كل يوم يمر نتعلم فيه من ثورة الحسين عليه السلام تعلمنا الكرامة وعزة النفس وعدم الرضوخ لطواغيت العصر
تعلمنا الصبر وتعلمنا الوفاء والاخوة والصدق والثبات على المبدا والامر بالمعروف والنهي عن المنكر تعلمنا الصلاة بكل ما تحتوي من معاني وافعال تعلمنا طريق الشهادة واعلاء كلمة لا اله الا الله تعلمنا سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وعدل المرتضى عليه السلام وكرم الحسن عليه السلام وشجاعة الحسين عليه السلام نعم انعم الله علينا برحمته الواسع حيث ادرك اطفالنا مراسيم عاشوراء لكي يتم التواصل بين الاجيال وتبقى كربلاء خالدة هنيئا لمن سار على درب ونهج الحسين بالافعال والاقوال يعجز القلم وتعجز الكلمات لكن كربلاء في عقولنا مادام فينا عرق ينبض |
حبّ الله تعالى
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام إنّ لعاشوراء- سوى بُعدها الملحمي، وبُعد مقاومة ومواجهة الظلم، وبُعد القيام لإقامة العدل والقسط، وأبعادها الأخرى- بُعدها العرفانيّ الذي يتجلّى في العلاقة والمحبّة الخاصّة بين العبد وخالقه ، فعاشوراء كانت ولا تزال تعلّم الأجيال أسمى دروس العرفان الخالص. وأنّى يمكن المزج بين الحماسة والعرفان لو لم تكن كربلاء والمشاهد المستلهمة من ملحمة عاشوراء؟ إنّ بعض المؤلّفين وكتّاب المقاتل، أو الشعراء الذين نظموا ملحمة عاشوراء شعراً كما تناولوا وقائع عاشوراء تأريخاً وتحليلاً، نظروا كذلك وتأمّلوا في البعد العرفانيّ لهذه الملحمة. إنّ بلاغ عاشوراء العرفانيّ يرسم ويوضّح أيضاً طريقة السير والسلوك إلى الله تبارك وتعالى المطابقة ل-"خطّ الأنبياء والأئمّة عليهم السلام "، كما يفضح بطلان خطّ العرفان الصوفيّ المصطَنع والمعتزل لميدان الصراع بين الحقّ والباطل وميدان العمل بالتكليف الاجتماعيّ. حبّ الله تعالى من أسمى وأعذب حالات الروح الإنسانيّة حبّها للكمال المطلق والمعبود الحقيقيّ وهو الله تبارك وتعالى، والقادة الرّبانيّون من الرسل والأنبياء والأئمّة عليهم السلام يتمتّعون بأعلى درجات هذا الحبّ المقدّس، وإنَّ منحى حياتهم وشهادتهم ناطقٌ بهذه الحقيقة وشاهد عليها أيضاً. إنّ أهل هذا الحبّ المقدّس لا يرون لأنفسهم تعيّناً وجوديّاً، بل هم دائماً في انتظار لحظة التحرّر والخلاص من قفص البدن وسجن التراب من أجل الالتحاق بالله تبارك وتعالى، حبٌّ كهذا يتبعه "فناءٌ في الله" أيضاً، وهذا الفناء وهذه الجذبة هما السبب في أنّ العارف الواصل لا يحسب لشيء غير ذات الله تبارك وتعالى وغير رضاه حساباً أبداً، ويتجاوز بالإعراض عن كلّ ما يكون مانعاً لوصال المحبوب. وفضلاً عن أنّ أحد مظاهر هذا الحبّ العرفانيّ هو أنّ العارف يرى كلّ شيء لله ومن أجل الله، فإنّ التضحية بالجسم من أجل معراج الروح إلى الله تعالى هو مظهر آخر من مظاهر هذا الحبّ. وممّا ينسب إلى الإمام الحسين عليه السلام من الشعر، أنّه قال هذين البيتين وهو صريع مطروح على أرض كربلاء: تركتُ الخلق طُرّاً في هواكا وأيتمت العيال لكي أراكا فلو قطّعتني في الحبّ إرباً لما مال الفؤاد إلى سواكا ومن ثمرات هذا الحبّ وهذه المجذوبيّة إلى الله سبحانه أيضاً وصول العارف إلى مقام التسليم والرضا، إنّ ازدياد إشراق نورانيّة وجه الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء كلّما ازداد قرباً من لحظة استشهاده علامة أخرى من علائم هذا الحبّ الخالد، كما أنّ استعجال أنصار الإمام عليه السلام ليلة عاشوراء قدوم الصباح حتّى يجالدوا الأعداء في ميدان القتال كاشف عن شوق الأنصار (قدّس سرّهم) إلى لقاء الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وإلى جنّات النعيم، ذلك الشوق الذي هيمن على قلوبهم إلى درجة نفاد صبرهم في انتظار الصباح القادم بعرائس الشهادة! كانت ملحمة عاشوراء بكلّ تفاصيلها، وبكلّ مشاهد وميادين بطولات أنصاره وأبنائه وأهل بيته عليه السلام مظهراً من مظاهر هذه الجذبة المعنوّية وهذا الحبّ الخالد، وكانت شهادة كلّ من الأصحاب والأهل عند الإمام عليه السلام "هديّة" يتقرّب بها إلى المحبوب عزَّ وجلَّ ويحتسبها عنده من أجل تحقيق رضاه والوصول إلى قربه. ولقد تجلّى هذا المشرب العرفانيّ والحبّ الإلهيّ أيضاً في سلوك المجاهدين، حيث كان جند الإسلام العارفون وأصحاب القلوب المتيّمة بالحبّ الإلهيّ قد قطعوا في ليلة واحدة طريق السير والسلوك الذي قد يقطعه غيرهم بالتعبّد والمجاهدة في مائة عام! وبتعبير الإمام الخمينيّ (قدس سره) فإنّ طعم الشهادة في ذائقة أولياء الله أحلى من العسل، وكان (قدس سره) يعتقد أنّ المجاهدين قد ارتشفوا جرعة من ذلك الشراب الطهور- شراب المعرفة والعشق- فانتشوا ، وكان يعتقد أنّ الشهداء عشّاق كانت أجنحتهم هفهافة "فعرجوا معراج الدم على جياد الشرف والعزّة، ففازوا بالشهود والحضور بين يدي عظمة الحقّ تبارك وتعالى، وفي مقام جمع الجمع !". وفي صدد الجذبات الروحانيّة التي لا يمكن وصفها عند عشّاق الشهادة من المجاهدين، يقول (قدس) بقلمه وبيانه الرشيق: "... لكن بأيّ قلم، وبأيّ فنّ وبيان يمكن تصوير ذلك البعد الإلهيّ العرفانيّ، وذلك الظهور المعنويّ الربّانيّ الذي يأخذ بأعنّة الأرواح إليه، وتلك القلوب التي ذابت في التجليّات الإلهيّة؟". نسألكم الدعاء |
البلاء والابتلاء
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام البلاء والابتلاء البلاء هو العناء والألم والمصاعب والمشاغل المرهقة والمصائب التي تواجه الإنسان في الحياة وفي سبيل العقيدة. والابتلاء هو الوقوع في هذه المحن والآلام، وثمرة ذلك نوع من اختبار الخلوص وطهارة القلب من النوايا غير السليمة والدوافع غير الخالصة لله تعالى. وعدا مفهوم الألم والعناء والبلوى، التي ينبغي الاستعاذة بالله تعالى منها، وأن يسأل الله العافية منها، وعدا معنى الاختبار والامتحان الذي يُشخّص به مستوى إيمان وانقياد وطاعة العباد، هناك أيضاً مفهوم عرفانيّ أعمق لهذه الكلمة، وهو حبّ الألم والعناء والمصاعب في سبيل مرضاة الله تعالى، وتحمّل المحن والشدائد عن عشق من أجل الفوز بالقرب الإلهيّ. وبلاء كهذا من قبل الله تبارك وتعالى هو لطفٌ بعباده، وتحمّل هذا البلاء علامة حبّ العبد لربّه وعشقه إيّاه، ودليل صدق إيمانه بالله سبحانه، وحالٌ كهذه قريبة من مفهوم "الرضا" و"التسليم" في البعد العرفانيّ. وفي روايات كثيرة ورد أنّ الله تعالى يخصّ أحبّاءه بالبلاء، وعلى أساس هذه النظرة، فكلّما اقترب العبد من ربّه أكثر كلّما اشتدّ به البلاء. ومن النّاس من لا يُطيق البلاء ولا يتحمّله لأنّه يعبد الله على حرف! أي يعبد الله ما وافقت هذه