انفصال منظمة بدر ,, و قراءتي لهذا الانفصال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من باب خير الكلام ما قل و دل , و من منطلق عدم حصول الوقت الكافي للاطالة , فساختصر الكلام لتسليط ضوء على هذه الزاوية و هي بحسب وجهة نظري القاصرة .. تعرفون حضراتكم , ان فيلق بدر تأسس في الجمهورية الاسلامية المباركة في ايران و كان برعاية و مباركة السيد الامام روح الله الموسوي الخميني رضوان الله تعالى عليه و تحت قيادة شهيد المحراب محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه . كان لهذا الفيلق دورا كبيرا في العمل الجهادي المسلح , سواء ايام الحرب العراقية الايرانية , او بعد ذلك ... و قدم الفيلق عشرات بل مئات الشهداء على طريق الحرية و السعادة المنشودة ... و فيلق بدر الظافر , كان مدربا تدريبا قويا و دقيقا , و كان فيه اعتناء كبير , و قدراته فائقة .. و كان يعتبر كالحرس الثوري الايراني .... ومن يتذكر من الاخوة في الفيلق في ايران , كانت هوياتهم مكتوب عليها ( سباه باسداران \ بدر ) ... ( الحرس الثوري \ بدر ) هذا الفيلق الذي قارع النظام و قدم ما قدم , كان ولاؤه و شرعية عمله مرتبطة ارتباطا مباشرا بنظرية ولاية الفقيه , و اتباع السيد الامام الخميني , و السيد القائد الخامنائي بعد رحيل الامام .. و هي بنفس الوقت كانت تعمل بامرة السيد محمد باقر الحكيم , الذي كان الابن البار للسيد الامام الخميني , وهكذا بالفعل كان يخاطبه سيدنا الامام الخميني ب ( ولدنا البار ) .. فيلق بدر و بعد سقوط النظام البعثي , دخل العراق و اصبح تشكيلا سياسيا دخل العملية السياسية تحت مسى ( منظمة بدر ) بعد رحيل شهيد المحراب و شهادته , اصبح السيد عبد العزيز الحكيم رئيسا للمجلس الاعلى , و الاستاذ هادي العامري رئيسا لمنظمة بدر .. و عملوا جميعا تحت تيار شهيد المحراب ... بعد ذلك اصبح هناك حراك عسكري و سياسي , و من ثم دخلت قوى و تشكيلات جديدة , و اصبحت هناك معادلات جديدة في الساحة ... نذكر اهمها و هي لها ربط بموضوعنا و تحليلنا ... كتائب حزب الله ... يعتقد انها كتائب مشكلة من منشقين من جيش المهدي , و قادة من فيلق بدر ممن رفض الانخراط في العملية السياسية . عصائب اهل الحق , تشكيلات منبثقة من جيش المهدي , و منشقة عنه لاحقا .. و كلا العصائب و الكتائب تؤمن بنظرية ولاية الفقيه , و تتبع الامام القائد السيد الخامنائي حفظه الله بحسب بعض الاخبار ... بوجود المحتل الامريكي , و تهديده الدائم للجمهورية الاسلامية , و الذي يعتبر العراق هو خط التماس الاقرب مع الجمهورية الاسلامية , فان ضرورة الدفاع عن الجمهورية الاسلامية هاجس عند الكثيرين , و خصوصا من يرى عز التشيع و مناعته بوجود الجمهورية الاسلامية . و في هذا الصدد لنناقش اولا قضية دعم ايران للمجاميع الشيعية المسلحة , و ضرورة الدفاع عن ايران لمجرد وجود اي خطر عليها في اي بلد اخر : هناك معترضون كثر في العراق على دعم الجمهورية الاسلامية للمجاميع المسلحة في العراق , و يعتبرون ان ايران تدافع ( عن نفسها ) كدولة لها حدودها , في اراضي الغير و بدماء شعوب الغير .. كالعراق مثلا ..!! و طبعا هذا المنطلق للاسف الشديد ليس منطلق ديني و لا شرعي .. فمن ينظر بعين الشريعة , فانه سوف لا يرى الحدود المصطنعة التي وضعها الاستعمار نفسه , و حددنا بحدود صرنا نتفاعل مع من هو داخل حدودنا , و لا نتأثر بما يحصل خارج حدودنا و كأنها حدود الهية مقدسة لا يجوز الثورة عليها , بل و لا ينبغي ان نتحدث بما خارج تلك الحدود , و نحاسب من يدخل هذه الحدود من خارج الحدود !!!!! الجمهورية الاسلامية بمتبنياتها و انطلاقاتها الدينية , ترى ان اي خطر يتهدد الاسلام و بيضته , و في اي بقعة من بقاع الاسلام , فانها لا تنتظر اذنا من احد لتدفع ذلك الخطر او تصده و تقاومه , و هي لم تطلب ابدا ممن لا يرتضي ايران و لا يتبعها ان يقاتل نيابة عنها .. بل هي تعمل مع من يعتقد بولاية السيد الخامنائي , و يعتقد بنظرية ولاية الفقيه .. و من لا يريد ان يعمل فليست الجمهورية الاسلامية و هي قد دعمت التشكيلات العسكرية التي كانت ترفع شعار مقاومة المحتل . نأتي بعد ذلك لنحلل مسألة انفصال منظمة بدر عن تيار شهيد المحراب .. تعرفون ان في تيار شهيد المحراب من يرجع على مستوى قياداته الى مرجعية السيد السيستاني , اما باعتباره المرجع لهم او ( الولي الفقيه الاقليمي ) بحسب متبنيات نظرية ولاية الفقيه المتبعة في الجمهورية الاسلامية فبالنتيجة , هناك رجوع مباشر للمرجعية الدينية النجفية بصورة مباشرة .. و بالتالي , فانه لو ارادت الجمهورية الاسلامية من تيار شهيد المحراب ككل فعل امر تراه الجمهورية الاسلامية ضروريا , فانه قد لا تكون الاستجابة بنسبة 100% , نتيجة لتعدد الرجوع للمرجعيات فيه .. كذلك بالنسبة للتيار الصدري , فان اغلبية قياداته تتبع مرجعية الشهيد الصدر الثاني , و هي بالاصل متقاطعة منذ زمن مع الجمهورية الاسلامية و لا تتبع ولاية السيد الخامنائي .. فالبتالي , فان الجمهورية الاسلامية قد لا تكون لها سلطة مطلقة على التيار الصدري ... و اما حزب الدعوة , فهو بالاصل لا يؤمن بحاكمية المرجعية الدينية , فضلا عن تقاطعاته مع الجمهورية الاسلامية منذ ايام المعارضة , و بالتالي فلا يوجد صدى قوي للجمهورية الاسلامية عليه . و بما ان التحديات المقبلة بالنسبة للجمهورية الاسلامية في ايران , اغلبها سيكون تحد عسكري , و اليوم بات العمل العسكري و لي الاذرع بميزان القوى و التفرعات العسكرية , و وجود الاذرع العسكرية للجمهورية الاسلامية في مناطق عدة خصوصا في لبنان و العراق , ما شأنه ان يربك حسابات العدو المتربص بالجمهورية المباركة . لذلك _ حسب وجهة نظري _ فان الجمهورية الاسلامية , عمدت على تكوين تشكيلات مستقلة تتبع ولاية الفقيه و هي مدربة عسكريا و لها اثر كبير و هي لا ترفض امرا صادرا من السيد الخامنائي حفظه الله تعالى . فهي اولا قد سحبت عصائب اهل الحق من التيار الصدري , و جعله تشكيلا مستقلا بقراراته و عمله . و بالاصل كانت الكتائب كذلك , و هي مدربة تدريبا قويا .. و في الاخير , سحبت منظمة بدر , و المؤمنون جميعهم بولاية الفقيه , و المدربون جيدا منذ ايام الثمانينات و التسعينات , و هم اصل المجاهدين و مصدر قوتهم .. و هذه التشكيلات الثلاث تعتبر قوة عسكرية ضاربة قوية مدربة تدريبا جيدا و هي لا تعصي امرا ولائيا صادرا من السيد الخامنائي حفظه الله ... و هناك اخبار من بعيد , تشير الى ان هذه التشكيلات الثلاث ستشكل تحالفا مشتركا تحت عنوان ( 9 بدر ) .. و الايام القادمة , ستبرز مدى واقعية هذا التحليل .... تحية ... و ارحب باي اثارة او اشارة او اعتراض او اضافة على الموضوع ... |
