلاف المعارض معاذ الخطيب الى القول بأن النظام سوف يسقط خلال ثلاثة أسابيع ولا داعي للتفاوض لا معه ولا مع حلفائه الروس”. هذا التهديد الأمريكي يقف بشكل مباشر وراء المعارك الطاحنة والواسعة النطاق التي تدور حول دمشق منذ مؤتمر الدوحة الأخير وقبيل مؤتمر مراكش في 12 الشهر الجاري، وهنا توضح مراجع سورية معارضة في باريس مشيرة الى وجود أهداف لمعركة دمشق الحالية وصعوبات مستجدة أمام الحسم العسكري الذي تبشر به المعارضة بعيداً عن كل الصخب الإعلامي المفتعل حالياً من التركيز على السلاح الكيميائي الى إعلان قرب سقوط النظام. أهداف معركة دمشق: أ – تقديم انتصار عسكري للولايات المتحدة يجنب المعارضة التفاوض مع النظام كما حددت نقاط توافق مؤتمر جنيف. ب – إعطاء دفعة قوية لـ”مؤتمر أصدقاء سوريا في مراكش المغربية ج – الضغط الإعلامي والنفسي من ناحية مطار دمشق الدولي والقول ان النظام يعيش محاصراً في دمشق وبالتالي لا يحكم البلد. وحول الصعوبات المستجدة أمام الحسم العسكري الذي بشرت به المعارضة فتحددها المصادر بالنقاط التالية: أ – دخول الأكراد على خط المواجهة مع مسلحي المعارضة في كامل الشمال السوري بعد انسحاب الجيش السوري المتعمد من الكثير من قراهم وبلداتهم ب – فشل الحسم العسكري في مدينة حلب الذي وعدت به المعارضة رعاتها الدوليين والإقليميين منذ أربعة أشهر. ج – تخوف الدول الغربية من تمدد الأحداث الى لبنان د – الوضع المصري المضطرب وفي هذا السياق، يمكن وضع الأزمة في خانة الأتراك بعد الهزائم المتتالية التي منيت بها الجماعات المسلحة في مدينة رأس العين على الحدود السورية التركية في مواجهة مقاتلي حزب “الاتحاد الديمقراطي” ويبدو ان الأتراك استهلكوا جميع القوى العسكرية للمسلحين في رأس العين عبر إجبار ثلاثة فصائل تشكل عصب المعارضة السورية المسلحة في الشمال السوري على خوض المعركة جنبا الى جنب وهي جبهة النصرة، غرباء الشام، ولواء التوحيد، وهذا ما يثير حفيظة واشنطن التي تريد عزل جبهة النصرة وابتعاد باقي الجماعات المسلحة عنها شرطاً لأي دعم امريكي بالسلاح، فإذا بالحليف التركي يستعين بمسلحي جبهة “النصرة” في رأس العين. |
سورية بين مزاعم الكيماوي ولعبة الباتريوت...؟
سورية بين مزاعم الكيماوي ولعبة الباتريوت...؟ مصطفى قطبي تغيرت حملة البروباغندا ضد سورية واتخذت طريقاً جديداً لها. حيث لم تسعفهم جميع الهتافات التي رددوها حول ارتكاب النظام في سورية مجازر ضد شعبه ورفعوا من سقفها ووصفوها بالمجازر الفظيعة في زحزحة روسيا والصين عن موقفهما. والآن جاء دور(الأسلحة الكيميائية). فبعد أن فشلت كل مخططاتها العدوانية في استهداف سورية وشعبها، نراها تلجأ لنفس أسلوبها المعهود، من خلال شنها حملة افتراءات تضليلية حول موضوع الأسلحة الكيميائية، وتسويقها على أنها حقيقية، وعلى العالم فيما بعد أن يقف بجانبها في كل خطوة عدائية تتخذها بحق سورية تحت ستار تلك الحجج الواهية، تماما كما حدث في العراق من قبل، عندما أطلقت مزاعمها الكاذبة المتعلقة بوجود أسلحة دمار شامل في هذا البلد، واتخذتها ذريعة لغزوه، وقتل مئات الآلاف من شعبه، وتدمير معالمه التاريخية والحضارية. أميركا التي تتاجر بدماء الشعوب وتدّعي الحرص على حقوقهم في آن، توزع اتهاماتها الباطلة على كل بلد يرفض سياساتها الإجرامية، ولا ينضوي تحت عباءتها المتصهينة، وتتجاهل حقيقة أنها صاحبة اليد الطولى في ارتكاب الجرائم والأعمال الإرهابية المنظمة في كل أصقاع العالم، وتتناسى أيضا أنها الدولة الوحيدة والأولى في التاريخ التي استخدمت السلاح النووي ضد مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين عام 1945، وصور الأطفال الذين يولدون مشوّهين بتلك المدينتين مازالت خير شاهد على إرهابها. ويبدو أن هناك استعجالاً للتدخل للإطاحة بالحكومة السورية لدى الولايات المتحدة وحلفائها الساعين إلى تفتيت سورية وتفكيك منظومة المجتمع السوري متعدد الألوان والطوائف والأعراق والأديان، وخلخلة ذلك الطيف، وضرب السلم الأهلي، وغسل الأدمغة السورية التي لا يزال فكرها ينبض بالعروبة والوحدة، ويستشعر مخاطر التدخل الغربي المسنود من بعض العرب في الشأن الداخلي السوري، ويعلم تمام العلم الأجندات التي تقف خلف هذا التدخل السافر. هذا الاستعجال بدا واضحاً في اللهجة التي استخدمها الرئيس الأميركي'' باراك أوباما'' بالتلويح بالرد الفوري في حال أقدمت الحكومة السورية استخدام الأسلحة الكيماوية المزعومة في الصراع الدائر، حاثاً على سرعة إرسال منظومات صواريخ باتريوت إلى تركيا. فلهجة أوباما ومن قبله وزيرة خارجيته ''هيلاري كلينتون'' والببغاوات التي تردد من خلفهما اللهجة ذاتها تذكرنا بلهجة سلفه جورج بوش ''الصغير'' حول أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة، اللهجة القائمة على إثارة الهلع بداية لدى الرأي العام العالمي عبر سلسلة طويلة من الكذب وتزييف الحقائق، لتبرير أي تصرف أحمق فيما بعد. فالغزو الأنجلو ـ أميركي للعراق بدأ بإثارة الهلع ونسج الأكاذيب بأن الرئيس العراقي ''صدام حسين'' قادر على استهداف أوروبا بتلك الأسلحة في غضون خمس وأربعين دقيقة، وذلك لتهيئة الرأي العام البريطاني والأميركي بصورة خاصة، والرأي العام العالمي بصورة عامة، حيث أعقب هذه الأكاذيب الغزو العسكري المباشر. واليوم نرى من خلال المزاعم والأكاذيب التي بدأ المسؤولون الأميركيون وببغاواتهم بترديدها، أن السيناريو العراقي يراد تكراره ضد سورية. وكان وزير الحرب الإسرائيلية ''ايهود باراك'' قد أوضح خلال جولة تفقدية قام بها إلى مرتفعات الجولان في العشرين من شهر كانون الأول الماضي، بأن ''الجيش الإسرائيلي لن يسمح في أي حال بنقل سلاح التدمير الشامل السوري، ولا يمكن لإسرائيل أن تقبل بنقل السلاح المتطور من سورية إلى لبنان، ونحن نراقب ذلك عن كثب... وحزب الله يحاول الاستفادة أكثر من الأوضاع... وليس من المناسب قول المزيد عن اللحظة التي سنتصرف فيها وكيف سنتصرف، أو هل حقاً سوف نتحرك. نحن نراقب كل ذلك عن كثب''. وهنا ولدت ذريعة جديدة لصالح مشروع العدوان على سورية: إنه خطر الأسلحة الكيميائية، وبعد ''ايهود باراك''، أضاف نائب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية ''يائير نافيه'' قائلاً: ''تمتلك سورية أضخم ترسانة من السلاح الكيميائي في العالم كما وتملك صواريخ قادرة على إصابة أي هدف في إسرائيل''. وأعقب تصريح الزعيمين الإسرائيليين تصريح رئيس الحكومة الإسرائيلية ''نتنياهو'' في 22 تموز المنصرم، ''هل يمكننا أن نتخيل أن حزب الله لديه أسلحة كيميائية، يبدو الأمر كما لو كان تنظيم القاعدة يملك تلك الأسلحة الكيميائية''، وأضاف قائلاً ''هذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا وبالنسبة للولايات المتحدة، وعلينا العمل على منع ذلك في حال استدعت الضرورة''. وإزاء هذه الأكاذيب والأضاليل الأمريكية الأطلسية، فقد شدد الدكتور ''فيصل المقداد'' نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري، على أن أي عدوان عسكري خارجي على سورية ستكون آثاره كارثية على المنطقة، وثمنه غالياً ولن يكون مجرد رحلة في سورية، وقال في حديث لقناة المنار اللبنانية: إن هناك حرباً نفسية تشن على سورية منذ بداية العام 2011، وعلى من يفكر أن يشن مثل هذا العدوان أن يتأمل في تداعيات ذلك على المنطقة، وفي حال إقدام أي فريق من الفرقاء على القيام بذلك فإن النتائج ستكون كارثية على المنطقة برمتها. ووصف المقداد الحملة الغربية المسعورة ضد سورية بشأن مزاعم مرتبطة بالأسلحة الكيميائية بأنها عبارة عن مواقف مسرحية، مجدداً التأكيد أنه إذا كانت هناك أسلحة كيميائية لدى سورية فإن هذه الأسلحة حتماً لن تستخدم ضد الشعب السوري، معرباً عن خشيته من وجود مخطط غربي لمد الإرهابيين بأسلحة كيميائية والادعاء بأن الجيش السوري هو الذي يستخدمها لتبرير التدخل العسكري في سورية، وبين أن إسرائيل تقف خلف كل ما يجري من أحداث في سورية والمنطقة العربية، وأن الإدارة الأمريكية تتبنى ادعاءات الأسلحة الكيماوية أو أي صيغ أخرى من أجل إنقاذ إسرائيل من الورطة التي وصلت إليها نتيجة سياسات الاستعمار والاحتلال والاستيطان في المنطقة العربية، وهي الأسباب الجوهرية التي تقف خلف هذه التهديدات الموجهة إلى سورية وخلف إرسال الإرهابيين من كل دول العالم، وبخاصة من قبل دول المنطقة العربية التي تعهدت خطياً للولايات المتحدة بعد ما يسمى ''الثورات'' بالحفاظ على أمن إسرائيل. وكان واضحاً أنه ومنذ أن تكلم العم سام عن الأسلحة الكيمياوية متتبعاً أقوال تابعه إسرائيل أن كل جوقة الضباع الأخرى سوف تذهب في نفس الاتجاه. إذ أن تلك هي إحدى القواعد الأساسية المعمول فيها بالصيد. وضمن هذا السياق كرر السيد ''فرانسوا هولاند'' نفس هذا الشعار الجديد في قوله: ''أقول بكل وضوح، سوف نبقى متيقظين مع حلفائنا لمنع استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل الحكومة السورية، والذي سيكون بالنسبة للمجتمع الدولي سبباً للتدخل المباشر''. وفي خطاب له أمام 200 سفير فرنسي اجتمعوا في الاليزيه، وجه وزير الخارجية الفرنسية تهديدات مباشرة ضد الرئيس السوري. وأعلن على قناة اوروبا الأولى عزمه على محاكمة القيادة السورية في حال جرت أي محاولة لاستخدام السلاح الكيميائي بشكل مباشر أو غير مباشر والرد سيكون سريع وكبير''. وفي وقت سابق، وعلى قناة فرنسا الثالثة، أكد الوزير الفرنسي ''آلان جوبيه'' الذي خسر حقيبة الخارجية الفرنسية بسبب هزيمة الرئيس ''ساركوزي'' في الانتخابات أن على الدول الغربية وحلفائها (المعتدين) ''تجاوز الضوء الأخضر الأممي لضرب سورية في حال ارتسم في الأفق خطر انتشار السلاح الكيميائي''، وكان ''جوبيه'' الوزير السابق أحد قتلة الرئيس ''معمر القذافي'' وآلاف الأشخاص في ليبيا وفي ساحل العاج أكثر دقة حين قال ''في مسألة استخدام القوة أو عدم استخدامها، لا ينبغي التخلي عن عقيدتنا المعمول فيها باستمرار، وهي أنه لا يمكن استخدام القوة إلا من خلال ضوء أخضر من الأمم المتحدة. ولكن هل يمكننا، في الحالات القصوى، مثل خطر انتشار الأسلحة الكيميائية تجاوز هذا الضوء الأخضر؟ نعم، وفق اعتقادي ينبغي دراسة ذلك''. وعلى نفس الدرب، ذهب كل من رئيس الوزراء البريطاني ''ديفيد كاميرون'' وأمين عام منظمة الأمم المتحدة الأطلسية في نفس الاتجاه. حيث أكد ''بان كي مون'' أنه ''من الخطأ أن ندع أي كان في سورية يفكر في استخدام أسلحة الدمار الشامل، مثل الأسلحة الكيميائية، وأمل أن يبقى المجتمع الدولي متيقظاً لكي لا يحدث شيء من هذا القبيل''. أما قطر والسعودية وتركيا وكافة قطع التآمر فقد وجهت بأوامر من أسيادهم، تردداتها على نفس الموجة، كما رأينا، وصب الاستراتيجيون المؤيدون للحرب كل جهدهم في هذا الخصوص. إذ من الممكن لهذا الخطاب الجديد المستند على أساس خطر الأسلحة الكيميائية تسويغ حرب ضد سورية من خلال محاصرة الفيتو المزدوج الروسي ـ الصيني ووضع كل من موسكو وبكين أمام الأمر الواقع والتعويل على عدم معارضة الدولتين شن حرب غربية ضد سوريةوإثارة الموضوع من جديد وبهذه القوة تستدعي مقاربة السؤال: لماذا عودة الحديث عن الأسلحة الكيماوية في سورية وعن استخدامها الآن؟! ولماذا يتم توجيه إنذارات لسورية وتذكير جهات غربية لها، على رأسها الولايات المتحدة الأميركية، بالعواقب الوخيمة إذا ما استخدمته، وبأن هناك في الأردن قوة أميركية في حدود مائة وخمسين عسكرياً من رتب مختلفة يمكن أن تكون على رأس التدخل في سورية... فضلاً عن الترويج المتجدد لتحالف دولي خارج مجلس الأمن، يقوم بعمل عسكري ضد النظام في سوريا، وتصريح أمين عام جامعة الدول العربية بأن النظام في سورية قد يسقط في أية لحظة؟! ومقاربة ذلك كله من حيث كون نتائجه ستكون وبالاً على الشعب السوري وعلى سورية الدولة. يبدو أن الأمر مرتبط بعدة معطيات على الأرض نذكر منها: أولاً: المعارك الحامية الدائرة في الريف الدمشقي بين الجيش السوري وعصابات المسلحين وعلى رأسهم جبهة النصرة، تلك المعارك التي اقتربت من محيط مطار دمشق الدولي وهددت سلامة الحركة فيه، والردود العسكرية القوية والصارمة من جانب الجيش العربي السوري التي أدت إلى تأمين المطار والطريق منه وإليه، وجعلت المسلحين ينكفئون عنه، ويتحسبون لملاحقات أوسع من الجيش بأسلحة أثقل من تلك التي استخدمها ضدهم حتى الآن... ولذلك أطلقت صفارات الإنذار باتجاه استخدام السلاح الكيماوي، لأن الأنفاق التي حفرها المسلحون بين بعض قرى ريف دمشق وفي مواقع من البساتين والحقول المحيطة بها، تمكنهم من الاختباء فيها والاحتماء من الطيران، ولكنهم يخافون من أن يحاصروا ويهاجموا فيها بوسائل أخرى فتصبح فخاً مميتاً لهم؟! ثانياً: حصول المسلحين على أسلحة متطورة منها مضادات للطائرات من أنواع مختلفة، بينها صواريخ سام 7، وهي صواريخ حرارية روسية الصنع تلاحق الطائرات بوصفها مصدراً حرارياً، بتقنية أثبتت فعاليتها في حرب أكتوبر 1973 مع العدو الصهيوني، وحصولهم أيضاً على صواريخ ستنغر الأميركية الصنع، وهي أسلحة تمكنهم من تحجيم حركة الطيران الحربي وهجماته ضدهم... فضلاً عن امتلاكهم لأسلحة أخرى من خلال سيطرتهم على مواقع بعض الكتائب والوحدات العسكرية وعلى ما فيها من أسلحة متطورة كما يقولون... الأمر الذي يكسبهم قوة في المواجهة مع الجيش العربي السوري. إن ''الأزمة ـ الكارثة'' في سورية تدخل مرحلة جديدة، أسميها مرحلة الباتريوت، وهي مرحلة لا تقاس دمويتها بما كان في المراحل السابقة، مرحلة لا يرحم فيها أحد أحداً ولا يوفر فيها أحد أحداً ويبعث خلالها أعداء سورية بكل مقدراتها فضلاً عن دماء أبناء شعبها، مرحلة وقودها سورية وشعبها، والمنتصر الوحيد فيها هو الاستعمار وعدو سورية الأول الكيان الصهيوني، لأنه يربح بتدمير سورية وإضعاف قوتها وأدائها العام ما لا يُقدر بثمن، ويتغطرس من بعد ويعتدي بما لا يقاس على ماضيه من الغطرسة والعدوان. ليس من المسلم به أن هذا المخطط أو ''السيناريو'' سيمر كما يمر السكين في قطعة الزبدة، بسهولة وسلاسة ويسر وكما يتمنى أصحابه والمنتفعون منه، ومن الطبيعي أنه سيواجه عقبات وتحديات ومواقف وقوى قد تهزمه ولا تسمح له بالمرور أو قد تعيقه وتجعله عسيراً ومكلفاً... فلم يغير الروس والصينيون ودول مجموعة بريكس وبعض دول أميركا اللاتينية وقلة من الدول العربية وإيران مواقفهم من الأزمة في سورية وحل سياسي لها ورفضهم للتدخل الخارجي، لا سيّما العسكري، في شؤونها الداخلية، ولم يتخل الروس والصينيون على الخصوص عن نقض أي مشروع قرار قد يعرض على مجلس الأمن الدولي ويتضمن وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لا سيما المادة الـ 42 والمادة الـ 43 ويتضمن التدخل، فهم ثابتون على ذلك الموقف المبدئي، ليس من أجل بقاء الرئيس ''بشار الأسد'' في الحكم ولا من أجل المحافظة على النظام كما كرروا مراراً... ولكن حتى لا يتكرر السيناريو الليبي الذي مارس فيه الغرب الخداع والخبث وأدى إلى العبث بالقانون الدولي وتدمير دولة وإلحاق صنوف المعاناة بشعب... وهم يؤكدون أنهم يرفضون التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ويحافظون على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي يراعي مبدأ السيادة المتساوية، ويرفضون نشر الديمقراطية على الطريقة الأميركية، بالسلاح وإراقة الدماء ونشر الفوضى المدمرة حتى لو سميت ''خلاقة''؟!... وفي الوقت ذاته لا يعارضون تغييراً شاملاً في سورية بما في ذلك تغيير النظام والرئيس... لكن على أن يقرر السوريون ذلك بإرادة شعبية حرة، ومن دون أي تدخل خارجي في شؤونهم. ولم يخرج الرئيس ''فلاديمير بوتين'' عن هذا الخط السياسي الثابت لروسيا الاتحادية حتى في مؤتمره الصحفي الأخير في اسطنبول مع رئيس الوزراء التركي ''رجب طيب أردوغان''، حيث قال إنه ليس محامياً عن ''بشار الأسد''... فقد تحدث عن اختلاف في وجهات النظر بين تركيا وروسيا الاتحادية حول الملف السوري، ولكنه أشار إلى أفكار تركية جديدة سوف يبحثها وزيرا خارجية البلدين معاً في وقت لاحق... وقد يسفر ذلك عن شيء؟! إن الدول تبحث عن مصالحها في نهاية المطاف، والأخلاق في السياسة جزء من لعبة قذرة يستباح فيها كل شيء، بما في ذلك الدم البشري... وهذا مؤسف غاية الأسف، ولا يجري على البشرية إلا الويلات، ويدين السياسة والساسة من وجهة النظر الأخلاقية، بصرف النظر عن النتائج التي يحققونها بالمكر والخديعة واستباحة الأرواح والقيم وإنسانية الإنسان. اليوم، البنية الأساسية لسورية تتعرض للدمار وهذا ليس في صالح أحد، هناك حالة من التطلع للتغيير لكن من خلال اتساق المواقف، وسورية وضعها حساس جغرافياً واستراتيجياً تختلف عن الحالة الليبية وحتى اليمنية. ومن هنا فإن الحوار هو الحل المنطقي في الحالة السورية حيث يصعب كسب المعركة بالمطلق وإن كان الجيش العربي السوري هو الأقوى عسكرياً ولوجستياً ويملك أدوات مهمة على الأرض ومن أهمها الطيران. وأخيراً، وعلى الرغم مِن ضجيجِ التهويلِ الإعلامي والتصريحات المسعورة والحرب النفسيّة المُضطرِمَة، مُستنفِدَة جميعَ طاقاتِها وأشكالها التي زجَّ فيها المُعَسكر المُعادي بما في ذلك احتياطيّه من مُختَلَفِ الرُّوَيبضات والرموز والعواصم، فإن أزوفَ النَصر السوري في هذه الحرب الوجودية التي قَسَمَتْ العالمَ إلى كتلتين دوليتين على حافة التصادُمِ الفِعلِي، يَجعَلنا نُرَجحُ إمّا الإذعان لنتائجِ المعاركِ على الأرضِ السوريّة والنزوع نحو تسويةٍ للقضيةِ السوريةِ على أساسِ حِوارٍ داخليّ يُستتَنى منه كُل مَن رَفعَ السلاحِ في وَجه الدولة السورية وجيشِها العربي الباسل، في إطارِ تسويةٍ إقليمية ودَولية تُطوى بمُوجَبِها سياسة القطبِ الواحد دولياً وتنكفئ ''إسرائيل'' إلى حجمِها الحقيقي إقليمياً، أو اندِفاع الأزمةِ إلى حَربٍ إقليميةٍ وكونيةٍ يكون وجودُ الكيانِ الصهيوني وتَوأمه الأردني والكياناتُ الخليجيّة في مهبّها. ولا أعتقد أنَّ المعسكر المعادي مُستعِد لأن يدفعَ ثَمَنَ الخيار الثاني الباهظ على الرغم مِن أنه يبقى خياراً وارِداً نَظَراً لِعَدَمِ خلوّ ''أصحاب القرار'' في الدوائر الصهيو – أمريكية مِن الحمقى! |
كيف يتم جعل الدولة تدمر نفسها عبر برنامج داربا الأستخباري
كيف يتم جعل الدولة تدمر نفسها عبر برنامج داربا الأستخباري تحدثنا في تحليل سابق حول موضوع عملاء استخبارات متخصصون بالحرب النفسية والملف السوري، وكان من الضروري بمكان أن نتبعه بتحليل إسناد لجلّ الفكرة وتحت عناوين على شاكلة:- صناعة الكذبة في سورية، عمل الوحدات الخاصة الأمريكية ، وكلاء الحرب الأمريكية في سورية من بعض العرب، مفاهيم الاغتصاب للنساء وقتل الأطفال ومكافحة الإرهاب لتشريع عمليات الاحتلال العدواني القادم، تماماً كما حدث من قبل في أفغانستان المحتلة، العراق وليبيا المحتلين، ويكاد أن ينجح في الحدث السوري.... الخ. الولايات المتحدة الأمريكية تخوض وبقوّة حروب سريّة، لم يقرّها ولن يقرّها الكونغرس الأمريكي، وقطعاً ليس للمورد البشريّ السكّاني لتلك الدول، التي ستسحق حياتهم وأجسادهم أي دور في منعها، فمن أجل تحقيق خدمة الأهداف الإستراتيجية للسياسة الخارجية الأمريكية، بل من أجل هندسة نستولوجيا تلك الأهداف، لتصبح أهداف ما فوق إستراتيجية، فانّ وحدات القوّات الخاصة الأمريكية، تقوم بتنفيذ (لب) وجوهر العقيدة الأمريكية ومعتقدها الراسخ والذي لا يخضع لأي ديناميات مراجعات، والقائم على أحقية القيام بالاغتيالات السياسية، التسلل عبر الحدود السيادية للدول، وزعزعة استقرار و\أو تقويض أنظمة الحكم، دون إعارة أي اعتبار لجهوزية مؤسسات الدولة ونسقها السياسي المراد استهدافها وذات السيادة، للتغير أو رغبتها فيه أصلاً. هذا وقد اختارت متمنهجةً عليه العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، أسلوب قديم بذات الأدوات لبعض أنواع من الحروب، ولكن آثاره وتداعياته وشدّته في الألفية الثالثة للميلاد كبير جداً، ويقلب الأمور رأساً على عقب، ويغير أمزجة الرأي العام الدولي والإقليمي والمحلي بخبر وصورة وخلال لحظات، وعبر عمليات البروباغندا السوداء وكواليسها. ومثل الذي يقطع أنفه نكايةً بوجه، صارت واشنطن تستخدم أدواتها الحربية الشاملة من المورد البشري السكّاني للدولة المراد استهداف نسقها السياسي، ومن موارد بشرية من دول جواره المحلي والإقليمي، حيث جميعها تشترك باللغة والدين والأخلاق والقيم والأهداف، وبالعادات والتقاليد والمشاعر وبعلاقات نسب وقربى، ويؤدي جلّ العمل ذاك إلى تدمير الدولة ونسقها السياسي بأبنائها وأبناء دول جوارها، والحال هذا خير مثال عليه ما يجري بالحدث السوري وتشعباته المختلفة، عبر إحداث انحراف بجهاز مناعة الدولة المستهدفة ونسقها، لكي يقوم جهاز المناعة الخاص بالدولة بمهاجمة الأنسجة السليمة، بعبارة أخرى كيف يتم جعل الدولة تدمر نفسها بنفسها وعبر مساندة من محيطها؟! وهذا ما يجري في الحدث الاحتجاجي السوري وعبر وكلاء السي أي ايه من بعض العرب، ومن الغرب ومن بعض الداخل والخارج السوري . انّه أسلوب حرب العصابات، استخدام القتلة، المتمردين، المخربين، حرب بالكمائن بدلاً من المواجهة، عبر التسلل بدلاً من الهجوم، انّه نصر عبر تقويض العدو وإنهاكه بدلاً من الاشتباك معه، حرب تترصد الاضطرابات وإحداث فوضى خلاّقة وغير خلاّقة. ويؤكد جلّ الخبراء النفسيين الإعلاميين الأستخباريين، والذين يعملون في أجهزة الاستخبار العسكرية والمدنية – المخابراتية – الشرطيّة، أنّ اللجوء إلى أكاذيب التعذيب والاغتصاب كبنى تحتية لأي عملية بروباغندا، وعبر وكلاء حربيين لتخدم هدف محدد، وهو خلق بيئة تساعد على خلق ظروف تقود في النهاية إلى الحرب. نعم عندما تحدد الامبريالية الأمريكية الأهداف المستهدفة، تصبح مفاهيم الاغتصاب والتعذيب وقتل الأطفال عبر ارتكاب مجازر، وفقاً لجداول زمنية وديمغرافية وفي الوقت المناسب، تصبح مفاهيم لمكنونات أدوات التشويه السياسي للنسق السياسي المستهدف، ليصار إلى إضفاء ملاذات شرعية آمنة لأي عدوان يقرر من قبل ما يسمّى "بالمجتمع الدولي" ( أمريكا). رأينا كيف تمّ تشريع احتلال أفغانستان وتحت مسمّى الحرب على الإرهاب الدولي، ثم تشريع احتلال العراق وتحت مسمى أسلحة دمار شامل لم تظهر حتّى اللحظة، ثم احتلال ليبيا وإسقاط نظام الزعيم البدوي العربي معمّر القذّافي، والان جل الجهود تصب في تشريع وتوظيف كل شيء لاستهداف سوريا ونسقها السياسي، واستهداف النهج الأموي في عبادة الخالق. إنّ ما يجري في سورية حرب غير تقليدية، والجانب الأقبح لتلك الحرب, بالإضافة إلى كونها خرقاً واضحاً للقوانين الدولية، التي تفرض احترام سيادة الدول و وحدة أراضيها و الحياة الإنسانية و الملكية الشخصية...الخ, هو الجهد الحثيث والمستشرس للتأثير نفسياً على الشعب وقبله على حكومته، وإنّ هذا الجانب بالتحديد من الحرب الغير تقليدية ينافي منظومة القيم لأي أميركي عاقل. من بين حالات الفوضى الإقليمية والمحلية, قدمت الانتفاضات العربية في العام2011 فرصة للمضي قدماً في نشاطات الحرب غير التقليدية في الدول المعادية، سواء أكانت شعوب تلك الدول راغبة في تغيير النظام أم لا، والأمثلة الأوضح نلحظها في إيران وليبيا وسوريا, وجميعها كانت في السنة الفائتة أهدافاً للحرب غير التقليدية بدرجات متفاوتة، والنتائج كانت متفاوتة أيضاً. كان من المفترض أن يكون الرابع عشر من شباط لعام 2011 م نقطة البداية لضربة في إيران، و لكن الجمهورية الإسلامية كانت على أهبة الاستعداد نتيجة خبرتها المتأتية عن الحرب غير التقليدية التي شنت عليها بعد انتخابات الرئاسة الإيرانية في العام 2009. لقد شكل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة التي تلت تلك الانتخابات, كأداة لتنسيق الاحتجاجات و نشر الروايات مناهضة للنظام, بداية لعهد جديد من ثورة الإنترنت على نطاق العالم، لم يضيع البنتاغون الوقت, وأعلن توسيع نطاق عملياته ليشمل الفضاء الافتراضي، كما زاد بشكل ملحوظ الميزانية المخصصة للنشاطات التدميرية على الشبكة الإلكترونية. برنامج داربا:- في حزيران الماضي, أعلن السلاح التكنولوجي لوزارة الدفاع, المسمى اختصاراً داربا, عن برنامج تبلغ ميزانيته 42 مليون دولار يمكن الجيش الأميركي من " رصد وتصنيف وقياس ومتابعة تشكل وتطور انتشار الأفكار والمفاهيم" في الشبكة الافتراضية. وقد أسمت مجلة وايرد هذا البرنامج بآلة البنتاغون للبروباغندا عبر المواقع الاجتماعية, وذلك بسبب خططه القائمة على " نشر رسائل مضادة لتأثير عمليات الخصم المرصودة." مما يسمح " باستخدام أذكى للمعلومات لدعم العمليات العسكرية" وتجنب النتائج غير المرغوب بها. سيسمح المشروع بأتمتة العمليات بحيث يتم "تحديد المشاركين والمستهدفين, وقياس آثار حملة الإقناع", وليتم بالمحصلة, تحقيق التسلل وإعادة توجيه الحملات المرتكزة على مواقع التواصل الاجتماعي وفقاً لما تقتضيه الحاجة. يبدو أن حملة الحرب غير التقليدية على إيران قد اقتصرت على التخريب التكنولوجي, وعلى الاغتيالات والتسلل عبر مواقع التواصل الاجتماعي. أما في ليبيا فإن الحملة ذهبت في اتجاه أكثر حدية. يختلف السيناريو الليبي طبعاً بأنه تم بغطاء من الناتو, بينما تولى العسكريون الأميركيون القيادة من خلف الستار وكان هناك جهد حربي أوروبي كبير وعبر فرنسا إبان حكم الملك ساركا ( ساركوزي). يضاف إلى ذلك أن النجاح واسع النطاق لعمليات الحرب غير التقليدية لا يرجع إلى القتال وجها لوجه, بقدر ما يرجع إلى اللجوء إلى الغطاء الجوي وإلى تبادل المعلومات الاستخباراتية حول الهجمات التي كان يقوم بهت ثوار ليبيون غالباً. المزيج من النوعين إزاء الحدث السوري:- أما عمليات الحرب غير التقليدية في سوريا فهي مزيج من النوعين. ذلك أن قوة وشعبية الرئيس الأسد, التي تحدثت عنها السفارة الأميركية في برقية نشرتها ويكيليكس, اقتضت بدء نشاطات لتقويض هذه الشعبية قبل التدرج إلى سيناريو على الطريقة الليبية. ولذلك، تعمّقت وكالات الاستخبار الأمريكي المختلفة، في دراسة وضرورة اقتناص "الفرص" لكشف "نقاط ضعف" النظام السوري ودفعه باتجاه صعوبات اقتصادية, وانقسام عرقي وطائفي, وخلاف بين أجهزة الأمن و الجيش. وبحثت عمليات الدراسة والبحث أيضاً، بضرورة قيام القوات الخاصة على "استثمار نقاط الضعف السياسية والاقتصادية والعسكرية والنفسية للخصم." ينعكس المشهد الديمغرافي السوري: "في معظم السيناريوهات, تواجه حركات المقاومة شعباً فيه أقلية نشطة موالية للحكومة, تقابلها أقلية موازية تساند حركة المقاومة. ولكي تنجح المقاومة عليها أن تحمل الواقفين في الوسط من غير الملتزمين, على القبول بها ككيان شرعي. أحياناً,لا يحتاج التمرد المدعوم جيداً إلى أكثر من أغلبية سلبية ليستولي على السلطة." وتم "استخدام البروباغندا والجهود السياسية والنفسية, لخلق جو أوسع من عدم الرضى يضعف الثقة بالحكومة." و يجب أن يترافق تصعيد النزاع مع "تكثيف للبروباغندا بهدف تحضير الشعب نفسياً للعصيان." البداية تكون بوجود "اهتياج" على نطاق محلي أو وطني, يرافقه تنظيم لحملات مقاطعة أو إضرابات أو أي نوع من النشاطات المعبرة عن عدم الرضى. و من ثم يبدأ " تسلل المنظمين و الناصحين الأجانب, والبروباغندا الأجنبية, والمال, والأسلحة والمعدات." و في المستوى الثاني من العمليات, يتم تأسيس " منظمات مواجهة وطنية" كالمجلس الوطني السوري)، ثم ما سمي بائتلاف المعارضة السورية في مشيخة قطر, و" حركات تحرر" مثل ما يسمّى( بالجيش الحر), من شأنها أن تستجر أقساماً أكبر من الشعب إلى قبول "ازدياد التخريب و العنف السياسي", وأن تشجع على تدريب " أفراد و مجموعات على القيام بأعمال تخريب في المدن." أما عن كيفية وماهية استجابة الأغلبية غير الملتزمة, والسلمية ظاهريا, لعنف الجماعات المعارضة؟ فيقدم دليل الحرب التقليدية وسيلة سهلة لتلفيقها : "إذا ردت الحكومة المستهدفة, فستستغل المقاومة النتائج السلبية للرد الحكومي من أجل استحواذ تعاطف و دعم شعبي أكبر, و ذلك من خلال التركيز على التضحيات و الصعوبات التي تتحملها المقاومة في سبيل الشعب. و إن لم ترد الحكومة أو كان ردها غير فعال, فبإمكان المقاومة البرهنة بذلك على فاعلية قتالها للعدو. بالإضافة إلى ذلك, يمكن للمقاومة إظهار تباطؤ العدو أو عدم قدرته على الرد على أنهما ضعف, مما سيقود إلى إضعاف معنويات قوات العدو و يوحي بقرب الهزيمة." واليوم, مع وصول أوباما 2, تحولت سياسات بوش و أعيد توضيبها تحت مسمى "هيئة منع ارتكاب الفظائع" أو تحت مسمى " التدخل الإنساني", إلا أن الأهداف لم تتغير: زعزعة استقرار حياة الناس و الدول لخدمة المصالح الأميركية في السيطرة الاقتصادية و السياسية. إن الحكومات العربية محقة حين تتحدث عن "مؤامرة أجنبية". إذ لم يعد هناك مجال واحد في الدول العربية الهامة لم تصل إليه "المصالح الأميركية": بدءا من المجتمع المدني "المسالم" المليء بالمنظمات غير الحكومية الممولة أميركيا, مروراً بأجهزة الاستخبارات والجيش التابعة لتلك الدول, ووصولاً إلى صفحات الفيسبوك للمواطنين العاديين. وفي خضم هذه الانتفاضات المشتعلة في المنطقة, يتحول كل شعب عربي لا يغلق بابه أمام مخاطر التدخل الأجنبي إلى جندي يقاتل إلى جانب أعدائه في حرب غير تقليدية تشن عليه. قال"ملهم الدروبي" عضو الهيئة التنفيذية للإخوان المسلمين: إن المصدر الآخر لتأمين السلاح في سوريا هم الإخوان المسلمين، فهم لديهم قنوات اتصال مع المتمردين ويتلقون الدعم والمال من مصادر مختلفة كدول الخليج (السعودية وقطر والأمارات). وتستنتج واشنطن بوست أن "البنتاغون أعّد سيناريوهات متعددة ضد سوريا منها شن هجوم جوي واستهداف مواقع الدفاع الجوي السورية وتدميرها ". وقد كتبت صحيفة "الديلي تلغراف" في 22 نيسان الماضي نقلاً عن "مايكل ويس" مدير العلاقات العامة في جمعية هنري جاكسون قوله: "أخبرتني البارحة مصادر مقربة من المتمردين أن تركيا لا تزود بعض قادة التمرد التابعين لها بالأسلحة الخفيفة فقط بل تعدى الأمر إلى تدريب قوات سورية معارضة في اسطنبول". وأضاف: "قامت وكالة الاستخبارات التركية بدعوة الرجال المخضرمين الذين خدموا في الجيش خلال الأيام الماضية، حيث يجري الآن نقل كميات كبيرة من الأسلحة من طراز EK-47 عن طريق الجيش التركي إلى الحدود السورية –التركية. حيث يتم تخزين هذه الأسلحة و المعدات في (عديب) بالقرب من الحدود التركية وفي الزبداني بالقرب من الحدود اللبنانية". كما أشار "ويس" إلى رد "جي كارني" المتحدث باسم البيت الأبيض على تقرير "واشنطن بوست" بأنه لا يشبه التفنيد أو الدحض، حيث قال: "سنستمر بتقديم الدعم غير المهلك لمجموعات المعارضة، هذا من جانبنا وأنا أعلنه نيابة عن أمريكا، لكننا نعرف أن الأخريين يقدمون الدعم بأشكال مختلفة وأريدكم أن تسألوهم عن نوع وماهية عملياتهم ونشاطاتهم". ويستنتج ويس أن "تركيا لن تتجرأ على اتخاذ أي إجراء دون موافقة أو تشجيع أمريكا. ولا أعتقد أن السناتور "جوزيف ليبرمان" الذي طالب بشن حملة جوية محدودة وإيجاد منطقة حظر جوي في سوريا قد أشار إلى أن الحكومة توشك على اتخاذ قرار بالتدخل العسكري في الأزمة الإنسانية السورية التي لم يستطع قرار عنان المضحك بوقف إطلاق النار أن يوقفها، إذا لم يكن متأكداً بحق أن هذا التدخل سيكون له تأثير". في 22 نيسان في تقرير نشره موقع "دبكا فايل": "حصل المتمردون السوريون على أسلحة مضادة للدبابات من الجيل الثالث تشمل متيس-أم 9و كي 115-2 وكورنيت. حيث قامت أجهزة الاستخبارات السعودية والقطرية بتزويدهم بهذه الأسلحة بعد تلقي رسالة سرية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بهدف تصعيد وتيرة الهجمات المسلحة لإسقاط حكومة الأسد". هذا وقد نقل موقع "دبكا فايل" المقرب من المحافظين الجدد الأمريكيين أن هذه الأسلحة "جزء صغير من مخطط أمريكا المّعد لأزمة سوريا" وقال: "تلقت وكالة الاستخبارات التركية الضوء الأخضر من أمريكا لتسليح المتمردين السوريين بالقنابل وبالعبوات الناسفة المناسبة للجبهة في سوريا، وتدريب المنشقين في القواعد العسكرية التركية". وهذا يعد التدخل العسكري التركي الأول من نوعه في سوريا. فمنذ مدة طويلة تلعب تركيا دور المنسق لتدخل الإمبريالية إلى سوريا بهدف إسقاط حكومة الرئيس بشار الأسد المدعومة من قبل إيران، بالإضافة إلى أنها تستضيف مجموعة "الجيش الحر" المعارضة التي تشن هجماتها انطلاقاً من الحدود التركية- السورية التي يبلغ طولها 910 كم. أصبح لبنان و تركيا محطة انطلاق للتمرد وللتنسيق بين المتمردين، في حين نجد الدولة الأردنية وعبر أجهزة استخباراتها المختلفة وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة تبذل جهود غير عادية في عدم تورط و \أو توريط الأردن بالحدث السوري، لاعتبارات عديدة معروفة للعوام والسذّج قبل الخواص في المجتمع، في جانب آخر وعلى الضفة الأخرى للحدث السوري، تقول المعلومات:- حيث جرت في الآونة الأخيرة اتصالات مع مجموعات كردية امتنعت عن الالتحاق بالإخوان المسلمين والعناصر الإسلامية المتشددة الأخرى حيث تعتبر نفسها على حالة عداء مع تركيا. هذا وتعتبر السعودية وقطر وتركيا تدخل لبنان بصفته قوة مرتهنة لإملاءاتها، انطلاقاً من أن العداء الطائفي للشيعة وإيران وحكومة الرئيس الأسد، سيؤدي إلى الاشتباك مع حزب الله المدعوم من قبل طهران ودمشق، وبعض الطرف الخارجي في الأزمة السورية وتحديداً بعض العربي منه بالتنسيق مع الكيان الصهيوني، حاول بناء ملف كامل يشبه ملف اغتيال الرئيس الحريري 2005 م والذي كان من نتائجه الخروج العسكري السوري من لبنان، ملف يفاقم الأمور ويدفع إلى مواجهة مع النسق السوري - هكذا اعتقدوا السذّج - هذا الملف تمثل في اغتيال العميد وسام الحسن، ولكن جرت الرياح بما لم تشته سفن البعض العربي - الإسرائيلي . حيث شهدنا في الفترة الأخيرة اشتباكات طائفية متصاعدة في لبنان أدت إلى مقتل العديد من الأشخاص. بدأت هذه الاشتباكات على خلفية اغتيال العميد وسام الحسن رئيس فرع المعلومات بالجيش اللبناني، وكذلك حدثت اشتباكات وقبل مقتل العميد الحسن، بعد مقتل رجل دين معارض لسوريا ومرافقه عند نقطة تفتيش للجيش في شمال لبنان واعتقال الإرهابي"شادي المولوي" الذي تم الإفراج عنه بكفالة وهو متهم بالانتماء إلى مجموعة إرهابية. وامتدت هذه الاشتباكات إلى بيروت، كما تصاعدت حدة التوتر بعد اختطاف 13 زائر لبناني من قبل "الجيش السوري الحر" حيث خرجت تظاهرات غاضبة في بيروت انفضت بعد توسط السيد حسن نصر الله. كما تسعى السعودية لعزل إيران وسوريا وإفشال الحراك الشعبي السلمي في البحرين من خلال إيجاد اتحاد يضم الدول الخمس لمجلس التعاون الخليجي: البحرين ،عمان، قطر، السعودية، الإمارات، وقد أدى الإعلان عن المشروع الأولي للاتحاد بين السعودية والبحرين إلى خروج تظاهرات احتجاجيه حاشدة بطول عدة كيلومترات في البحرين. واعتبرت إيران ضم البحرين إلى السعودية مخطط أمريكي. حيث تقع البحرين بشكل كامل في قبضة القوات السعودية التي دخلت في شهر آذار الماضي إلى هذا البلد لقمع التظاهرات الداخلية. لكن لا وجود لاحتمال اتحاد على نطاق واسع بين دول مجلس التعاون الخمس بعد المحادثات الأولية التي جرت خلال بدايات شهر حزيران الماضي في الرياض برئاسة الملك السعودي عبدا لله. وقال وزير الخارجية السعودي في حينه "سعود الفيصل": نحتاج إلى زمن لانضمام كل الدول الأعضاء في المجلس إلى هذا الاتحاد ليشمل الجميع وليس دولتين فقط. كما دعمت الجامعة العربية بدورها هذا المشروع وحذرت إيران لكي تنهي الحملة الإعلامية وتصريحات مسؤوليها الاستفزازية ضد الاتحاد السياسي والعسكري بين دول مجلس التعاون الخليجي. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أيضاً "نبيل العربي": قيام أي اتحاد بين البحرين والسعودية يتعلق بسيادة كلا الدولتين وبقية دول مجلس التعاون الخليجي ولا يحق لأي دولة أخرى التدخل في هذا الأمر. هل إجراءات واشنطن ضد سوريا، وتحالف المعارضين ضد إيران، يمكن أن يؤدي إلى حرب مدمرة في المنطقة؟ تضررت سوريا بشدة جراء العقوبات الاقتصادية الدولية عليها وبناءً على تصريح: وزير النفط السوري، خسر قطاع صناعة النفط في سوريا 4 مليار دولار نتيجة العقوبات، كما أدت هذه العقوبات إلى رفع الأسعار وإلى نقص حاد في المواد، وأصبح سعر أسطوانة الغاز المنزلي أكثر من 4 أضعاف قيمته، يذكر أن الغاز الذي تنتجه سوريا يؤمن نصف احتياجاتها فقط. وحذر الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة "بان كي مون" مرة أخرى من احتمال نشوب حرب أهلية شاملة في سوريا في حال فشلت خطة السلام الحالية. وفي اليوم نفسه بعث الملك السعودي عبدا لله رسالة إلى الرئيس اللبناني "ميشيل سليمان" عبر فيها عن قلقه العميق من أعمال العنف الطائفية في لبنان، وحذر من أنه نظراً لخطورة الأزمة واحتمال نشوب خلافات طائفية في لبنان ونزاعات قومية،"نطالب بأن تبذلوا جهوداً للتدخل لإنهاء هذه الأزمة والنأي بلبنان عن النزاعات الخارجية وخصوصاً أن الأزمة السورية تجري بالقرب من الحدود اللبنانية". كل هذه التصريحات ما هي إلا لفتة إنسانية ليس إلا، تدرك منظمة الأمم المتحدة جيداً أن واشنطن تتبع بشكل متعمد سياسات تهدف لزعزعة الاستقرار في سوريا بهدف تبرير شن حرب لتغيير الحكومة السورية عن طريق حلفائها في الرياض وأنقرة والدوحة وبدعم عسكري منها، في حين تتزايد المساعي وعلى نطاق واسع لإيجاد تحالف بين الدول المعارضة لإيران، وهو ما سيؤدي إلى نشوب حرب إقليمية شاملة و مدمرة ستكون عواقبها وخيمة على المنطقة، كادت أن تكون شرارتها حرب الأيام الثمانية على غزّة، والأخيرة مرشحة للعودة من جديد، إن لم تنجح التفاهمات الدولية وفق المقاربات السياسية، دون إقصاء احد من مكونات الأزمة السورية لجلّ الحدث الدمشقي. سما الروسان |
