منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=63)
-   -   متجدد:في شهر محرم الحرام (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=83267)

نور المستوحشين 22-01-2010 05:24 PM

تم دمج الموضوعات المتفرقة في متصفح واحد

لتكون بمثابة بحث متكامل لمن ينهل الفائدة

والشكر الجزيل لصاحب الموضوع

تحيااتي نور...

عبود مزهر الكرخي 26-01-2010 12:44 PM

في شهر محرم الحرام ـ الجزء السادس ـ
 
في شهر محرم الحرام ـ الجزء السادس ـ


نواصل تتبع المسيرة الخالدة لثورة الحسين والتي جرت أحداثها بكل ما فيها من قيم للبطولة والكبرياء والشموخ والوقوف بوجه الطغيان والكفر والظلم في شهر محرم وكذلك ما جرى فيها من مآسي والإيغال في الرغبة في هلاك العترة الطاهرة من ذرية رسول الله(ص) والتي يجب من أي كاتب ومفكر نزيه وشريف أن يتوقف ويفكر في هذا المفهوم الذي أصروا فيه بنو أمية وبقيادة رؤوس الكفر والطاغوت من يزيد إلى أبن مرجانة وأبن سعد وشمر وكل المجرمين من ذلكم الأوغاد لعنهم الله أجمعين على سفك دم الحسين(ع)الطاهر ودماء آل بيته وأصحابه المنتجبين الزكية سوى أنهم قالوا لا للظلم ولا للطاغوت ولا لكل مظاهر الانحراف التي طرأت على الدين المحمدي.


ويأتي هؤلاء الكتاب والمفكرين والعلماء من الدواب(أجلكم الله) لكي يصرحوا ويكتبوا بمقولات ما أنزل الله بها من سلطان ويتهجموا بهجوم لاذع بعيداً عن كل أدبيات النقاش والطرح الموضوعي والعلمي وعلى رأسهم هذا الذي يدعي العلم (العرور)والذي أنا أسميه (البعرو..) أجلكم الله تصديقاً لقول أحد الشعراء في هجاء أحد الأشخاص الذي كان يتهجم على الناس في حق أو باطل ويقول هذا الشاعر:


كأنك بعرةٌ في جحر كبش.......مدلاةٌ وذلك الكبش يمشي


أي أنه لا فيه فائدة مثل البعرة أجلكم الله تروح يمنة ويسرة فقط تنشر أذيتها على العالمين. ولنأتي إلى مقولات بعض الكتاب والمفكرين حول الحسين(ع) وثورته الخالدة .


يقول الكاتب والمفكر عبد الله العلايلي في كتابه تاريخ الحسين(ع) ص 226 (جاء في أخبار الحسين : أنه كان صورة احتبكت ظلالها من أشكال جده العظيم،فأفاض النبي(ص) إشعاعة غامرة من حبّهُ،وأشياء نفسه،ليتمّ له أيضاً من وراء الصورة معناها فتكون حقيقية من بعد كما كانت من قبل إنسانية أرتقت إلى نبوّة(أنا من حسين)ونبوة هبطت إلى إنسانية(حسين مني)فسلام عليه يوم ولد).


وهذا عمر أبو النصر في كتابه آل محمد في كربلاء ص 30 (هذه قصة اُسرة من قريش.حملت لواء التضحية والاستشهاد والبطولة من مشرق الأرض إلى مغاربها.قصة ألّف فصولها شباب ما عاشوا كما عاش الناس،ولا ماتوا كما مات الناس.ذلك أنّ الله شرّف هذه الجماعة من خلقه بأن جعل النبوة والوحي والإلهام في منازلها، وزاد ندى فلم يشأ لها حظّ الرجل العادي من عبادة، وإنما أرادها للتشريد والاستشهاد وأرادها للمثل العليا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكتب لها أن تتزعم لواء التقوى والصلاح إلى أخر ما يكون في ذريتها).


