منتديات أنا شيعـي العالمية - متجدد:تغطية أحداث البحرين تحت الاحتلال السعودي و الخليفي

الخميس ۲۱ نيسان ۲۰۱۱ ۱۱:۱۲

تمرد السعودي على الادارة الامريكية يطلق يد ايران لضرب الاحتلال السعودي في البحرين

http://www.islamtimes.org/images/doc...00066863-b.jpg

إسلام تايمز ـ الثورات العربية التي انتصرت في مصر وتونس كشفت حقائق كثيرة لم يكن في يوما ما متيسر فهمها ولا التطرق الى خفايا كثيرة لم يكن في وارد المراقبين الحدس بها
‘ الا ان الثورة المصرية بحكم حساسية موقع هذا البلد العربي الكبير وتداخلات الحسابات الدولية فيما يخص الصراع (العربي الاسرائيلي) استطاعت ان تكون فريدة في فرض معادلة تختلف عن مثليتها التونسية نظرا لدور نظام حسني مبارك في رمزية بقاء ` نادي الانظمة الاستبدادية والديكتاتورية` في المنطقة وتحالفه مع رأس الافعى الاكبر والمتمثلة في مملكة ال سعود التي وجدت نفسها الراعية لكل تلك الانظمة ومنها مصر مبارك ‘ الا ان سقوط الاخير وتخاذل ـ في نظر النظام السعودي ـ الادارة الامريكية في نجدة الحليف الكبير وتركه لوحده كي يواجه مصيره في مواجهة ثورة شعبه الذي طالب بسقوطه وقد اسقطه قد اغضب `رئيس` النادي اي السعوديين الذين وجدوا في الموقف الامريكي اهانة ما بعدها اهانة لهم ولم يعجبهم ذلك فقرروا ان يستقلوا في قراراتهم بما يخص الوضع الاقليمي ويتخذوا قرارات متهورة وأحيانا خطيرة من دون مشورة الامريكيين ‘ كانت السعودية قد طلبت من الادارة الامريكية تحريض نظام مبارك على استخدام القوة العسكرية لاجهاض ثورة الشعب المصري ولم تستجب تلك الادارة رغم الضغط الاسرائيلي الذي وجد في مبارك حليفا استراتيجيا له في المنطقة ومنفذا لكل مخططاته الا ان الرئيس الامريكي وبعد ما تلقى مشورة من خبراء كبار رفض الاستجابة وترك مبارك ليلاقي مصيره بنفسه وحدث ما حدث وانتصرت الثورة المصرية وهو ما لم يعجب حكام السعودية فقرروا العمل بمفردهم في حماية انفسهم واصدقائهم الديكتاتوريين .

جاءت عملية الغزو السعودي للبحرين واحتلالها من قبل جيش مدجج باسلحة ثقيلة وهو الجيش ذاته الذي تلقى هزيمة نكراء في صعدة اليمن على ايدي مجموعة مقاتلة لا تمتلك الا اسلحة قديمة وبدائية وهم الحوثيون الذين استطاعوا في ومضة عين السيطرة على عشرات القرى الحدودية السعودية والدخول الى عمقها واسر المئات من الجنود السعوديين بعدما رأو دخول تلك القوات المعتدية الى اراضيهم لحماية نظام المجرم عبد الله صالح وحربه ضدهم وارتكاب المجازر بحق ابناءهم ‘ نعم جاءت عملية غزو البحرين لتكشف السدال عن حقائق وامور لم يكن بمقدور المراقبين التنبأ بها لولا هذا الغباء السعودي والارتباك الذي حل اركان نظامه بعد سقوط مبارك وعلى وشك ان يلحق به عبد الله صالح .

