منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   منتدى القرآن الكريم (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=196)
-   -   مسابقة المجتبى القرآنيه (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=153991)

الحوزويه الصغيره 17-08-2012 04:32 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إجابة السؤال الثاني عشر :


قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم

(و يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) سورة الإسراء 85

س/

1/ ما المقصود بالروح ؟
2/ قوله تعالى : ( الروح من أمر ربي ) هل هو جواب مثبت أم ترك للجواب وصرف عن السؤال و نهي عن الخوض فيه , وضح ذلك ؟
( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) من المخاطب بهذه الآية ؟


الجواب :


قال صاحب الميزان في قوله تعالى : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) الروح على ما يعرف في اللغة هو مبدء الحياة الذي به يقوى الحيوان على الإحساس والحركة الإرادية ولفظه يذكر ويؤنث , وربما يتجوز فيطلق على الأمور التي يظهر بها آثار حسنة مطلوبة كما يعد العلم حياة للنفوس قال تعالى : ( أومن كان ميتاً فأحييناه ) أي بالهداية إلى الإيمان وعلى هذا المعنى حمل جماعة مثل قوله : ( ينزل الملائكة بالروح من أمره ) أي بالوحي وقوله : ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ) أي القرآن الذي هو وحي فذكروا أنه تعالى سمى الوحي أو القرآن روحاً لأن به حياة النفوس الميتة كما أن الروح المعروف به حياة الأجساد الميتة .
وكيف كان فقد تكرر في كلامه تعالى ذكر الروح في آيات كثيرة مكية ومدنية , ولم يرد في جميعها المعنى الذي نجده في الحيوان وهو مبدء الحياة الذي يتفرع عليه الإحساس والحركة والإرادة كما في قوله : ( يوم يقوم الروح والملائكة صفاً) , وقوله ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ) ولا ريب أن المراد به في الآية غير الروح الحيواني وغير الملائكة وقد تقدم الحديث عن علي عليه السلام أنه احتج بقوله تعالى : ( ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده ) على أن الروح غير الملائكة , وقد وصفه تارة بالقدس وتارة بالأمانة كما سيأتي لطهارته عن الخيانة وسائر القذارات المعنوية والعيوب والعاهات التي لا تخلو عنها الأرواح الأنسية .
وهو وإن كان غير الملائكة غير أنه يصاحبهم في الوحي والتبليغ كما يظهر من قوله : ( ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده ) الآية فقد قال تعالى : ( من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ) فنسب تنزيل القرآن على قلبه صلى الله عليه و آله وسلم إلى جبريل ثم قال : ( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ) وقال : ( قل نزله روح القدس من ربك ) فوضع الروح وهو غير الملائكة بوجه مكان جبريل وهو من الملائكة فجبريل ينزل بالروح والروح يحمل هذا القرآن المقرو المتلو .
وبذلك تنحل العقدة في قوله تعالى : ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ) ويظهر أن المراد من وحي الروح في الآية هو إنزال روح القدس إليه صلى الله عليه وآله وسلم وإنزاله إليه وهو وحي القرآن إليه لكونه يحمله على ما تبين فلا موجب لما ذكره بعضهم على ما نقلناه آنفاً أن المراد بالروح في الآية هو القرآن .
وأما نسبة الوحي وهو الكلام الخفي إلى الروح بهذا المعنى وهو من الموجودات العينية و الأعيان الخارجية فلا ضير فيه فإن هذه الموجودات الطاهرة كما أنها موجودات مقدسة من خلقه تعالى كذلك هي كلمات منه تعالى كما قال في عيسى ابن مريم عليه السلام : ( وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ) . فعد الروح كلمة دالة على المراد فمن الجائز أن يعد الروح وحياً كما عد كلمة وإنما سماه كلمة منه لأنه إنما كان عن كلمة الإيجاد من غير أن يتوسط فيه السبب العادي في كينونة الناس الناس بدليل قوله : ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) .
وقد زاد سبحانه في إيضاح حقيقة الروح حيث قال : ( قل الروح من أمر ربي ) وظاهر ( من ) أنها لتبيين الجنس كما في نظائرها من الآيات ( يلقي الروح من أمره ) ( ينزل الملائكة بالروح من أمره ) ( أوحينا إليك روحاً من أمرنا ) (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ) فالروح من سنخ الأمر .
فقد تبين بما قدمناه على طوله معنى قوله تعالى : ( يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ) وأن السؤال إنما هو عن حقيقة مطلق الروح الوارد في كلامه سبحانه , و أن الجواب مشتمل على بيان حقيقة الروح و أنه من سنخ الأمر بالمعنى الذي تقدم .
2/
قال بعضهم : إن المراد من قوله : ( قل الروح من أمر ربي ) ترك للبيان ونهي عن التوغل في فهم حقيقة الروح فإنه من أمر الله الذي استأثر بعلمه ولم يطلع على حقيقته أحداً ثم اختلفوا في حقيقته بين قائل بأنه جسم هوائي متردد في مخارق البدن , وقائل بأنه جسم هوائي في هيئة البدن حال فيه وخروجه موته , وقائل بأنه أجزاء أصلية في القلب , وقائل بأنه عرض في البدن , وقائل بأنه نفس البدن إلى غير ذلك .
وفيه أن التبادر في كلامه تعالى ممنوع , والتدبر في الآيات المتعرضة لأمر الروح كما قدمناه يدفع جميع ما ذكروه .
وقال بعضهم : إن المراد به مطلق الروح الواقع في كلامه والسؤال إنما هو عن كونه قديماً أو محدث فأجيب بأنه يحدث عن أمره وفعله تعالى , وفعله محدث لا قديم .
ثم إن لهم اختلافاً في معنى قوله : ( الروح من أمر ربي ) أهو جواب مثبت أو ترك للجواب وصرف عن السؤال على قولين , والوجوه المتقدمة في معنى الروح مختلفة في المناسبة مع هذين القولين فالمتعين في بعضها القول الأول وفي بعضها الثاني , وقد أشرنا إلى ذلك في ضمن الأقوال .
3/
ثم إن لهم اختلافاً آخر في المخاطبين بقوله : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) أهم اليهود أو قريش لو كانوا هم السائلين بتعليم من اليهود أو هم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغير النبي من الناس ؟ والأنسب بالسياق أن يكون الخطاب متوجهاً إلى السائلين والكلام من تمام قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم , و أن السائلين هم اليهود لأنهم كانوا معروفين يومئذ بالعلم وفي الكلام إثبات علم ما لهم دون قريش وكفار العرب وقد عبر تعالى عنهم في بعض كلامه بالذين لا يعلمون . تفسير الميزان ج13