الاخ العزيز
محمد الشرع ماطرحته في مدونتك يحتاج الى وقفة ودراسة وتحليل ومطابقة للواقع والاحداث السياسية الجارية في العراق اتذكر وعند متابعتي للخبر ان سماحة السيد عمار الحكيم قد صرح تعقيبا لخبر الانفصال ان المنظمة (منظمة بدر ) قد وصلت الى مرحلة النضوج السياسية واتخاذ القرار . وخبر اعلان الانفصال اتخذ على اثر اجتماع ضم قيادات من المجلس والمنظمة من امثال السيد الحكيم نفسه والشيخ المعلة الساعدي والشيخ جلال الدين الصغير والسيد باقر جبر صولاخ والسيد هادي العمري والبعض من قيادات المنظمة ,غرضي من ذكر هذا الاجتماع هو ان الانفصال حدث باتفاق الطرفين وبقناعة كاملة من القيادات العليا في التيارين ,وكذا سيحرص التيارين على ادامة التنسيق ووحدة المواقف والستراتيجيات بين الطرفين في الداخل والخارج عزيزي الشرع هذه اضافة الى موضوعكم عسى ان تتقبلوها مني بعد الاذن من جنابكم تقديري وتحياتي لجنابكم موفقين مشكورييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييين |
السلام عليكم سيدنا الشرع // بوركتم
نعتقد ان انفصال بدر عن المجلس الاعلى الاسلامي كما وصفها سماحة السيد عمار الحكيم اعزه الله انها خطوة في الاتجاه الصحيح وهي كلمة لها مداليلها العميقة لعلها بعض ماذهبتم اليه في موضوعكم القيم ولا اجد خير من هذه الاستعارة القرآنية الشريفة لهذا الانفصال الايجابي وليس السلبي كما فهمه بعض اصحاب العواطف السطحية :
|
سيدنا العزيز محمد الشرع : بعد التحية . . . بغض النظر عن تدخل ايران ودعمها للمليشيات المسلحة وكلامك حول ( الحدود ) ورأيك بها ، وأنت تعرف أنني أختلف معك في هذا الموضوع اختلاف كبير ولا أعتقد بصحة نظرتك لهذه الامور ولهذا سأبقى في اطار الموضوع وحصراً بإنفصال منظمة بدر عن المجلس الاعلى . . . وبإختصار شديد / عندما أصبح لمنظمة بدر رأياً خارج عن رأي المجلس الاعلى نظرة مختلفة عن نظرة المجلس الاعلى وقرارات منفردة تصدر من أمينها العام الاستاذ هادي العامري ، كان من الافضل أن تكون هذه المنظمة منظمة مستقلة عن المجلس الاعلى تتخذ قراراتها بنفسها من دون الرجوع الى المجلس الاعلى حتى لا تؤثر على قرارات المجلس الاعلى . . . وكما شاهدنا ورأينا أنه بعد أن قامت منظمة بدر بترشيح المالكي لرئاسة ثانية كان البعض يعتبر هذا ( ضحك ) على الذقون وأن المجلس الاعلى في الظاهر يرفض التصويت له بينما في الباطن منظمة بدر صوتت له وهذا يعتبر ( تشكيك ) في مصداقية المجلس الاعلى و في مصداقية اطروحاته ، وإذا كان هو منقسم قسمين فكيف يستطيع أن يثبت على رأي ( واحد ) في المرات القادمة . . . هذه إحدى سلبيات تفرد منظمة بدر بقرارتها السابقة ، لهذا أجد أنه من الانسب للمجلس الاعلى أن يكون مستقلاً بقراراته وأن يكون لمنظمة بدر استقلاليتها في اتخاذ القرار على حسب نظرتها للامور أو على حسب اتباعها للمرجع وهذا ليس مهم بقدر الحفاظ على ( وحدة ) المجلس الاعلى . . . لهذا أعتقد أنه قرار صائب جداً ولن يؤثر على مسيرة المجلس الاعلى وهو حل ينصف الجميع . . . تحياتي للجميع . |
بسمه تعالى
نشكركم على التوضياحات وهذه الدراسه يحتاجله وقفه تأمل ليس بقصيره |
اقتباس:
تحية لك و لاضافتك ... سيدي العزيز ... هي معلومات كثيرة املكها حول الامر , و لكن ليس كل ما يعرف يقال .. موضوع الانفصال قد وقع حيز التنفيذ العملي منذ قرابة السبعة اشهر ... و لكنه لم يكن رسميا و لم يتم الاعلان عنه وقتها ... قبل حوالي ستة اشهر او خمس , شرفنا السيد الحكيم بمقدمه للبصرة الفيحاء , و كان قد تلقى سؤالا وقتها من احد الاخوة في تنظيمات المجلس الاعلى حول موقفه من انفصال منظمة بدر .. و قال السيد , ان الابن حينما يكبر , فانه يطمح ببيت مستقل , يأخذ فيه راحته , و الوالد مع انه يعز عليه ذلك , لكنه بالنتيجة يريد لابنه السعادة دائما .. و هذا كان اول كلامه عن نية الاخوة في بدر بالانفصال عن تيار شهيد المحراب ... و الحقيقة يا سيدي الكريم , ان الانفصال وان كان متفقا عليه , او خارج ارادة و مشتهيات الاخرين , الا انه كان يضغط عليه من قبل الجمهورية الاسلامية , مع تشديد سماحة السيد القائد الخامنائي على عدم اضعاف اي من الطرفين .. و يبقى رأي الاخوة البدريين , ففيهم عدد لا بأس به منهم , انفصل عن منظمة بدر , و قرر البقاء تحت قيادة السيد الحكيم حفظه الله ... و اعتقد شخصيا , ان لا منافاة في موقف الجمهورية الاسلامية من التيارين , فهذا عسكري و ذاك سياسي ... و الله العالم ... تحية لك . |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته العزيز الكبير السيد محمد الشرع ,, اسمحي لي ان ادخل الى موضوعكم القيم بشيء من التوضيح وبشيء من الاستفهام وبشيء من التعليق الذي ان شاء الله سوف تكون به بعض الفائدة. قبل كل شيء احببت ان ابين لكم ان كتائب حزب الله هي تشكيل ولائي بحت اي تتبع ولاية الفقيه في الجمهورية الاسلامية المتمثلة بالسيد على الخامنائي وليس في قمة هرمها ولا في رجالات تأسيسها ولا في مجلس شوراها اية قيادة منشقة عن التيار الصدري بل وليس على مستوى الكوادر الوسطية ,, الا اذا كانت بين الكوادر الوسطية بعض الشخصيات من هنا وهناك الذين يذوبون حتماً في توجه المجموع ,, واما بالنسبة للكوادر الميدانية فلربما انضم فيما بعد بعض الافراد في مختلف المحافظات العراقية الى التشكيل لكن ليس على مستوى قيادة ميدان ,, غير هذا فأن كتائب حزب الله تبقى تشكيلاً ولائياً لا يتبع اية مرجعية غير مرجعية السيد الخامنائي ,, ولم ترفع الكتائب اي شعار يبرز قيادة دينية وسياسية كبرى غير شخصيات معينة مثل الامام الخميني والسيد الخامنائي والسيد الشهيد عباس الموسوي والسيد الشهيد محمد باقر الصدر والسيد حسن نصر الله والشهيد عماد مغنية ,, وهذا ماكان واضحاً في احتفالية الكتائب بمناسبة خروج قوات الاحتلال الاميركي قبل اكثر من شهر والتي اقيمت قبل اكثر من شهر في منطقة البلديات في بغداد .. كما ان العناصر القيادية التي اشتركت في التشكيل والتي كانت من قبل ضمن كوادر السيد الشهيد الحكيم فأنها من المرجح قد تركت المجلس الاعلى بعد استشهاد السيد الحكيم بعد ان قررت قيادة المجلس الاعلى التخلي عن ولاية الفقيه والتحول الى الخط التقليدي في المرجعية الدينية |
