منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   المنتدى الإجتماعي (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=74)
-   -   ورقة القصص الخمسة (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=166713)

حميد الغانم 06-09-2013 12:20 AM

طرائف حزينة
________________

نعم عنوان اخر غريب يصب في خانة قصص التنمية البشرية
ولكن نبداها بطرفة اذ
ان احد الرعاة كان لديه ثلاث غنمات
فقال للناس قال هن ثلاث لا ينقصن ولا يزيدن
فقال له الناس صلي لانك قاطع صلاة
صلى اول يوم ماتت واحده
قال بلاء ونصبر
صلى ثاني يوم
ماتت الثانية
فترك الصلاة
وثالث يوم جاءت النعجة الثالثة تلعب بجانبه تنطحه
وهو قد ضاقت به الدنيا برحبها
فقال لتلك النعجة
( تسكتين او اصلي ركعتين الحقي بوصيحباتك النعجات )
اذ ان هذا المسكين لم يصبر عله رب العباد اختبره بالاثنين ليزده في الثالث
وتصور ان صلاته يه سبب لموت حيواناته
نعود من هذه الطرفة الى واقعنا
اذ ذات يوم
ذهب جماعة من الاساتذة الى محافظة العمارة
اغلبهم من كلية الزراعة وكلية الطب البيطري
وهنالك رأوا شخصا لا يصلي وهو يملك حيوانات وابقار وجاموس
رزقه الله بغير حساب
تكلموا معه
وجدوا انه كان يصلي ويقطعها
المهم
قنع هذا الرجل
وحتى حين صلاة الظهر
صلاها الرجل وصلى العصر
فكان هنالك استاذ مرح كما يمسى عادة عندنا بجنوب العراق
اختبئ خلف كومة من الحشيش وحين انتهى ذاك صاحبنا من الصلاة فقال يا الله هذه صلاتي تقبلها او لا تقبلها
فهناك قام هذا الاستاذ
باطلاق العنان لصوته قائلا للرجل من خلف الحشائش
ليست مقبولة ليست مقبوله ليست مقبولة
فما كان من هذا الرجل الذي صلى لتوه بان تعصب وحمق وصار يطلق العنان للسان
وهو يقول
قبلتها لو ما قبلتها ما تهمني بشي
( طبعا هنا يخاطب الله عز وجل )
ولكن لا يعلم ان الصوت هو صوت استاذ جاء من الجامعة
فسبحان الله
لحظة واحده اذا جاءنا صوت لا نعلم مصدره
هببنا نتهم الله عز وجل
لنستفيد ونتعلم
الا نحكم بمجرد سماع شي بل علينا ان نتمعن ونفحص وندقق في هذا الكلام وهذا الامر
وحكاية اخرى
من الطرائف المبكية
وهي وقعت لمقرب جدا مني
اذ الحمد لله والشكر
وفقه الله للذهاب الى الحج في احدى سني الحصار الاقتصادي على العراق وفي زمن الطاغية صدام اللعين
ومن المعروف في حينها لا طيارات تاخذ الحجاج بل بالنقل البري
وحيث السيارات التي تاخذ الحجاج وهنالك سيارات حمل تنقل اغراض ومتاع وحاجيات ومشتريات الحجاج التي اشتروها من مكة والمدينة المنورة
وصادف ان اقاربي هذا حين استقبل في طريق عودته من الحج
قد ضاعت اغراضه ومشترياته ما بين سيارات الحمل
واخذ الغضب منه ماخذه واخذ يتكلم بعصبيه وغيره من الكلام
واخذ يسب ويشتم
هذا العائد للتو من بيت الله الحرام
ولم يكتفي بالسب والشتم
بل تعداه الامر الى
ان سب وشتم الله عز وجل
فاي حج هذا الحج واي توبه واي غفران قد حصله هذا الرجل الكبير
من اجل بعض الاغراض
حتى رد عليه رجل كبير غاضبا منه
قال له بعد هذا السب لما ذهبت للحج اصلا
يا حجي طارت حجتك
وسبحان الله مرة دقائق بسيطة حتى وجد اغراضه
فاقول
لا تدع اشياء تافه بسيطة قليلة الثمن تحرمك مما هو نفيس واغلى واثمن
ولا تدع غضبك يقودك الى الهاوية والتهلكة والخسران المبين
فان الغضب مفتاح كل شر
حميد الغانم

حميد الغانم 13-09-2013 02:42 AM

الذلة

رجل كبير بالعمر امضى من عمره حوالي عشرين سنة ونيف في تدخين السيكارة
هي السيكارة صديقته التي لا يفارقها منذ شبابه
قضى طورا كبيرا من حياته وشبابه في صحبتها بحيث ادمنها ليله ونهاره نومه
باءت كل محاولات الناس الاهل الاقارب الاصدقاء لقطع السيكارة وتركها
لم تنفع كل المحاولات بل العكس صار اكثر عنادا وتمسكا بها لا يفارقها
بل عاند اكثر واكثر مع الايام
وبدلا من العلبة الواحده للسيكارة صار يشرب علبتين واكثر
وبات الامر مقززا من خلال الرائحه الكريهة كثرة المصاريف
وكذلك غبار السيكارة الذي ثقب دشداشته الجديده
استمر الحال اكثر من عشرين سنة
وتشاء الاقدار
ان يذهب الى العاصمة بغداد
جلس في احدى المقاهي الشعبية
نعم جاءته الذلة للسيكارة تلك التي كسرت كل ارادته وجعلته عاجزا تماما امامها
كان يحمل علبه السكائر بجيبه
او كما يحلو للعراقين باكيت الجكاير
والطريف كلمه باكيت هي قريبة جدا من كلمة pocket التي تعني جيب
ولكن صادف لم يكن يحمل اعواد الثقاب معه
فصار صاحبنا كالمدمن على المخدرات وذهب يطلب من الجالسين في المقهى عوج ثقاب
وصار كالمستعطي يتوسل لا لقمة عيش او رغيف خبز او ورقة نقد
بل يستعطي عود ثقاب
سبحان الله
هذا الرجل الكبير بالعمر الوقور
صار عود ثقاب بسيط يذله ويذهب بكرامته شيئا فشيئا
وطلب من رجل جالس هناك عود ثقاب واحد ليشعل سيكارته ويشفي غليله
نعم كان مع هذا الرجل اعواد ثقاب
اخذ الشخاطة كما نسميها بالعراقي رماها بوجهه
قائلا له او متشمتا او مذلا له
وباللهجة العراقية
( هم شايف نفسه مدخنجي وما شايل شخاطه )
كسرت تلك الكلمات كل كرامته ولم تبقي منها شيئا في تلك اللحظة
امسك بعلبة الكبريت
لم يشعل سيكارته وقف مفكرا
هي لحظة تفكير تعادل الدهر
فقرر قراره الاخير
اعاد علبه الكبريت الى صاحبها
شكره على علبه الكبريت
وشكره شكرا اخر
قال شكرا لك اخي لانك ايقظتني من سباتي العميق
اخذ السيكارة من يده كسرها قطعها ورماها
اخذ علبه السكائر داسها برجله
قائلا
ليس منا من لديه حاجة تذله
وليس انا من تذلني سيكارة او عود ثقاب
هنا
والراوي لهذه الحكاية هو نفس الشخص
وحكاها بعد سنين وسنين طوال وطوال
ولم يرجع لتلك السيكارة مجددا
-------------------------
لنتعلم ان نفكر لحظة واحده ونتخذ قرارا صائبا ينقذنا طول العمر
وان نتعلم
الا تكون لنا حاجة مهما كانت بسيطة تذلنا
حميد الغانم

حميد الغانم 20-09-2013 02:44 AM

بناء الذات

هي قصة اخترناها من ارض الواقع
وقعت في دولة الكويت
اذ صادف ان ذهب قسم من اعضاء احد المجالس البلديه
هنالك ولمده خمسه ايام حيث ان الدورة هي دورة ادارية لمعرفة ادارة المجالس والصلاحيات التشريعية والتنفيذية والتقاطعات الحاصلة بينهم
وهي معضلة المعاضل في العراق الجديد اذ كل يقول صلاحياتي وليس لك من الامر
وهكذا ذهبنا نحن مجموعة من اعضاء المجالس في حينها الى دولة الكويت
تعرقلنا هناك على الحدود بسبب تشابه اسماء او عذر واهي لا علاقة له من قريب او بعيد المهم كان هو ان يتعطل بعض الاعضاء
استغرق الامر ست ساعات تقريبا لغرض انهاء الاشكالات
ودخل اعضاء المجلس الكويت ومن كان معهم
وصلنا الى وجهتنا هناك على ساحل البحر حيث ارقى الفنادق السياحية والمطاعم والاماكن الترفيهية
وعلى الرغم من برودة الجو الا اننا تمتعنا بالساحل ومناظره الجميله بعد رحلة تعب وعناء
مر اليوم الاول بلقاء الكادر المتخصص لاعطاء الدورة الادارية
امراة بريطانية حاصلة على شهادة الدكتوراه ولديها مكتب استشارات
مر اليوم الثاني والثالث والرابع كله دورات من الصباح الى المساء
تطرقنا الى التخطيط الاداري والخطة الخمسية والخطة القصيرة المدى وطويله المدى
وهكذا فعلا استفدنا وافدنا في هذا المجال
وطرحت مجموعه من الافكار البناءه ونوعية المشاريع والمشاكل والحلول
في اليوم قبل الاخير تمرضت الدكتورة المحاضرة واصيبت بمغص معوي حاد
وهو اليوم الاخير من الدورة
كانت مريضه والالام القوية تاخذها يمينا ويسارا
ولكنها اخذت ورقة وقلم وبقيت تلقي المحاضرة وتكمل المنهج وتسال ونجيب
ونسال فتجيب
موقف غريب
سالناها
لما على الرغم من كل الاوجاع والالام
قالت هو اخر يوم وعلي ان اكمل واجبي على الرغم من الالم
( لنتعلم كيف نكمل ما بداءناه على رغم الوجع )
ونكمل حكايتنا
حين حل الليل وحان يوم غدا الرجوع الى العراق
جاء كبيرنا وقال علينا ان نزور ونعاود الدكتورة المحاضرة كما علمنا نبينا الاكرم
فعلا تجمعنا وذهبنا هناك طرق باب الغرفة او بالاحرى البيت السياحي
فتح لنا الباب محاضر اخر
ولم يكن معنا مترجم لذا وقعت الترجمة من مسؤوليتي لمعرفتي البسيطة باللغة الانكليزية
نزلت من الطابق الثاني ولكن الالام لازالت مستمرة
تطمئنا عليها نحن الزائرون ما يقارب 12 فردا
وهكذا جرت العاده عندنا
ودعناها وعدنا الى غرفنا في الفندق
وفي اليوم الاخير حان وقت العوجة في الساعة العاشرة
الاغرب
ان الدكتورة المحاضرة البريطانية جاءت في الساعة الثامنة صباحا لتودعنا
سالتني
قالت لما كلكم زرتموني وانا مريضة ليلة البارحة
اجبتها انها احدى عاداتنا التي ورثناها عن اباءنا وابائهم
ومستمرة ليومنا هذا
قالت لقد اثر بي هذا الشي كثيرا وكثيرا
ورجائي ان تحافظوا على هذه العادة كما نسميها في جنوب العراق
أي المعاودة والتكرار وعدم الانقطاع
السؤال الذي يطرح نفسه ما علاقة عنوان القصة مع ما ذكرنا اعلاه سياتي الجواب في الاسطر اللاحقة
اذ كما قلنا حان وقت الرحيل وصادف ان تاتي سيارتين لنا لذا كان التجمع في اقرب جناح من الفندق كان يسكنه زملاءنا
مررنا بالجناح الثاني
اذا بنا نفاجئ
ان بعض اعضاء المجلس من كان ينادي ويصمم ويخطط ويبني ويجيب ويدرس ويرشد
قام بتحضير الشاي
لا اشكال
ولكن الاشكال حين تنتهي من طبخ الشاي العراقي
المعروف عن الشاي العراقي بان يحضر مباشرة أي اقصد دون الاكياس المعلبة الصغيرة او ليبتون كما نسميه هنا
وبعد الانتهاء اقصد بعد انتهاء اعضاء المجلس
رموا فضلات الشاي ( او كما نسميه ايضا البثل)
(على الرغم من وجود حاويات النفايات والاكياس وبقربهم على بعد متر او اقل )

رموه في المغاسل وسدوا مجاري المياه ولاتفتح الا بالتنظيف
المهم
قام احد زملاءنا بتنظيف المغاسل ولملمة البثل
ورميه في اكياس الازبال ليعود المنظر جميلا نظيفا
وقال هذا الزميل حتى لا اكون قدوة سيئة تمثل بلدي في الخارج
فانظف ما قمت به انا لا اعند على غيري
ركبنا سيارتنا وعدنا الى العراق
ليقوم هؤلاء الذين رموا الاوساخ بغير موضعها الصحيح
ببناء مدينتهم
وكيف لهم ذلك وهم لك يبنوا انفسهم حتى
( ومن لم يكن قادرا على بناء نفسه وذاته كيف يبني غيره )
ولنتعلم كيف تلك مع مرضها ووجعها اكملت واجبها واحسنت فيه
وكيف بعض الاناس يهدمون ما يبني الغير لانه داخله خاو بالي لا بناء فيه ولا عمران
حميد الغانم

حميد الغانم 26-09-2013 10:30 PM

الاصدقاء والخيانة

منذ ايام كنت اقلب صفحات كتاب عن تربية النفس البشرية
واحاديث اهل البيت في هذا المضمار
وحقيقة كان الكتاب رائعا ومربيا ومهذبا للنفس
وكان الكاتب ذا قدرة على الاستنباط من القران الكريم والجمع مع احاديث اهل البيت عليهم السلام
وهنا مر علي حديث
الاصدقاء نفس واحده في اجساد متفرقة
رائع هذا الحديث وجميل جدا بما يحمله من معاني كبيرة وسامية
ولكن
هنا استطرق قصه وقعت في احدى مدارس جنوب العراق
بين صديقتين بلغ من القرب بينهما كانهما اختان واكثر
والصداقة التي جمعت بينهما صارت نموذجا يحتذى به لمن حولهن
علما ان هاتين الصديقتين معلمتان تعملان في مدرسة واحده
الاولى هي مديرة المدرسة والثانية هي معاونتها
ومن المعروف في العراق ان استلام الراتب يكون من قبل ثلاثة اشخاص لا شخص واحد وعلى الجميع الحضور على المصرف
ولكن احيانا يمكن لشخصين الحضور والثالث يوقع على ظهر الصك او الشيك الخاص بالراتب
وحيث ان المعلمتان الصديقتان المقربتان الى درجة وصل الامر ان توقع المعاونة عن المديرة حين ذهابها الى المصرف
وبموافقة المديرة صديقتها
واستمر الحال سنة لا اكثر
استمر الحال سنتان اكثر
اربع سنوات
اكثر
بل استمر الحال ست سنوات
نعم ستة اعوام أي اثنان وسبعون مرة استملت الراتب
وكان الامر عاديا والصداقة مستمرة
ولكن
واه من هذه ال ( لكن )
صادف ان وقع خلاف بين هذه المديرة وهذه المعاونة
اعتذر بين انموذج الصداقة الحية القدوة لكل من حولهم
واستمر الخلاف وانقطع الكلام
وباءت كل المحاولات للاصلاح بين الاختين الصديقتين المعلمتين المقربتين
لم تنجح أي محاولة
وما هي الا ايام
واذا بالمعاونة تفاجئ بامر القاء قبض صادر من قاض التحقيق
ارتعبت تلك المعلمة
لم ارتكب أي شئ حطأ
لم اقترف ذنبا
لم اجني أية جناية
صرخت استنجدت استغاثت
لم ينفع
الامر صادر من القاضي
القي القبض عليها قيدت الى قاضي التحقيق
انت فلانه انت المعلمة انت معاونة المدرسة
هل تعرفين
مديرة مدرستك المعلمة صديقتك المقربة
فلانه بنت فلان
قالت نعم
فقال لها القاضي
هي تقدمت ضدك بشكوى
وهي انتحال شخصيتها وتزوير توقعيها واستلام الراتب باسمها
وقع المحذور
ولا مناص
عرفت ان صديقتها قد غدرت بها
وبالفعل ارسلت المعلمة الى خبير الخطوط واثبت ان الخط والتوقيع ليس توقيع مديرة المدرسة بل هو توقيع معاونتها
ونعم
قيد اهل المصرف الى التحقيق لانهم ساعدوا المعاونه في استلام راتب المعلمين
وكثرت التحقيقات والاسئلة والاجوبة
وحكم على تلك المعلمة
بست سنوات سجن
نعم
ست سنوات سجن
لانتحالها شخصية غيرها وتزوير توقيع شخص اخر
وتهدمت عائلتها
واطفالها فقدوا من حنان امهم
وذلك بسبب حقد أمراة اخرى ظنتها انها صديقتها واختها يوما
"أحبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما , وأبغض بغيضك يوما ما عسى ان يكون حبيبك هونا ما "

حميد الغانم
لنتعلم اننا يوما وان اردنا ان نساعد غيرنا ولكن بطريق اجازه رب العالمين الينا







حميد الغانم 03-10-2013 10:59 PM

البسيط القاتل

يحكى حين كنا طلابا حول اهمية العمل والدقة في أداءه والا نتهاون في أداء الشي ولو كان بسيطا وقد نقول في قرارة انفسنا ان هذا لا يؤثر لا يهم
واتذكر كان أحد الخياطين حين يكون هنالك انحرافا بسيطا في مسار الخيط الذي يخطيه يطلب من الصبي او المتعلم ان يفتق ذاك الخيط ويعيده خياطته ولو كان بمقدار سنتمرا واحد
وحين سالوه لماذا لا يهم
اجاب كي لا يتعلم من الان على الخطأ وحين يكبر تاخذ يده طابع الانحراف
فتفسد بضاعته
من هنا
كانوا زملاءنا من طلبة كلية الطب يرون عن زميل لهم كان ذكيا وبارعا ودارسا ومن الاوائل ام لم يكن الاول في دراسته في كلية الطب
وحين حان وقت الاختبار العملي على احد المرضى
ساله الاستاذ ما مرضه
قال كذا وكذا
قال ما علاجه وكمية العلاج
فاجاب كذا ملغم من هذا الدواء
وكذا ملغم من هذا الدواء
ولكن بعد ثواني بسيطة عاد الى الاستاذ
وقال لا يا استاذ
ان كمية الملغرامات التي وصفتها ضعف الكمية المطلوبة
فقال له استاذه الطبيب
ان خطاءك هذا وخلال هذه الثوان قد يكون قاتلا ان لم يقتل مريضك

