![]() |
(49) . . ان حالة الترف والركون الى زوائد الحياة الدنيا ، مما ستوجب (المعاقبة) فيما لو أوجب تقصيرا فى حق الله تعالى ، أو (المعاتبة) اذا أوجب غفلة وتثاقلا الى الأرض .. ولقد لاحظنا ان المستأنسين بفضول العيش يعيشون حالة الخدر الباطني ، حتى يتحول النعيم الذي يلفهم مع مرور الأيام الى شرنقة فيها الهلاك ، كهلاك دودة القز !!. |
(50) . . إن تذكر الإنسان الأيام الماضية من حياته يكاد يوجب له اليأس ، لما فيها من الصفحات المظلمة ، ولكن نقول أن تذكر الماضي الذي فيه الكثير من التقصير مدعاة للتعويض أيضا لمن كان يحمل همّ نفسه! .. فهل حاولت أن تدرس ماضيك بدقة ، لتبدل نقاط السوء إلى حسن ، وأيام سواد الماضي إلى بياض المستقبل؟ |
(51) . . ان الله تعالى لا يغير نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. والبناء الالهى على عدم سلب النعمة المعطاة إلا إذا قام العبد بما يخالف تلك النعمة .. فالذى يرى في نفسه هداية واستقامة نسبية ، ثم يتوجه إلى المنكر، فانه سيصل الى مرحلة لا يجد فيها حلاوة الايمان في قلبه ، بل قد يرى حلاوة الباطل في نفسه الميالة الى الشهوات ! .. |
(52)
. . يمكن أن يعرف حياة القلب وطراوته من خلال ثلاثة اختبارات منها: اختبار التفاعل الخوفي عند مناجاة الله تعالى .. ومنه اختبار التفاعل الشوقي عند ذكر صاحب الأمر (ع).. ومنه اختبار التفاعل الحزني عند ذكر الإمام الحسين (ع)، فهل نجحت في الاختبارات الثلاث؟!. |
(53)
. . من الاساليب المؤثرة لردع الانسان نفسه عن الشهوات الرخيصة : هو تذكر ما يعيشه المسلمون من الالام والنكبات ، فإذا لم يمكن مشاطرتهم بشيء عملي ، فإن اضعف درجات المساندة تتمثل في : الاذى الباطني ، وما يستتبعه من الدعاء والتضرع بين يدي الله تعالى.. وهو الذي لا ينظر الى عدد الداعين ، بل الى كيفية تضرعهم |
(54)
. . من نعم الله تعالى على العبد : الدموع الغزيرة ، سواء فى مناجاته لرب العالمين ، او فى تذكره لما جرى من المصائب على اهل بيت النبوة (ع) .. وعليه ، فمن ابتلى بجفاف الدمع ، عليه ان يسال ربه في رفع ذلك .. اذ من الممكن ان تكون هناك مخالفة خفيت عليه ، هو السبب في هذه البلية وخاصة في المواسم المهمة .. اوليس القلق هنا في محله ؟! |
(55)
. . إن الإنسان يتألم على فقد عزيز له من دون أن يطلب عوضا على ذلك ، فان دواعي الحب كافية لان تورث مثل هذا الألم .. ولكن عندما يصل الأمر إلى أحبة الله وأوليائه من النبي وآله (ص) فإننا كثيرا ما نطلب العوض مقابل إقامة عزائهم .. فهل نحن صادقون فى الحزن عليهم ، من منطلق فقد الحبيب ، لا المقدمية لقضاء الحوائج |
(56) . . الغنى الذي ابتلانا الله تعالى به ؟.. هل سياتي ذلك اليوم الذي يعض كل واحد منا على يديه على ما فرط في ايامه الخالية .. بل الكثيرون سيعيشون هذه الحسرة فى الدنيا قبل الاخرة ، ولكنه مع فوات الاوان ايضا . |
(57) . . كم هي الشريعة جميلة !.. حيث أنها تريد منا القليل وتعطينا الكثير ، ومن مصاديقها النية .. فما يضر احدنا أن يفتتح صباحه بنية عدم الإقدام على المعصية بتعمد وقصد ، ومن المعلوم أن الله تعالى إذا رأى فينا صدقا ، هيا لنا الأسباب التي تبعدنا عن غضبه .. أليس ربنا ودود لطيف بعباده حقا ؟! |
(58) . . تتجلى نعم الخالق جل اسمه في كل لحظة و حين.. و من أعظمها : تصريحه بالمغفرة لمن عمل السوء بجهالة ، و اعترف بخطيئته ، فإنه قد وعد الرحمة لمن اعترف بذنبه ، إضافةً للمغفرة .. فهل نحن كذلك مع من أساء إلينا ثم اعتذر ؟.. بل إننا مأمورون بالصفح الجميل : وهو أن نعامل المخطئ وكأنه لم يخطئ فى حقنا أبدا !! |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 01:08 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025