سيدنا الكريم الشرع ,, اتصور ان جنابكم الكريم قد نسيتم امراً في غاية الاهمية والخطورة وانا موقن انه لربما غاب عن ذهنكم الكريم ساعة كتابة المقال وهو ان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية كان تشكيلاً ولائياً بأمتياز وقائده السيد الشهيد محمد باقر الحكيم رضوان الله تعالى عليه هو احد الاقطاب الكبيرة والارقام الصعبة في المجموعة العلمائية التي تشير الى اعلمية السيد الخامنائي وهو احد الاركان القوية التي تؤيد ولاية الفقيه القائمة في الجمهورية الاسلامية ,, والشهيد الحكيم لم يتخلى عن هذا المبدأ الى لحظة استشهاده بل كان بحق يمثل مشروعاً عملاقأ لأمتداد ولاية الفقيه لربما يجعل من السيد الحكيم نصر الله العراق او لربما خميني العراق لولا استشهاده وحرمان الملايين من ضياء وجهه المحمدي الملامح ,, ولا يستطيع احد ان ينكر ان الشهيد الحكيم لما دخل العراق لم يتخلى عن اي مبدأ من مبادئ الولاء لولاية الفقيه بل انه لم يتردد عن طرح نفسه كمرجعية سياسية الى جانب كبار المرجعيات الدينية في النجف الاشرف وهذا واضح لكل باحث منصف .. وخلال وجود المجلس الاعلى كأمتداد للمشروع الاسلامي الكبير الذي تقوده ولاية الفقيه في ايران فقد كان القوة الاكثر سطوة والاعلى مهابة لدى الجميع وقد فرض المجلس الاعلى وجوده في جميع مؤسسات الدولة ودوائرها ,, حتى القرارات السياسية كان للمجلس الاعلى الدور الاوضح في رسمها ,, لدرجة ان اعداء العراق من بعثيين ونواصب واميركان (( وغيرهم )) كانوا يحسبون لذلك المارد القادم من الشرق الف حساب ولم يهدأ لهم بال حتى اشترك جميع الاعداء في اقذر عملية بحق شيعة العراق في عصرهم الحديث عندما اغتالوا السيد الشهيد الحكيم والذي بمقتله رضوان الله عليه فتحت ابواب الجحيم على مصراعيها امام العراقيين فأحترق الاخضر واليابس وكأن الشهيد الحكيم رضوان الله عليه هو باب رحمة من الله سبحانه فأغلق بأغتياله (( اذكر ان السيد الحكيم لما قدم من ايران الى العراق هب اليه بعض الاخوة من حولي لأستقباله شأنهم شأن ملايين العراقيين وقد اقسموا بأغلظ الايمان ان المطر كان يتناثر على رؤوس الناس في مالا يقل عن ثلاث محافظات مر بها السيد الشهيد الحكيم وهم يرافقون مقدمه المبارك بسياراتهم من محافظة الى اخرى ,, ولا عجب فقد كان الحكيم غيثاً كالمطر )) |
اما بعد استشهاد السيد الحكيم فقد اعلنت قيادة المجلس الاعلى الخروج من ولاية الولي الفقيه في الجمهورية الاسلامية والدخول في مرجعية النجف الاشرف اضافة الى تغيير اسم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الى المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ,, وبهذا تكون قيادة المجلس الاعلى قد اختارت تغيير المنهج الذي تأسست عليه واستشهد الالاف من قياداتها وافرادها على جانبيه والذي صنع لها ذلك المجد الذي كان فيه المجلس الاعلى هو الرقم الاصعب والقوة الارهب والامل الذي ينتظره الملايين ,, وفات قيادة المجلس الاعلى انها انما تخرج من نظام وهيكلة و تجربة قيادة وواقع وجود وعملية حكم عمرها عقود من العمل والبناء الى حيث الفراغ من اي طرح سياسي او تجربة مدنية او عملية اجتماعية بل ولا محاولة طرح متكاملة في أي جانب من جوانب ادارة العمل السياسي ولو نظرياً ,, ولم تحسب حسابات اقحام تجمع ديني سياسي مدني اجتماعي ثقافي امني عسكري ولربما اقتصادي ايضاً في اطار فقهي بحت ,, ومحاولة البدء من جديد ,, لذا فقد بدأ الانهيار يدب في اركان المجلس الاعلى والتراجع امام النهج السياسي المتشح بالبراكماتية الذي تبناه حزب الدعوة ورأسه المالكي ,, وامام تيارات صاعدة واحزاب وليدة بدأت تظهر على الساحة الشيعية و تقرض اطراف المجلس الاعلى و تضع اقدامها بدل خطاه المتراجعة بسرعة صاروخية .. وهنا لا بد لنا من وقفة نبين فيها ان مفهوم ولاية الفقيه هو المفهوم الاصيل في ادبيات المجلس الاعلى وتراثه الجهادي والبنائي والثقافي ,, اما الدخول في المرجعية التقليدية فهو الحالة الطارئة على سلوك المجلس الاعلى و اهدافه ,, علماً ان المرجعية في النجف الاشرف لا تؤمن بولاية الفقيه اساساً فكيف يصح التصور انها ولاية فقيه اقليمية .. وعليه فأن انقسام المجلس الاعلى على نفسه بهذا الشكل والذي جاء بعد مراحل من التراجع والانحسار والضعف لسوف يعتبر دليلاً على خطأ قيادات المجلس في تركها ولاية الفقيه وتخليها عن المشروع الاسلامي الكبير ,, الذي كان من الممكن ان يجعل منه نسخة ثانية من حزب الله الذي يعيش ظروف تحد وتنوع طائفي وعرقي وتحديات احتلال ومؤامرات داخلية وخارجية قد لا تختلف عن ظروف العراق كثيراً بل لربما تعد اقسى بكثير لبعد الموقع الجغرافي عن حدود الجمهورية الاسلامية و امكانية محاصرة حزب الله من جميع الجهات و قلة عدده وهو الواقع في مواجهة دائمة مع اسرائيل التي تمتلك اقوى تكنولوجيا عسكرية في العالم . |
اما بالنسبة للدعم الذي تقدمه الجمهورية الاسلامية للمجاميع الشيعية المسلحة في العراق فهو ليس لحماية كيان الجمهورية الاسلامية حصراً بل هو لحماية المشروع الاسلامي الكبير الذي تقوده الجمهورية الاسلامية والذي اصبح الاميركان ومنذ اليوم الاول لدخولهم العراق يهددون بمهاجمته بأعتباره نظاماً مارقاً وفق منظور الاستكبار العالمي ,, ولكذلك لحماية العراق من الاحتلال الاميركي الذي جاء بخارطة الشرق الاوسط الجديد والتي اعتبر العراق نقطة انطلاقها وقد خرج المحتل ( عسكريا ) بدون ان يحقق اي من اهدافه الاستراتيجية البعيدة المدى ,, وكذلك ان الدعم العسكري الايراني للقوى الشيعية هو لحماية الشيعة في جميع مناطق الخليط السكاني الذين تعرضوا لعمليات ابادة و هتك للأعراض وسلب للأموال يعتبر تأريخ التسنن العروبي حافلاً بها بحق شيعة آل البيت عليهم السلام ,, وما عروس الدجيل عنا ببعيد والتي لولا الدعم العسكري الايراني للمجاميع الشيعية المسلحة لتكررت في كل بيت شيعي عراقي "حتى بيوت اولئك المتذمرين بتبطر من ما يعتبرونه بكل صلافة ووقاحة تدخلاً سافراً في الشأن العراقي" ,, وياليت اولئك الذين يختلفون معك يا سيد محمد الشرع حول احقية الفصائل الشيعية في ان تتسلح