الحوزويه الصغيره 17-08-2012 04:37 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إليكم السؤال الثالث عشر لهذه الليلة


قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم

( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا ) سورة الإسراء 101


س /ماهي هذه الآيات التسع ؟ وهل هناك فرق بين الآيات التي تحدثت عنها التوراة وبين الآيات التي تحدث عنها القرآن الكريم ؟


مع تمنياتي للجميع بالتوفيق

كرار القاسمي 17-08-2012 11:12 AM

اختي انت تكتبين الي جاوب بالتسلسل يعني حسب وصل اول جواب لكي

الحوزويه الصغيره 18-08-2012 03:23 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كرار القاسمي (المشاركة 1824316)
اختي انت تكتبين الي جاوب بالتسلسل يعني حسب وصل اول جواب لكي

أهلاً بك أخي كرار ..

أضعهم بشكل عشوائي .

الحوزويه الصغيره 18-08-2012 03:25 AM

اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كرم

لقد تمـ الإطلاع على إجابات السؤال الثالث عشر لكلاً من ..

مولى أبي تراب

الجزائرية

3li

نور النجف

سعودي شرقاوي

كرار القاسمي

الحوزويه الصغيره 18-08-2012 03:30 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إجابة السؤال الثالث عشر :


قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم

( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا ) سورة الإسراء 101


س /ماهي هذه الآيات التسع ؟ وهل هناك فرق بين الآيات التي تحدثت عنها التوراة وبين الآيات التي تحدث عنها القرآن الكريم ؟


الجواب :

قال صاحب الميزان في ..
قوله تعالى : ( ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فسئل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا ) الذي أوتي موسى عليه السلام من الآيات على ما يقصه القرآن أكثر من تسع غير أن الآيات التي أتى بها لدعوة فرعون فيما يذكره القرآن تسع وهي : العصا واليد والطوفان والجراد والقمل والضفدع والدم والسنون ونقص من الثمرات فالظاهر أنها هي المرادة بالآيات التسع المذكورة في الآية وخاصة مع ما فيها من محكي قول موسى لفرعون : ( لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر ) وأما غير هذه الآيات كالبحر والحجر و إحياء المقتول بالبقرة و إحياء من أخذته الصاعقة من قومه ونتق الجبل فوقهم وغير ذلك فهي خارجة عن هذه التسع المذكورة في الآية .
ولا ينافي ذلك كون الآيات إنما ظهرت تدريجاً فإن هذه المحاورة مستخرجة من مجموع ما تخاصم به موسى و فرعون طول دعوته .
فلا عبرة بما ذكره بعض المفسرين مخالفاً لما عددناه لعدم شاهد عليه وفي التوراة أن التسع هي العصا والدم والضفادع والقمل وموت البهائم وبرد كنار أنزل مع نار مضطرمة أهلكت ما مرت به من نبات وحيوان والجراد والظلمة وموت عم كبار الآدميين وجميع الحيوانات .
ولعل مخالفة التوراة لظاهر القرآن في الآيات التسع هي الموجبة لترك تفصيل الآيات التسع في الآية ليستقيم الأمر بالسؤال من اليهود لأنهم مع صريح المخالفة لم يكونوا ليصدقوا القرآن بل كانوا يبادرون إلى التكذيب قبل التصديق . تفسير الميزان ج13


الحوزويه الصغيره 18-08-2012 03:36 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إليكم السؤال الرابع عشر لهذه الليلة


قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم

( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ* فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين ) سورة البقرة : 35 ، 36



س / قد يتبادر إلى الذهن سؤال عند قراءة هذه الآية وهو: كيف عَصَى آَدَمُ رَبَّهُ ،وهو نبيٌّ معصوم، وله مكانة سامية ورفيعة في القرآن الكريم، إذ جعله الله تعالى خليفة في الأرض،وعلمه الأسماء كلّها فصار معلماً للملائكة، وهو الذي سجدت له الملائكة ،فما هو تفسير عصيانه ؟


مع تمنياتي للجميع بالتوفيق

سعودي شرقاوي 18-08-2012 05:01 AM

موفقين يارب

كرار القاسمي 18-08-2012 09:19 AM

بارك الله بيكم اختي

الحوزويه الصغيره 19-08-2012 04:29 AM

اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كرم

لقد تمـ الإطلاع على إجابات السؤال الرابع عشر لكلاً من ..