نشكركم على التوضيحات
|
شكراً لك اخي كميت لمروركم الكريم واضافاتكم ... موفق.. شكراً لك اخي حسين العلاق ع المرور و يا اهلاً.. ولا شكر ع واجب.. موفق.. |
https://si0.twimg.com/profile_images...5/panologo.png السيد نصر الله : الوضع في سوريا يزداد تعقيدا أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان “الفريق الآخر قرر المقاطعة ولهذا توقفت طاولة حوار وهناك تعطيل”، مشيرا الى ان “الهدف من ذلك اسقاط الحكومة ولم تسقط الحكومة لا في الشارع ولا في المقاطعة وذلك بسبب المعطى الدولي، واذا كانت المقاطعة لاسقاط الحكومة فهذا لن يحصل”، معتبرا ان “اصرار الفريق الاخر على المقاطعة ليس الهدف منه الضغط على الحكومة فالهدف هو تعطيل مجلس النواب حتى لا يتم اقرار قانون انتخاب ويضعنا امام خيارين إما انتخابات على قانون الستين او عدم حصول الانتخابات وكلاهما سيء”. وقال: “هم يراهنون على سقوط النظام السوري ولكن هل هذا التقدير صحيح؟ فالاحداث في سوريا ستتم السنتين ومن اليوم الاول قال البعض ان النظام السوري سيسقط بعد شهرين ونحن على باب السنتين”. ورأى نصرالله، في كلمة خلال حفل التخرج الجامعي السنوي الـ23 الذي اقامه حزب الله، أن “أي منصف يمكن ان ينظر الى خارطة سوريا ويقرأ المناطق التي تسيطر عليها النظام والمعارضة ويعرف من ذلك ان النظام اقوى بالحد الادنى”، معتبرا ان “لا رهانات لقوى 14اذار كانت صحيحة”، وتوجه اليهم بالقول: “منذ سنتين ترتكبون نفس الخطأ وانتم تركيب سياسي يعتمد على الخارج فلنجلس ونتلك لبنانيا وانصح هؤلاء ان لا يستمر في التقدير الخاطئ واعادة النظر في المقاطعة وليتفضلوا الى المجلس النيابي لنناقش قانون انتخابات”. وأكد أن “المسار الطبيعي ان نجلس سويا وان ندرس قانون انتخابي جديد وبعد الانتخابات تشكل الحكومة وفق القوى التي تفرزها الانتخابات”. واسف نصرالله “لان عددا كبيرا من القوى السياسة لا تولي هذا الموضوع اهتمامها ومن 2004 منذ صدور القرار المشؤوم 1559 عبر الخطب والبيانات الى اليوم، الموضوع بالنسبة لهم الاهم هو المقاومة وسلاحها وكل حديثهم عن هذا السلاح”. وقال: “حتى دماء رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري استغلت لاستهداف المقاومة”. وشدد نصرالله على أن حزب الله هو جزء متواضع من الحكومة والحكومة ليست حكومة حزب الله، وما يؤكد على ذلك هو دعم المجتمع الدولي لهذه الحكومة. وقال: “في السنوات الماضية سقطت كل الالاعيب لاسقاط المقاومة والحروب العسكرية فشلت والجميع يعرف ان المقاومة التي هزمت اسرائيل هي متجذرة وحاضرة في وجدان اهلها وهي اقوى من ان تنال منها كل المؤامرات ولذلك بقي الكلام فقط”. وتحدّث نصرالله عن سلسلة الرتب والرواتب، معتبراً أن “الوضع الحالي غير مناسب ووضع الشرائح التي يطالها هذه السلاسلة غير مناسب”، مشددا على أن “على الحكومة ان تعالجه وفق قدراتها وكعنوان عريض لا خلاف عليه”، مشيرا الى ان “الخلاف هو تطبيقي حول الضغوط ونحن نعتقد كجزء من الحكومة أن موارد للتمويل تحتاج الى الجرأة والتعاون من البعض”، مناشدًا “الحكومة ان تخرج من سلسلة الجلسات المتعلقة بسلسلة الرتب وان تعمل جلسة جدية ولو هناك خلافات في وجهات النظر ولو عبر التصويت فالحكومة سترسل المشروع الى مجلس النواب وكل الكتل موجودة هناك وكل المواقف تتضح هناك وكل المزايدات تفضح في المجلس. بالنهاية هذا المستوى من القرارات يحتاج الى مشاركة الجميع الغير موجودة في الحكومة لاسباب سياسية”، وقال: “آن الاون للحكومة ان ترسل هذا القانون الى مجلس النواب والانهاء من هذا الملف”. وأكد نصرالله أن “الجامعة اللبنانية كما في السابق يجب ان تحظى بعناية استثنائية لانها جامعة الفقراء، عدد اللبنانيين الواقعين تحت خط الفقر يزداد وفي الافق ليس ما يؤكد انهم سيخف عددهم بل ستزداد وهذه مسؤولية الدولة”. وتطرق نصرالله الى مسألة الاساتذة المتعاقدين في الجامعة، مشيرا الى ان “هناك استحقاق دائم ويدخل هذا الملف في التعقيدات اللبنانية ودائما كان هناك مشكلة فرض سقف عدد وعلى الادارة تحت هذا السقف ان ترشح اساتذة متعاقدين ليتم تفريغهم وهنا يختلط الحابل بالنابل فالبعض يراها حاجة ضرورية وجزء يدخل فيه القوى السياسية والفعاليات ما يحشر الادارة تحت السقف”. ودعا نصرالله الحكومة اللبنانية التي تناقش هذا الموضوع الى مقاربة مختلفة، مشيرا الى انه “على الحكومة ان لا تضع سقفًا عدديًا لعدد الاساتذة”، معتبرا ان بذلك “مهما كانت الصيغة التي تعتمدها الادارة سيتم انصاف كثيرين ويلحق الحيف بآخرين”. وأشار الى أن “المقاربة هي ان 80 استاذ يخرج الى التعاقد تقريبا سنويا والجامعة تتوسع فهذه الجامعة تحتاج الى اساتذة ويجب ان نعرف احتياج الجامعة من الاساتذة دون وضع سقف ويتم تثبيت المتعاقدين والاولية للقدامى وكل الزعامات السياسية ستتدخل”. وذكر نصرالله بتثبيت 4000 عنصر في عهد الحكومة السابقة في وزارة الداخلية و1000 عنصر في عهد الحكومة الحالية بسبب التوازن الطائفي، وقال: “الانفاق في الامن نعالج النتائج اما الانفاق في التربية يعالج الاسباب والعاقل يعالج الاسباب”. وأشار نصرالله الى ان “حجم المعاناة في لبنان اصبح كبير جدا والكثير يواجهون ازمات حقيقية على هذا الصعيد وخاصة مع بدء العام الدراسي وندخل موسم الشتاء يكبر الهم، وانعكاس هذه الازمة واضحة لان الحاجة اوصلت الى الجرائم والسرقة والامراض النفسية والازمات النفسية للبعض كل هذا بسبب الازمة المعيشية والناس لا تداري ظروف بعضها امام هذه الازمة”. وقال: لاشك ان هناك قوى وجمعيات تحاول مد يد العون لكن هذا لا يحب مشكلة فالازمة بهذا المستوى يجب على ادولة ان تحلها بكل مؤسساتها وليس فقط الحكومة، فليس شرط الحل هو زيادة المعاشاة بل هناك تخفيف النفقات على الناس وهنا نحتاج الى برنامج حقيقي. وأشار الى ان كل مدة الجهات كلها تحذر من الانهيار الاقتصادي والمرجعات الدينية خصوصا مطلعة لان الناس تطرق ابوابها وهذه الازمة لا تحلها الحكومة لان هناك فرق سياسية غير ممثلة يجب تشكيل مجموعة عمل وطني لتقول ان اللبناني بمعزل عن المعارضة والموالاة كيف يمكن ان نواجه هذه الازمة. وفي موضوع غزة، اشار الى ذهاب وفد من 14 اذار الى غزة ليهنئ وقال: “فرحت كثيرا وهذا شيء جيد وانا اشجع ان يذهب هذا الفريق الى غزة ولا نريدهم ان يؤيدوا سلاح المقاومة في لبنان فالمقاومة في لبنان يصلنا حقنا عندما يهنئون المقاومة في غزة. والاجمل ان بعض الشخصيات قالت لن نتخلى عن شبر واحد من فلسكين وهذا ممتاز ونرسلكم على حسابنا اذا سيتحول موقفكم الى الدفاع عن مقاومة غزة”. واعتبر ان “المسار الانحداري بدأ عام 2000 عندما تم هزم اسرائيل بعد ان خرجت ذليلة مهزومة دون قيد او شرط وهذا كان المسمار في نعش اسرائيل والمسامير الباقية آتية”. وقال: لكل من تحدث في حرب غزة وبعدها وافترضوا التباس في العلاقة بين حماس وحزب الله وايران والتحاليل كثرت في الاونة الاخيرة ان حماس اتت الى الحضن العربي وخرجت من الحضن الفارسي، وبالتجربة نعرف ان ما يكن اماني وليس واقع”. وأكد أن “هذه العلاقة انها طبيعية ولم يختل اي شيء وعن ايران فهذه الدولة تقوم بواجبها العقائدي وعلى قادة الفصائل المقاومة ان تقول ان ايران تدخلت بأي شأن فلسطيني اذا وجد، وطوال 30 سنة ايران تقدم الدعم دون قيد او شرط ولم تتوقع كلمة شكرا فايران تقوم بواجبها في غزة”. وقال نصرالله عن لسان الايرانيين ومرشد الثورة الايرانية: اذا الدول العربية تعطي غزة مال وسلاح وصواريخ وتدربهم وتنقل تجارب عسكرية فنحن نحيي هذا الدول ونسير خلفها ويوفر ذلك على ايران المال والسلاح ونأخذ نحن ما كانت تعطيه لفلسطين كل ما تريده ايران ان تسعيد الفلسطيني ارضه وهي لا تريد شيئا فمن يريد ان يجمل راية المقاومة مصر؟ ونحن نقول له نحن معك وخلفك من اجل فلسطين وهذا موضوع لا تحفظ فيه. وفي موضوع سوريا، أشار نصرالله الى ان “الامور تزداد تعقيدا ومن يظن ان المعارضة قادرة على السيطرة فهو مخطئ فالصراع ليس بين النظام والشعب، وهذا توصيف غير صحيح لان في سوريا الانقسام الشعبي اصبح حقيقي. فهناك نظام وشعب معه وفريق يستعين بقوى اقليمية ودولية ادت الى مواجهة مسلحة”. وسأل نصرالله “هل اهل قطنا سوريين او جلب؟ هل اهل جرمانا سوريين او جلب؟ والكثير من المدن التي ترسل سيارات مفخخة اليها عند عودة التلاميذ الى والعمال الى منازلهم، هذا قمة اللؤم وانا اسألهم اين الموقف الاخلاقي من الشعب السوري الذي تقتله المعارضة ويقتل على الحائط امام الكاميرات؟ اين الموقف الاخلاقي ممن يلقى بهم من اعالي البنايات وممن يقتل على الهوية في سوريا؟”، مشيرا الى ان هناك نظام يدافع عن قناعته وهناك مجموعة مسلحة تخوض قتال قاسي ودامي والمعركة طويلة في سوريا. واعتبر ان “رفض الحوار يعني الاستمرار في العركة المسلحة ونزف الدم فلماذا ترفضون الحل السياسي؟”، مشيرا الى ان “هناك دول لديها اموال كبيرة واذا استمر القتال في سوريا فلديها الكثير من المال والقوى الاقليمية تستفيد من هذا الصراع”. وتوجه السيد نصر الله لـتنظيم “القاعدة” بالقول : ان الاميركيين والاوروببين نصبوا لكم كمينا في سوريا وفتحت لكم ساحة لتأتوا اليها من كل العالم حتى يقتل بعضكم بعضا في سوريا وانتم وقعتم في هذا الكمين ولو فرضنا ان هذه الجماعات التي تنتسب الى القاعدة استطاعت ان تحقق انجازا ميدانيا في يوم من الايام فستدفع الثمن كما دفعته في اماكن اخرى. |
غُلبت الروم فاصبح بقاء الاسد محتوم محمد صادق الحسيني http://www.arabi-press.com/userfiles...k_houseini.jpg غلبت الروم في ادنى الارض السورية وهم من بعد غلبهم سيذعنون للتفاوض مع الروس حول مستقبل النظام العالمي الجديد ببقاء الاسد مرشحا رئيسيا لانتخابات العام 2014م سواء كان بعض ادواتهم يعلمون ذلك او لا يعلمون ! هذا ما تؤكده تقارير الكواليس الخلفية واروقة الديبلوماسية السرية و معركة صراع الارادات المعروفة منها والخفية ! قد تطول فترة التفاوض هذه او تقصر , وقد يعدل اتفاق جنيف او لا يعدل وقد يضطروا لاشراك الايرانيين علنا و مباشرة او بالواسطة , وقد يدخلوا المصريين لتلطيف عملية التفاوض هذه تخفيفا لما هم له كارهون ! لهذا الامر بالذات وليس لغيره ابدا هم لعمليات الاعتراف الشكلي والخالي من المضمون ب"معارضة" هم صانعوها وممولوها و مهندسو عملياتها الميداني مضطرون وللتصعيد الميداني لعدوانهم مجبرون ! نورد هذا الكلام هنا بناء على معلومات متطابقة ومتواترة تصل الى كل من يهمه الامر من عواصم باتت تملك مفاتيح الحل الحقيقي لخلاص السوريين المرتقب ! يقول مسؤول ايراني رفيع المستوى معني بمجريات الحرب المفتوحة على سوريا كما يصفها هو : امامنا اشهر معدودة وتنتهي الذروة في التصعيد الحالي وهي اشهر ستكون حاسمة سيضطر الجميع بعدها للذهاب الى البحث عن صيغة توافقية للحل , سيبذل الغرب وادواته الاقليمية اقصى ما لديهم في محاولة للسيطرة على الموقف الميداني بما يؤمن لهم وضعا تفاوضيا متقدما للحل في سوريا على قاعدة جنيف , بالمقابل فاننا سنبذل اقصى ما لدينا لمنعهم من تحقيق مهمتهم هذه , ولهذا ستكون الامور بيننا وبينهم سجال وكر وفر ! لكن المسؤول الايراني البارز يضيف ما هو اهم واخطر بالقول :لكننا لن نسمح للغرب هذه المرة ان يستنسخ ما فعله في ليبيا على الاطلاق لان الامر يتعلق بسوريا وما تعنيه سوريا من عقدة استراتيجية تعني الامن القومي ليس فقط لدول وقوى محور المقاومة بل ولقوتين عظميين هما روسيا والصين اللذين بتنا مطمئنين الى انهما لن يغيرا من موقفهما الاكيد والثابت كما موقفنا بان لا تغيير لاي نظام بعد الأن بقوة السلاح والتدخل والعدوان , وقد افهمنا الطرف بالمقابل بكل وضوح بانهم لو اصروا على ذلك فان انظمة كثيرة ستتدحرج الى الهاوية قبل سوريا والنار قد تصل الى نهاية مصالحكم في المنطقة الى الابد ! ما الذي يعنيه اذن هذا التصاعد الكبير للعمليات المسلحة في سوريا لاسيما حول دمشق وترافق ذلك مع حفلات الاعتراف بمجلس معارض نشأ في الخارج اصلا وبارادة القوى العظمى ولا يملك في الميدان الا "قيادة جبهة النصرة " التي وضعتها امريكا بالذات على لائحة الارهاب باعتبارها القاعدة ؟! في بداية عسكرة الازمة السورية بدعم خليجي واحتضان تركي ورعاية فرنسية فاضحة و امريكية خجولة ترددت وفود خليجية كثيرة على طهران وهي تهول بان نظام الاسد في طريقه الى السقوط خلال الاسبوعين القادمين !. وفي كل مرة جديدة يأتون كان يسألهم الايرانيون : الا تظنون ان تقديركم للموقف متسرع بعض الشئ , ومن ثم ينصحوهم كما نظرائهم الاتراك بالتروي بعض الشئ الى ان قالها احد المسؤولين ممن يشتهر بالتعقل والتوازن في مواقف بلاده : الامر كله يعود بضرورة حجز مقعد لهؤلاء المسلحين ومن يقف ورائهم في الخارج , على طاولة الحوار مع النظام في اطار التسوية السياسية التي لابد منها يوما ! نعم فالرئيس بشار الاسد والشرعية السورية التي يمثلها حتى عند كل الدول التي اعترفت بما يسمى بالمجلس الوطني والتي لم ينازعه احد عليها حتى من قبل تلك الدول يرفض حتى الأن الحوار والتفاوض مع حاملي السلاح والمعينين من الاجنبي "ممثلين للشعب السوري" كما هي عبارة من اعترفوا بالمجلس الوطني المشار اليه هو العقبة الكأداء امام اي حل يراد فرضه من الخارج ! ولما كان الامر كذلك في موازين القوى في الميدان كما في موازين المجتمع السوري , ولما كانت كل من ايران وروسيا والصين ودول البريكس مستعدون لمنازلة كل الدول التي تريد فرض امر واقع مخالف للمواثيق الدولية على سوريا فان المتابعين لملف الحرب على سوريا يؤكدون بان ما دفع الغرب وادواته الاقليمية للتصعيد حتى الذروة لم يكن من اجل حسم معركة يعرف سلفا انها قد خسرها بل هو تعويض عن خسائره في الميدان كما في الديبلوماسية كما في معركة انتزاع الشرعية من نظام بات اشبه بقطب الرحى للنظام العالمي الجديد الذي لابد انه قادم بعد تشكل ادارة اوباما الجديدة ! وهنا بالذات يمكن فهم اصرار الرئيس اوباما بضرورة دخول ادارته في مفاوضات مباشرة وشاملة مع القيادة الايرانية في الوقت الذي ترى فيه تلك القيادة بان الوقت ليس وقت التفاوض بقدرما هو وقت التحضير للمنازلة الكبرى في فلسطين وان على الامريكي ان يرفع يده عن حاملة الطائرات الامريكية التي اسمها "اسرائيل " قبل التفكير بعملية تفاوض شاملة يتوسلها مع ايران ! ايران التي تعتقد اعتقادا جازما بانها في احسن احوالها وهي تعيش ايام بدر وخيبر وليست ايام شعب ابي طالب حتى تضطر للتفاوض وبالتالي فان لديها اليد العليا في ميزان قوى المنطقة - والتوصيفات هذه ليست من عندياتي بل ملك قائد سفينتها وربان قيادتها الامام السيد علي الخامنئي – ايران هذه باتت اليوم تملك مفاتيح الحل الذهبية لاكثر من ازمة في المنطقة وليس لسوريا فحسب وهو ما تعرفه واشنطن اكثر من غيرها الامر الذي سيجبرها على ابتلاع سم هزيمة الشام والتفاوض مع القيصر الروسي قبل اضطرارها لابتلاع سم التفاوض مع العدو اللدود على ابواب نظام عالمي لن تكون فيه امريكا القوة الأمرة والناهية كما اعتادت حتى الأن ! وما الدرع الصاروخية على الاراضي التركية والقبة الحديدية التي وعدت بها واشنطن دول المياه الدافئة جنوبا الا لتهدئة روع من باتوا قاب قوسين اوادنى من مغادرة مسرح اللعبة السياسية بكأس سم امريكية ! |
http://arabic.rt.com/media/pics/2012...e0bd0ca0d3.jpg الناتو ضد الأسد http://arabic.rt.com/media/pics/2012...85a9a48acf.jpg أرتيوم كابشوك هل نصدق بأنباء تفيد بأنه تجري على قدم وساق الاستعدادات لعملية حربية كبيرة يقودها حلف شمال الأطلسي ضد سورية .. وأن التدخل العسكري آت ٍ لا محالة؟ فمن أي اتجاه سيبدأ هجوم ناتوي حربي: من جهة تركيا أم البحرِ الأبيضِ المتوسط؟ قبالة اللاذقية مثلا؟ وهل سيكون السلاح الكيميائي أداة لعملية استفزازية ما؟ أم أن الفريق الغربي المناهض للنظام لن يقدمَ على مغامرة كهذه خشية من تداعيات لا تحمد عقباها؟ معلومات حول الموضوع: بعد اعتراف ابرز الدول الغربية بالإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ممثلا شرعيا للشعب السوري يمكن ان تأتي الخطوة التالية بتشكيل الحكومة السورية في المنفى ومناشدتها دول حلف الناتو التدخل العسكري الفوري. وتفيد مصادر مقربة من وزارة الدفاع الفرنسية ان قوات الناتو في البحر المتوسط تشرف على الإنتهاء من التحضير والإستعدادات لغزو سورية. وتتحدث تلك المصادر عن احتمال مشاركة مجموعة حاملات الطائرات الأميركية التي تتقدمها "ايزنهاور" ، وكذلك قوات الأسطول الفرنسي وفي مقدمها حاملة الطائرات"شارل ديغول"، وسفن حربية بريطانية ووحدات مشاة البحرية والقوات الخاصة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا والمملكة العربية السعودية وقطر في العمليات الحربية. وبحسب هذا السيناريو الذي لا يزال تطبيقه موضع تساؤل يمكن ان تقوم القوات الغازية بإنزال في منطقة اللاذقية بعد ضربات جوية مكثفة. والهدف من الإنزال المفترض هو حرمان بشار الأسد وأنصاره من امكانية الإنسحاب من دمشق واللجوء الى الأماكن الجبلية التي تقطنها اكثرية علوية. وقد جرت في الأشهر الأخيرة بشكل حثيث معالجة سيناريوهات شن عملية برية تنطلق من الأراضي التركية. الا ان الصعوبات المحتملة والمرتبطة بالمسألة الكردية تجعل حلف الناتو يفضل تسديد الضربة الرئيسية من جهة البحر. ثم ان الإشاعات التي روجت في الآونة الأخيرة بشأن احتمال استخدام السلطات السورية للسلاح الكيمياوي تدل على ان هذا الموضوع يمكن ان يغدو، في حال حصول استفزاز متعمد، ذريعة ملائمة لبدء العمليات الحربية. |
[IMG]https://lh5.googleuser*******.com/-inw10FtnwPM/UMI0QVFJnJI/AAAAAAAAAJA/aconPUQU3ZU/s640/Untitled-12.jpg[/IMG] الراية الحسينية كتب: النصر الإلهي العظيم آتي من قبل المشرق فلا تقلقوا. روايات أئمتنا أهل البيت عليهم السلام حدثتنا بصراحة عن فتنة الشام وشبهوها بالثوب كلما يتم ترقيعها من جهة تنفتق من جهة أخرى ، وهذا يعني أن لا مفاوضات ولا تسويات ستحل المشكلة في سوريا بالرغم من الضجيج الإعلامي ، وماهو ظاهر لنا الأن كمتابعين أن تصريحات بوغدانوف الروسي ليست وهما وليست مفبركة وهي صحيحة وقد إضطر الروس لاحقا بعد فترة طويلة نسبيا للخروج بنفي للتصريحات بعد أن رفعت إيران صوتها عاليا جدا وبشكل مدوي وغير مسبوق بالتهديد بأن سوريا مقابلها كل الخليج وأولهم البحرين ، وبدأت سوريا بإتصالاتها بروسيا وهي تحذرها للمرة الأولى وتذكرها بأنها وراء من أعطاها هذا الدور العالمي الجديد وتستطيع سحبها منه ، وهذا الأمر لا يعني إلا شيئا واحدا ، أن روسيا فعلا توصلت لإتفاق غير نهائي مع أمريكا لتقاسم النفوذ والموارد في سوريا ، وهذا ما بات يتحدث عنه اليوم العديد من المحللين السياسيين ، ولهذا السبب بدأت التحركات الإيرانية السورية تجاه روسيا لتقديم النصائح والتحذير بأن لا يكرروا خطأهم في ليبيا وإلا خسروا دورهم حيث لا يمكن الوثوق بالأمريكي ، ولهذا السبب أيضا طرح أردوغان صيغة جديدة تقضي بتنازل الأسد عن السلطة وتسليم السلطة لما يسمى بإئتلاف الدوحة والذي سيشكل حكومة تشمل مكونات النظام السابق والإئتلاف الصهيوأمريكي ، إذا فروسيا لم تفكر إلا في نفسها ولم تستخدم الفيتو إلا لمصلحتها ولا يهمها سوريا ولا الأسد ، وهذا يعني أن النظام الروسي لا يختلف أبدا عن النظام السوفياتي السابق ويكرر مافعله مع حليفه السابق جمال عبدالناصر عبر بيع الحلفاء من أجل مصالح تافهة مما ينم عن غباء إستراتيجي وتكتيكي مستفحل تعاني منه القيادات الروسية وهو نظام لا يمكن الوثوق به وحاله لا يختلف عن الأمريكي في شيء أبدا ، ولهذا السبب لم يذهب الإيراني بعيدا في علاقته مع الروسي ولم يعتمد عليه يوما لأنه يعلم بأنه نظام ضعيف لايمكن الركون إليه في الشدائد. واقع الحال الأن أن هناك غبار إعلامي ضخم وخلط للأوراق في كل المنطقة ومحاولة لنشر الفوضى في كل المنطقة بما فيها الخليج ، وسنرى تصاعدا كبيرا جدا في هذه الفوضى المسيرة ، وهذا الغبار يخفي خلفه أمور كبيرة جدا لا يراد لأحد أن يلتفت إليها ، إنها فعلا حافة الهاوية في المنطقة ، فالتصريحات الإيرانية خلال اليومين الماضيين غير مسبوقة سواء من المسؤولين السياسيين أو العسكريين عبر سلسلة من التهديدات ومنها التصريحات بأن إيران ليست مهتمة بالمفاوضات والتسويات مع أمريكا والدول العظمى بقدر إهتمامها وإستعدادها للمنازلة الكبرى لتحرير القدس. من كان يتابع كتاباتي منذ البداية سيدرك بأنني تحدثت عن أن أمريكا ستتعرض للإنهيار المالي العظيم ، وستقوم أمريكا قبل إنهيارها ببث الفوضى في كل المنطقة لتجعلها أرضا محروقة حتى لا يستفيد منها أي قوة تسيطر عليها لاحقا ، وهذا فعلا ما يجري الأن العمل عليه ونراه يوميا وسنراه يتمدد في الثلاث شهور القادمة ليطال مناطق جديدة ، قبل إما أن تنسحب أمريكا من المنطقة وتنكفيء على نفسها لمعالجة مشاكلها الداخلية وهذا مستبعد حاليا ، وبين إدخال المنطقة في حرب إقليمية تتمدد لاحقا إلى حرب عالمية تراهن أمريكا عليها لإضعاف منافسيها على تقاسم النفوذ في العالم ، ومن ثم يعود إليها النفوذ من جديد في ظل نظام عالمي جديد وهو النظام العالمي الذي لطالما نادى به بوش الأب والأبن والمحافظون الجدد بأمريكا ، لذلك يجب علينا أن نستذكر كلام السيد حسن نصر الله حفظه الله ورعاه عندما قال بأن العام الممتد مابين رمضان الماضي ورمضان القادم هي سنة حاسمة في الأزمة وبها ستتحدد الكثير من الأمور ، وأيضا كلام السيد القائد الخامنئي حفظه الله عندما قال أن وضعنا الأن ليس كشعب أبي طالب بل وضع خيبر وأن الإنتصارات أمامنا وأننا في وضع قوة لا ضعف ، وبالإستناد إلى كلام قادتنا المؤمنين السيد القائد والسيد حسن يجب أن لا نقلق كثيرا ونثق بالله وبأنفسنا وبهؤلاء القادة المؤمنين الصادقين الذين لم يكذبوا ولم يخذلونا سابقا ، وماذا يعني أن تنتقل روسيا للمقلب الآخر لتبيع القضية السورية ! لا بأس لأننا من الأساس لا نعتمد على روسيا ومن يمسك بالأرض في سوريا هو النظام والجيش السوري وهو لا زال يتمتع بكامل قوته ، وأشد ما يؤلمنا الأن ويؤلم النظام الإيراني والسوري هو حجم القتل والدمار الذي وصلت إليه سوريا والذي يقترب من الوصول إلى الكارثة الإنسانية عبر النقص في الطعام والشراب ، وهذه الكارثة الإنسانية ذكرها أهل البيت سلام الله عليهم بأن الشام تصاب بالحصار ولا يكاد يصلها الطعام وينتشر الجوع ، وهذا الأمر نعيشه الأن وسيتفاقم أكثر في قادم الأيام حسب المؤشرات التي نراها ، لذلك نرى بعض المؤمنين يقومون بحملات لجمع الأطعمة لإغاثة الشعب السوري بالأخص في حلب المنكوبة ، إذا المحصلة أن ما تسمعونه عن تسويات لن تؤدي إلا إلى مزيد من التأزيم في المنطقة ، ولن تستفيد روسيا من مؤامرتها مع أمريكا لأن أمريكا ستخونها كالعادة وستتصاعد الخلافات الكبرى بينهم ، وإيران لن تساوم على مبادئها ، وهي التي إنتظرت وصبر على جور وظلم العالم لها خلال أكثر من ثلاثين سنة لتأتي اليوم وتحصل على مجرد إعتراف بحقوقها النووية وحقوقها بأن تكون الدولة الإقليمية المسيطرة على المنطقة ، وهذا الأمر ينافي عقيدتها فإيران أخذت عهدا على نفسها بأن تحرر القدس وتساعد الشعوب المظلومة بالمنطقة ، ولهذا بكل تأكيد ستضطر أمريكا وكل العالم للقبول بحقوق إيران كاملة بل سيتعدون ذلك بإعطائها كل التعويض اللازم ولكنها لن تقبل وستواصل طريقها للقدس ، وأنا أرى أن إيران لن تتعرض لهجمة أمريكية بل العكس ما سيحصل لأن إيران غيرت عقيدتها القتالية بأوامر من المرشد السيد علي الخامنئي بمواجهة التهديد بالتهديد مما يعني أنها ربما تقوم بعمليات وحرب إستباقية نتيجة للإعتداءات المتكررة ، وستتعرض لضربات جوية وصاروخية ولكن لن تضعفها أبدا من الناحية العسكرية ، لأن ببساطة روايات أهل البيت سلام الله عليهم تقول بأن اليماني والخراساني يتسابقان فرسي رهان بإتجاه الكوفة لإنقاذها من السفياني اللعين ، وهذا يعني أنها لن تنهزم ولن تضعف ، فتذكروا معي الرواية التي تقول (( النعماني بسنده عن الباقر عليه السلام كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه ثم يطلبونه فلا يعطونه فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا و لا يدفعونها إلا إلى صاحبكم قتلاهم شهداء أما إني لو أدركت ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر.)) وهي تنطبق مع ما يحصل الأن فإيران طلبت حقها بتقرير مصيرها وبنفطها منذ بداية الثورة فلم تعطى ، ثم طلبت حقها في الحصول على الطاقة النووية فلم تعطى ، فغيرت عقيدتها القتالية وتوقعوا أن يبادروا بالهجوم في أية لحظة للدفاع عن حقوق الله وحقوق المؤمنين وحقوقهم ، وأمريكا الأن تسابق الزمن لإعطاء إيران حقوقها النووية خوفا منها ومن سيطرتها على المنطقة ومن إزالة إسرائيل من الوجود ، واليوم إيران مستعدة عسكريا وعلى أتم الجهوزية في كل الميادين للمنازلة الكبرى وتعلن ذلك رسميا وعلنيا ، لذلك أقول لكم دائما أن زمن الهزائم ولى وزمن الإنتصارات هو القادم إلينا بإذن الله ، وبرعاية عظيمة من ولي الله الأعظم وبقية الله في الأرض فلا تقلقوا ولا تحزنوا ، لأننا فعلا في زمن النصر الإلهي العظيم وهو يقترب إلينا بسرعة فلا تنخذعوا بأي فتن وراقبوا إيران الإسلام وبإذن الله من عندها يبدأ النصر. |
الـتـخـبـط الأمـريكــي إفــــلاس ام تــكتـيــك
الـتـخـبـط الأمـريكــي إفــــلاس ام تــكتـيــك د احـمـد الأســدي الـتخـبـط والـتـبـايـن فـي المـواقـف الـذي دأب المســؤوليـن الامـريـكـان اللـعـب عـلى ورقــتــه ازاء الـوضـع القـائــم فـي ســـوريـة , والــذي بـدى واضـح جـليـا عـلـى ســبيـل المـثـال وليـس الحـصـر فــي مـا ذهــب اليــه اوبــامــا بــإعــتــرافـــة بمـا يســمـى بائــتــلاف الــدوحــة مـمـثـلا شـــرعـيـا للســـوريـين , ومـِنْ ثــم الانـقـلاب عـلى هــذا الاعــتـراف بـتـصـريـح لـوزراة الخـارجيـة الامـريكيـة الـتـي ســارعـت لـلإســتـدراك بـأن كــلام اوبـامـا هــذا لا يـعـنــي اعـــتـراف قـانــونـي وانـمـا خـطـوة ســـيـاســيـة , وهــذا الإســــتـدراك وإنْ كــان يــنـطـوي عـليــه تــراجــع امــريكـي عــن تـصــريـح مـُســـتعجـل لأوبــامــا لاقــى انــتقـاد حـاد مـِنْ الـروس , الـذيـن وجــدوا فــيــه خــروج امـريكـي عـن اجـمـاع بـيـان جــنيـف , الـذي الــزمـت الدبـلومـاسيـة الأمـريكيـة نـفـسـهـا بــه , لــكـنــه يـخـفــي وراءه حـقـيقــة الاســتـراتـيجيـة الـتـي اتـبعتهـا ادارة اوبـامـا الديمقـراطيــة فـي ســــيـاق ادارتهـا لـخـيـوط لـعبــة الفـوضـى الخـلاقــة , الـتـي وضـعـت ابـجـديــاتهــا وزيـر خارجيـة بـوش الجمهـوريـة كـونـدليــزا رايــس , والــتـي تحـولـت فـيمـا بــعـد الــى ( الـربيــع العـربـي المـزعـوم ) , فـالأمـريـكـان دأبــوا فـي اســتـراتيجيـاتهـم رمـــي كـل مـا لـديهـم مـِنْ احـجــار فـي بـرك الميـاة الصـافيـه لــتعـكيــر مـيـاهـهـا , وتحـريـك رواكــدهـا ومــراقـبــة انســيـابيـة مـا يحـدث , ومـا ســــتكـون عـليــة الامـور , و حـينهـا يـكـون مـيـلانهـم نحـو الكفــة الــتـي تخـدم مصـــالحهــم الجمعـيـة , عـلى العـكـس مـِـمـَـن يـضــع بـيضــه كـلـه فـي ســــلـة واحـــدة , وهــذة ســـيـاسـة وإنْ كــان فيهـا مـِنْ البـراغمـات الشـيء الكثيـر , لكنهـا تنـم عـن خــُبث ولــؤم ازدواجــي , وســـقـوط اخــلاقـي , وهـُـم كــذلـك. الـولايـات المتـحـدة الأمـريكيـة لـعـبت دورا محـوريـا كـبيـرا فــي تـأزيــم الحـراك الســوري , وتحـويـلـة الـى صـراع مســـلـح بـالتـنســيق مـع حـلفـاءهـا الغـربييـن , وذيـولـهـا فـي المنطقــة القطـرائـيـلييـن والسـعـوديـين والاتـــراك ودويـلات الخـليـط , خــدمـة لمصـالحهـا , وأمـن حـليفتهـا الأبـديـة فـي المنطـقــة اســــرائيــل , وهــذا الأمــر مـا عـاد خـفـيـا ولا يتـجـادل عـليــه اثــنـان , والـدعـم الأمـريكـي للعـصـابات المـسـلـحـة والـتـي تشــكل جمـاعـات مـا يسـمـى بجبهـة ( العهــره ) , وتنظيمـات القـاعـدة فـي بـلاد الشــــام غـالبيـة افـرادهـــا , اتخــذ اشــكـال عـديـدة مـنـذ بـدايـة الأزمــة , تـرواح بيـن الدعـم المـالـي والتكنـلـوجـي المتطـور فـي مجـال الاتصـالات , والســـيـاســي والـلــوجـيســتـي الاســـتخـبـاراتــي والمعلوماتــــي , نـاهـيـك عـن الدعـم المـالـي والتســليحـي والاعــلامـي والتحشــيـد البشــري , الـذي يـقـدمـة حـلفـاءهـا وذيـولهـا بـأوامـر مبـاشــرة وتـنســـيـق معهــا , ومـِنْ الغـبـاء أنْ يــصـدق البعـض , إنَ ادارة اوبـامـا ووكــالة الاســتخـبارات الأمـريكيـة والبـنتـاغـون كـانـوا نـائـميـن لمـا يقـارب الســـنـتيـن , وصـحـوا الأن ووجــدوا إنَ ( جـبهـة العهــره ) قـد تحـولـت مـِنْ منظمـة مجتمـع مـدنـي تقــود الحـراك فـي الشــارع الســوري بطريقة ســلميـة ومـدنيـة متحضــرة عـلى انغـام المـوسـيقـى المـلائكيـة , الـى واجهـة عســكريـة لتنظيمـات ارهـابيــة تمـارس عمليـات الارهـاب المنظـم , والقـتـل والتفجيـر فـي ســـوريـة , فـوضعـتهـا عـلى لائحـة المنظمـات الارهـابيــة , فـمثـل هــكذا مـراوغـات , وإنْ كـانت تــجـد هـنـاك مـَنْ يــريــد أنْ يـصـدقهـا ويـبنــي عليهـا , ولا اقــول مـقــتـنـع بهــا , فـإنهـا مـِنْ صــلـب تـكـتيـك تحـريـك الميـاة وتعـكيـرهـا , فـالامـريـكـان هـم مـَنْ اوجـد تنـظيـم القـاعـدة فـي افـغـانســتـان أبـان الاحـتـلال الســوفيتـي , وبـالتعـاون والتـنســيق والـتمـويـل مـع النظـام الســعـودي , وهـذة المـُســلمـة يـجـب أنْ لا نـنـســاهــا , وهــي لسـت مـِنْ بنـاة افكـار كـاتب الســطـور , او بالإدعـاء و التـلفيق , وإنمـا بـإعــتـراف نـصـي وصـوتـي لـوزيـرة الخـارجيـة الامـريكيـة امـام احـدى اللجـان التـابعـة للكـونغـرس الأمـريـكي , ومـا القـاعــدة إلا ورقــة تلـعـب عليهـا الولايـات المتحـدة , كلمـا اقــتضـت الحـاجـة اليهــا , فــإبـن لادن والظـواهـري والزرقـاوي وبقيــة رهـط الشــاذيـن , مـاهـم إلا وصـفـات جـاهـزة تــم تحـضـيـرهـا فـي مطـابـخ وكـالـة المخـابـرات الأمـريكيـة , ويتـم تســـويقهـا لأشـــبـاع الـرغبـات الصهيـونيـة فـي المنطقـة والعــالـم , حــسـب مـا تمليــه الحـاجـة الـى تـثـويـر بــؤر الصـراعـات . ادراج مـا يسـمـى ( جبهـة العهــره ) فـي بـلاد الشـام عـلى لائحـة الارهـاب ثـغـرة تحـاول مـِنْ خـلالهـا الولايـات المتحـدة الـتـدخـل المـبـاشـر بعمـل عســكري فـي ســوريـة ,حـتـى وإنْ كـان هـذا التـدخـل محـدود ,ولكــنــه سـيســتهـدف اهـداف عســكـريـة اســتـراتيجيـة , بـذريعــة ضـرب مـواقـع عسـكريـة للجيش الســوري تـحـوي اسـلحـة كيميـاويـة وقعـت تحـت ســيطـرة ارهـابـي القـاعـدة , او اقــتـراب ســيطـرتـهم عليهـا , ولـو عـدنـا بـذاكـرتنـا قـليـلا , واســتحـضـرنـا كـل التصـريحـات الامـريكيـة والبـريطـانيـة والفـرنســيـة والاوربيـة , والضجـة الاعـلاميـة التـي اثـيـرت حـول جـهـوزيـة القـوات الســوريـة لإســتخـدام اســلحـة كيمـيـاويـة لضـرب المـدنييـن حـسب ادعـاءاتهـم المـُزيفــــة , نجـدهـم وعــلـى غــفـلـة , وفـي وســط مــعـمـعــة الـتطـبيـل والــتـزميـر هــذا , يظهـر علينـا ليــون بـانيـتـا وزيـر الدفـاع الامـريكـي ليقـول , إنّ المعـلـومـات الاســـتخـباراتيـة ذات الصـلــة , تـؤكـد إنَ احتمـاليـة اســتخدام الجيش الســوري للســلاح الكيميـائـي انحـسـرت , ومـِنْ المضـحـك إنـه فـي الســاعـات التي تـلت اعـتـراف الوزيـر الأمـريكـي بـعـدم صـدقيـة احـتمـالات لجـوء الجيش السـوري الـى استخـدم اســلحـة كيميـاويـة , بـادرت المتحـدثـه بلسـان الخـارجيـة الامـريكيـة بـتلفيقـق قصــة اســتخـدام مـا أســمتـه عـلى حـد تعبيـرهـا ( بـقـوات نـظـام الأســد ) لصــواريـخ ســــكـود فـي القتـال الـدائـر مـع المعـارضـة المسـلحـة , ومـا إنْ نـطقـت شــفـاههـا هـذا الاتهـام الـقـديـم الجـديـد , حـتـى هـبـت قـنوات واعـلام الفتنــة , والـكذب والـريـاء والانحـطـاط والتبعيـة , والببغـاويـة والإمعيــه , والـدنـاءه والســــقـوط , ومعهـا المنبـوذيـن والشــاذيـن والمنحـرفيـن , وقـردة الصهيـونيـة واصحـاب اليـأس الفكـري , ومعــتـوهـي ومخـرفـي العقـول والافعـال , الـى الـتـطبيـل والـرقص عـلى انغــام هــذة الكـذبــة الخـرقـاء , الـتـي انتهـت كـسـابقـاتهـا فـي ســـلـة الغســيـل القــذر فـي زوايـا جحـور اصحـابهـا . مـا يـحـدث اليــوم فـي المنطقــة جمعـا , وســوريـة بـالتحـديـد , هــو مـِنْ ثـمـار اســـتـراتيجيــة الـقـتـال بـالـنـيـابــة , وتـفـكـيـك الـدول مـِنْ الـداخـل , عـن طـريـق تــثـويـر البـؤر الســاحنـة فـي مـجتمعـاتهـا , والـدفـع نحـو مهـاوي الاحـتـراب والتقـاتـل الـداخــلـي , التـي اتبعتهـا ادارة اوبـامـا , بـدلا مــِنْ ســـيـاسـيـة الـتـدخـل المـباشـر عســكـريـا , الـتـي اتبعهـا جمهـوريـي بـوش الأبـن و اثــبـتت فشــلهـا فـي العــراق وافغـانســـتـان , وحملتهـم خســائـر مـاديـة وبشــريـة واعبـاء سـياسيـة , وعـليــه فـالتـنـاقضـات الـتـي تـبـدو لنــا تخــبـط فـي الســياسيــة الأمـريكيــة ,فهــي وإنْ بــدت افــلاســا فــي ظــاهــرها , فهـــي اقـــرب الـى الــتكــتـيـك منـه الــى الافــلاس فـي حـقيقـة أمـرهــا . ولــكن , هـل إنَ الـولايـات المتحـدة قـادرة مـِنْ خـلال اســـتـراتيجيـتهـا وتـكـتيـكهـا هــذا كـسـب رهــانـاتهــا وخـصـوصـا فـي ســـوريـة , أم إنـهـا اخـطـأت فـي تــقـديـراتهــا بخـصـوص مـواقـف حــلفـاء ســـوريـة الاقـليـميين والـدولـييـن ؟ راهــن الكثيــر ولست فـقط الولايـات المتحـدة عـلى عـامـل الـزمـن لـتشــتيت المـوقف الـروسـي وانقـلابــه عـلى نفســه , وكـذلـك كـانـوا يـأمـلـون أنفسهــم عـلى المـوقفـان الصـينـي والايــرانــي , ولـكـن رهـانـاتهـم ذهـبـت ادراج الـريـاح , فمـواقـف هـذة الـدول كـانت واضحـة ولا التبـاس فيـهـا مـنـذ البـدايـة , وهــي تــقف بالضـد مـِنْ اي محـاولــة لتمـريـر قـرارات دوليـة , يمكـن مـِنْ خـلالهـا اعطـاء الضـوء الاخضـر لتدخـل عســكري دولــي فـي ســـوريـة تحـت أي مـُسـمـى كـان , وتـدعـم الحـوار الـوطني الـوطنـي , وتـؤكـد عـلى ضـرورة أنْ يـكـون الســـوريين وحـدهـم القـادريـن عـلى رســم صـورة النظـام الســياســي الـذي يـرغبـون فيـه , وبـدون تـدخـلات خـارجيـة ووصـايـا عليهـم مـِنْ الآخـريـن . |