اعتماداً على ايران ان يمتلكوا ولو ذرة من الشجاعة والرجولة و يتجولوا في مناطق الخليط الديموغرافي في جنوب بغداد وشمالها و بعض المناطق الغربية وديالى حيث طبخ التكفيريون اطفال الشيعة ووضعوا فوقهم الطماطم والخيار ووضعوهم امام بيوت اهليهم في اوان كبيرة نكالاً بأهليهم الذين اعتادوا طبخ الطعام وتوزيعه ثواباً لسيد الشهداء صلوات الله عليه ,, كما ليتهم يتركوا المطامير التي دفنوا انفسهم فيها و يتجولوا في مناطق اللطيفية والمحمودية وغيرها ,, ويسألوا عن ما كان يسمى بـ نهر القائد ليروا بأم اعينهم ذلك النهر الكريه الذي لطالما اخرجنا جثث احبتنا واعز اصدقائنا واقرب اناسنا بالاضافة الى تكدس الالاف من جثث الشيعة اثناء الهجمة التكفيرية الاعرابية على شيعة اهل البيت في ما كان يعرف لدى الاعراب والنواصب بمحيط الدولة الاسلامية ,, علماً ان النواصب التكفيريين في تلك المناطق كانوا يطلقون على النهر المذكور اسم ثلاجة الشيعة ,,, سيدنا الكريم الشرع ,, مثل جنابكم الكريم لا يخفى عليه ان عباد الاصنام البشرية ولشعورهم العميق بالنقص لا يتقبلون فكرة الاسلام القوي الكبير الذي يأبى الذل و يكره الهوان ,, فلا يستطيعون ان يضعوا ولو بصمة واحدة على اطلاقة تطلق بأتجاه تكفيري اوغل في دماء الشيعة واعراضهم ,, او تدفع القتل عن شيعة آل محمد ,, وياليتهم يسكتون فيريحون الناس من اصواتهم النشاز ويبقوا قابعين في غيابات الذل يقطعون مئات الكيلومترات لمجرد تقبيل الايدي ,, والغريب ان تراهم يقفون بكل صلف امام عملية تقوية الشيعة ودعم المستضعفين .. سيدنا الكريم الشرع ,, حقاً كان موضوعكم ناضجاً معبراً عن عظيم فهمكم للأمور وياليت البعض ممن يرون الامور من فتحة في الباب الموصد على عقولهم ان يستنيروا بما خطته يمينك ها هنا ويتعلموا كيف تحسب الامور الكبيرة تحياتي لكم |
الرجل الحر
دائما متالقا مبدعا نجما وشمسا تنير الدروب دمتم للشيعة قلما ومنارا تحياتي |
اقتباس:
عزيزي البغدادي الاخ الطيب ,, انا والله دون ما تصفني ,, اسأل الله سبحانه لي ولكم المغفرة وللمؤمنين جميعاً |
اقتباس:
تحية لك سيدي الكريم على ما اضفت و اشرت لا خلاف في ان هذا الانفصال كان منسقا , و ان سماحة السيد الحكيم قال في عدة لقاءات ان بدر كالابن الكبير حينما يريد الاعتماد على استقلاليته و شق طريقه .. نعم هي الامور هكذا ولا اجد تعارضا في الامرين ... في ان هناك خطة متكاملة و اهداف مرسومة من خلال الانفصال , و ان هناك تنسيقا في الامرعلى المدى البعيد .. تحية لك . |
اقتباس:
العزيز محب شهيد المحراب تحية لك ايها الحاج العزيز و الصديق الصدوق نعم ما اشرت اليه و ما تفضلت من زاوية مهمة و صحيحة و اتفق بها معك تمام الاتفاق و هي انه ما دام هناك رؤى مختلفة , و لم تعد النظرة للامور واحدة , كان لزاما اما الرجوع عن التصريحات المتخالفة , او اعلان استقلالية كل جهة عن الاخرى و هذا الذي حصل ... الا ان اصل اختلاف التوجهات و اعلان الانفصال بالنتيجة , مرده لامور و اسباب , اشرت الى ما اراه من وجهة نظري الشخصية .. تحية لك . |
اقتباس:
تحية لك نعم ان الامر بحاجة لمزيد تعمق و تتبع تحية لكم سيدنا الفاضل |
اقتباس:
حياك الله و بياك سيدي العزيز و يسعدني ان افتح باب النقاش حول الامر على مصراعيه معك مع الاذعان مقدما بفارق الخبرة و التجربة و الثقافة و التحليل و النظرة الثاقبة بيني و بينك .. و ارجو ان اتعلم منك الكثير .. سيدي العزيز .. بالنسبة لكتائب حزب الله , فقد اشرت بمستهل كلامي في صدر الموضوع ان الكتائب تشكيل ولائي , و لكني اردت ان اجمع مختلف الاراء و التصورات عن الكتائب فذكرت انه ( يعتقد ) انه تشكيل من منشقين من جيش المهدي , و جماعات من فيلق بدر ممن لم يلقوا سلاحهم و لم ينخرطوا بالعملية السياسية .. و هؤلاء المنشقون من جيش المهدي , بحسب بعض الاخبار ايضا , هم من اوائل انضمامهم لجيش المهدي انضموا لهذا التشكيل .. و قد لا تتوفر لدي معلومات كافية عن موقعهم في التشكيل , ان كان على مستوى القيادات او على المستوى الميداني في خط المواجهة المباشرة ( كجنود ) و بالمحصلة , فلا شك و لا ريب ان تشكيل كتائب حزب الله تشكيل ولائي مرتبط بصورة مباشرة بالقائد السيد الخامنائي حفظه الله تعالى . و هذه نقطة لا نختلف عليها ابدا ... و لي عودة لتكملة مناقشة باقي مداخلاتك القيمة . |
اقتباس:
لم يفتني هذا مطلقا و لم يغب عن بالي طرفة عين ابدا الا ان سياق كلامي و موضوعي لم يكن يحتاج بالاصل للتطرق لهذه النقطة بالذات كوني اتحدث عن خطط مستقبلية , و انفصال حصل .. و ربما من يقرأ كتاب الحكم الاسلامي بين النظرية و التطبيق لسماحة شهيد المحراب , يتعرف و خصوصا من مقدمة الكتاب على ما تعني الجمهورية الاسلامية لسماحة السيد الحكيم .. بل ان هناك قولا منسوبا له رحمه الله _ و لم اتأكد من صحته _ باننا نسعى لقيام جمهورية اسلامية في العراق او في اي بلد اخر , و لكن لو خيرنا بين الدفاع عن الجمهورية الاسلامية القائمة ( ايران ) و بين اقامة جمهورية اخرى , فان الاولى بالتاكيد سيكون الدفاع عن تلك المقامة و التضحية في سبيل الحفاظ عليها .. طبعا انقله بالمعنى لا بالنص و هو ما اؤمن به شخصيا , و لهذا سيدي , لان موضوعي لم يحتج للتطرق لهذه الفقرة فاني لم اشر اليها .. بقيت مسألة اختلف بها معك و هي نفوذ المجلس الاعلى داخل الدولة بعد 2003 اولا : لم يكن نفوذ المجلس الاعلى في الدولة لاجل ان خطه خط الولاية , و مستمد قوته منها , بل لان الشهيد الحكيم و قيادته للمجلس الاعلى كان هو الاقوى و هو الذي كانت الدول تعد اله الف حساب و حساب و بالتالي فان شعبية الشهيد الحكيم كانت عظيمة داخل الشعب العراقي , حتى ان دخوله المبارك للعراق و بهذه الضخامة الشعبية و كذلك حين استشهاده رضوان الله تعالى عليه كل ذلك كان قد اعطى الانطباع الذي لا يقبل الشك , بان المجلس الاعلى يملك شعبية جارفة , مستمدة من فكر الشهيد الحكيم و مواقفه و قيادته لفيلق بدر , الذي كانت اعين الناس متجهة له .. فهو قد كان امل الامة .. و اما ارتباط المجلس الاعلى بالجمهورية الاسلامية , فلم يكن ذلك من منظور الشعب بعد عام 2005 بمحط ترحيب و اقبال بل على العكس , الكثير من الشعب , فقد الثقة بايران , و بالتالي لم يعد يؤيد كثيرا من تدعمه ايران او من يتفاخر بايران !!! و هذا للاسف الشديد , قد انطلت على كثير من افراد الشعب , و راح ينظر لايران نظرة سيئة , و ارى ان المحتل نجح كثيرا بزعزعة النظرة هذه للجمهورية الاسلامية باعين اهل العراق ! و اختلافي الثاني , هو اعتبار السيد الحكيم نصر الله العراق و اختلف معك , فاني ارى الصحيح , ان السيد نصر الله هو حكيم لبنان لا العكس .. تحية لك سيدي العزيز . |