حكمة جديرة بالاتباع والدراسة والفهم
فربما تكون الثانية الواحده
فقط الثانية الواحده
كافية لانفجار سيارة مفخخة
او
تفكيكها وانقاذ عشرات الارواح والعوائل
وربما
ان كنت في ماء وانفك فوق الماء بمقدار سم واحد او ملمتر واحد فانت حي
ولكن
لو كان تحت الماء بمقدار ملمتر واحد وحرمت الهواء فانت في ناقوس الخطر
او في يد الموت الذي تعددت اسبابه
ومن هنا
ننطلق الى حكايتنا
وهي حول احد الاطباء المشهورين في مجال القلبية والصدرية
اختصاص صار مطلوبا في العراق كثيرا نتجية ارتفاع ضغط الدم وكثر الجلطات والسكتات القلبية وغيرها من الهم والغم الذي اصاب هذا الشعب ناهيك عن طبيعة الاكل وما شاكله من مسببات لهذا المرض
راجع هذا الطبيب احد المرضى
يشكون من الم في صدره
متكرر
فحصه الطبيب وضع السماعة الطبية واسئلة طبية واخرى تاريخية عن حياته وطعامه
فما كان من الطبيب الا ان
اخبرك ذاك المريض
بان لديك انسدادا بالشرايين وكذا وكذا من تهدل صمام وغيره من امراض القلب
وانك
ميت
بعد
ثلاثة
اشهر
صعق المريض
اصيب بالغثيان
اين كان باي حال
واين اليوم صار الى أي حال
فمن حياة الى موت
وانتظار الموت من اشد البلاءات
هنا
المريض لثقته المطلقة بالطبيب لم يراجع طبيبا اخر
وقد يكون
لجهل هذا المريض
ام
فطرته وطبيعته
ولكنه كان معلما في مدرسة ابتدائية
هنا
لم يجري هذا الطبيب تخطيط قلب للرجل المريض
( وهذا خطأ بسيط في نظر البعض ولكنه قاتل )
فالحكمة
( الا تبني نتيجتك وحكمك على نقصان معطيات بل عليك ان تلم بكل الجوانب حتى تصدر حكما على الاخرين )
مرت الايام
والمريض يتقلب يمينا وشمالا
لا ياكل الا القليل القليل او لنقل ترك الطعام
وهو ينعى نفسه ويصرخ غدا اموت وغدا اموت
وتمر الايام
وانقلب بيت الرجل الى حزن ونحيب وبكاء واهل المريض
في قلق وخوف
فساعة الموت قريبة لابنهم
من لاولاده من لزوجته
ويمر الشهر الاول والثاني والثالث
لم يمت المريض
بل
بدات الالام تزول رويدا رويدا
رجع الى
ذاك الطبيب
قال له
دكتور اخبرتني بانني ساموت بعد ثلاثه اشهر
ولم امت
فحصه الطبيب
اجرى له هذه المرة فحص تخطيط القلب ودقق في المعاينة والفحوصات
قال لديه لديك الام بسيطة
وانك لن تموت
المفروض
ان يفرح ذاك المريض المعلم بما قال له الطبيب
المصيبة
ان المريض نفسه بدأ يشكك بطبيبه نفسه الذي اخبره انه لن يموت
قال لا
لا دكتور
انت قلت ساموت يعني ساموت
اجابه الطبيب
لا لن تموت
قال ساموت وساموت
هنا المصيبة
تدمرت نفسية الرجل المريض المعلم وانهار عقليا
وبدا يردد ساموت وساموت
اخذه اهله وزوجته المسكينة
الى طبيب اخر
واكد ما قاله الطبيب الذي قبله
انه يعاني من مرض بسيط غير مميت
ولكن المعلم
قال
ان الطبيب الفلاني اشهر طبيب في القلبية قال ساموت
وهكذا
عاد الى طبيب وطبيب وطبيب
وبقي يقول ساموت ساموت
وحيث ان نفسيته وعقليته انهارت
اهمل عمله كمعلم
وقصر في اداء واجبه تجاه مدرسته وطلبته
منح اجازة ومن ثم طرد
من الوظيفة
ليس من معيل يعيله
باع ذهب زوجته واثاث بيته
كل هذا يذهب الى طبيب وطبيب
والكل يقول لا شي بك
ولكن بقي الرجل
يكرر ساموت وساموت
واخر المطاف ان
وضع الرجل في المصحة العقلية
وتلك زوجته تنحب وتبكي فلا معيل واطفال عيال صغار يحتاجون الى الطعام الشراب والملبس والالعاب والحماية
ويحتاجون الى محنة اب حنون
وهم لا يعلمون
ان من دمر اباهم وحياتهم
هو خطا طبيب
نتصوره سهل ولكن جهل ومدمر
ولنتعلم ان نكون لطفاء في تعاملنا مع الاخرين وودودين
فرسول الله صلوات ربي عليه وعلى اله
ثمرة العقل مداراة الناس
وخصوصا من كان منهم مريضا
حميد الغانم


حميد الغانم 10-10-2013 11:58 PM

التواضع والرفعة
____________

عن اهل بيت النبي الاكرم محمد صلوات ربي عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين
من تواضع لله رفعه
وعن الصادق سلام الله عليه
ان الحكمة لا تستقر الا في قلب المتواضع
من هنا
ننطلق لحكايتنا
فصادف ان ذهب احد الاطباء الحاصلين على شهادة البورد الامريكي في طب المجتمع
ان ذهب الى محافظة ميسان في جنوب العراق
او كما درجت العادة هنا ان نسميها العمارة
ذهب هذا الدكتور لغرض اكمال معاملة تعيينه كاستاذ في كلية الطب في جامعة ميسان
ونعم ذهب هو وابن خاله الذي هو ايضا حاصلة على شهادة البورد العربي في جراحه الاطفال
معا ذهبا الى كلية الطب هناك وسرعان ما تحولت معاملة التعيين
الى مكتب رئيس جامعة ميسان لغرض التوقيع واكمال المعاملة
جلس الاثنان معا في غرفة مدير مكتب رئيس الجامعة
بانتظار ان ياتي للدخول عليه او ادخال الاوراق
فقال مدير المكتب
ان رئيس الجامعة او كما يسمى الدكتور سياتي بعد ربع ساعه
جلس الطبيبان الحاصلان على شهادة البورد ينتظران
وتحدثا مع مدير المكتب عن الغربة في امريكا
وصعوبة الحياة وطبيعة العادات والتقاليد والاعراف
مضى الوقت سريعا
ودخل رجل قصير القامة بسيط بملابسه وهندامه
سلم على الجالسين بيده فردا فردا
من اليمين الى الشمال
وذهب الى اين لا يعلم احد
لاي سبب جاء
فهو رجل بسيط لم يكن بفخامة ملابسة او مظهره او كما هو بائن من ماله
فهو بسيط متواضع
فاذا
باحد الجالسين
قال هذا هو رئيس الجامعة
عجبا
ثم عجبا
رئيس الجامعة يمر على الجالسين يصافحهم بيده
وملبسه البسيط ومظهره المتواضع
حتى ان احد الطبيبين
قال لو قلت لنا لسلمنا عليه جيدا
دقائق اكمل البريد وكان هنالك خطا في معاملة احد المتعيين صححها بسرعه
دون تعقيد او روتين ممل او كتابنا وكتابكم
وهكذا تمر الايام والايام
وهذه الجامعة الفتية التي انشات ليس منذ وقت طويل
فهي جامعة فتية بامكانياتها وعمرها وكادرها
ولكنها مع الايام
احتلت مكانا مرموقا بين جامعات العراق كافة
حتى انها تجاوزت وغلبت جامعة البصرة
التي هم بالاصل ام لجامعة ميسان
كيف ولماذا
الجواب ياتي من خلال حديث اهل البيت
من تواضع لله رفعه
حيث الصدر الرحب للمسؤول وحسن استقباله لرعاياه وسماع النصح والتقبل
كان اساسين في نجاح هذه الجامعة الفتية
وحيث الروح الشبابية في قيادة العملية الادارية والتعليمية
بعيدا عن قسوة القلب
ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
من هنا
نرى ان هذه الجامعة بداءت تستقطب الكفاءات يوما بعد يوما
نكمل قصتنا
وتمر الايام والايام
فاذا بوزارة التعليم العالي في هذا العام 2013 تكرم نخبة من الاساتذة المتميزين
اصحاب المؤلفات والبحوث وبراءات الاختراع
فاذا
هذا رئيس الجامعة اقصد جامعة ميسان
من ضمن المكرمين بل من اوائل المكرمين
الاسباب
كثرة بحوثه
كثرت مرلفاته
واعتقد تجاوت العشرين مؤلفا
حتى ان احد المدعوين
قال ان تاليف كتاب واحد ياخذ الكثير الكثير
فكيف بعشرين كتابا
وصفق الحضور لهذا الرجل
حين اعتلى المنصة ليستلم درع وزارة التعليم العالي
وهو هو
بسيط بملبسه وهندامه
كبير بشخصيته
فلنتعلم ان نكون متواضعين مثل هذا الرجل
وان المسؤول
اذا تواضع ارتفع وارتفع معه كل كادره ومهنته ومكانتهم
ولكن
نقارن مع رئيس جامعة اخر
له صيت كبير بين الاساتذة
ومكانة علمية مرموقة مشترك في مؤتمرات وندوات
وله بحوث كثيرة
عمل بجد وجد
ولكن مع الايام
تضاربت مصالح الرجل مع بعض العلماء في الجامعة الذين لهم انجازات كبيرة
ولي شخصيا تجربة معه لم تكن بالطيبة
وغيرها من التجارب
ولكن الجامعة التي هو رئيسها
لم تحصل على تقييم من ضمن الجامعات المتفوقة بانجازاتها وابداعاتها
عجيب
فهذا الرجل اقدم من ذاك الرجل
وهذا فرع علمي وحاصل على شهادة الدكتوراه من الدول الاوربية
وذاك لغة عربية حاصل عليها من العراق
وتمر الايام
فاذا برئيس الجامعة الحاصل على شهادته من الخارج
يصدر به امر وزاري بتنحيه عن رئاسه الجامعة
استغرب الجميع لقرار الوزير
عجيب
وتمر الايام
فاذا به يقع بين يدي
تقرير حزبي
للتعريف لمن هو من خارج العراق
تقرير حزبي
يكتبه احد اعضاء حزب البعث حول مجموعه من الناس او الشباب او الطلاب او الكسبة
كافة شرائح المجتمع دون استثناء
والغرض من التقرير ان هؤلاء خونه لصدام حسين
نعم فصدام كان بالنسبة للبعثيين فرعون الذي نادى انا ربكم الاعلى
هذا التقرير عن مجموعة من الشباب
وطبعا التقرير الحزبي
نتيجته محتومة السجن في سجون صدام والاعدام
وطبعا ارسل التقرير الى الامن العامة
ولكن لم يتخذ اجراء بحق هؤلاء الشباب
وحسبما اذكر هم ستة من الشبان
ورجع صاحبنا
طبعا في زمن قبل السقوط وهذا الكلام في التسعينيات من القرن الماضي
حين لم يكن رئيس الجامعة بل كان رفيقا
عاد وكرر واكد على ان هؤلاء الشباب لم يعتقلوا
ولم يسجنوا
ولم ولم
فسبحان الله
لو عرف السبب
لبطل العجب
فهذا الذي يدعي العلم
هو
اصلا هو من الذين يقتلون العلم
ومن الذين يقتلون اصحاب العلم
ومن المنافقين
الذي يبطنون شيئا
ويظهرون شيئا اخر
فسبحان الله
هنالك التواضع رفع الجامعة واهلها
وهنا النفاق انزل الجامعه ومقامها
حميد الغانم




حميد الغانم 25-10-2013 12:47 AM

المعلم
-------
يقولون كاد المعلم ان يكون رسولا
من هنا ننطلق الى حكايتنا اليوم
موقفان
اول موقف حدث بين طالب في الصف الاول متوسط ومدرس اللغة العربية
الزمن بعد عطلة نصف السنة او كما تسمى العطلة الربيعية في العراق
حيث توزيع درجات الطلبة بعد امتحان نصف السنة
هذا الطالب الذي حصل معه الموقف مع مدرس اللغة العربية
طالب مجد ومواظب على دروسه اليوميه سجل درجاته ممتاز ذكي وخلوق جدا كان معنا في الصف الاول متوسط
تفاجئ الجميع اذ ان درجته في مادة اللغة العربية كانت ستين درجه من مائة
استغرب الطلبة كلهم فدرجاته جيدة جدا في بقية المواد وهي ذكي وقال قد اجبت جيدا في مادة اللغة العربية
سكت هذا الطالب ولم يقل لاستاذ المادة انه هذه الدرجة ليست استحقاقة
ولكن
كان يومها صدفة احد الطلاب المشاكسين ذهب يتشمت بهذاالطالب المجد
ويقول له انا افضل منك وانت كسول وكثير هي كلمات الطلبة المشاكين
وسبحان الله
ان الشامت لا يظهر شماتته الا حين يضعف القوي
والكاسل لا يرى نفسه شاطرا الا حين كبوة المجد
والغبي لا يرى نفسه ذكي الا حين هفوة الذكي
وكثيرة هي الامثال في حياتنا اليومية
نعود الى صاحبنا هذا الطالب المجد
من كثرة ما شمت به زميله في الصف
تاثر كثيرا
قال استاذ ان درجتي هذه ليست استحقاقي
فانا متاكد من اجابتي
ودرجتي اعلى من ستين
وحصل ما توقعه هذا الطالب
اذ ثارت ثائرة الاستاذ وبدأ بالكلام الخشن والجارح لهذا الطالب
وللامانه استمر الاستاذ غاضبا ما يقارب العشرة دقائق الى خمسة عشر دقيقة
صب جم غضبه على هذا الطالب
بحيث ان الطالب لا حول ولا قوة له الا السكوت والجلوس في رحلته
ولتزداد شماتة الطالب الكسول الذي للامانة ايضا رسب نهاية السنة الدراسية وخرج من الدراسة نهائيا ولم يعد الى دراسته
واستمر الحال والصياح على هذا الطالب المسكين
( اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك )
واذا منحنا كبر العمر والجسم قوة فلا نظلم الصغار
وهذه النصيحة لي قبل غيري انا كاتب هذه السطور
ما الذي غير الموقف ام بقي على حاله
الاستاذ اسد مفترس ينهش بلحم ضحية ضعيفة مسكين
\
نعم
تغير الموقف
اذ قلنا ان صياح استاذ اللغة العربية مستمر وعال الصوت
بحيث ان استاذ اللغة الانكليزية في حينها سمع صوت زميله مرتفع ومستمر
جاء وسال زميله
لما الصياح من اغضب ما ازعجك ما الذي حصل
فاجاب مدرس اللغة العربية
هذا الطالب فلان يقول ان درجته اعلى مما اعطيته وانه قد اجاب جيدا
ويشكك في تصحيحي للدفتر والمادة
كان
استاذ اللغة الانكليزية طيب جدا ومحبوب
فقال ببساطة وتواضع
هل اعطيته دفتره ليرى اجابته
حينها يرى انه لم يجب جيدا ولم يقرأ جيدا وهذا استحقاقه
( ثمرة العقل مداراة الناس )
بالفعل بعد كلمات بسيطة وهادئة
ذهب استاذ اللغة العربية وعاد يحمل دفاتر كل الطلبة لا دفتر ذاك الطالب وحده
المفاجاة
وزعت الدفاتر
ووصل دفتر ذلك الطالب الى يجه نظر جيدا جمع درجاته
لاحظ ان الاستاذ قد نسي ان يضيف درجة الامتحان الشفوي
التي هي من ثلاثين درجة
وهكذا تصبح درجته الكلية 88 من مائة
وبذلك يكون اعلى درجة في الصف
فسكت الشامت وخرس
وهذا حال الدنيا ان الشامت شماتته قصيرة وترجع غصة في قلبه
لان الله موجود
وثانيا
لم يعتذر ذلك المدرس اقصد مدرس اللغة العربية
بل استمر في طغيانه
وقال لن تكون اعلى طالب في الصف
وقام على فوره بتقليل درجة الطالب بضع درجات ليكون ثاني اعلى درجة في الصف
لا الاول
سبحان الله العظيم
فاين العدل واين كاد المعلم ان يكون رسولا
واين نتعلم الاخلاق من المدرس قبل ان نتعلم الدرس
الجواب نجده في الموقف الثاني

بطلة الموقف معلمة متواضعه كبيرة بالعمر ذات خلق وعلم
الزمان بعد سقوط الطاغية صدام 2007 او 2008
في منطقة نائية فقيرة من مناطق البصرة في جنوب العراق
الوقت صعب جدا لاي سبب هنالك تسليب وكثير لا يعرف معنة كلمة تسليب
هي كلمة عراقية تشير الى حالات الخطف والسلب والنهب وقطع الطرق
وهي اشارة ايضا الى كلمة سالب وموجب
وهكذا كانت مواظبة طوال فترة السقوط على مدرستها ودروسها
المسافة بين بيتها وبين مدرستها مسافة طويلة وتحتاج الى ساعة او اكثر للوصول الى بيتها من مدرستها والعكس
والطريق صعب غير امين وخوف ورعب حقيقة وبلاء منذ السقوط الى فترة ليست بالقصيرة
واستمرت تلك المعلمة
لا اسميها المعلمة بل تلك الام الحنونة على طلبتها
في اداء واجبها تجاه مدرستها وطلبتها
مواظبة كل يوم بلا انقطاع
تخرج من الفجر لتصل الى تلك المدرسة البعيدة
ومن ثم تعود متاخرة الى بيتها
وراتبها القليل بعد فترى السقوط لم يمنعها من اداء واجبها ودروسها
واستمر حالها هكذا ثلاث سنوات او اكثر
وذات يوم
لم يكن هنالك من سيارات على الطريق لتحملها
وتاخرت ساعات وهي تقف منتظرة على حافة الطريق عل سيارة تحملها الى اهلها وزوجها وبيتها
وبعد ان تعبت كثيرا
جلست على حافة الطريق على التراب حيث فتشت عن طابوقة لتجلس عليها
فمع تعب ذيك الدروس والوقوف في الصف
اضيف تعب الانتظار الى قارعة الطريق ساعات
وجلست ولم تتذمر
وهي تحدث نفسها
كله في سبيل الواجب
والحمد لله ان جعل فينا هكذا انموذج حي نتعلم منه الوفاء في الدرس
نكمل حكايتنا
وحتى ساعة قريبة من المغرب
الحمد لله مرت سيارة حملتها الى بيتها
وصلت متاخرة بعد اذان المغرب
وسط قلق وخوف الاهل
الحمد لله
وصل الامر الى اسماع المسؤولين عن هكذا معلمة وفية صادقة امينة
وانها عانت ما عانت من الطريق
وانها تصرف جل راتبها على اجور النقل
الحمد لله وفقت تلك المعلمة بعد فترة قصيرة للانتقال الى مدرسة قريبة من بيتها
لتطمئن قلوب اهلها وزوجها وابناءها عليها من خوف الطريق
واقول الحمد لله ان لا زال في يومنا معلمة هكذا تعلمنا كيف نعلم وكيف نحب وكيف نتفانى في درسنا ودروسنا وواجبنا
ونعم
هذه يصدق عليها
كاد المعلم ان يكون رسولا
حميد الغانم




حميد الغانم 31-10-2013 09:52 PM

حمار مشنوق
_________

قد يبدو العنوان غريبا لاول وهلة ولكن مع تكشف اسطر الحكاية نعرف سبب اختيار هذا العنوان ودوره ومربطه في التنمية البشرية
تبدأ حكايتنا حين كنا في طريق عودتنا من العمل الى البيت
وهو طريق طويل يصل الى ساعة ونصف او ساعتين
وحين نصل محطات الطريق حيث ينزل احد الموظفين اوالتدريسين
وصلنا الى محطة حيث ينزل احد الموظفين
وحرارة ولهيب الشمس القوية المحرقة وخصوصا في العراق
وطبيعي فان تظليل زجاج السيارات بالعراق ممنوع لدواعي امنية
لذا نتجه الى استخدام الستائر او كما درجنا هنا ان نسميها بالبردة
نعود لحكايتنا اثناء وقوف سيارتنا والتي كان فيها ما يقارب العشرين الى خمسه وعشرين زميل في العمل
رفع احدهم الستارة من على زجاج السيارة
فاذا به يصيح
اوووووووووووووه
شوفوا شوفوا هذا الحمار شانقينه
استغرب الجميع
فالحمار جدا غالي هذه الايام وصعد سعره بعد السقوط
نظر الجميع من النافذات
وفجاءة نزل الجميع الى الشارع عابرين الممر الاول الى الممر الثاني
ماذا حصل
ما الذي حدث
لم يركض الجميع
الموقف ليس شنق حمار
بل
ان الموقف تحول من موقف مضحك الى موقف حزين هز وجدان الجميع
اذا تبين
ان هذا الحمار المسكين كان يجر عربة فيها حاوية لماء الشرب
وحيث ان صاحب العربة لم يكن قد ثبت هذه الحاوية التي هي من سعة الطن الواحد
فصادف ان مر ذاك الحمار وعربته وحاوية الماء ذات الطن وصاحب العربة واخوه الصغير الذي كان جالسا في مؤخرة العربة
صادف كل هذا ان صعد سطحا مائلا مرتفعا ومع تعب ذاك الحمار في جر كل هذا الثقل وصعوده
بدأت حاوية الماء باالانزلاق الى خلف العربة
الامر الذي جعل العربة تصبح ككفتي ميزان
فارتفع جانب الحمار المسكين الى الاعلى وانخفض الجانب الثاني الاخير الى الاسفل
وطبيعي ان الحمار مشدود بحبال قوية الامر الذي جعل تلك الحبال تدور حول رقبته بقوة وتخنقه ولا يكاد يتنفس من شدة الحبل على رقبته
وهو يصارع من اجل حياته مرفوعا في الهواء مشنوقا على النفس الاخير
وهل انتهى الامر ها هنا
كلا والف كلا
فالجانب الاخر له موقف اشد واصعب
وقلنا ان الطفل الصغير اخو صاحب العربة
جالس في مؤخرة العربة
وحيث ان العربة نزلت من الاخير الى الارض
هذا النزول المفاجئ
سبب سقوط الصغير الى الارض ووقوع حافة العربة على قدميه
طفل اتذكر في السادسة او الخامسة من عمره
ووقعت على قدميه
عربه ذات حمل طن كامل وايضا ثقل العربة وثقل الحمار المرتفع
كل هذا على قدمي الصغير المسكين
وبين ذاك الحمار المسكين الذي يصارع من اجل ذرة هواء يستنشقها
وبين هذا الصغير المسكين الذي يصرخ ويصرخ من شدة ثقل على قدميه
كان هذا الاخ الكبير
محتارا ولا معين
الا من شابين
كانا بقربه لم يستطيعا ان يرفعا ثقل العربة الى الاعلى
لانقاذ الطفل والحمار
ها هنا
تبين سبب ركض زملاءنا
لانقاذ الموقف
والحمد لله كان عدد الزملاء كبير
وبسرعة
انقسموا نصفين
نصف رفع مؤخرة العربة
لانقاذ الطفل وتخليص قدميه
ونصف سحب الحمار الى الاسفل
وباقل من دقيقة انتهى موقف العربة
لا
لم ينتهي
اذ ان مربط قصتنا
مع الاخ
الاكبر
طبيعي ان يركض باخيه الى المستشفى ليطمئن على ساقيه علهما تهشما
تكسرت العظام
وقف متحيرا بين الحمار وبين اخيه
بين ان يترك الحمار ها هنا ويذهب الى المستشفى
يخاف على حماره من السرقة والضياع
وبين
خوفه على اخيه
الامر الذي جعل احد الزملاء يقول له
اذهب باخيك فالحمار لا شي عليه
قال هو
سبب عيشتنا فلولاه لا نستطيع ان نبيع الماء او نعيش
فان ضاع ضعنا
موقف يا سبحان الخالق الكريم
والفقر والمشاعر الانسانية
كيف تتغير وتتاثر
وكيف الفقر يجبرنا على اشياء تجاه اخرين قد لا نريدها ولكن نضطر اليها
والحمد لله تبرع احد الخيرين
قال انا ابقى بجانب الحمار الى حين عودتك من المستشفى
ركض صوب اخيه المسكين الذي
يصطرخ من الالم
وهذا الاخ الكبير المسكين
يبكي دمعا وهو يحمل اخيه بين يديه وضعه بالسيارة حمله الى المستشفى
تاركا الحمار امانة عند هذا الرجل الخير كما نسميه بالعراق
من الخيرين
وقلبه بين سبب عيشته وعيشة اهله ورزقهم بواسطة هذه العربة
وهذا الحمار
وبين وجعه على اخيه والمه وخوفه على ساقيه
وخوفه من اين يجلب علاجا لاخيه ودواءا
ومن يعينه
هذا الفقر الذي جعل طفلا عمره ست او خمس سنوات يعمل في عربه يبيع الماء
هذا الفقر
الذي جعل الاخ يتحير بين حمار وبين اخيه
هذا الفقر الذي يسلبنا احيانا بعض المشاعر رغم ارادتنا
فرفقا رفقا بهم
فلو كان الفقر رجلا لقتلته
حميد الغانم