كرار القاسمي

الجزائرية

3li

نور النجف

سعودي شرقاوي

مولى أبي تراب





الحوزويه الصغيره 19-08-2012 04:35 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إجابة السؤال الرابع عشر :


قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم

( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ* فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين ) سورة البقرة : 35 ، 36


س / قد يتبادر إلى الذهن سؤال عند قراءة هذه الآية وهو: كيف عَصَى آَدَمُ رَبَّهُ ،وهو نبيٌّ معصوم، وله مكانة سامية ورفيعة في القرآن الكريم، إذ جعله الله تعالى خليفة في الأرض،وعلمه الأسماء كلّها فصار معلماً للملائكة، وهو الذي سجدت له الملائكة ،فما هو تفسير عصيانه ؟


الجواب :


قال صاحب الميزان ..
بقي هنا شيء وهو القول في خطيئة آدم فنقول ظاهر الآيات في بادىء النظر وإن كان تحقق المعصية والخطيئة منه عليه السلام كما قال تعالى : (فتكونا من الظالمين) , وقال تعالى : (وعصى آدم ربه فغوى) الآية , وكما اعترف به فيما حكاه الله عنهما : (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) الآية .
لكن التدبر في آيات القصة والدقة في النهي الوارد عن أكل الشجرة يوجب القطع بأن النهي المذكور لم يكن نهياً مولويا وإنما هو نهي إرشادي يراد به الإرشاد والهداية إلى مافي مورد التكليف من الصلاح والخير لا البعث والإرادة المولوية .
ويدل على ذلك أولاً: أنه تعالى فرع على النهي في هذه السورة وفي سورة الأعراف أنه ظلم حيث قال : (لاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) ثم بدله في سورة طه من قوله : ( فتشقى مفرعاً إياه على ترك الجنة . ومعنى الشقاء التعب ثم ذكر بعده كالتفسير له : ( إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى) الآيات .
فأوضح أن المراد بالشقاء هو التعب الدنيوي , الذي تستتبعه هذه الحياة الأرضية من جوع وعطش وعراء وغير ذلك .
فالتوقي من هذه الأمور هو الموجب للنهي الكذائي لا جهة أخرى مولوية فالنهي إرشادي , ومخالفة النهي الإرشادي لا توجب معصية مولوية , وتعدياً عن طور العبودية وعلى هذا فالمراد بالظلم أيضاً في ما ورد من الآيات ظلمهما على أنفسهما في القائها في التعب والتهلكة دون الظلم المذموم في باب الربوبية والعبودية وهو ظاهر.
وثانياً: أن التوبة , وهي الرجوع من العبد إذا استتبع القبول من جانب المولى أوجب كون الذنب كلا ذنب , والمعصية كأنها لم تصدر , فيعامل مع العاصي التائب معاملة المطيع المنقاد , وفي مورد فعله معاملة الامتثال والانقياد .
ولو كان النهي عن أكل الشجرة مولوياً وكانت التوبة توبة عن ذنب عبودي ورجوعاً عن مخالفة نهي مولوي كان اللازم رجوعهما إلى الجنة مع انهما لم يرجعا .
ومن هنا يعلم أن استتباع الأكل المنهي للخروج من الجنة كان استتباعاً ضرورياً تكوينياً , نظير استتباع السم للقتل والنار للإحراق , كما في موارد التكليف الإرشادية لا استتباعاً من قبيل المجازاة المولوية في التكاليف المولوية , كدخول النار لتارك الصلاة , واستحقاق الذم واستيجاب البعد في المخالفات العمومية الاجتماعية المولوية .