العبادة مصالحه الدنيويّة وأهواءه النفسيّة، فإنّ أصابه خيرٌ اطمأنّ به، وإن محصّ بالبلاء انقلب على وجهه فخسر الدنيا والآخرة! يقول الإمام الحسين عليه السلام مشيراً إلى أمثال هؤلاء: "النّاس عبيد الدنيا، والدّين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديّانون"! أمّا المؤمنون العارفون بالله تعالى فهم ليسوا لا يهربون من البلاء أو لا يتذمّرون منه وحسب، بل يرونه علامة لطف الله بهم، وسبباً لتطهير أرواحهم وقلوبهم وتصفية أعمالهم، ولفضيلته وعظيم ثوابه تراهم يرحّبون به . يقول الإمام الصادق عليه السلام:"إنّ الله إذا أحبَّ عبداً غتّه بالبلاء" وورد في الروايات أنّ هكذا بلاءات هي إمّا هدية من قبل الله تعالى أو علوّ درجة عند الله تعالى لعبده المبتلى، وتتناسب شدّة الابتلاء تناسباً طرديّاً مع قوّة الإيمان، ومن هنا نقرأ أنّ الله تبارك وتعالى قد ابتلى الإمام أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام ببلاءات ومحن خاصّة لم يبتل بها أحداً غيره من أوليائه ، كذلك فإنّ الصبر على البلاء له أجر الشهيد . وفي ضوء هذه النظرة والعقيدة، نجد سيّد الشهداء عليه السلام في آخر لحظات عمره الشريف يوم عاشوراء، وقد اشتدّ به البلاء والابتلاء، يناجي محبوبه تبارك وتعالى في آخر مناجاة معه قبل استشهاده، فيصفه بجميل الصفات، ويحمده بأفضل محامده فيذكر منها سبوغ نعمائه وحسن بلائه، قائلاً: "... سابغ النعمة، حسن البلاء..." . ونجده عليه السلام كذلك في يوم عاشوراء يوصي أهل بيته في آخر وداع له معهم قائلاً: "استعدّوا للبلاء، واعلموا أنّ الله حافظكم وحاميكم، وسينجيكم من شرّ الأعداء، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير، ويعذّب أعاديكم بأنواع البلاء، ويعوّضكم الله عن هذه البليّة أنواع النعم والكرامة، فلا تشكوا، ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص قدركم" . إنّ أصحاب الهمم العالية الذائبين في حبّ الله تبارك وتعالى يستقبلون البلاء الإلهيّ مستبشرين مطمئنّين، محتسبين ما يُبتلَون به عند الله عزَّ وجلَّ، منتظرين حسن جزائه ومثوبته على ذلك. نسألكم الدعاء |
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد نهضة االامام الحسين مدرسة شهادتها التخرجية هي الدخول الى الجنة لان شعارها الذي رفعه سيد الشهداء عليه السلام هو \\\ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر \\\ اللهم اجعلنا واياكم الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وفقكم الباري لكل خير وصلاح وسدد خطاكم نسألكم الدعــاء |
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
ما اقدر اقول ا لا ان نكا فئ الحسين بما اعطا ان نكون علماء دين رابانيون واستغفر الله ربي واتوب الية هذا ما وصل اليه فكري وانا لم استطيع ان افعل واكافئ الامام الحسين علية واله السلام ولاكن اقول اللهم انصر الحسين بحق الحسين في ثورته حتى ترث الله الارض عباده الصالحون وهذا هي ثورة الامام الحسين علية واله السلام اللهم صل على محمد وال محمد