حميد الغانم 22-11-2013 05:00 AM

وعليكم بنظم امركم
-------------------
قد يستغرب البعض من العنوان كقصة من قصص التنمية البشرية
ولكن دائما تمر علينا وصية الامام علي سلام الله عليه
وهو في اخر لحظات من حياته الشريفة المقدسة النورانية
واخر خطاب واخر كلمات للامام علي سلام الله عليه
ويوصينا بنظم الامر
وبالامس
صار في منطقتنا مشاريع ماء كثيرة اقيمت على نهر ليس بالعريض متصل بنهر رئيسي
هنا صار اعتراض ان هذا النهر ليس بالعميق وقد ياتي يوم من الايام ان هذا النهر سينخفض منسوبه بشكل كبير
وخصوصا مع سدود تركيا
ونية سوريا لبناء سدود اخرى
وخصوصا مع شحة الامطار في العراق
واسباب كثيرة منها عدم الكري
كثرة النفايات
لم يجد الكلام اذنا تعيه وتستوعبه
فاغلب الاحيان التفكير يكون محدودا ليوم او سنة او سنتين
ولكن ان
يصل التفكير بنا الى خمس وعشرين سنة متقدمة
صعب مستصعب
نكمل حكاية الامس
وزاد عدد مشاريع ماء الاسالة التي تجهز عدد كبير من الاهالي الذين وصلوا ما يقارب العشرين الف
وكلها على هذا النهر الصغير
وتمر الايام
ووقع ما لم يكن في الحسبان
انخفض منسوب المياه في العراق بشكل كبير
الامر الذي ادى ان انخفاض هذا النهر الصغير او كاد يصل الى الجفاف
سارع المسؤولون في المحافظة الى
الموارد المائية الى الري الى الزراعة
وصلوا الى صيغة حل ان يكروا النهر
ولكن حتى يصلوا الى هذه النتيجة مضى الوقت والمشاريع واقفة والاهالي بلا ماء يصل بيوتهم
وطبيعي مصائب قوم عند قوم فوائد
اذا نشط هنا دور باعة الماء
على الاهالي
هل تصدقون في العراق بلد النهرين
يباع الماء ويشترى
نكمل
وحتى ذهب طلب من هذه الجهة الى تلك الجهة الى المسؤول
والاعلى منه والاعلى
ومضت الايام
الحمد لله
جاءوا بالحفارات
ولكن
الحفار احتاج الى فترة زمنية حتى يكمل عملية الحفر
والطريف في الامر ان الحفر بدا منذ بداية النهر حيث الاتصال بالنهر الرئيس وهكذا حين تم الحفر انسحبت كل المياه من النهر صوب تلك الحفر
وزاد من الطين بله
واستمر العمل بالحفر اياما واياما
والحمد لله بعد انقطاع الماء
عادت المشاريع للعمل ولكن بعد
ماذا
ولماذا
الم يكن الاولى التخطيط وتنظيم الامر بحيث
يقع اختيار المشروع في المكان المناسب على ان يكون البعد الزمني للمشروع من اهم الابعاد وحغرافية المكان
ومن هنا
ننتقل الى حكاية اليوم في نظم الامر
مسالة مجاري مياه الامطار
وصل الامر بالمحافظات الى
اغلاق المدارس وتعطيل الدوام الرسمي
وهنالك شوارع فاضت وبيوت غرقت وناس شردوا
وان كان على مستوى ضيق
الا ان هنالك يوجد من هذه المظاهر
ومن هنا ننطلق الى نظم الامر
حين وضعت الخطة الرئيسة للمشاريع اقصد مشاريع المجاري
وضعت وفق منظور ان الامطار في العراق هكذا مستواها
لا تزيد عن هذه الكميات الساقطة
ولهذا السبب
لا نحتاج الى انبوب عريض
نحتاج الى انبوب
ذو النصف متر
صدقوني
نعم قطر الانبوب نصف متر
على ان يربط بمضخات تسحب المياه
ولكن
تناسينا شيئا مهما
ان هنالك الكثير الكثير من الجهل المنتشر بين الناس
بحيث يرمي اجنحه الدجاج بعد تنظيفها في انابيب المجاري
وهناك من يرمي نفايات الاكل
بل ورايت من يرمي فضلات السمك
وما شاكله
وطبعا نصف متر قابلة للاغلاق بسرعة
وطبعا
كمية الاتربة التي سرعان ما تتحول الى طين بمجرد المطر
وتجمعها في الانابيب
وسرعان وسرعان
وقفت مشاريع سحب مياه الامطار وفاضت الشوارع بسرعة
وصار الناس يشكون ويشكون
فمن نلوم
المخطط الذي خطط ليوم او يومين مشروعه
ولم يحسب حساب الزمن والتعداد السكاني المتزايد
وطبيعة وجغرافية المنطقة
اضافة الى كمية الاتربة النازلة على العراق سنوية
ام نلوم هذا الجهل الذي جعل الانسان يلقي هكذا نفايات في انابيب سحب المياه
ام والف ام
تساؤل حقيقة يحتاج منا اجابة
ولكن الضحية واحده
هو الفقير المسكين الذي لا يملك بيتا يرتفع بضع سنتمرات عن الشارع ومع كل مطرة يصعد الى اعلى السطح
ان كان لديه سطح لينام عليه مع اطفاله وعائلته
ونكمل هل انتهينا
لا
الحمد لله
وصلنا الى قصة 2013- 2014
وافق المسؤولون على ان شاء الله ممر ثاني لطريقنا مع كثرة الحوادث التي تسببت بموت العديد من الناس والابرياء
ووصل الامر
الى وقوع حادث تصادم سيارات يوميا
وبمعدل حادث لكل يوم
اما اصابة او وفيات
اطفال نساء شباب شيوخ
حدث ولا حرج
اين الاشكال
تم التوكل على الله وبدأ المشروع وبدات اعمال الدفن الترابي
فاذا
بالناس تفاجى ان الممر الاول ذو التبليط الجيد قد بدأت شركة اخرة بتبليطه
صاح العالم والجاهل الصغير قبل الكبير
كيف تبلطون هذا الممر
وذاك الممر الترابي لم ينتهي
لم يسمع احد من المسؤولين النداء
ونكلم حكايتنا
اكملوا تبليط الممر الاول وهو المبلط اصلا
ممتاز
ولكن مع هطول الامطار
وكثيرة الاتربة من الممر الثاني
والطين
وانتقاله الى الممر الحديث التبليط
ومعروف
ان هذا الطين ان سحق عليه بسيارة ثقيلة جدا
سوف يلصق بالشارع التصاقا قويا
مما يسبب معرقلات
او كما نسميها بالعراقي طسات
وكثيرة هي طسات الطرق في العراق
وفعلا
ضاع مجهود ونقود الممر المبلط
مع ضياع تبليطه وكثرة الطسات والاطيان والاتربة على هذا الطريق
فالغريب
ان
من لا يقرا ولا يكتب
من هو سائق لم يحصل على شهادة هندسة او تخطيط او ادارة
من لم يكن مسؤولا في الاعمار او المشاريع
اعترض وبين ووضح هذه الصورة والخلل
فما بال المسؤول
هنا السؤال
عليكم بنظم امركم
يا مسؤولين
هلا سمعتم هذا من الامام علي سلام الله عليه
وقبل ان توافق على مشروع استشر واقرا وتعلم
واسال
فعلامة العلم السؤال
ولكن من الجاني
الفساد ام الجهل
لكم الحكم
ونختم بك يا امير المؤمنين
يا سيد الوصيين
يا علي بن ابي طالب
سلام الله عليك
العدل اساس الملك
والعدل ان نضع الشي في موضوعه الصحيح
فلو وضعنا من هو اهل للتخطيط في موضع التخطيط
هل كنا سنقع كما وقعنا اليوم
حميد الغانم

حميد الغانم 30-11-2013 03:33 PM

أبو عادل

شهد له الجميع بطيبته وابوته ليس فقط لاولاده واقاربه بل لكل من كان معه في الحي
شخص بسيط فقير
عمره وصل الستين
له ولد اعدمه صدام الطاغية اللعين
وكثير من هم اعدمهم صدام اللعين
بيته بيت متواضع
وكما نسميه هنا نازل عن الشارع
بمعنى ان مستواه ارض البيت اقل بكثير من الشارع
وهذا يسبب مشكلة غرق البيت بالمياه وقت المطر
وهي مشكله طالما يعاني منها شتاءا خصوصا في السنوات الاخيرة
ومع فقره وهمه على فقد ولده
وكان ان غاب مؤذن الجامع في حيهم كان هو يؤذن بدلا عنه
مرحا يفرح من حوله
وشباب الحي يحبونه
هذا الرجل كان كبيرا في العمر
الا انه يسير مسافة اربعمائة كيلو متر من بيته الى الامام الحسين كل سنة
نعم
سار هذه المسافة على قدميه خمس سنوات متتاليات
مسافة جد طويله مرهقة متعبة تورم القدمين لها مع ما يحصل من اذى كبير وكبير وتعب
وخصوصا
لمن بلغ الستين من العمر
يقول لي احدهم
ممن سار معه من حيهم الى كربلاء سيرا على الاقدام
او كما نسميهم المشاية
يقول كنا شبابا اقوياء الا ان هذا الرجل كان يسير اقوى منا
واسرع منا
وكنا لا نستطيع اللحاق به
وكثيرا ما كان يبطؤ من سيره كي نتمكن من اللحاق به
نعم
هذا الجهد الجهيد الذي يبذله مع كبر عمره
يقول صاحبي الذي يروي الحكاية
يقول كان اولنا نهوضا صباحا يصلي صلاة الليل
وكان يفرحنا ويسرنا طوال الطريق مداراة لنا من التعب والعناء
يمرح مع هذا ويمرح مع ذاك
وكانوا ستى اشخاص اخذوا الطريق سوية
وتمر الايام وابو عادل مع اصحابه مستمرون بالمسير
ومنهم من تاذى وتورمت قدمه فكان يتاخر بالمسير وابو عادل يسير معه يشجعه يقويه ويعينه احيانا
ومنهم من حمل اغراضه ابو عادل بعد ان تعب
ومنهم ومنهم
وحكينا ان ابو عادل رجل فقير
وكان يحمل دشداشة واحدة
وتشاء الاقدار ان ذات ليلة يكون مبيته هو واصحابة المشاية في احد البيوتات
الا ان هذا البيت له حمام ومغاسل مائلة الارضية قليلا
اجلكم الله هكذا هو التواليت ايضا
وابو عادل قلنا رجل كبير بالعمر
فما كان منه الا هذه الليلة في الساعة الثانية بعد منتصف الليل
ان جلس في المرافق الصحية وبسبب قلنا ميلان ارضية المرافق الصحية
وقع الى الخلف وتنجست ملابسه
لم يعلم احد بهذا لان الجميع نيام
ذهب الرجل
اقصد ابو عادل
وشغل الغساله وشطف ملابسه التي لم يكن يملك غيرها في حينها
وسبح بماء بارد
نعم
كان الوقت شتاءا باردا في النهار
فما بالك بمنتصف الليل كيف يكون البرد
وما بالك
برجل يبلغ الستين من العمر
ويسبح بماء بارد في ذاك الوقت
اي
ارادة قوية عند هذا الرجل
اي
حب للحسين يحمله
واي
حياء يملكه الذي جعله لا يوقظ اصحاب البيت ليحموا له الماء ليغسل ملابسه
واي صبر صبر هذا الرجل
وما انتبه اصحابه الا والرجل يرتجف في فراشه من البرد
وقال صاحبي شخينا عليه ان يتمرض وهو بهذا العمر
حقيقة خفنا عليه
الحمد لله جلسنا صباحا وهو بصحة جيدة
وكان يرتدي ملابس احد اصحابه الذين يسيرون معه
ولكن
والوقت شتاء لم تيبس دشداشة الرجل لم تيبس
لان الوقت شتاءا وليلا
وكان الرجل الكبير له هيبته ووقاره
فلم يقبل ان يسير بملابس النوم التي اخذها من زميله في المسير
عرض اصحابه عليه الملابس
الا انه
ارتدى دشداشته المبلله ووضع فوقها عباءته ولف نفسه
وقالها بصمت لا بصوت
هيا انطلقوا معي الى الحسين
لنسير
فما نعانيه الان من برد وجوع وتعب وعناء والم
لا ياتي ذرة في بحر جود الحسين وما تحمله من اجلنا
من اجل طيب اخلاقنا
ونعم
سار الرجل
وملابسه المبلله
وكما نقول بقمة الشتاء وبرودته
ويقول صاحبي خفنا عليه اكثر واكثر
واستمر الرجل بالمسير والمسير والمسير
حتى
وصل الى كربلاء الحسين
وهي المرة الخامسة التي يسير بها من بيته الذي يبعد اربعمائة كيلو متر او اكثر عن كربلاء الحسين
واليوم
ضعف هذا الرجل وما عادته اقدامه تعينه على حمله
وضعف كثيرا
الا انه
استمر بالمسير
من النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة
قائلا
لاخر سنة من عمري
سابق سائرا لك ياحسين
وانادي يا حسين
لبيك يا حسين
--------------
اي وفاء يملكه هذا الرجل
اي صبر يملكه هذا الرجل
اي قوة يملكه هذا الرجل
اي حب يملكه هذا الرجل
اي ارادة يملكه هذا الرجل
مع ضعفه وكبر سنه
الا ان هدفه الوصول الى الحسين رغم كل الامه
لنتغلب على صعوبة الطريق الى اهدافنا بارادتنا وحبنا للخير
اللهم صلي على محمد وال محمد
حميد الغانم




حميد الغانم 07-12-2013 12:12 AM

وأي أمراة هي

نعم هي أمراة لا تقرا ولا تكتب لم تدخل المدرسة مؤمنة ملتزمة ورعة تقية
عرف اهلها بالخلق الكريم الطيب
وتزوجت من مدرس يقربها بصلة رحمة
وتمر الايام
وانجبت تلك المراة
ثلاثة اولاد وثلاثة بنات
ربتهم اي تربية حسنة واي خلق كريم كستهم به
وصار القاصي والداني يشهد لهم بتربيتهم الحسنة
وما امتازوا به من ذكاء قوي بحيث كان الاولاد كلهم من الاوائل في الدراسة ام لم يكونوا الاول
وتمر الايام
وتكبر العائلة ولا بد من بناء بيت فتوكل زوجها المدرس
وللامانة التاريخية كان فاهما قادرا متمكنا من درسه ومادته
وعرف عنه الانضباط الشديد في الدرس
وعرف عنه ان تاخر احد الطلبة عن الدرس ساله ما سبب التاخير
فاجابة الصلاة او صلاة الظهر حينها
سمح له بالدخول
لم يكن بعثيا
لم يكن من ازلام النظام الصدامي المقيت
لم يكن ممن يضرون الناس ويغشون ويقتلون ويطعنون كما هي اخلاق حزب البعث الكافر
وحاله من حال كثير من الرجال الذين لم ينتموا الى حزب البعث
ضغط عليه هدد بالسجن بالقتل
بقطع الرزق وبالطرد من الوظيفة
لم يستسلم ضل مقاوما لهذا الطغيان البعثي الكبير
الذي استسلم له كثير من الاناس وانتموا مكرهين وكثير راغبين لحزب البعث المقيت وما ادراك ما حزب البعث
نعود لصاحبنا الاستاذ
وتمر الايام وبدأ الرجل يبني بيته
وضعه اساسه الخرساني بيده كان يعمل
ينتهي الدوام يرجع الى بيته يتغدى ويذهب الى اساس بيته
وذات يوم
جاءه الحقد البعثي
اثنين من رجالات الامن
وهو يعمل في بيته مع اولاده الثلاث يساعدونه
القوا القبض عليه
ويروي لي احد الاشخاص الثقاة
ان احد رجال الامن الصدامي اخذ حاوية المسامير والمطرقة ورماها على راس هذا الاستاذ
ناهيك عن السب والشتم والضرب امام اطفاله الصغار
صورة بقت في اذهانهم ولن تمحى طوال العمر
وهنا حلت المصيبة والضائقة على راس تلك المراة
ست اطفال صغار من يعيلهم
من يكفلهم
حتى الاقارب والاخوة
ان تكفلوا بها اعدموا او اعتقلوا
وللتاريخ
ممنوع ايضا لاي انسان ان يسلم عليهم وان سلم عليهم وضعت علامات عليه
او كما نسميها
علامة اكس
وطبيعي ابن المعدوم ياخذ اعلى درجة التي هي ثلاثة اكسات
اي خطا في خطا في خطا
ولاحهم الفقر واحاطهم من كل حدب وصوب
ولا يمكن لاي انسان ان يمد يد العون لهم
لانهم ان مدوا يد العون قطعت رقابهم لا ايديهم
وهكذا
ومع الايام والايام والايام
لا ملابس اكل بسيط لا يسد الرمق جوع وخوف
وكل يوم فرق الامن تفتش البيت
وتحضن المراة اطفالها بعباءتها
وهكذا مرت الاعوام
منذ 1980 تاريخ اعتقال والدهم
وتلك المراة تعمل وتربي وتكد وتطعم وتكسوا اولادها الستة
بجهدها بعرقها بنور عينها
والحمد لله اكملت البيت البسيط الذي كان زوجها
الذي ابلغهوم فيما بعد
باعدامه
والى يومنا هذا لم يحصلوا على جثته
وجلبت اولادها معها الستة خوفة عليهم ولتبتعد عن حيهم الذي خان بهم
وطبيعي ان من كتب التقارير الامنية على هذا الاستاذ هو احد الاقارب او الجيران
هربت الى بيتها البسيط المتواضع
اكملته بشق الانفس ومع بيع كل ما تملكه لم يبقى لها من شي الا باعته
المهم
ان يكون لها بيتها
الحمد لله
ولكن مصاريف الدراسة بدات تكبر وتكبر
فالابن الاكبر الان في في الكلية وحصل على قبول في كلية الهندسة
والاخرين في كلية الطب
وهذا مما زاد من ثقل حملها وهمها وكيفية الحصول على لقمة العيش ومصاريف دراسة اولادها
وزادت من جهدها ومجهودها
لتكافح وتكافح ولا تستلم
وهنا اذكر
هجوم الرفاق على بيتها ذات يوم للتفتيش
ولم يكتفوا بالتفتيش
بل انهالوا عليها بالسب والشتم
فلا مجيب لنداءها سوى الدمع
وللامانة التاريخية
فان احد الرفاق الذي سبوها وشتموها اصيب بسرطان الكبد
فكانت رائحته انتن من القذارة نفسها ومقته حتى اهله ولم يستقبلوه
وهذه نهاية الطغيان
كما هو ابوهم صدام اللعين
ومما زاد من اعباءها
ان سقف البيت ايل للسقوط ولا مكان اخر تذهب اليه
فما بين لا مكان لديها تذهب اليه وما بين خوفها على اولادها من الحزب وما بين الجوع والحرمان
وما بين مصاريف دراستها التي انهكت ظهرها
ذهب اولادها ليعملوا في عطلتهم الصيفية
بينما بقية الشباب والاولاد هنالك من يعينهم ويساعدهم
هؤلاء تكسرت اظهرهم من كثرة العمل في البناء او كما نسميها العمالة هنا او في المزارع
او والف او
المهم ان يجمعوا المال كي يكملوا دراستهم
وهكذا سنين وسنين استمرت تلك المراة في حالها هذا
وذات يوم وصل بهم الامر الا يملك الاولاد قميصا يذهبون به الى كليتهم
لم يبقى لها سوى عباءتها
جلبتها الى احد الخياطين من اقاربي
وطلبت منه ان يخطيها الى ثلاثة قمصان لاولادها
وبالفعل
قام ذاك الخياط بخياطة القمصان مع صعوبة الخياط في هكذا نوع من الاقمشة
وهذا يذكرنا بقصة ذهب مع الريح حين خاطت ستائر بيتها ثوبا لها
الا ان
هذه المراة
خاطت عباءتها الى اولادها