وثالثاً : أن قوله تعالى : (قلنا اهبطوا منها جميعاً فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) .
وهو كلمة جامعة لجميع التشريعات التفصيلية التي أنزلها الله تعالى في هذه الدنيا من طرق ملائكته وكتبه ورسله , يحكي عن أول تشريع شرع للإنسان في هذه الدنيا التي هي دنيا آدم وذريته , وقد وقع على ما يحكي الله تعالى بعد الأمر الثاني بالهبوط , ومن الواضح أن الأمر بالهبوط أمر تكويني متأخر عن الكون في الجنة واقتراف الخطيئة , فلم يكن حين مخالفة النهي واقتراب الشجرة لا دين مشروع ولا تكليف مولوي فلم يتحقق عند ذلك ذنب عبودي , ولا معصية مولوية .
ولا ينافي ذلك كون خطاب اسجدوا للملائكة ولإبليس وهو قبل خطاب لا تقربا , خطاباً مولوياً لأن المكلف غير المكلف .
فإن قلت : إذا كان النهي إرشادياً لا نهياً مولوياً فما معنى عده تعالى فعلهما ظلماً وعصياناً وغواية ؟ .
قلت : أما الظلم فقد مر أن المراد ظلمهما لأنفسهما في جنب الله تعالى , وأما العصيان فهو لغة عدم الانفعال أو الانفعال بصعوبة كما يقال : كسوته فانكسر وكسرته فعصى , والعصيان هو عدم الانفعال عن الأمر أو النهي كما يتحقق في مورد التكاليف المولوية كذلك يتحقق في مورد الخطابات الإرشادية .
وأما تعين معنى المعصية في هذه الأزمنة عندنا جماعة المسلمين في مخالفة مثل صل , أو صم , أو حج , أو لاتشرب الخمر , أو لا تزن ونحو ذلك فهو تعين بنحو الحقيقة الشرعية أو المتشرعة لا يضر بعموم المعنى بحسب اللغة والعرف العام هذا .
وأما الغواية فهو عدم اقتدار الإنسان مثلاً على حفظ المقصد وتدبير نفسه في معيشته يناسب المقصد ويلائمه .
وواضح أنه يختلف باختلاف الموارد من إرشاد ومولوية .
فإن قلت : فما معنى التوبة حينئذ وقولهما : (وإن تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) ؟ .
قلت : التوبة كما مر هي الرجوع , والرجوع يختلف بحسب اختلاف موارده .
فكما يجوز للعبد المتمرد عن أمر سيده وإرادته أن يتوب إليه , فيرد إليه الزائل من القرب عنده كذلك يجوز للمريض الذي نهاه الطبيب نهياً إرشاديا عن أكل شيء معين من الفواكه والمأكولات , وإنما كان ذلك منه مراعاة لجانب سلامته وعافيته فلم ينته المريض عن نهيه فاقترفه فتضرر فأشرف على الهلاك .
يجوز أن يتوب إلى الطبيب ليشير إليه بدواء يعيده إلى سابق حاله وعافيته , فيذكر له أن ذلك محتاج إلى تحمل التعب والمشقة والعناء والرياضة خلال مدة حتى يعود إلى سلامة المزاج الأولية بل أشرف منها وأحسن , هذا .
وأما المغفرة والرحمة والخسران فالكلام فيها نظير الكلام في نظائرها في اختلافها بحسب مواردها .
وفي أمالي الصدوق عن أبي الصلت الهروي , قال : لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا عليه السلام أهل المقالات من أهل الأسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وسائر أهل المقالات فلم يقم أحد حتى ألزم حجته كأنه ألقم حجراً فقام إليه علي بن محمد بن الجهم فقال له : يابن رسول الله أتقول بعصمة الأنبياء ؟ قال : بلى , قال : فما تعمل بقول الله عز وجل : (وعصى آدم ربه فغوى) إلى أن قال : فقال مولانا الرضا عليه السلام : ويحك يا علي اتق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش ولا تتأول كتاب الله عز وجل برأيك فإن الله عز وجل يقول : ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ). أما قوله عز وجل في آدم : ( وعصى آدم ربه فغوى ) فإن الله عز وجل خلق آدم حجة في أرضه وخليفة في بلاده لم يخلقه للجنة , وكانت النعصية من آدم في الجنة لا في الأرض لتتم مقادير أمر الله عز وجل , فلما أهبط إلى الأرض وجعل حجة وخليفة عصم بقوله عز و جل : ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ) الحديث .
أقول قوله : وكانت المعصية في الجنة إلخ , إشارة إلى ماقدمناه ان التكليف الديني المولوي لم يكن مجعولاً في الجنة بعد , وإنما موطنه الحياة الأرضية المقدرة لآدم عليه السلام بعد الهبوط إلى الأرض , فالمعصية إنما كانت معصية لأمر إرشادي غير مولوي فلا وجه لتعسف التأويل في الحديث على ما ارتكبه بعض .
وفي تفسير القمي عن الصادق عليه السلام قال : إن موسى سأل ربه أن يجمع بينه وبين آدم , فجمع فقال له موسى : يا أبت ألم يخلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك الملائكة وأمرك أن لاتأكل من الشجرة ؟ فلم عصيته ؟ قال : يا موسى بكم وجدت خطيئتي قبل خلقي في التوراة ؟ قال : بثلاثين ألف سنة , قال : فقال : هو ذلك , قال الصادق عليه السلام فحجج آدم موسى .
أقول : وروى ما يقرب من هذا المعنى العلامة السيوطي في الدر المنثور بعدة طرق عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي العلل : عن الباقر عليه السلام : والله لقد خلق الله آدم للدنيا , وأسكنه الجنة ليعصيه فيرده إلى ما خلق له . تفسير الميزان ج1

الحوزويه الصغيره 19-08-2012 04:38 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إليكم السؤال الخامس عشر - والأخير - لهذه الليلة


قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم

(وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم) -27- سورة الروم


س / استشكل البعض في قوله ( أهون عليه ) ظاهر هذه الآية يدل على إن الإعادة أسهل و أهون عليه من البدء وهذا ينافي كون قدرته مطلقة كما في قوله تعالى (فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحي الارض بعد موتها إن ذلك لمحي الموتى وهو على كل شيء قدير ) ؟

مع تمنياتي للجميع بالتوفيق

سعودي شرقاوي 19-08-2012 05:43 AM

نشكرك ونامل التوفيق للجميع

يعني المطلوب في السؤال كيف ندفع عن هذا الاشكال ؟؟
موفقين يارب

الحوزويه الصغيره 19-08-2012 06:34 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعودي شرقاوي (المشاركة 1826274)
نشكرك ونامل التوفيق للجميع

يعني المطلوب في السؤال كيف ندفع عن هذا الاشكال ؟؟
موفقين يارب

نعم يا أخي كما ذكرت ..
المطلوب هو كيف ندفع هذا الإشكال ؟

بالتوفيق للجميع

الحوزويه الصغيره 19-08-2012 08:16 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم


تنبيه ..
انضمت معنا الأخت الجزائرية منذ طرحنا لسؤال الثالث , فينقصها أن تجيب
على هذين السؤالين لذلك أوجههما لها ..


قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم


(وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) -35- سورة الأنفال

س / ما المقصود بالمكاء والتصدية , مع إيضاح معنى الآية ؟



قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم

( قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ) -66- سورة الكهف

س / يستنكر البعض كيف يمكن القبول بأعلمية الخضر عليه السلام على نبي الله موسى عليه السلام والذي يعد من أنبياء أولي العزم , وماهو العلم الذي طلبه موسى عليه السلام؟



تمنياتي للجميع بالتوفيق

كرار القاسمي 19-08-2012 12:59 PM

شكراااا اختي موفقة ان شاء الله

الحوزويه الصغيره 20-08-2012 04:19 AM

اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كرم

لقد تمـ الإطلاع على إجابات السؤال الخامس عشر لكلاً من ..

نور النجف

سعودي شرقاوي

مولى أبي تراب

كرار القاسمي

الجزائرية

3li


الحوزويه الصغيره 20-08-2012 04:28 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إجابة السؤال الخامس عشر :


قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم

(وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم) -27- سورة الروم


س / استشكل البعض في قوله ( أهون عليه ) ظاهر هذه الآية يدل على إن الإعادة أسهل و أهون عليه من البدء وهذا ينافي كون قدرته مطلقة كما في قوله تعالى (فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحي الارض بعد موتها إن ذلك لمحي الموتى وهو على كل شيء قدير ) ؟


الجواب :


قال صاحب الميزان في ج16
قوله تعالى : (وهو الذي يبدء الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه)إلى آخر الآية , بدء الخلق إنشاؤه من غير مثال سابق والإعادة إنشاء بعد إنشاء .
وقوله : (وهو أهون عليه)الضمير الأول للإعادة المفهوم من قوله : (يعيد) والضمير الثاني راجع إليه تعالى على ما يتبادر من السياق .
وقد استشكل قوله : ( وهو أهون عليه ) الدال ظاهراً على كون الإعادة أسهل و أهون عليه من البدء وهو ينافي كون قدرته مطلقة غير محدودة فإن القدرة اللامتناهية لا تختلف حالها في تعلقها بشيء دون شيء فتعلقها بالصعب والسهل على السواء فلا معنى لاسم التفضيل ههنا .
وقد أجيب عنه بوجوه :
منها : أن ضمير (عليه) راجع إلى الخلق دونه تعالى والإعادة أهون على الخلق لأنه مسبوق بالابتداء الذي يسهل الفعل على الفاعل بتحققه منه مرة أو أزيد بخلاف الابتداء الذي لا يسبقه فعل , فالابتداء أصعب بالطبع بالنسبة إلى الإعادة والإعادة بالعكس , فالمعنى : أن الإعادة أهون من البدء بالنسبة إلى الخلق وإذا كان كذلك بالنسبة إلى الخلق فما ظنك بالخالق .
وفيه أن رجوع الضمير إلى الخلق خلاف ظاهر الآية .
ومنها : أن أفعل ههنا منسلخ عن معنى التفضيل فأهون عليه بمعنى هين عليه نظير قوله : (ماعند الله خير من اللهو) .
وفيه أنه تحكم ظاهر لا دليل عليه .
ومنها : أن التفضيل إنما هو للإعادة في نفسها بالقياس إلى الإنشاء الإبتدائي لا بالنسبة إليه ووقوع التفضيل بين فعل منه وفعل لا بأس به كما في قوله تعالى : (لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس) .
وهذا هو الذي يستفاد من كلام الزمخشري إذ يقول : فإن قلت : ما بال الإعادة استعظمت في قوله : (ثم إذا دعاكم) حتى كأنها فضلت على قيام السماوات والأرض بأمره ثم هونت بعد ذلك ؟ قلت : الإعادة في نفسها عظيمة لكنها هونت بالقياس إلى الإنشاء . انتهى
وفيه أن تقييد الوصف بقوله : (عليه) أصدق شاهد على أن القياس الواقع بين الإعادة و الإنشاء إنما هو بالنسبة إليه تعالى لا بين نفس الإعادة والإنشاء فالإشكال على ما كان .
ومنها: أن التفضيل إنما هو بالنظر إلى الأصول الدائرة بين الناس والموازين المتبعة عندهم لا بالنظر إلى الأمر في نفسه , لما يرون أن تكرر الوقوع حتى لمرة واحدة يوجب سهولته على الفاعل بالنسبة إلى الفعل غير المسبوق بمثله فكانه قيل : والإعادة أهون عليه بالنظر إلى أصولكم العلمية المتبعة عندكم وإلا فالإنشاء والإعادة بالنسبة إليه تعالى على السواء .
وفيه : أنه معنى صحيح في نفسه لكن الشأن في استفادته من اللفظ ولا شاهد عليه من جهة لفظ الآية .
ومنها : ما ذكره أيضاً في الكشاف قال : ووجه آخر وهو أن الإنشاء من قبيل التفضيل الذي يتخير فيه الفاعل بين أن يفعله وأن لا يفعله والإعادة من قبيل الواجب الذي لا بد له من فعله لأنها لجزاء الأعمال وجزاؤها واجب والأفعال إما محال والمحال ممتنع أصلاً خارج عن المقدور وإما ما يصرف الحكيم عن فعله صارف وهو القبيح وهو رديف المحال لأن الصارف يمنع وجود الفعل كما تمنعه الإحالة , وإما تفضل والتفضيل حالة بين بين للفاعل أن يفعله و أن لا يفعله , وإما واجب لابد من فعله ولا سبيل إلى الإخلال به .
فكان الواجب أبعد الأفعال من الامتناع وأقربها من الحصول فلما كانت الإعادة من قبيل الواجب كانت أبعد الأفعال من الامتناع وإذا كانت أبعدها من الامتناع كانت أدخلها في التأتي والتسهل فكانت أهون منها وإذا كانت أهون منها كانت أهون من الإنشاء انتهى .
وفيه أولاً : أنه مبني على تحقق الأشياء بالأولوية دون الوجوب وقد تحقق في محله بطلانه .
ثانياً : أن القرب والبعد اللذين ذكرهما تصوير عقلي محض والسهولة والصعوبة وصفان وجوديان يتصف بهما وجود الشيء من حيث صدوره عن فاعله الموجد له ولا يبتني الوصف الوجودي على الإعتبار العقلي .
وثالثاً : أن الإنشاء أيضاً كالإعادة في الابتناء على المصلحة وهي الغاية فما لم يكن الإنشاء ذا مصلحة موجبة لم يتحقق كما أن الإعادة كذلك فهما في القرب والبعد من الامتناع على السواء كما قيل .
ورابعاً : أن مقتضى هذا الوجه كون الإعادة أهون من الإنشاء بالنظر إلى أنفسهما فيعود في الحقيقة إلى الوجه الثالث ويتوجه إليه ما توجه إليه .
والذي ينبغي أن يقال أن الجملة أعني قوله : ( وهو أهون عليه ) معلل بقوله بعده : ( ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ) فهو الحجة المثبتة لقوله : ( وهو أهون عليه ) .
والمستفاد من قوله : (ولله المثل الأعلى) الخ , أن كل وصف كمالي يمثل به شيء في السماوات والأرض كالحياة والقدرة والعلم والملك والجود والكرم والعظمة والكبرياء وغيرها فلله سبحانه أعلى ذلك الوصف وأرفعها من مرتبة تلك الموجودات المحدودة كما قال : (ولله الأسماء الحسنى) .
وذلك أن كل وصف من أوصاف الكمال اتصف به شيء مما في السماوات والأرض فله في حد نفسه ما يقابله فإنه مما أفاضه الله عليه وهو في نفسه خال عنه فالحي منها ميت وفي ذاته والقادر منا عاجز في ذاته ولذلك كان الوصف فيها محدوداً مقيداً بشيء دون شيء وحال دون حال , وهكذا فالعلم فيها مثلاً ليس مطلقاً غير محدود بل محدود مخلوط بالجهل بما وراءه وكذلك الحياة والقدرة والملك والعظمة وغيرها .
والله سبحانه هو المفيض لهذه الصفات من فضله والذي له من معنى هذه الصفات مطلق غير محدود وصرف غير مخلوط فلا جهل في مقابل علمه ولا ممات يقابل حياته وهكذا فله سبحانه من كل صفة يتصف به الموجودات السماوية والأرضية – وهي صفات غير ممحضة ولا مطلقة – ما هو أعلاها أي مطلقها ومحضها .
فكل صفة توجد فيه تعالى وفي غيره من المخلوقات , فالذي فيه أعلاها وأفضلها والذي في غيره مفضول بالنسبة إلى ما عنده .
ولما كانت الإعادة متصفة بالهون إذا قيس الإنشاء فيما عند الخلق فهو عنده تعالى أهون أي هون محض غير مخلوط بصعوبة ومشقة بخلاف ما عندنا معاشر الخلق ولا يلزم منه أن يكون في الإنشاء صعوبة ومشقة عليه تعالى لأن المشقة والصعوبة في الفعل تتبع قدرة الفاعل بالتعاكس فكلما قلت القدرة كثرت المشقة وكلما كثرت قلت حتى إذا كانت القدرة غير متناهية انعدمت المشقة من رأس , وقدرته تعالى غير متناهية فلا يشق عليه فعل أصلاً وهو المستفاد من قوله : (إن الله على كل شيء قدير)فإن القدرة إذا جاز تعلقها بكل شيء لم تكن إلا غير متناهية فافهم ذلك .