لا تنسوني في دعا ئكم يوم الار بعين في ارض كربلاء انا العبد الحقير الذليل طلبوا من الامام الحسين لي بأن الله يوفقني بالتقوى والنشاط في حياتي ويوفني بذاكره قوية لاني بسرعه انسى ويوفق سعاد بنت خليفة الى التقى والحيه والعفة وعند العباس ايضا ومها ادعوا لها ان تكون من اهل البيت عند الامام الحسين بحق بنته السيدة رقيه وادعوا لولدية ووالديهم وجميع المؤمنين والمومنات واخواني وخواتي واولهم الامام الحجة ع ومعذرة على طلبي والله يوفقكم بحق الحسين ودم الحسين ودموع السيدة زينب ااااااااااااااااه وزينباه |
ان الحسين لا يمكن ان يحبس بأربع جدران اسمها ثوره انما هو أوسع من ذالك
|
ان الحياة لا يمكن ان تباع بثمن اقل من الخلود
|
الرضا والتسليم
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام الرضا والتسليم الرضا بقضاء الله من مراتب العرفان والتوحيد السامية، وهو مؤشّرٌ دالٌّ على ذروة حبّ العبد وعشقه لله تبارك وتعالى وفنائه فيه، كما أنّه علامة إخلاص العبد وكماله وتنزّهه عن كلّ دافع سوى دافع مرضاة المولى وتحقيق إرادته. لقد كان أهل البيت عليهم السلام حيال إرادة الله تبارك وتعالى وإزاء قدره وقضائه راضين تمام الرضا، ويرون هذا كمالاً لهم، واستناداً إلى هذا "الرضا" كانوا يتحمّلون بصبر وحبّ جميع الصعوبات والبلايا والمصائب، وعلى صعيد القضايا الاجتماعيّة كانوا لا يرجّحون أبداً مرضاة النّاس على مرضاة الله، فما كان تكليفاً إلهيّاً عملوا به سواء رضي النّاس أم سخطوا، إذ إنّ المهمّ عندهم هو رضا الله تبارك وتعالى حتّى وإن انتهى ذلك بهم إلى غضب النّاس. وهذه النكتة العرفانيّة قد تعرّضت لها التعاليم القرآنيّة والأحاديث كثيراً، والإمام الحسين عليه السلام الذي كان قد سار على طريق الشهادة ابتغاء مرضاة الله، يرسم صورة حيّة لانتكاس روحيّة أهل الكوفة قائلاً: "لا أفلح قومٌ آثروا مرضاة أنفسهم على مرضاة الخالق"، ويوبّخ الإمام السجّاد عليه السلام خطيب الطاغية يزيد الذي كان في خطبته يمتدح يزيد ويذمّ آل عليّ عليه السلام، فيصرخ به قائلاً: "ويلك أيّها الخاطب! اشتريتَ مرضاة المخلوق بسخط الخالق، فتبوّأ مقعدك من النّار" ! والشيء الذي هو محلّ بحثنا ونظرنا هنا هو ذلك البعد العرفانيّ السامي لمفهوم "الرضا"، الذي هو ملاك عمل الموحّدين الحقيقيّين، والذي يعتبر من التجلّيات العرفانيّة لملحمة عاشوراء، لنقرأ نماذج من مقام "الرضا" في ثنايا تفاصيل النهضة الحسينيّة: حينما التقى الإمام الحسين عليه السلام الفرزدق في أحد منازل الطريق من مكّة المكرّمة إلى الكوفة، واستعمله عن حال الكوفة فأخبره الفرزدق بحقيقة الحال، قال عليه السلام: "صدقت، لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ، وكلّ يوم ربّنا هو في شأن، إنْ نزل القضاء بما نحبُّ ونرضى فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد من كان الحقُّ نيّتَه والتقوى سريرته". وكان شعار "رضا الله رضانا أهل البيت..." من كلماته النورانيّة عليه السلام في خطبته التي خطبها في مكّة المكرّمة لمّا عزم على الخروج منها إلى العراق. وكان من دعائه عليه السلام في آخر لحظات حياته مناجياً ربّه: "... صبراً على قضائك يا ربّ لا إله سواك... صبراً على حكمك يا غياث من لا غياث له...". وممّا أوصى به عليه السلام أخته زينب عليها السلام ليلة عاشوراء قوله: "يا أخُتاه! تعزّي بعزاء الله، وارضي بقضاء الله...". ومن دعائه عليه السلام عند قبر جدّه صلى الله عليه وآله