واليوم
الحمد لله
تخرج الاولاد
وتزوجت البنات
وصاروا اطباء مشهورين جدا
بالاخلاق وبالعلم وبالتواضع
واليوم
اعيد بناء البيت الى بيت جديد
واي بيت
ولكن
تقوس ظهر تلك المراة وضاع شبابها وضعف نظرها
وما عادت قادرة على الحركة كما كانت في السابق
ولكن حين تصيح اه
يهب اولادها الثلاث يصيحون نعم اماه
نعم اماه
حيا الله هكذا نساء مربيات شجاعات قويات صامدات
باعن نور عيونهن لاجل اولادهن
حميد الغانم


حميد الغانم 13-12-2013 01:18 AM

أذلال النفس

هو أحد طلبة المرحلة الثالثة في كلية الطب
شاب جميل في العشرين من عمره
من الله عليه بصحة وعافية وأب وأم واخوة كانوا طيبين معه
وفروا له الرعاية والمال وما شاكلها من أمور تعينه على دراسته الصعبة جدا
وهي كلية الطب
ومن المعروف ان هذه الكلية تتطلب معدلا عاليا يتجاوز التعسين درجة من مائة
ومن هنا نرى ان صاحب قصتنا هو من الاذكياء
ولكن
وقلنا اه من هذه ال ( لكن )
في مرحلة من مراحل حياته صاحب من هم من ذوي الطباع السيئة فانفجر في هذا التيار ليكتسب اول شي تدخين السكائر ومن ثم الخروج ليلا لساعات متاخرة
ومن ثم وثم وثم
وصل اخر الامر به الى شرب الكحوليات
نعم شرب المواد المسكرة المعربدة
وهنا كان الوقت وقت حصار على العراق
ولا يتحتاج الحصار الى تعريف اسال اي عراقي كبير بالسن او بلغ الاربعين يجيب ما الحصار وماله من اثار
وكيف كانت الامور المادية تعبة جدا
مع هذا
فان صاحب قصتنا كان لديه ما يبتغيه من مال مكنه من العيش بلا جوع او ملابس ممزقة او حذاء مقطع او جوع او يبقى يوم كامل بلا لقمة عيش
ولكن
وفرة المال من قبل الاهل لم يكن كافيا ليلبي حاجياته
ليس حاجيات الدراسة واجورها وكتبها ودفاترها
بل
لم تعد تلك النقود تكفي لشراء المشروبات الكحولية
او كما نسميه بالعراق وبلهجتنا العامية
يشرب عرك
هذا الامر جعل نقوده تنتهي من اول اسبوع
ويبقى الشهر كله بلا مال
ولولا مساعدة اصدقاءه الطيبين في اكل وشربه
لمات من الجوع
وكان اول ايام يشرب بالسر لا بالعلن
ولكن مع مرور الايام تطور الامر
وصار الشرب علنا
ومع زيادة الشرب للكحوليات
ساءت درجاته بشكل كبير
وبدأ يتغيب عن درسه ودوامه
وبدأ اصدقاءه يتركونه واحدا تلو الاخر
ومن هنا
وصل به الامر
بلا نقود او فلس واحد
ويريد ان يشرب
كيف حصل على النقود
والعمل ليس عيبا
ولكن العيب ان تعمل للحصول على نقود لغرض ان تشرب وتذل نفسك اكثر واكثر
لا يستطيع ان يخبر اهله بان لا نقود عنده ومن هنا ينكشف امره
ولا صديق يعينه
فهو قد تاخر في دفع الايجار لثلاثه اشهر
وهذا شي طبيعي
لنرى صاحبنا هذا طالب كلية الطب جميل الشكل الشاب ذو العائلة ذات السمعة الطيبة
مذا فعل
ذات يوم كان هنالك مجاري ثقيلة
لاحد البيوتات وكان صاحب البيت يبحث عن من ينظف هذا المجاري والقاذورات
وحقيقة صعب هذا السطر جدا ان يكتب بحقه ولكن لغرض المقارنة حالما نعرف نهاية حكايتنا
فصار ذاك طالب الطبية عاملا عند صاحب البيت
ينظف القاذورات والنفايات والمجاري الثقيلة
ليس عيبا هذا العمل
ولكن
عيب ان تذل نفسك نفسك
ان
تعمل لاجل كسب لقمة العيش
ولكن ان تعمل لاجل ان تشتري الكحول
ومن هنا
احس
باذلال نفسه
وخصوصا اصحابه الذين تغيرت نظرتهم اليه
وكرامته المهانة بنظر كثير من الناس
فبدات رياح التغير تعصف على ارضه وبحره لتمطر مطرا يغسل الدرن الذي احتوى قلبه
وبدا رويدا رويدا يتغير نحو ذاك الشاب الطيب التقي المصلي البشوش
الحكيم في تصرفاته
وتحسنت درجاته
كثيرا
هذا بالامس
اليوم
تخرج صاحبنا من كلية الطب
وصار
طبيبا مشهورا بين الناس
مصليا ورعا تقيا
وتزوج من زميلة له طبيبة
وكون عائلة
وبنى مستقبله
وللامانه
صار معروف بين الناس بطيبه وحسن تعامله وخلقه الكريم
وكثيرا ما
كان يساعد الفقير المحتاج
ولا ياخذ منه اجور الفحص الطبي
وكثير هم المرضى المحتاجين
وكثيرا من ساعدهم ولم ياخذ منهم فلسا واحد
وايضا للتاريخ
زرته واصحابه يوما في احد الفنادق الساكنين بها
هنالك
التقطنا صورة فوتوغرافية
حين اراها اتبسم
لانه
كان حين التقطنا الصورة
كان يحمل القران الكريم على صدره
والى اليوم باقية هي الصورة
والى اليوم
بقي صاحبنا الطبيب
حاملا القران لا على صدرة
بل في صدره
فالقران ربيع لنا
هكذا هي حال الكحوليات نهايتها الهلكات
وهكذا
هو الخلق الطيب الكريم والارادة
تبني شابا ومستقبلا وعائلة وتساعد فقيرا محتاجا
حميد الغانم

حميد الغانم 27-12-2013 03:52 PM

الهدم والبناء

مضت الايام وحان وقت الزيارة الاربعينية الى الامام الحسين سلام الله عليه
والحمد لله وفقت واصحابي الى الزيارة ماشين على الاقدام من
النجف الاشرف من عند ضريح أمير المؤمنين علي سلام الله عليه
الى كربلاء المقدسة
من هنا سجلنا مواقف كثيرة وكثيرة وهذا الطريق المكتظ بمئات الالاف من الزائرين
السائرين الى الامام حسين
وهنالك سائر زائر حافي القدمين اقتربت منه فاذا هو غارق في تسبحيه وسبحته التي لم تفارق يده
اقترب منه ورايت كم هو محلق في عالم العبادة والتسبيح
حافي القدمين مع برودة الاجواء الشديدة
مع ما يحمله من ثقل وحقيبة على ظهره
هنالك
طفلة صغيرة قدرت عمرها بالست او الخمس سنوات
وكانت ترتدي قمصلة والدها الذي كان يسير بجبنها
طفلة صغيرة تسير في هذا البرد
العجيب اننا بسرعتنا بالكاد لحقناها وهي طفلة صغيرة
حقيقة موقف يشد العزم على المسير والوصول الى كربلاء المقدسة
اقتربت من والدها سلمت عليها
ضحكت مع الطفلة الصغيرة
قائلا
زيارة مقبولة زايرة زغيرونة
وباللهجة العراقية
سالت والدها من اين مشت هذه الطفلة
من النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة
قال لا
استغربت حقيقة
فقلت من اين
قال من محافظة ذي قار او الناصرية كما نسميها ها هنا
حقيقة شجاعة هي هذه الطفلة
فالمسافة من الناصرية الى كربلاء المقدسة طويلة جدا مرهقة
تتورم لها الاقدام
فاذا بتلك الطفلة تسيرها ولا تزال سائرة بعزم واصرار
هنالك كبير منغمس في بحر العبادة
هنا صغير الى الحسين يسير لا يهمه البرد والتعب والالم
وتستمر مسيرتنا ونصل الى أمراة كبيرة بالعمر من جنسية غير عراقية
اغلب الظن لبنانية
مع كبر تلك الامراة وثقل حملها
الا اننا رايناها تسير وتسير بخطئ سريعة تسبق خطانا
وعلى الرغم من ثقل الايام وكبر العمر فان ارادتها كبيرة قوية صامدة
وسبقتنا بالمسير
واكملنا مسيرنا صوب الحسين قاصدين
عائلة كاملة طفل بالرابعة من عمر قد قدرته جميل الشكل مع والده يسير وامه واخوه اقتربت من ذاك الطفل الصغير مددت يدي اليه سلمت عليه
امسك بيدي بقوة مبتسما
وراح والده مبتسم ايضا
حاولت الكلام معه لكن للاسف لم افلح لانه كان من ايران الاسلام وللاسف لا اجيد هذه اللغة
هناك لبنان وهنا ايران
واسترحنا قليلا عند احد المواكب
ومر بقربنا شاب يبحث عن مكان ليستريح فيه لساعتين يصلي ويكمل مسيره
فعلا جلس يستريح خلع نعله القى بجسده على الفراش استراح قليلا
فتحدثنا معه لهجته عربية ولكن بها شي غريب
سالناه من اين البلدان انت
قال انا افغاني ولكنني مقيم في الكويت
وهذه اول زيارة لي ماشيا على الاقدام الى الحسين سلام الله عليه
وصرنا نحكي ونسال عن رؤياه للزيارة الاربعينية المليوينة
وقال لن افوتها بعد اليوم
كل سنة بحول الله ماشيا الى كربلاء
جلسنا وبتنا في ذات المكان
اما صاحبنا الزائر الافغاني
تناول عشاءه وتوكل على الله ليسير في الليل يحدوه الشوق الى الحسين
وليلتها
وحين وقت النوم
طرق ابواب الموكب الحسيني رجل معمم شيخ في الثلاثين من العمر اكثر بقليل حسب التقدير
الغريب نظرت اليه وكان الوقت ليلا تقريبا الساعة التاسعة والدنيا باردة جدا
ولكنه كان حافي القدمين يسير يحمل عصاه بيمينه بلا نعل او حذاء
فاي اصرار يملكه هذا الشيخ وهو يسير بهذا الليل بلا زميل او صديق
ومشينا صباحا وراينا شابين يحملان مجسما الى قبة الحسين سلام الله عليه وصادف ان التقينا بهم اكثر من مرة
اي اصرار يحلمونه لحمل هذا المجسم الثقيل من النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة
ومشينا والتقينا عائلة عراقية
اطفال صغار وشباب وام واب
يسيرون ويسيرون صوب الحسين
وراينا مواكب ومواكب
واناس تخدم وتخدم للزارئرين
ورجل كبير بالعمر
قد جاوز الستين عاما
لم ينطق بكلمة يمر من هنا وهناك يحمل اكواب الشاي الفارغة ينظف المكان يجمع النفايات وينظف المكان بصمت
كبير بالعمر هكذا ولم يوقفه عجزه ولا كبره عن اداء واجبه الذي هو يراه واجبا
قلت سبحان الله الكريم
فنرى ان دين اليزيدية لا غيرة لا نخوة لا كرم لا عطاء لا تضحية لا فداء
كل ما همهم هو المال ثم المال والحقد الاعمى الذي ملئ تلك القلوب القاسية
وسبحان الله اذ يقول
لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم
فماذا انفق الحسين سلام الله عليه
كي يجمع تلك القلوب من بلدان الارض جميعا
ويوحدها الحب الحسيني
وكما قال رشيد الحسيني
ان رجلا مات ابنه وهو يخدم زوار الحسين
قال قبلوه لي واكفنوه وادفنوه وقولوا له ان ابيك يخدم زوار الحسين
سلام الله عليك يا ابا الاحرار الحسين بن علي بن ابي طالب
وسلام الله على كل قطرة دم زاكية سقطت في ارض كربلاء تذود عن العز والكرامة والحرية
عن دين الله
الاسلام
فهنا البناء
حميد الغانم

حميد الغانم 06-01-2014 12:19 AM

ثابت العزل
----------
من الصفات الطبيعية في الانسان هي قابلية التحمل او ما يطلق عليه في علم الفيزياء بثابت العزل ومقدار ما لدى المادة من عزل كهربائي
يعمل على عزل الكهرباء عن كل الاشياء المحطية به
وبذلك يحمي الانسان من الموت بالصعقة الكهرباء
ومن هنا ننطلق اليوم في حكايتنا
اذ حين كنا طلاب في المرحلة الثالثة كان هنالك استاذا قديرا
يدرسنا الالكترونيات والكهربائية
تطرق الى قصة جميلة حول احد العلماء
حيث قال ان هذا العالم دخل الى احد السجون وقد حضر معادلة رياضية تبين ان لك لانسان قابلية تحمل او ثابت عزل بعدها ينهار او ينكسر ويبدا بالثوران والهيجان والاكتساح وتفليش كل ما يمر امامه
فعلا بقى سنة كاملة في السجن ودرس حالة كل السجناء
وبالفعل طبق معادلته
وانهار السجناء وبدات ثورتهم داخل السجن
وطبق معادلته في شهر واسبوع ويوم
واستمر استاذنا يحكي قصته
وانتهى بانه سمي ذاك السجن بالسجن الثائر
اليوم
نحكي قصة مؤلمة مفجعة موجعة بذات الوقت

عائلة فقيرة الحال او نقول متوسطه الحال
اب وام واخوة واخوات
ثلاثة من الصغار ينامون في غرفة واحدة
اطفال بعمر الورد اخوان لعبهم وضحكهم اكلهم منامهم سواسية
ومع البرد القارس الذي مر بالعراق خلال الايام الماضية
اضطرت هذه العائلة الى تشغيل المدفاة الزيتية
او كما نسميها هنا في جنوب العراق الصوبة الزيتية
وطبيعي ان هنالك بلاء اخر في العراق
وهو الفقر والعوز
والاسعار الجنونية التي وصلت اليها اسعار العقارات ومواد البناء
مما يضطر الاب الى ان يشتري موادا ليست بذلك السعر الغالي
وطبيعي ليس بالجودة العالية
ومن هنا
وفي منتصف الليل
ونتيجة للحمل الزائد اي تشغيل الزيتية بكل الواحها
وهذا الامر يتطلب تيارا كهربائيا اضافيا
وهذا الامر طبيعي يتطلب سلكا حاملا ذا ثابت عزل كهربائي عالي
كما نوهنا اعلاه
ان كل انسان له قابلية تحمل
هذا يتحمل ساعة
هذا يتحمل يوم
هذا يتحمل شهر او سنة او سنين
وهذا ما يتحمل لحظة من اللحظات
الا وقد فقد اعصابه وانهار كل الانهيار
من هنا
وقع ما ليس بالحسبان
بدات الزيتية تسحب تيارا كهربائيا عاليا
وهذا بطبيعته يولد حرارة عالية تتضاعف مع مضاعفة التيار الكهربائي
وطبيعي ان الفقر جعل الاب يشتري سلكا ليس غاليا اي ليس ذا جودة عاليه
واثناء نوم الجميع
بما فيهم الثلاثة اطفال الصغار
بدا عازل السلك الكهربائي ينهار وينصهر
مما ولد حرارة عالية نتيجة لاشتباك الاسلاك مع بعضها
وبذلك ولدت شرارة كهربائية بدات تتناثر على ما في الغرفة من بطانيات وفراش
وسرعان ما شبت النار في الغرفة لتزداد لهيبا شيئا فشيئا
استيقظ الاطفال على حرارة النار
ولهيبها
صرخوا وصرخوا
ولكن الغازات الناتجة من الاحتراق قد اغلقت الباب بقوة فلم يستطع الاخوة
فتح الباب
ركض الاخوة الثلاثة الصغار الى الشباك علهم يفتحوه ويشموا ذرة هواء
تنجيهم من الاختناق
وهنا المصيبة الثانية
ان انصهار العازل واحتراقة لم يولد الحرارة فقط بل نزل هذا السلك على حديد الشباك
وحال لمس الاطفال الثلاثة
للشباك
وقعت المصيبة
صعقوا ثلاثتهم بالتيار الكهربائي وهم يصطرخون ولا مجيب ولا من يسمع صرخاتهم
ولا من ينقذهم
وبعد حين تنبه الاهل الى هذا الامر
ولكن بعد فوات الاوان
وهكذا مات الثلاثة الاطفال واقفون بجنب بعضهم البعض وايديهم ممتدة صوب الشباك يرجون الحياة ولكن لا مجيب الا الممات
وصرخة ام فقدت روحها بفقدانهم
اقول
ان تحميل الشي ما لا يطيقه يؤدي الى غير النتيجة المرجوة
وان نجسب حساب كل حمل سوف نحمله اليوم وغدا ومستقبلا قبل ان نشتري ما يعيننا على ذلك الحمل
وان الاستهانة بامر بسيط تؤدي الى شي مفجع موجع اليم
حميد الغانم

حميد الغانم 10-01-2014 02:28 AM

الخوارزميات

قد يستغرب البعض من عنوان القصة او حكاية هذه الليلة ولكن بعد ان نقرا الاسطر التالية لنا ان نعرف ربطها بموضوع التنمية البشرية ونظم الامر وسبل الراحة في حياة الفرد ومن ثم المجتمع واطر البناء فالخوارزمية اسهل وافضل الطرق للوصل ما بين بداية شي ونهايته وتفادي التقاطعات والازدواجات والتسلسل الطويل المعقد
من هنا ننطلق في حكايتنا
وتبدأ من منحة طلبة الجامعات والمدارس الابتدائية والثانوية في العراق وغيرها
من هنا تم التصويت في البرلمان والاقرار ومصادقة رئاسة جمهورية العراق ووزارة التخطيط والمالية ووزارة التعليم العالي
كل هذه الوزارات والهيئات صوتت صوب مشروع ناجح في كافة ابعاده والتي تصب في انجاح مسيرة العلم في العراق وسد حاجة الطالب الفقير
تم التنفيذ باستلام المبالغ المالية وحسبما سمعة ان احدى الجامعات استلمت مبلغ 26 مليار دينار عراقي
مبلغا ليس بالبسيط واستلم الطلبة دفة ثلاثة اشهر مقدما اي ثلاثمائة الف دينار عراقي ولكن من الشهر القادم يكون المبلغ مائة الف دينار عراقي
فاين المشكلة
في التنفيذ لهذه القرار او المشروع حيث غابت عن المشرع كثير من الاشياء التي هدمت فرحة الطالب بمبلغه المالي المتحصل عليه
كيف ذلك
قبل ان نجيب علينا ان نشرح مفهوم في الجامعات العراقية اسمه استضافة طالب او الاستضافة
نشرح من خلال مثال طالب من سكنة محافظة الديوانية مقبول في محافظة النجف الاشرف لذا يذهب ليداوم في الديوانية في جامعة القادسية ويبقى اسمه وسجله وملفته في جامعة النجف الاشرف
وذلك حلا لاشكالات البعد عن الاهل والنقل والاجور والقسم الداخلي
الى حد الان ممتاز هو القرار
ونربط كلامنا مع منحة الطلبة
اين
بمشكلة بسيطة معقدة
وهو ان الجامعات اتخذت قرار قالت ان الطالب المستضاف يذهب الى الجامعة الاصلية المسجل بها ويستلم
اكرر يذهب ويستلم من محافظة ثانية
هنا كنت في زيارة مديرة شؤون الطلبة في احدى الكليات
وعندها طالب من محافظة الموصل ويداوم في جامعة الموصل ولكن كليته الاصلية في جنوب العراق
ووفقا للتعليمات على هذا الطالب ان ياتي الى الجنوب من شمال العراق ويوقع ويستلك المائة الف دينار
اين الاشكال او العبث او غياب التخطيط
ببساطة
المسافة بين الشمال والجنوب تتجاوز 800 كيلو متر
حتى يصل الطالب من جامعات الشمال الى جامعات الجنوب يحتاج
1- الى يومين او ثلاثة وطبيعي اثناء الدراسه وهذا يسبب ضياعا في الوقت وضياعا في عمره الدراسي فعليه ان يغيب عن محاضراته ليستلم مبلغة