موضوع رائع ونقاش اروع استفدنا منه الكثير بوركتم حقا لهذا الابداع والمعلومات القيمه السيد محمد الشرع وباقي الاخوه المتداخلين وخاصتا استاذنا الرجل الحر
ونحن من المتابعين معكم انشاء الله |
وانا مع اخي وعزيزي ابو سجاد نجف
متابع ومستمر بالمطالعة وخاصة اذا كان احد طرفي النقاش اخي واستاذي الرجل الحر |
اقتباس:
عندي عدة اشكالات اوردها وابينها .. اولا : عليك ان تثبت لي اولا تحول المجلس الاعلى من ولاية الفقيه الى مرجعية النجف الاشرف التي كما تقول انت انها لا تؤمن بولاية الفقيه مطلقا . و ثانيا : علينا الدخول بتبيان نظرية الحسبة التي في احد بنودها ( وجوب طاعة المتصدي من عدول المؤمنين فيما يخص حفظ النظام ) , فضلا عن طاعة الفقيه المتصدي كالسيد الخامنائي حفظه الله مثلا .. و ثالثا : علينا ان نبحث جيدا , في ان مسألة الولاية هي مسألة عقائدية بالنسبة للمجلس الاعلى لا يمكنه ان يتخلى عنها و لاي سبب من الاسباب مهما كان . و رابعا : ما علاقة تغيير اسم المجلس الاعلى بمسألة التغيير في افكاره العقائدية مثلا ؟؟ خامسا : و لنا ملاحظات كثيرة حول انحسار المجلس الاعلى و تراجعه وسط صعود نجوم جديدة في الساحة العراقية , سنتعرض لها بحسب وجهة نظري . سيدي الكريم ... ( أن البحث عن ولاية الفقيه بين فقهائنا ليس بحثاً عن أصل الولاية، فإن مسألة الولاية وضرورة تشكيل حكومة إسلامية مع القدرة عليها هما من المسلمات بين علمائنا، عدا شرذمة ممن ذهب إلى أن تكليف المسلمين في عصر الغيبة هو الجلوس في البيت مهما كان الحال حتى يظهر الإمام الحجة، فلا يجوز لهم السعي لاستلام الحكم وإن تمكنوا من ذلك. وهذه الشرذمة لم يعتن بها علماؤنا الكرام، واعتبروها من شواذ الطائفة، لأن مؤدى كلامهم سقوط كثير من آيات القرآن والأحاديث عن أي قيمة اجتماعية في عصر الغيبة وخصوصاً آيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا ما لا يمكن لمسلم ملتفت واع أن يقبل به، فكيف بعلمائنا الكرام. فلا خلاف بين محققي علمائنا الأجلاء حول مبدأ الولاية وضرورة تشكيل حكومة إسلامية. ولو فرضنا وجود خلاف في هذه الضرورة فلن يكون هناك خلاف في جواز ومشروعية تشكيل حكومة إسلامية. وإن عدم الخلاف المشار إليه ينتج أيضاً بالضرورة عدم الخلاف على كون الولي هو الفقيه الجامع للشرائط، ولن تجد أحداً يرجح غير الفقيه على الفقيه، لأن من لم تتم عنده الأدلة اللفظية فلابد أن يتم عنده الدليل العقلي أعني دليل الحسبة المعول عليه عند جميع العلماء الفقهاء المحققين، وقد طبقوه في موارد متعددة كمورد الأيتام والقصر والحدود والقضاء وكثير من مصالح المسلمين العامة، ولم يكن التطبيق على هذه الموارد من باب الحصر. ومن أهم موارد الحسبة تشكيل الحكومة الإسلامية لما فيه من نشر للعدل والمعروف ورفع للظلم والمنكر، وترسيخ للقيم والمفاهيم والعقائد الإسلامية الصحيحة. كما أنهم اتفقت كلمتهم على أنه يجوز أن يتولى المؤمن والفقيه في حكومة الظالمين من أجل هذه العناوين، فهل يا ترى سيحرّمون على المؤمن والفقيه الدخول في حكومة المؤمنين أو تشكيلها، أم هل سينظرون إلى حكومة المؤمنين على أنها حكومة ظالمين؟! هذا ما لا يمكن افتراضه إلا عند الشرذمة التي أشرنا إليها سابقاً. ) و سنناقش بقية الامور تباعا .. تحية لك . |
سيدنا الحبيب محمد الشرع ,, ان التطرق الى هذا الاصل في كون التيار الذي جاء به السيد الشهيد الحكيم هو من نتاج الجمهورية الاسلامية او لنقل نتاج الخط الذي قامت على اساسه الجمهورية الاسلامية وليس لأي خط آخر الفضل او الجهد في اقامته ,, فهذه هي الركيزة التي سوف نحتاج الرجوع اليها في نقاشنا ان شاء الله ,, لكون الاساس الذي قامت عليه الثورة الاسلامية هو اساس يختلف تماماً عن اقرانه بل ولربما يختلف معهم ايضاً. اما بالنسبة لمسألة النفوذ الذي كان يتمتع به المجلس الاعلى زمن السيد الشهيد الحكيم ( رضوان الله تعالى عليه ) فلست اختلف معك في ان الكاريزما التي كان يمتلكها السيد الشهيد الناتجة من ثقل علمي شخصي و عبقرية فذة في مختلف مجالات العلم لا سيما العلوم القرآنية وكذلك الحنكة في قراءة الواقع وتشخيص نقاط الضعف والقوة والارث العائلي الكبير كان لها الدور الكبير في استقطاب الجماهير العاقلة ,, فأني اشهد انني حضرت له محاضرة كان يلقيها في احد المساجد في النجف الاشرف ,, بعيد قدومه من ايران,, على مجموعة من الاطباء الذين قدموا اليه كممثلين عن نقابة الاطباء وكانت تدور حول علاقة الروح بالجسد ,, ثم تطرق الى موضوع الخصخصة وسلبياته وايجابياته بتفصيل علمي دقيق ,, فنظرت الى وجوه الحاضرين بين يديه يستمعون الى كلامه وكأن على رؤوسهم الطير وقد تكلم بكلام كأنني اسمعه لأول مرة في حياتي لغزارة المعلومة التي كان (رضوان الله تعالى عليه) ينسجها في روعة العبارات والمعاني مرتجلاً كل كلمة قالها.. وقد عبر عن صورة اخرى حية لرجل الدين في العراق تختلف تماما عن ما كان يعرفه شيعة العراق غير ان هذا وحده لم يكن كافياً فالجماهير العراقية الخارجة من تجربة قهر وتدنيس للروح الانسانية على مدى عقود بايدي طغاة البعث وجلاديه لم تكن توصف بأنها عاقلة بتفاصيلها اذ ان الغالبية العظمى من الجماهير انما كانت تندفع خلف الوعي الجمعي وليس من اساس عقلائي يحركها فكما تفضلتم بأن استشهاد السيد الحكيم و تشييع الملايين له دلالة على تأثر الناس بالحكيم لكن ذلك لم يكن تأثراً بالشخصية الفذة للسيد الشهيد الحكيم فقلة هم اولئك الذين قد قرأوا له ولو كتاباً واحدا او على الاقل فهموا حقيقة خطه المبارك .. لذلك تجد ان تلك الملايين وبعد فترة بسيطة من تشييعها للسيد الحكيم قد انساقت خلف مكب النفايات الذي شكل به اياد علاوي قائمة انتخابية. سيدنا الكريم ان الشعوب التي تمر بسلاسل من الاجرام الحكومي والقمع والرعب والتقتيل بالحروب او بقوة جيوش الطغاة فأن الخلاص المفاجئ لها يجعلها تبحث عن قوة عاقلة ( لا غاشمة ) تستظل بفيئها وقد يهرع الى تلك القوة العاقلة المستضعفون والباحثون حقاً عن الامان كما يهرع اليها