أما ما ورد في تفسيرالأمثل ج 12حول هذه الآية قال :
إن القرآن يثبت في هذه الآية – بأوجز الإستدلال – مسألة إمكان المعاد , إذ يقول لهم : إنكم تعتقدون أن بداية الخلق من قبل الله , فعودة الخلق مرة أخرى أيسر و أهون من بداية الخلق !
والدليل على أن عودة الخلق أهون من البداية , هو أنه في البداية لم يكن شيء ولكن الله هو الذي أبدعه , وفي الإعادة توجد المواد الأصلية على الأقل , فبعضها في طيات التراب , وبعضها متناثر في الفضاء , وإنما تحتاج إلى نظم وإلى إعطائها صورتها الأولى فحسب , فهي أهون!
ولكن من الضروري أن نلتفت إلى هذه (اللطيفة) , وهي أن التعبير بالهين والصعب , هو من خلال نافذتنا الفكرية , وأما بالنسبة للقادر المطلق فلا فرق عنده بين (الصعب والسهل) .
وأساساً فإن (الصعب والسهل) يصدقان مفهوماً في مكان يكون الكلام عن قدرة محدودة , كأن يستطيع أحد أن يؤدي عملاً بصورة جيدة , والآخرة لا يؤديه بصورة جيدة , بل بمشقة , أما حين يكون الكلام على قدرة لا حد لها , فلا معنى للصعب والهين هناك !
وبتعبير آخر : إن حمل (أعظم الجبال) على الأرض بالنسبة إلى الله وحمل أخف الأشياء عليها عنده سواء , لقدرته التي لا يعظم عليها شيء .
وربما كان لهذا السبب أن عقب القرآن في ذيل الآية مباشرة بالقول : (وله المثل الأعلى في السموات والأرض).
لأننا لو تصورنا أي وصف كمالي لأي موجود في السماء والأرض , من علم وقدرة وملك وعظمة وجود وكرم , فمصداقه الأتم والأكمل هو عند الله , لأن الجميع لديهم المحدود من الصفات , إلا هو وحده فإن لديه الأوصاف غير المحدودة , والجميع لديهم أوصاف عارضة , أما أوصاف الله فذاتية , وهو مصدر الكمالات وأساسها .
حتى الألفاظ التي تجري على ألسنتنا لبيان مقاصدنا يومياً .. لا يمكن أن تكون مبينة لأوصافه .. كما هو في تعبير (أهون) الذي نجده مثلاً عندنا .