فظائع الوهابيين ضد الوهابيين: حرق جرذان الناتو في سوريا
فظائع الوهابيين ضد الوهابيين: حرق جرذان الناتو في سوريا نضال نعيسة مع مرور الأيام، وفي كل يوم تتبدى الكثير من الحقائق، وتنجلي الصورة على طبيعتها، وترتسم الكثير من الخطوط التي كانت ضائعة في هزيع الإظلام الممنهج، لثورة يقال أنها بدأت سلمية، ولغت فيها عواصم كثيرة إقليمية وعالمية، وتشارك فيها أربع وثلاثون دولة وجهاز استخباراتي، وخطط لها وأطلقها الصهيوني المتطرف برنار هنري ليفي، كما اعترف في كتابه الشهير الحروب التي لا نحب. وبعد أن أنهك الناتو في حروبه العبثية في العراق وأفغانستان، وأشرفت دوله على الإفلاس والانهيار المالي، وكي تبقى عقيدة الحرب الرأسمالية دائرة وحية فقد تم اللجوء إلى إدارة الحروب بالوكالة عبر طرف، أو أطراف ثالثة ورابعة، وكثيرة، في الحرب المرسومة سابقاً والتي تشن ضد سوريا، وفق ما صرح به هنري كيسينجر من عزم الولايات المتحدة على غزو واحتلال سبع دول في الشرق الأوسط من بينها العراق وسوريا وإيران في حديثه لصحيفة "ديلي سكيب" الأميركية، بتاريخ15/09/2012 إذ قال:" لقد أبلغنا الجيش الأميركي أننا مضطرون لاحتلال "سبعة" دول في الشرق الأوسط، نظرًا لأهميتها الإستراتيجية؛ لأنها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية أخرى..". وقد اعتمد لسوريا الأنموذج الأفغاني الذي تم استخدامه في الحرب ضد الاتحاد السوفياتي وهو المعروف بإدخال قطعان من المرتزقة المتشددين والمتدينين الأصوليين تحت راية ما يسمى بالجهاد الإسلامي، وبتمويل ودعم مالي من ما بات يعرف بمحور "النعاج"، أي منظومة التهاون والإثم والإجرام العدوان الخليجية، وبعد وصف حمد بن جاسم وزير خارجية قطر لزملائه الوزراء بـ"النعاج"، في مؤتمر وزراء الخارجية على خلفية أحداث غزة. ولذا اصبح من المعروف، وقد أشرنا لذلك منذ بداية ما تسمة بـ"الثورة السورية"، أن الجسم الأعرض لهؤلاء الذين يقاتلون في سوريا هم من المقاتلين السلفيين الظلاميين الوهابيين الجهاديين المجندين خليجياً ونفطياً، حملة العقيدة الصحراوية، الذين يتم إرسالهم للقتال في سوريا و"تحريرها"، وإقامة الإمارات الإسلامية على أرضها، وضرب وحدتها الوطنية وتفتيتها، وتهجير شعبها وأقلياته، وارتكاب المجازر الوحشية فيها، ومن ثم اتهام الجيش الوطني النظامي السوري فيها، والبناء على كل هذا دبلوماسياً، في الأمم المتحدة، ومجلس الأمن لوضع سوريا، تحت الاحتلال والانتداب والوصاية الغربية واحتلالها والهيمنة على مقدراتها واستعباد شعبها. ومن بين تلك الحقائق التي تتسرب رويداً وبخجل، نوعاً ما، ما يتم تداوله على نطاقات واسعة، عن مشاركة المرتزقة المسمون بالعرب والأفارقة والشيشان والأفغان والخلايجة والبوسنيين والألبان بالحرب والعدوان على سوريا، وتسعير الموقف وتأجيجه وإبقاء الجرح السوري مفتوحاً ونازفاً مع كل دفعة من تلك القطعان التي يتم إدخالها للداخل السوري عبر الحدود التركية، وبرعاية مباشرة من الاستخبارات التركية، لتدمير سوريا. وتأتي الشهادة هذه المرة من أولئك الذين دخلوا وشاركوا في المجازر والقتل أنفسهم، وعلى لسانهم، وذلك في وسائل إعلامية بعيدة جداً عن تأثير وإمكانيات "الأمن السوري" وأجهزته ورجالاته، لتعلن الحقائق الصادمة لمن لا زال يلهج ويطنطن بطهرانية "الحراك" ووطنيته وسلميته ، ولتميط اللثام عن كثير مما حاولت وسائل التضليل المرخاية الصهيونية المردوخية ترويجه عن الحرب على سوريا. وإذا كنا نفهم، و نتفهم أن تقوم هذه القطعان الفاشية الوهابية الصحراوية المجرمة بارتكاب مجازر ضد الشعب والجيش النظامي السوري، لتعويم المشهد الدموي السوري إعلامياً واستثماره سياسياً في "إسقاط النظام"، وهذا من صلب مهمتها ووظيفتها، فإنه ليشق على المرء كثيراً، وعليه أن يتوقف كثيراً أمام سبب وإصرار تلك المجموعات والقطعان على ارتكاب مجازر وفظائع بحق أعضائها. وها هو علي الكاربوسي الإرهابي والقاتل الجهادي التونسي يعترف بقيام ما يسمى بـ"الجيش الحر"، بقتل وحرق 124 ليبيا وتونسياً في سوريا، من دون أن يفصح عن ذلك سوى الإجرام والقتل من أجل القتل، وللزعم بأن الجيش النظامي السوري هو من قام بذلك، وبالطبع فوسائل الإعلام جاهزة لتصديق وترويج كل ذلك، والويل كل الويل لأي "شبيح" يشك في هذا، أو يقول عكس ذلك. هذه هو الإجرام الوهابي البدوي العنصري العربي الفاشي الصحراوي الإجرامي في سوريا عارياً وعلى سجيته، وربي كما خلقتني، وعلى طبق من ذهب، وبشهادة، وباعترافات من كان يقوم، ويشارك به تحت اليافطة الجهادية الباطلة التي تحلل دماء وعرض وأموال الجميع، وها هي الحقائق التي كنا نقولها، ونركز عليها خلال 21 شهراً تأتي على لسان من قام بكل تلك المجازر والجرائم. فهل ثمة إفهام أكثر من ذلك، وماذا سينفع الإنكار مع ذلك؟ اعترافات المدعو علي الكاربوسي بقتل وحرق 124 ليبيا وتونسيا موثقة: http://www.youtube.com/watch?v=QFX1rOK7Fyw&feature=player_embedded لمزيد من الاعترافات والتوثيق:: http://www.youtube.com/watch?v=XyoSzX2GlVI والمزيد أيضاً، وأيضاً: https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=q5VnWUnIX9I |
أعمدة الحكمة الثلاثة.. والعمود الرابع .. وأيام القيامة نارام سرجون كلما سئم القلم وتضجر من رفقة أصابعي والتصاقها الحميم به .. زجرته الأصابع .. وأخذته الى الخدمة الالزامية على الورق وعلى حدود الأرق .. ولولا المشقة والعار ولولا خوفي من أن تصفعني أصابعي لاهانتها لوصفتها "بجبهة النصرة" لكثرة ما ساقت من الأقلام وسفحت حبرها ونزيفها على نطوع الورق .. ولكن من غير ذلك التكبير المقيت على الذبائح البشرية.. وكلما تعبت أصابعي من رقصها على مفاتيح الحروف وسمعت لهاثها .. زجرها قلبي ووبخها عقلي وذكّرها أنها في حالة استنفار .. فأصابعي لا تعصي أوامر عقلي .. وهي لا تخضع لحكم "المرشد" .. وأصابعي ليس لها ولي فقيه معصوم الا قلبي .. فهذا زمن يرتزق فيه الكلام ويمارس التسول ويتعرى أو تعرض فيه كلمات الاغواء في المؤتمرات السياسية للمعارضات العربية كبائعات الهوى .. كلام بلا كرامة يلبي كل الدعوات والولائم المجانية وحفلات القمار والرقص الخليع والحفلات الاباحية القاصفة .. وقد يلبس العمامات ويتربص بنا في كل مكان ليغتال بكواتم الصوت كل المصطلحات العظيمة التي تتجول بأمان في شوارع الذاكرة منذ الطفولة الاولى .. الكلام القبيح الوقح انفلت من كل عقال وصار يحمل السلاح ليمارس السلب والنهب في مخازن الذاكرة .. الكلام الفاجر الذي يصافح أصدقاءه العظماء في تل أبيب أو يقف على حدود ادلب وينتظر شارون صار يغتصب عذارى الأفكار ويذبح الكلام الذي زرعه الآباء والأجداد ويقطع شجر النخيل والزيتون .. وصار يصوب الرصاص نحو "جسد الوطنية" ونحو "الوفاء" كيلا يبقى في الوطن الا الخيانة والطوائف .. وظلال الناتو..وابتسامة شارون اللعينة الشامتة على حدود ادلب .. وفي هذه الأجواء الرديئة سأعلن الأحكام العرفية في المقالات وسأطلق كتائب مغاوير الكلام وكوماندوس اللغة في طرقات البيان .. لتعتقل كل العراة وكل بائعات الهوى واللذة المحرمة .. ولتجندل كلمات الخيانة رميا بالرصاص .. ولتقيم المحاكم الميدانية وتعلق المشانق في ساحات الورق لكل الكلمات التي ترتكب الخيانة العظمى والفساد الأكبر .. وفي أقفاص الاتهام ستقف كل مفردات الربيع ومفردات الحرية وحقوق الانسان ومفردات الثورة وحكم الشريعة .. وستهدم كل أعمدة الحكمة التي رفعها الثوار .. فكل محاكمي الميدانية محاكم عسكرية .. لا تقبل الطعون .. وأحكامها نافذة ..وفورية..فهل تشاركونني في محاكمي .. وهل تشاركونني في هدم أعمدة الحكمة الثورية ؟؟.. منذ مئة عام كما تعلمون قامت ثورة لورنس العرب الذي كتب كتابه الشهير (أعمدة الحكمة السبعة) الذي يتحدث فيه عن الثورة العربية ضد الأتراك ويرسم نموذج الادارة السياسية للمجتمعات العربية الناهضة و "المتحررة" .. واليوم تسير ثورة معاكسة يقودها الأتراك وأبناء لورنس .. وتنهض من ثناياها عباءة لورنس العرب وأعمدة حكمة جديدة .. فما هي أعمدة الحكمة الثورية التي تستند اليها الثورات العربية التي نجحت في مصر وتونس وليبيا وهي التي ترفع مشروع الاستعمار الجديد في سورية؟؟ .. ان أعمدة الحكمة الثورية السبعة هي: الناتو صديق العرب الجديد الروس والايرانيون أعداء العرب الأزليون الاسلام دين العنف وحكم الشريعة قدر وحتمية الوطنية والعروبة كفر السلام مع اسرائيل ضرورة حتمية افراغ الشرق من تعدده الديني حتمي نهاية قضية فلسطين صارت حتمية .. وآخر مراحلها وصل مع وصول خالد مشعل الى غزة ..ومقاتلي حماس الى مخيم اليرموك بدل مخيم جنين ومن تابع الازمة السورية منذ بداياتها الأولى يلاحظ أن خيمة المعارضة السورية التي جمعت تحتها العربان والأمريكان وسقتهم القهوة العربية دما من شراييننا وعزفت لهم أوبرا (الشعب يريد) وسيمفونية (الله أكبر) الحمراء .. يلاحظ أن هذه الخيمة نهضت كغيرها على أعمدة الجكمة السبعة الثورية السابقة وربطتها بأوتاد المزاعم الكثيرة .. ولكنها وبسبب عاثر حظها تأرجحت وسمع الجميع صوت تقصف أعمدتها .. فأضاف الثورجيون ثلاثة أعمدة كبرى لتبقى هذه الخيمة منتصبة وسط هذه الصحراء لاستراحة الغزاة .. فتعالوا معي الى داخل هذه الخيمة لنقترب من هذه الأعمدة الضخمة الثلاثة الاضافية لنرى ان كانت غائرة ومنغرزة في الأرض وثابتة .. ولنرى ان كانت هذه الأوتاد مشدودة ومتينة .. العمود الأول هو عمود يسميه الثورجيون والعربان (حتمية سقوط النظام ان عاجلا أو آجلا) ..وهو عمود صار أشبه بعمود يوم القيامة .. ومن لايؤمن به فهو ليس من الثوار وليس من الأحرار .. فالايمان باليوم الآخر للنظام السوري هو أحد أركان الايمان الثوري .. ويسمى اليوم الآخر في أدبيات الثورة (ساعة الصفر) .. ويوم القيامة السوري أيضا لايختلف عن يوم القيامة الذي يهدد به الثورجيون ويصفون أهواله وأيام الحساب والعقاب .. وصار العالم برمته ينتظر قيامتين .. القيامة التي تنتظر الانسان على الارض منذ أول الخليقة .. والقيامة السورية .. ولم يعد ينافس قيامة الله الا يوم القيامة السورية لكثرة المبشرين به وبعذابه وحتميته القدرية .. وكما تحدد كل الثقافات الانسانية يوم القيامة الموعود في مواعيد محددة وموعودة منذ آلاف السنين .. فان يوم القيامة السوري دخل في نفس الطريق من النبوءات والمواعيد .. ساعة صفر بعد ساعة صفر بعد ساعة صفر .. ولايزال كهنة الثورة يحددون ساعات الصفر .. وما أكثرها .. ويفجرون شوارعنا ومقاهينا ومدارسنا .. فيما نحن نفجر أيام القيامة تحت أقدامهم .. هل هناك أجمل من تفجير أيام القيامة ونسفها على تخوم دمشق وحلب؟؟ ولذلك فان هذا العمود مخلخل ويترنح .. وسيسقط على رؤوس من يقف بجانبه أو يمسك به ليمنعه من السقوط .. فابتعدوا قليلا أيها الواقفون في ظلاله فانه يتمايل .. وسيهوي على رؤوس كثيرة ..وقد أعذر من أنذر.. أما عمود الحكمة الثاني الذي تتكئ عليه خيمتنا الثورية فهو (حتمية تحرك الناتو ان عاجلا أم آجلا)..ولكن الحقيقة التي يجب أن تقال هي أن الجيوش الوحيدة التي تفوقت على الجيوش العربية وفرسانها في عملية الاستعداد لمعركة التحرير ..هي جيوش الناتو!! .. فالجيوش العربية تستعد لتحرير فلسطين منذ قرن تقريبا ولم تتحرك حتى هذه اللحظة رغم كل الوعيد بــ (الغضب الساطع آت) .. الناتو يهددنا ويتلصص على حيطاننا ويسبح قبالة شواطئنا ولم يحرر شيئا للأحرار .. ويمكن القول بثقة متناهية تماما أن الناتو أكثر سوءا من جيوش العرب وأكثر ثرثرة من كل جنرالات الشنبات العربية .. وكذلك فان احتمال دخول الجيوش العربية الآن الى فلسطين هو أكثر احتمالا من تحرك الناتو نحو دمشق .. فعندما تتحرك جيوش محمد مرسي الجرارة وجيوش عبد الله الثاني وجيوش أبو متعب وجيش الفيلد مارشال حمد بن خليفة وجيوش الباشا أردوغان وجيوش المجاهدين والقاعدة لتقتحم تل أبيب فالرجاء ابلاغي لأجهز نفسي للقاء الناتو على حدود دمشق .. ولايحضرني هنا سوى مثال من مسلسل وادي المسك للفنان دريد لحام الذي كان يلعب دور الدجال الذي يعد الناس بوصول (الشحن) من بلاد الغربة .. ومضى المسلسل والدجال يردد (الشحن لم يصل بعد).. وانتهى المسلسل .. والشحن لم يصل بعد ..ونحن سنقول (والناتو لم يصل بعد).. وأتذكر اليوم حادثة موجعة عندما استنجد فلسطيني التقى بالملك عبدالله (جد الملك عبدالله الثاني) وقال له ملتاعا: أنجدنا يا جلالة الملك فاليهود أخذوا قريتنا بالأمس .. فوعده الملك باستردادها فورا وقال له مطمئنا : أبشر .. أبشر .. وفي اليوم الثاني كانت البشرى هي أن اليهود استولوا على 16 قرية عربية أخرى .. ولذلك استميحكم في أن أسمي عمود الحكمة الثاني منذ اليوم (عمود البشرى) لأن المبشرين بالناتو في كل اللقاءات يسمعون عبارة ابشر ابشر (بكل لغات الناتو).. أما العمود الثالث الذي يرفع مؤخرة الخيمة فهو عمود (تغير الموقف الروسي ان عاجلا أو آجلا) .. والحقيقة أنني صرت أشفق على الروس وعلى أعصابهم من كثرة الالحاح عليهم بهذا السؤال بالرغم من أن الروس قالوها بالفم الملآن ..وبكل اللغات وعبر سفنهم وشحنات سلاحهم .. وأنهم لن يتغيروا لأسباب تخص أمنهم القومي الى حد كبير .. ونقل عن أحد الدبلوماسيين الروس الذي لم يعد قادرا على ممارسة الصبر الدبلوماسي واستفزه أحد الدببة العرب عندما سأله عن حقيقة موقف روسية النهائي فقال له: لم نعد ندري بأية لغة نقولها .. ولم نعد نعرف اي المفردات هي التي يفهمها عقل العرب .. هل آذان العرب من نوع نادر ولا تسمع الا الترددات فوق الصوتية كآذان الخفافيش؟؟ ويعتمد العمود الثالث على مقولة غريبة لا تنسجم مع منطق التاريخ بل انها تزور التاريخ بكل وقاحة وصفاقة .. وهذه المقولة تقول ان الروس معروفون بالانقلاب على الحلفاء .. وأنا لست محاميا أدافع عن الروس لكن من حقي قرع الرؤوس الفارغة حتى يسمع الجميع رنينها كالأواني الفارغة .. ولا أدري من أين جاءت هذه المقولة وعلى ماذا استندت.. وأزعم ان من روّجها هو الرئيس الراحل أنور السادات عندما قرر الانتقال الى الضفة الأمريكية فطرد الخبراء الروس بشكل مفاجئ بحجة ترددهم في تزويده بالسلاح بالرغم من أن البعض وجد تردد الروس مبررا لشكوكهم القوية تجاه تحولاته المريبة وخاصة بعد تشدده مع الاتجاهات الشيوعية واطلاق العنان للتيارات الاسلامية .. لأنه كان الرئيس المؤمن الذي انتهى كما كل المؤمنين في دار أميريكا المؤمنة .. لكن من يراجع هذه المقولة عن الروس ويأتي بها الى المحاكمة يجد أنها تحتاج انصافا ومراجعة حقيقية واعادة اعتبار .. فالروس لم يتغيروا مع حلفائهم طوال عقود الصراع مع الغرب والتغيير الوحيد الذي بدا عليهم هو الذي سبق وتلا فترة البيريسترويكا وانهيار الاتحاد السوفييتي وهذا طبيعي .. أما الحقيقة الصادمة والمثيرة للسخرية فعلا فهو أن من له تاريخا حافلا بالتغيرات والتقلبات والبهلوانيات والبيع والشراء في سوق السياسة هم الأمريكيون أنفسهم.. وهم أكثر من طعن حلفاءهم في الظهر والبطن والخاصرة والصدر .. وأكثر من يأتي الى أسواق السياسة ليقايض بأصدقائه ويتبرع بأعضائهم .. والأمثلة كثيرة للغاية .. فهل نتذكر حكام سايغون الفيتناميين الذين كان رجالهم يتعلقون بعجلات طائرات الهليكوبتر الأمريكية وهي تغادر السفارة الأمريكية في سايغون فيما يدفعهم الأمريكيون عنها في مشهد خالد لاينسى؟؟.. فقد تركهم الأمريكيون لمصيرهم.. ليفرّ العملاء والحلفاء الفيتناميون بعدها الى الغابات التي لا يزالون يعيشون فيها حتى اليوم كالبدائيين مع عائلاتهم من غير أدنى متطلبات الحياة الانسانية ولا يجرؤون على الاطلال على حدود الغابات لأنهم سيعاملون كعملاء الأمريكان والخونة مثل لاجئي المخيمات التركية والأردنية واللبنانية الذين يجب أن يبقوا فيها كما فيتناميي سايغون .. فهل تريدون المزيد؟؟ هل نذكر نورييغا حاكم باناما القوي وحليف الأمريكان الذي انتزعوه من ملجئه في السفارة البابوية وزجوا به في السجن بتهمة الاتجار بالمخدرات؟؟.. وماذا عن عدنان مندريس التركي الذي انتهى مشنوقا؟ وماذا عن حاكم جورجيا ساكاشفيلي الذي اجتاحه بوتين ولم تحرك الولايات المتحدة ساكنا لنصرته رغم ان شرايينه أمريكية..؟؟ وهل نذكر تحالف الولايات المتحدة مع الرئيس الراحل صدام حسين لمحاربة ايران والذي زاره دونالد رامسفيلد بنفسه في بغداد ليبيعه السلاح الكيماوي.. ثم عاد وعلقه مشنوقا في بغداد بحجة استعمال السلاح الكيماوي؟؟ وماذا عن حسني مبارك ؟ وماذا عن زين العابدين بن علي رجل الغرب القوي في تونس الذي ماكاد يرحل حتى تزوجت أميركا من خليفته قبل انتهاء عدّتها (كأرملة ديكتاتور) .. وأعلنت زفافها على العريس الجديد "راشد الغنوشي" وأنجبت منه ابنا جميلا هو الأبله المرزوقي؟؟ وماذا عن الزعيم القذافي الذي اعتقد أن لاميركا امانا فغازلها ولو مكرها؟؟ وماذا عن الراحل ياسر عرفات؟ ألم يجلس عرفات مع حكام البيت الأبيض واحدا تلو الآخر محاولا الوصول الى وعد الدولة المفقودة وانتهى سجينا في مكتبه لعامين كاملين يقرأ تحت أضواء الشموع تحت سمع أميركا وبصرها؟؟ .. هل تريدون المزيد؟؟ هل نذكركم بحلفاء أميركا في لبنان سابقا الذين تركتهم أمهم تحت رحمة الرئيس الراحل حافظ الأسد عندما احتاجت بيع ممتلكاتها ودكاكينها وبضائعها اللبنانية بالجملة.. وعرضت حشمها وخدمها بتنزيلات من نوع اشتر واحدا وخذ الثاني مجانا !!! .. وهل نذكر أسامة بن لادن وقاعدته .. ألم يبدأ حليفا وانتهى مدفونا في المحيط ..ولم يستحق من حلفائه حتى قبرا في الصحراء.. هل تريدون القائمة الافريقية؟ وهي طويلة للغاية .. أعتقد أن متابعة التعداد مرهقة .. لكن الأكثر فائدة هو تعداد القائمة القادمة التي باتت تنتظر دورها باتجاه سلة المهملات الأمريكية حيث المنتجات (منتهيات الصلاحية) .. تذكروها جيدا وهي طويلة أيضا .. ولكن أشهر وأول الواصلين الى السلة هو رأس خالد مشعل ورأس حماس .. انني أرى أعمدة الحكمة السبعة تهوي رويدا رويدا .. وأحدها يسقط مباشرة على رأس الخائن خالد مشعل ..أراهن بعمري على ذلك ..فلا تغرّنكم هذه المؤتمرات وحفلات الصخب والاعتراف والتحالف.. فالأمريكيون سادة النصب والاحتيال وحفلات التعارف المفخخة .. ونقطة ضعفهم هي العناد ضد كل قوانين الطبيعة حتى قوانين الجاذبية .. وهناك نكتة غربية تلخص ما أعني وهي تقول: في سياق الحرب الباردة بين الروس والأمريكيين وضمن برنامج السباق الى الفضاء كانت هناك معضلة حقيقية في تدوين الملاحظات والمكتشفات والرسائل بين رواد الفضاء لاعادة البيانات الى الأرض .. وذلك بسبب انعدام الجاذبية في الفضاء حيث لا ينزل الحبر من الأقلام لأنه يصعد للأعلى .. فصمم العلماء الأمريكيون قلما خاصا الكترونيا وجهزوه بتقنية ليزرية وبرنامج حاسوب معقد وشرائح شمسية دقيقة لمعاكسة قانون انعدام الجاذبية.. وقد بلغت كلفة تصنيع القلم عشرة ملايين دولار .. لكن رواد الفضاء الروس صعدوا ببساطة الى مركباتهم الفضائية وهم يضحكون من الاختراع الأمريكي فقد ردوا على ذلك الاختراع وتجهزوا جيدا .. بأقلام رصاص..ونفذوا مهامهم بنجاح .. هذه نكتة غربية واعتبرت يوما احدى أشهر عشر نكات في الغرب .. وتعكس حقيقة القناعة أن الطريقة الروسية في معالجة الأمور شديدة البساطة وفعالة جدا أمام عقلية الأمريكي الذي يحشد لأية معضلة المال والعناد لقوانين الطبيعة .. يعاندون حتى قانون الجاذبية وانعدام الجاذبية ..فيما الروسي واقعي ويحترم الطبيعة.. القلم الذي اخترعه الامريكيون في النكتة الفضائية يشبه القلم الذي يكتبون به في الأزمة السورية .. وهذا القلم هو المعارضة السورية التي تعمل ملايين الدولارات لتزويدها بما يغلب قانون انعدام الجاذبية الوطنية .. وكل التكنولوجيا لمعاكسة قوانين الطبيعة وارغام الحبر على النزول من الأقلام بدل صعوده .. حتى أن الأمريكيين طوروه الى ائتلاف معارض وجهزوه "برأس معاذ" وما أدراك ما رأس معاذ !! انه تكوين انعدام الجاذبية نفسه .. وجهزوه بشريحة الكترونية هي الاعتراف بالممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري .. ولكن السوريين يضحكون من هذا الاختراع ويفضلون استعمال أقلام الرصاص الروسية .. بهدوء وبساطة ومن دون ضجيج .. كما فعل حلفاؤهم في الفضاء الخارجي .. المعيب والعار في المعارضة السورية وأعمدة حكمتها هو أنها تنتظر أن يتغير الناتو أو يتغير الروس أو أن الله يهديهم يوم قيامة خاصا .. ولكن أين هو عمود الحكمة الأكبر الذي يجب أن ألا يغفله المراهنون .. ؟؟ وهو العمود الذي يستند اليه القرار الوطني السوري.. وبسببه لا أن الله لا يهديهم .. ولا الناتو .. ولا الروس.. انه "الشعب السوري" الذي هو وحده من يجب أن يتغير ليتغير نظام الحكم .. وطالما أن الشعب السوري لم يتغير فلن ينفع انتظار يوم القيامة .. ولا عمود الناتو .. ولا العمود الروسي ..ولا أعمدة الدنيا كلها .. والشعب السوري حسم أمره وبدأت الخيمة العربية تتأرجح في عواصف الرفض الشعبي السوري المتنامي .. وعواصف الغضب .. الأعمدة تهوي .. ورؤوس كثيرة ستتحطم تحتها .. فابتعدوا ما أمكنكم حفاظا على سلامتكم ..وعلى رؤوسكم ..وقد أعذر من أنذر |
[IMG]https://store.globalresearch.ca/wp-*******/themes/sportpress_v1.0/sportpress/images/logo_store.png[/IMG] الباتريوت ليس زينة أعياد الميلاد والحريق العالمي يبدأ من سورية الجمل -بروفسور ميشيل تشوسودوفسكي- ترجمة: مالك سلمان: http://www.galizacig.com/artigos/ima...udovsky180.jpg في 14 كانون الأول/ديسمبر 2012, وقعَ وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أمراً من البنتاغون لنشر 400 جندي أمريكي من الوحدات الصاروخية في تركيا. وتبعاً لواشنطن, أمن تركيا – حليف الناتو الرئيسي – مُهَدَد. وسوف يتم نشر العناصر العسكرية في تركيا في الأسابيع القادمة لتشغيل بطاريتي باتريوت أمريكيتين. http://www.aljaml.com/files/upload/2-815.jpg وحسب المتحدث باسم البنتاغون, جورج ليتل: "تدعم الولايات المتحدة تركيا في جهودها للدفاع عن نفسها ... [ضد سوريا] "لن أتحدث عن مواقع محددة الآن," أضاف المتحدث, "لكنني أردتكم أن ... تعرفوا أننا وقعنا الأمر ونحنا جاهزون في سياق الناتو لدعم دفاع تركيا لفترة غير محددة. "الغرض من هذا النشر هو إرسال إشارة قوية أن الولايات المتحدة, بالعمل مع حلفائنا في الناتو, سوف تدعم الدفاع عن تركيا, وخاصة ضد التهديدات التي يمكن أن تأتي من سوريا." تم نشر معترضات باتريوت أرض-جو للتعاطي "مع التهديدات التي تأتي من سورية." وتبعاً لوزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا, فإن هذه التهديدات "تشمل ضربات سورية داخل تركيا والقتال بين الحكومة والمتمردين الذي يمتد إلى تركيا." "لا يمكننا أن نضيع وقتاً طويلاً حول ما إذا كان ذلك يَبعَص سوريا," قال بانيتا بعد توقيع الأمر يوم الجمعة الماضي. بالإضافة إلى نشر الصواريخ الأمريكية, أكدت ألمانيا وهولندة أنهما سوف تنشران أيضاً صواريخَ باتريوت في تركيا موجهة ضد سوريا. لا يذكر تصريح البنتاغون الرسمي أن نشر بطاريات صواريخ الباتريوت ليس موجهاً ضد سوريا فقط, لكنه يهدف أيضاً إلى مواجهة الوجود العسكري الروسي في سوريا وكذلك الدعم الذي تقدمه روسيا لتطوير نظام الدفاع الجوي السوري. http://www.aljaml.com/files/upload/2-816.jpg التمرد المسلح بقيادة الولايات المتحدة والناتو إن مبادرة البنتاغون في تركيا جزء من التمرد المسلح الذي تقوده الولايات المتحدة والناتو وإسرائيل ضد سوريا. ففي الأشهر الأخيرة تطورت هذه العملية العسكرية نحو غزو تحالفي غير رسمي (لكنه أمر واقع) يتميز بوجود "القوات الخاصة" الفرنسية والبريطانية والتركية والقطرية داخل سوريا. إن "القوات الخاصة" "مُدمَجة" داخل صفوف المتمردين. ولا يقتصر عملها على المشاركة في تدريب القوات المتمردة, لكنها متورطة أيضاً في قيادة وتنسيق العمليات شبه العسكرية بالتعاون مع الناتو. بكلمات أخرى, تقوم الدول الأعضاء في حلف الأطلسي – عبر قواتها الخاصة وعملاء الاستخبارات التابعة لها على الأرض – بتحديد طبيعة وأهداف أنشطة المتمردين. ومن الأهمية بمكان أن القوة المقاتلة الرئيسية التي يتم تجنيدها من قبل الولايات المتحدة والناتو والسعودية وقطر هي "جبهة النصرة", وهي ميليشيا مرتبطة بالقاعدة متورطة في أعمال إرهابية لا تُحصى ضد المدنيين. الحرب الأوسع في الشرق الأوسط إن نشر صواريخ باتريوت الأمريكية في تركيا جزء من عملية إقليمية للتسلح تتضمن تأسيسَ مراكزَ قيادة أمريكية وتموضعَ القوات الأمريكية في الأردن وإسرائيل. ويهدف هذا النشر الإقليمي إلى تهديد إيران أيضاً. وفوق ذلك, يتم تنسيق تحضيرات الحرب الأمريكية – الإسرائيلية ضد سورية مع التحضيرات المتعلقة بإيران. إن المواقع القيادية في إسرائيل, التي تشرف على أكثر من 1000 جندي أمريكي, وبالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي, تقع تحت إمرة القيادة الأمريكية – الأوروبية. وفي تصريح جديد, حذر رئيس الأركان الإيراني من أن نشر بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ على الحدود التركية مع سورية "يهيء الساحة لحرب عالمية". من الجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى صواريخ الباتريوت في تركيا, تم أيضاً نشر بطاريات باتريوت موجهة ضد إيران في الكويت وقطر والإمارات والبحرين (2010). http://www.aljaml.com/files/upload/2-817.jpg أنظمة الدفاع الجوي الروسية في سوريا رداً على نشر صواريخ الولايات المتحدة وحلفائها, قدمت روسيا صواريخَ "اسكندر" المتطورة إلى سوريا, وهي تعمل بشكل كامل الآن, هذا دون ذكر نظام الدفاع الروسي أرض-جو "بيكورا 2 م". يوصف "اسكندر" على أنه نظام صاروخي أرض-أرض "ليس بمقدور أي نظام دفاع صاروخي تعقبُه أو تدميره". يمكن ل "إسكندر" أن يسافر بسرعة تتجاوز سرعة الصوت بأضعاف تصل إلى 1,3 ميلاً في الثانية (ماخ 6-7) ويبلغ مداه أكثر من 280 ميلاً بدقة هائلة لتدمير الأهداف برأسه الحربي الذي يزن 1,500 باوند, مما يشكل كابوساً لأي نظام دفاع صاروخي. وأكثر من ذلك, تمتلك سوريا على نظام الدفاع الجوي "بيكورا- 2 م" الحديث الذي تعترف المصادر العسكرية الأمريكية أنه يشكل "تهديداً", وبالتحديد عقبة, في حالة إنشاء "منطقة حظر جوي" فيما يتعلق بسوريا. "بيكورا – 2 م" نظام معقد يطال أهدافاً متعددة ويمكن استخدامه ضد صواريخ كروز. (توصيف للصورة: "بيكورا – 2 م" نظام صاروخي أرض-جو مضاد للصواريخ قصير المدى مصمم لتدمير الطائرات, وصواريخ كروز, والحوامات الهجومية, وأهداف جوية أخرى على ارتفاعات أرضية ومنخفضة ومتوسطة.) روسيا ثابتة في موقفها الداعم لسورية على النقيض من التقارير الأخيرة, تقوم روسيا بدعم حكومة بشار الأسد. في 14 كانون الأول/ديسمبر, كذبت وزارة الخارجية الروسية إشاعات تم استغلالها بشكل كبير من قبل وكالات الأنباء الغربية و "نيويورك تايمز" للإيحاء بأن موسكو قد بدلت موقعَها فيما يخص سورية. وقد اعتمد هذا التهويل الإعلامي الذي تجلى في العناوين الإخبارية على تصريح عَرَضي غير رسمي أدلى به نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف. قال بوغدانوف ل "الغرفة العامة": "علينا أن نواجه الحقائق: يبين الوضع الراهن أن الحكومة تفقد سيطرتها على أجزاء متزايدة من الأرض. لا يمكن استبعاد انتصار المعارضة." لم يكن للتصريح أية علاقة بوقف روسيا من الأزمة السورية. وفي الحقيقة العكس هو صحيح, حيث أن موسكو زادت من تعاونها العسكري مع دمشق رداً على التهديدات الغربية. قال المتحدث باسم وزارة الخارجية لوكاشيفيتش في مؤتمر صحفي في موسكو: "... لم نغير موقعنا أبداً, ولن نفعل ذلك في المستقبل." من الجدير بالملاحظة أن مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قد اتهم الدول الغربية, في 5 كانون الأول/ديسمبر, بخرق حظر الأسلحة من خلال نقل "كميات كبيرة من الأسلحة إلى ‘المعارضة’ السورية المكونة, في قسم كبير منها, من الميليشيات المرتبطة بالقاعدة". http://www.aljaml.com/files/upload/2-818.jpg مفترقات طرق خطيرة في العلاقات الروسية – الأمريكية قامت واشنطن وحلفاؤها بتقديم الدعم المستمر للكيانات الإرهابية المختلفة التي تشكل جزأ من قوات المتمردين في ‘المعارضة’. في تطورات أخيرة, يهدد ‘الجيش السوري الحر’ بإعدام صحفية أوكرانية (الصورة), كما أعلن أنه سوف "يقتل الروسيين والأوكرانيين" المتواجدين في سوريا. إن ‘الجيش السوري الحر’ هو جنود المشاة في التحالف العسكري الغربي. وبدون الدعم الغربي لن يكون بمقدوره مواجهة القوات الحكومية السورية. لم يأتِ القرار بالتهديد باستهداف المواطنين الروس من قوات ‘المعارضة’ المتمردة, وإنما أتى من واشنطن مباشرة . تشكل هذه التهديدات عملاً استفزازياً متعمداً ضد الحكومة الروسية التي تقدم الدعمَ العسكري لسوريا. وتقوم قوات ‘المعارضة’ الآن, بالتشاور مع الولايات المتحدة والناتو, بتهديد روسيا, حليفة سوريا. نقف الآن على مفترقات طرق خطيرة: بينما يتم نشر صواريخ الباتريوت في تركيا, تُنشَر صواريخ "اسكندر" في سوريا. إن القوات الخاصة الفرنسية والبريطانية والتركية والقطرية متورطة في تجنيد وتدريب متمردي ‘الجيش السوري الحر’ المكوَن بشكل كبير من المقاتلين المرتزقة. ويعمل ‘الجيش السوري الحر’ الآن على استهداف المواطنين الروس في سوريا بأوامر من واشنطن, مما يمكن أن يؤدي إلى انهيار في الدبلوماسية الدولية. تعتبر موسكو هذه التهديدات "أشبه بإعلان حرب", قائلة إنه "تم تشجيع ودفع المسلحين في سوريا [والمدعومين من الغرب] إلى درجة أنهم أصبحوا خارجين عن القانون". هل يشكل تهديد المواطنين الروس في سوريا افتتاحية لعملية مواجهة أوسع بين الولايات المتحدة والناتو, وروسيا ؟ تُرجم عن: ("غلوبل ريسيرتش", 15 كانون الأول/ديسمبر 2012) http://www.aljaml.com/sites/all/them...header_max.jpg الجمل: قسم الترجمة |