2- ان هذا الطالب الذي هو من سكنة الموصل سوف ينفق اجور نقل للسيارات اكثر من مائتي الف دينار لاجل ان يستلم مائة الف دينار
واتذكر هنا قصة لجحا حين احرق دينار ورقيا ليرى درهمه الضائع منه
هذا حال الطالب اصرف مائتي الف دينار من اجل مائة الف

3- حتى يستلم المبلغ هذا الطالب عليه ان يجلب تاييد راتب عن والديه واستنشاخ لكل البطاقات المدنية له ولعائلته واوراق اخرى اضافة الى كثرة اتصالاته عبر الهاتف النقال ليعرف شموله من عدمه من اين يستلم وهذا مبلغ اضافي

4- خطورة الطريق من الموصل مثلا الى جنوب العراق مع طول المسافة والمطر وبرودة الجو هذه لم تحسب بالحسبان

5- ان الطالب في مسيره يحتاج الى ماكل وملبس وايضا يحتاج الى منام وبذلك يؤجر غرفة في فندق اقل سعر 35 الف دينار عراقي وهذا مبلغ اضافي اخر

هل انتهينا ..... بقي القليل
ان السيارات التي تنقل الطلبة وكثير هم من محافظاتهم في الشمال الى جامعاتهم في الجنوب والعكس تصرف بنزين واستهلاك اطارات ودخان وغيرها وغيرها وغيرها
كل هذه اثار جانبية تصب في مضرة المجتمع
واليوم امراة كبيرة بالعمر ضعيفة جاءت لتستلم عن بنتها
قائلة بلهجتها العامية البسيطة
يمة ما عدنا وهي البنية تدرس وما تكدر تجي بوحدها
نبهتنا الى شي مهم
ان الطالب ممكن ان ياتي لوحده ولكن الطالبة البنت هل يمكن بالطبع لا
من هنا واجب ان تاتي معها امها او اقاربها وهذا مصرف اضافي

فياترى من وضع القرار وخططه واقره وصوت عليه ووقع عليه
لم يفكر بان يضع عبارة بسيطة جدا جدا قصيرة
والطالب المستضاف يستلم من كليته التي هو فيها مستضاف لا كليته الاصلية
سطر واحد كان من الممكن ان يكون الخط المستقيم الذي هو الاقرب بين نقطتين
لا ان ندور وندور وندور
والنتيجة سلبا لا ايجابا
لشي كنا نتصوره انه يصب في مصلحتنا فانقلب ضدنا
ونقول
قول الامام علي سلام الله عليه
وعليكم بنظم امركم
حميد الغانم

حميد الغانم 17-01-2014 07:40 PM

صاحب الموكب
____________

سرنا متوجهين صوب النجف الاشرف حيث تبدأ رحلة المسير زائرين الى الامام الحسين سلام الله عليه
وبالفعل وصلنا الى بفضل الله عز وجل الى النجف الاشرف
وتشرفنا بزيارة سيدي ومولانا الامام علي بن ابي طالب
سلام الله عليه
وبعد الزيارة بدأنا المشي صوب الحسين منادين بصمت
لبيم يا حسين لبيك ياداعي الله
وكان معي زميلي وقد أطال زيارته الى ضريح الامام علي
وبعد خروجه قلت له لما
قال قد تكون هذه اخر زيارة لي للامام
لم أفهم كلامه حينها
وسرنا صوب كربلاء ليلا الساعة الواحدة كنا اثنين ومع مسيرنا نتحدث في شي علمي حينها
ومضى الوقت ونحن نسير حتى علت الله اكبر بصوت المؤذن معلنا وقت صلاة الفجر
الحمد لله صلينا ونمنا قليلا واستمر المسير بعد ثلاث ساعات
والمسير مستمر والشوق الى الحسين يكبر ويكبر
ومع ذاك المسير تنطرح الاسئلة التالية
لو انفقت ما في الارض ما الفت بين قلوبهم
لو اختبر الانسان بغير وقت هل يكون كريما كما هو الان
لو طلب من انسان ان يخدم غيره هكذا خدمة كما هي في المواكب الحسينية هل يفعل ذلك
لو قيل لرجل تعال واخدم كل هؤلاء الزائرين واخدمهم واطعمهم واغسل ملابسهم هل يفعل
بل السؤال
لو سالوا الزائر الماشي هل كنت تمشي لو كان مشيك ومسيرك لغير كربلاء
وكثيرة هي الاسئلة التي تنطرح
وبالفعل طرحها كثير من الناس الاجانب
من اين ياتي هذا المال الذي ينفق على عشرين مليون زائر
من اين
ودول عجزت على ان تتحمل هكذا مصروف
وصلنا الساعة الثالثة والنصف عصرا الى محطة توقفنا
بحثنا في الموكب الاول كان قد أمتلأ بالزائرين الكرام
مشينا قليلا
الحمد لله وصلنا الى موكب بسيط متواضع
جلسنا لنستريح
وبالفعل جاء صاحب الموكب يسال بكل تواضع
هل تبيتون هنا ام لا
قلنا نبات ان شاء الله
وما ان سمع كلامنا حتى جاءنا ببطانيات وقال استراحوا وبدا يقسم الزارئرين
هذا مكانك ويحمل بيده البطانيات
ويقسم مجموعة اخرى بين هذا المكان وذاك ويحمل اليهم الاغطية والماء وكل حاجة يطلبونها
سرعان ما أمتلأ الموكب بالزائرين ولم يبقى الى اماكن بسيطة لبعض الزائرين
جلس بقربنا يتحدث ويسال
ومن باب المزاح
قلنا له ان شاء الله يوم العرس
بحكم انه رجل كبير بالعمر وصل الى الستين من عمره
هنالك
نطقها وقال احكي لكم حكاية
كان هنالك رجل قوي ومعافى وبصحة جيدا وبالفعل دخل ذلك الرجل الى المطعم وطلب الشواء او كما نسميه بالعراق الشيش كباب
وطلب كمية اكثر من الاخرين من اللحم
وكان هنالك رجل اخر من اصحاب الخديعة
او كما يسمى باللهجة العامية ها هنا لوتي
واصلها من يلوي الشي
وجاء هذا اللوتي الى صاحبنا اكل الشيش كباب
وقال له مالك اصفر اللون
قال لا لست باصفر
قال بل اصفر وجفنك هادل
قال لا
لست اصفر ولا جفني هادل
قال بل انت كذلك الم ترى نفسك في المراة
يبدو لي ان صفارك وهدول جفنك شي مخيف
وعليك مراجعة الطبيب
واستمر هذا اللوتي الحيال
يقنع ذاك الرجل بمرضه وصفرته وهدول جفنه
وكانت اللقمة بفمه
فلفظها وترك لحمه وذهب ينظر الى نفسه بالمراة
وترك المطعم مغادرا لم ياكل لقمة واحده
كان الجميع يستمع الى صاحب الموكب
وهو يحكي هذه الحكاية الجميلة الطريفة بمعناها
سالناه
يا عم
ما المغزى
قال انما نفسية الاسنان تمنعه من الزواج
فان لم يكن مرتاحا كيف يرتاح معه اهله
هنالك
قلنا له
واي راحة اكثر من خدمتك لزوار محمد وال محمد
اي نعم
علت ابتسامة كبيرة على وجهه وهو يسمع هذه الكلمات
فكما هنالك
من كلام يهدم النفس ويكسرها
هنا
كلام يبني النفس وينميها
وللاسف
لم نكمل حديثنا
بل كان هذا الحاج ينظر الى باب الموكب
فلما راى زائرين قادمين حتى قفز وقال من رخصتكم فلدي من اخدمهم
فاي حب يكنه للحسين جعله يتغلب على كل همومه
وينسى كل الامه وكبر سنه ويركض ليخدم غيره
ولنكن هكذا مثل صاحب الموكب لا مذل ذلك الحيال
ننطق لنبني
لا
ننطق لنهدم
حميد الغانم

حميد الغانم 24-01-2014 12:30 AM

الحجي النجفي
--------
تبدأ هذه الحكاية منذ الشهر العاشر من عام 2013 ومستمرة الى يومنا هذا
والبداية كانت منذ قبول الطلبة الجدد في المراحل الاولى للكليات
وبحكم عملنا فعلينا استقبال الطلبة الجدد من محافظتنا خلال اول اسبوع من التسجيل
واما بقية الطلبة من غير المحافظات فيكون تسجيلهم ممتد لاسبوعين بسبب ظروف البعد والمصاريف وطبيعة التغير في نمط حياتهم
من هنا جاءنا
رجل كبير في العمر تجاوز الستين سنة من عمره ومعه ابنته من محافظة النجف الاشرف
وطبيعي كان امر التعامل مع الطلبة ان المحافظات يسجل اولا وان جاء متاخرا بسبب البعد والمسافة الطويلة وكونه يريد الرجوع لترتيب اموره وما شاكلها من قسم وملبس وماكل ومصروف
وللامانة كان تعامل الموظفين والموظفات جيد جدا وطيب بدون تاخير مع العدد الكبير من معاملات التسجيل التي تتطلب جهدا كبيرا وقلة الكادر المختص
الحمد لله تم اكمال معاملة الرجل الا انها خالية من الوثيقة المدرسية اي وثيقة الصف السادس العلمي
تم تسجيل بنته على الرغم من عدم جلب الوثيقة المصدقة وهو امر قانوني لا اشكال فيه
ووعد الرجل بانه سوف يجلب الوثيقة
ولكنه طلب نقل بنته الى محافظتها او المحافظة الاقرب وهي كربلاء المقدسة
كان الجواب
يا حجي لا يوجد نقل للمرحلة الاولى
وعلى الطالب ان يقضي في كليته سنة كاملة وينجح عندها يتم نقله الى محافظته
استغرب الحاج النجفي
ولكنه قال هل من وسيلة او سبيل الى ذلك
اجبناه
نعم ان اصدر الوزير امرا بذلك النقل او الاستضافة
لم يعرف الرجل معنى الاستضافة
فكان الجواب باللهجة العراقية هي اخت النقل
قال الحاج النجفي
بفهمه البسيط المتواضع وعدم قدرته على القراءة والكتابة
نعم هذا الحاج لا يقرا ولا يكتب
ولكن قلبه كبير نظيف نقي يتمنى الخير للجميع
قال انا ذاهب الان ولدي عضوة برلمان ذات قلب كبير من اقاربي
ارجع بحول الله الى النجف الاشرف وعندها اكلمها
وطلبنا منه ان لا بنسانا بالدعاء والزيارة عند سيدنا ومولانا امير المؤمنين
علي بن ابي طالب سلام الله عليه
وبالفعل رحل مع ابنته والسائق الذي جلبهم مباشرة من النجف الاشرف بمبلغ مئتي الف دينار عراقي
مبلغ كبير بالنسبة لرجل بسيط فقير
وفي ثاني يوم
نعم
ثاني يوم اتصل بنا وقال ذهبت مباشرة الى عضوة البرلمان الدكتورة كما يسميها
وقصصت لها حكاية طلبة المحافظات والبعد
فعلا
رفعت الهاتف واتصلت بوزير التعليم العالي
وافهمته القصة والمشاكل التي يعانيها الطلبة في هذا الوقت الراهن
وخصوصا من قبل في المناطق الساخنة كما يسمونها
فمن قبل في الانبار او الموصل او تكريت
كيف يذهب
وبعد ان دار نقاش بين الوزير والدكتورة اقارب الحاج
وعد بعرض الامر على هيئة الرأي
وهي اعلى هيئة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
وبالفعل صدر بعد ذلك امر باستضافة الطلبة في الجامعة الاقرب
اتصل بنا الحجي النجفي
وقلنا نعم يا حجي وصل الامر
تعال واكمل معاملة ابنتك
قال هل يحتاج ان اجلب ابنتي معي
فكان الجواب بالنفي فقط انت يا حجي تعال واجلب معك الورقة هذه وهذه الورقة كي لا ترجع فالطريق بعيد
الحمد لله
هذا الحجي لم يسعى فقط لنفسه او بنته بل سعى لكل الطلبة
وكان دائما يقولها بكلامه البسيط
الشاهد الله اركض لكل الناس
ولكن الحجي تاخر ولم ياتي على الرغم من صدور القرار
اتصل بنا بعد ايام
قال انا سائر من النجف الاشرف الى كربلاء مشيا على الاقدام لزيارة الامام الحسين سلام الله عليه
وهنالك اخدم في موكب حسيني وهذا سبب تاخري
فاستفسر هل هنالك عائق ان تاخر
فكان الجواب لا ان شاء الله سوف تكتمل معاملة ابنتك
ولكن
ظهر عائق جديد
وهو ان هنالك اقسام علمية لا توجد في اقسام جامعة الكوفة وبذلك اختار الطلبة جامعة كربلاء او جامعة القادسية
الا انه ظهر بعد الاداريين يرفضون استقبالهم بحجة انهم ليسوا من ذات المحافظة وان كلياتهم لا تستوعب هذا العدد الكبير
اتصلنا بالحجي النجفي واخبرناه بالقضية
وطلبنا مساعدة عضوة البرلمان التي لم نعرف من هي لحد ساعة كتابة هذه الاسطر
الحمد لله
اتصل بنا قال ابشروا فان شاء الله سوف يستقبلون الطلبة في الجامعة الاقرب
وبالفعل
تم اجراء معاملات الطلبة الى جامعات اخرى قريبة وانتفع كثير كثير من الطلبة
فذاك الذي من الموصل الى البصرة وهذا من البصرة الى تكريت وهكذا
حلت مشكلة اخرى
وما ان انتهى الحاج النجفي من خدمة زوار ابا عبدالله الحسين
حتى جاء ليكمل معاملة الاستضافة
والحمد لله اكتملت ورجع الى بيته مرتاحا راضيا بتوفيق الله
ولكن
تم اصدار امر جديد بالنقل من الكلية الاصلية الى الكلية الاقرب
فراجع الحاج النجفي من جديد ايضا لينقل ابنته الى كلية اخرى يوجد فيها قسم رياضيات
باعتبار ابنته ذكية في مجال الرياضيات
وبرزت مشكلة جديدة
ان بعض رؤوساء الجامعات لم يقبلوا بالنقل بل فقط استضافة
وبالفعل
ركض الحجي النجفي الى عضوة البرلمان ليبين لها العراقيل التي وضعت تجاه النقل
وفعلا
مرت الايام وصدر الامر بان النقل من جامعتنا الى الجامعات الاخرى مفتوح
وجاء الحجي النجفي من جديد
واكمل المعاملة التي تتطلب ذهابا وايابا الى النجف الاشرف والى الجامعة وكثير من التنقلات وصرف الاموال
ولم يياس ولم تنكسر ارادته وقوته
هنا
اكتملت معاملة الحجي النجفي ونقلت ابنته الى جامعة الكوفة وغيرها نقل الى جامعات اخرى بجهود هذا الرجل البسيط
هل انتهت حكايتنا
مع نهاية حكاية نقل ابنة الرجل الى محافظتها
ومع انتهاء حاجته معنا
كلا والف كلا
بقي الرجل يتصل ويواصل ويطمئن علينا مرات ومرات
فوفاء هذا الرجل كبير على الرغم من اننا لم نفعل له الا ما نص عليه القانون
ولكن الكلمة الطيبة مثمرة بالوفاء
نعم
اتصل بي قبل عدة ايام
مستفسرا عن امر لاحد الطلبة لا يمت له بصلة
قلت له يا حاج لا يحل الا بهذه الطريقة
قال ان شاء الله
اليوم
اتصل بي
قال قضيت مسالة الطالب على تمام الخير
الحمد لله
وقال
منذ ايام كلفتني بموضوع حول الطلاب واستلام منحهم
وهو ما اشرنا اليه في قصتنا السابقة
فقال ذهبت الى عضوة البرمان وحدثتها بالمشاكل والمصاريف التي يصرفها الطالب
حتى يستلم منحته وان الامر ببساطة بكلمات بسيطة
وهي ان الطالب المستضاف يستلم من الكلية المستضيفة
اتصل بي الحجي ليستفسر عن بعض الامور
وللامانه
نعم اخبرته وطلبت منه هذا الامر
ولكن نسيت مع كثر المشاغل والاداريات ووقت الامتحان
الا
ان هذا الحجي النجفي لم ينسى
واتصل اليوم بي ليستفسر حول الامر
وبالفعل قال اليوم ساذهب وان شاء الله سوف يصير الامر الى ما يصب في مصلحة الطالب
والسؤال
هذا الحجي الكبير بالعمر يتصل ويذهب وطبيعي ينتقل بسيارة مع فقره وكبر عمره
ما حاجته لكل هذا التعب وابنته هي تستلم منحتها وقرب بيتها وعند اهلها
الجواب
قلبه الكبير المحب للخير
وطيبته التي تتمنى النجاح لكل طالب
وارادته القوية الصلبة التي لم تجعله يياس بل سعى لانجاح ما يريد
وابوته الكبيرة لابنته بل وفاءه لكل الطلبة
فهنالك اباء لنا لا نعرفهم
واخوان لنا في الخفاء لا نعرفهم
يبذلون كثيرا ويعطون كثيرا من اجل راحتنا
طاعة لله عز وجل
وهذا الرجل النجفي الكبير واحد منهم
واخر كلامي
دائما يقول لا انسى فضلكم والله ابدا ما بقيت حيا
والابتسامة على وجوهنا
بل الواجب ان نقول
اننا يا حجي يا نجفي يا طيب
لا ننسى فضلك انت
ولا ننسى خدمتك لكثير من الطلبة وكثير من اهلهم
واننا تعلمنا منك كثيرا يا حجي يا نجفي
حميد الغانم


rafedy 24-01-2014 07:50 AM

اللهم صلي على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين
العراق يحتاج الى عدد من امثال هذا الحاج النجفي
عوضا عن البرلمانين