الحوزويه الصغيره 20-08-2012 08:16 AM

اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كرم

لقد تمـ الإطلاع على إجابات السؤالين - للمتسابقين المتأخرين - لكلاً من ..

نور النجف

كرار القاسمي

الجزائرية


الحوزويه الصغيره 20-08-2012 08:33 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم



إجابة السؤالين الخاص بالمتسابقين المتأخرين ..


قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم


(وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) -35- سورة الأنفال

س / ما المقصود بالمكاء والتصدية , مع إيضاح معنى الآية ؟


الجواب :

قال صاحب الميزان في ..
قوله تعالى : (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) المكاء بضم الميم الصفير , والمكاء بصيغة المبالغة طائر بالحجاز شديد الصفير , ومنه المثل السائر : بنيك حمري ومكئكيني . والتصدية التصفيق بضرب اليد على اليد .
وقوله : (وما كان صلاتهم) الضمير لهؤلاء الصادين المذكورين في الآية السابقة وهم المشركون من قريش , وقوله : (فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون)بيان إنجاز العذاب الموعد لهم بقرينة التفريع بالفاء .
ومن هنا أن الآيتين متصلتان كلاماً واحداً , وقوله : (وماكان) الخ جملة حالية والمعنى : ومالهم أن لايعذبهم الله والحال أنهم يصدون العباد من المؤمنين عن المسجد الحرام وما كان صلاتهم عند البيت إلا ملعبة من المكاء والتصدية فإذا كان كذلك فليذوقوا العذاب بما كانوا يكفرون , والالتفات في قوله : (فذوقوا العذاب) عن الغيبة إلى الخطاب لبلوغ التشديد .
ويستفاد من الآيتين أن الكعبة المشرفة لو تركت بالصد استعقب ذلك المؤاخذة الإلهية بالعذاب قال علي عليه السلام في بعض وصاياه : (الله الله في بيت ربكم فإنه إن ترك لم تنظروا) . تفسير الميزان ج9


تفسير الأمثل ج5

الآية السابقة تبين من العجيب أن هؤلاء المشركين كانوا يتصورون أن لهم حق التصرف كيفما شاءوا في المسجد الحرام , وأنهم أولياؤه , إلا أن القرآن يضيف في هذه الآية قائلاً : (وما كانوا أولياؤه) وبالرغم من زعمهم أنهم أولياؤه فـ(إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون) .
والأعجب في هذا الشأن أن المشركين كانوا يدعون أنهم يصلون ويعبدون الله بما كانوا يقومون به من أعمال قبيحة كالصفير والتصدية عند البيت , ولهذا فقد قالت الآية التالية عنهم : (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) .
ونقرأ في التاريخ أن طائفة من الأعراب في زمان الجاهلية عندما كانوا يطوفون بالبيت العتيق , كانوا يخلعون ثيابهم ويصفرون ويصفقون ويسمون أعمالهم هذه عبادة , وورد أيضاً أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عندما كان يقف بجانب الحجر الأسود ويتجه بوجهه نحو الشمال ليكون في مقابل الكعبة وبيت المقدس , ويشرع بالصلاة , كان يقف إلى يمينه ويساره رجلان من بني سهم فيأخذ أحدهم بالصياح والآخر بالتصفيق ليؤذياه في صلاته .
تعقب الآية على ما تقدم لتقول : إن أعمالكم – بل حتى صلاتكم – مدعاة للخجل والسفاهة ولذلك (فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم

( قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ) -66- سورة الكهف

س / يستنكر البعض كيف يمكن القبول بأعلمية الخضر عليه السلام على نبي الله موسى عليه السلام والذي يعد من أنبياء أولي العزم , وماهو العلم الذي طلبه موسى عليه السلام؟


الجواب :