هل سيتبدل الموقف الروسي من سورية؟ لدينا معطيات من مصادر قريبة من النظام السوري تشير إلى أن الموقف الروسي من الرئيس السوري تبدل بالفعل. الرئيس السوري يرفض استقبال الأخضر الإبراهيمي، وهذا دليل على أن خطة الأخضر الإبراهيمي فيها شيء لا يرضي الرئيس الأسد. المعارضون السوريون القريبون من روسيا يهاجمون الأسد لرفضه استقبال الأخضر الإبراهيمي. أيضا فاروق الشرع ونزار نيوف هاجما الأسد وطالباه بأن يقبل خطة الإبراهيمي التي تدعو لتنحيه. أنا رأيي الشخصي هو أن كلام فاروق الشرع ونزار نيوف وهيئة التنسيق هو بإيعاز من الروس للضغط على الأسد لكي يتنحى. سيرغي لافروف بالأمس قال أن روسيا لن تطالب الأسد بالتنحي، ولكن هذا الموقف ربما يكون لإرضاء إيران. من الممكن أن روسيا تحاول إرضاء إيران إعلاميا، ولكنها باطنيا تعمل مع الأميركان. نحن نعلم بالفعل أن هناك اتفاقيا أميركيا-روسيا حول تنحي الأسد وأن روسيا حاولت إقناع سورية وإيران بهذا الاتفاق. السؤال هو كيف سيكون رد فعل روسيا بعد فشل مهمة الأخضر الإبراهيمي؟ التي لا بد أنها ستفشل. رئيس التحرير السابق لجريدة الشرق الأوسط يقول أن روسيا ستستغل رفض سورية لمهمة الأخضر الإبراهيمي كذريعة تبرر بها تغيير موقفها من الأزمة السورية. هذا الكلام وارد، ولكن ما هو المقصود بتغيير الموقف الروسي؟ هل المقصود هو انتقال روسيا إلى المحور الأميركي وأن تصبح مجرد تابع لأميركا على غرار فرنسا وتركيا وقطر؟ هذا الكلام مستبعد وغير منطقي. الموقف الروسي من القضية السورية مبني على مصالح استراتيجية عميقة ولا يمكن أن يتغير على هذا النحو الهزلي. روسيا الآن ليست تحت حكم ميخائيل غورباتشوف أو بوريس يلتسن. روسيا قد تغير موقفها بالفعل، ولكن التغيير في رأيي لن يكون أكثر من تغيير في التكتيك، أي أنه سيكون مجرد مناورة. من الممكن مثلا أن توجه روسيا دعوة علنية للرئيس الأسد لكي يتنحى عن السلطة (هي ربما ستصيغ هذه الدعوة بشكل مبطن على طريقة فاروق الشرع، بمعنى أنها ستدعو الرئيس الأسد مثلا لتطبيق خطة الأخضر الإبراهيمي). أنا كتبت من قبل أن مثل هذه الدعوة لو صدرت عن روسيا فهي لن تعني الكثير. هي ستكون مجرد مناورة وليست تغييرا حقيقيا في الموقف الروسي. التغير الجوهري في الموقف الروسي سيكون بأن توافق روسيا على فرض حصار دولي على سورية وأن توقف دعمها الاقتصادي والتقني لسورية. أما مجرد دعوة الأسد للتنحي فهو أمر بسيط وأنا لا أستبعده. هو سيتوافق مع الموقف الأميركي ظاهريا ولكن في العمق الخلاف الروسي-الأميركي سيظل قائما. حقيقة الخلاف الروسي-الأميركي هي ليست حول الأسد كشخص. الرئيس بشار الأسد لا يعني شيئا لا لروسيا ولا أميركا. الخلاف هو حول سورية كدولة. أميركا تريد تدمير سورية كدولة لأن أميركا هي عدوة لسورية، أما روسيا فهي تاريخيا صديقة لسورية ولذلك هي تهتم بالمحافظة على سورية كدولة. هذا هو لب الخلاف. بشار الأسد هو مجرد ستار كانت أميركا تتستر وراءه للتعمية على حقيقة موقفها من سورية. لاحظوا أن أميركا لم تتوقف عن توجيه الانتقادات لروسيا حتى بعد أن وافقت روسيا في المباحثات السرية على تنحية الأسد. أميركا ما زالت إلى الآن تطالب روسيا بمحاصرة سورية ووقف إرسال المساعدات إليها، وفي الآونة الأخيرة هناك تصعيد أميركي كبير حول موضوع الطائرات الروسية التي تحط في المطارات السورية. أنا نقلت سابقا كلام موقع دبكا الإسرائيلي حول هذه الطائرات، واليوم ظهر الخبر التالي: http://www.arabi-press.com/images/hdr.jpg برز تطور جديد في الصراع في سوريا، مع إطلاق المسلحين النار على طائرة ركاب خلال إقلاعها من مطار حلب، في هجوم قد يتكرر بعد تهديد المسلحين باستهداف جميع الطائرات المدنية، وقال قائد للمسلحين في سوريا عرف نفسه باسم خلدون لوكالة «رويترز» ان «قناصة من كتيبته أصابوا عجلات الطائرة التابعة للخطوط الجوية السورية، وهي من طراز ار.بي 201 أمس» الأول، مشيرا إلى أن الطائرة لم تتمكن من الإقلاع. وأضاف «كانت طلقات تحذيرية. أردنا إرسال رسالة للنظام بأن كل طائراته العسكرية والمدنية في متناول أيدينا». وأضاف «ما حدث بشأن مطار دمشق سيحدث في حلب حتى وإن كان الثمن أغلى». وحث مسلح آخر المدنيين على عدم استخدام مطار حلب أو رحلات الخطوط الجوية السورية «لأنها ستصبح أهدافا من الآن فصاعدا». هذا الخبر أتى بعد حملة دعائية أميركية-إسرائيلية حول الطائرات المدنية التي تحط في مطاري حلب ودمشق. صحيح أن المسلحين استهدفوا طائرة سورية ولكن المقصود الحقيقي هو الطائرات الروسية والإيرانية. أميركا أوقفت منذ زمن دعواتها لتنحي الأسد. أنا فسرت ذلك سابقا بطريقة معينة، ولكن التفسير الذي يظهر لي الآن هو أن أميركا أوقفت هذه الدعوات لأنها أصبحت بلا قيمة بل أصبحت تضر الموقف الأميركي. أميركا كانت تستخدم شعار “تنحي الأسد” كذريعة لتغطية هجومها على روسيا. هي كانت توهم الرأي العام بأن سبب خلافها مع روسيا هو أن روسيا تتمسك ببشار الأسد. روسيا وافقت على تنحية الأسد، وبالتالي هي أسقطت الذريعة الأميركية. أميركا الآن لم تعد تستطيع أن ترفع شعار تنحي الأسد لأنها برفعها لهذا الشعار ستظهر روسيا بمظهر الطرف المتجاوب وتظهر نفسها بمظهر الطرف الكاذب المنافق الذي يرفع شعارا لا يتوافق مع أهدافه الحقيقية. أميركا في الآونة الأخيرة صارت تركز على لب القضية السورية، ألا وهو تدمير الدولة السورية. أميركا تسعى بكل قوتها لتشديد الحصار الاقتصادي على سورية، خاصة في فصل الشتاء. مهاجمة مطار دمشق لم يكن الهدف منها هو إسقاط النظام السوري وإنما الضغط على روسيا وغيرها لكي توقف إرسال مساعدات عبر الجو إلى سورية. هذا هو سبب استهداف المطارات المدنية السورية. بشار الأسد لم يكن يوما سبب المشكلة في سورية. روسيا غيرت موقفها من الأسد، ومن الممكن أنها ستدعوه قريبا للتنحي بشكل علني، ولكن الأزمة السورية ستظل قائمة ولن تنتهي. ما الذي ستستفيده أميركا إن تنحى الأسد عن السلطة وتولاها فاروق الشرع أو هيثم مناع؟ هي بهذا لن تكون حققت شيئا، بل بالعكس هي ستكون أضرت بنفسها وزادت النفوذ الروسي في سورية بشكل غير مسبوق. أميركا لا يمكن أن تربح في سورية سوى بتفكيك الدولة السورية على طريقة الفوضى الخلاقة. الجهة الوحيدة الحليفة لأميركا في سورية هي الإسلاميون الموالون للمحور السني. هؤلاء الإسلاميون لا يمكنهم أن يحكموا سورية بكاملها (كما أقرت بذلك أميركا نفسها) ولكنهم يمكنهم أن يحكموا جزءا منها. لهذا السبب أميركا لا يمكنها أن تحقق شيئا في سورية إلا إن فككت هذا البلد على الطريقة البوسنية أو اليوغسلافية. لا يوجد سيناريو آخر يمكن لأميركا أن تربح فيه. لو فرضنا أن الإسلاميين تمكنوا من السيطرة على سورية بكاملها وأنهم لم يبيدوا الأقليات فكيف سيكون حكمهم؟ هو لن يكون حكما مستقرا أبدا. من المستحيل أن يكون حكم الإسلاميين لسورية مستقرا، لأن نصف الشعب السوري على الأقل يرفضهم بشدة، ناهيك عن القوى الإقليمية التي ترفضهم أيضا (إيران، العراق، حزب الله والمسيحيون في لبنان، روسيا). نحن نرى الآن ما يحصل في مصر، فما بالك بسورية التي وضعها أسوأ بكثير من وضع مصر. حكم الإسلاميين لسورية هو نظرية غير ممكنة التطبيق. الطريقة الوحيدة لتنصيب الإسلاميين في سورية هي بتقسيمها (سواء كان التقسيم معلنا أم مستترا). هذا هو ما تريده أميركا وتسعى إليه لأن أي سيناريو آخر سيخرجها خاسرة. جوهر الصراع الأميركي-الروسي مستمر ولن يتغير حتى لو تغير موقف روسيا من الأسد. الرئيس بشار الأسد لا يعني لروسيا وأميركا شيئا، وأميركا أصلا لم تعد تتحدث في هذه القضية. الأميركان مستمرون في مهاجمة المعارضين السوريين حذرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، نقلاً عن مسؤولين اميركيين، من أن الأوضاع قد تصبح أكثر سوءاً مع سقوط نظام بشار الأسد، وما يزيد من خطورة المرحلة المقبلة هو إمكان الصراع المرشح للاحتدام بين «رفاق السلاح»، الذين قادوا جميعاً الحرب ضدّ النظام الحالي. يبدو المسؤولون الاميركيون على ثقة بأن غياب العدو المشترك للمقاتلين سيشعل حرباً دامية بينهم، نتيجة الصراع على السلطة والنفوذ في سوريا ما بعد الأسد، في وقت يعلّق البعض بأن إسقاط النظام (كل هذا الوقت والـ44 ألف قتيل) سيكون أسهل من توحيد فصائل المعارضة أو الحدّ من عنفها. وتشير الصحيفة إلى أنه في شهر تشرين الثاني الماضي، بدا أن وحدة الصف العسكري تصبح قريبة، مع تشكيل «الائتلاف» المعارض الجديد في قطر، لكن لحظة التفاؤل به ماتت قبل أن تلد، فسرعان ما خرج العديد من المقاتلين ليرفضوا الاعتراف بالوليد الجديد، ويلوحوا بإقامة دولتهم الإسلامية المستقلة. وعليه تؤكد الصحيفة أن كتائب اليوم ستكون من دون شك ميليشيات الغد. بعض كتاب النظام السوري يقرؤون هذه الأخبار بفرح لأنهم يظنون أنها تعني أن أميركا ستعيد اعترافها بالنظام السوري. هذه الأخبار هي تمهيد من أميركا للمرحلة التي تسميها “ما بعد سقوط النظام”. أميركا لا تقول هذا الكلام لأنها تريد التصالح مجددا مع النظام السوري ولكن لأنها تريد تهيئة الأجواء للتدخل عسكريا في سورية بعد سقوط النظام. هذه الأخبار هي موجهة للمعارضين السوريين وليس للنظام. النظام يجب ألا يفرح بمثل هذه الأخبار لأنها لا تعنيه بشيء. مدونة هاني |
سيرغي لافروف بحديث صحفي لقناة "يورونيوز"
http://www.thirdpower.org/image.php?...fSyriaFlag.jpg مقابلة مع " لافروف": الحرب الدائرة في سورية هي حرب استنزاف وتدمير متبادل سيرغي لافروف بحديث صحفي لقناة "يورونيوز" أدلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحديث صحفي لقناة "يورونيوز" يوم الاربعاء 19 ديسمبر/كانون الاول تطرق فيه إلى قضايا عدة ، من بينها قضايا التعاون مع الاتحاد الأوروبي وموضوعاتها الرئيسية، إضافة إلى الأزمة السورية وتطوراتها في ضوء الأحداث الأخيرة التي تشهدها هذه البلاد. اليكم النص الكامل للمقابلة: سؤال: ما هو الموضوع الأكثر حيوية على جدول أعمال قمة روسيا الاتحاد الأوروبي من وجهة نظركم؟ جواب: أعتقد ان لدينا بشكل مبدئي جدول أعمال ثابتا في العلاقات مع الاتحاد الاوروبي. فجميع القضايا الهامة تتم معالجتها على مدار العام. أما في القمة التي تعقد مرتين في العام فيجري استيضاح الخلاصات الرئيسية، والتقرير الخاص بالحالة التي وصل إليها هذا الموضوع أو ذاك على جدول الأعمال بالنسبة لروسيا والاتحاد الأوروبي. تقليديا يعتبر حوار الطاقة "العمود الفقري" لتعاوننا. إن هذا الشكل هو شكل متقدم ومبني على الثقة بدرجة كبيرة للتعاون الذي يشمل القطاعات المختلفة من امن الطاقة لأوروبا. وقد تم إطلاق فرعي خط الغاز "السيل الشمالي" ، وهناك إمكانية لبناء تفريعات إضافية. كما تم الشروع في إنشاء "السيل الجنوبي"، وقد اعلنته العديد من الدول الأوروبية مشروعا قوميا لها. وبهذا، يمكن القول أننا نتحرك بثقة وثبات في إتجاه رفع مستوى امن الطاقة للقارة الأوروبية. ونريد، وقد تحدث عن ذلك مرارا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن يقوم الاتحاد الأوروبي، لدى تحديده قواعد اللعبة على أراضيه، بفعل ذلك مع مراعاة إحترام الإلتزامات السابقة، وعلى وجه الخصوص إتفاقيات حماية الاستثمارات. ويكمن الأمر أنه في حالة تطبيق "حزمة الطاقة" الثالثة بأثر رجعي، ومثل هذه المحاولات موجودة، فإنها ستدخل في تعارض مباشر مع الإلتزامات القائلة بعدم تعقيد ظروف ممارسة الأعمال. إن مثل هذه الإلتزامات تم تبنيها عبر القنوات الثنائية بين روسيا وبلدان الاتحاد الأوروبي. وهي داخلة كذلك في الاتفاقيات السارية حول الشراكة والتعاون بين روسيا والاتحاد الأوروبي . ولدينا اقتراحات محددة حول ما الذي ينبغي فعله حتى يتمتع الاتحاد الاوروبي بحقوقه، وفي ذات الوقت لم تتضرر أو تنتهك الاتفاقيات السارية. سؤال: هل يعني هذا أن الموضوع الرئيسي للقمة هي مسائل الطاقة؟ جواب: سنناقش كذلك الوضع الخاص بالاتفاقية الأساسية الجديدة مع الاتحاد الأوروبي، وهو موضوع أوسع وأشمل من مسألة التعاون الاقتصادي. بعد انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية، بما في ذلك بدعم فعال من جانب الاتحاد الأوروبي، اعتقدنا أن مسائل نظم التجارة والاستثمار، التي اخرت توقيع الاتفاقية الاساسية الجديدة سيتم تسويتها سريعا بناء على القرارات التي اتخذت في إطار انضمام بلدنا إلى منظمة التجارة العالمية. فالشركاء يريدون اكثر من "منظمة التجارة العالمية +"، او بعبارة أخرى ، يريدون تنازلات إضافية من جانبنا، ونحن نوضح أن هذا الأمر غير واقعي. نحن نعمل فقط في إطار الإلتزامات التي أخذناها في إطار منظمة التجارة العالمية. يجب أن نفهم كيف سيتكيف مع هذا الوضع قطاع الأعمال الروسي وقطاع الصناعة والزراعة والقطاع المصرفي وغيرها من القطاعات. آمل ان ينتصر العقل الراجح والفطرة السليمة وان نتمكن من توقيع الاتفاقية سريعا. في هذه المرحلة لا يمكننا الذهاب أكثر مما كان مشروطا لدى الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، ولكن في المراحل القادمة واللاحقة، وقد أشار إلى ذلك كثيرا الرئيس بوتين، نحن على استعداد للتحرك في اتجاه إقامة منطقة تجارة حرة وإلى أشكال أكثر عمقا للتكامل. لقد طرح الرئيس الروسي فكرة إقامة فضاء اقتصادي وإنساني موحد من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ. وعند الحديث عن التقييم الانساني لهذا الفضاء من الأهمية بمكان التحرك السريع نحو الغاء نظام التأشيرات. لقد جرى الاتفاق منذ عام مضى على "قائمة الخطوات المشتركة " التي ينبغي على الطرفين اتخاذها، بما في ذلك اصدار جوزات السفر البيومترية للمواطنين الراغبين في السفر، وكذلك رفع كفاءة الرقابة على الحدود، وتوقيع اتفاقيات إعادة المواطنين الى دولهم . ونحن نقوم بتنفيذ كل هذه الخطوات. نحن نزور دول الاتحاد الاوروبي ورئيس المفوضية الاوروبية يزور بلدنا ويتابع وينظر كيف يجري تنفيذ "قائمة الخطوات المشتركة". آمل أنه في المستقبل القريب سيكون باستطاعتنا أن نخبر بعضنا البعض ونقرر أن "القائمة" استنفدت وأن كل الخطوات قد نفذت وان باستطاعتنا الانتقال للمفاوضات الخاصة باتفاقية إلغاء التأشيرات للرحلات قصيرة الأجل للمواطنين. هناك موضوع أخر هام الا وهو التعاون في مجال السياسة الخارجية ، وقبل كل شيء في مجال تسوية الأزمات. هناك مشروعات وثائق من شأنها وضع اساس قانوني لتعاوننا، بما في ذلك عند تنفيذ عمليات حفظ السلام. ونحن لدينا مثل هذه الخبرة، فقد عملنا معا (مع الاتحاد الأوروبي) في البلقان وفي افريقيا- جمهورية افريقيا الوسطى وفي التشاد. والآن تجرى عملية مكافحة القرصنة "أطلنطا" عبر التنسيق مع الجهود المماثلة للأسطول البحري الحربي الروسي. وسيكون هذا هو المحتوى الأساسي لتعاوننا على مدى زمني طويل، لأن كل هذه الموضوعات طويلة الأمد بطبيعتها. أعول أن التقدم، قد يكون غير سريع جدا، ولكن ثابت بدرجة كافية. سؤال: الآن الازمة الدولية الأساسية - هي الأزمة السورية. هل ستتغير مواقف الاتحاد الاوروبي، وروسيا بدرجة ما، بعد توحد المعارضة السورية واعتراف فرنسا والولايات المتحدة بها؟ جواب: إن شركائنا الغربيين وقفوا منذ مرحلة مبكرة من هذه الأزمة إلى جانب طرف واحد وهو المعارضة. لقد صرحوا أنه ليس هناك مكان لبشار الاسد في هذا العالم وانه غير شرعي. يحتمل أنهم عولوا أن النظام سينهار ويسقط سريعا. الآن الكثيرون منهم يعترفون أن هذا لم يكن صائبا بصورة تامة. إن رفض شرعية النظام في المرحلة الأولية للأزمة، من وجهة نظري، كان خطأ. الآن يبدو الوضع الذي يتطلب من جميع الأطراف الوقف الفوري للعنف والشروع في المفاوضات دون شروط مسبقة هو الأكثر واقعية. وقد تبنينا منذ البداية هذا الموقف. وواصلنا العمل مع النظام وكل جماعات وفصائل المعارضة دون استثناء. ونقول لهم جميعا نفس الشيء "ينبغي عليكم التفكير في شعبكم وفي بلدكم. لتتفقوا على وقف إطلاق النار. ولتجلسوا خلف طاولة المفاوضات. عينوا الوفود التي ستقوم بخوضها". اتفقوا على الآلية اللازمة للانتقال من النظام القديم إلى الشكل الجديد، الأكثر ديمقراطية وانفتاحا الذي تحتاجه بلادكم. وقد تم الاتفاق على هذا المسلك يوم 30 يونيو/حزيران الماضي في جنيف اثناء لقاء "مجموعة العمل". وروسيا تتبع بدقة الالتزامات المنصوص عليها في البيان الذي تم تبنيه في اللقاء المشار إليه والذي ينص على: اجبار كافة الأطراف السورية على وقف اطلاق النار وتحديد المفاوضين والاتفاق على آليات المرحلة الانتقالية. هذه الأفكار بالذات تم ادراجها بصورة توافقية في بيان جنيف، ونحن ننقلها بشكل جازم إلى الحكومة السورية وإلى جميع مجموعات المعارضة. شركائنا الغربيون للأسف لا ينفذون الالتزامات التي اخذوها على عاتقهم في جنيف ويضعون الرهان على النصر الحصري للمعارضة. وفي ذات الوقت يقولون أنه في حالة رحيل الاسد يمكن البدء في المفاوضات. يجب اختيار وتحديد الأولويات. إذا كانت الأولوية هي انقاذ حياة الناس، إذن يجب إجلاس الأطراف السورية خلف طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة. أما إذا كانت الأولوية هي "الإطاحة" بالأسد، فينبغي الانطلاق حينها من أن هذا الامر سيتطلب وقتا وعددا كبيرا جدا من الضحايا الجدد بين السوريين البسطاء. إن محاولات تصوير الأمر بشكل وكأن روسيا بمجرد ان تقول للأسد ارحل فهو على الفور سينفذ ذلك، هي محاولات استفزازية تماما بوسائل عقيمة. فالجميع يعلم جيدا ان هذا الأمر ليس في أيدينا ولا يتوقف علينا. سؤال: هل تعتقدون بإمكانية إنتصار المعارضة ورحيل الأسد؟ جواب: في هذه الحرب لن يكون هناك فائز. فالحرب الدائرة هي حرب تدمير متبادل. أمور فظيعة ومريعة تحدث في الأيام الأخيرة في داخل وحول مخيم اللاجئين الفلسطينيين. وهناك محاولات لجر الفلسطينيين والزج بهم وتوريطهم في هذا العداء الداخلي. وهم منقسمون، فجزء منهم يؤيد النظام والجزء الأخر يدعم المعارضة، في الوقت نفسه بعضهم يدعم مجموعات بعينها والبعض الأخر مجموعات أخرى. إن هذه الحفرة تمتص بشكل اعمق طبقات جديدة وقطاعات جديدة من السكان، بما في ذلك الآن اللاجئون الفلسطينيون. لن يكون هناك فائزون أو منتصرون في هذه الحرب، وأعتقد ان الجميع يعرفون ذلك. ولكن بقولهم ذات مرة بانهم لن يخوضوا أية مفاوضات مع الأسد هم أدخلوا انفسهم إلى المصيدة ولا يعرفون كيف يخرجون منها. فالتاريخ يحفظ لنا حالات من حروب الاستنزاف. ولم تنته هذه الحالات ابدا بنتائج طيبة. سؤال: هل روسيا مستعدة للاعتراف بالمعارضة السورية الموحدة؟ جواب: نحن لسنا بحاجة للاعتراف بأحد. نحن نعمل مع جميع الأطراف التي تمثل مجموعات محددة من المعارضة السورية دون استثناء. كما اننا مستعدون للعمل مع "الائتلاف الوطني" وأي هيكل أخر قد يظهر على الساحة السياسية من جانب المعارضة. الأمر المهم لا يكمن في "الاعتراف"، الأمر المهم هو "دفع" الجميع في اتجاه واحد. أما إذا كان الاعتراف بمجموعة بعينها يستخدم لهدف واحد وهو تحويل الأموال والسلاح لها وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها، فإن هذا يعني التدخل في الصراع إلى جانب أحد الأطراف. هذا كل ما في الأمر. سؤال: هناك موضوع أخر حيوي، يحتمل أن يؤثر سلبا على العلاقات بين روسيا والشركاء الغربيين- وهو إقرار الكونغرس الامريكي لـ "قانون ماغنيتسكي". يناقش مجلس الدوما حاليا الرد المناسب على هذا القانون. فهل تشاور نواب البرلمان مع الخارجية الروسية حول هذا الشأن؟ جواب: مما لا شك فيه ان صدى هذا الموضوع يرن في اذاننا جميعا، فهو أحد أكثر الموضوعات تغطية ونقاشا في الفضاء الإعلامي. انا أعتقد أن الخطوة التي أقدم عليها الكونغرس الأمريكي لم تكن ضرورية على الإطلاق، بل وغير بناءة. فأي دولة، كما قيل مرارا وتكرار، لها الحق ،وتتمتع بهذا الحق، في غلق أراضيها دون توضيح الأسباب أمام هذا المواطن او ذاك من مواطني الدول الأخرى. أما عندما صنعوا من هذا الوضع والحالة "عرض شو على تلال الكابيتول"، فقد بدا لي ان وراء ذلك أمرا أخر غير الرغبة في الوصول إلى الحقيقة. علاوة على ذلك، الوصول إلى الحقيقة حول مسألة تنظر في محاكم دولة أخرى، عندما لم ينته بعد القضاء من النظر فيها، ولم يصدر بشأنها احكاما، فإن ذلك ما هو إلا نوع من اعمال الغطرسة المتناهية. ولكن الامريكيين قد تعودوا على ذلك. فهم يحبون تعليم الآخرين، وهذا واضح جدا في تصرفات بعض اعضاء الكونغرس ومن ضمنهم اولئك الذين بادروا بطرح مشروع "قانون ماغنيتسكي". اعتقد انه من الطبيعي ان يرد نواب مجلس الدوما على ذلك، ولكن ليس حسب مبدأ "نحن ايضا سنجد مشكلة غير محلولة او اجراءات قضائية غير مكتملة لنتدخل في شؤونكم الداخلية". انهم يردون على ضوء حقائق محددة، اغلقها القضاء الامريكي. وعلى سبيل المثال، حقيقة عدم ادانة المتهم او اصدار حكم مع وقف التنفيذ بحق المواطنين الامريكيين الذين قتلوا او اضطهدوا الاطفال الذين تبنوهم من روسيا، بحيث يطلق سراحهم في قاعة المحكمة مباشرة. لقد عقدت المحاكم جلساتها واصدرت احكامها الخفيفة التي تثير الاستياء. واذا قارناها بالاحكام الصادرة بحق الامريكيين الذين بشكل ما لم يربوا اطفالهم بصورة صحيحة، فسنرى بوضوح "المعايير المزدوجة". كما يقترح تضمين قائمتنا ايضا اسماء الاشخاص الذين شاركوا في عمليات الاختطاف غير الشرعية لمواطني روسيا ومن بينهم فيكتور بوت في تايلاند وقسطنطين ياروشينكو في ليبيريا، منتهكين بذلك القوانين والتشريعات السارية في هذين البلدين، وحقوق الروسيين اللذين حكم عليهما لفترات طويلة فقط بتهمة توفرالنية لعمل ما. لنقارن هذه الاحكام بالاحكام التي صدرت بحق قتلة اطفالنا، التي تكون مع وقف التنفيذ ويطلق سراح المتهم في قاعة المحكمة. س – هل يعني هذا تحريم الاسر الامريكية بصورة كاملة من تبني اطفال من روسيا، بل واكثر من هذا نية النواب توسيع الامر ليشمل بلدان عديدة؟ ج – لا اعتقد، بانه علينا تحريم الاسر الامريكية من تبني الاطفال الروس. لقد كنا على وشك اعادة النظر بجدية في الامر، عندما لم نتمكن من التوصل الى اتفاق مع الجانب الامريكي للتعاون في مجال التبني الدولي. وفعلا لم يكن اطفالنا في ذلك الوقت محميين بأي شيئ، حتى انه لم تكن لدينا امكانية زيارتهم من خلال مؤسساتنا الدبلوماسية العاملة في الولايات المتحدة الامريكية. لقد درسنا بجدية انا وبافل استاخوف المفوض الرئاسي لشؤون حقوق الاطفال، امكانية التوجه الى المؤسسات المختصة في روسيا والطلب منها "تجميد" عمليات تبني الاطفال من قبل الاسر الامريكية، لحين التوصل الى اتفاق معهم بهذا الشأن. الآن وقع الاتفاق واصبح نافذ المفعول. مع انه لم يختبر على ارض الواقع حتى الآن. فمثلا يعيش في فلوريدا الطفل مكسيم بابايف الذي تبنته عائلة امريكية. لقد حرم الزوجان من حقوق الابوة منذ ذلك الحين. الطفل المذكور حاليا يعيش في اسرة وصاية، ولكن قنصليتنا لم تتمكن حتى الان من الحصول على سماح بزيارته، على الرغم من الاتفاق مع الجانب الامريكي في خريف هذه السنة على القيام بذلك. ان من واجب وزارة الخارجية الامريكية تأمين مثل هذه الزيارة. واذا اوقفنا اجراءات التبني، فان هذا يعني اننا ننسحب من الاتفاق، ولن تكون لدينا امكانية قانونية لنطالب بالسماح لنا بزيارة اطفالنا. لهذا السبب يجب ألا يكون ردنا متشددا. س – كيف سيكون رد فعل روسيا، اذا ما قرر عدد من بلدان الاتحاد الاوروبي العمل بموجب قانون "ماغنيتسكي"؟ ولقد بدأت في قبرص التحقيقات مع بعض المصارف بحجة علاقتها بغسل الاموال من قبل مسؤولين روس. ج – مع الاسف غسيل الاموال لا يزال مستمرا كالسابق، ليس فقط من قبل المواطنين الروس فقط، حيث كانت حالات مماثلة في الدول الاوروبية. انها ظاهرة نريد جميعنا القضاء عليها. لقد بدأ سريان مفعول المعاهدات الموقعة بين روسيا والاتحاد الاوروبي حول هذه المسألة، ومع ذلك لم يتم القضاء على هذه الظاهرة بصورة نهائية. انا لا اعتقد، ان لدى البلدان الاوروبية من الناحية الحقوقية امكانية للإنضمام الى "قانون ماغنيتسكي". لقد سمعت ان البرلمان الاوروبي يناقش مسألة مجرد "استنساخ" وتكرار القانون الصادر على تلال الكابيتول. فاذا نجح الساعون للسير على خطى "الاخ الاكبر"، فان ذلك سيكون مؤسفا، لأنه لن يضيف اي شيئ لمحاولات حل المسائل التي تقلق البلدان الاوروبية بشأن روسيا ومواطنيها وبشأن مواطني اوروبا. حاليا نجري حوارا بخصوص حقوق الانسان ضمن اطار الشراكة، وماذا نريد تغييره في علاقاتنا، وماذا نريد ان نرى في بلداننا ومن ضمنها ما يخص احترام ومراعاة حقوق وحرية مواطنينا. انه الشكل الصحيح وعلينا مستقبلا العمل بموجبه. ان روسيا تجري الحوار بشأن حقوق الانسان مع الاتحاد الاوروبي ومع الولايات المتحدة الامريكية، ضمن اطار اللجنة الرئاسية، فمع الجانب الامريكي تنشط لجنة عمل بشأن المجتمع المدني. ولكي يكون الحوار شفافا، استمع مجلس الدوما بالاشتراك مع وزارة الخارجية الى تقرير حول حقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي. ولقد تم نشر التقرير الخاص بالاتحاد الاوروبي في بلدان الاتحاد. لا يعتبر التقرير متعجرفا، بل مبني على وقائع. لقد اعترف محاورونا في بروكسل وعواصم اوروبية اخرى، بأن التقرير مبني على اساس معطيات واقعية ويبين بوضوح رغبتنا جميعا بحل المسائل التي تهمنا، والتي تعيق حياة الناس في الفضاء الاوروبي والاوروبي – الاطلسي وفي اوراسيا. نحن قلقون بصورة جدية بشأن وضع الاقليات وبالذات الناطقة باللغة الروسية، في استونيا ولاتفيا، حيث حرمت من حقها في المواطنة وهذه ظاهرة مخجلة. انها مسألة فظيعة بالنسبة لاوروبا "مهد" الحضارة المسيحية. واكثر من هذا انهم يحملون وثائق تعريف ثبت في خانة "الجنسية" فيها كلمة " alien" اي "غريب". انا لا اعلم كيف يمكن تقبل هذا الشيئ. هناك العديد من توصيات مجلس اوروبا ومنظمة الامن والتعاون الاوروبي ولجنة الامم المتحدة الخاصة بالقضاء على التفرقة العنصرية، حول ضرورة اتخاذ الخطوة الاولى على اقل تقدير ومنح الجنسية للمواليد الجدد في اسر "الغرباء" وايضا منحها للمسنين باعتبار انه من الصعب عليهم تعلم اللغة بالمستوى الذي حدده القانون القاسي. مع الاسف لم يحصل اي تقدم بهذا الخصوص، على الرغم من اننا نتحدث عن الموضوع مع زملائنا في استونيا ولاتفيا باستمرار. كما ان تمجيد النازية يقلقنا بكل تأكيد. ان محاولات اعادة كتابة التاريخ ومساواة الغزاة بالمحررين، ومعاملتهم بنفس الاسلوب، بالاضافة الى تمييز المحاربين القدماء الذين ساهموا في تحرير اوروبا. كل هذه الامور معروفة وتظهر ليس فقط في استونيا ولاتفيا، بل وفي دول اوروبية اخرى، حيث تثير مسيرات النازيين القلق. ان وضع المهاجرين في اوروبا، هو موضوع تجب مناقشته، حيث يمكننا من خلاله تبادل المعلومات والخبرات المفيدة. بودي ان اسير في هذا الطريق وليس على الطريق الذي يسمح بـ "الظهور" امام المناصرين، والناخبين، لتبيان درجة التشدد تجاه روسيا، لماذا؟ انا احبذ الحوار البناء. ففي الحالة السورية، يجب اختيار الافضلية بين الاطاحة بالنظام وانقاذ الحياة. هنا الحالة نفسها. فاذا كان الهدف الوصول الى تحسينات ملموسة في مجال حقوق الانسان، فيجب العمل بهدوء ودون ضجة. اما اذا كان الهدف إثارة ضجيج فيجب القول: اريد ان اهرج ولا اريد التوصل الى نتيجة. يجب عدم التعويل على ان هناك من سيقول: اعذرونا لقد صرختم نحونا، لذلك ادركنا اننا كنا على خطأ، والان سنصبح طيبين. ان هذا هو جوهر الانسان، والجميع يدركون ذلك. من المحتمل ان من أثار هذا الضجيج، كان يهدف الى هذا. |
وجود روسيا العسكري يحول دون التدخل الغربي في سوريا
وجود روسيا العسكري يحول دون التدخل الغربي في سوريا عبدالاله مجيد يتولى مستشارون روس تشغيل دفاعات جوية متطورة لدى جيش النظام السوري، ويرى مراقبون أن من شأن هذا الوجود العسكري أن يشكل تحديا لأي تدخل أميركي في سوريا لاحقًا. وعلمت صحيفة الغارديان أن المستشارين يتولون تشغيل منظومات ارض ـ جو متطورة ومنظومات قديمة جرى تحديثها، مشيرة إلى أن موسكو جهزت نظام بشار الأسد بهذه الأسلحة بعد اندلاع الثورة السورية قبل 21 شهرًا. ويعني عمق دفاعات النظام الجوية وتعقيدها أن أي حملة غربية مباشرة لفرض منطقة حظر جوي أو أي ضربات جوية تأديبية ضد النظام ستكون باهظة الكلفة ومديدة ومحفوفة بالمخاطر. ويمكن أن تترتب على وقوع خسائر في ارواح العسكريين الروس تداعيات جيوسياسية لا يمكن التنبؤ بها، بحسب المراقبين. وكانت سوريا عملت على تعزيز هذه دفاعات النظام الجوية بدرجة كبيرة منذ الغارة الاسرائيلية على المفاعل النووي المفترض في الكبر عام 2007 ومرة أخرى بعد اندلاع الانتفاضة السورية في آذار/ مارس 2011. وكان مصدر هذه التعزيزات والتحديثات موسكو التي تعتبرها سدًا ضد أي تغيير في النظام يفرضه الغرب وحماية لاستثمار روسي مديد في سوريا. إذ توجد في مدينة اللاذقية على الساحل السوري أكبر محطة روسية للتجسس الالكتروني خارج روسيا ولديها قاعدة بحرية في طرطوس تعتبر موطئ قدمها في البحر المتوسط. ودأب المسؤولون الأمنيون والعسكريون الروس الذين يمتنعون عادة عن التعليق على عملياتهم في الخارج، على نفي تزويد نظام الأسد بأي دعم عسكري مباشر. وقال قائد قوات الدفاع الجوي الروسي الميجر جنرال الكسندر ليونوف في تصريح لإذاعة ايكو موسكفي "إن منظومة الدفاع الجوي السورية قوة لا يُستهان بها. ونتيجة لذلك لم يستخدم احد قوة جوية قتالية جدية ضدها". وتتألف هذه القوة التي "لا يُستهان بها" من فرقتين ونحو 50 الف جندي أو ضعف نظيرتها التي كانت لدى العقيد معمر القذافي، مع آلاف المدافع المضادة للجو وأكثر من 130 بطارية صواريخ مضادة للجو. وبحسب رئيس تحرير مجلة جينز المختصة بالشؤون الأمنية والعسكرية جريمي بيني فان التعزيزات الروسية الأخيرة تشتمل على منظومات صواريخ ومحطات رادار متنقلة من طراز بوك ـ أم 2 وبانتسير ـ أس 1 أو أس أي ـ 22 كما يسميها حلف شمال الأطلسي. ولم تتأكد التقارير التي تحدثت عن وصول شحنة من صواريخ أس ـ 300 الحديثة بعيدة المدى ولم يكشف الجيش السوري أياً من هذه الصواريخ في استعراض عسكري هذا العام. ومن الجائز ان تكون هذه الشحنة وصلت الى النظام لكنها ليست جاهزة للعمل حتى الآن. ونقلت صحيفة الغارديان عن الباحث غاي بن آري من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن أن الروس "لا يبيعون المعدات فحسب، بل يساعدون في تشغيلها وتدريب أطقمها أيضاً. فاحيانًا لا تكون القدرات المحلية متوفرة لتشغيل هذه المنظومات وهكذا هي الحال في سوريا حيث لا تستطيع الأطقم السورية استخدام المنظومات بكامل طاقتها". وأكدت مصادر مطلعة على العلاقة العسكرية بين موسكو ودمشق وجود أطقم روسية لتشغيل منظومات الدفاع الجوي في سوريا. وسيؤخذ وجودهم في الاعتبار لدى اعداد أي خطط غربية للتدخل، بحسب هذه المصادر. وستتطلب مثل هذه الشبكة الكثيفة والمتداخلة ومتعددة المستويات من الدفاعات الجوية حملة جوية ضخمة تعتمد اعتمادًا كبيرًا على آلاف الصواريخ الموجهة ذات الدقة العالية. وكانت بريطانيا وفرنسا ودول اوروبية أخرى حليفة للولايات المتحدة استهلكت مخزونها من هذه الأسلحة في ليبيا ورغم أن مثل هذه التفاصيل مصنفة فان تقارير أفادت أن مخزون هذه الاسلحة لم يعد حتى الآن إلى مستواه قبل الحرب في ليبيا. وقال بن آري "نحن نعرف إن هذه الدول استنفدت ما لديها في نهاية الحملة الليبية ونظرًا للاجراءات التقشفية التي يعمل الاوروبيون في ظلها وحيث كل يورو يُنفق على الدفاع يخضع للتمحيص والتدقيق فان من الصعب رفد هذه المخزونات بمنظومات جديدة". واضاف "أن اعادة هذه الأسلحة الى مستواها قبل الحملة الليبية لن تكون كافية بل ستكون هناك حاجة الى اكثر منها بكثير في سوريا". كما ستتطلب أي حملة جوية في سوريا طائرات شبحية وقدرا كبيرا من العمليات التجسسية وصور الاقمار الاصطناعية والاستطلاعات الجوية، وكلها اختصاصات اميركية. ولهذه الأسباب مجتمعة لن تكون واشنطن قادرة على "القيادة من الخلف"، كما فعلت في ليبيا. وأبدت ادارة اوباما حتى الآن حذرا شديدا من التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط لا سيما وانها تدرك ان ازمة البرنامج النووي الايراني المستمرة منذ زمن طويل يمكن ان تشعل نزاعا في منطقة الخليج في أي وقت، كما يرى محللون. وبعد استقالة مدير وكالة المخابرات المركزية ديفيد بترايوس الشهر الماضي يقول هؤلاء المحللون ان الادارة فقدت أقوى دعاة التدخل في سوريا. وكان المرشح لمنصب وزير الخارجية جون كيري دعا الى زيادة الدعم المقدَّم الى مقاتلي المعارضة السورية المسلحة ولكنه لم يذهب الى حد الدعوة الى تدخل اميركي أو أطلسي مباشر. وفي غياب مرشح لمنصب وزير الدفاع فان اشهرا قد تمر قبل ان يكتمل الطاقم الجديد ويعد نهجا جديدا واضح المعالم. ويلاحظ المحللون أن متانة الدفاعات الجوية للنظام السوري ودعم موسكو وتشظي المعارضة تسهم كلها في تفسير الحقيقة الماثلة في ان تدخل الغرب بقيادة الولايات المتحدة، الذي كان مؤيدوه ومعارضوه يتوقعون حدوثه منذ ما يربو على عام، لم يتحقق حتى الآن وان واشنطن وغالبية العواصم الغربية الأخرى ليس لديها رغبة في الإقدام على مثل هذه الخطوة إلا إذا استخدم نظام الأسد اسلحة كيمياوية على نطاق واسع. المصدر ايلاف |