شكرا

حميد الغانم 31-01-2014 01:19 AM

خبراء ولكن

منذ حوالي اربع سنوات بدأ مشروع اعادة انعاش الاهوار في جنوب العراق وفعلا كانت المحاولات حثيثة وجيدة وتبشر بالخير
ولكن كمية المياة والامطار كانت قليلة وخصوصا مع ما تحجبه تركيا من اطلاقات مائية نحو دجلة والفرات
الامر الذي اخر اتمام المشروع
والحمد لله بدأت خطوات كبيرة اخرى في هذا المجال اذ تم انشاء نواظم حديثة ومتطورة جدا لحبس مياة الاهوار وعدم ضياعها
اقصد ذهابها الى مياه الخليج المالحة
وكان لي بحث مشترك مع صديق لي في كلية الهندسة
واحيانا لاجده في الكلية فاتصل به هاتفيا فيقول لي انه في مشروع انعاش الاهوار
وتكررت زياراته واشرافه وكان حاضرا حين تم صب كل سدة من السدود
ولا يقبل بالخطا ولو البسيط في المشروع
فمعروف عنه امانته واخلاصه وتفانيه في العمل
وتكررت زياراته اكثر من مرة
وذات يوم كنت متجها الى كلية الهندسة حيث صديقي
وبالفعل وجدته هناك
ولكن وجدت معه صديق مقرب اخر ولكنه يعمل في مديرية الموارد المائية
بعد التحية والسلام
سالته عن سبب وجوده هل من خدمة نقدمها لك
قال جئت لاستاذ مثنى وهذا اسم صديقي المهندس
لانه مشرف على صب مشاريع السدود او النواظم لانعاش الاهوار
حقيقة استبشرت خيرا كثيرا
فهذا الصديق الاخر معروف عنه
نزاهته واخلاصه وتفانيه في العمل ولا يقبل بالدرهم كرشوة او فساد
وكل همه ان يكون العمل صحيحا دقيقا يصب في مصلحة المواطن
حكينا حول المشروع واهميته والفترة الزمنية التي يستغرقها وعن ابعاده البيئية والاقتصادية والصحيحة والاجتماعية
خصوصا مع هجرة سكان الاهوار الى محافظات اخرى
وغياب الثروة الحيانية وايضا ارتفاع درجة الحرارة كون الاهوار مسطحات مائية تطلق الاوكسجين من خلال ما تحتويه من اعشاب
او ما يعرف هنا بالعراق البردي والعنكر وغيره من الاعشاب الخضراء التي هي علف ممتاز للجاموس
ومع ما يحتويه الهور من اسماك متنوعة وطيور محلية وطيور مهاجرة
اذ تهاجر الطيور وقت الشتاء من المناطق الباردة في الصين واوربا وروسيا الى جنوب العراق بحكم جوه الدافئ
من هنا
اكمل صديقي حديثه عن المشروع وعن كمية المياه التي يحتاجونها
والمسطحات المائية وغيرها من الامور
وحقيقة كان ملما بكل المشروع وابعاده من ناحية التخطيط والتنفيذ والمدة الزمنية اللازمة وكمية المياه والاطلاقات المائية
فعلا يغنيك عن اي سؤال يخطر في بالك
واخر الختام
فان المشروع كان بحاجة الى سدة ترابية في مكان معين لحبس المياه ومن ثم ارتفاع منسوبها ودخلوها الى الاهوار
ولكن
هنالك اناس منذ زمن اللعين صدام حسين
وطبيعي بحكم الرفاقية او المحسوبية او الدرجة الحزبية والقرب من البعث
نالوا امتيازات وامتيازات
من ضمن هؤلاء مهندس اخر نال درجة خبير في الموارد المائية
نعم
هذا الخبير اعترض على انشاء هذه السدة الترابية
وراح ياتي باسباب واسباب كثيرة
ولا يصح ولا يجوز ولا يقبل
ومن انواع الكلمات التي تكسر الهمم
وللامانة
كان هنالك مهندسة في وزارة الموارد المالية
لا تعتمد على هذا الخبير المزيف الذي لم يستحقها بعمله وخبرته الفعليين
بل بقربه من السلطان الصدامي
وراح مصدقا بنفسه انه خبير وصار يخطط ولكنه فعلا يهدم
وصار يقول لا في موضع نعم
ذات يوم جاءت مهندسة الموارد المائية من العاصمة بغداد
وسالت صديقي المهندس عن المشروع
واسبابه ومسبباته ونجاحه ونسب فشله
والاهمية من السدة الترابية
شرح صاحبنا لها كل الخطوط بوضوح وبانت الصورة
الحمد لله
حين تاخذ المعلومة من الموضوع الصحيح الصادق تظفر بالنجاح
وحين تاخذها من خبير بالاسم لا خبير بالفعل مصير عملك الفشل والتكسير
وفعلا
نفذت السدة الترابية ونفذ المشروع
ومن الله عز وجل علينا بامطار غزيرة خلال السنوات الماضية ساهمت برفع منسوب المياه في الاهوار
وظهرت مساحات مائية ونباتات واسماك
وبدأت بشائر الخير اذ انخفض سعر السمك الى النصف اذ عادت الحياة الى الاهوار
اذ عادت الطيور المهاجرة الى الاهوار
اذ تعدلت درجات الحرارة في الصيف
اذ وجد الفقير مجالا ليكسب قوت يومه من الصيد
واذ واذ
نتائج جدا قيمة وكبيرة فرح الجميع بها
الا
ذاك الخبير
لان نجاح المشروع يعني فشله وانكشاف زيفه وخداعه
وتمر الايام والايام
وصادف ذات يوم اذكر قبل اسبوع ان كنا عائدين من كليتنا الى البيت
فكان الحديث عن الاهوار والسمك
وتشاء الصدف ان يكون معنا احد الاساتذة القادمين من مركز المدينة
وكان الحديث حول السمك والطير
وانجر كلامنا الى مقترح ان نذهب ونشتري سمكا من منطقة الاهوار ونطلع على المناظر الجميلة والهواء النقي
فعلا مشت السيارة بنا كثيرا الى ان وصلنا
وجدنا اناس يبيعون السمك على حافة الطريق
سمك طازج للتو قد اصطيد
سالنا عن السعر
فعلا كانت مفاجاة اذ السعر يصل الى نص ماهو موجود في مركز المدينة
وبدات العملة كما نسميها هنا من اجل تخفيض السعر
وبالفعل افلح صديقي بخفض السعر كونه خبيرا بالسمك
اشترى حوالي خمسة كيلوات من السمك الصغير او كما نسميه الزوري هنا في جنوب العراق
بكم بثمانية الاف دينار واشترى سمكا اخر واخر
ملئ الكيس البلاستيكي بالسمك وضعه في السيارة
ورحنا نصور مناطق الاهوار
وصلنا الى احد النواظم
هنا كانت المفاجاة
ان الماء قد ارتفع فوق مستوى الناظم وامتلات الاهوار بالماء والبردي والاعشاب
والسمك كان امامنا رخيصا متوافر والبردي قد ملئ الاهوار على طول البصر
وقررنا ان نكمل رحلة العودة على طريق اخر يمر بالسدة الترابية
وفعلا وصلنا الى السدة
وكانت مفاجاة اخرى اذ ان الماء ارتفع بشكل كبير
بحيث صار الماء يعبر من ضفة الى اخرى كانه الشلال المتساقط بقوة
فرحت علت وجوهنا ووجوه من كان واقفا ينظر الى هذا المشهد
الذي لم يكن لنصل اليه لولا وفاء اناس خيرين محبين لبلدهم متفانين بعملهم
واثقين بنجاحهم متوكلين على الله عز وجل
هل انتهت حكايتنا
بقي جزء اخر
منذ يومين توفي اقارب لي في منطقة الاهوار ورحت لقراءة سورة الفاتحة وصلنا ليلا هناك
ونعم التقيت بصديقي مهندس الموارد المائية
بعد السلام
قلت مازحا معه ابو علاوي خوية احنه بقطرة الماي والسدة تعبر ليش تروح هاي القطرة صوب الخليج
تبسم وقال غيرك اتصل بي كثيرا
الحمد لله هنالك من صار اليوم يعرف قيمة قطرة الماء وما تعنيه لبلدنا
واكمل قائلا تعال انظر
سحب هاتفه النقال واخرج صورا لبيوت الناس في الاهوار
فعلا مستوى الماء مع مستوى بيوتهم
ولم يبقى الا القليل ويصعد الماء على مستوى الشارع والتبليط ويقطع الطريق
قال لابد من تقليل الضغط لانه لو بقي الماء محبوسا لفاضت البيوت وغرق الناس
قلت سبحان الله سبحان الله سبحان الله
وسبحان مغير الاحوال من حال الى حال
اين كنا بالامس واين اليوم صرنا
وهذا بفضل الله عز وجل
والسبب
التخطيط الجيد والتنفيذ الحكيم والامانة
واناس مهندسين وعاملين اجتمعوا على حب بلدهم وامنياتهم بالخير لكل الناس
ليت البرلمانيين يتعلمون كيف يخططون
حميد الغانم

حميد الغانم 07-02-2014 12:18 AM

الاجيال
-----------------
ليست بالقصة الغريبة او التي لا تحدث كل يوم او الغير معروفة في قريتنا الريفية البسيطة
ولكن يمكن ان تكون غريبة غير معروفة في غير مكان او غير زمان
تحكي حكايتنا عن حالات الوفاة للاقارب وما يجري فيها من عادات وتلاحم ورأفة ورحمة بين الاهل والاقارب والجيران والاصدقاء
وتبدأ حكايتنا منذ ايام
اذ خرجت للذهاب الى الطبيب بسبب وعكة صحية المت بي
فوجدت ابن عمي واقفا في مكان وزمان ليس بعادته ان يقف فيه
سلام عليكم وعليكم السلام
سالته باللهجة العامية
هااااا اشو واكف هنا خيرا
قال ابن عمنا ينزاع ووصل الى لحظات عمره الاخيرة
سبحان الله قلت منذ يومين كان بحالة جيدة
قال منذ البارحة ساءت حالته الصحية
( وهذه حال الدنيا يوم في مسرة ويوم في مضرة )
سارعنا للذهاب الى ابن عمنا ودخلنا البيت
وهناك مشهد محزن مبكي الابن يصارع سكرات الموت وينازع الحياة وفي اخر رمق
وبجنبه عمي الكبير في العمر هو الاخر لا مريض ولا يعلم ما يدور حوله
جلسنا بين السريرين حيث وجدت اغلب اقاربي هناك جالسين بين السريرين
بين سرير الاب الذي لا يعلم ان ابنه يموت وبين الابن الذي ينازع
(موقف غريب فعلا وموجع بذات اللحظة فلا ندري باي وادي نموت )
وهنالك الصمت سائد والاخ الاكبر بين ان يبلل شفة اخيه الاصغر منه الذي ينازع
وبين ابوه الذي كل لحظة لا ينطق الا كلمات بسيطة انا عطشان انا عطشان
وهنا نتذكر الحسين سلام الله عليه
فهناك صرخة كربلاء فلا مجيب للحسين الا اعداءه
وهنا
يصيح الاب انا عطشان حتى يهب الابن الاكبر ليسعف ابيه بشربه ماء
ومن ثم يعود ليقرا القران الكريم لاخيه ام ابيه
وهذه اولى العادات اامتوارثة بين اجيالنا
ان نجتمع مع اقاربنا عند نزع الروح ونواسيهم
ان نقرا القران ونصلهم ونترحم عليهم
وتمر اللحظات واللحظات
ويجتمع الاقربون ويزدادوا وبوسط هذا الجمع
تدخل الام
حضنت ابنها قبلته مسحة جبينه ذرفت الدمع
وهي تنادي
يمة اخذني وياك شلي بدنياي من بعدك
كررتها اكثر من مرة
والحاضرين يذرفون الدمع
( فاي قلب قلب كل ام سبحان الذي زرع فيها هذا الحب والعطف)
وكأن قلب الام شاهد على اخر لحظات حياة ابنها
وفعلا ماهي الا سويعات قليلة حتى توفي ابن عمي
الى رحمة الله عز وجل
وهنا اجتمع الاقربون كلهم والجيران والاصدقاء ليلا
وذهبوا الى التغسيل جميعا
وفريقا قد حضرمكان الاستقبال او كما نسميه هنا الديوانية الكبيرة
( وهذه العادة كما نسميها هنا اذ يهب الاهل والاقربون والجيران والاصدقاء عن الشدائد الى من كان عنده فاجعة او مصيبة او فرح )
ومن هنا اتذكر موقف احد القادمين من المدينة اذ وجد ان احد جيراننا كان قد استلم اعداد الشاي والقهوة او كما نسميه نحن هنا الكهوجي فساله ليسوا باقاربك فلما انت هنا قال اصلا كل محلاتنا قد اغلقناها ليس وحدي بل كل اقاربي لانهم جيراننا واصدقاءنا
بالطبع يقصد منطقتنا وحينا
وهي عادة اخرى ورثناها من اباءنا واجدادنا بان نتعامل مع جيراننا كانفسنا
ونقف معه
وما ان انتهى التغسيل والتكفين حتى حضر الجميع يصلون عليه ويقرأون سورة الفاتحة
ويصلون ركعتين بثواب المرحوم
وهكذا يستمر الجيران كلهم مع جيرانهم
وهكذا المجتمع ينبني ويصلح بالتواصل والتراحم
ويعلن المؤذن اذان الفجر ويحمل التابوت الى البيت
هنالك الوداع الاخير
حيث قلب الام المكسور حيث الاخوات والاخوة حيث الاحفاد وحيث وحيث
وهناك يعلن عبر مكبرات الصوت ان فلانا بن فلان قد توفي وسيكون تشيعه في الساعة كذا وكذا
ويجتمع الناس كثيرا وكثيرا وياتي ساعة الرحيل
ويحمل الاهل والاقربون والجيران ذاك التابوت الى مثواه الاخيره
ويسير خلفه مئات الناس
ومع كل مسير يترك الناس محالهم ويسيرون خلف التابوت
وينادي المنادي بصوت عالي
جل الله جل الله لا اله الا الله
ويردد خلفه كل السائرين
بصوت عالي جل الله جل الله لا اله الا الله
ويستمر التشيع لمسافة نص كيلو متر او اكثر
الى حين الوصول الى السيارة التي تحملهم الى النجف الاشرف
ويعود الاهل والاقربون والاصحاب ليستقبلوا المعزين طوال ثلاثة ايام
ومعهم جيرانهم واهليهم واقاربهم واصحابهم
وياتي المعزين من كل مكان قريب او بعيد
وتستمر الفاتحة ثلاثة ايام متواصلة
ومن هنا
ناتي الى اليوم الذي يليه
في الجيل السابق الذي ورثناه عن اباءنا
كان الناس يقيمون الفاتحة او الماتم لمدة ثلاثة ايام او اكثر بقليل
اليوم في جيلنا
صارت تقام الفاتحة ثلاثة ايام ولكن الجديد انه في كل ليلة يقام ماتم حسيني لذكر الحسين الشهيد واهل بيته واصحابه
ويستمر هذا الماتم المقام بثواب المرحوم الى اسبوعين او اكثر
وفي كل ليلة جمعة تقام وجبة طعام للفقراء والمساكين والاقربون
ما ان ينتهون حتى يقراوا سورة الفاتحة ويهدونها الى المرحوم
الحمد لله
عادة جميلة محمودة
ولكن
ننظر الى من هو في سن المراهقة قد حمله هاتفه النقال وانشغل عن ما يجري حوله من عادات حميدة وقراءة الفاتحة والماتم الحسيني
وبين اطفال يلعبون هنا وهناك وقد علا صياحهم مع صوت القارئ الحسيني
وبين
اخوة واصدقاء واقارب طلم ينسوا اخوهم او صديقهم او اقاربهم
على الرغم من رحيله عن دار الدنيا
صاروا ياتون كل ليلة يقراون القران له ويذكرون محاسنه ويقولون
ربي ارحمه برحمتك الواسعة
وبين اب يصارع هو الاخر ويلات المرض والاه وقد رحل ابنه عن دار الدنيا وهو لا يعلم ان ابنه قد رحله قبله
وبين اخ اكبر يداري ابيه من مرضه ويبكي على فقدان اخيه
وبين اخوة واصحاب واقارب يذكرون من فارقوه بخير ويترحمون عليه
وبين شباب قد شغله الهاتف النقال عن ما يجري حوله
وبين اطفال يلعبون ويمرحون لم يشغلهم ما حولهم عن ذاك اللعب
بين كل هذا
تساءلت
هل ستبقى هذه العادات الحميدة كما بقيت منذ سنين وسنين وورثناها عن اهل بيت النبي محمد صلوات ربي عليه وعلى اله
وبين
ان تضيع تلك العادات
ينتقل جيل وياتي جيل وسيرحل وياتي غيره
ولا يبقى الا العمل الصالح في ظل مجتمع سليم حميد
حميد الغانم

حميد الغانم 14-02-2014 01:33 AM

الاخلاص

كثيرا ما كنا نتحاور فيما بيننا نحن مجموعة من الاصدقاء
ونسأل السؤال التالي علنا نحصل على اجابة معينة ولكن الواقع يعطينا اجابة مخالفة لما نتمناه
السؤال هو
لو ان كل مقاول او مدير مشروع او عامل او اي انسان له دور في بناء شئ معين
هنا لو هذا المقاول عمل في المقاولة كما يعمل في بيته
لو كان يقتصد بالمال ويخاف على المال كما يخاف على ماله في بيته
لو انه كان حريصا على الطابوقة الواحدة في المقاولة كما هو حريص على نفس الطابوقة
ولكن تلك الطابقوة دخلت في بناء مشروع للدولة وهذه الطابوقة دخلت في بناء بيته
لو ان هذا الانسان كان يشتري السلعة الممتازة النطيفة الى بيته ولا يشتريها الى ذلك المشروع الذي هو للدولة
لو انه كان يذهب الى اكثر من محل تجاري يعامل ويعامل بغية الحصول على اقل الاسعار وافضل الانواع ولكن حين يكون الشراء لبيته
ولكنه حين يصل الامر الى مشروع هو مديره او مقاوله او منفذه يقوم بالعكس
هنا التناقص للبيت الجيد للمقاولة الردئ
للبيت الغالي الجيد للمشروع الردي الرخيص
وهكذا نسمع هنا وهناك ان المشاريع تفسد او تخرب او تفشل باقل من سنة من تنفيذها
ونرى ان هنالك مشاريع كثيرة نفذت من قبل البريطانيين في العشرينيات من القرن الماضي اي صار عمرها خمسون سنة لا تزال هي هي ممتازة وباحسن حال
هذا التناقض يتجسد اليوم في حكايتنا
في منطقتي نفذ مشروع لمجاري المياه
الحمد لله احيل المشروع الى مقاول ليس اصلا بمقاول ولا يعرف شيئا عن المجاري وعملها وتنفيذها ودقتها
باع المقاول الاول المقاولة الى ثاني والثاني الى ثالث
وهكذا مع كل بيعة يقل السعر الى حين الوصول للمقاول الاخير
ويجب ان اذكر ان المقاولة وصلت الى سبعة مليارت دينار عراقي
اي ما يقارب ستة ملايين دولار
مبلغ كبير جدا
دفعته الدولة لاجل المواطنين وتنفيذ مشروع ينفعهم ويصب في مصلحتهم
هنا بدا العمل والمفروض ان ينتهي بسنتين
ومضت السنتان ومضت ثالثة والمشروع من سئ الى اسوأ
ليس بالدقة المطلوبة ليس بالجودة المرغوبة ليس بالصلاحية المبتغاة
قطر الانبوب خمسون سنتمترا
سالناهم لما هذا القطر البسيط
قالوا لانه هنالك مضخة كبيرة تسحب المياه
قال لهم الناس ولكن منطقتنا ترابية والجو المترب يزيد من كمية الاطيان الداخلة الى الانبوب وبمرور الايام يغلق الانبوب ويفشل المشروع
لا اذن واعية تسمع
المهم اكتمل المشروع وكما وصفناه السلعة الرديئة الغير جيدة الرخيصة
كما نسميها بالعامية التعبانة
هنا في ذات الوقت نرى المقاولين قد بنوا بيوتا
ومن مقارنة بسيطة نراه يبحث عن التصميم الممتاز عن الطابوقة القوية عن السمنت الاجود عن العامل الممتاز عن السلك الانفع عن الانبوب الاصلح
شتان بين هذا وهذا
الحمد لله حينا لم يكن مشمولا بخطة مد انابيب المجاري
والحمد لله ان من الله علينا بنعمة المطر الغزير في هذه السنة
ومن هنا فاضت بعض الشوارع امام بعض البيوتات في حينا
اقصد البيوت القديمة التي هي مستواها اقل من مستوى الشارع
صار الاقتراح ان يطلبوا مد انابيب مجاري
ولكن فوجئوا من قبل المدير اذ يخبرهم ان انتظارهم سيطول لو احيل المشروع الى مقاول ومناقصات وروتين مقزز
وقال لهم انا عندي انابيب اعطيكم وعليكم العمل
وافقوا على غصة
اذ ان بيوتهم ستغرق وملابس تتلف واين يرحلون مع دخول الماء الى بيوتهم
ومر الحاج ابو علي صاحب قصتنا هذه
قال نريد ان نمد انابيب مجاري والعمل على حسابنا
فهل تشترك
بالطبع وافقت
وتمر ايام
جاءت الانابيب البسيطة جدا
ذات القطر البسيط
استلمها الحاج ابو علي وهو رجل بسيط خريج ابتدائية كان يعمل في وزارة النفط
واحيل على التقاعد وقد فتح ورشة لتصليح الثلاجات والمكيفات
ترك عمله ذاك وجاء ليشرف على عمل مجاري حينا
وبالفعل اخرج من بيتنا صباحا الى العمل اراه قد جلب ثلاث عمال يحفرون حافة الشارع باداوات جدا بسيطا كما نسميها هنا
المسحة والطبر والهيب
جدا جدا بسيطه هذه الادوات
فعلا استمر الحفر اياما قلائل ومدت الانابيب
كل هذا وابو علي يشرف عليهم
ويشتري بنفسه السمنت والرمل والطابوق
واشترك ايضا هو في العمل
عملت فتحات المجاري او كما يسمونها هنا المنهولات
وما هو الا اسبوع واحد فقط يزيد او يقل يوما
انجز العمل
حقيقة استغربت كثيرا لدقة العمل
مستوى الفتحات مع الشارع تماما
دقة في بناء الفتحات ذات شكل هندسي دقيق
يتحمل ضغط السيارت المارة
نظرت في احدى الفتحات الماء يجري ورايت الانابيب في وضعية جيدة جدا لا تسمح بمرور الاوساخ والنفايات
وكثيرا من المواصفات الهندسية القياسية التي نفذها هذا الرجل البسيط الذي لا يحمل شهادة كبيرة بل ابتدائية بسيطة قد يحتقرها البعض
حقيقة هذا الانجاز الاول وهو نجاح المشروع
ولكن كنا ننتظر البعد الثاني الاقتصادي لنرى التكلفة
ومررت بابن عم لي قلت له لم ارى الحاج ابو علي اريد ان اعطيه فلوسه
قال مائة وستين الف على كل بيت
حقيقة هنا المفاجاة الاكبر
مبلغ جدا بسيط اذا ان كلفة المشروع كله لم تتجاوز المليونين وقد نفعت جزءا كبيرا من المنطقة والبيوتات
هنا تساءلت وتساءل غيري
كيف انجز هذا الرجل البسيط بمبلغ بسيط وبمدة قصيرة
مال لم تنجزه الدولة في ثلاث سنين ومليارت الدنانير
الجواب
الامانة في العمل
ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها
وثانيا
حب الغير عند الحاج ابو علي
والمقاول
عنده حب المال
والتفاني والاخلاص في عمل الانسان يديم البنيان
والغش والكذب يخرب
حميد الغانم