من انقلبت مصالحهم رأساً على عقب فتحولوا بين ليلة وضحاها من مستظلين بظل الطاغوت الى باحثين عن ظل جديد يحقن دماءهم ويحفظ اموالهم واعراضهم وهذا ما حدث فقد هبت الالاف من الجماهير من مختلف مناطق العراق الى مقابلة السيد الحكيم في النجف الاشرف على شكل قوافل من السيارات وكل من كان قريباً من الاحداث ليعلم ان من بين تلك الجموع الغفيرة كان هنالك كم هائل من البعثيين الذين ارعبهم هذا الدخول الكبير لقوات شبه عسكرية تعمل تحت امرة عدوهم التقليدي في الجمهورية الاسلامية فهبوا ليعطوا الولاء الزائف حفاظاً على مصالحهم كما شارك في تلكم القوافل جموع كبيرة من المخالفين لنفس الاسباب . خلاصة القول سيدنا الكريم .. ان الناس اندفعت الى السيد الحيكم بحثاً عن قوة عاقلة قد تحمي ضعيفهم وقويهم ,, قاصرهم ومقصرهم ,, والقوة التي جاء بها السيد الحكيم لم تكن حكيمية بقدر ما كانت صنيعة مباركة من صنائع الثورة الخمينية ,, اما شخصية السيد الحكيم التي يعشقها الباحثون عن العلم والتقوى فأن البحث عنها كان حكراً لمن هم بمستوى من الوعي بحيث يميزون بين الحسن والقبيح والطيب والخبيث وهؤلاء هم القلة مع شديد الاسف ,, والدليل ان الكثير من الجماهير التي تعتبر نفسها محبة للحكيم تجهل ان له رسالة عملية بل قد لا تجد من بين من يدعون محبته من يقلده في العبادات والمعاملات على الرغم من ان المرجع الذي يطرح رسالة عملية يرى في نفسه الاهلية الكاملة لأن يُقلَّد . |
وبخصوص النفوذ في القرار السياسي خلال الحكم الاميركي العسكري المحتل للعراق ,, فأن القوات المحتلة لم تكن لتكترث لعلم السيد الحكيم وعقليته الفذة وشخصيته الرائعة بقدر ما كانت تكترث الى ما يمثله التيار القادم معه من خبرة عسكرية وقدرة على معارك الكر والفر وحرب العصابات ,,وقد تجلت نتائج تلك المخاوف الاميركية عندما تشكلت المجاميع الشيعية المدعومة ايرانياً والتي اثقلت كاهل المحتل بخسائر لم يكن يحسب لها اي حساب ,, كما ان الدخول المنظم الذي جعل من تيار الحكيم ينفرد في كونه التيار الوحيد الذي كان يمثل منظومة اقرب ما تكون الى الدولة داخل الدولة الامر الذي لم يكن هنالك من تيار سياسي عراقي يقترب ولو من بعيد من هكذا واقع قد جعل المحتل الاميركي والتيارات السياسية المنافسة للحكيم والمحاربة له والمؤتلفة معه تنظره على انه القوة الوحيد في الساحة العراقية القادرة على تسلم زمام الامور بأقل رقم من الخسارات الامر الذي يعتبر نقاط قوة تحسب لتيار الحكيم على حساب تلك القوى جميعاً ,, وهو الامر الذي كان من ضمن المحفزات التي حركت الكثير من الجماهير بمختلف مستوياتها المعرفية بأتجاه الحكيم آنذاك ,, كل تلك العوامل قد اعطت لتيار الحكيم عامل قوة تحسب قطعاً لصالح الصناعة الايرانية دون ان يمس ذلك بالشخصية القيادية الفريدة للسيد الشهيد الحكيم رضوان الله تعالى عليه . |
ومهما اختلفت الضروف يبقى السيد الحكيم هو الرجل الاول في عالم السياسة العراقي |
وقبل ان انتقل الى موضوع آخر احببت ان اعلق على امر ,, لقد ذكرتم ان السيد نصر الله هو حكيم لبنان ,,, وانا في تأييد لكم على ذلك فأن السيد حسن نصر الله لهو حكيم لبنان بما يحمله اسم الحكيم من عمق معرفي وعلمي وعقائدي ,, لكنه في الصورة الاكبر هو السيد حسن نصر الله الاسلام المحمدي العلوي الذي لم تستطع اية شخصية في العراق ولا في اية بقعة من العالم العربي ان تحاكي شخصيته المباركة بل لم تستطع مؤسسات اسلامية شيعية سياسية بأكملها في العراق ان تقترب من اداء دوره المتفرد في عصرنا الحالي ,, والامر ليس مسألة عاطفة او حب شوفيني بل هي حقائق وارقام تقول ان السيد نصر الله يقود فئة قليلة من المؤمنين وسط تحديات لم يمر بها قائد اسلامي من بين اقرانه لعل ابرزها الموقع الجغرافي الذي جعل حزب الله وقد احاط به العدو من كل جانب وهو يقاتل تكنولوجيا عسكرية تستوردها المانيا واميركا وروسيا في بقعة من الارض كانت طائرات اسرائيل تغطيها لمدة اربع وعشرين ساعة بالجو وجميع الاقمار التجسسية الغربية المعادية مسلطة لألتقاط بصمة صوت لقيادات الحزب المتقدمة ,, بالاضافة الى قدرة السيد نصر الله على ادارة فن العمل السياسي المتشعب والمتناقض في لبنان ,, اضافة الى اصطفاف التيارات العروبية والعلمانية والديانات المختلفة بل وحتى الكثير من الجهات الشيعية ضده ,, وعدم وجود عمق جغرافي يضمن انساحابات او تكتيكات عسكرية وامنية آمنة يلجأ اليها حزب الله في عملية المواجهة التي لم تنقطع مع العدو الى يومنا هذا ,, كل ذلك جعل من السيد نصر الله عامل موازنة عالمي في جميع التوازنات العسكرية واللوجستية في المنطقة بل لأول مرة تظهر موازنة رعب تهز الكيان الاسرائيلي و تربك الحسابات الاميركية بهذا الشكل ,, الامر الذي لم يتأت للسيد الشهيد الحكيم رضوان الله تعالى عليه فقد كان يقاتل قوات المجرم صدام من داخل الاراضي الايرانية مع اعتبار عمليات كر وفر داخل العراق بالاضافة الى العمق الجغرافي الامن الذي كان يتمتع به فيلق بدر و السهولة المتناهية في مسألة الدعم اللوجستي التي كان يحظى بها .. خلاصة القول ان حجم التحديات التي تعرض لها كلا القيادتين جعلت من السيد نصر الله هو الشخصية الابرز عالمياً والاقدر على صنع الاحداث السياسية العالمية والاكفأ في عملية صناعة القرار وفرض الارادات في الساحة الاقليمية الامر الذي لم يتأت للسيد الشهيد الحكيم رضوان الله تعالى عليه بل ولا لأحد من القيادات الدينية في العراق او المنقطة العربية |