كتب ناصر قنديل اتفاقية لافروف - كيري * * الملخص: اتفاقية لافروف - كيري الشرق الأوسط منذ قرن تحت ظلال سايكس - بيكو ورغم الحرب العالمية الثانية وقمة يالطا لتقاسم النفوذ الاميركي السوفياتي بقيت سايكس بيكو . ما بين 1991 و 2011 حرب عالمية ثالثة نجحت في شرق اوروبا وفشلت في الشرق الأوسط . اخر الحروب سوريا واخر انجازات الاميركي في الربيع العربي تتلاشى في مصر والتفاوض اليوم افضل من الغد والانسحاب من افغانستان وراء الباب جون كيري وسيرجي لافروف يبدوان وريثي سايكس وبيكو . سيجلس الرجلان ويعترفان ان لا احد منهما يملك حلا سحريا في سوريا وان لا حل لخرائط العالم بلا سوريا ، وان شرط الحل هو التفاوض مع الاسد ، وان لا احد يملك قراره وبدونه لا حل ولا دولة في سوريا أربع ستسمى اتفاقية لافروف كيري لقرن قادم : - من الصين الى سوريا وشمالا مدى روسي - عملية طويلة لتبريد الصراع العربي الاسرائيلي - خطوط النفط والغاز عهدة روسية ايرانية* صينية - حكومات منتخبة تتقاسم السلطة مع رؤوساء وملوك وامراء ستشمل المنطقة في الربيع تنضج التفاصيل ويكون كيري قد صار جاهزا لزيارة سوريا |
http://www.neworientnews.com/news/images/non_02.jpg ردا على العروض الأميركية : الحوار السوري سيد نفسه و شعبية الأسد تخطت 80 بالمئة http://i2.ytimg.com/vi/yTjRSmvjpws/mqdefault.jpg كشف مصدر دبلوماسي بارز عن رحلات مكوكية يقوم بها وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو إلى طهران بالتوازي مع تشغيل قنوات الاتصال المباشر بين الولايات المتحدة و روسيا و الصين و ذلك في حمل عروض و أجوبة و رسائل محورها الوضع السوري . و قال المصدر إن عروض واشنطن لطهران تركزت على إجراء مفاوضات مباشرة بين الحكومة الإيرانية و الإدارة الأميركية و محاولة استطلاع إمكانية التوصل لتفاهم يحفظ ماء الوجه الأميركي في الموضوع السوري و قد نقل دبلوماسيون أميركيون للخارجية الروسية رسائل مشابهة بشأن الوضع السوري و قال المصدر إن ما استنتجه موسكو و طهران و بكين من الرسائل الأميركية هو وصول جميع المحاولات الهادفة للنيل من الرئيس بشار الأسد إلى الطريق المسدود و ما يتوخاه الأميركيون هو المساومة على طريق الخروج الآمن من الورطة السورية على الرغم من كثافة التهديدات التي برزت في الآونة الأخيرة . و ذكر المصدر أن إيران و روسيا و الصين باتت مقتنعة و بقوة بازدياد شعبية الرئيس بشار الأسد و هي تمتلك ما يكفي من المعطيات الداعمة لهذا الاستنتاج و أفاد أن المسؤولين الإيرانيين و الروس أبلغوا ناقلي رسائل واشنطن بأن من يعمل لتنحية رئيس بات يحظى اليوم بدعم غالبية تتجاوز 80 بالمئة من الشعب السوري إنما يسير عكس اتجاه التاريخ و الطبيعة و هو يحكم على نفسه بالفشل و أن الأجدى بالأميركيين و جماعتهم السوريين أن يقبلوا التحدي الديمقراطي السلمي بإجراء حوار تعقبه انتخابات يكون فيها الاحتكام لصناديق الاقتراع و لكن يجب أن يسبقها اتخاذ التدابير الدولية العاجلة لمنع إرسال السلاح و المال و الإرهابيين إلى معاقل العصابات الإرهابية و القاعدية في سورية . و شرح المصدر الدبلوماسي أن موسكو و بكين و طهران رفضت جميع المحاولات الأميركية لاستباق الحوار السوري - السوري بتفاوض دولي حول مستقبل الحكم في سورية و أن النقطة التي تمسكت بها الدول الثلاث هي أن الرئيس بشار الأسد هو الرئيس الشرعي المنتخب و أن الحوار السوري - السوري الذي يجب أن يجري بقيادته هو سيد نفسه و يقرر الآليات السياسية الداخلية للحل و على الرغم من التراجعات الكبيرة التي حملتها الرسائل الأميركية فقد رفضت العواصم الثلاث الدخول في نقاش مع أميركا و الغرب حول تشكيلة الحكومة الانتقالية التي نصت عليها تفاهمات جنيف و اكتفت بالقول إن التفاصيل يقررها الحوار السوري - السوري الذي يرعاه الرئيس الأسد . |
http://www.al-akhbar.com/sites/defau...theme_logo.gif عامر محسن http://www.manar.com/file-attachs-19985-100-80.jpg الحرب الأهلية في سوريا: انفراط المشرق العربي حين تجد نفسك وقد صرت في خندق واحد مع «تنظيم القاعدة»، يكون الوقت قد حان لإعادة التفكير والتأمّل. خلال يوم واحد، أعلن أركان المعارضة السورية، السياسية والمسلّحة، عن تعاطفهم مع «جبهة النصرة» ووقوفهم معها في وجه قرار اميركي بضمها الى لائحة المنظمات الارهابية. جزم رئيس الائتلاف الوطني، أحمد معاذ الخطيب، بأنّه «لم تقم أي مجموعة عسكرية داخل الاراضي السورية بأعمال ضد حقوق الانسان أو جرائم حرب أو جرائم ضد الانسانية»، وبانّه «لم يثبت حتى الان أن أي مجموعة عسكرية تعمل داخل الأراضي السورية لديها خطط خاصة تتجاوز رفع الظلم عن شعب سوريا المضطهد». رئيس المجلس الوطني، جورج صبرا، أكّد أنّ جبهة النصرة هي «جزء من الثورة في سوريا»، فيما اعتبرها العقيد رياض الأسعد، قائد الجيش السوري الحرّ، «الفصيل الأفضل والأشجع». تصريحات ترافقت مع حملة اعلامية، على مستويات عديدة، هدفت الى تبييض صورة «جبهة النصرة» و«تجميلها» امام الجمهور، عبر ترداد المزاعم حول «الفعالية العسكرية» للجبهة في وجه النظام وتعاملها الرحيم مع المدنيين في مناطق وجودها، وصولاً الى روايات تمتدح امدادها المواطنين بالخبز والحليب (عملية «التجميل» هذه حصلت اساساً بين صفوف العلمانيين والنخبة وقراء الصحف، فهناك قسم مهم من الجمهور العربي يعرف جبهة النصرة جيداً ويحبّها كما هي). كيف تصنع حكمتياراً قيل كلامٌ مماثل عن مجموعة قلب الدين حكمتيار أيّام الجهاد في افغانستان. في أوائل الثمانينيات، ومع تصاعد الحرب ضد السوفيات والنظام الشيوعي، سادت صورة اعلامية عن حركة حكمتيار، الجهادي السلفي، تفيد بأن هذه المجموعة منضبطة وفعالة وشرسة في القتال، على الرغم من تطرفها الديني وخطابها المتشدد، وأنها غير مرتبطة بتشكيلات قبلية ومحلية، مما يجعل التعامل معها أسهل من غيرها. بالنتيجة، حصل حكمتيار على أكثر من 600 مليون دولار من الأموال الأميركية التي صرفت لتمويل حرب افغانستان، وعلى أكثر من ذلك بكثير من الداعمين العرب. كلّ هذا المال، على حد قول الكاتب الاميركي بيتر بيرغن، ذهب الى مجموعة «لم تفز أبداً في معركة واحدة مهمة خلال الحرب، درّبت العديد من المتطرفين الاسلاميين من كلّ أرجاء العالم، وقتلت أعداداً كبيرة من المجاهدين المنتمين الى أحزاب أخرى». في أوائل الثمانينيات، قرّر داعمو الجهاد في أفغانستان (اميركا وباكستان والسعودية) حصر التمويل والتسليح بسبع منظّمات مقاتلة، أكثرها يغلب عليه الطابع السلفي الوهابي. النتيجة كانت تغييراً جذريا في بنية الحركة الاسلامية الافغانية وفي شكل الممارسة الدينية بالريف الافغاني البشتوني. كان الزعماء الذين أعلنوا الجهاد في افغانستان ضد حكم «حزب الشعب» الشيوعي (في أواخر السبعينيات) يمثلون المؤسسات الدينية والتقليدية التي سادت الريف الأفغاني قروناً: قادة دينيون محليون، شيوخ صوفيون، وزعماء قبليون. كان الزعيم الرمزي للحركة الاسلامية في افغانستان، صبغة الله مجددي، سليل المشيخة الصوفية، وعائلة ذات زعامة قديمة. أمّا في شورى بيشاور عام 1985، فقد بدأ السلفيون ــــ كحكمتيار وبرهان الدين رباني ــــ بالبروز وبتحدي النظام القديم، حتى وصلنا الى الحرب الاهلية وهيمنة الطالبان و«شورى كويتا». خلال الثمانينيات، وبالتوازي مع هذا المسار السياسي، نجح المال والتبشير في تحويل قسم كبير من الأرياف غير العربية (كما في افغانستان وباكستان) الى السلفية الوهابية كـ«دين رسمي» وكشكل موحد، معياري، للممارسة الدينية. اليوم تعود السعودية الى افغانستان، فيما الجيش الاميركي يستعد للخروج منها، وأولى البوادر هي مشروع لبناء مسجد كبير ومركز اسلامي في كابول بكلفة مئة مليون دولار (ما يعكس استمرارية للنهج، وحساسية مرهفة تجاه الحاجات التنموية للشعب الافغاني). الهدف هنا هو ليس المحاججة ضد من يدافع عن جبهة النصرة ومثيلاتها في سوريا، أو تبيان خطورة هذه النزعات الشمولية واستحالة تعايشها مع أي مجتمع وطني ــــ المسألة لا يجوز أن تحتاج الى نقاش. نحن هنا نتكلم على تنظيم «القاعدة»، نحن نتكلم على صهر ابو مصعب الزرقاوي، نحن نتكلم على منظمة تعجّ بياناتها ومواقعها بالدعوات الصريحة إلى القتل الطائفي والإبادة (لا أقل!) ـــــ وتثبت أفعالهم على الأرض أنهم جادون في ما يقولون، نحن نتكلّم على نفس المنظمة (والكوادر والأفراد) التي جعلت أهل الأنبار في العراق يهرعون الى أحضان الاميركيين و«مجالس الصحوة» هرباً من بطش «دولة العراق الاسلامية» وتسلطها. هناك، في النهاية، حدود للقدرة على خداع النفس. بعد الاحتلال الاميركي للعراق، استنكف قسم عريضٌ من المثقفين العرب عن اتخاذ مواقف واضحة في دعم المقاومة العراقية، لخوفهم (المبرّر) من شبهة الارتباط بمنظمة تتبنى التفجيرات ضد المدنيين وتقطع الرؤوس وتبثّ خطاباً طائفياً كارهاً. المسألة هنا لا تتعلق بنظرتنا الى الوهابية كتفسير للدين أو كممارسة، بل بسجل تاريخي واضح: افغانستان، العراق، باكستان، الجزائر، اليمن – لم تمتشق السلفية الوهابية السلاح في أي بلد الا أعلنت، مباشرة، حرباً أهلية على نصف المجتمع، ورفعت سوطاً في وجه النصف الآخر. المشكلة الأكبر هي ليست حتى في تكفيرية السلفية الجهادية أو في رجعيتها، بل في أنها ـــــ بطبيعتها ـــــ تعجز عن تقديم مشروع قابل للحياة خارج اطار الحرب الأهلية، وبناء نظام سياسي وسلم اجتماعي واقتصاد وطني. المكان الوحيد الذي نجحت فيه هذه الايديولوجيا بانشاء مشروع سياسي مهيمن أعطانا نموذج «طالبان» (وهو أيضاً لم يستو الا بثمن تقسيم أفغانستان، بين البشتون وغيرهم). الحرب الأهلية في سوريا الحرب في سوريا ستحدد هوية جيلنا بأكمله، وسيخرج المشرق العربي منها مختلفاً عما كان عليه قبلها. السرديات القديمة في المشرق (بما فيها الهويات الوطنية والقومية) تتحلل ويُعاد تشكيلها واستبدالها مع تصدّع المجتمع في سوريا، وقبلها في العراق. أوّل سرديّة أسقطتها الحرب هي السردية القطرية و«لبنانسورياالعراقالأردن أولاً»، صار واضحاً للجميع أن حدودنا متداخلة، وأنّ مصائرنا متداخلة، وأنّ خيار النأي بالنفس و«الانعزال» عن المنطقة ومشاكلها هو كلام غير واقعي وغير قابل للتحقيق. من حيث المبدأ، حين يبدأ الاحتراب الأهلي والقتل على الهوية (وهو ما ابتدأ في سوريا منذ أشهر طويلة) يصير أقل واجبنا، كغير سوريين، ألّا نصفّق لسوريّ وهو يقتل سوريّاً آخراً، تحت أي مسمّى. هذا بالطبع ما لم يلتزم به «أصدقاء سوريا» الكثر في لبنان، الذين، كلما زاد الوضع في الشام تعقيداً ودموية، زادوا حماسةً وسعاراً، وتيقّناً من اقتراب «النصر» الذي سيحلّ كل مشاكلهم. لا يماثلهم في ذلك الا عرب الخليج، اذ تبعثر الحروب والاجتياحات كلّ مجتمعات المشرق - الّا الخليج، تبقى حدوده مصانة والأمن فيه مقدّساً والسياسة ممنوعة، ثم يواكبون حروبنا الأهلية بالإمداد وبالتحميس وبالتشجيع، تماماً كمن يشاهد مباراة في كرة القدم. بعيداً عن البروباغاندا والأوهام: فإنّ «الحسم العسكري» في سوريا مستحيلٌ في أي زمن قريب، الا اذا حصل غزوٌ أجنبيّ مباشر (جوّاً أو برّاً أو الاثنان معاً) أو اذا قرّرت تركيا ومن هم وراءها قطع المدد عن المعارضة. الوضع في سوريا يشبه أي حرب أهلية أخرى: من العسير على جيش النظام أن يسيطر على المناطق التي توالي المعارضة، وأن يحكمها، ويصعب على المعارضة أن تخترق المناطق التي يهيمن فيها الموالون. وبين هذا الحدّ وذاك، تجد السواد الأعظم من الشعب السوري، وتجد استهتاراً لا يصدّق ـــــ من قبل الطرفين ـــــ بأرواح المدنيين وبظروف حياتهم. من يُرد الدفاع عن المسلك العسكري لأي من الطرفين المتحاربين في سوريا (وأنا هنا أتكلّم عن السلوكيات الروتينية في الميدان والقرارات الاستراتيجية، لا عن «الانحرافات» و«الاستثناءات») فهو قادر على فعل ذلك، لكن بغير استعمال معايير حقوق الانسان وقوانين الحرب والحجج الليبرالية والإنسانوية. من العسير لأي طرف أن يحكم سيطرته على مناطق الطرف الآخر وأن يطبّع العلاقة مع أهلها، ولو أحال المدن الى ركام: الرستن وتلبيسة وأجزاء من حمص يحاصرها الجيش السوري منذ أشهر وهي لم تسقط بعد، وعلى المقلب الآخر نجد أن «الجيش السوري الحر» قد تكبّد مئات القتلى للسيطرة على بلدة نائية في ريف ادلب الشمالي اسمها حارم، تقع في عمق اقليم نفوذ المعارضة («المنطقة العازلة») ولا تبعد الا كيلومترات قليلة عن مركز قيادة «الجيش الحر» في مخيم أطمة. الى اليوم، يتحصّن مقاتلون موالون للنظام في قلعة حارم التاريخية، يحاصرهم مقاتلو المعارضة الذين يشنون بين الفينة والأخرى هجوماً على مداخل القلعة، أو يحاولون تسلّق أسوارها، في مشهد سوريالي يذكّر بمعارك القرون الوسطى (والعديد من القلاع التاريخية في سوريا، من المرقب الى الحصن الى حلب، صارت مواقع عسكرية وساحات معارك). والمقاتلون في حارم يقاتلون لنفس السبب الذي يحارب من أجله المحاصَرون في الرستن وحمص: دفاعاً عن حياتهم. المشهد في حارم، كمشهد المعارك في حلب وحقول الموت حول دمشق والقرى التي تشن الغزوات بعضها على بعض في الغاب، ما هو الا وجه من الأوجه المتعددة للفجيعة التي اسمها سوريا. الحرب في سوريا ليست حربأً أهلية فحسب، بل هي تقترب من ولوج المرحلة الأصعب في الحروب الأهلية: حين لا يعود هناك شيء للدفاع عنه. تدمّر المدن والبنى التحتية والطاقات الانتاجية، تزول أوهام السيطرة على الوضع والعودة الى حال الطبيعة، ويسيطر هوس البقاء وتدمير الخصم على المتقاتلين. يصير البلد، ساعتها، ميداناً عسكرياً لا أكثر ولا أقلّ، ويبدأ المتحاربون – وداعموهم الخارجيون – بالنظر الى خريطة البلد والمجتمع كمن ينظر الى خريطة عسكرية. لهذا السبب، الحرب في سوريا لم تعد سياسية ولا هي متعلقة بشكل النظام، وهي لن تنتهي، مثلاً، برحيل بشار الأسد، تماماً كما لم ينه الحرب الأهلية اللبنانية مقتل بشير أو هزيمة أمين أو رحيل عرفات. ما يجعل الحرب أكثر تعقيداً هو وجهها الخارجي: الطرفان صارا في حالة اعتماد كاملة على حلفائهم الخارجيين. المسألة بالنسبة إلى النظام، مثلاً، لم تعد مسألة خيارات. اذا خسر النظام دعم اصدقائه في الخارج، فهو سيخسر مباشرةً أي حصانة في المؤسسات الدولية، وسيُفتح الباب أمام سلسلة طويلة من الاجراءات والعقوبات (صار الغرب خبيراً في تصميمها). سيخسر النظام أسواق تصديره وقنوات بيع النفط وشراء المواد الأساسية. سيخسر تمويله ولن يعود قادراً على دفع رواتب موظفيه وجنوده أو ادارة الدولة. الوضع مشابه لدى المعارضة المسلّحة، فلو أغلقت تركيا حدودها، لانهارت المعارضة العسكرية المنظمة خلال أسابيع. لا يغرنّكم الحديث الاعلامي عن «غنائم الجيش» وبيع حلى النساء. انّ حجم ووتيرة الحرب القائمة في سوريا – على جبهات متعددة وبأعداد ضخمة من المقاتلين وعلى مدى شهور طويلة - يحتاجان الى خطوط امداد على مستوى دول وأجهزة استخبارات حتّى يجري تذخيرها وتمويلها واطعام حجر الرحى. لهذا السبب، سلّم البعض في سوريا باستحالة الحلّ وبحتمية الخراب، معلّقين آمالهم على «تفاهم روسي ـــــ أميركي» منتظر، واتفاق كهذا هو على الأرجح أسوأ ما يمكن أن يحصل لسوريا، وقد يدخل البلد في متاهة لبننة ونزاعات وحروب لن تنتهي في مئة سنة. سوريا والعدميات الثلاث في تقرير أخير لـ «مجموعة الأزمات الدولية» حول سوريا، قال الباحثون إنّ في حلب ثلاثة تشكيلات عسكرية رئيسية تقاتل ضدّ النظام: لواء التوحيد، وجبهة النصرة، ولواء أحرار الشام. ثم قال التقرير إن المجموعتين الثانية والثالثة يمكن تصنيفهما ضمن اطار «السلفية الجهادية» القريبة من فكر تنظيم «القاعدة». «جبهة النصرة» يتبناها «القاعدة» رسميا، فيما «لواء أحرار الشام» لا يدعي رابطة تنظيمية بذاك التنظيم، لكنه يتبنى فكره وخطابه، قال التقرير. المشكلة هنا لا تكمن في أن مجموعتين من ثلاث في حلب هي سلفية وهابية، المشكلة هي أنّك اذا نظرت إلى المجموعة الثالثة (لواء التوحيد) وإلى أدبياتها وخطابها وسلوكها في الميدان، فإنّك ستجهد لفهم الفرق بينها وبين «المجموعات السلفية» في ما يتعلّق بالخيارات الوطنية الأساسية والمسائل السياسية الجوهرية. يصف بعض الكتاب العنف الذي يمارسه «القاعدة» والتنظيمات الشبيهة به بأنّه عنفٌ «عدمي»، غير منتج، لا يخدم مشروعاً قابلاً للتحقيق، بل ينفع كأداة للتخريب. ثم يضيفون إن هيمنة مثل هذه المجموعات التكفيرية على سوريا ستدخلها في نفق عدميّ بلا نهاية. في الحقيقة، فإنّ «القاعدة» ليس السيناريو العدميّ الوحيد في سوريا اليوم. البلد تحاصره ثلاث عدميات، كلّها تؤشّر الى استعصاء الحلّ وصعوبة تخيّل «سوريا ما بعد الحرب». اضافة الى سيناريو «جبهة النصرة» وأخواتها، فإنّ سيناريو انتصار النّظام، بشكله الحالي، هو عدميّ بنفس الدرجة. ماذا يعني أن يخرج النظام منتصراً، على ركام سوريا، وهو لم يعد حزباً ولا ايديولوجيا ولا تنظيماً شعبياً، بل مجرّد جيش وجنود، و«حلف ضرورة» في المجتمع لا يربط مكوناته بالنظام الا خوفها ممّا هو أسوأ؟ ماذا سيحصل للمعارضين المدنيين ولملايين السوريين الذين يعادون النظام، ولا يتخيّلون امكانية للتطبيع معه؟ كيف ستعيد سوريا بناء نفسها، وهي لا تملك موارد ولا نفطاً غزيراً، وهي قد تبقى محاصرة من محيطها العربي ومن الغرب، فيما كان البلد – قبل الأزمة – يحبو بصعوبة على طريق التنمية ويعاني الضائقة والفقر والمصاعب الاقتصادية؟ العدميّة الثالثة تتمثّل في «السيناريو الليبي»، وهو ما كانت فصائل «المجلس الوطني»، كجماعة «الاخوان»، تصبو اليه بلهفة منذ بدء الأزمة. أن ينهار النّظام تحت الضغط العسكري الغربي وأن تتسلّم النسخ السورية من أحمد الجلبي الحكم في البلاد ـــــ تحت رعاية غربية وخليجية. في حالة كهذه، اذا افترضنا حصول سلام واستقرار (وهو أملٌ بعيد المنال، كما تثبت تجربة ليبيا)، فانّ المعارضة سترث سوريا مدمّرة وسلطةً تدين بها لمشغّليها الخارجيين. سيجري تقييد سوريا، فوراً، بعشرات المليارات من الدولارات ديوناً وقروضاً تسلّفها المؤسسات الدولية، وسيرتهن قرار البلد السياسي والاقتصادي. سيجيء موظّفو البنك الدولي ويتشاركون مع السفارات وأجهزة الاستخبارات في ادارة سوريا، وسيفعلون بها أكثر مما فعلوا بمصر. أتظنّون أن الدول التي تموّل الحرب في سوريا اليوم ستلتزم اعادة اعمار البلد ودفع مئات المليارات لاصلاح ما دُمّر ؟ ما أن يسقط النظام في دمشق حتّى تفقد الدول الراعية اهتمامها بسوريا. هذه الأنظمة مستعدّة لدفع مليارات الدولارات لتمويل حرب طائفية أو لشراء انتخابات، لكنها لن تفتح خزائنها لإنقاذ سوريا من الغرق في الفقر أو لمنع صوملتها. صرف عرب الخليج عشرات المليارات في الثمانينيات لتمويل الجهاد في افغانستان وحرب العراق مع ايران. ماذا فعلوا لشعبي أفغانستان والعراق بعد انتهاء الحرب؟ في أفضل الحالات، ستتبرّع السعودية ببناء مسجد كبير في قلب دمشق. الخروج الى المستقبل: اتّحاد مع العراق قال لي الباحث حسن نعمان الخلف انّه، كعراقي، يرى في ما يجري في سوريا اليوم امتداداً طبيعياً للكوارث التي حلّت ببلده. نحن، كمشرقيين، ندفع ثمن تجاهلنا لما جرى في العراق في السنوات الماضية، وقلة اكتراثنا بالقتل المجاني للمدنيين في بلاد الرافدين ـــــ ورفضنا لاستخلاص العبر. اعتقدنا واهمين انّنا، اذا تجاهلنا العراق وأحداثه، فانّ تلك المجازر المرعبة ستبقى في بغداد ولن تنتقل الى دمشق وبيروت وحلب. حصلت الاف التفجيرات في البلد خلال العقد الماضي، أكثرها استهدف المدنيين على نحو عشوائي وبنيّة طائفية، وقُتل بسببها عشرات الالاف من الأبرياء. هذه الجرائم لم تزل مستمرّة (والجميع يعرف الأجهزة التي تقف وراءها) وهي تحصد العشرات اسبوعيا، ولا تثير في الساحة العربية الا التجاهل واللامبالاة. لم تنتج هذه الأحداث نقاشاً حقيقيّاً في الوسط الفكري العربي، بعيدا عن الديباجات الجاهزة في رفض الطائفية وانكارها. لم يهزّنا أنّ هناك قوىً تروّج علناً للقتل الطائفي وتكوّن نظرة تكفيريّة احتقاريّة تجاه الآخر، ثم تحاول تطبيقها في المجال السياسي. غضضنا الطرف عن ظاهرة الزرقاوي وعن بروز تيّار سلفيّ واسع في الخليج احتضن قضيّة العراق كقضيّة طائفية. هنا، لا يجوز أن ننسى أن النظام السوري كان من بين القوى التي رعت هذه التنظيمات التكفيرية، واشتركت (مع استخبارات تركية وخليجية) في ارسال الموت والانتحاريين الى العراق، ودعمت اياد علّاوي – المشروع السعودي في بلاد الرافدين. المشرق العربي يتخلخل اليوم، والاستجابة لتحديات بهذا الحجم لا تكون بالتراجع والاستكانة وبالدفاع عن الموجود أو الحنين الى القديم، بل بخطوات جريئة وافكار جديدة، وبأن نكون مستعدين للقفز الى الأمام. إنّ اتحاداً بين سوريا والعراق قد يكون المخرج الوحيد للبلدين من أزماتهما واستعصائهما. العراق اليوم بدأ يأخذ أنفاسه للمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً. على الرغم من التفجيرات التي لا تنتهي، يشعر العراقيون بحالة مقبولة من الاستقرار الأمني، عائدات النفط الكبيرة تؤمّن رواتب معقولة للموظفين وحركة تجارية ناشطة، فيما البلد بدأ يبني، ببطء، بناه التحتية والأساسية. مشاريع الكهرباء الكبرى في العراق ستبدأ بالدخول على الشبكة عام 2013، وبحلول عام 2015، سيكون البلد مكتفياً ذاتياً في انتاج الطاقة. اذا صحّت التقارير النفطية عن العراق، وآخرها تقرير مفصّل لمنظّمة الطاقة الدولية يقول إن انتاج العراق من النفط سيرتفع الى ما بين 6 و8 ملايين برميل يومياً عام 2020، فالعراق قادر – مالياً – على تبنّي بلدين بحجم سوريا. مشكلة العراق اليوم ليست مالية، بل هي سياسية وتنموية وهي مسائل قد يعالجها اتّحاد مع سوريا. العراق يعاني – وسيعاني أكثر – لأنه صار بلداً غير منتج، عماد اقتصاده تحويل عائدات النفط الى استهلاك (عبر وظائف الدولة ومشاريعها وغير ذلك). وصلت ميزانية الدولة العراقية الى ما يفوق الثمانين مليار دولار، لكنّ ثلثيها يذهب رواتب للموظفين (تصرف على الاستهلاك والاستيراد) بينما لا ينتج البلد وقواه العاملة قيمةً مضافة بالمعنى الاقتصادي الحقيقي. نوري المالكي يكرّر نفس الرهان الذي لعبه الشاه قبله وصدام (والاثنان فشلا): المراهنة على زيادة سريعة في انتاج النفط ومداخيله تحلّ كل مشاكل الدولة، وتسمح للنظام بتمويل كل القطاعات في آن واحد، من غير الاضطرار الى أخذ خيارات صعبة والعمل بجدّ لانشاء بنية مؤسسية وبيئة تنافسيّة. اذا استمرّ العراق على نموذجه الاستهلاكي الحالي، فهو سينتج نسخة جديدة من السعودية، ولن يغيّر مستوى انتاج النفط العراقي شيئاً في الأمر حينها، لأن استهلاكاً غير محسوب لا يوازيه انتاجٌ وصناعة كفيلٌ بحرق كلّ العائدات النفطية مهما عظمت. أمّا سوريا، فهي تملك برجوازية صناعية وقاعدة انتاجية وقدرات بشرية وخبرات، وهو ما يحتاج إليه العراق. اذا اتّحد البلدان (بغض النظر عن شكل الوحدة)، فسيصبح لديك بلدٌ من خمسين مليون نسمة، بلدٌ حقيقي، وسوق داخلية كبيرة يمكن لها أن ترفد خططاً صناعية ونموذجاً تنمويا. بلدٌ له موارد ولا يمكن شراء نخبه واعلامه ومثقفيه. اتّحاد كهذا هو خير علاج لخطر الطائفية، اذ انّه سيضمّ اغلب المشرقيين في اطار لا اغلبية مذهبية فيه ولا اقلية خائفة، وفيه تنوّع وتعدّد بشريّ لا يسمحان بنشوء الأقطاب الطائفية الانعزالية، ولا بالتقوقع المذهبي. اذا انفتح العراق على المتوسّط، وانفتحت بغداد على دمشق، يتغيّر كل شيء في المشرق، وتعود المنطقة معبراً للتجارة وللنقل وللاختلاط البشري. اتحاد كهذا سيكون قادراً على الوقوف في وجه تركيا (وايران)، ولن يكون تابعاً أو ميداناً لأطراف خارجية. قد يرى البعض ان هذا الكلام ضربٌ من الخيال، الا أنّ هذه اللحظة التاريخية بالذات، والعراق يبدأ بالاعمار وسوريا مدمرة وبحاجة إلى البناء، هي الأكثر ملاءمة، وهي فرصة لن تتكرّر. خطوة من هذا النوع ستنقذ العراق وسوريا معاً. هناك اسباب كثيرة تقف في وجه مشروع كهذا، يكفي تأثيره على ميزان الصراع مع اسرائيل، وعلى الوضع في فلسطين، حتّى تعمل اميركا (وحلفاؤها) ضدّه بكل ما أوتوا من عزم، لكن هنا، بالضبط، نستطيع أن نفهم مركزية مسألة الاستقلال والخيار الوطني، وأهمية أن تأخذ خياراً بصنع مصيرك بيدك ولو وقف ضدّك نصف العالم. المسألة هي في أن لا تنتظر موافقة القوى العظمى، أو اتفاقا بين روسيا واميركا، حتى تخطّ مستقبلك وتصنعه. هذا هو جوهر المسألة الوطنية التي فهمها عبد الناصر وشريعتي، وحتى أتاتورك. المشرق العربي يتخلخل اليوم، والبقاء هو لمن يتمكّن من فرض نفسه، ومن يحسن التمييز بين العدوّ والصديق، ومن يؤمن بقدرته على صناعة التاريخ. |
الأوربي: مستمر بالضغط على الاسد لبدء مرحلة انتقالية
الأوربي: مستمر بالضغط على الاسد لبدء مرحلة انتقالية ــ وواشنطن تدعم المعارضة سياسيا ، وطهران تحذر اكد مصدر مطلع في المجلس الوزاري الأوروبي في تصريح لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء أن التكتل الموحد سيستمر في مواصلة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد حيال البدء في المرحلة الانتقالية. واشار المصدر الى ان "المجلس سيستمر في ممارسة هذا الضغط، طالما استمر الأسد في تجاهل النداءات الدولية الداعية إلى البدء بالمرحلة الإنتقالية في سوريا"، وأوضح أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في التكتل الموحد سيناقشون تطورات الأزمة السورية خلال إجتماعاتهم القادمة نهاية الشهر الجاري. وأعتبر أن الوزراء سيبحثون الخطوات اللاحقة اللازمة من أجل "دفع" السلطات السورية للتحرك نحو الحل السياسي وخلق أجواء تسمح بتشكيل حكومة إنتقالية، دون أن يعطي أي تفاصيل عما سيتم إتخاذه من إجراءات"، مشيرا الى وجود إتصالات "مستمرة" بين الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، والعديد من المسؤولين الدوليين والإقليميين، موضحاً أن آشتون تحدثت الأسبوع الماضي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. عبد العظيم: اذا حصل توافق اميركي-روسي سيكون واجبا تشكيل حكومة انتقالية اعلن المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة في سوريا حسن عبد العظيم في حديث تلفزيوني ان المبعوث العربي والدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي "يتابع جهوده مع الولايات المتحدة وروسيا للوصول الى توافق مشترك حول الوضع السوري". ولفت الى انه "بحال حصل توافق دولي بين الولايات المتحدة وروسيا سيحسم الامر، ووجوب تشكيل حكومة انتقالية سيكون ملزما للنظام والمعارضة"، مشيرا الى "وجود خلاف بين المعارضة الداخلية والخارجية حول القبول بحكومة انتقالية". كراولي:أميركا لاتزال تعمل على مساعدة المعارضة بسوريا على التقدم سياسيا رأى مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق فيليب كراولي، أن "التحدي الرئيسي أمام المجتمع الدولي يكمن في إيجاد الطريقة الملائمة للانتقال السياسي في سوريا"، لافتا إلى أن "أميركا عملت ولا تزال تعمل على مساعدة المعارضة على إحراز التقدم سياسيا ولم شملها بشكل يمكنها من تسلم الحكومة الانتقالية في حال رحيل الرئيس السوري بشار الأسد والمشكلة في سوريا ليست مشكلة سلاح". ولفت في حديث إذاعي إلى أن "السياسة الأميركية كانت تقوم على عدم إمداد المعارضة بالسلاح ولا أظن أن هذه السياسة ستتغير"، معتبرا أن "الوضع في سوريا سيكون من بين القضايا الحرجة التي ستواجه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في ولايته الثانية ومن الواضح أن وزير الخارجية الجديد جون كيري سيكون مشغولا جدا في العمل مع مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لإزاحة الأسد عن السلطة". ورأى أن "تعيين كيري لا يعني أن هناك مقاربة جديدة للملف السوري والتطورات الميدانية هي التي ستقرر"، مشيرا إلى أن "المعارضة تواصل انتصاراتها وسيطرتها على المزيد من المواقع وهذا يشكل توترا أكبر على السلطة في سوريا"، لافتا إلى أن "روسيا لا تبدو متعاونة حتى الآن، لكن الموقف الروسي بدأ بالتحول، وهناك احتمال أن تلعب روسيا دورا بناء وتفاوض على رحيل الاسد". صالحي: طهران لن تسمح بفرض قرارات وحلول أجنبية على دمشق أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن بلاده "لن تسمح بفرض قرارات وحلول أجنبية على دمشق"، لافتا الى ان "مبادرة طهران لحل الأزمة السورية هي الحل الوحيد والأكثر شمولا لإنهاء الوضع المأساوي في سوريا". وأكد في حديث له على هامش اجتماع للحكومة الإيرانية حسب وكالة انباء "فارس" الايرانية ان "الحوار السوري الداخلي هو الحل الوحيد للصراع الدامي الذي تشهده البلاد"، مشيرا إلى أنه "سيبحث مع السفراء الأجانب لدى طهران تبادل وجهات النظر بشأن المبادرة الإيرانية لحل الأزمة السورية". الخارجية الروسية: لا توجد أية خطة روسية أمريكية لتسوية الوضع في سورية .... وفرص الحل باتت تقل!! أعلن ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية أنه لا توجد أية خطة روسية أمريكية لتسوية الوضع في سورية، مضيفا أن موسكو تعتمد فقط على اتفاقات جنيف. وقال لوكاشيفيتش في مؤتمر صحفي يوم الخميس 27 ديسمبر/ كانون الأول: "لا توجد مثل هذه الخطة ولا يجري بحثها"، مشيرا إلى أن الجانب الروسي يناقش مع الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي والعربي إلى سورية وكذلك مع واشنطن "خطة عمل عامة تم اعتمادها في جنيف في 30 يونيو/حزيران الماضي". وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية إن موسكو تعتبر بيان جنيف أساسا لا بديل له لتسوية الوضع في سورية. وأضاف أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيجري يوم السبت 29 ديسمبر/كانون الأول مباحثات مع الأخضر الإبراهيمي لمناقشة كافة المسائل المتعلقة بالتسوية السياسية الدبلوماسية في سورية وكذلك جهود الإبراهيمي الأخيرة الرامية إلى وقف العنف وإطلاق حوار وطني شامل بين الحكومة والمعارضة على أساس اتفاقات جنيف. وقال لوكاشيفيتش إن زيارة فيصل المقداد النائب الأول لوزير الخارجية السوري إلى موسكو تأتي في إطار جهود روسيا الدبلوماسية الرامية إلى تطوير الحوار مع الحكومة والقوى المعارضة من أجل وقف إراقة الدماء في سورية. وأضاف: "هناك الآن حاجة إلى إجراءات نشطة وحاسمة لوضع حد لإراقة الدماء"، مشيرا إلى أن موسكو، بطبيعة الحال، كثيرا ما تجري اتصالات مع الحكومة السورية بهذا الشأن. لافروف: فرص الحل السلمي للأزمة السورية تقل باستمرار لكنها لا تزال موجودة أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن فرص حل الأزمة السورية على أساس بيان جنيف لمجموعة العمل حول سورية لا تزال موجودة، لكنها تقل باستمرار. وقال في حديث لوكالة الأنباء "إنترفاكس" الروسية نشر يوم 27 ديسمبر/ كانون الأول: "مع أخذ كل ما يحدث في سورية في عين الاعتبار، فإن فرص تحقيق الحل الذي يتحدث عنه بيان جنيف لمجموعة العمل حول سورية الذي جرى تبنيه يوم 30 يونيو/حزيران، تقل، لكنها لا تزال موجودة، وينبغي تعزيزها". وواصل: "إن البديل للحل السلمي هو الفوضى الدموية. إن استمرارها وتوسيع نطاقها سينعكس سلبيا على الجميع". وتابع: "إن الاتصالات الثلاثية الأخيرة في جنيف التي شارك فيها كل من روسيا والولايات المتحدة والمبعوث العربي الأممي الأخضر الإبراهيمي أكدت أن إمكانيات إيجاد النقاط المشتركة فيما يخص تنفيذ اتفاقيات جنيف لا تزال موجودة، شرط أننا لا نحاول تغيير هذه الاتفاقيات". ووأردف قائلا: "نحن عازمون على المضي في هذا الطريق. إن الكرة الآن في ملعب شركائنا الذين يؤيدون الحل السياسي شفهيا، وفي الواقع يحرضون على مواصلة الحرب حتى إسقاط بشار الأسد". وحذر من أن "اللعبة المزدوجة خطيرة للغاية في الظروف الراهنة في سورية، ولن تؤدي إلا إلى مواصلة عسكرة هذا النزاع وتصعيده وزيادة التشدد والخطر الإرهابي والعنف الطائفي". وشدد الوزير على أن حل الأزمة السورية على أساس اتفاقيات جنيف يتطلب "تنسيق جهود جميع الأطراف الخارجية، التي ينبغي عليها أن تتحدث بصوت واحد وتعمل من أجل إجلاس الحكومة السورية والمعارضة إلى طاولة التفاوض". ودعا الوزير الروسي إلى وقف المواجهة العسكرية والعمل من أجل الإطلاق الفوري للحوار الداخلي في سورية بهدف تحديد معايير الإصلاح السياسي كي يستجيب لمصالح جميع السوريين لوكاشيفيتش: ما نشر حول استخدام الأسلحة الكميائية في سورية أمر استفزازي وفيما يتعلق بالأنباء حول استخدام الأسلحة الكميائية في سورية قال لوكاشيفيتش إن نشر هذه المعلومات تحريض على التدخل الخارجي في الأزمة السورية. وأكد في المؤتمر الصحفي يوم الخميس أن هدف هذا التحريض يتمثل في إثارة الفوضى بين السوريين والأجانب المقيمين في سورية. وأضاف أن "استخدام أسلحة الدمار الشامل من أي نوع غير مقبول ويرفضه المجتمع الدولي بشكل قاطع. لقد تلقينا التأكيدات بهذا الشأن من الحكومة السورية، كما تلقاها زملاؤنا في الغرب والأمم المتحدة". وقال لوكاشيفيتش إن موسكو تأمل في أن كافة القوى المعارضة هي الأخرى ستتمسك بمثل هذه الالتزامات. وأكد من جديد أن روسيا ترفض الحل العسكري للأزمة السورية وتدعو إلى إطلاق الحوار والمفاوضات. لوكاشيفيتش: المطالبة برحيل بشار الأسد خرق لاتفاقات جنيف أعلن لوكاشيفيتش أن المطالبة برحيل بشار الأسد تعتبر خرقا لاتفاقات جنيف وقال:" لا يوجد هذا الشرط في بيان جنيف المتفق عليه، وهناك شروط أخرى تعد هامة لإطلاق الحوار السوري العام، بينها التوصل إلى اتفاق بين السوريين أنفسهم، أي السلطة والمعارضة على استحداث هيئة انتقالية تتولى المسؤولية عن الإعداد لانتخابات جديدة والعمل على وضع الدستور والتنسيق حول مواصفات التغييرات والإصلاحات". وأعاد لوكاشيفيتش إلى الأذهان أنه ليس هناك أية شروط مسبقة تقضي برحيل أو عدم رحيل الأسد. ولذلك فإن طرح مطلب تنحي الرئيس المنتخب شرعيا كشرط لإطلاق أي حوار وتسوية يعتبر خرقا لاتفاقات جنيف كلها. كما نقل لوكاشيفيتش عن سيرغي لافروف قوله:" إذا كانت هناك مهمة الحصول على رأس الرئيس فيعد ذلك استمرارا لإراقة الدم ، وسيتحمل من يقصد ذلك إنطلاقا من أهدافه الجيوسياسية أحيانا مسؤولية كبيرة". وقال لوكاشيفيتش أن السوريين يحق لهم تقريرحق الأسد بالترشح لتولي منصب رئيس الدولة. وأضاف قائلا:" لسنا محامين للنظام ، لكننا نريد أن يقرر السوريون أنفسهم مستقبل دولتهم. وبحسب قوله فإن تلك المسألة تعود إلى السوريين وليس إلى الروس". موسكو لا ترفض الحوار مع الائتلاف الوطني السوري المعارض أعلن ألكسندر لوكاشيفيتش أن موسكو لا تستبعد إجراء اتصالات بالائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة. وقال مجيبا على سؤال عما إذا كانت روسيا تنوي إجراء اتصالات بممثلين عن الائتلاف: "لا نرفض هذا الحوار، علما أننا نجريه بنشاط مع كل فصائل المعارضة التي يهمها استيضاح الموقف الروسي". ومضى قائلا:" لذلك فإننا لا نستثني بالطبع إجراء مثل هذه الاتصالات. أما موعدها ومستواها فإن هذا الأمر خارج ما نتحدث عنه الآن". يذكر أن الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة تم تأسيسه في مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في قطر. واعترف لحد الآن ما يزيد عن 100 دولة، بما فيها الولايات المتحدة بهذا الائتلاف باعتباره هيئة شرعية تمثل الشعب السوري. الخارجية الروسية: لدينا خطط لإجلاء الرعايا الروس من سورية.. ونحن مستعدون لجميع السيناريوهات أكد لوكاشيفيتش أن روسيا أعدت خططا لإجلاء رعاياها من سورية إذا اقتضت الضرورة ذلك. ورفض الدبلوماسي الكشف عن مزيد من التفاصيل، مشيرا الى أن هذه المسألة "حساسة جدا لاسباب مفهومة". وقال لوكاشيفيتش: "طبعا، لدينا خطط، والوضع يزداد تعقيدا، ويجب أن نكون مستعدين لأية سيناريوهات". وأضاف أن أمن المواطنين الروس هو الأولوية المطلقة بالنسبة للدولة الروسية. ونفى الدبلوماسي الأنباء التي تحدثت عن احتمال إجلاء المواطنين الروس من سورية على متن سفينتي إنزال روسيتين أرسلتهما موسكو الى سواحل سورية مؤخرا. وقال لوكاشيفيتش: "لن أعلق، طبعا، على موضوع السفن والخ"، واصفا هذه الأنباء بالاختراعات الصحفية. الإبراهيمي للأسد والمعارضة: ( أتفقوا على حكومة أنتقالية كاملة) وإلا سوف يكون الحل القادم من ( مجلس الأمن) دعا الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي في مؤتمر صحافي في دمشق الخميس الى تغيير "حقيقي" في سوريا وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة الى حين اجراء انتخابات جديدة. وقال الابراهيمي الذي يزور دمشق بحثا عن حل للازمة السورية ان "التغيير المطلوب ليس ترميميا ولا تجميليا. الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع الى تغيير حقيقي، وهذا معناه مفهوم للجميع". ودعا الموفد الدولي خلال المؤتمر الصحافي في مقر اقامته في فندق شيراتون، الى تشكيل حكومة "كاملة الصلاحيات"، موضحا ان "كاملة الصلاحية هي عبارة مفهومة تعني ان كل صلاحيات الدولة يجب ان تكون موجودة في هذه الحكومة". واشار الى ان هذه الحكومة يجب ان "تتولى السلطة اثناء المرحلة الانتقالية" التي يجب ان تنتهي بانتخابات. واوضح ان الانتخابات "اما ان تكون رئاسية ان اتفق ان النظام سيبقى رئاسيا كما هو الحال، او انتخابا برلمانيا ان تم الاتفاق ان النظام في سوريا يتغير الى نظام برلماني". واكد اهمية الا تسبب المرحلة الانتقالية "بانهيار الدولة ومؤسسات الدولة". ومن المقرر ان تنتهي الولاية الحالية للرئيس بشار الاسد في 2014، بينما تستمر ولاية مجلس الشعب الذي اجريت انتخاباته في ايار/مايو الماضي، في 2016. لكن الابراهيمي قال انه لم يقدم مشروعا متكاملا "في الوقت الحالي"، مؤكدا انه يفضل ان يقدم مشروعا كهذا في وقت "تكون الاطراف وافقت عليه كي يكون تنفيذه سهلا". وتابع موفد الامم المتحدة والجامعة العربية انه في حال عدم التمكن من ذلك "قد يكون الحل الآخر هو الذهاب الى مجلس الامن واستصدار قرار ملزم للجميع. وفشل مجلس الامن في استصدار اي قرار متعلق بالازمة السورية منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة باسقاط الرئيس الاسد منتصف آذار/مارس 2011 نظرا لاستخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) للحؤول دون اي قرار يدين حليفهما النظام السوري. ونفى الابراهيمي، كما وزارة الخارجية الروسية، ان يكون حمل مقترحا اميركيا روسيا للحل، وذلك بعد ترجيحات صحافية باتفاق مماثل اثر اجتماع الابراهيمي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الاميركية هيلاري كلينتون في دبلن. واضاف "قال البعض في سوريا وخارج سوريا انني اتيت لتسويق مشروع اميركي روسي. يا ريت هناك مشروعا اميركيا روسيا". واوضح ان الاجتماع الذي عقد في السادس من كانون الاول/ديسبمر في دبلن كان بمبادرة منه "لان هاتين الدولتين لهما من التأثير ومن المسؤولية العالمية ما يؤهلهما ان يساعدا في البحث عن الحلول" في سوريا. وتحدث عن اجتماعه ايضا في وقت سابق من هذا الشهر مع نائبي لافروف وكلينتون، ميخائيل بوغدانوف ووليام بيرنز، وان ثمة اجتماعات مقبلة مع الطرفين. وتابع "انا لم آت هنا للتسوية. قدمت (الى) هنا للمرة الثالثة عما يمكن ان يعمل من اجل الخروج من هذه الازمة التي تتخبط فيها سوريا"، والتي حصدت اكثر من 45 الف قتيل. واعتبر ان الحل "يتم عن طريق تقارب في وجهات النظر بين السوريين"، وان كانوا غير قادرين على ذلك بمفردهم "يجب على المجتمع الدولي وعلى جيرانهم مساعدتهم على الخير وليس على الشر". وذكر بان مؤتمر جنيف الذي عقد في حزيران/يونيو الماضي "فيه ما يكفي من العناصر لوضع مخطط يمكن ان ينهي هذه الازمة خلال الاشهر القليلة المقبلة"، متحدثا عن امكان ادخال "بعض التعديلات" على عدد من بنوده. وكانت مجموعة العمل حول سوريا "الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وتركيا ودول تمثل الجامعة العربية" اتفقت في 30 حزيران/يونيو على مبادىء انتقال سياسي في سوريا لا تتضمن اي دعوة لتنحي الرئيس الاسد. وتزامن المؤتمر الصحافي للابراهيمي مع بدء زيارة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى موسكو التي تستقبل الموفد الدولي السبت. واعتبر الابراهيمي ان الدبلوماسي السوري "ذهب الى موسكو وقيل انه ذهب ليشرح كلامي. لا، كلامي انا سأشرحه، هو ذهب ليشرح كلامه". وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أعلن في وقت سابق أنه لا توجد أية خطة روسية - أميركية لتسوية الوضع في سوريا، مضيفا أن موسكو تعتمد فقط على اتفاقات جنيف. وتداولت وسائل إعلام عربية وغربية ما قالت إنه خطة تحظى بتأييد روسي أميركي لتسوية الأزمة في سوريا تقوم على تشكيل حكومة يوافق عليها كافة الأطراف في سوريا على أن يبقى الرئيس بشار الأسد في منصبه حتى 2014 وأن يكون له صلاحيات محدودة، من دون أن يترشح مجدداً للانتخابات. محاضر إسرائيلي: (الربيع العربي) حقق أهدافًا عجزنا عنها لعقود من أهمها تدمير سوريا موشيه العاد، المحاضر الإسرائيلي الشهير في الكلية الأكاديمية للجليل الغربي، قال موشيه العاد، المحاضر الإسرائيلي الشهير في الكلية الأكاديمية للجليل الغربي، إن ما أسماه بـ"فاتورة" الربيع العربي حققت إنجازات استراتيجية لإسرائيل عجزت عن تحقيقها على مدار عقود. وقال العاد إن هذه الانجازات تمثلت في تحقيق أهم هدف سعت إليه إسرائيل وهو تدمير سوريا التي تعد القوة العربية الأولى المعادية لها. وقال العاد نصا: "سوريا التي كانت دومًا عدو شرس لنا منذ عقود تنزف وتتفكك وتفقد قوتها العسكرية، وكل ذلك دون أن تضطر إسرائيل إلى إطلاق رصاصة واحدة عليها". وأضاف: "صحيح أننا لا نعلم ما هو النظام الذي سيحل محل نظام بشار الأسد الذي فقد شرعيته، لكن حتى لو كان النظام الجديد معاديًا لنا، فإن التهديد الاستراتيجي السوري المباشر ضدنا سيزول ولفترة طويلة، خصوصًا أن أي نظام سوري جديد يواجهة تحديات داخلية صعبة تمنعه من التفرغ لمعاداة إسرائيل". المنظمات الاخطر على اسرائيل وقال العاد إن إنجازات الربيع العربي لإسرائيل امتدت لتشمل كلا من حزب الله وحماس التي وصفهما بالمنظمتين الأكثر خطرًا على إسرائيل، واللتان تعرضتا لضربات قاسية منذ الربيع العربي. وقال: "حزب الله وزعيمه حسن نصر الله اللذان كانا بطلين في نظر العالم العربي، أصبحا اليوم يمثلان مصيبة بالنسبة إلى الشرق الأوسط برمته والقوى الثورية به، بسبب تأييد الحزب ودعمه للرئيس بشار الأسد ضد الثورة". تأثير الربيع العربي على حركة حماس وانتقل بعد ذلك للحديث عن حماس قائلا: "حركة حماس اضطرت إلى مغادرة دمشق التي شكلت معقلها السياسي واللوجيتس خلال العقدين الأخيرين، وهي ضربة قوية للحركة خاصة مع تفرق قادتها بين العواصم العربية وعدم تجمعهم في عاصمة عربية تحتضنهم كلهم مثلما كانت تفعل سوريا." وانتقل العاد للحديث عن الوضع في مصر قائلا: نظام الرئيس محمد مرسي هو الأنسب من بين الأنظمة العربية حتى الآن بالنسبة إلى إسرائيل، حيث أنه يحترم اتفاقية السلام مع إسرائيل، إضافة إلى أنه يضغط على حماس ويتصدى لعمليات تهريبها للسلاح، وهو أمر يصب في الصالح الاستراتيجي الإسرائيلي تمامًا، خصوصًا أن إسرائيل طالما عانت من عمليات تهريب السلاح إلى حماس وبقية المنظمات الفلسطينية بقطاع غزة |
عـن «فـتـنـة الشـام» في سـياسـة «الـولـي الفـقـيـه»
عـن «فـتـنـة الشـام» في سـياسـة «الـولـي الفـقـيـه» علي شهاب يمتلك صاحب القرار الأول في طهران رؤية واضحة وحاسمة إزاء موقع سوريا الجيو - استراتيجي ومعالم وضعها على المديين المتوسط والبعيد. ولطالما فوجئ أنصار المرشد الأعلى السيد علي خامنئي بقدرته على الاستشراف السياسي من خلال تحليلاته ومواقفه إبّان أحداث كثيرة وقعت في العقدين الأخيرين: مسار عملية السلام قبل اغتيال إسحاق رابين، تحرير جنوب لبنان في العام 2000، غزو العراق ومن ثم الانسحاب منه، حرب تموز في العام 2006، الأحداث الداخلية التي تلت الانتخابات الرئاسية الإيرانية الماضية... واليوم أيضاً، يضع المرشد حنكته السياسية على طاولة الرهان حول الملف السوري. تتناقل كوادر إيرانية من الجيلين الأول والثاني للثورة رواية عن أن الأسابيع الأولى لـ«ربيع» سوريا المزعوم، حملت معها تقديرات سوداوية في طهران. وواجه العديد من صُنّاع القرار المرشد بتحليلات واستنتاجات تشير إلى عدم قدرة النظام السوري على الصمود لأكثر من أشهر قليلة، لكن الأخير رفض الركون إلى هذه النتيجة. اللافت أن الموروثات الدينية والثقافية التي واكبت «فتنة الشام» منذ بدايتها وضعت الأحداث في سياق القضاء المُبرم، بالاستناد إلى جُملة أخبار وروايات مذكورة في العديد من كتب المذهبين الشيعي والسني، من دون أن تعير أي اهتمام لدور العقل والتدبر. وحده المرشد سار بعكس التيار. والحق يُقال إن لقراره خوض معركة سوريا حتى النهاية كل الفضل في التوصل إلى حالة المراوحة الإستراتيجية التي تعيشها المنطقة؛ ذلك أن أي خيار آخر كان سيعني انتقال الجبهة إلى مشارف طهران وداخل أزقة الضاحية الجنوبية لبيروت. وحتى لا يكون الدفاع عن سوريا ذريعة لدى الخصوم للتحذير من «هلال شيعي»، رسم المرشد معالم الصراع ضمن دائرة أكبر، فصارت روسيا والصين معنيتين مباشرة ببقاء النظام السوري. ولمن يظن أن الموقف الصيني والروسي نابع حصراً من أسباب ذاتية متأثرة بتراجع الدور الأميركي، أحيله إلى تقديرات ورؤى مراكز الأبحاث في هاتين الدولتين؛ فالسياسة الصينية لم تكن لتأخذ حجمها الحالي قبل العام 2020 لاعتبارات موضوعية متعلقة بالنمو الاقتصادي وأبعاد لها علاقة بالداخل الصيني. أما روسيا فكانت تسير رويداً رويداً نحو إعادة الاعتبار لدور الاتحاد السوفياتي ضمن جملة خطوات على أكثر من صعيد، قبل أن يباغتها «الربيع العربي» ويدفعها للتصدي. لم يكن قرار المرشد حيال دعم سوريا مبنياً على عواطف أو مصالح فئوية ضيقة، علماً أن الباحث في القواسم المشتركة بين الطائفتين الشيعية والعلوية لن يجد الكثير في المضمون بما ينفي تماماً ادعاء البعض بأن سبب الحلف مذهبي. انطلق خامنئي من مصلحة سياسية إستراتيجية: استهداف سوريا هو استهداف مباشر لإيران لما تمثّل دمشق من عمق سياسي وأمني وعسكري. لا يناقش أحد في أن كسر حلقة الحلف الممتد من طهران إلى دمشق فبيروت هو أولى الأولويات منذ غزو العراق في العام 2003. تنتقل الدائرة مرة بعد مرة ما بين أطراف هذا المثلث، فتارة تكون في إيران عبر معارضة خضراء، وتارة في لبنان عبر حرب ناعمة متقدمة جداً على الصعيدين الأمني والإعلامي، وتارة في سوريا عبر ربيع دموي. والجدير ذكره أن رؤية المرشد إزاء ما يجري في سوريا لا تعني أبدا القبول بالأخطاء التي ارتكبها النظام منذ عقود من الزمن، لكن العقلانية تستلزم معالجة ملفات دولة بحجم وموقع سوريا بتأنٍ وهدوء وبأسلوب مغاير لما يعهده العرب عموماً في أنظمة الحكم. في أروقة القرار في طهران، هناك تنظير ورؤية واقعية لمستقبل سوريا امنياً وسياسياً واقتصادياً. تتقاطع جميع الشهادات في عالِم الدين غير التقليدي على كونه موسوعة معلوماتية قادرة على مواكبة تفاصيل غير متجانسة في اهتمامات شتّى: هو خبير عسكري واستراتيجي من الطراز الرفيع، رجل سياسي عالِم بموازين القوى الدولية، وقادر في آن على إمساك خيوط اللعبة الداخلية بكل تعقيداتها (ما جرى عقب الانتخابات الرئاسية الإيرانية يشهد على حنكته)، متذوق للشعر (وله العديد من القصائد العرفانية العالية المضامين)، يُجيد العزف على آلة موسيقية تراثية فارسية (على الرغم من عدم استساغة رجال الدين التقليديين تداول هذا الأمر، غير أن فتاويه في الموسيقى تؤكد انفتاحه الكبير في هذا المجال)، ناقد للسينما والفنون عموماً، ناهيك عن المواصفات الإدارية والقيادية التي يفرضها عليه واقع تصديه لولاية الفقيه، إذ إن الدستور الإيراني يشترط على أن «ولاية الأمر وإمامة الأمة في الجمهورية الإسلامية في زمن غيبة الإمام المهدي، الإمام الثاني عشر عند الشيعة الإمامية، تكون بيد الفقيه العادل التقي العالم بأمور زمانه، الشجاع والكفؤ في الإدارة والتدبير». الدمج بين الأصالة والحداثة لن يمر وقت طويل قبل أن تثبت صحة أو خطأ نظرية المرشد الجديدة ازاء «الربيع العربي » (واعتباره لها «صحوة إسلامية»)، وكذلك في ما يخص الأحداث في سوريا (وقوله إن دمشق ستتخطى أزمتها)، ولكن حتى ذلك الحين، يُسَجّل للمرشد انه الوحيد الذي يضع بشكل عملي أسس نظرية المواجهة التي تجمع ما بين الحداثة والأصالة. لم ييأس خصوم طهران بعد: أعرب وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، في مقابلة إعلامية قبل سنة تقريباً، عن اعتقاده بأن يمتد «الربيع العربي» إلى إيران مجدداً، مشيراً إلى أنها «مسألة وقت قبل أن تحدث الثورة في إيران أيضاً». موقف منطقي ومتوقع، لكنه قد يكون متأخراً بعض الشيء؛ ذلك أن المعطيات الواردة من طهران تشير إلى تقدم كبير في «مأسسة» آليات مواجهة «الحرب الناعمة» بناءً على رؤية المرشد، الذي يكاد يكون وحيدا، مع شخص الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اللذين يميّزان ما بين «الحرب الناعمة» وتلك الثقافية أو الإعلامية أو النفسية وغيرها من حروب تقليدية، باعتبار أن مجال «الحرب الناعمة» أوسع وأعم وأشمل وأخطر وأشد تأثيراً وأسرع انتشاراً. يولي السيد خامنئي شريحة «التعبئة» (الشباب) أهمية خاصة في خطاباته في العقد الأخير. وهو يتوجه إلى هذه الفئة، باعتبارها القوة المحركة في أي مجتمع، بالدعوة إلى الاستفادة، في مجالات عملية حساسة، إضافة إلى الاستفادة من خبرات «المحاربين القدامى»، متخطياً بذلك إحدى أبرز الإشكاليات التي تواجه أي ثورة مع مرور الزمن. (لناحية الصراع المنطقي الذي ينشأ بين الأجيال نتيجة اختلاف عوامل الواقع). المتابع لحضور ونوعية جمهور «القائد» في إيران يلحظ بوضوح ارتفاعاً لافتاً في أوساط الشباب الذين يشكون عادة أنماط الجيل السابق في القيادة. وفي الرابع من شهر آذار الماضي، توجه خامنئي إلى كوادر وزارة الأمن الإيرانية، في معرض كلمة له حول «الحرب الناعمة» (يكاد يكون الأمن المجال الأول من مجالات هذه الحرب)، فشدد على ضرورة «توطين الجهاز الأمني (توطين المعرفة) وعدم اقتباس نموذج من أي مجموعة أمنية أخرى في العالم»، مؤكداً على ضرورة «الالتزام بالحدود الشرعية والقانونية» باعتبار ذلك «هو التدين والتقوى والأمل بالمستقبل». في الوقت نفسه، دعا المرشد إلى «الاستفادة من خبرات الكوادر (الأمنية) المتمرسة» على طريق إبداع نظريات وآليات وطنية في مواجهة «الحرب الناعمة». تحاكي نصائح المرشد أجيالاً مختلفة، وتتيح للجميع المشاركة في صياغة مشاريع على تماس مع أحداث الداخل والخارج. الزائر لإيران بعد الربيع العربي يلحظ الطفرة في الجمعيات الشبابية العاملة ضمن ساحات جغرافية تتخطى إيران إلى شرق آسيا وشمال أفريقيا. ولا يحصر المرشد قراءاته الفكرية في بُعد واحد، كونه معنيا، بحسب الدستور، بمواكبة المجالات شتى؛ فتراه يُنظّر للـ«جهاد» الاقتصادي، ويشارك الشعراء والأدباء ندواتهم بشكل دوري في مجلسه، ويستقبل كُتّاب السيناريو ليناقش في تفاصيل تقنية تثير الدهشة.(رعاية الدولة للسينما الإيرانية أحد أسباب انتشارها عالمياً). الربيع العربي و«الصحوة الإسلامية» أخيراً، نقل وفد تجمع العلماء المسلمين في لبنان بعد زيارته إلى طهران عن المرشد قوله، في معرض تعليقه على أحداث سوريا: «إننا على قناعة راسخة بأن هذه محنة ستزول وستتجاوزها شعوب المنطقة، ولا شك أن الطرف الذي سيخسر هو جبهة الكفر والاستكبار، ونعتقد أنه بالإمكان تجاوز هذه المشاكل بالصمود والاستقامة والإصرار». لم يُخفِ المرشد، في اللقاء نفسه، خشيته على لبنان في مواجهة «الدولارات النفطية الكثيرة التي تصرف من أجل بث الفتنة»، محذراً من أن «الأعداء سيأخذون لبنان إلى الأسوأ حتى لا يتنفس، ويضيقون عليه بحيث يصعب الاستمرار والبقاء». التدقيق في موقف السيد خامنئي من أحداث سوريا ولبنان يعكس رؤيته الإستراتيجية: تضع إيران كل ثقلها في دعم حليفها في دمشق. أما في لبنان فهي تعتمد على اللعبة السياسية الداخلية نظراً لخصوصية فسيفساء التركيبة المحلية. باختصار، تنطلق الثقة الإيرانية من أحداث «بلاد الشام» من عوامل ثابتة: - نظام عالمي جديد يتشكل حالياً، وسوريا معيار نجاحه أو فشله. - أوراق قوة كثيرة لم تبادر إيران إلى لعبها حتى الساعة. - قدرة الجيش السوري على الحسم ميدانياً. - التعامل مع ملفات المنطقة (وفي طليعتها سوريا) من منظور إيراني ضمن سلة واحدة. من هنا، الأداة الوحيدة (إذا ما استثنينا «حماقة» إسرائيلية ما بشن حرب مباغتة) الموجودة بيد محور «الاعتدال» هي بث الفتنة عبر لبنان، بعد فشل الرهان على تحقيق تغييرات جذرية في سوريا. أما في ما يخص «الربيع العربي»، يُصر المرشد على إطلاق مصطلح «صحوة إسلامية» على الثورات في مصر وليبيا واليمن وتونس، بالرغم من الاختلاف بين ما يمثّل موقعه السياسي والديني على رأس النظام الإسلامي في إيران وما يحمله أصحاب المشروع المتقدم في الدول الوارد ذكرها أعلاه من فكر عقائدي ومشاريع سياسية (إن صحّ وجود مشروع سياسي حقيقي لدى هؤلاء). نظرية المرشد حول الصحوة لم تحظَ بتحليل أو قراءة متريثة، خصوصاً ان مواكبة حراكه ومواقفه بموضوعية تشير إلى أنه، حتى الساعة، الزعيم الوحيد في الشرق الأوسط، سواء اختلفنا أم اتفقنا معه، الذي استطاع مواجهة أدوات «الحرب الناعمة »؛ مصطلحه الرديف للنظرية الأميركية «القوة الناعمة»، بفضل مجموعة إجراءات وتوجيهات أدار بها الأحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران، ثم ما تلاها من أحداث محلية وإقليمية. وقبل الخوض في الرؤية التي بنى عليها السيد خامنئي مواقفه (مع ما تحمل من دلالات بالنسبة لملفات المنطقة)، لا بد من تحديد معالم خطابه حول نظرية «الصحوة الإسلامية». يمكن استخراج العناصر التالية من خطابه حول «الصحوة»: ـ القصد بمصطلح الصحوة في فكر المرشد هو «حالة النهوض والوعي في الأمة الإسلامية، التي أدت إلى تحوّل كبير بين شعوب المنطقة، والى انتفاضات و ثورات» لم تكن في حسبان الغرب. ـ التطورات الاجتماعية الكبرى، ومنها الثورات، تستند إلى خلفية تاريخية وحضارية وهي حصيلة تراكم معرفي وتجارب طويلة كان أبرزها «ميل غالبية أنظمة البلدان في منتصف الخمسينيات والستينيات إلى مدارس فكرية مادية، وتورطها بمقتضى طبيعتها، بعد أمد، في شراك القوى الاستكبارية و الاستعمارية الغربية»... ومن ثم لاحقاً، فشل هذه المدارس الفكرية، كما توحي التجارب على صُعُد مختلفة. ـ الثورة الإسلامية في إيران كنموذج للحُكم يستحق الدراسة بغض النظر عن الموقف الأيديولوجي منها. انطلاقا من هذه العناصر، أرسى خامنئي دعائم مواقف طهران مما جرى في مصر، غير أن البعض لم ير سوى النصف الفارغ من الكوب. صحيح أن الرئيس محمد مرسي أبدى، عن عمد، في كلمته في مؤتمر حركة عدم الانحياز، معارضته الشديدة للنظام السوري، لكن الصحيح أيضاً، انه من بين خمس نقاط جوهرية في خطابه، تقاطعت رؤيته في أربع نقاط مع الإيرانيين في ملفات أخرى في المنطقة. مع الإشارة إلى أن الفرصة الذهبية التي قدمها له الإيرانيون باستعادة دور مصر من البوابة السورية، هي جزء من لعبة شد الحبال الدولية، وتلمس الصين وروسيا وإيران لأهمية موقع القاهرة في المشهد الإقليمي استراتيجياً. ومع أن المؤشرات الراهنة الصادرة عن «الإخوان المسلمين» لا توحي بأنهم اتخذوا قراراً بالتموضع في النظام العالمي الجديد، إلا أنهم بالتأكيد ليسوا قريبين كفاية أيضاً من محور «الاعتدال» الأميركي. في الوقت الراهن، تشهد المنطقة حالة غليان استثنائية، ودفعاً مسعوراً باتجاه عنف لا تقدر حتى الولايات المتحدة وروسيا على إدارة مفاصله. وسط هذا المشهد، يقف خامنئي بحزم وثقة مؤكداً «انتصار جبهة الإيمان والمقاومة في مواجهة جبهة الاستكبار». فهل يصيب هذه المرة أيضاً في رؤيته، باعتبار معركة سوريا «آخر معارك أميركا في المنطقة»؟ حتى الساعة ربما يكون قد حجز موقع إيران في عملية «هندسة النظام العالمي الجديد»، وستجيب الأيام على تفصيل سوريا ضمن سياق حراك أوسع يواكب المزيد من التراجع في النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط. |
أميركا تخسر في سورية وأجندة جديدة بعد قمّة شباط
أميركا تخسر في سورية وأجندة جديدة بعد قمّة شباط هتاف دهام مرّ العام 2012 ولم تسقط الدولة في سورية. نحو 22 شهراً مضت وكلّ الرهانات الخليجية والتركية والغربية على سقوط النظام وتنحّي الرئيس بشار الأسد فشلت، وذهبت في مهبّ الريح. في العام 2012 طرحت مبادرات عدّة لحلّ الأزمة السورية، من المبادرة العربية، إلى مؤتمر جنيف، إلى المبادرة المصرية، الى المبادرة الإيرانية.. إلا أنّ أياً من هذه المبادرات لم يدخل حيّز التنفيذ حتى الساعة، بسبب الاعتقاد الخاطئ لدى الجهات الدولية التي تشنّ الحرب ضدّ سورية أنها تستطيع إخضاع سورية بالضغط والتصعيد، ودفع ما يسمّى اليوم «الائتلاف السوري المعارض» إلى رفض الحوار السوري الداخلي، ودعم المجموعات المسلحة بالمال والسلاح. وبحسب مصادر إيرانية فإنّ نحو 1300 تنظيم مسلح يوجدون في سورية، غالبيّتهم من المجموعات الإرهابية المتطرفة، ما يشكل خطراً كبيراً على سورية وعلى كلّ دول الجوار، وهذا ما كانت حذرت منه منذ بداية الأزمة كلّ من طهران وموسكو وبكين، وكذلك المبعوثان الأمميان السابق كوفي أنان والحالي الأخضر الابراهيمي. ليس ما تتعرّض له سورية يستهدفها فحسب، بل يستهدف كلّ دول وقوى الممانعة والمقاومة، خصوصاً أنّ الأميركيين طلبوا من الرئيس بشار الأسد مراراً أن يفك تحالفه مع إيران ليأخد بعدها «ما يدهش العالم». وبحسب ما كان يقول الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، فإنّ «المثلث السني» (القاهرة – أنقرة والرياض) يجب أن يقف في وجه التمدّد الشيعي، وهنا يأتي اختراق دمشق، فالفرنسيون والأميركيون حاولوا كثيراً عبر إغراءات مذهلة لعب دور لإقناع الرئيس بشار الأسد بقطع العلاقة مع طهران والحدّ من العلاقة مع الروس، لكن كلّ هذه الدعوات مع كلّ ما رافقها من عروض وإغراءات لم تلقَ في سورية آذاناً صاغية، ولم يكن لها أي صدى على الإطلاق، لأنّ السياسة في سورية أرسيت على المبادئ والثوابت الوطنية والقومية، التي بيّنت كلّ التجارب والأحداث منذ نحو نصف قرن أنها سياسة لا يمكن أن تتغيّر، لا تحت الضغط والترهيب ولا بالعروض والإغراءات. وأمام ذلك، فإنّ إيران ووفق مصادر دبلوماسية، لن تألوَ جهداً لإيجاد حلّ للأزمة في سورية، ولن تسمح بفرض حلول أجنبية، وتؤكد على مبادرتها التي تقوم على الحوار بمشاركة كلّ الأطراف من المعارضة والموالاة وممثلي الحكومة (باستثناء المتورّطين بالإرهاب وبسفك الدم السوري) وبالتنسيق مع المبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي في كلّ المراحل، سواء في الحوار الذي يعقبه تأليف لجنة مصالحة وطنية وتمهيد الأرض من أجل إجراء انتخابات برلمانية، على ان يعقب الانتخابات تأليف حكومة انتقالية يكون من أولى وظائفها التمهيد لإجراء تعديلات دستورية يتفق عليها المتحاورون، والتحضير لإتمام الانتخابات الرئاسية في موعدها سنة 2014. وإذا كانت الولايات المتحدة تبعث برسائل سرية إلى إيران، للمساعدة في إيجاد حلّ للوضع السوري، فإن طهران تؤكد ما مفاده أنّ على أميركا أن تطلب ذلك في العلن، خصوصاً أنها تصرّح في الإعلام عبر خارجيّتها أنّ التحالف السوري ـ الإيراني هو أحد أبرز المسبّبات للأزمة في سورية. لقد شاركت إيران في محادثات لم تكن ثنائية مع الأميركيين للبحث في الوضع العراقي في العام 2010، إلا انها لم ولن تجلس ثنائياً إلى الأميركي الذي يطلب منها ذلك، فهي لا تثق بالنوايا الأميركية التفاوضية، فإيران اليوم قوية وتقف عثرة أمام النفوذ الأميركي الذي يبدأ من الشرق الأوسط ويمتدّ إلى حدود الصين، وتعتبر واشنطن أنّ العلاقة المتينة بين طهران وبكين والآخذة بالتصاعد والتنامي على كلّ المستويات السياسية والاقتصادية، تسمح بتوسّع النفوذ الصيني في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يُمثل تهديداً للمصالح الأميركية. اليوم، وعلى رغم المحاولات والمساعي الأميركية الحثيثة، وعلى رغم تأليبها مجموعة كبيرة من الدول الأوروبية والإقليمية والعربية ضدّ سورية، فإنّ الولايات المتحدة بدأت تتراجع عن شروطها التفاوضية لحلّ الأزمة السورية، وها هي تتخلى أولاً عن فكرة تنحّي الرئيس بشار الأسد، لأنّ مشروعها لم ينجح كما كان مخططاً له، ولأنّ سورية الدولة والقيادة والجيش والشعب استطاعت الصمود في وجه المؤامرة رغم هذا الحجم الكبير من التضحيات والخسائر. ويبقى الأكيد أنّ القمة الروسية ـ الأميركية المرتقبة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وباراك أوباما في شباط المقبل، ستكون المحطة المفصلية في إعادة ترتيب الأجندة، رغم الخشية المتزايدة من تصاعد الحركات الأصولية المتطرفة في سورية وفي المنطقة، وهو ما لا تريده الدول الكبرى، لا سيما أميركا التي عانت كثيراً من تجربتها السابقة مع تنظيم «القاعدة» الذي دعمته وقوّته ثمّ انقلب عليها وحاربها في عقر دارها. أما الروسي فهو لن يتخلى عن هذه المنطقة، وإذا كان انهيار الاتحاد السوفياتي قد أعاد روسيا 300 سنة الى الوراء، إلى عهد بطرس الأكبر، فإنّ سقوط سورية سيُعيد روسيا 1000 سنة الى الوراء، وهذا ما لن تسمح به روسيا إطلاقاً. |
مدونة هاني الضحية الأكبر للمؤامرة على سورية هم شعوب الخليج لدي تفسير جديد للمؤامرة الأميركية على سورية. هذا التفسير ليس جديدا بالكامل ولكن الجديد هو الطريقة التي سأصوغه بها. اليوم سمعت الخبر التالي: http://www.aleqt.com/2012/12/29/article_720733.html أقر مجلس الوزراء اليوم برئاسة خادم الحرمين الشريفين أكبر ميزانية في تاريخ المملكة فقدرت الإيرادات بـ 829 مليار ريال ومصروفات تقديرية 820 مليار ريال وفائض بلغ 9 مليار ريال. وأظهرت البيانات تسجيل فائض في ميزانية عام 2012 بحوالي 386 مليار ريال. وبلغت الايرادات 1239 مليار ريال والمصروفات 853 مليار ريال. واعتمدت الميزانية لقطاع التعليم 204 مليار ريال… مشايخ النفط في هذه السنوات يحققون أرباحا خرافية بسبب ارتفاع أسعار النفط عالميا، وأكثر من لديه فائض مالي هو شيخ قطر. نحن رأينا كيف أن شيخ قطر دفع 20 مليار دولار لمحمد مرسي لكي يشتري سياسته الخارجية. هذا مبلغ كبير وليس قليلا. ناهيك عن الأموال الطائلة التي أنفقها شيخ قطر لتدمير سورية، ولدعم الاقتصاد التركي، ولدعم اقتصاد دولة الحبشة، ولدعم الاقتصادات الأوروبية، ومؤخرا لدعم حماس مكافئة لها على خروجها من محور المقاومة. أنا غير ملم بكل ما أنفقه شيخ قطر، ولكنني أعلم أنه تقريبا لا توجد دولة حليفة لأميركا في العالم إلا وحصلت على أموال من شيخ قطر. مثلا دولة الحبشة حصلت على مساعدات سخية من شيخ قطر بسبب دورها في الصومال ومحاربتها للإسلاميين هناك. هذه المساعدة هي في الحقيقة مساعدة أميركية ولكن شيخ قطر هو مجرد واجهة. أيضا الأموال التي يدفعها شيخ قطر للإخوان المسلمين هي كلها في الحقيقة أموال أميركية مستترة في زي قطري. أظن أيضا أن شيخ قطر ينفق أموالا في جنوب شرق آسيا لدعم حلفاء أميركا هناك. من الصعب إحصاء كل الأموال التي يوزعها شيخ قطر يمنة ويسرة. هذه الأموال تتوزع على كل الإمبراطورية الأميركية بلا استثناء. دولة قطر هي ليست أكثر من مستعمرة أميركية، وشيخ قطر هو مجرد موظف لدى أميركا. هذه هي الحقيقة. صحيح أن الزمن الآن تغير وصارت هناك مظاهر خادعة، ولكن جوهر الأمور ما زال كما هو. نحن ما زلنا نعيش في عصر الإمبراطوريات الاستعمارية، ولكن الفرق بين الإمبراطورية الأميركية والإمبراطوريات السابقة لها (كالإمبرطورية البريطانية وغيرها) هو أن الإمبراطورية الأميركية تحرص كثيرا على التمويه والتضليل الإعلامي. هي إمبراطورية مستترة تحاول دائما أن تبقي نفسها في الخفاء والكواليس. لاحظوا في الحرب على سورية مثلا مدى حرص أميركا على إبقاء نفسها في المؤخرة. هي تدفع بأتباعها الأقزام كشيخ قطر إلى الواجهة، ولكن الحقيقة هي أن كل ما تقوم به قطر وفرنسا وتركيا هو بإيعاز أميركي مباشر. كل العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على سورية كانت بإيعاز أميركي، وكل ما قامت به الجامعة العربية تجاه سورية كان بإيعاز أميركي. حاليا نحن لدينا وضع متناقض: أميركا تعاني من أزمة مالية حادة المستعمرات الأميركية في الخليج تحقق فوائض مالية عالية أميركا (السيد) مأزوم ماليا، ومشايخ الخليج (الأتباع) يملكون فوائض مالية. من الطبيعي والحال كذلك أن يسعى السيد لامتصاص أكبر قدر ممكن من المال من أتباعه. ما هو أفضل مبرر إعلامي حاليا لامتصاص المال من مشايخ الخليج؟ أفضل مبرر هو موضوع “الديمقراطية” والربيع العربي. مشايخ الخليج لا يريدون ترك السلطة ولا إجراء إصلاحات، وقضية الديمقراطية هي أفضل قضية لابتزازهم وسحب المال منهم. مشايخ الخليج مذعورون من أن تضغط عليهم أميركا لتطبيق إصلاحات “ديمقراطية”، ولهذا السبب هم جاهزون لكي يقدموا لأميركا كل ما تريده من المال مقابل أن تسكت عنهم. شيخ قطر تطوع لتمويل الإمبراطورية الأميركية بالنيابة عن أميركا. أميركا الآن هي في وضع مأزوم ولا تستطيع إنفاق الكثير من المال على إمبراطوريتها مترامية الأطراف. هي بحاجة للأموال في عقر دارها ولا تملك الكثير من المال للإنفاق على مشاريعها الاستعمارية في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي إلخ. شيخ قطر تطوع لصيانة الإمبراطورية الأميركية لا بل وتوسيعها. هو ربح بذلك تقدير أميركا الكبير له ولنظامه، وبالتي صار يشعر بالحرية إلى درجة أنه حكم على شاعر بالسجن مدى الحياة بسبب قصيدة. هو لم يصدر هذا الحكم على الشاعر إلا لعلمه أن ما أنفقه من أموال طائلة على الإمبراطورية الأميركية سيوفر له الحصانة. نفس الأمر ينطبق على طغاة آل سعود الذين وصل الأمر بهم إلى احتلال البحرين بالغطاء الأميركي. هم لم يفعلوا هذا وغيره إلا لقاء ما قدموه من أموال طائلة لأميركا تحت عناوين صفقات السلاح وغيرها. تدمير سورية لا يخرج عن إطار هذه الصفقة بين أميركا ومشايخ الخليج. إعمار سورية هو أمر مكلف وبحاجة لعشرات مليارات الدولارات. من أين ستأتي هذه الأموال؟ الغرب مفلس ولن يدفع شيئا. المصدر الوحيد للمال هو مشايخ الخليج، وهم سبق أن أعلنوا استعدادهم لتمويل إعادة إعمار سورية. من الذي سيعيد إعمار سورية؟ هل هي الشركات الخليجية؟ لا طبعا. من سيعيد إعمار سورية هي أساسا الشركات الغربية. هذه الشركات ستحصل على عقود بعشرات مليارات الدولارات من المال الخليجي. تدمير سورية وإعادة إعمارها هو مجرد مبرر جديد لسحب المال من مشايخ الخليج بهدف دعم الاقتصادات الغربية. مشايخ الخليج يربحون من هذه الصفقة تثبيت أنظمتهم، والغرب يربح عقودا بعشرات مليارات الدولارات. بعد تدمير سورية ستأتي الشركات الغربية لكي تقبض المال الخليجي المنهوب، وشيوخ الخليج سيستمرون في أصدار أحكام الإعدام والسجن المؤبد على كل من يفتح فمه ضدهم من شعوبهم، أي أن الخاسر الأكبر في كل ما يجري هي الشعوب الخليجية التي ستخسر من ناحيتين: من ناحية هم يخسرون عائدات النفط (التي تعود ملكيتها نظريا لهم) ومن ناحية ثانية هم يخسرون أي أمل بالإصلاح والتغيير في بلدانهم، أي أن مصيبتهم مضاعفة وهي أكبر من مصيبة أي شعب آخر في العالم. هم ابتلوا بطغيان مزدوج من شيوخهم الفاسدين ومن المستعمر الأميركي اللص. |