حميد الغانم 21-02-2014 11:20 PM

السهل والصعب

في زمن الطاغية صدام اللعين ومع قيوده الاجرامية حول الكلمة
الامر الذي وصل به الى ان من يسب صدام يصل الى الاعدام
ومن سب عزة الدوري فمصيره القتل الفوري
ومن يسب طه ياسين مصيره الذبح بالسكين
وغيره من الامور
اليوم حكايتنا حول قيد الكلام ان كنت تمتلك السلطة
ان دعتك قدرة على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك
بالامس صارت حكايتنا بين احد التدريسين ممن يحملون شهادة الدكتوراه
وبين طالب في باب الكلية قبل الدخول
اذ لا يسمح للطالب بالدخول الا وهو يحمل بطاقة تعريفية او كما نسميها الباج هنا
ولكن المشكلة تكمن في ان كثير من الطلاب لم يمتلكوا هذا الباج بسبب التاخر في انجازها
قبل الامس اخبروا ذات الدكتور ان العمل في البطاقات التعريفية للطالب سوف يتاخر ولا يمكن انجازها بموعدها المحدد كون الكادر المتوفر غير كافي ولا يوجد فيه شخص يطبع هكذا باجات
اجاب بل هو كاف والبركة بالعالمين
( المغزى ليس عدد العاملين الاساس ولكن خبرة المنفذين )
والعدل اساس الملك
نكمل حكايتنا
وتمر الايام وتتاخر الباجات التعريفية وتكرر الامر
وصل الامر الى المحاسبة الشديدة للطلاب
على ذنبهم هم لم يقترفوه
فلما نحاسب الاخرين على ذنب نحن اقترفناه
وعلى تاخير نحن عملناه
بالامس وجد هذا الاستاذ الجامعي هذا الطالب بلا باج
والظاهر حصل نقاش بين الطالب والدكتور
وطبيعي ان هنالك طبيعة بشرية عند بعضنا لا تتحمل النقاش
فما كان من الاستاذ الجامعي
الا
وان
اطلق كلمة على هذا الطالب
حقيقة لا يمكن ان تكتب ها هنا
ولا يمكن ان تقال في الشارع بين متنحارين
ولا يمكن ان تقال في اي مجال من مجالات الحياة
صعبة جدا هي هذه الكلمة
سكت الطالب
فلا حول ولا قوة له
وطبيعي ان اعترض ورد فان مصيره الى الفصل او الرسوب
لانه بطبيعة الحال فان الاستاذ دائما فوق الطالب
ودخل الطالب الى الكلية
وصادف ان كنت مارا بباب رئاسة القسم الذي ينتمي اليه الطالب
وجدني ولونه شاحب والنفس مكسورة والحزن على وجهه وعيونه
قال استاذ
ايرضيك ان اشتم بهذه الطريقة
ايرضيك ان يقال لي كلمة بذيئة
حقيقة استغربت
من وكيف
حكى لي الحكاية من اولها الى اخرها
وسالته ما هي الكلمة التي شتمك بها
قال ( ابو _______)

عذرا فلا يمكن ان تكتب ها هنا
ولكن معناها قمة الاستحقار والاستهجان بطالب كبير ولشاب

قال ذهبت الى رئيس القسم وابلغته فهو رئيسي والمسؤول عني
حكيت معه بعض الكلمات التي هدئت من روعه
وحقيقة اقولها
وكان الدمع يكاد ينفجر من عينيه
لانه جرحه كبير كبير
فجراحات السنان لها التئام ولا يلتئم ما جرح اللسان
واستمر الحديث بضع دقائق
قلت من شهد معك هذا الكلام قال فلان وفلان من الطلبة
ودخلت غرفة رئيس القسم
وقلت له ما حصل بين الدكتور الفلاني وبين الطالب هذا
كيف يقول له هكذا كلمة ( ابو ______ )

استغرب رئيس القسم
قال لم لخبرني الطالب بهذه الكلمة
ولم يقل هذا الطالب انه شتم بهذه الطريقة

حقيقة استغربت
لانه تصورت انه اخبر رئيس قسمه بهذه الكلمة
ولهذا كان رئيس القسم في غاية الاستغراب حين سماع هذه الكلمة
فاكملت حديثي لرئيس القسم
قلت ان الطالب يريد ان يجري تحقيقا
وانت تعلم عقوبة هكذا كلمة في وسط جامعي
ولو وصلت الى الوزارة هكذا نوع من الكلمات يقولها استاذ جامعي بحق طالب
لا اتصور انه بالامر الهين
فانصف الطالب
فقال ان العميد ليس موجودا اليوم
غدا اكلمه
خرجت فوجدت احد الطالبين الذين قال عنهما انهما شهدا الحادث
سالته
وكان الطالب الشاهد خائفا مرتبكا
لان هذا الدكتور يدرسه في مادة معينه
فان شهد عليه
سوف يكون مصيره الرسول او الفصل
سبحان الله
ذهب صدام وبقي الف صدام
فصدام شخصا ذهب ولكن سلوكا بقي فينا وبعملنا وباخلاقنا
والخوف لا زال ساكن في قلوبنا
والناس من خشية الذل في ذل
بين ان يشهد لزميله وبين ان يسكت ويحافظ على مستقبله
وجدت الطالب الثاني
فسالته
قال نعم حصل الامر امامي وقالها له الدكتور بهكذا لفط
وصدق الطالب
وبقي الطالب لم يدخل محاضرة وحقيقة نيران الغضب مشتعلة بصدره ودموع الحزن تترقرق بوسط عينه
وتمر ساعات الدرس ساعة بعد ساعة
وانتهت المحاضرات
وعدنا الى بيتنا
ولكن كيف قضى ذلك الطالب يومه
هل يمكن ان يدرس
هل يمكن ان يفهم
هل يمكن ان يتعلم
بالطبع لا
فرسول الله يقول
ثمرة العقل مدارات الناس
ويقول بالذي معناه
قدم حسن الخطاب تلقى جميل الجواب
ويقول رب العالمين
لو كنت فظا غليط القلب لانفضوا من حولك
فتلك النبوة والايمان والجهاد والتضحية قرنت باللين واللطف وعدم الغلاظة
فما احوجنا لاخلاق رسول الله واهل بيته حين نعلم الاخرين
يوم مر وعدنا الى عملنا وحكاية الطالب لا تزال تدور في راسي
ووجدته على قريب على باب غرفتي
رايته مرتاح البال والخاطر
واختفت تلك النيران من صدره
وكان خارجا من محاضرته
سالته خيرا ان شاءالله
قال استاذ
لقد ارسل علي العميد
وقال انا اعتذر لك
واسف لك ما قبل بحقك
وانت كبير باخلاقك وهذه صفة الانسان المتعلم
وبقي العميد يطيب خاطره بكلمات وكلمات
الى ان طاب خاطر قد كسر من قبل انسان يعتبره ذاك الطالب ابا له واخا
قلت الحمد لله
فالعميد اكبر رجل في هذا المحفل
وان اعتذر فاقبل الاعتذار
قال نعم قبلت
اقول
يوجد منهج في كليتنا وكل الكليات
اسمه حقوق الانسان
وياترى هل طبقنا حقوق الانسان وحقوق الطالب
ام بقي حبر على ورق
واقول
ان القلوب جبلت على ان تحب من احسن اليها
لنتعلم ان نحسن قبل ان نسب
واقول الاستاذ يحسب الف حساب قبل ان ينطق كلمة امام طالبه
لما له من تاثير على ذلك الطالب
فما بالك ان كانت كلمة بذيئة
واقول من الاكبر هذا الطالب ام هذا الاستاذ
حميد الغانم

حميد الغانم 07-03-2014 11:55 PM

ضباط بحاجة الى ضبط

في ظل تسارع وتيرة الاحداث في العراق وخصوصا مناطق غرب البلاد حيث الانبار وغيرها من المناطق
وشدة الهجمة الشرسة التي تتعرض لها البلاد من تفجيرات ومفخخات وقتل وصل الى حد المدارس البريئة والاطفال الذين لا ذنب لهم
ولكن العدو فقد كل ذرة عقل فاولئك كبهيمة الانعام بل هم اظل سبيلا
وانسحاب القوات العسكرية اقصد افواج الطوارئ والجيش
تجاه تلك المناطق
وبقيت المناطق التي تركها الجيش والشرطة بيد الشرطة المحلية
وما هو الا يوم او يومين الا وشهد الواقع الامني تدهورا
السؤال طرح من الناس
لماذا كم فرد من الجيش لا يتجاوزن المائة يقومون بواجب
عجز عنه الف او اكثر من الشرطة المحلية
لاي سبب مع كثرتهم فلا كفاءة لهم
وهذا السبب
لان اغلب هؤلاء واقصد الشرطة المحلية جاءت بالواسطة كما نسميها ها هنا في العراق
اذ اخذوا مكان غيرهم في التطوع
لان هؤلاء لديهم مقربون من السلطة وزيرا او عضو برلمان
فاختار هذا الوزير وهذا العضو من هو من اقاربه ومن كتلته ليكون شرطيا ويضمن صوته الانتخابي
متناسيا ان الله فوق رقيب
ومن هنا ننطلق الى حكايتنا التي تربط بين واقع التعليم وبين واقع اليوم
قديما كان لدينا معلم لغة عربية شديد جدا
وكثير الضرب
ويصل الامر به الى ضرب يد الطالب بالمقلوب
اي ان الضرب بالعصا ليس على راحة اليد
بل الضرب يكون على ظاهر اليد
اي على عظام الاصابع مباشرة
وحقيقة ضربة مؤلمة جدا كثيرا ما يظل الطالب يتالم طوال يومه من جراء هذه الضربة
ومعلم اخر
يضرب الطالب على وجوههم باليد يصفعهم
او كما نسميه هنا بالعامية راشدي
ولكنه ضرب قوي مؤلم
ومعلم اخر يضرب الطالب برجله ويرفسه
ويطلق عليه كلمة مطي اي حمار
ومعلم اخر كان يضرب الطالب خمس دقائق او عشرة
يشبعه ضربا مبرحا
هذا قديما قبل الثمانينات من القرن الماضي
بالامس تكرر ذات الامر
اذ توجد مدرسة يديرها احد اقاربنا
فاذا به يتفاجئ ان قدم احد اباء الطلبة
كون احد المدرسين قد ضرب ابنه على وجهه وتركزت الضربة على اذنه مما ادى الى خروج الدم منها فورا
والتهابها فورا وخروج القيح منها
وهو امر جد خطير يؤدي الى فقد السمع بل يؤدي الى احيانا تجمع القيح قريبا من منطقة الدماغ
وتطور الامر جدا ويكاد يصل الى المحاكم
والعشائرية
واليوم
يوجد استاذ جامعة من حملة شهادة الماجستير
بمجرد ما ان احتاج احد الطلبة الى ان يشم هواء خارج القاعة
فاستاذن من الاستاذ
فما كان من الاستاذ الا ان قال ناقص درجتين
لاي سبب لا يعرف
هل لانه بمجرد ان طلب الخروج ليشتم قليلا من الهواء ويعود
ام
لان الاستاذ حس بالنقص والخلل اذا خرج الطالب
وما كان من هذا الاستاذ
الا ان زاد في شدة تعامله مع طلبته وقام يستخدم الكلمات البذيئة جدا والسبب بانهم بلا اخلاق والشتم
وهكذا تكرر الامر مرارا وتكرارا
ومن هنا
نرى
المعلم
المدرس
الاستاذ الجامعي
كلهم يضغطون على الطلبة
كونهم متسلطين عليهم
والطالب لا حول ولا قوة له ضعيف امام سلطتهم
من هنا
تربى جيل عراقي لا يعرف ان يطالب بحقه بل تعلم ان تسيره العصا والضغط والخوف
تعلم الا يقرا الا بالضرب
تعلم الا يتصرف بمسؤولية الا بالخوف
تعلم الا يبني الا بالخوف والضرب
تعلم الا يحترم الغير الا بالخوف
واشياء واشياء
كلها مخالفة للشرع والدين الاسلامي
فصار النقاش ها هنا حول
بين
ان تربي جيلا باخلاقك
او
ان تربي جيلا بعصتك

ومن هنا يقول رب العالمين لنبيه الكريم أفانت تكره الناس
ولا اكراه في الدين
عجيب لهذا الجيل من المعلمين والمدرسين والتدريسين
وما ان زالت العصا زال الخوف وبدات الامور تعود الى سابق عهدها
من هنا ننطلق الى الجزء الثاني من حكايتنا الا وهو الشرطة المحلية
هي شرطة دخلت السلك بالواسطة تعلمت ان تستلم الراتب بلا واجب بلا تعب بلا وصلت الى مكانها باستحقاق غيرها
بمعارفها لا بجدها
ومن هنا
وصل عددهم الف او اكثر
وبيوم واحد فقط
بعد رحيل الجيش تغير الحال
لناخذ مثالا على هؤلاء الشرطة
أحد الضباط في المنطقة برتبة نقيب من هؤلاء الشرطة المحلية
لديه 15 شرطيا حماية يسيرون خلفه يحمونه ويهتم بحمايته ولا يهتم بغيره ولا بواجبه
لانه تعلم من المعلم الا يؤدي واجبه الا عند الخوف او وجود العصا ولم يتعلم ان يؤدي واجبه بضمير ووجدان
هذا الضابط يوجد لديه شرطي رقم 16
ولكنه يدفع للضابط جزءا من راتبه الى ذلك الضابط فلا يداوم في مقره ولا يذهب الى عمله
وكثير هم من يدفعون قسما من راتبهم الى الضباط فيجسلون في بيوتهم ومبدا فيدوا واستفيدوا
وغيره من حالات الفساد الكبيرة ولكن هنا الفساد مباشرة يرتبط بارواح البشر واعراضهم
ونعود من جديد
قام هذا الشرطي 16 بالتجوال في المنطقة بين المحال التجارية يتابع من هي جميلة بنت رائعة بنت شابة تشتري شيئا
ذهب يعاكسها ويتابعها ويسرق النظرات
ولاحظه بعض الناس
اتصلوا بالنقيب
اي نقيبنا هذا الشرطي 16 من حمايتكم وهو الان في الاسواق ويتابع ويعاكس بنات الناس
وفعلا دقائق مرت والجميع ينظر الى موقف ذلك الضابط
فاذا
بالنقيب قد حضر السوق اشترى الخضروات والفواكة ملئ الاكياس
ونادى على الشرطة 16
ان تعال احمل معي ما ثقل
وفعلا الضابط النقيب يسير والشرطي 16 خلفه يسير
ومشهد يذكر بالسيد ومعه الحمير
تحمل الاغراض
فلو كان هذا الشرطي ذا كرامة هل قبل ان يكون هكذا
ولو كان هذا النقيب ذا ضمير لما قبل ان يسرق امن الناس وامانهم ويسبب هلعهم
ولو كان
الناس منذ صباهم في مدارسهم تعلموا الا يخافوا من حقهم وتعلموا ان العلم لا ياتي بالعصا
ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
لما صار ان تسيد عليهم هكذا اناس ليسوا باهلا لها
ولكن
التعلم في الصغر كالنقش على الحجر
فتعلمنا من
معلمينا
ومدرسينا
واستاذتنا
الا نناقش ولا نقول لا ولا نرد
تعلمنا
ان نتعلم بالخوف
ان تقرا بالخوف
ان ناكل بالخوف
ان نلبس مالا نشتهي الخوف
وتعلمنا ان الضابط اليوم هو معلم الامس
فما ان رحل الجيش القوي
حتى عادت اخلاقنا البذيئة الى الظهور مجددا
كالبكتريا صرنا
حين ناخذ علاجا قويا مضادا حيويا
تكيس البكتريا نفسها بغلاف خارجي قوي لا تقراءه كريات الدم البيض بلا تراه سكريات تنفع الجسم فلا تقتلها
وما ان يزول ذلك المضاد الحيوي
حتى تزيح الكتريا اكياسها وتعود لتخرب الجسم ونمرض
هكذا هم من كانوا يقرأون للخوف للمعلم
لا
من يقرأ حبا بالعلم ورغبة بالتعلم

حميد الغانم

حميد الغانم 15-03-2014 02:16 AM

السلحفاة
---------
ذات يوم كنا راكبين بالسيارة متوجهين الى العمل مع طول الطريق
وكثرة السيارت مما سبب ازدحاما على طول الطريق
وهنالك نهر صغير يمر بجنب الطريق
وتشاء الصدف انه في هذا اليوم كان هنالك سلحفاة تمر الطريق وبالمنتصف
وترى السيارت قد فترت من سرعتها وزاد الازدحام اكثر واكثر
مما وفر وقتا لرؤية سبب الازدحام
فاذا نرى سلحفاة في منتصف الطريق بالذات والسيارت تتخطفها تحاول الا تسحقها باطاراتها ووزنها الثقيل
فما كان من السلحفاة الا ان ترجع راسها الى قوقعتها وبقيت ساكنة في منتصف الشارع
عبرنا بسيارتنا تلك السلحفاة مع ثقتي انها ستسحق من قبل احدى السيارت
مضيت بطريقي اتفكر في هذا المنظر الغريب نوعا ما
فلسان حال السلحفاة يقول
ان هنالك وحوشا قاتلة كبيرة تهاجمها الا وهي السيارات
لا تقدر على مقارعتها او حربها
لذا اتخذت قرارا بان تختبي بجحرها الامين الا وهي قوقعتها
ولكن هيهات هيهات
فالعدو له القابلية على كسر الف قوقعة وقوقعة وكثيرة هي الشواهد
وستموت تلك السلحفاة على الرغم من اعظم احتياطاتها وهي الجدار الخارجي السميك العظمي القوي
فكانت مخطئة بحساباتها
من هنا ننطلق الى حكايتنا اليوم
فالمعروف هو ان كثيرا من الناس تتخذ العشيرة جناحا لها وحماية لها من نوائب الدهر
واعتقد ان هذا السبب في ان البيوت في المناطق الريفية اغلبها متجاورة وكلهم من الاقارب
فذات يوم وقع قتال عشائري بين عشرتين حسبما روي الي في مدينة الكوت
والنتيجة قتل احد الافراد من احدى العشيرتين المتقاتلتين
لم تفلح كل محاولات التهدئة
احتاطت العشيرة القاتلة من هذا الامر وابلغت كل من كان معها بضرورة الاختباء خشية القتل
طبعا نجحوا في هذا الامر لعدة ايام
الا ان اهل المقتول يعلمون ان هنالك رجل من هذه العشيرة يسكن في محافظة بعيدة جدا عن الكوت
وتوجه القوات صوب تلك المحافظة ووجدوا الرجل جالسا في محلة يسترزق الله عز وجل
وهو في صفاء النية ولا يعلم ما حصل هناك في الكوت ولا يدري بما يجري ما حوله
في امان الله خرج
ولكنه لم يعد
لانهم ببساطة وجهوا اليه البندقية صباحا فقتلوه
وعادوا الى بيوتهم منتصرين يرمون الاطلاقات النارية فرحا باخذ ثأرهم
ولكن
ممن
من رجل لا يدري ولاي سبب قتل لا دور له في قتل ذاك القتيل
واتساءل هل كل ذنبه انه لم يقطع صلة الرحم مع عشيرته فكان بذلك مطيعا لله عز وجل
ام كل ذنبه انه تصور ان بعض الناس لا تطلب الا القاتل
ومن قتل يقتل ولو بعد حين
ام
ان ذنبه جهله بكل ما يجري حوله كما هي السلحفاة
فلم تستطع قوقعتها ان تحميها
وكما لم تستطع عشيرته ان تحميه من القتل
بل ان ذات السبب الذي كان يتصور انه يحميه من نوائب الدهر
انقلب عليه وضده وكان سببا بقتله
ومن هنا
ننتقل الى ان العشيرة الحقه والامان هي التفكير والعقل والتدبير
فكما هنالك سلحفاة تصورت ان قوقعتها تحميها من كل الاهوال
واتكلت عليها في نجاتها وكانت سبب هلاكها
من هنا
تصور الرجل الفقير ان عشيرته ستحميه
ولكن
الحكمة في العقل والتفكير
فلو كل انسان اعتمد على عقله في اختيار من يعاشره ويصاحبه ويثق بيه
ويضعه خلف ظهره امانا له
لنجى
ومن هنا
يقول الامام علي سلام الله عليه
المال تحميه والعلم يحميك
حميد الغانم

