![]() |
أعلم أنها لحظات و ستختفي أشجار الزيتون ،، و ترحل بعيداً عن نافذتي طيور النوارس البيضاء ،، لكنها لحظات كنت بحاجة إليها منذ عقود ،، كم هو مؤلم منظر القلوع وسط الخريف |
فيهما شيء يعرفني منذ زمن ،، و أعرفه قبل أن أولد ،، و لونهما أحسب فيه نبضات قلبي ،، يتلاشى آخر وريد بكفي ،، و أنا واقف أمام ذلك الغروب خلف غابات الزيتون ،، نشوة تأخذني بعيداً عني ،، و لعلها أول مرة أشعر بنبضي دون أدنى ضجيج |
فيهما لون يسحب أوردتي ،، أرتمي عند محرابه ،، تتلوني كل نبضة في قلبي صلاة و تراتيل ،، تقدمني شهقة في الروح في أعماقي قرباناً ،، و صرخة تخشى الضوء تعتصر آخر ارتعاشات الوريد في كفي ،، و خطوط القدر على يدي تتلاشى كبقايا شمع في قداس يأسي ،، فيهما لون يبهرني كروعة الفجر ،، كرهبة الصبح قبيل الطلوع ،، كهدأة السحر على تنهدات أضلاعي ،، و زفرة تحرق حروف أسمي ،، فأقف دون حراك ،، أمام طقس الغروب ،، في غابات الزيتون ،، ألملم بقايا الروح ،، أستجمع أوراقي ،، لعلي أعرف نفسي ،، فيهما لون ينثرني أشلاءاً ،، يرميني لأطراف الشمس ،، و يجمعني ،، فيهما لون كأنه يعرفني ،، يمنحني شهادة ميلادٍ ،، و جواز سفر على كتف الثريا ،، و ينبض بكل دقات قلبي |
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
غاباتك لم تعد خضراء ترجف تتهاوى --- لاترقص الاوراق نزفت كثيرا --- متى تُلملم جراحات الغابات """""""""""""""""""""""""""""""" جفت ينابيع الرِوى --- وخوت غاباتك على عروشها من سوط الاقلام --- وحده الكلام --- ركعت تتوسل السلام """""""""""""""""""""""""""""""" عد الى مرفائك الامن ودع عنك انتفاضات الضجيج الذي ذهب لا يعود -- فارفق بالذي بقى لعلك تُرحم بالسكون ت ق ب ل م ر و ر ي |
لأنهما ،، حياة وروعة صبح ،، تراءى في رقرقة ماءٍ ذاتَ مطر ،، كأنهما حلم في عين وسْنان ،، لا يدري أيقظٌ ،، أم غارق في سكرة نوم ،، أم فارق الحياة ،، لأنهما نشوة روح تمسح الجرح القديم في ذاتِ وجع ،، لأنهما بروعة العتمة الحمراء ،، بروعة الهدأة الدكناء ،، في غابةٍ من شجر الزيتون ،، قبيل الغسق ,, لأنهما يأخذاني في كل نظرة إلى عمق الضياع ،، فلا أعرف من أكون ،، سوى شبح من الماضي يتقضى عند قارعة القلوع ،، بلا شراع ،، بلا مركب ،، بلا سفر. أم جنة ،، ليتني أمسك بيدي أشرعة القلوع ،، لكنت أفنيك ضلوعي عند مذبح الريح ،، لكنت صنعت من أوردتي مرساة بعمق الشعور ،، بعمق الحزن ،، بعمق الوجد ،، بعمق الحنين ،، و لأوقفت مراكب السفر ،، فمالها لا تجف غابات الشجن في أعماقي ،، و قد أوشكت ركبانهم على الرحيل ،، و أنى لروعة الفجر من شروق ،، لو غادرت خلف المسافات أشجار الزيتون .. مرورك الأروع أنار عتمة المكان ،، شكراً لك |
أخاف الرحيل فيهما ،، و أغرب طقوس العذاب أنني أخاف |
كم هو مؤلم ان نعيش انتظار الرحيل
ونحن على يقين ان الرحيل وشيك ،، لقد ذرفنا العمر انتظاراً دون جدوى اللقاء فلم عسانا نقف كأشجار الصنوبر بانتظار فأس تنهي وقفة انكسارنا لم لا نمتد لعمق الارض وننهي القصة بمعجزة الغياب !!! |
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
اغرب طقوس العذاب ان تقف على خط احمر في حيره المكان بين نار العوده وجحيم الاعوده
|
راحيل ،، عندما يكون الرحيل ،، وقفاً على دمي ،، و كل نبض في وريدي ،، عندما يكون حروفاً حمراء على خطوط يدي ،، ترسم آخر ذكريات الربيع في نفسي ،، عندما يكون ،، قدراً ينثر أوراق الخريف تحت خطواتي ،، عندها يكون الرحيل قصة حزني ،، و آخر قطرة تبقى في قعر كأسي ،، و تأريخي ،، و سنين عمري ،، و ملامح وجهي . أشكرك راحيل ،، فقد بات المكان بحضورك المهيب ،، أكثر دفئاً |
اقتباس:
أم جنة و هل خلف أشرعة القلوع من عودة ؟؟.. ليتها ،، و لتكن ناراً |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 09:12 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025