http://www.almanar.com.lb/images/logo.png ما بعد الحراك السياسي حول سورية .. الحل أو الفوضى الشاملة ؟ احمد فرحات http://image.almanar.com.lb/edimg/20...nad-russia.jpg بالتوازي مع استعار المواجهة الميدانية في سورية، تنشط الدبلوماسية الدولية على خط موسكو، في مباحثات يبدو أنها الأخيرة، في ضوء تحذير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل أيام من تحول المشهد إلى فوضى شاملة في الشرق الأوسط، بحال فشلت المفاوضات. وأمام الثبات الذي أبداه الجيش السوري، وفشل المعارضة في نقل المعركة إلى دمشق وإبقاء سيطرتها على المناطق التي استولت عليها، اقتنع الغرب أن لا حل في سورية إلا بالمفاوضات، وعاد إلى المربع الأول، إلى مرجعية اتفاق جنيف. عودة الغرب والولايات المتحدة إلى اتفاق جنيف الموقع في حزيران / يونيو الماضي فسره مراقبون لموقع المنار على انه تراجع في خيارات هذا الغرب، الذي ذهب بعيداً في السعي إلى اسقاط الأسد، وضغط على المعارضة لعدم السير في خط الحوار مع الحكومة السورية، وقدم دعماً لوجستياً واستخباراتياً للمجموعات المسلحة .. دعماً يبدو أنه لم يثمر سوى ثباتا في الموقف الروسي، وإصراراً على الحل السلمي في سورية. وشكل ثبات الدبلوماسية الروسية التي انتزعت من الأوروبيين والأميركيين اتفاق جنيف، حائطاً قوياً بوجه أي تدخل عسكري في سورية، كانت تأمله المعارضة المسلحة والدول الخليجية وتركيا، كما ان رفض موسكو البحث في مستقبل الرئيس بشار الأسد، دفع بالطرف الآخر إلى إعادة ترتيب اوراقه، بعدما أيقن ان الأسد باق حتى نهاية ولايته على أقل تقدير، وأن سوريا عصية ولا يمكن كسرها، بحسب ما قال رئيس وزراء دولة خليجية تتصدر الهجمة على سورية. ومن جهة أخرى، لفت المراقب للشأن السوري الذي رفض الكشف عن إسمه إلى أن هذه الأزمة لم تعد حاضرة في أولويات الإدارة الأميركية، كما ان الرئيس الأميركي باراك اوباما سيعتمد في ولايته الجديدة سياسة أقل حدة من سابقتها، خصوصاً وان وزير الخارجية العتيد جون كيري هو من الأشخاص الموثوقين لدى روسيا، وتعول عليه في انجاح المفاوضات بشأن سورية. مصدر خاص لموقع المنار، أكد ان الإخراج النهائي للمفاوضات حول سورية تنتظر تشكيل الإدارة الأميركية، ورجح أن تكون هذه المفاوضات جزءاً من تسوية شاملة تبدأ بسورية ولا تنتهي بالملف النووي الإيراني. وأشار المصدر نفسه إلى أن الإبراهيمي زار دمشق موفداً غربياً، وساعياً إلى سبر غور القيادة السورية، لمعرفة مدى استعدادها لتقديم تنازلات، غير أن الإبراهيمي وبحسب المصدر، تفاجأ بصلابة موقف الرئيس بشار الأسد، الذي حمّل الإبراهيمي رسائل في اتجاهات شتى، اقلها بان الأسد لن يتخلى عن مسؤولياته وباقٍ حتى نهاية عهده في العام 2014، وسيترشح لولاية جديدة، والقرار الأخير للسوريين وليس لغيرهم. رسالة حملها الإبراهيمي وطار بها إلى موسكو، حيث سمع كلاماً مشابهاً من الوزير سيرغي لافروف، قائلاً إن “الأسد قد أكد أنه غير عازم على الرحيل وسيبقى في منصبه ليدافع عن مصالح سورية الوطنية ولا يمكن تغيير هذا الموقف”، وبالتالي على الغرب تغيير موقفه. وقبل الإبراهيمي، زار موسكو نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد حيث بحث مع المسؤولين الروس الجهود الهادفة إلى حل سلمي للازمة في بلاده، وفي نفس الوقت حطت طائرة مصرية حملت وزير الخارجية محمد عمرو، حيث ناقش هناك العلاقات الثنائية وطبعاً الأزمة السورية. وليس من الواضح ما ستؤول إليه نتائج تلك المفاوضات، غير أن الثابت هو أن جميع الاطراف باستثناء تلك الرافضة لمنطق الحوار، جدية في التوصل إلى حل للأزمة السورية، بعدما شكلت عبئاً على العواصم الغربية والعربية وبعض الإقليمية .. وباتت الأزمة السورية ترتد سلباً على تركيا وعلى الدول العربية ابرزها الأردن التي حذرت من تحول النزاع في سورية إلى حرب طائفية وعرقية. متابعون على إلمام بالمفاوضات، رأوا أنه قد يكون التحذير الروسي من فوضى شاملة، يدخل إلى إطار إرغام الاطراف على الجلوس حول طاولة الحوار، وليس استجداءاً، واللبيب من الإشارة يفهم. |
تقرير صحفي: الاسد: عندما اقرر دخول حرب حقيقية قد ننهي الامر خلال اسبوع واحد في سوريا
تقرير صحفي: الاسد: عندما اقرر دخول حرب حقيقية قد ننهي الامر خلال اسبوع واحد في سوريا تقرير صحيفة الأخبار الللبنانية / بيروت نشرت صحيفة الديار اللبنانية التقرير التالي: "سافر الاخضر الابراهيمي بعد زيارته دمشق واجتماعه بالرئيس بشار الاسد الى موسكو وكانت محادثاته معه الرئيس الاسد جيدة وهو اعلنها بوضوح شخصيا ان المفاوضات ايجابية، والايجابي فيها ان الرئيس الاسد وافق على التفاوض مع المعارضة وكل عناصر المعارضة بما فيهم الاخوان المسلمين. لكن الشرط كان ان التفاوض يجري دون شروط مسبقة، ذلك ان الرئيس الاسد شرح للابراهيمي ان المعارضة في السابق وضعت شروط لحصول التفاوض، اهمها حل حزب البعث، والغاء حالة الطوارىء في سوريا وشروط اخرى، وقام الرئيس الاسد بتنفيذ هذه المطالب رغبة منه بالاصلاح وبعدم الدخول في مشكلة كبرى. وشرح الاسد للاخضر الابراهيمي ان الاجهزة الامنية كانت تحذر من حوادث قد تحصل وانه كان حذر جدا ازاء التقارير التي تصله، لكن مع ذلك، قرر على عكس رغبة 500 الف بعثي في سوريا هم اعضاء لحزب البعث الغاء بند ان حزب البعث هو الحزب الحاكم، كذلك الغى بند ان يكون المرشح لرئاسة الدولة من حزب البعث، كذلك وضع نصاً في الدستور ان دين رئيس الدولة هو الاسلام، مع العلم ان سوريا بلد تعددي علماني، ولا يحق من الناحية الانسانية حرمان اي مواطن سوري من ان يترشح لرئاسة الجمهورية. وأعطاه مثلاً قال ان الولايات المتحدة اعظم دولة في العالم، يحق لأي كان الترشح لرئاسة الجمهورية، انما هنالك شرط وحيد، هو ان يكون قد وُلد في الولايات المتحدة. اما بالنسبة للوزراء وكل الشخصيات، يحق لهم استلام اي منصب دون ان يكونوا قد ولدوا في اميركا، وقال انا سعيت وتنازلت وقدمت اكثر من 4 شروط رئيسية: 1 – الغاء حالة الطوارىء في سوريا. 2- الغاء بند ان حزب البعث هو الحزب الحاكم، وهذا كان الاساس الدستوري لدستور سوريا التاريخي الذي تم وضعه بعد وصول البعثيين الى السلطة. 3- تم الاتفاق على ان يكون المرشحون لمجلس الشعب وللوزارات ولرئاسة الجمهورية وغيرها من غير حزب البعث، وليس للبعثيين اولوية. 4- طرحنا موضوع الانتخابات وطرحنا ان يأتي الرئيس كارتر وجاء وزار سوريا، لكن المعارضة قررت المقاطعة. هذا كلام الرئيس بشار الاسد للاخضر الابراهيمي، حمله ويضم اكثر من ذلك، ان سوريا مستعدة للجلوس على طاولة الحوار مع كل ممثلي الاحزاب بما فيهم الاخوان المسلمين. واذا كان الاخوان المسلمون يشكون من ان لديهم قتلى سقطوا بنيران الجيش السوري، فان الجيش السوري خسر الآلاف نتيجة القتال مع الاخوان المسلمين واغتيالهم لقادة الجيش السوري تباعاً. ومع ذلك، ولان المطلوب الحل في سوريا، فهو سيصدر مرسوماً استثنائياً يلغي فيه ان من اطلق النار على الجيش السوري وقتل منه، سيكون مُعفى ويتم الافراج عنه. حمل هذه الافكار الاخضر الابراهيمي وفرح بها، ووصل الى موسكو، وكان الرئيس بشار الاسد ارسل رسالة مع مساعد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى موسكو، يبلغهم فيه كل ما دار من حوار مع الاخضر الابراهيمي، من منطلقين: 1- ان روسيا وسوريا هم جبهة واحدة وروسيا داعمة لسوريا وبالتالي فان سوريا تطلع روسيا تفصيليا على الخطوات التي اتخذتها. 2- ان الرئيس بشار الاسد المستعد للحوار يملك معلومات عن تحركات عسكرية للمسلحين المعارضين للاطاحة بالحكم، وحمّلها لفيصل المقداد كي يسلمها للرئيس الروسي او لمساعديه لافروف او غيرهم، كي تكون روسيا على اضطلاع على الامور. محادثات الابراهيمي والمقداد في موسكو في موسكو فتح الحديث مساعد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مع المسؤولين في روسيا الاتحادية، وابلغهم ما جرى بين الرئيس بشار الاسد والاخضر الابراهيمي، ثم اطلعه على التقارير عن تهريب السلاح الى سوريا، من قبل المسلحين المعارضين. وقال لهم هل يعقل ان هذه الجماعة تسعى الى اتفاق مع النظام وهي تقوم باستيراد السلاح؟ بعد اجتماع فيصل المقداد كانت محادثات للاخضر الابراهيمي مع لافروف وزير خارجية روسيا، فأكد مجدداً وزير خارجية روسيا على الاتفاق الذي تم في جنيف، معتبراً ان كل القرارات التي تظهر هنا وهناك لا قيمة لها، بل القيمة الاولى هي لمؤتمر جنيف الذي حضرته الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن وقررت السير بالحل السياسي. وان مؤتمر جنيف هو الاساس لمؤتمر الاخضر الابراهيمي وعليه ان ينطلق من الاتفاق التي توافق عليه الجميع في مؤتمر جنيف. واكد لافروف للاخضر الابراهيمي انه سيتشاور مع وزير خارجية فرنسا وبريطانيا واميركا من اجل السعي بالدفع باتجاه الاسراع بعقد مؤتمر والمفاوضات بحل سياسي بشأن سوريا بأقصى سرعة، كما انه تلقى تقريراً عن عمليات تسليح للثوار في سوريا، وان جهاز المخابرات الروسي يتابع الامر وانه كوزير للخارجية لا يتدخل بالتفاصيل، ولكن معلومات الاجهزة يتم استخلاصها ورفعها الى القيادة الروسية وعلى هذا الاساس تبني مواقفها. المعلومات في موسكو تقول ان الصراع بات واضحا بين روسيا الاتحادية والصين وايران وسوريا من جهة وبين حلف الناتو الذي يضم اميركا واوروبا الشرقية واوروبا ودول الخليج يهدفون الى اطالة أمد الازمة حتى انهيار الوضع السوري اقتصادياً وشعبياً. وتكون العقوبات الاقتصادية قد فعلت فعلها في سوريا. الخلاصة ان الاخضر الابراهيمي اتفق مع وزير خارجية روسيا اولا على حدود روسيا المؤتمر الدولي، ثانيا على الالتزام بالحل السياسي، ثالثاً على استبعاد اي تحرك عسكري من اية دولة، حتى ان الرئيس بوتين ابلغ الرئيس اردوغان ان امداد المسلحين في سوريا بالاسلحة عبر تركيا هو عمل عدائي تعتبره روسيا مثل اشهار حرب من دولة على دولة وان تركيا تشنّ حرب على سوريا، عبر المسلحين اللاجئين اليها وتزويدهم بالاسلحة من دول الخليج.فيما من المفروض ان تستقبل تركيا اللاجئين لحين انتهاء الصراع الداخلي، بدل اذكاء او تقوية نار الفتنة داخل سوريا. وجهة نظر الاخضر الابراهيمي، قد تكون اوروبا باريس وبريطانيا ثم نيويورك، وعلى اثر التفاوض مع الدول الخمس الدائمة العضوية، سيتقرر مكان وآلية الاجتماعات اذا وافقت عليها كل الاطراف. وفي الوقت الذي وافقت فيه سوريا على التفاوض، رفض الائتلاف السوري المعارض برئاسة معاز الخطيب، التفاوض مع النظام السوري، مصرّاً على سقوط الرئيس بشار الاسد قبل أي حوار. وقد استاء الاخضر الابراهيمي من تصريح رئيس الائتلاف السوري المعارض، واعتبره انه ضربة لجهوده الدبلوماسية التي يقوم بها الاخضر الابراهيمي، لان الابراهيمي بات مقتنع بأن المعارضة السورية لا تريد المشاركة في الحكم في سوريا مع الرئيس بشار الاسد، بل تريد ان تستفرد بالحكم في سوريا، وتريد الغاء نهائي لقيادة الرئيس بشار الاسد، والغاء نهائي لوجود البعث، والغاء نهائي لقادة حزب البعث في سوريا. وقدمت سوريا مع فيصل المقداد تقريراً الذي سبق فيه اجتماع لافروف والاخضر الابراهيمي حيث جاء في الملف ان المعارضة تطلب المطالب، وعندما تحصل عليها تطلب اكثر، ولا سقف موضوع لمطالبهم الا الغاء النظام كله. فهل الدول تريد الغاء النظام السوري كما هو حالياً بشكل نهائي، ام تريد حلاً دولياً، واذا كانت تريد حلاً شاملاً فكيف يمكن تفسير ان الائتلاف المعارض الذي يتلقى الاموال من السعودية وقطر وهو تحت اشراف اميركا وحلف الناتو يرفض التفاوض فيما هذه الدول وافقت في مؤتمر جنيف على مبدأ التفاوض. وان مطالب المعارضة السورية هي "خذ وطالب" الى الانتهاء نهائياً من الوضع. على كل حال مهمة الاخضر الابراهيمي انتهت بعد اجتماعه مع وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا واميركا وما هو موقفهم من معارضة الائتلاف السوري المعارض. وبات لدى القيادة السورية الامنية والسياسية معلومات وتحليلات ان الاخوان المسلمين يديرون كل ما اسمه مجلس وطني وائتلاف معارض، لكنهم يضعون في الواجهة شخصيات لا ترتكز الى القاعدة، وانهم لا يريدون الحل الا بالغاء النظام البعثي كلياً، وتطبيق مبدأ اجتزاز البعث كما حصل في العراق بعد اسقاط صدام حسين. هذا وعلمت "الديار" ان عناصر حزب البعث باتوا في وضع متوتر ويشعرون ان انجازات تاريخية في سوريا يأتي من يحاسبهم عليها، فيما حزب البعث والرئيس الراحل حافظ الاسد والرئيس بشار الاسد وضعوا سوريا في اعلى المراتب، وان الشخصيات المعارضة التي تطالب بتغيير النظام كله لم تناضل في اي مكان من العالم. كذلك طالبت وحدات بعثية حزبية اجتماعاً طارئاً مع الرئيس بشار الاسد، واجتمع مع قادتهم، وابلغوه المرارة التي يعيشونها في اجواء سوريا التي اعطوها دمهم وحياتهم، وتصوير الامور بأن البعثيين وحزب البعث هم المشكلة، فيما قالوا نحن من ضحّى وقدم لسوريا كل الجهود كي تكون قوية في الحرب مع اسرائيل وفي دعم المقاومة وفي ترسيخ الخط القومي العربي. وطالبوا الرئيس بشار الاسد بتسليح 575 بعثي منتشرون في سوريا، ذلك ان الاخوان المسلمين يقومون باغتيال عناصر من البعث في القرى والمناطق بينما البعثيون ليس معهم اسلحة وغير مسلحين ويتعرضون للاغتيال وللقتل. ولذلك فهم يطالبون بتسليح البعثيين في سوريا، وعندها لا تكون الحرب بين الجيش السوري والاخوان المسلمين، بل تكون الحرب بين البعثيين والاخوان المسلمين، ونحن قادرون، كما قالوا، يا سيادة الرئيس بشار الاسد، سلمنا اسلحة فردية مع وحدات نيران، ونحن قادرون على منع السيارات الملغومة وعلى احباط كل حركة الاخوان المسلمين واننا نعرفهم في كل قرية ونعرفهم في كل المناطق وسنشنّ حربا لا هوادة فيها ضدهم، لاننا نحن نعتبرهم اعداء الوطن، وهم من ساروا في ركاب كامب دايفيد وتآمروا على البلد مع صدام حسين ومع ياسر عرفات ومع الملك حسين ومع بريطانيا واميركا ضدنا، ولذلك فان الجو الذي نعيشه حالياً هو اتهامنا كأننا نحن البعثيين من قام بتخريب البلاد بدل بنائه، وان الذي يبني هم الاخوان المسلمون، وطلبنا الوحيد طالما ان الاخوان المسلمين والمعارضين هم مسلحون بكل انواع الاسلحة، عن طريق تركيا وغير دول ان يتم تسليح البعثيين ونحن كفيلين بتجميد الاخوان المسلمين تجميداً نهائياً. وسيرون كيف يقاتل البعثي وكيف ينزل الى الشارع، وكيف يذهب الى كل مناطق الريف في محافظات سوريا، وطالبوا بالبداية من دمشق بتسليم فرع البعث لمدينة دمشق مسؤولية الامن، وهم مستعدون لحفظ الامن في دمشق 100%. فردّ عليهم الرئيس بشار الاسد ان هذا الموضوع ليس قانوني، ولا يدخل في اطار الدولة تسليح حزب ليقاتل حزب آخر، بل هو واجب الدولة، وأنا افهم شعوركم ومرارتكم، لكني لا استطيع تسليحهم، لان المسؤول عن حماية الامن هو الجيش العربي السوري والشرطة السورية. أين نحن الان، نحن نسير باتفاق حل سياسي على اساس مؤتمر جنيف، وعندما ينهي الاخضر الابراهيمي اجتماعه في باريس ولندن وواشنطن، سيجتمع مجلس الامن ويقرر الحل السياسي، وعندها يظهر من يرفض ومن يوافق. فاذا كانت لعبة حلف الناتو اسقاط نظام سوريا وربح الوقت، وتضييع جهود حتى اضعاف سوريا اكثر وأكثر لانهاكها كدولة، فان سوريا والرئيس بشار الاسد لن ينتظروا كثيرا ليبدأوا بحسم الوضع عسكريا بصورة جدية اقوى. على صعيد الوضع السياسي والميداني، تبدو القيادة السورية مرتاحة الى الوضع نسبياً، مع ان الحوادث كثيرة في سوريا. لكن كما ذكرنا بالامس، فان حرب الجبهات انتهت، وبدأت الان حرب الحوادث. والرئيس الدكتور بشار الاسد اوصل رسائل الى اميركا وفرنسا وبريطانيا مع الاخضر الابراهيمي واضحة بأنه التزم اتفاق جنيف، كما اقرته فرنسا وبريطانيا واميركا، وابلغ الاخضر الابراهيمي الموافقة على الحضور والموافقة على عدم استبعاد اي طرف، في حين كان هنالك فيتو سوري على الاخوان المسلمين، لكن الان تبلغ الاخضر الابراهيمي التفاوض مع كل الاطراف. مقابل ذلك، قام معاز الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض برفض التفاوض حسب اتفاقية جنيف او غيرها وان التفاوض لن يحصل قبل اسقاط الرئيس بشار الاسد. لذلك، فانه بعد فترة الاعياد ستتوضح الصورة اكثر واكثر بالنسبة لموقف الدول لان سوريا اعتبرت نفسها ربحت ديبلوماسيا، وان الائتلاف المعارض السوري هو في مأزق. وعلمت "الديار" على الصعيد الميداني، خاصة بعد انتهاء حرب الجبهات وبدء حرب الحوادث ، ان الجيش السوري النظامي سيبدأ باقامة حواجز على الطرقات كثيرة في سوريا، والتفتيش عن المسلحين وتوجيه ضربات قاسية لهم، اينما وجدوا. وستبدأ مرحلة عسكرية حاسمة على صعيد اقتلاع جذور الارهاب. وتعتبر القيادة السورية انها استوعبت مرحلة التظاهر السلمي في البداية الذي كاد يتحول الى حرب سيطرة على المدن وشلّ حركة البلاد تحت عنوان التظاهر، فاستوعبت هذا الامر. ثم انها اىستوعبت في المرحلة الثانية قيام جبهات كبرى ومحاولة المسلحين المعارضين اقامة مناطق آمنة وعازلة لهم، تجعلهم ينطلقون من ارض امنة للهجوم على القوات النظامية واستوعبت القيادة السورية هذا الامر بأن منعت المعارضة من السيطرة على اي منطقة حتى اخر شبر من الحدود مع تركيا. اما الان فستكون مهمة الامن هي الدور الاساسي في سوريا حيث الجيش سيكون في وضع المساند والداعم ولكن المخابرات بكل انواعها ستعمل على ملاحقة لوائح الذين قاموا باعمال في سوريا مخلّة للامن وقتلوا جنود سوريين وينتسبون الى احزاب متطرفة. وقد اجرت القيادة السورية مكننة او تحويل كل المعلومات الى جهاز الكتروني يوزع المعلومات على اجهزة كمبيوتر تابعة لحواجز الجيش السوري في كل سوريا، بشكل ان اي اسم على الحواجز لا يتم السؤال الى اين انت ذاهب، بل يتم اخذ الاسماء وعرضها على الكمبيوتر ومنها يظهر ما اذا كان عليه شيء او ليس مرتكب ولاشيء. وبالتالي، فان مكافحة الارهاب ستكون مدعومة بتقنية تتعلق بتاريخ الشخص واقربائه ومحيطه وكل حركته. وهذه المرحلة الثالثة ستكون شديدة القساوة وستكون شاملة مدينة وراء مدينة بعدما تم ضرب المسلحين بقوة الغت الجبهات معهم، لكن الان بدأ دور الامن. مع العلم ان الجيش السوري والامن لن يتوقفوا عن ممارسة اعمالهم اثناء المفاوضات طالما ان هنالك مسلح واحد في سوريا يقف ضد النظام. وفق مصدر مطلع في دمشق فانه قال لـ"الديار" ان سوريا جادة في التفاوض لكن الامر تضييع للوقت، وخطة حلف الناتو لاسقاط النظام السوري فشلت. وانهم خططوا منذ سنة 2003 ضد سوريا والان ينفذون الجزء التابع لسوريا، بعدما نفذوا خططهم في الدول العربية كلها. ولذلك فان سوريا وقرارات الرئيس الاسد الشجاعة، هي ضمانة لكسر شوكة المؤامرة ضد سوريا. وقال المسؤول أمام مندوب "الديار" ان الرئيس بشار الاسد صلب جدا وشجاع الى اقصى الحدود، وعندما تم ابلاغه عن زيارة كولين باول لدمشق قابل كولين باول فاروق الشرع ونقل الانذار الذي وجّهته اميركا لسوريا، فقرأ الورقة الرئيس بشار الاسد وردّ الورقة لنائب الرئيس فاروق الشرع. كذلك فان قادة الفرق السورية عندما رأوا كثافة الطيران من الجيش الاميركي في العراق، والاخبار الآتية من العراق اصابهم رعب معين، فيما بقي الرئيس بشار الاسد على صداقته وشريعته. واليوم، يتصرف الرئيس بشار الاسد بقوة اكثر من السابق، ويقول قد استوعبنا المؤامرة علينا، وكان لدينا ثغرات مسؤول عنها اشخاص محددين سيتم محاسبتهم على اهمالهم، وستتم تشكيلات في الجيش السوري عامة بشكل يأخذ صاحب الكفاءة والمبادرة دوراً. وان الترهّل الذي حصل في الجيش السوري بعد 2005 قد تم اقتلاعه من جذوره والجيش السوري مستعد وفق الرئيس الاسد لخوض معركة مع اي دولة تريد الهجوم على سوريا. وصحيح ان سوريا لم تستعمل صواريخ سكود الا انها مستعدة لاستعمال هذه الاسلحة بأوامر من الرئيس بشار الاسد ضد اي بلد، ولكن ليس ضد الداخل كما يصرحون، بل ضد اي بلد يعتدي على سوريا، وان اسرائيل اذا اعتدت على سوريا، ستجد الاف الصواريخ تهطل على مدى فلسطين المحتلة. واضاف المسؤول ان الدول الكبرى تعرف عقلية الرئيس بشار الاسد وكيف يأخذ القرارات بصلابة قوية ولا يردّ على أحد، لذلك توقفت دول حلف الناتو عن تسليح المعارضة في سوريا لان الامر كان سيؤدّي الى حرب اقليمية في المنطقة. ويسخر الرئيس بشار الاسد من الحديث عن سفره الى الخارج، ويقول لا يعرفون اني مقاتل من الطراز الاول، واني ساقاتل في سوريا ولكن الامر لا يحتاج الى قتال لان قدرتنا العسكرية هي اكبر بكثير من قدرة كل المؤامرة المحاكة على سوريا، ولم تمضِ اشهر الا ونكون انهينا الامور سواء عبر مؤتمر جنيف او من دون مؤتمر جنيف، فالامر في سوريا سينتهي خلال 6 اشهر ويكون الجيش السوري والامن السوري مسيطرا على الاوضاع، مع اصلاحات نعلنها نحن ولا يفرضها احد علينا. وعلمت "الديار" ان الرئيس الجزائري اتصل بالرئيس الاسد، كذلك جرى اتصال بين الرئيس المصري والرئيس الاسد، كذلك جرى اتصال بين الرئيس السوداني عمر البشير والرئيس الاسد، اضافة الى ان الوضع السوري الداخلي متين، لكن الرئيس الاسد يقول انها حرب اعلامية وسطحية وعندما اقرر دخول حرب حقيقية قد ننهي الامر خلال اسبوع واحد في سوريا، لكن انا حريص على شعبي، وحريص على انقاذه من المؤامرة الذي قادوه اليها دون ان يدري. |
حيرة الابراهيمي بين صناديق الاقتراع وبنادق الناتو
حيرة الابراهيمي بين صناديق الاقتراع وبنادق الناتو محمد صادق الحسيني تكادالامور السرية التي يتم تداولها في الغرف المغلقة وما وراء الكواليس حول اقتراب العالم من عقد تسوية ما حول سورية تظهر الى العلن كلها مرة واحدة ولم يبق على هذا الحدث الذي سيهز عروشا ويهلك رؤساء وملوكا ويستخلف اخرين سوى اسابيع سيتحدد في نهايتها شكل هندسة العالم الجديد. لن ينفع الاخضر الابراهيمي هروبه الى الامام تماما، كما لن ينفع الادارة الامريكية وحلفاءها الاوربيين دسّ رأسهم في التراب كماتفعل النعامة، والاهم من ذلك لن ينفع اي حكومة عربية او اقليمية ممن بذلت الغالي والنفيس من اجل اسقاط الدور السوري المقاوم المكابرة وعدم الاذعان للهزيمة علىاسوار دمشق. حتى التلاعب بالالفاظ او تدوير الزوايا او القفز فوق الوقائع الميدانية بصياغات بلاغية مرة باسم المرحلة الانتقالية ومرة باسم الانتقال السلمي للسلطة لم يعد ينفع معسكر المتوافقين على اسقاط الرئيس بشار الاسد، واخراج الدولة السورية من محور المقاومة بعدما ذاب الثلج وبان المرج وفشلت خطة الدفع بسورية الى الهرج والمرج. واضحة باتت معالم الحل السياسي كوضوح الشمس في رابعة النهار، كمااصبحت التسوية السياسية امرا لا بدّ منه بعد ان سقط خيار الحرب والقوة المسلحة معا،اي لا تدخل اجنبي بقي ممكنا ولا تجنيد مئات الالاف من اتباع القاعدة والتكفيريين والمرتزقة وتجار الحروب بات يمكن الرهان عليه لاخراج بشار الاسد من المسرح السياسي او المشهد الدمشقي الشهير وهو المشهد الذي جمعه يوما مع الرئيس احمدي نجاد وسيدالمقاومة ليغيظ به الغرب وادواته ويخرجهم عن طورهم . نعم قد يستمر ذبح المدنيين بالسواطير والمناشير ونهب مخازن الدولة السورية من المواد الاولية وتفكيك البنى التحتية ونقلها الى دول مجاورة وبيعها بالمزاد وعمليات التفجير والقتل الجماعي بالمفخخات لاسابيع، بل وحتى لاشهر اخرى لكنها من الان فصاعدا لن تكون الا في محاولةلتحسين وضع المتفاوضين من معسكر اعداء سورية عندما سيجلسون قريبا مكرهين للتفاوض معالرئيس الشرعي بشار الاسد ممثلا للدولة السورية والدور السوري الذي قرر اصدقاؤه واصدقاء الشعب السوري الحقيقيون منع شطبه او تجاوزه ولو بلغ ما بلغ. طهران وموسكو ومعهما جمع من الدول والقوى الاقليمية والدولية الحرة والتي تملك قرارامستقلا عن الارادتين الامريكية والصهيونية يدعون الى وقف التحريض على العنف المسلح وتدفق المال النفطي والمسلحين والمرتزقة القاعديين والتكفيريين الى سورية والبدء فورا بحوار غير مشروط بين قوى المعارضة والسلطات هناك من اجل ايجاد صيغة محلية وطنية يقررها الشعب السوري باعتباره صاحب القرار الوحيد باختيار نوع نظامه السياسي وشكل الاصلاحات ونوع التغيير المرتقب وكذا اسم الرئيس. هذه المعادلة التي تبلورت باسم المبادرة الايرانية للحل والتي تم عرضها على المجتمع الدولي وعلى طرفي الاختلاف او الصراع المحلي السوري باتت هي المسطرة التي يقيس عليها الاخضرالابراهيمي خطواته طوعا او كرها، ولا تبديل لسنن التغيير على الارض السورية الا بأيد سورية بعدما كتبت هذه المعادلة بدم شهداء الجيش والشعب السوري الحر. اما من يعارض هذه المعادلة او يخافها ويتهرب من الحوار على اساسها فانه هو العدو الحقيقي للشعب السوري والذي يريد التضحية به في سوق النخاسة الدولية وتجاوز ارادته لانه يخبئ في الواقع مشروعا للتغيير لا يمت الى صناديق الاقتراع والديمقراطية التي يتشدق بها بأية صلة. نقول ذلك ببساطة شديدة لان من يضع الشروط على الحوار و يتهرب منه هو من يخاف العملية الديمقراطية ونتائج صناديق الاقتراع ، والا لو كان متأكدا منحاله ومن شعبيته ومحبوبيته فلماذا تراه غير مطمئن لاي سباق انتخابي رئاسي يشترك فيه المواطن السوري بشار الاسد كمرشح رئاسي مثله مثل اي مواطن سوري، وكل المبادراتالمطروحة للحل تتحدث صراحة عن اشراف دولي محكم على هذه الانتخابات ؟ الداعون الى الحوار غير المشروط وبحضور الجميع دون استثناء احد، بالمقابل يقولون بان من هومتأكد من شعبيته ومحبوبيته وخياره السياسي هو من ينبغي ان يقف بكل ما اوتي من قوة بوجه الهرج والمرج المنظم والممنهج لاحراق الكتل الجماهيرية بكتل من النار والدمارواغراق البلاد بسيول من الطوفان، وبالتالي من يريد عسكرة الفضاء السوري انما يريد للشعب السوري ان يتحول الى مجرد حطب في معركة وصوله الى السلطة ووقود لحرقها مقدمةلاخراج الكتل الجماهيرية من الجانبين من اللعبة، حتى يتيسر امر وصوله للسلطة بديلا للسلطة الراهن بأي ثمن كان، حتى لو كان على رافعة بنادق المرتزقة والقاعدة اومدافع الناتو. نعم هذا ما سيكون عليه المصير الحقيقي للناس باكثرياتها واقلياتها الديمقراطية او غير الديمقراطية ما دام الاحتكام للعسكر لاسيما ذلك العسكر المرتبط مصيره بأموال البترو دولار وسياسات الناتو. ان تكون ديمقراطيا واصلاحيا وتغييريا حقيقيا اليوم يعني اخراج دور البندقية و الذبح بالسكين والساطور على خلفيات مذهبية او طائفية، وكذلك اخراج العامل الخارجي العسكريتاري من دائرة التأثير علىقراراتك الفردية والجمعية. والا ما معنى ان تقرر ما تسمى بجبهة النصرة القاعدية طرد الجميع من ميادين القتال وتفرض نفسها قائدة لكل اشكال المعارضة بعد ان غيبت الناس من ساحات المظاهرات السلمية التغييرية وهي التي باتت مصنفة ارهابية دوليا؟! الا يعني هذا بأن ثمة قرارا دوليا مخادعا يريد اخراج الجميع من دائرة الفعل والتغيير السلمي الحقيقي وفرض اجندة تمزيق الدولة السورية واشعال حرب داخلية تمزيقية تفتيتية تفضي الى اخراج سورية ودورها التاريخي من خارطة المشرق العربي الاسلامي خدمة للعدو الصهيوني الذي يلعب دورا بمثابة رأس الحربة للمشروع الامبريالي الامريكي المعادي لكل تغيير حقيقي يحفظ لسورية دورها المقاوم ولا يريد للعرب والمسلمين سوى التقاتل والاحتراب حتى ينجو هو من المصير الاسود الذي ينتظره فيما لو توحدنا ورفضنا الاحتراب واللجوء الى تصفية بعضنا بعضا. نعم بين صناديق الاقتراع التي ندعو لها وبين بنادق الناتو التي يتكئون عليها تعيش سورية اسابيعها او اشهرها الاكثر قسوة قبل ان تجبر الغرب ومن يراهن عليه على الاذعان لانتصار ارادة الشعب السوري العظيم وخياراته السلمية، نعم ولكن المقاومة والتحررية والمستقلة، الأمر الذي تيقن منه الاخضر الابراهيمي على ما يبدو و يتردد في الاعلان عنه مكتفيا بالتحذير من جهنم، بانتظار اذعان الامريكيين بنهاية عصر الحروب بالأصالة كما بالوكالة. |
لورنس التركي.. أو «سانتا»
تحيرك الصورة في نهاية هذا العام. كأنه «لورنس العرب» بنسخة تركية للالفية الثالثة. «الكوفية والعقال» عربية تشابه ما كان يرتديه توماس ادوارد لورنس، لكن سحنة اردوغان مشرقية، واللهجة مثلها ومطعمة بكلمات عربية، مثلما كان يتحدث لورنس بلهجة حلبية. وبينما كان لورنس البريطاني يستخدم الكوفية والعقال، لتغطية انتمائه الى جهاز الاستخبارات البريطانية، وهو يصول ويجول باسم «الثورة العربية الكبرى»، مبشرا ومخططا وفاتحا وغازيا، فان «لورنس التركي» يرتديها في اطلالته هذه كخطوة دعائية وسياسية. في اجواء الاعياد هذه، تصلح لقطة اردوغان هذه لخلق صورة «سانتا كلوز». في زيارته الى مخيم أكاكالي للنازحين السوريين، وهو يتجول بين العائلات المنكوبة، ويداعب الاطفال ويحملهم بين ذراعيه، ويقول: «كل مخاض مؤلم، وسوريا تستعد الآن لمخاض». بدا كأنه تلك الشخصية الاسطورية بردائها الاحمر المميز التي تحقق احلام الاطفال وامنياتهم. لكن سياسات الدول ومصالحها، لا تتحقق بظرافة «بابا نويل»، ولا هداياه ، وان كانت ضرورية في اطارالحروب النفسية الناعمة بابراز محاسنك، وشيطنة «العدو»، وهو هنا النظام في دمشق. ومن المفارقات، انه بينما كان «لورنس العرب» يعمل لتحقيق مصالح التاج البريطاني في الحرب العالمية الاولى، ممتطيا الدماء العربية وتوجيهها ضد الحكم العثماني، فان اردوغان، المتهم بانه يتصرف باسم «العثمانية الجديدة» ويتلطى خلف سياسة «صفر مشكلات»، يقوم بالمهمة والادوار نفسها التي قام بها ذلك الضابط البريطاني قبل نحو 100 سنة، سعيا من اجل مصالح تركيا والغرب عموما. هكذا، مع نهاية العام، اختار اردوغان ان يظهر بحلة جديدة ليطل منها على مشهد الخيبة المستمر منذ نحو عامين في ما يتعلق بسياسته السورية. وفي مشهد الاسطورة، فان «بابا نويل» يعيش في القطب الشمالي مع زوجته السيدة كلوز، ويرافقه بعض الأقزام. في المخيم بالأمس، كان اردوغان بصحبة زوجته أمينة... ومعاذ الخطيب تقرير يكشف "أسرار مظاهرات الرمادي" // أردوغان في هستيريا بعد أبعاد ( أخوان سوريا) من التسوية السورية لن تنفع أردوغان الحالم بالإمبراطورية العثمانية أن يضع على رأسه عقال عربي " مزور" أو يضع على رأسه " طربوش" عثماني. ولن ينفعه جمع العملاء " المكَموعين" من الائتلاف التركي القطري عفوا " الائتلاف السوري" والذهاب بهم الى مخيمات السوريين الهاربين من بطش المرتزقة وخلايا الإرهاب التي مررها ودعمها أردوغان وقطر في سوريا. فأردوغان يعيش هستيريا حقيقية بعد اللطمة التي وجهتها له ( موسكو ودمشق وطهران) بإقصاء تنظيم (الإخوان المسلمين السوريين) من عملية التسوية في سوريا ،ومن المستقبل السوري تماما وبرضا أميركي بعد فضيحة الولايات المتحدة الأميركية بخداع تركي شارك فيه تنظيم الإخوان السوري، تلك الفضيحة التي "تطمطم" بها الإدارة الأميركية، ولا تريد خروجها للشعب الأميركي، وهي وصول ( 25 مليون دولار أميركي) نقدا وعدا الى جبهة النصرة الإرهابية، وهو المبلغ الذي تبرعت به الولايات المتحدة الى الائتلاف السوري، فأستلمه تنظيم الإخوان المسلمين بشهادة وتسهيل تركي، فأقتطع الإخوان نصفه لأعضاء التنظيم ،والقسم الباقي سلم الى جبهة النصرة الإرهابية من يد " طيفور" الأمين العام لتنظيم الإخوان السوري الى يد قادة جبهة النصرة الإرهابية..... وهذا ما أكده مسؤول سوري رفيع للقوة الثالثة ومقرب من ملف التسوية التي يعمل عليها الإبراهيمي، وعندما " فضيحة مكتومه بوجه أوباما وأردوغان" لا تقل أهمية عن فضيحة مقتل السفير الأميركي وفضيحة الجنرال بيترايوس !!! وأن تلك الفضيحة ، أضافة الى فضيحة مقتل السفير الأميركي في بنغازي هما السبب بسقوط وزير الخارجية الأميركية " هيلاري كلينتون" مغشيا عليها وأصابتها بالجلطة في المخ علما أن هناك تسريبات للاستخبارات الروسية تقول ( أن موضوع الجلطة مفبرك لتخرج هيلاري سالمة من الفضيحتين، وأن عملية خروجها من وزارة الخارجية ودون توديع وتسليم وبوقت مبكر بسبب هاتين الفضيحتين، وأن تصريحها بأنها لن تترشح للرئاسة عام 2016 كان بصفقة مع المحافظين والجمهوريين مقابل سد الفضيحتين) ليتخلص الجمهوريون مبكرا من منافس ديمقراطي قوي وهو هيلاري التي تحظى بشعبية واسعة. و أن مبلغ الـ 25 مليون الذي وصل لجبهة النصرة الإرهابية قد حصلت روسيا وسوريا على أوراق تحويل المبلغ كاملة، بحيث صارت ورقة مساومة بيد بوتن والأسد ضد أوباما، وأن من سرب وثائق التحويل هم موظفون كبار في البنوك التركية رافضين للحرب والتدخل التركي في سوريا، وقسما منهم من العلويين، وبالتالي أصبح أوباما وأردوغان ضعيفين أمام بوتن والأسد!. فلم يفد تصريحات أردوغان وأوغلو برفض التسوية التي قطع الإبراهيمي شوطا كبيرا فيها والتي تبقي الرئيس بشار الأسد حتى 7/7/2014 وله الحق في الترشيح أضافة لرفض الإخوان المسلمين نهائيا لأنهم شركاء في الإرهاب، كل هذا أصاب أردوغان بالجنون والهستيريا، وأصاب أوغلو بالخرس، وأن تلك الخطة " التسوية" أصبحت بحوزة الرئيس بوتن ليعرضها على الرئيس أوباما في فبراير عام 2013 أي أثناء القمة الأميركية – الروسية ليتم الشروع بتطبيقها. فراح أردوغان فجمع أعضاء الائتلاف السوري وزار المخيمات وأرتدى اللباس العربي في محاولة يائسه منه لتحريك الشعب السوري وصرح بأن الأسد لم يبقى... خوفا من تشرذم الائتلاف وضياع الإخوان المسلمين الذين يراهن عليهم باحتلال سوريا، وحتى قبل أيام دفع بسلاح أسرائيلي داخل حلب ليتهم الأسد بأنه على علاقة بأسرائيل وأنه أسرائيل تدعمه ولكن تلك الرواية فشلت أسوة برواية مخبز حلفايا بأن الأسد أرتكب مجزرة وأن أثناء التحقيق الدولي أعترف الأئتلاف السوري بأنه لا يوجد أصلا مخبز في تلك المنطقة ولكن الإرهابيون قتلوا الناس ووزعوا الخبز على جثثهم ليقولوا قتلوا وهم في الطابور من هنا أحتقرت واشنطن أردوغان والكثير من الأئتلاف السوري وخصوصا جناح الإخوان!. ولكن تصريحات وتحركات وفبركات أردوغان اصطدمت بتصريحات ( الإبراهيمي) في مجالسه الخاصة في الأردن ولبنان وفي سوريا وحتى في روسيا عندما قال ( التسوية اكتملت بنسبة 90% ولكن هناك أنظمة خليجية تحاول نسفها أو زيادة طلباتها وبالتنسيق مع تركيا لأسباب تتعلق بأمور شخصية بين أردوغان والأسد، وبين قادة السعودية والأسد، وبين قادة قطر والأسد، لأن تلك الشخصيات الخليجية أضافة لأردوغان محرجة جدا من بقاء الأسد وتعتبرها قضية شخصية وثأر ومبارزة مع الأسد.... ناهيك أن مصر فهمت دورها جيدا، وأعطت ظهرها للخليج في الموضوع السوري ونسقت دورها مع موسكو عندما شاهدت الإدارة الأميركية مع التسوية .وخيرا فعلت مصر التي أخذت على عاتقها التفاهم مع الرياض والدوحة وبيروت) وهي التسريبات التي حصلت عليها القوة الثالثة من سياسي لبناني رفيع ومقرب الى إيران وسوريا.فكانت تلك التحركات وتلك التسريبات صدمة عنيفة جدا لأردوغان وحت لدولة قطر!. أردوغان هدد الهاشمي وأمر النجيفي وقادة الحزب الإسلامي العراقي بالثورة ضد المالكي فالذي فعله أردوغان وأوغلو وفي محاولة يائسة أيضا هو محاولة أرباك الوضع في العراق كرد ضد إيران وسوريا، فراح فهدد طارق الهاشمي بأن يتحرك ويثبت أن له شعبية على الأرض في العراق ويبدأ بالثورة ضد المالكي، بحيث ونتيجة تلك الضغوط طار " هرب" الهاشمي الى الدوحة وأستقر بها وصار ديدنه الإسهال في التصريحات بأن الثورة قد بدأت في العراق وفتح غرفة عمليات من قطر مع وزير الخارجية السابق ناجي الحديثي المقرب من الضاري، وكذلك راحت أنقرة فهددت البرزاني وبعض القيادات السنية في القائمة العراقية وأولها ( آل النجيفي) بالتحرك على الأرض في العراق لحصار حكومة المالكي، وأسناد تنظيم الحزب الإسلامي " الإخوان" والأطراف السلفية راحت هي الأخرى ففزعت وعلى رأسها "هيئة علماء المسلمين" للشروع بالربيع العراقي والثورة العراقية حسب زعمهم، ومن دولة قطر فتح ( ناجي الحديثي) غرفة عمليات وبالتنسيق مع حارث الضاري ومثلما أسلفنا أضافة للهاشمي، وأخذ الحديثي ينسق مع سعد البزاز مالك قناة الشرقية و وجريدة الزمان وقنوات تلفزيونية أخرى وحضّر بعض المحللين البائيسن والذين عرفوا بزمن البعث وأول أيام الاحتلال ومن ثم هربوا للأردن والخليج ليروجوا بأن الثورة لم تتوقف حتى أسقاط المالكي والحكومة في محاولة أخيرة من أردوغان ليُحسّن من أوراقه ويضغط من خلال العراق على إيران وأمريكا ويحاول توسيع جبهة الإرهاب ليجعلها من سوريا حتى العراق لكي يجبر الإيرانيين والأمريكان والروس التفاهم مع أردوغان لإشراك الإخوان السوريين أو تعويض تركيا في العراق بالمشاركة مع إيران أو في رعاية كردستان والموصل. وفي محاولة من دولة قطر أيضا لإرباك المسرح من لبنان حتى الحدود السعودية من ضمنها العراق وأرسال رسالة لإيران ولروسيا بأنها قادرة على فعل شيء! لذا فالكرة في ملعب بغداد وتحديدا في ملعب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ليفشل مخطط أردوغان والزعامات السنية التي قبلت بأن يصبح عرابها أردوغان وأولها النجيفي في الموصل، والنجيفي في بغداد، وقادة الحزب الإسلامي، ورافع العيساوي، وأحمد العلواني، وقادة أخرين من العراقية. علما أن التقارير الواردة من تركيا تشير أن هناك شبه قطيعة بين أردوغان ووزير خارجيته أوغلو بحيث حمّل أردوغان أوغلو الفشل التركي في السياسة التركية، وهناك معلومات أن لا يستمر أوغلو في منصبه طويلا. ونتيجة ما تقدم فلقد جر منديله بتاريخ 31/12/2012 المرشد العام للإخوان المسلمين السوريين، رياض الشقفة وبدأ بالبكاء والنحيب والندم وعندما وجه اتهامًا للدول الغربية، بمحاولة استبعاد الإخوان من المعارضة السورية بكافة الأشكال. وقال الشقفة، فى معرض رده على أسئلة مراسل الأناضول في أنقرة، عقب كلمة له فى أحد المنتديات وقال أيضا بخصوص إدراج جبهة النصرة في لائحة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة، أكد الشقفة أن جبهة النصرة تحمى الشعب وتحارب النظام. وقال: "إدراجها من قبل أمريكا في لائحة الإرهاب أمر لا يعنيهم، بل إن الإخوان ينظرون إليهم على أنهم إخوة في السلاح، ويقومون بحماية الشعب السوري" وقال أيضا ( أن الدول الغربية استبعدت الإخوان من المعارضة السورية بكافة الأشكال). وهي القشة التي قصمت ظهر الشفقة والإخوان أضافة لأردوغان، أضافة للتمويل وكذلك قصمت ظهر أردوغان الذي انكشفت ألاعيبه في سوريا والمنطقة وأخيرا انكشفت لعبته في العراق عندما حاول نقل مخططه من سوريا نحو العراق. |