حميد الغانم 22-03-2014 12:17 AM

حسابات خاطئة
---------------
ذات يوم كان معنا احد الطلبة من بلاد المغرب العربي واتذكره لقبه كان السكومي
كان هذا الطالب لا يهتم لدراسته واكثر شي يهتم به لعبه والبليارد والكاراتية
وكثيرا ما كان يصرف وقته في تدريبات الكاراتيه وفنون القتال الصينية واليابانية
وكان اخو هذا الطالب محمد وهو طالب مرحلة رابعة في كلية الطب وكان على نقيض اخيه يدرس بجهد واجتهاد ومثابرة وكان دائما ينصح اخوه ان يلتفت لدراسته
من ضمن الطرائف انه كان هنالك طالب اخر في طلية الطب عراقي اسمه علي
فنصح لاعب الكاراتية قال له انت تتدرب على الكاراتية ولكن للمواجهة المباشرة بينك وبين خصمك ولكن ان وجدتك ذات يوم اذهب من بعيد واضربك بالطابوق
باللهجة العراقية قالها
راح اكطك بطابوكة افشخك وافلش راسك وانا بعيد عنك شلون تفيدك الكاراتية
احتار هذا المغربي مع ضحكات اخية طالب الطب
حقيقة معادلة صعبة في حينها فهذا الطالب المغربي سلح نفسه بسلاح يضن انه ينفعه في كل الاحوال عاند وكابر وقال لا بل تنفعني وتحميني وساثبت لك هذا الامر
وتمر الايام
وكان هذا الطالب المغربي عائدا ذات ليلة من تدريباته او من لعب البليارد واذا به يفاجأ برجل خمار قد فقد عقله من كثرة الشرب والكحوليات
او كما نسميه بالعراقي سكران
وتصور هذا الطالب المغربي ان هذا السكير جاء ليهاجمه ويسرق ماله
فانهال على ذلك السكران بالضرب وبكافة حركات الجودو والكاراتية
والسكران محتار لا يعرف ماذا جرى لهذا الذي يضربه لاي سبب
ماذا جرى
والطالب المغربي مستمر بالضرب مضت دقائق والسكران لم يقل اخ ياراسي
طبعا باللهجة العراقية ومعناها لم يتاثر بشي لانه فاقد لعقله وتفكيره وحواسه
فما كان من صاحبنا الطالب الا ان هرب وركض مسرعا نحو البيت الذي وصل اليه يلهث من شدة التعب خائفا ولكن ممن من سكران فاقد لكل حواسه ومنطقه
من وهنا
ننطلق الى حكايتنا اليوم
اذ يوجد طفل صغير علمته امه على كل انواع الاذى للاخرين
والسباب والشتم وكل كلمة بذيئة لانه وحيد اخواته
وانتقلت هي وابوه الى تعليمه على استخدام السكين
وفي ظل هذه التربية صار يضرب الصغار وكثيرا ما حدثت مشاكل بينه وبين الاطفال الاخرين التي تطورت الى مشاكل مع اهالي الاطفال ودائما ما يسبب تقاطع العلاقات بين الاهل والاقربين والجيران بسبب سلوكيات ذلك الطفل
وذات ليلة بقي للساعة الثانية بعد منتصف الليل يضرب على الباب او على عمود الانارة الحديدي مسببا ازعاجا واصواتا وقلة نوم للصغار والكبار
نصح الاخرون الاب
لم يبالي لم يكترث
واما الام فلا تسمع كلام احد من الناس
ان الاخلاق الحميدة ان العقل ان الفهم افضل من هذا الدلال
الجواب منهم طبعا كلا سوف يكبر ويصير قوي وشجاع
والكل سيهابه
سبحان الله ذات التفكير هناك عند الطالب المغربي ان العضلات والقوة الجسدية فقط هي الحامية وذات التفكير عند هذه الام وهذا الاب
وتمر الايام وتكثر المعارك بين الاطفال والتي تجر بدورها مشاكل بين الكبار
بالامس
كان هذا الطفل يلعب بالنار وقد احرق قطعة فلين صغيرة ولكونه قليل الفهم والدراية ام انه لم يتعلم تقبل النصح
قام برمي هذه القطعة في مكان كان من الممكن ان يسبب حريقا كبيرا ولكن الرياح حملت قطعة الفلين واعادتها صوب ظهره فالتصقت بملابسه
وسارعت النار لتاكل ملابسه فصاح عليه الناس قف تعال
فتفاجأ بكمية الصياح المتعالي عليه
فما كان منه الا ان هرب وجده يركض وراءه وامه تصرخ الحقوني ابني احترق
وهذا الطفل مذعور بين النار التي امسكت ملابسه من ظهره وبين الناس خائفا هاربا
وركض وركض الى ان امسكه عمه وانزعه ملابسه على الفور ولكن مع احتراق جزء من ظهره وسارعوا به الى الطبيب ليعالجوه
فلم تنفعه سكين تعلمها كما لم ينفع الطالب المغربي الجودو
وهرب من النار مع انها بظهره ملتصقة ولم يكن ليهرب منها لانها صارت جزء منه
وهكذا هرب الطالب المغربي من ذلك السكران
فلو ان هذا تعلم من ابيه وامه الفهم والعلم والخلق الحسن لتعلم كيف يواجهه مخاوفه
وكثيرا ما نتصور ان خلاصنا في اشياء والحقيقة هي مهلكتنا
وكثيرا ما نتعلم اشياء لا تنفعنا ونترك ما ينقذنا
وكثيرا ما نهرب من اشياء هي معنا ولا يمكن الخلاص منها الا بمواجهتها كما هو النار في ملابس الطفل
قال رسول الله صلوات ربي عليه وعلى اله ولا نسب كحسن الخلق
وقال الامام علي سلام الله عليه المال تحرسه والعلم يحرسك
حميد الغانم

أبواسد البغدادي 25-03-2014 02:43 AM

احسنتم حبيب قلبي حبيب

مطالعة ممتعة ومفيدة بين طيات ماخطت يمينك ...حفظكم ربي

ممنون ياطيب

حميد الغانم 29-03-2014 12:59 AM

حفظك الله من كل شر يا ذا القلب الكبير ابا اسد البغدادي
وفقت لكل الخير بحق محمد وال محمد

حميد الغانم 29-03-2014 01:53 AM

السهل والصعب
----------------
احيانا يكون الاستعجال سببا للندم او في اغلب الاحيان
ومن هنا قالوا في التاني السلامة وفي العجلة الندامة
من هنا ننطلق الى حكايتنا
صديقان يعملان في مخبز في منطقة تقع على طريق سريع
وتشاء الاقدار ان يتصل بهما صديق ثالث لم يروه من سنين
استرخصا من صاحب المخبز ليذهبا لصديقهما
وطبعا كان هنالك طريقان فرعي يمر قريب على المخبز
وطريق رئيس سريع
وبسبب استعجال الصديق الثالث صاحب السيارة لم يدخل على الطريق الفرعي
بل اتفق معهما ان يراهما على جانب الطريق الرئيسي
ومن هنا
انطلقا مسرعين عبرا الشارع الفرعي
وصلا الى الشارع الرئيس وفي خضم فرحتهما وصديقهما الذي كان على الجانب الاخر عبرا مسرعين متجاوزين السيارة الاولى ولكنهما لم يتجاوزا السيارة الثانية القادمة بسرعة
والنتيجة ان توفيا في نفس اللحظة من شدة الصدمة
ومن المعروف ان العشائر تاخذ دورها ها هنا في ارضاء ذوي المتوفى
سارع الناس الى اهل المتوفيين
وطلبوا ما يسمى بالعطوة
وهي كلمة مشتقة من العطاء
وهو الكرم
وبذلك منحوا اهل السائق عدة ايام
وتمر الايام
ويذهب اهل السائق الى ذوي المتوفي الاول
وكان من نسل رسول الله
اي كما نسميه هنا بالعراق سيد بن رسول الله
جلس الناس في المجلس يذكرون العطاء والعفو والكرم
والسماحة التي تساهم ببناء المجتمع
ومن ثم بدأ اكبر رجل بينهم وطبيعي هو الاخر سيد
بمخاطبة اهل المتوفي بمطالبهم
والدية الشرعية وما يطلبون
ذكروا المبلغ الذي يصل الى اكثر من خمسين مليون
ومن هنا تبدأ الاعراف العشائرية باخذ دورها
ولخاطر هذا السيد اسقط لنا جزءا من المبلغ
ولخاطر فلان وفلان
ويقل المبلع
ووصل الى عشرة ملايين دينار
جلس الحاضرون يشربون الشاي
واتفقوا على هذا المبلغ
وما ان شربوا الشاي
حتى قام رجل كبير من ذوي الميت
قال وهذه العشرة نقسمها بالنصف لتصل الى خمسه ملايين
والخمسة كلها فداء
لاننا من نسل رسول الله
وتعلمنا السماحة من جدنا رسول الله
استغرب الحاضرون كثيرا
واصروا ان ياخذوا قسما من المبلع لمراسم الفاتحة
لاطفال المرحوم
وابى اهل المتوفى
كما نسميهم سادة هنا
وقالوا لا ناخذ فلسا واحدا
حقيقة
موقف كريم جدا
نادرا ما نراه هنا خصوصا في خضم الصراع العشائري والقبلي
عدت الى الرواي
وسالته
والعشيرة الثانية كم هو المبلع الذي اخذته
قال
لم نذهب لهم
لان موعدهم بعد اسبوع
وقال لا اتوقع ان يسقطوا الدية ويعفوا
سالته
لماذا
قال
لان هؤلاء صعبين
واولئك يقصد السادة سهلين
فسبحان الله
حين ناخذ الامور ببساطة وسهولة يكون البناء اكبر والتاثير في النفوس اكثر
ويكون الموقف كما هو موقف اهل المتوفي السادة موقفا يذكر مع الايام
ومن هنا
ننطلق الى عالم التدريس في الجامعات
اذ هنالك درس اسمه اشراف
اي كل استاذ ياخذ مجموعة من الطلبة ويحاضرهم بمسائل الاخلاق الحميدة وبناء الشخصية القوية والصفات العالية من الخلق والطيبة والسماحة
وللامانه
فان اغلب محاضراتي بنيت من هذا المنتدى
اقصد منتديات التنمية البشرية في منتديات انا شيعي
فتفاجئت برئيس القسم
يبلغني بضرورة ابلاغ الطلاب
بان لا يطرقوا الباب على اي استاذ الا بعد نهاية المحاضرة
حقيقة موقف لم افهمه
فربما طالب اخر بحاجة الى شي معين من طالب زميل
او يحتاج نقود منه لحاجة طارئة او اي شي
سالته ماذا حصل
حقيقة يوجد استاذ محاضر من جامعة اخرى
وهو صعب التعامل ومتشدد جدا مع الطلبة
وكانت احدى الطالبات تريد ان تذهب للبيت وقد انهت محاضرتها
ولكن كان لديها امانة لطالبة اخرى
وهي العباءة النسوية
فذهبت الطالبة الى قاعة الدرس
طرقت الباب ثلاث مرات فلا مجيب
فتحت الباب وقالت
دكتور من رخضتك هذه عباءة الطالبة فلانه
ممكن اعطيها لها
فقام طالب من كرسيه واخذ العباءة واعطاها للطالبة الاخرى
لم تستغرق العملية الا نصف دقيقة او دقيقة
ومرت المحاضرة
فاذا بالعميد يرسل على هذه الطالب وذاك الطالب الذي استلم العباءة
نعم دكتور تفضل خيرا
قال ان الدكتور الفلاني قدم طلبا للتحقيق معكما
استغربا حقا
عن اي شي عن السبب ماذا فعلا
وطبيعي ان العميد كلمهما بكلام بسيط وافهمها طبيعة التعامل مع بعض التدريسين
فليس الكل صعبا وليس الكل سهلا
وانتهى الامر
اقول
لنتعلم ان نكون سهلين ولا نعقد الامور
لان تعقيد الامور يؤدي الى توقف الحركة وتعطيل المسير
فكما هنالك السادة سهلوا امرا كان صعبا وانحلت المشكلات وتصالح الاهل والاصحاب
وكما هنا صعب هذا الدكتور وسهلها العميد
لتدمر مستقبل طالبين فعلا امرا بحسن نية
حميد الغانم


حميد الغانم 13-04-2014 12:48 AM

أفراح واحزان
-------------
نعم عنوان اخر غريب نبدا به حكايتنا لهذا الاسبوع
جرت العادة ها هنا في مناطقنا ان حفلة الزفاف تبدا بجلب العروسة من بيت اهلها الى بيت زوجها ومن خلال سيارة حديثة مزينة بالوان الزينة والورود وما عليها من عبارات تفنن البعض بها
وجرت العادة ان يقوم اهل العريس واصحابه واقاربه بجلب سيارات معهم يتبعون سيارة العريس المميزة
وجرت العادة ان يعلو صوت المنبه او ما نسميه هنا الهورن كي يعلم الناس بان هنالك زفة عرس قادمة
ولكن
ظهرت عادة حديثة في مناطقة وربما تكون موجودة في مناطق اخرى
الا انها ظهرت حديثا عندنا
وهي رقص الشباب من خلال فتح زجاج الباب الخلفي او الامامي للسيارة
ويمد الشاب او الشباب اجسادهم من الزجاج ويرقصون
وطبيعي ان تنتشر بين الشباب هذه العادة بسرعة البرق
بالامس فقط
كان هنالك عرس وزفة ورقص من قبل الشباب
ولكن
هذا الشاب وهو في خضم رقصه واندماجه بدأ يرقص ويرقص حتى اعياه التعب ولم يملك نفسه ولم تساعده قدماه على التمسك بباب السياره
فما كان منه الا ان وقع على الشارع
وطبيعي ان الوقعة قوية بحكم ان السيارة تمشي بسرعة لتلحق بسيارة العريس
وطبيعي ان هنالك سيارت كثيرة خلف سيارة هذا الشاب الراقص الواقع على الشارع
وما كان من السيارات التي خلفه الا ان سحقته باطاراتها
فوق السقطة على الشارع هنالك سحق ودهسه من السيارات
لان السيارات الاخرى مستعجله
ولم يفكر السائق انه لو سقط هذا الشاب كيف سيتفادى ان يسحقه بسيارته او يدهسه
ولكون
الشاب نفسه لم يفكر ولم يتدبر لو سقط هل يوجد مجال ليحمي نفسه بان يمسك بشي ما
واذا سقط ونجا من السقوط فالسيارات المسرعة خلفه طبيعي ستدهسه او تسحقه
وتحول الفرح الى حزن وبكاء في لحظات
-----------------------
فلا تجعل فرحك يغيب عقلك وتفكيرك
فتفكر وتدبر
ولا تسرع فان السرعة احيانا سببا للهلاك والاحزان
حميد الغانم

حيدر سوريا 25-04-2014 12:32 AM

اللهم صلي على محمد وال محمد
مشكوووووورين على هذه القصص الحلوة
يعطيكم العافية
:)

حيدر سوريا 25-04-2014 12:33 AM

مشكوووووورين:kkk:

حميد الغانم 01-05-2014 02:04 AM

النجفية
----------
قبل فترة كتبت احدى القصص وسميتها الحجي النجفي وذكرت فيها ما ملخصه ان هذا الحجي قد قبلت بنته عندنا في كليتنا وبحكم انه من اهل النجف الاشرف وبعد المسافة حاول نقلها او استضافتها في احدى الكليات القريبة ولم تحصل الموافقات
وقال ان اقاربي دكتورة عضوة في البرلمان
هل ممكن ان تنفع في هذا الامر
قلت نعم يا حجي فان الامر هذا بيد وزير التعليم العالي حصرا
لان المسالة لا تشمل بنتك وحدها بل يشمل كل الطلبة
انتفض هذا الحجي النجفي وقال ابشر وانشاء الله تجد الخير طالما هو لكل الطلبة وليس لبنتي
حتى وان لم تنقل بنتي فالمنفعة للجميع
فعلا ذهب وعاد الحجي بعد كم يوم
وقد صدر امر الاستضافة والنقل
قلت له حجي كيف حدث الامر
قال ذهبت الى الدكتورة التي اسميها النجفية
وحكيت لها ما اخبرتني به
ومباشرة وبدون تباطؤ
تركت تلك الدكتورة النجفية ما بيدها من عمل
لان الامر صار يمس الاف الطلبة لا شخصا واحدا
اتصلت بالوزير
وبينت له الامور على طبيعتها واسباب اخرى
الواقع الامني والاجتماعي
فضلا عن المادي
واكمل الحجي النجفي يقول
قالت له الطالب له يومان اجازة الجمعة والسبت ان جاء ذهب يوم وان عاد ذهب يوم
وتذهب كل امواله وما يملكه مع قلق اهله
وذهبت تعدد بالاسباب كلها
وبالفعل عرض الامر على هيأة الراي وحصلت الموافقة
وانتفع الاف الطلبة من هذا الامر
بفعل سرعة وعمل تلك النجفية
وعادت لتنجز امورا لخرى للطلبة
في جامعات العراق ككل
والحجي النجفي
يتصل بين يوم واخر ليطمئن
على الرغم من نقل بنته وانتهاء حاجته
ظل الرجل النجفي ذاك الرجل الكبير يتصل
وكانت هنالك عراقيل اخرى تعيق عمل الطلبة
سارع الحجي الى ايصال كل ذلك الى النائبة في البرلمان تلك الحجية النجفي
اتصل بي الحجي مرة اخرى واخرى يسال هل من مشاكل تحتاجون حلها
فالدكتورة بخدمتكم
سالت نفسي
هذا الحاج النجفي
لا مصلحة له معنا وانتهت كل علاقته
وهذه الدكتورة
تخدم طلبة مناطقنا الذين هم اصلا لا يمكن ان يصوتوا لها لانهم ليسوا من اهل محافظتها
وكانت تعمل وتعمل
قلت يا حجي
هل عملت في محافظتكم
هل اشتغلت بجد
هل عملت لكل الاهالي هناك في النجف الاشرف
قال لا
بل عملت لكل العراقيين
ووحين تعود من البرلمان الى المحافزة تجدها في مكتبها تذهب لتستمع ما يريده الناس
تركض الى هؤلاء
وتساعد الكثير من النساء
تعمل ليلا ونهارا
ومتفانية بعملها
حقيقة عملة نادرة ان نرى عضو برلمان يعمل هكذا بجد
واكمل الحجي يقول
والله يا دكتور كما يحلو له ان يسميني
قال لو قيل لها ان هنالك مشكلة في ابعد نقطة وفي الليل الاظلم
لذهبت لانها تحب خدمه الناس
وتحب ان تقضي حوائجهم
واتذكر
ان مساعد رئيس احدى الجامعات اعترض على قبول احدى الطالبات في جامعته بحجة
ان العدد كثير وكبير
يقول الحجي اتصلت هاتفيا امامي وانا اسمعها اذ تقول له
هل تقبل ان تذهب بنتك الى ميسان او البصرة او ذي قار ويوجد جامعة قرب بيتك
وظلت تحاجج مساعد رئيس الجامعة الى ان اعطى الموافقة لها بقبول تلك الطالبة وغيرها من الطلبة
اليوم
بيني وبين نفسي
قلت انظر واتاكد
هل فعلا ستفوز هذه المراة النجفية
ام
يرفضها الشارع ويشملها التغير
فاما
انها عملت بصدق واخلاص وصدق نية
ام
لا لم تعمل وشغلتها المناصب والاموال حالها حال الكثير بل اغلب الاعضاء
اليوم
اتصلت بالحجي
لاتاكد من نتيجتها
قال
الحمد لله
صوت لها الكثير الكثير
ونسبتها عالية جدا من الاصوات وفوزها مضمون
فقلت
انها امراة غلبت الكثير من الرجال
انها امراة انجزت اكثر مما لم ينجزه بعض الرجال
انها النجفية
التي لم تعمل فقط لمحافظتها فقط واصواتهم
بل عملت لاجل عراقها
وتمتعت بروح الامومة للبلد ككل
كما نطلب مرجعنا ان من ننتخب ان يتمتع بروح الابوة للعراقيين ككل
لانني لم التق بها شخصيا ولكن عملها نطق وصدق
اسميتها النجفية
والمغزى
ان العمل
لا يعرف رجلا كان ام امراة
وان الصدق في العمل يسبق العمل نفسه
وان ما تزرع بين الناس تحصده
حميد الغانم

فما كان

حميد الغانم 01-05-2014 02:05 AM

الاخ الفاضل حيدر سوريا
وفقكم الله لكل الخير والشكر لله اولا واخيرا ايها الطيب

عمار البصري 21-06-2014 11:36 PM

استاذي العزيز حميد الغانم انت مبدع ومن الفخر لي انك استاذي في مادة الحاسبات ,انت محبوب من قبل الجميع لانك تتعامل مع الجميع بلطف ,يعز علينا ان نفارقك بعد التخرج ....................


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 04:20 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024