دخل الجيش السعودي الى البحرين واحتلها وواجه شعبا اعزل لايملك الا سلاح `سلمية سلمية` رغم ذلك الا ان جيش الاحتلال لم يروق له حتى هذا الشعار خاصة وان جنوده دخلوا البلاد ورؤسهم العفنة معبأة بحشويات الفكر الوهابي بانهم ذاهبون الى معركة مقدسة لمواجهة `اليهود والمجوس(يقصدون ايران!!) والنصارى` كما جاء في الفيلم الوثائقي الذي تناقلته مواقع الانترنيت لجيش الغزاة وقد رفعوا ايدهم بعلامات النصر! وهم يصرحون ان البحرين `سنية` ولا مكان لليهود والمجوس فيها!! وقد كشفت تلك التصريحات الخلفية الحقيقية وراء الغزو وعملية احتلال البحرين رغم بطلان ادعاءات التدخل الايراني وعلى لسان العديد من زعماء الادارة الامريكية وحتى وثائق ويكليس والتي اظهرت حقيقة الاوضاع في البحرين ومدى تعرض اهلها للظلم والتمييز واعتراف الامريكيين ان لا دليل بتورط ايران فيها‘ الا ان السعوديين لم يعجبهم ذلك ارادوا ان يستبقوا احداث لم تقع ولا هي في المنظور ان تقع ولكن غباءهم دفعهم الى اتخاذ قرار خطير باجتياح الجزيرة الصغيرة واحتلالها والتنكيل باهلها .

وبعيدا عن ما قيل ويقال حول ان الغزو لم يكن ليحدث لو لا الضوء الاخضر الامريكي للرياض خاصة بعد يومين من زيارة وزير الدفاع الامريكي للبحرين الا ان هناك ايضا مؤشرات وهي اقوى من تلك التي قيل تفيد ان النظام السعودي قد اتخذ قرارا بمفرده لاجتياح البحرين ولا علاقة لامريكا وادارتها به بل ان قرار الغزو والاحتلال قد اقلق الامريكيين واعتبروه عملا طائشا وفي مسار غير صحيح وانه سيضر بالمصالح الامريكية قبل غيرها ‘ فالبحرين مثلما هي تهم الرياض فانها تهم ايضا بقية الاطراف الاقليمية بحكم موقعها الجغرافي ولفسيفساءها الشعبي الذي يتشكل من طوائف واثنيات مختلفة لا يمكن ان يستقل طرف متهور بغزوها والتنكيل بشعبها او يتخذ قرارا يعرض امن المنطقة برمتها للخطر ‘ هناك الكثير من المراقبين رأوا في قرار الرياض باحتلال البحرين تمردا واضحا على الادارة الامريكية خاصة وان السعوديين حسب بعض المصادر قد ابلغوا واشنطن بقرارهم قبل نحو يومين من الغزو وهو يدل بوضوح ان الرياض قد خططت مسبقا لمثل هذه الخطوة ومن دون علم الاسياد في العاصمة الامريكية وهو ما اقلق هذه الاخيرة في ان تؤدي علمية الاحتلال الى نتائج وخيمة وعواقب سيئة شبيهة بتلك التي اعقبت عملية احتلال الكويت من قبل صدام الطاغية.

هنا يتسائل بعض المراقبين والمحللين ‘ هل من حق ايران التدخل في البحرين بعد ان قامت قوات الاحتلال السعودي بغزوها والتدخل في شأنها وتعريض امن المنطقة للخطر؟

هل للايرانيين الحق في ان يقاوموا هذا التدخل بشتى الوسائل والطرق حتى عبر استخدام القوة العسكرية لاخراج المحتلين من البحرين‘خاصة وان البحرين بحكم تنوعها الاثني والمذهبي وانفتاحها الواسع على ثقافة الحضارات العالمية ورفض شعبها والاكثرية من ابناءها للتطرف الوهابي والفكر التكفيري المفقس للارهاب الذي مصدره الوحيد هي السعودية يعطي الحق للاخرين ايضا في ان يقفوا موقفا حازما ورادعا امام خطر الارهاب السعودي الديني المتطرف والذي بدخوله عبر جيشه المحتل للبحرين قد ادخل المنطقة برمتها في خطر الارهاب وزعزعة امنها يفوق خطر الاحتلال البعثي للكويت ‘ كما ان العلاقة التاريخية التي تربط البحرين بالجارة ايران تعطيها الحق في ان تدافع عن شعبها في ظل تخاذل المجتمع الدولي عن ذلك وتخليه عن نصرة شعب البحرين والانصراف فقط نحو ليبيا ؟!

يعتقد المراقبون ان الموقف الايراني لما يجري في البحرين من تدخل سعودي فاضح في شئونها وقيام جيشه المحتل بالاعتداء على المواطنين واعتقالهم في الشوارع وانتهاك مقدساتهم عبر مداهمة المساجد والحسينيات وهدمها وتدنيس شعائر المسلمين الشيعة عبر اساليبهم الوحشية ‘ كان وما يزال موقفا متزنا وايجابيا قد راعى كل اصول وقوانين المجتمع الدولي حيث ان التنديد بذلك الاحتلال والاستنكار لعملية القمع كان هو الاسلوب الوحيد في التعامل مع الاوضاع القائمة في البحرين وهو موقف اعتبره المراقبون بانه عقلاني ومتطابق والقوانين الدولية ومتماشية مع لاعلان العالمي لحقوق الانسان والذي يعطي الحق للمجمتع الدولي بما فيه ايران للتنديد والاستنكار لجرائم بحق الانسانية ..

والاعتقاد السادئد ان الاحتلال السعودي للبحرين قد رفع الغطاء عن نظامه وهو اليوم في مازق بسبب الموقف الدولي الرافض لمثل هذ ا التدخل وقد يعطي مبررا قانونيا وشرعيا للتدخل اللايراني من اجل اخراج المحتلين من البحرين وحماية الشعب البحريني من الابادة التي يتعرض لها ‘ فيما يتجه رأي اخر الى ان ايران رغم حالة ضبط النفس التي يتسم به موقفها الا ان الامور قد تكون مرشحة الى التصعيد في اكثر من اتجاه في والوقت الذي يتجه الموقف الامريكي يوما بعد يوم نحو التخلي عن حلفاءه الديكتاتوريين في المنطقة في ظل تزايد الانتقادات والحديث المتصاعد في وسائل الاعلام الغربية اخيرا حول الانتهاكات الفظيعة لحقوق الانسان في البحرين واستخدام القمع والقوة بلا حدود ضد المدنيين والشعب المسالم والاعزل وهو ما دفع الى ان يطرأ تغيير في الموقف الامريكي رغم التصريحات المتناقضة لزعماء البيت الابيض والمسؤولين الامريكيين ..

فيما يتجه رأي اخر الى القول بان توجه الرياض شطر دول مثل الصين وروسيا والهند لكسب دعمها في مواجهة المستجدات السياسية في واهتزاز الثقة بين امريكا وحليفتها السعودية وتصرف السعوديين بمفردهم في التدخل في بعض بلدان المنطقة عبر دعم خلايا الارهاب والجماعات المتطرفة وهم يديرون ظهورهم لواشنطن سوف يفتح الطريق امام هذه الاخيرة وطهران للتقارب او التنسيق غير المتفق عليه في بعض القضايا الحساسة في المنطقة وقد يغض الامريكيين النظر حتى عن اي خطوة عسكرية تقوم بها ايران ضد التواجد العسكري السعودي في البحرين لحماية مصالحها وفي نفس الوقت للدفاع عن شعب البحرين علما ان النظام السعودي ومعه كل قوات ما يسمي بـ`درع الجزيرة` لن تسطيع مواجهة حتى كتيبة من الحرس الثوري الايراني خاصة وان لايران تجربة وكنز من الخبرة في الحروب البرية والبحرية يتخرج الالوف من اكاديمياتها العسكرية بحيث ان جيشا مثل جيش اسرائيل لم يستطع مواجهة`ميليشيا مقاتلة` في حرب تموز كانت مجرد جزء بسيط من تلك التجربة وتلك الاكاديميات!

بقلم الكاتب حسن خليل البحريني - السويد

/انتهى المقال/

الرقم : 66863