قال صاحب الميزان : موسى الذي ذكر في القصة هو ابن عمران الرسول النبي أحد أولي العزم عليه السلام على ماوردت به الرواية من طرق الشيعة وأهل السنة .
والعالم الذي لقيه موسى ووصفه الله وصفاً جميلاً بقوله : (عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما) ولم يسمه ورد في الروايات أن اسمه الخضر وكان نبياً من الأنبياء معاصر لموسى عليه السلام وفي بعضها أن الله رزقه طول الحياة فهو حي لم يمت بعد , وهذا المقدار لا بأس به إذ لم يرد عقل أو نقل قطعي بخلافه وقد طال البحث عن شخصية الخضر بين القوم كما في مطولات التفاسير وتكاثرت القصص والحكايات في رؤيته ومع ذلك لا تخلو الأخبار والقصص عن أساطير موضوعة أو مدسوسة .
و في الآية السابقة لهذه الآية وهي قوله تعالى : (وعلمناه من لدنا علما) فهو أيضاً كالرحمة التي من عنده علم لا صنع فيه للأسباب العادية كالحس والفكر حتى يحصل من طريق الاكتساب والدليل على ذلك قوله : (من لدنا) فهو علم وهبي غير اكتسابي يختص به أولياءه وآخر الآيات يدل على أنه كان علماً بتأويل الحوادث .
قوله تعالى : (قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا) الرشد خلاف الغي وهو إصابة الصواب , وهو في الآية مفعول له أو مفعول به , والمعنى قال له موسى هل اتبعك اتباعاً مبنياً على هذا الأساس وهو أن تعلمني مما علمت لأرشد به أو تعلمني مما علمت أمراً ذا رشد .
وفي تفسير القمي عن محمد بن علي بن بلال عن يونس في كتاب كتبوه إلى الرضا عليه السلام يسألونه عن العالم الذي أتاه موسى أيهما كان أعلم ؟ وهل يجوز أن يكون على موسى حجة في وقته ؟ فكتب في الجواب : أتى موسى العالم فأصابه في جزيرة من جزائر البحر إما جالسأً وإما متكئاً فسلم عليه موسى فأنكر السلام إذ كان الأرض ليس بها سلام .
قال : من أنت ؟ أنا موسى بن عمران : قال : أنت موسى بن عمران الذي كلمه الله تكليما ؟ قال : نعم . قال : فما حاجتك ؟ قال : جئت لتعلمني مما علمت رشدا . قال : إني وكلت بأمر لا تطيقه , ووكلت بأمر لا أطيقه الحديث.
أقول : وهذا المعنى مروي في أخبار أخر من طرق الفريقين .
وفي تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان موسى أعلم من الخضر .
أقول : وينبغي أن يحمل اختلاف الروايات في علمهما على اختلاف نوع العلم . تفسير الميزان ج13

الحوزويه الصغيره 20-08-2012 08:57 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنا معكمـ في هذه المسابقه المنيره والمستنيره بنور هدى كتاب الله

مسابقة المجتبى القرآنية لعام 1433 هـ

والتي بدأنآها قبل أيامـ بفرح وبهجه , واليومـ نختمها وإياكمـ مع نهاية شهر الغفران والعتق من النيران . وبداية شهر شوال وأول أيامـ عيد الفطر المباركـ , نختم مسابقتنا الدينية بهذا الإعلان ..

سيتمـ تسميّة الفائزين بالمراكز الثلاثه الأولى يومـ الأربعاء القادمـ
سوف لن نتأخّر إن شاء الله
كونوا معنا


تحيتي

كرار القاسمي 20-08-2012 09:37 AM

شكرااااااااااااااااا ووفقكم الله لكل خير

سعودي شرقاوي 20-08-2012 09:38 AM

الله يوفق الجميع واكبر وسام للمتسابقين هو المشاركه في هذه المسابقه

نورالنجف 20-08-2012 12:32 PM

اللهم صل على محمد وال محمد..

كل عام وانتم بالف خير ..اعاده الله عليكم بالخير والعافية والتوفيق الدائم..،٫٬

نشكر الاخت الحوزوية الصغيرة للجهود القيمة المباركة ..في ميزان حسناتها يارب ..

كانت مسابقة ناجحة بكل ماتعنيه الكلمة بعطائكم المبارك شكرآ مرة اخرى للاخت الحوزوية وكافة الاخوة المشتركين .،٫٬~

موفقين جميعآ

الجزائرية 20-08-2012 01:46 PM

كل عام وانتم بالف خير اعاده عليكم بالصحة والعافية وقبول الطاعات
الاخت حوزوية صغيرة بارك الله بكِ وماجورة على هذا المجهود المبارك الذي قمتي به
وليس المهم الفوز المهم المشاركة بهذه المسابقة الاكثر من رائعة والاستفادة منها
وفعلا استفدنا وتنورنا بنور القران الكريم
انار الله دربكِ ووفقك ونسال الله ان يعيد علينا رمضان بالصحة والعافية وتعمليلنا مسابقة المجتبى
ونشترك نفس الاعضاء لكن في زيادة ولا نقصان في الاعضاء
فكل واحد من المتسابقين ترك بصمة جميلة في هذا الشهر العظيم
تحياتي لكم جميعا ودعائي لكم بالتوفيق
اختكم في الله الجزائرية..

مولى أبي تراب 20-08-2012 07:56 PM

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِيْنَ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية للأخوة والأخوات الأفاضل الذي التزموا بالإجابة على الأسئلة وشاركوا في المسابقة
وتحية تقديرية عظيمة للأخت الفاضلة الموقرة الحوزوية الصغيرة
التي قامت على هذه المسابقة فأجادت وأبدعت في الالتزام وانتقاء الأسئلة النوعية المميزة
التي تنم عن ذوق علمي وفكري راقي
ولقد كان لنا الشرف في الالتزام بالإجابة على الأسئلة
وهو فوز لنا جميعاً أنْ كنّا ههنا وبقطع النظر عن نتيجة المسابقة
فكلنا فائزون إن شاء الله بما حصلنا عليه من أجر وفائدة من خلال تحرينا عن الإجابات
كل الشكر والاحترام للأخت الحوزوية الصغيرة
أسأل الله تعالى أن يجزيها خيراً ويثيبها على جهودها


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 07:34 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024