أشكرك أخي العزيز سيد محمد الشرع على ردودك الموضوعية وعلى طرحك الراقي . . . المشكلة يا سيدنا عندما يدخل البعض ويحاول أن يخرج عن الموضوع الرئيسي ليدخل في نقشات جانبية تم الرد عليها كثيراً ويحاول بجهده أن يشوش على المتابعين من خلال تكراره لبعض الكلمات التي لا يملك غيرها . . . السيد الحكيم رضوان الله عليه لم يكن يحمل ( مشروعاً ) كالذي يتصوره البعض ، لأنه يعلم جيداً أن مثل هذا المشروع لن ينجح في العراق ولأنه يعلم بأن العراق ليست ايران والاختلاف كبير وجوهري بين الدولتين هذا أولاً : ثانياَ : السيد الشهيد كان قريباً من المرجعية النجفية وهو ابنها البار ولا يمكن أن يقوم بعمل لا تقبله المرجعية الدينية في النجف والشاهد على كلامي أن الكثير من الخطب التي ألقاها قبل وبعد عودته الى العراق أنه كان يعتبر نفسه خادماً لهم ويقبل أياديهم وهذا يبقى دليلاً قاطعاً على أن ما يظنه البعض ليس سوى وهماً . . . ثالثاً وهو الاهم : من خلال قربي منه رضوان الله عليه ومتابعتي لخطاباته من نعومة اظفاري لم أجد أي توجه لمثل هذا المشروع أبداً ، بل ما وجدته وما عرفته أنه يمثل الخط المعتدل أو الخط الوسط بين المرجعيتين في النجف الاشرف وفي الجمهورية الاسلامية ، كان عبارة عن ممثل لجميع الجهات ولكل التيارات كان يحمل هموم العراقيين بكافة أطيافهم فلو كان توجهه لجهة ما لما قبل به ( بعض الجهات ) ولما اعتبروه ممثلاً لهم وكانوا يعتزون بمعرفته . . . اذاً يا سيدنا العزيز من يريد أن يتكلم عن أي شخص يجب أن يتكلم بالدليل ولا يخترع امور من وحي خياله ولا يوجد لها أي أساس على ارض الواقع . . . أما مسألة تقبيل الأيدي وغيرها فأعتقد أنه ليس من الحكمة أن نتكلم عن مثل هذه الامور فماذا تركنا للمخالفين !!!! . . . تحياتي لك . |
لازلت اقول ان السيد الشهيد الحكيم (رضوان الله تعالى عليه )ومشروعه هو امل الامة
لذلك قتلوه شر قتلة (قتلة الحاقد على الاسلام والدين والمذهب )في محراب جده امير المؤمنين ولو قدر للسيد الشهيد الحكيم حياة اخرى غير التي حدثت لما كان حال العراق مثلما هي الان لانه مشروع خلاص |
اقتباس:
نعم سيدي الفاضل س البغدادي السيد الشهيد الحكيم كان هو أمل العراق بأكمله وكان هو مشروع العراق الجديد وليس مشروع كالذي يعتقده البعض . . . وكما تعلم يا أخي الكريم أن السيد الشهيد بعد عودته الى العراق تخلى عن العمل السياسي واتجه قبل استشهاده الى تحصيل العلم وفرغ نفسه للعمل الديني وهذا أيضاً دليل آخر على أن السيد الحكيم لم يكن يدور في خلده مشروع كالذي يقوله البعض من الاخوة هنا . . . تحياتي لك . |
سيدي العزيز و استاذي الفاضل الذي منه اتعلم و استفيد
الاخ الرجل الحر وفقه الله في كل مداخلاتك الثلاثة الاخيرة التي تداخلت بها , فانني لا اجد كثير اختلاف في الرؤى و التصورات هناك اختلاف ضئيل لا قيمة له , الا اننا من حيث المبدأ و الرؤية فاننا متفقان .. لذلك فاني امني النفس , بالرجوع الى تلك النقاط الرئيسة التي تحدثت بها في التعليق 20 .. طبعا ان لم يكن عندك مانع , و لك الوقت الذي تستطيع الدخول فيه و ايضا لك ان تحدد طبيعة المداخلات او الاضاءات ان كانت نقاطي ليست مركزة او لا تخدم الهدف و الموضوع .. تحية لك اخي الفاضل . |
اخواني والله الخبر هواي ضوجنا لان نحن في فتره يجب ان نكون واحد وما نصير اثنين لان كما في الحكمه القائله بالفرقه الضعف ولجمعه القوه
http://dc03.arabsh.com/i/00479/mcmnkzpeta04.jpg |
سيدنا الشرع ,,
لي عودة ان شاء الله لأكمال الحوار مع حضرتكم .. |
اشكرك اخي الرجل الحر على سعة صدركم
و اتمنى اني لا آخذ من وقتكم بحسب ما يتوفر لك الوقت للحديث فاني و يشهد الله , استفيد كثيرا من بحر علمك و اتوق دوما للتزود منك .. تحية . |
حياك الله سيدي الشرع
حياك الله استاذي الرجل الحر مازلت متابعا لكم ولحواركم البناء الجدي ولو اني اختلف في تقييم بعض الامور مع توجهها الاخ الاستاذ الرجل الحر لكن مع ذلك فاني انحني اليه اكبارا لسعة صدره واحترامه للاخر وارائهم وسيدي الشرع ادامكم الله وثبت خطاكم وعززايمانكم بالله ورسوله والائمة لكم مني وقفة اخرى بعد حين ولكم التقدير والثناء |
سيدنا العزيز الشرع ادامكم الله ورعاك
تحليلك يحتاج الى دقة اكثر وبحاجة الى عمق تاريخي للمرحلة الساخنة التى خاضتها التيارات والاحزاب الاسلامية بكل اطرافها فمسالة الانفصال هي مسئلة طبيعية بالنسبة الى منظمة بدر لها وجودها وتأريخها وتضحياتها اما انك تضع العصائب وغيرها من المجاميع التى تاريخها لايتجاوز عدد من الايام امام عمالقة الجهاد (بدر وحزب الدعوة والمجلس الاعلى) ارجو ان تراجع حجم وعمق القضية فعندما اخذت العصائب وغيرها بمايسمى المقاومة كانت هذة الاحزاب تكافح وتقاتل على عدد من المحاورالمستعصية هي اشرس وكثر عصيانا من المحتل الذي كان في الظاهر هومساعد للبناء البلد واذكر لك مثلا(محور المفاوضات مع شياطين الاحتلال الماكر )(محور الوجود التركي المتمثل بعملائة وهم معروفين )(محور الوجود اللقيط للدول الخليج ودعمها المفضوح لرموز الارهاب)(محور عملاء الاردن وليبيا والمغرب وتونس وغيها من الدول) (محو رالارهاب الذي يقاتل في داخل البلد البعثيين واعوانهم) (محور الطابور الخامس الذي عمرة ثلاثين عام من الكذب والغش ومايصورة ويروج لة بان الحكومة ايرانية وغير شرعية)ومحورالبناء واعادة مؤسسات وغيرها) وهذه الاحزب استلمت زمام الامور في بلد عاث به اعوان صدام الفساد والحروب مايقارب(35)سنة وعندما كانو يقتلون النظام الفاسد لم يكن ولاعربي او شيعي من اي دولة باستثناء الجهورية الاسلامية كانت الملاذ الامن للمستضعفين ؟؟؟ اما ان تضع حركات وجدت لتصنع لها تاريخ مشوش وعلى علامات استفها وان بدر يتحالف معها مستقبلا فهذا خلاف للقوعد الفقية التى اعطت الشرعية للوجود بد ر من التاسيس وحتى مرحلة الدخول في بناء مفاصل الدولة والتى اعطت امر الانفصال كذالك؟ تقبل تحياتي لك ولجميع المشاركين عذر على الاطالة |
ردي عليكم يا سيد محمد الشرع سوف يكون باللون الاحمر ان شاء الله تعالى [quote=محمد الشرع;1690284]الاخ الفاضل الرجل الحر .. عندي عدة اشكالات اوردها وابينها .. اولا : عليك ان تثبت لي اولا تحول المجلس الاعلى من ولاية الفقيه الى مرجعية النجف الاشرف التي كما تقول انت انها لا تؤمن بولاية الفقيه مطلقا . سيدنا الكريم هذا الامر يدركه جيداً كل من كان ولا يزال قريباً من مواطن صنع القرار السياسي في العراق وهو ليس من الاحاجي الخفية على احد بل هو معلن بين اوساط المجلس الاعلى ,, كما انه بين وواضح في قولكم في الموضوع الاصلي حيث قلتم (تعرفون ان في تيار شهيد المحراب من يرجع على مستوى قياداته الى مرجعية السيد السيستاني , اما باعتباره المرجع لهم او ( الولي الفقيه الاقليمي ) بحسب متبنيات نظرية ولاية الفقيه المتبعة في الجمهورية الاسلامية فبالنتيجة , هناك رجوع مباشر للمرجعية الدينية النجفية بصورة مباشرة .. و بالتالي , فانه لو ارادت الجمهورية الاسلامية من تيار شهيد المحراب ككل فعل امر تراه الجمهورية الاسلامية ضروريا , فانه قد لا تكون الاستجابة بنسبة 100% , نتيجة لتعدد الرجوع للمرجعيات فيه ..) .. ولست ادري هل دار في خلدكم سؤال غاية في الاهمية ,, هو ,, هل كان المجلس الاعلى وهو يقارع اعتى طاغوت عرفه التأريخ من داخل اراضي الجمهورية الاسلامية يعمل وفق فتاواى السيد السيستاني ام تراه يعمل وفق منظور ولاية الفقيه و فتاواى الولي الفقيه واوامره الولائية ,, ؟؟ الجواب يا سيد محمد لا يختلف عليه اثنان في ان المجلس الاعلى انما كان يعمل وفق اوامر ولاية الفقيه حتى دخل العراق فلم يعلن انسلاخه عنها الى ان استشهد السيد محمد باقر الحكيم ,, وهنا يرد السؤال الاخر ,, بأي وجه حق ان تصادر جهود الاخرين الذين اغدقوا عليك بما انعم الله عليهم وصنعوا لك كيانا واسماً وحولوك من ضحية هارب لاجئ الى ند مقاوم مجاهد مقاتل فتذهب بكل جهودهم الى غيرهم وتعطي الولاء لسواهم ؟؟.. الجواب اتركه للضمائر الحية. و ثانيا : علينا الدخول بتبيان نظرية الحسبة التي في احد بنودها ( وجوب طاعة المتصدي من عدول المؤمنين فيما يخص حفظ النظام ) , فضلا عن طاعة الفقيه المتصدي كالسيد الخامنائي حفظه الله مثلا .. نعم يا سيد محمد لا شك في ان هذا ما اتفق عليه العقلاء في وجوب طاعة المتصدي ,, لكن المتصدي الى ماذا ,, هل هو تصدٍ لمشروع سياسي اجتماعي مصيري يكون للفقيه القيادة الكاملة فيه ام التصدي للقضايا التي تخص الفقه الفردي فقط ؟؟.. الان لو كنت مجرد انسان بسيط لاتحمل اي توجه سياسي او طموح مصيري كبير فأن اتباع المتصدي للقضايا الفردية التي تخص الحلال والحرام والطهارات والنجاسات ومعاملات البيع والشراء هو الامر اللائق بشأنك وهو امر عائد الى حرية اختيارك,, لكن ان يأت كيان كبير له تأريخ عتيد من العمل السياسي والجهادي ولديه مشروع اقامة حكم الاسلام على ربوع الارض ثم ينضوي تحت قيادة ليس لها اي توجه للعمل السياسي ولا اية اطروحة في مجال البناء المدني لكيان الدولة وتعلن عن نفسها بأنها قيادة دينية فقهية محضة ,, فهذا ما يعد تخبطاً سياسياً واضحاً خصوصاً وان المرجعية المتخصصة في الفقه الفردي قد لا تجد في رسالتها العملية باب الجهاد الذي هو العمود الفقري الذي قام عليه ذلك الكيان الكبير و ثالثا : علينا ان نبحث جيدا , في ان مسألة الولاية هي مسألة عقائدية بالنسبة للمجلس الاعلى لا يمكنه ان يتخلى عنها و لاي سبب من الاسباب مهما كان . سواء كان المجلس الاعلى يعتبرها عقائدية ام لا فقد اختلف مع ولاية الفقيه بالرغم من كونه الى الان يتلقى الدعم المادي منها بأعتباره كياناً شيعياً كباقي الكيانات الشيعية التي منها من يسبح بلعن ولاية الفقيه بكرة وعشياً ,, ويا ليتكم تتأكدون سيدنا العزيز من صحة معلوماتكم من مصادر موثقة لتخبركم عن توجه رئيس المجلس الاعلى الجديد الذي راح البعض وبحسب معلومات غير مؤكدة يغازل السعودية وقطر بعدما اصر هادي العامري وقيادة منظمة بدر على الالتزام بالاوامر الولائية للولي الفقيه ,, في محاولة منه للضغط على الولاية ,, وبحسب ما اعرفه عن مواقف وخلفيات بعض مستشاري رئاسة المجلس الاعلى فأنني لا استغرب ابداً هذا الامر و رابعا : ما علاقة تغيير اسم المجلس الاعلى بمسألة التغيير في افكاره العقائدية مثلا ؟؟ انا لم اعتبر ان تغيير الاسم له علاقة ,, على الرغم من الاشارات التي قد يعطيها التغيير الى امكانية تخلي المجلس الاعلى عن مشروع اقامة حكم اسلامي خامسا : و لنا ملاحظات كثيرة حول انحسار المجلس الاعلى و تراجعه وسط صعود نجوم جديدة في الساحة العراقية , سنتعرض لها بحسب وجهة نظري . سأكون في انتظار رأيكم في هذه المسألة سيدي الكريم ... ( أن البحث عن ولاية الفقيه بين فقهائنا ليس بحثاً عن أصل الولاية، فإن مسألة الولاية وضرورة تشكيل حكومة إسلامية مع القدرة عليها هما من المسلمات بين علمائنا، عدا شرذمة ممن ذهب إلى أن تكليف المسلمين في عصر الغيبة هو الجلوس في البيت مهما كان الحال حتى يظهر الإمام الحجة، فلا يجوز لهم السعي لاستلام الحكم وإن تمكنوا من ذلك. وهذه الشرذمة لم يعتن بها علماؤنا الكرام، واعتبروها من شواذ الطائفة، لأن مؤدى كلامهم سقوط كثير من آيات القرآن والأحاديث عن أي قيمة اجتماعية في عصر الغيبة وخصوصاً آيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا ما لا يمكن لمسلم ملتفت واع أن يقبل به، فكيف بعلمائنا الكرام. فلا خلاف بين محققي علمائنا الأجلاء حول مبدأ الولاية وضرورة تشكيل حكومة إسلامية. ولو فرضنا وجود خلاف في هذه الضرورة فلن يكون هناك خلاف في جواز ومشروعية تشكيل حكومة إسلامية. وإن عدم الخلاف المشار إليه ينتج أيضاً بالضرورة عدم الخلاف على كون الولي هو الفقيه الجامع للشرائط، ولن تجد أحداً يرجح غير الفقيه على الفقيه، لأن من لم تتم عنده الأدلة اللفظية فلابد أن يتم عنده الدليل العقلي أعني دليل الحسبة المعول عليه عند جميع العلماء الفقهاء المحققين، وقد طبقوه في موارد متعددة كمورد الأيتام والقصر والحدود والقضاء وكثير من مصالح المسلمين العامة، ولم يكن التطبيق على هذه الموارد من باب الحصر. ومن أهم موارد الحسبة تشكيل الحكومة الإسلامية لما فيه من نشر للعدل والمعروف ورفع للظلم والمنكر، وترسيخ للقيم والمفاهيم والعقائد الإسلامية الصحيحة. كما أنهم اتفقت كلمتهم على أنه يجوز أن يتولى المؤمن والفقيه في حكومة الظالمين من أجل هذه العناوين، فهل يا ترى سيحرّمون على المؤمن والفقيه الدخول في حكومة المؤمنين أو تشكيلها، أم هل سينظرون إلى حكومة المؤمنين على أنها حكومة ظالمين؟! هذا ما لا يمكن افتراضه إلا عند الشرذمة التي أشرنا إليها سابقاً. ) سيدنا الكريم انك تعلم اكثر من غيرك ان الخوض في هذه الامور لن يكون له عدالة تضمن استمرار النقاش في المنتدى وكما تعلمون سوف يتنهي بأحلال النقمة واللعن على مناصري الولاية بمجرد ان يطرح رأي يخالف اراء نمط معين من الفقهاء ولسوف يعتبر الامر على انه تهجم على مقامات المرجعيات ,, غير انني سوف اكتفي بأن اقول لك ,, ان هنالك حاجة ماسة لأن تبحث في هذا الموضوع بين الاوساط الحوزوية في النجف الاشرف ولسوف تجد بين الكبار من يلعن الجمهورية الاسلامية ومن يقوم عليها ,, كما يلعن اي مشروع لأقامة حكم قبل حكومة الامام المهدي ارواحنا فداه ,, عند ذاك سوف تكتشف بأن اراءك كانت عبارة عن نوايا حسنة و تصورات طيبة وشفافية مفرطة . و سنناقش بقية الامور تباعا .. تحية لك .[/quote] |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 11:36 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024