وسلم قُبيل سفره من المدينة إلى مكّة: ".. وأنا أسألك يا ذا الجلال والإكرام بحقّ هذا القبر ومن فيه إلّا ما اخترت من أمري هذا ما هو لك رضىً". ولقد تجلّت هذه المعرفة العالية والروحيّة السامية أيضاً في أنصار الإمام عليه السلام، هذا مسلم بن عقيل عليه السلام يخاطب الطاغية ابن زياد في محاورته الساخنة معه قائلاً: "الحمدُ لله على كلّ حال، رضينا بالله حكماً بيننا وبينكم". ويقول سيّد الشهداء عليه السلام وهو في الطريق إلى كربلاء: "إنّي لأرجو أن يكون خيراً ما أراد الله بنا، قُتلنا أم ظفرنا...". إنّ رضا العبد عن الله، ورضا الله عن العبد ذروة هذا الكمال، حيث يرضى الطرفان عن بعضهما، وهذا من المقامات العرفانيّة العليا التي يصل إليها العبد السالك الصادق، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المقام العالي في أكثر من موضع ، وقد أشارت متون الزيارات إلى أنّ شهداء النهضة الحسينيّة قد تسنّموا ذروة هذا المقام، ففي زيارة مسلم بن عقيل عليه السلام مثلاً نقرأ: "... أشهد أنّك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وجاهدت في الله حقّ جهاده، وقُتلت على منهاج المجاهدين في سبيله حتّى لقيت الله عزَّ وجلَّ وهو عنك راضٍ...". ونقرأ في زيارة هاني بن عروة (رضي الله عنه): ".. وأشهد أنّك قد بلغت درجة الشهداء، وجعل روحك مع أرواح السعداء بما نصحت لله ولرسوله مجتهداً وبذلت نفسك في ذات الله ومرضاته، فرحمك الله ورضي عنك...". فالإنسان الكامل يصل في سيره إلى الله تبارك وتعالى مقاماً يكون فيه رضاه وسخطه رضا وسخط الله سبحانه، نقرأ في الزيارة المطلقة السادسة لسيّد الشهداء عليه السلام هذا الوصف: "يا من رضاه من رضا الرحمن، وسخطه من سخط الرحمن". وهكذا كان أهل بيته عليهم السلام، فقد كانوا يرون الوقائع المرّة والمصائب الشدائد التي تعرّضوا لها في كربلاء أمراً "جميلاً"، فهم يحتسبون كلّ ذلك عند الله تعالى، راجين حسن ثوابه وجزيل إحسانه، نقرأ هذه الحقيقة في المحاورة الساخنة بين زينب الكبرى عليها السلام وبين عبيد الله بن زياد في قصر الإمارة في الكوفة، حيث كان فيما قال لها شامتاً ساخراً: "كيف رأيتِ صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟! " فردّت عليه قائلة: "ما رأيتُ إلّا جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّ وتخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذٍ، ثكلتك أمُّك يا ابن مرجانة!"، فاستشاط اللعين غضباً من ردّها وجرأتها. إنّ العمل من أجل مرضاة الله وبلوغ مرتبة "الرضا" رأسمال عظيم يجعل وجدان الإنسان دائماً على سكينة واطمئنان ورضا، وكذلك يبعث الأمل والحركة، ويخلق الدافع القويّ. الإنسان "الفائز" هو الإنسان الذي توصله مساعيه في هذه الحياة الدنيا إلى "هدف الخلقة"، والفوز في الفكر الدينيّ هو أن يوفّق الإنسان من خلال الاستفادة من نعم الله ومن عمره في الحصول على أمله في الآخرة وهو السعادة الخالدة والجنّة حيث النعيم الدائم، فالفوز العظيم هو الوصول إلى السعادة الأخرويّة، يقول الإمام عليّ عليه السلام:"الآخرة فوز السعداء"، وهو عليه السلام القائل حينما ضربه ابن ملجم بالسيف على رأسه المقدّس أوائل فجر يوم التاسع عشر من شهر رمضان: "فزتُ وربّ الكعبة"، ذلك لأنّ الشهادة عند أولياء الله أفضل وأشرف الفوز. وكان الإمام الحسين عليه السلام يرى في نهضته وقيامه فوزه وفوز أنصاره العظيم وسعادتهم الأبديّة، من هنا كان يتعجّل الوصول إلى هذا الهدف، فحينما التقى الطرماح في الطريق إلى الكوفة، وكان هذا الرجل يحاول جاهداً منع الإمام عليه السلام من الذهاب إلى الكوفة المضطربة جدّاً، كان ردّ الإمام عليه السلام:"إنّ بيني وبين القوم موعداً أكره أن أُخلفهم، فإنْ يدفع الله عنّا فقديماً ما أنعم علينا وكفى وإنْ يكن ما لا بدّ منه ففوزٌ وشهادة إنْ شاء الله". وممّا قاله عليه السلام في ليلة عاشوراء لأنصاره (قدّس سرّهم): "... واعلموا أنّ الدنيا حلوها ومرّها حلمُ، والانتباه في الآخرة، والفائز من فاز فيها، والشقيّ من شقي فيها...". وقول الإمام الحسين عليه السلام المعروف: "فإنّي لا أرى الموت إلّا سعادة" حاكٍ أيضاً عن نظرة الإمام عليه السلام إلى مفهوم السعادة وماهيّتها، حيث كان عليه السلام يرى تحقّقها في ظلّ الشهادة في سبيل الله. هذه العقيدة وهذه الحقيقة تبعث في قلوب أهل الإيمان الشوق إلى الآخرة وإلى الجنّة، وتقلّل من علائقهم بالدنيا، فيحلّقون خفافاً كالطيور الهفهافة في شوقهم إلى الشهادة، فيتقدّمون بإقبال المتلهّفين إلى التضحية بأنفسهم فداءً للدين والقرآن ووليّ الله، وإنّ أفضل وأشرف من تقلّدوا وسام "الفائزون" بجدارة لا نظير لها هم شهداء كربلاء. لمّا وقف الإمام الحسين عليه السلام على الحرّ بن يزيد الرياحيّ (رضوان الله عليه) عندما صرع أثنى عليه ثناءً عاطراً خالداً، وامتدحه بأبيات من الشعر مجّد فيها إيثاره وصبره ومواساته، وكان منها هذا البيت: لقد فاز الأولى نصروا حسينا ً وفازوا بالهداية والصلاح وفي متون زيارات أبي عبد الله الحسين عليه السلام وشهداء كربلاء كثيراً ما نقرأ عبارات تتحدّث عن فوزهم وبلوغهم أسمى أمنياتهم، ونقرأ أيضاً تمنّي الزائر ودعاءه في أن لو كان في ركابهم فقاتل معهم واستشهد بين يدي أبي عبد الله الحسين عليه السلام فنال الفوز العظيم الأبديّ. نقرأ في زيارة الأربعين مثلاً: "اللّهمّ إنّي أشهد أنّه وليّك وابن وليّك وصفيّك وابن صفيّك، الفائز بكرامتك، أكرمته بالشهادة، وحبوته بالسعادة..." ونقرأ في زيارة أنصاره (قدّس سرّهم): "فزتم والله فوزاً عظيماً، يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزاً عظيماً". "أشهد أنّكم الشهداء والسعداء وأنّكم الفائزون في درجات العلى". إنّ عقيدة الزائر في أنّ شهداء كربلاء القتلى المضرّجين بدمائهم شهداء وسعداء وفائزون تسري أيضاً إلى حياته هو، فتسمو نظرته إلى الفوز والسعادة حيث تترفّع عن الانحصار بالآمال الدنيويّة. هذا الفهم الأعمق لمعنى السعادة ومعنى الفوز هو درسٌ من دروس عاشوراء ومن بلاغاتها إلى الجميع، ومؤدّاه أنّ الفلاح والفوز في ظلّ الجهاد والتضحية والاستشهاد في سبيل المذهب والولاية. نسألكم الدعاء |
ان الحسين باع نفسه بأغلى ثمن فلا تبخسوا أنفسكم وتبيعوها بأقل من ما تستحق(واستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به)
|
ان الحسين نصب في كربلاء رمزا للحريه (كونوا أحرارا في دنياكم)
|
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 05:03 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024