تشرين اون لاين المفكر الفرنسي ميسان: إدارة أوباما قرّرت التخلي عن المجموعات المسلحة في سورية http://swaidanews.com/site/thumbnail...article_medium عندما ستبدأ مفاوضات مع روسيا حول حل الأزمة في سورية على أساس بيان جنيف وإعلان نهاية اللعبة، ستتخلى الإدارة الأمريكية عن العصابات الإرهابية المسلحة التي تطلق على نفسها اسم «الجيش الحر».. هذا ما أكده المفكر الفرنسي تيري ميسان في مقال نشره على موقع «شبكة فولتير» على الإنترنت، موضحاً أن الولايات المتحدة قرّرت بوضوح طي الصفحة والتخلي عن (الجيش الحر)، فهي تعطيه تعليمات غبية بالمضي بعملياته المسلحة، مُذكراً بأن مجلس الاستخبارات القومي في واشنطن أعلن بسخرية أن (الجهاد الدولي) سيختفي قريباً. ورأى المفكر الفرنسي أن الحرب على سورية انتهت على الصعيد الاستراتيجي ولم تعد لدى المجموعات الإرهابية المسلحة المسماة (الجيش الحر) فرصة لتحقيق أي هدف رغم استمرار الأوروبيين بأعمالهم ضد القيادة في سورية وتحريضهم عليها، مشيراً إلى أن تدفق الأموال والأسلحة لمسلحي هذه المجموعات جف كما توقف الكثير من الدعم الدولي لأن النتائج لم تتحقق على أرض المعركة. وأوضح المفكر الفرنسي أن العد التنازلي لهذه الخطوة قد بدأ فعلياً، حيث ستمضي إدارة أوباما الجديدة بخطة السلام حول سورية حالما يصدق مجلس الشيوخ عليها، مشيراً إلى أنه من الناحية القانونية وعلى الرغم من نجاح الرئيس أوباما في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فإن إدارته القديمة ليست مؤهلة للتعامل مع المسائل الحالية ولا تستطيع أخذ أي مبادرة كبرى. وأشار ميسان إلى أنه على الصعيد السياسي لم يبد أوباما أي ردة فعل عندما أفشل بعض معاونيه تطبيق بيان جنيف في عز الحملة الانتخابية لكنه باشر بعد إعادة انتخابه بعملية تنظيف كبيرة، حيث سقط مهندس الحرب على سورية ديفيد بترايوس في الفخ المنصوب له واضطر إلى الاستقالة وكما كان متوقعاً أخضع أسياد حلف شمال الأطلسي والدرع المضاد للصواريخ المعيقان لأي اتفاق مع روسيا إلى التحقيق بتهمة الفساد بغية إسكاتهم، كما تم إخراج وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون من اللعبة ولكن الطريق المختارة لإبعادها كانت مفاجئة وتتمثل بحادث صحي خطير أدخلها في غيبوبة. وإذ رأى ميسان أن الأمور من ناحية الأمم المتحدة تقدمت كثيراً، فإنه أوضح أن الفرنسيين والبريطانيين مالوا إلى ما تريده الولايات المتحدة رغم معارضتهم لهذا الحل. وشدّد ميسان في ختام مقاله على وجوب طرح حلفاء الولايات المتحدة تساؤلاً حالياً فيما إذا كانت الصفقة الجديدة لا تعني التضحية بهم أيضاً. |
http://www.aljaml.com/sites/all/them...header_max.jpg خطر الباتريوت التركي يوحد بين إيران وسورية في الإعداد للحرب المتوقعة http://albadee.net/assets/ca7ba8bcb0...9b_598_355.jpg أجرى الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين مباحثات مع الدكتور علي أكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني تناولت تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وتطورات الأوضاع في سورية والمنطقة.وعبر الجانبان عن ارتياحهما للتطورات في العلاقات الثنائية في كل المجالات بما يخدم الشعبين والبلدين الصديقين. وعرض المقداد الأوضاع على الساحة السورية في ضوء العمليات النوعية التي تقوم بها القوات المسلحة في مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع سورية. من جانبه عبر صالحي عن الارتياح للإنجازات التي حققتها سورية في مواجهة الاستهداف الغربي الأمريكي والدفاع عن مصالح الشعب السوري مشيرا إلى الجهود التي تبذلها القيادة الإيرانية لمساعدة الشعب السوري على استعادة أمنه واستقراره. كما عقد نائب وزير الخارجية والمغتربين جلسة محادثات مع حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني تناولت سبل تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. حضر اللقاءين من الجانب السوري أحمد عرنوس معاون وزير الخارجية والمغتربين والدكتور عدنان محمود سفير سورية لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن الجانب الإيراني مدير إدارة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإيرانية وعدد من المعنيين في الوزارة. في سياق متصل، جدد رامين مهمانبرست المتحدث باسم الخارجية الإيرانية موقف بلاده الرافض لأي تدخل خارجي في سورية مؤكدا أن الطريق الوحيد لحل الأزمة في سورية هو الحل السلمى من خلال الحوار الوطني بين السوريين الذين هم من يقررون مصير بلادهم بأنفسهم بعيدا عن التدخل الأجنبى. وقال مهمانبرست في حديث لقناة المنار اليوم:"يمكن للشعب السوري أن يقوم بنفسه بتقرير مصيره عبر الانتخابات وأن تكون أصوات الشعب السوري والاكثرية الشعبية هي من تقرر مصير سورية ويجب الا نسمح للدول الاجنبية أن تتدخل في الشؤون السورية الداخلية وخاصة أننا نرفض أي تدخل عسكري غربي في سورية ويجب وقف التفكير في هذا الأمر". وأضاف مهمانبرست: "إن كل من ينادي ويطالب بالديمقراطية ويقول إن الشعب السوري مثل كل الشعوب يريد التوصل الى مطالبه المحقة يجب عليه أن يساعده ليثبت الاستقرار والأمن في سورية وعليه أن يوقف عمليات ارسال السلاح للارهابيين والعمل على وقف العنف والمساعدة في بدء الحوار وأن تتم الامور الاخرى بحسب ما يريد الشعب السوري". وشدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على ضرورة اتفاق جميع الأطراف على وقف العنف فى سورية لأن الخاسر الأكبر هو الشعب السوري داعيا كل من يقول ويدعى أنه يريد الحفاظ على أمن الشعب السوري أن يوقف العنف أولا كمقدمة للبدء بالحوار الوطني لحل الأزمة. وجدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية موقف بلاده الذى يؤكد بأن أفضل طريق لحل الازمة في سورية هو الحل السلمى لافتا إلى أن طهران قدمت مقترحاتها بهذا الشأن للعديد من الدول وتبحث معها هذه المقترحات. وردا على سؤال حول التصعيد العسكري في المنطقة بوصول أولى بطاريات صواريخ الباتريوت الأمريكية إلى تركيا.. أوضح مهمانبرست أن طهران نقلت الى تركيا وجهة نظرها العسكرية بهذا الخصوص وقال" إن ايران تعتبر نصب صواريخ الباتريوت في تركيا أمرا غير صحيح .. وعندما تقوم أمريكا والكيان الصهيوني بتهديد إيران عسكريا فمن الطبيعي أن القوى الدفاعية الإيرانية سترد بشكل قوي وهنا نعتقد أن الدول الغربية تقوم بوضع هذه المنظومات الصاروخية لتدافع عن الكيان الصهيوني في حال اعتدى على إيران وردت عليه". وأعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عن قلق بلاده ازاء نصب هذه المنظومات في تركيا لافتا إلى أن القلق الذي أبداه القادة العسكريون في ايران لانهم يعلمون بأن السيطرة على هذه الدرع الصاروخية من الباتريوت هي ليست بيد الاتراك بل بيد الناتو والغربيين ومن هنا نحن قلقون منها". وحول تصريحات وزارة الخارجية الإسرائيلية عن تأثر قوة الردع الإيرانية في المنطقة بسبب ما يحصل في سورية اعتبر مهمانبرست أن هذا الحديث من باب الحرب النفسية التي يصدرها الكيان الصهيوني ضد ايران مؤكدا أن لدى طهران قدرة واستراتيجية دفاعية كبيرة وهي لن تسمح لأي دولة معتدية مثل الكيان الصهيوني بمهاجمتها. وقال مهمانبرست "نحن الآن في أعلى مستويات الجاهزية العسكرية والدفاعية ولدينا قدرة للدفاع عن مصالحنا ونعتقد أن القدرة العسكرية الايرانية هي التي تقلل من احتمالات الحرب وهذه القدرة الدفاعية نضعها لأمن واستقرار المنطقة الذي نسعى لإيجاده لمصلحة جميع الدول". وأضاف "إن الدول الغربية والكيان الصهيوني وداعميه هم من يقومون بنشر عدم الاستقرار ويقومون بالتهديدات العسكرية دائما وهذه حرب نفسية لتوجيه الأنظار عن ضعف الكيان الصهيوني باتجاه مناطق أخرى". وكالات |
http://www.elnashra.com/themes/default/images/logo.png هل ستنخرط البحرية الروسية بالمعارك في سوريا؟ الأربعاء 09 كانون الثاني 2013 ناجي س. البستاني http://2.bp.blogspot.com/-5hzI7SGSHG...fa66c7c2fa.jpg في كل مرّة تحاول الدول الغربية، بقيادة أميركية وبدعم أوروبي وعربي كبير، تمرير مشروع ضدّ النظام السوري في مجلس الأمن، تتدخّل روسيا، مدعومة من الصين، عبر حق النقض Veto، لمنع إصدار أي قرار يتجاوز الإدانة الإعلاميّة. والموقف الروسي الصلب إلى جانب النظام السوري، لا يقتصر على منع إصدار قرارات تنفيذيّة ضد سوريا في الأمم المتحدة، بل يشمل عرقلة أي تدخّل عسكري محتمل أيضاً. وفي هذا السياق، ومنذ إندلاع الأحداث في سوريا في آذار 2011، تقوم روسيا بإرسال قطع بحريّة إلى قاعدتها البحرية في ميناء طرطوس. وفي الأيام القليلة الماضية، بلغ الحشد العسكري الروسي البحري مستوى غير مسبوق، حيث وُصف بأنّه أضخم إنتشار عسكري روسي إقليمياً منذ أربعة عقود! وفي هذا السياق، عزّزت موسكو حضورها، مستقدمة وحدات عسكرية من بحر البلطيق إلى البحر الأبيض المتوسّط، ومن بحر الشمال إلى خليج عدن وعمان. وأرسلت خصوصاً سفينتي إنزال من الحجم الكبير، بإسم Saratov، و Novocherkassk، إضافة إلى سفن إنزال أخرى أصغر حجماً، تحمل كلّها مجتمعة آلاف الوحدات العسكرية الروسية السريعة الحركة، إضافة إلى عشرات المدرّعات البرمائية. كما أرسلت روسيا، سفينتين هجوميّتين، هما:Kaliningrad و Alexander Shabalin، وسفينة Severomorsk المضادة للغوّاصات، وسفينة الصواريخ الموجّهة Yaroslav the Wise، وسفينة الإنقاذ SB-921، وناقلة النفط العسكرية Lena، وسفن إمداد ودوريّة ودعم متفرّقة، إلخ. فهل ستنخرط البحرية الروسية في منطقتنا بالمعارك؟ بداية لا بد من الإشارة إلى أنّه ليس صحيحاً أنّ مهمّة البحرية الروسية هي تأمين الإخلاء الآمن لنحو 30,000 روسي يتواجدون في سوريا، باعتبار أنّ خطط إجلاء هؤلاء موضوعة منذ مدّة، وهي تشمل النقل الجوّي عبر مطار دمشق. وفي حال تعذّر ذلك، توجد خطة بديلة تشمل النقل البرّي إلى شواطئ كل من طرطوس واللاذقية، ومنهما عبر عوّامات بحرية سريعة إلى قبرص، ومن الجزيرة القبرصية إلى موسكو عبر طائرات مدنيّة عادية. http://anbamoscow.com/images/37906/10/379061052.jpg وبالتالي إنّ الهدف من الإنتشار العسكري البحري في المنطقة هو: أولاً: توجيه رسالة إلى الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربيّة مفادها أنّ موسكو لن تقف على الحياد في حال وقوع أيّ تدخّل عسكري أجنبي ضد سوريا، أكان تدخّلاً برّياً عبر نشر وحدات قتالية في مناطق معيّنة من سوريا، أو جوياً عبر الغارات، أو حتى عبر فرض حظر جوي فوق مناطق محدّدة من سوريا. ثانياً: الوقوف بوجه الإنتشار العسكري الأميركي المتنامي في المنطقة، والذي يشمل نشر أسلحة أميركية متطوّرة في الدول الحليفة لواشنطن، وآخرها نصب منظومة الصواريخ الدفاعية Patriot في تركيا. ثالثاً: التشديد على جدّية موقف القيادة الروسية بالإحتفاظ بقاعدة طرطوس البحريّة، التي هي القاعدة العسكرية الروسية الأخيرة خارج الإتحاد السوفياتي السابق. وهي أيضاً القاعدة الوحيدة لها في الشرق الأوسط والتي تعمل كمحطة تعبئة وقود للسفن الروسية التي تتحرّك من البحر الأسود وإليه. http://www.al-sharq.com/NewsImages//...ec765b26ab.jpg رابعاً: التحضير لمناورات عسكرية كبرى محتملة في المنطقة، قد تشارك فيها سفن وقوات من كل من الصين وإيران وحتى سوريا. وهذه المناورات – في حال حصولها - ترمي إلى التأكيد أنّ هذه الدول الأربع هي في خندق واحد ضد أي هجوم أجنبي على سوريا. خامساً: وهو السبب الأهمّ، ويتمثّل بتأمين نقل آمن للأسلحة والذخائر إلى الجيش السوري، من دون المرور بأي مطار أجنبي، وكذلك من دون المرور فوق أجواء أي دولة، حليفة أكانت أم غير حليفة. وبالتالي، تأمين التسليح المناسب للنظام السوري في ظلّ تغطية عسكرية روسية مباشرة لا يمكن إعتراضها أو كشفها من قبل أي طرف. وفي مقابل الخطوات العسكرية الروسية المتصاعدة، من الضروري التذكير أنّ حجم القوات العسكرية الأميركيّة في مختلف القواعد في منطقة الشرق الأوسط وفي مياه الخليج والبحر الأبيض المتوسط، يُقدّر بما لا يقل عن خمسين ألف جندي من قوات البحرية Marines السريعة التدخّل. http://tishreen.news.sy/tishreen/pub...58172-w450.jpg في الخلاصة، لن تنخرط البحريّة الروسيّة في منطقتنا بالمعارك، لأنّ أيّ تدخّل عسكري غربي في الأحداث السورية لن يحصل في المستقبل القريب! فالمعركة على الساحة السورية ستبقى محصورة في الأشهر المقبلة بين الجيش السوري من جهة، و"الجيش السوري الحر" وكل الميليشيات المحلّية والمسلّحين الأجانب الذين يدعمونه من جهة ثانية. وبالتالي، لا تدخّل عسكري روسي مباشر في النزاع، طالما أن لا تدخّل عسكري مباشر من القوى المناهضة للنظام السوري. وحده التدخّل العسكري غير المباشر سيبقى يغذّي طرفي النزاع في سوريا، بشكل يكفل إستمرار المعارك في المدى المنظور، إلى حين تمكّن أحد الفريقين من إحداث تغيير ميداني حاسم، أو ربما إلى حين نضوج تسوية ما، ولو أنّ فرص هذه الأخيرة هي ضعيفة جداً، أقلّه حتى اليوم! |
هيكل: الموساد وراء أزمة سوريا والعرب رصدوا 15 مليار دولار اكد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل أن الكيان الاسرائيلي سعيد مما يحدث في سوريا ويتدخل في تلك الأزمة بمخابراته، والموساد موجود في كل مكان محيط بسورية، بل إنه موجود داخلها. القاهرة(وكالات) وأضاف الكاتب الصحفي، خلال برنامج "مصر أين ومصر إلى أين" الذي عرض على قناة "سي بي سي" الخميس، أن حقيقة الوضع هي أن سوريا يتم سلخها، وتعجب هيكل من بقاء النظام على الرغم من الحرب النفسية، وأكد أن الـ "بي بي سي" تشارك في هذه الحرب بنشرها أخبار مزعومة وغير مؤكدة عن الوضع السوري. واوضح هيكل، أن الأمل الحقيقي يكمن في المعارضة داخل سوريا وليس في المعارضة في الخارج. وأشار هيكل، إلى مطالبة قطر بتدخل عسكري عربي في سوريا، مؤكداً ان حجم التمويل العربي داخل سوريا منذ اندلاع الأحداث لا يقل عن 15 مليار دولار. وبرر هيكل هذا بأن الدول العربية لا تستطيع وحدها فرض حظر جوي على سوريا لذا استعانت "بمجلس الأمن". من جانب آخر، قال هيكل: "إن سبب موقف روسيا والصين من الثورة السورية هو أنهم استوعبوا الدرس الليبي، ولكن نحن لم نستوعب شيئاً حتى الآن". واضاف أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السابق توقع أن أحداث سوريا سوف تستغرق أسابيع، وذلك على الرغم من فهم فرنسا للوضع في سوريا، كما أن تخطيط الناتو بالنسبة لسوريا فيه خطأ كبير، وهو قياس ما جرى في مصر وتونس على الحالة السورية. وشرح هيكل أن الطريقة التي سقط بها النظام في مصر وتونس مختلفة تماماً عن الوضع في سوريا، فلها عُمق آخر من حيث المساحة وطبيعة النظام، فسوريا خليط جغرافي وحضاري مختلف له مقاييس خاصة. http://arabic.farsnews.com/news****.aspx?nn=9107134877 |
[IMG]https://store.globalresearch.ca/wp-*******/themes/sportpress_v1.0/sportpress/images/logo_store.png[/IMG] نهاية اللعبة السورية: مرحلة إستراتيجية في حرب البنتاغون السرية على إيران http://4.bp.blogspot.com/-IQMuB5JXvb...mroaya-big.jpg Mahdi Darius Nazem Raaya الجمل - مهدي داريوس ناظم رؤايا - ترجمة: مالك سلمان: منذ نشوب النزاع داخل سوريا في 2011, أدرك الأصدقاء والأعداء على حد سواء أن الأحداث في هذا البلد مرتبطة بلعبة مخططة تستهدف إيران, حليفَ سوريا رقم واحد. فقد كان فك ارتباط سوريا عن إيران وتفكيك "كتلة المقاومة" التي شكلتها دمشق وطهران أحدَ أهداف الميليشيات المعارضة للحكومة في سوريا والمدعومة من قوى أجنبية. فمن شأن مثل هذا الشرخ بين دمشق وطهران أن يغيرَ التوازنَ الاستراتيجي في الشرق الأوسط لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل. http://www.aljaml.com/files/upload/2-1081.jpg وفي حال فشل تحقيق هذا الهدف, يتم الاستعاضة عنه بشَل سورية لمنعها من تزويد إيران بالدعم الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والعسكري في وجه التهديدات المشتركة. فقد تمثل الهدف الاستراتيجي في منع استمرار التعاون بين الجمهوريتين. ويشمل ذلك منع بناء محطة الطاقة الإيرانية – العراقية – السورية وإنهاء الحلف العسكري بين الشريكين. جميع الخيارات تهدف إلى تحييد سوريا لا يشكل تغيير النظام في دمشق الطريقة الوحيدة أو الرئيسة, بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها, لمنع سوريا من الوقوف إلى جانب إيران. كما أن الاقتتال الطائفي ليس نتيجة عشوائية لغياب الاستقرار في سوريا, بل مشروعاً مساعداً عملت الولايات المتحدة وحلفاؤها على إذكائه بهدف واضح يتمثل في "بَلقنَة" الجمهورية العربية السورية. لإسرائيل, أكثر من أية دولة في المنطقة, المصلحة الكبرى في تحقيق هذا الهدف. ويمتلك الإسرائيليون العديد من الوثائق العلنية, بما في ذلك "خطة يينون", التي تبين أن تدمير سوريا وتفتيتها إلى دويلات طائفية صغيرة يشكل أحد الأهداف الإستراتيجية. وينطبق الأمر نفسه على المخططين العسكريين الأمريكيين. على غرار العراق المجاور, ليس هناك حاجة لتقسيم سوريا بشكل رسمي. إذ يمكن تقسيم البلد, مثل لبنان, على طول إقطاعات متعددة وامتدادات جغرافية تسيطر عليها مجموعات مختلفة خلال الحرب الأهلية اللبنانية. والهدف هو تحييد سوريا بصفتها لاعباً خارجياً. منذ سنة 2006 والهزيمة الإسرائيلية في لبنان في تلك السنة, كان هناك تركيز متجدد على التحالف الإستراتيجي بين إيران وسوريا. فقد وقف كلا البلدان بقوة في وجه المخططات الأمريكية في المنطقة. وقد كان لاعبَين رئيسييَن في التأثير على الأحداث في الشرق الأوسط, من شرق المتوسط إلى الخليج الفارسي. فقد لعب تحالفهما الإستراتيجي, دون شك, دوراً هاماً في تشكيل الطبيعة الجيو – سياسية في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن نقادَ دمشق يقولون إنها لم تفعل سوى القليل لمواجهة إسرائيل, كان السوريون في هذا التحالف الشريكَ الذي حملَ العبءَ الأثقل في مواجهة إسرائيل؛ فسوريا هي التي زودت حزب الله والفلسطينيين بالملاذات الآمنة, والمعلومات اللوجستية, والعمق الإستراتيجي الحيوي ضد إسرائيل. http://www.aljaml.com/files/upload/2-1082.jpg منذ البداية, وضحَ قادة المعرضة المدعومة من الخارج أهدافَهم الخارجية التي كانت انعكاساً للمصالح التي يخدمونها. حتى أن القوات المناوئة للحكومة وقادتها أعلنوا أنهم سيعيدون توجيه سوريا ضد إيران, وقد استخدموا في خطابهم هذا لغة طائفية حول العودة إلى "فلكهم الطبيعي بين العرب السنة". و يصب هذا في مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل معاً. فطالما كان كسر المحور بين دمشق وطهران هدفاً رئيسياً للسعودية والأردن ومشيخات النفط العربية منذ الثمانينيات من القرن الماضي كجزء من خطة لعزل إيران خلال الحرب الإيرانية – العراقية. وفوق ذلك, تشكل اللغة الطائفية المستخدَمَة جزأ من بنية مركبة؛ فهي لا تعكس الواقع, بل تعكس فكرة ورغبة استشراقية تنطوي, بشكل مزيف, على فكرة مفادها أن المسلمين الذين ينظرون إلى أنفسهم كشيعة أو سنة متنافرون مع بعضهم البعض بصفتهم أعداء. من بين قادة المعارضة السورية الذين يعملون على تنفيذ الأهداف الإستراتيجية للولايات المتحدة برهان غليون, الرئيس السابق ل "المجلس الوطني السوري" في اسطنبول المدعوم من الخارج, والذي قال ل "وول ستريت جورنال" في سنة 2011 إن دمشق ستنهي تحالفها الإستراتيجي مع إيران وتوقف دعمها لحزب الله والفلسطينيين حالما تسيطر القوات المناوئة للحكومة على السلطة. وقد قامت شخصيات المعارضة هذه, المدعومة من الخارج, بتعزيز السرود العريضة التي تزعم أن السنة والشيعة يكرهون بعضهم البعض. وبالتزامن مع ذلك روجَ الإعلام الرسمي في البلدان التي تعمل على تغيير النظام في سوريا, مثل الولايات المتحدة وفرنسا, أن النظام في سوريا هو نظام علوي متحالف مع إيران, لأن العلويين فرع من الشيعة. وهذا أيضاً غير صحيح, لأن سوريا وإيران لا تشتركان في إيديولوجية واحدة؛ إذ إن تحالف البلدين ناتج عن تهديد مشترك وأهداف سياسية وإستراتيجية مشتركة. كما أن سوريا لا يقودها نظام علوي؛ إذ تعكس بنية الحكومة التنوعَ الإثني والديني للمجتمع السوري. مصالح إسرائيل في سوريا بالنسبة إلى إسرائيل, يتعلق الموضوع السوري بإيران. وكأنه لا علاقة لتل أبيب بما يحدث في سوريا, يصر المعلقون والمحللون الإسرائيليون الآن, وبشكل علني, أن إسرائيل بحاجة إلى التعامل مع إيران من خلال التدخل في سوريا. وقد تبلورَ التورط الإسرائيلي في سوريا, بالإضافة إلى الولايات المتحدة والناتو, في سنة 2012. كان واضحاً أن إسرائيل تعمل في مجموعة مكونة من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والناتو والسعودية وقطر والأردن وتحالف 14 آذار الذي يشكل الأقلية اللبنانية, والمغتصبين المدعومين من الناتو الذين سيطروا على الجماهيرية العربية الليبية ودمروها. على الرغم من وجوب التعامل مع الموضوع بحذر, إلا أنه من المفيد الإشارة إلى نشر الرسالة المقرصنة التي أرسلتها ريڤا بالا, العاملة في "شركة التنبؤات الإستراتيجية", إلى رئيسها, جورج فريدمان, حول اجتماع عقد في كانون الأول/ديسمبر 2011 في البنتاغون بينها (ممثلة عن "ستراتفور") ومسؤولين أمريكيين وفرنسيين وبريطانيين حول سوريا. وقد زعمت الرسالة أن الولايات المتحدة وحلفاءها قد أرسلوا القوات الخاصة العسكرية لزعزعة سوريا في سنة 2011, وأنه ليس هناك الكثير من القوات السورية المناهضة للحكومة على الأرض أو, كما كتبت بالا, "ليس هناك أعداد كافية لتدريبها في ‘الجيش السوري الحر’." وبعد ذلك بوقت قصير نقلت "الديلي ستار" – التي تملكها عائلة الحريري اللبنانية التي تورطت في عملية تغيير النظام في سوريا – أنه تم القبض على 13 ضابطاً فرنسياً من قبل السوريين يعملون, تحت غطاء سري, على إدارة العمليات في حمص. وبدلاً من النفي الفوري للمعلومات التي تفيد بالقبض على الضباط الفرنسيين, جاء رد وزارة الخارجية الفرنسية للجمهور بأنها لا تستطيع أن تؤكد أي شيء, مما يمكن تحليله بمثابة اعتراف بالذنب. وقبل ذلك بعدة أيام, كشفت قناة "المنار" التابعة لحزب الله أن أسلحة ومعدات إسرائيلية, من القنابل والمناظير الليلية إلى وسائل الاتصال, قد ضُبطت مع عملاء قطريين داخل حي بابا عمرو في حمص في أواخر نيسان/إبريل ومطلع آذار/مارس. كما أكد مسؤول أمريكي, لم يكشف عن اسمه, لاحقاً في تموز/يوليو 2012 أن "الموساد" يعمل جنباً إلى جنب مع "سي آي إيه" في سوريا. وقبل ذلك بشهر واحد فقط, في حزيران/يونيو, بدأت الحكومة الإسرائيلية تطالب علناً بالتدخل العسكري في سوريا من قبل الولايات المتحدة ومجموعة الحكومات التي تعمل مع إسرائيل لزعزعة سوريا. كما بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية بنشر تقارير عَرَضية تفيد أن مواطنين إسرائيليين, على الرغم من تحديد هوية أحدهم كعربي إسرائيلي (أي فلسطيني يحمل جنسية إسرائيلية), قد دخلوا إلى سوريا للقتال ضد الجيش السوري. في العادة, عندما يدخل أي إسرائيلي – وخاصة من العرب غير اليهود – إلى لبنان أو/و سوريا سرعان ما تتم إدانته ومعاقبته من قبل السلطات الإسرائيلية ويترافق ذلك مع تغطية إعلامية إسرائيلية للقصة. ولكن لم يحصل ذلك في هذه الحالة. ويجب التنويه أيضاً إلى أن الفلسطينيين المناوئين لإسرائيل المقيمين داخل سوريا يتعرضون للاستهداف, كما تم استهداف الفلسطينيين المقيمين في العراق بعد الغزو الأمريكي والبريطاني في سنة 2003. سوريا وإرغام إيران على الوقوف وحيدة كتب الصحفي رافائيل د. فرانكل مقالة في "واشنطن كوورترلي" تلقي الضوء على الطريقة التي يفكر فيها صُناع السياسة الأمريكيون وشركاؤهم حول سوريا. يقول فرانكل في مقالته إنه بسبب ما يسمى "الربيع العربي", فإن هجوماً تشنه الولايات المتحدة وإسرائيل على إيران لن يولدَ رداً منسقاً من إيران وحلفائها في المنطقة. وقال فرانكل إنه نتيجة الأحداث التي تجري في سوريا, نشأت فرصة للولايات المتحدة وإسرائيل لمهاجمة إيران دون إشعال حرب إقليمية تشترك فيها سوريا وحزب الله وحماس. إن الطريقة التي يفكر بها فرانكل لا تخرج عن دوائر الناتو أو إسرائيل. ففي الحقيقة, تنبع طريقة التفكير هذه من آراء وخطط هذه الدوائر نفسها. وبمثابة تعزيز لأفكارهم, وصلت مقالته إلى مقر الناتو في بروكسل في 2012 للقراءة, بينما قامت إسرائيل بنشر تقريرها الاستخباراتي الخاص بها حول الموضوع. وتبعاً لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية, فقد استنتجَ التقرير الاستخباراتي الذي أصدرته وزارة الشؤون الخارجية أن سوريا وحزب الله لن يكونا قادرين على فتح جبهة ثانية ضد إسرائيل في حال قررت مهاجمة إيران. وخلال نشر التقرير الإسرائيلي, نُقلَ عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "قدرة إيران على إلحاق الضرر بإسرائيل رداً على هجوم إسرائيلي قد تضاءلت بشكل دراماتيكي." سرعان ما قام العديد من المحطات الإخبارية والصحف والكتاب المعادون لسوريا وإيران, مثل "الديلي تلغراف", بنسخ نتائج التقرير الإسرائيلي حول إيران وحلفائها في المنطقة. وكان من بين أول من نشر نتائج التقرير الإسرائيلي روبرت تيت (الذي يكتب من قطاع غزة) وديميان مكيلروي (الذي طردَ من ليبيا في سنة 2011 من قبل سلطات البلاد خلال الحرب مع الناتو), اللذان لخصا أهمية نتائج التقرير من خلال رسم الخطوط العريضة للكيفية التي تم بها تحييد حلفاء إيران في الشرق الأدنى. أعلن التقرير الإسرائيلي بزهو أن سوريا قد انعكفت إلى الداخل ولم يعد لديها الوقت للانضمام إلى حليفها الإستراتيجي إيران ضد تل أبيب في معركة مستقبلية. كما أن تشعبات الأزمة السورية قد وضعت أيضاً حلفاءَ إيران اللبنانيين, وخاصة حزب الله, في موقع مهزوز حيث أصبحت خطوط إمدادهم في خطر وتعرضوا للأذية السياسية نتيجة دعمهم لدمشق. وإذا قرر أي طرف في لبنان الوقوفَ إلى جانب إيران في حرب مستقبلية, قال الإسرائيليون إنهم سوف يغزون لبنان في عمليات عسكرية ضخمة على الأرض. ويتضح أيضاً دور الحكومة المصرية الجديدة في دعم الأهداف الأمريكية بقيادة الرئيس مرسي في ما يقوله التقرير الإسرائيلي حول دوره الداعم: "كما تنبأ تقرير وزارة الخارجية أن مصر سوف تمنع "حماس", الحركة الفلسطينية الإسلامية, من مساعدة إيران عبر إطلاق الصواريخ من قطاع غزة." ويضيف هذا مصداقية على الفكرة القائلة إن الولايات المتحدة وإسرائيل قد سمحتا لمرسي بعقد صفقة سلام بين قطاع غزة وتل أبيب من شأنها أن تمنع الفلسطينيين هناك من الوقوف إلى جانب إيران خلال الحرب. وبكلمات أخرى, تم تدبير الهدنة بهدف تقييد يدي "حماس". كما يمكن تحليل الإعلانات حول تحركات حكومة مرسي للتعاطي سياسياً مع حزب الله بمثابة امتداد لنفس الإستراتيجية التي تم تطبيقها في غزة والهادفة, في هذه الحالة, إلى فصل إيران عن حلفائها اللبنانيين. كما أن هناك محاولات حثيثة لفك ارتباط حزب الله, وبالتالي إيران, بحلفائه المسيحيين في لبنان. وقد عرضَ "صندوق مارشل الألماني" نصاً يقول إن المسيحيين اللبنانيين المتحالفين مع حزب الله وسوريا وإيران بحاجة إلى سرد سياسي بديل للسرد الذي يعتقدون من خلاله أن إيران سوف تقود الشرق الأوسط في نهاية المطاف بصفتها قوة عظمى. هل أنجزَت المهمة؟ إن الصراع في سوريا ليس شأناً إسرائيلياً فقط. فالنزيف البطيء في سوريا يهم أطرافاً أخرى تريد تحطيم البلد ومجتمعها إلى أجزاء متناثرة. والولايات المتحدة أحد أهم هذه الأطراف, يليها الدكتاتوريون العرب في المشيخات النفطية. كما أن الناتو كان دائماً متورطاً فيما يحدث بشكل سري. إن تورط الناتو في سوريا جزء من إستراتيجية الولايات المتحدة في استخدام التحالف العسكري للهيمنة على الشرق الأوسط. ولهذا السبب تم اتخاذ القرار بنصب جزء من الدرع الصاروخي في تركيا. ولهذا السبب أيضاً يتم نشر صواريخ "باتريوت" على الحدود السورية مع تركيا. كما أن "مبادرة اسطنبول للتعاون" و "الحوار المتوسطي" برعاية الناتو من مكونات هذه الخطط أيضاً. وإضافة إلى ذلك, ألغت تركيا "الڤيتو" الذي سبق أن استخدمته ضد انضما إسرائيل إلى الناتو. يعيد الناتو توجيه نفسه نحو الحرب غير المتساوقة, كما يتم التركيز الآن على العمليات الاستخباراتية. وقد انكبَ المخططون الإستراتيجيون في الناتو, بشكل متزايد, على دراسة الأكراد والعراق وحزب الله وسوريا وإيران والفلسطينيين. وفي سيناريو الحرب الشاملة, يحضر الناتو نفسه لأدوار عسكرية سرية في كل من سوريا وإيران. يتم العمل أيضاً على زعزعة العراق بشكل أكبر. فبينما تم اختبار حلفاء إيران في دمشق, لم يتم اختبار حلفائها في العراق بعد. فبعد سوريا, سوف يتحول اهتمام مجموعة الدول التي تعمل ضد سوريا إلى العراق. وقد شرعوا سلفاً في تحريك العراق على أساس خطوط التماس الطائفية والسياسية. وتلعب تركيا وقطر والسعودية أدواراً هامة في تحقيق هذا الهدف. الواضح الآن هو أن الفروق بين المسلمين الشيعة والمسلمين السنة التي عملت واشنطن على تعميقها منذ الغزو الآنغلو – أمريكي للعراق في سنة 2003 تتفاقم الآن عبر الطائفية الكردية. يبدو أن الكثيرين في المؤسسة السياسية الإسرائيلية يعتقدون الآن أنهم نجحوا في تحطيم "كتلة المقاومة". وسواء كانوا على صواب أم لا, فهذا موضوع خاضع للنقاش. لا تزال سوريا واقفة على قدميها؛ و "حركة الجهاد الإسلامي" الفلسطينية (التي كانت المجموعة الفلسطينية الأكثر نشاطاً في محاربتها لإسرائيل من غزة في 2012) وفصائل فلسطينية أخرى سوف تقف مع إيران حتى لو تمكنت مصر من تقييد يدي "حماس"؛ وهناك أيضاً حلفاء إيران في العراق؛ كما أن سوريا ليست خط الإمداد الوحيد لإيران لتسليح حليفها حزب الله. الواضح أيضاً أن الحصار على سوريا هو واجهة في الحرب السرية متعددة الأبعاد ضد إيران. ومن شأن هذا وحده أن يدفعَ الناس إلى إعادة التفكير في تصريحات المسؤولين الأمريكيين وحلفائهم حول قلقهم على الشعب السوري على أساس من الإنسانية والديمقراطية. تُرجم عن : (‘علوبل ريسيرتش’, 7 كانون الثاني/يناير 2013) http://www.aljaml.com/sites/all/them...header_max.jpg الجمل: قسم الترجمة |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 05:16 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024