ويقول الكاتب أحمد حسن لطفي في كتابه الشهيد الخالد الحسين بن علي ص47(إنّ الموت الذي كان ينشده فيها كان يمثل في نظره أروع من كل مثل الحياة، لأنه الطريق إلى الله الذي منه المبتدأ وإليه المنتهى، ولأنه السبيل إلى الانتصار وإلى الخلود،فهو أعظم بطل ينتصر بالموت على الموت).


ويقول الكاتب والمفكر عباس محمد العقاد في كتابه أبو الشهداء الحسين بن علي(ع) ص150 طبعة النجف (مثل للناس في حلة من النور تخشع لها الأبصار، وباء الفخر الذي لا فخر مثله في تواريخ الإنسان، غير مستثنىً منهم عربي ولا عجمي، وقديم وحديث فليس في العالم اُسرة أنجبت من الشهداء اُسرة الحسين عدّة وقدرة وذكرة، وحسبه أنّه وحده في تاريخ هذه الدنيا الشهيد ابن الشهيد أبو الشهداء في مئات السنين).


وعند قراءتنا لهذه المقولات الرائعة بحق سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع) نلاحظ مدى الرفعة والمنزلة التي حظي بها لدى كل مسلم وإنسان شريف يؤمن بالحق والعدالة وهذه المنزلة العظيمة التي خصها بها الله سبحانه وتعالى نالها باستشهاده وهو آل بيته وأصحابه وسبي آل بيته والظلم الذي وقع عليهم بدون أي وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني في طريقة يندى لها جبين كل حر وشريف.


ويجيء هؤلاء الكتاب والعلماء ومن لف لفهم من وعاظ السلاطين ويقولون أن إقامة الشعائر الحسينية لتخليد هذه الثورة العظيمة نوع من البدعة ولا يجوز ذلك وإلى أخر من هذا الكلام الذي بتقديري المتواضع تحريف الكلم عن موضعه مصداقاً لقولة تعالى في القرآن الذي يقول ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ))سورة المائدة آية 41.


فإقامة الشعائر الحسينية هو تخليد لتلك الذكرى العطرة لثورة الحسين(ع) والتي بإقامة هذه الشعائر من ندوات إلى مأتم إلى لطميات وإلى فروعها بضمنها التشابيه تضمن بقاء فكر ومبادئ الثورة الحسينية والتي نادى بها سيدي مولاي أبو الأحرار في الإصلاح في امة جده فالدين كما هناك مقولة مأثورة يتداولها الموالين أن الدين ((وجوده محمدي وبقاؤه حسينيي)) فهو بقى على الصورة الناصعة الوهاجة بفضل هذه الأفكار النبيلة التي نادى بها الحسين(ع) وأخيه العباس(ع)وآل بيته والصفوة الخيرة من أصحابه(رض) ويقول الأمام الخميني(رض) ((إن إقامة الشعائر الحسينية هي ضمان لبقاء ذكر الحسين حياً))وهذا صحيح ولهذا نلاحظ أن ابسط أبناءنا من الموالين تجده يعرف الفصول الكاملة والأحداث لواقعة الطف وكيف جرى من ظلم لآل بيت الرسول(ص) وهذا حدث نتيجة بقاء ذكرى الثورة الحسينية متقدة على مدى الزمان ولنأتي إلى القرآن فيقول في محكم كتابه((ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ))سورة الحج آية 32.


وقد قرن لإقامة الشعائر بالقلب لأن عندما يصفى القلب وتصبح فيه التقوى لأن بنقاء القلب وتقواه يصلح كافة أعضاء الجسم لأن القلب يتصل بالروح وهذا يعني صفاء ونقاء الروح وبذلك يصل الإنسان إلى المرتبة العالية من الإيمان وهو يكون أعظم وأعظم الأيمان السامي ونحن بذكرنا الحسين وإقامة الشعائر الخاصة باستشهاده فأننا نعظم هذه الشعائر لاستشهاد خامس أصحاب الكساء وسفك دمه الشريف مع معسكره في سبيل أعلاء كلمة الإسلام وجعل كل ذلك خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى والذي قدم هذا العطاء والذي هو بلا حدود والذي هو منزلته عند الله في عليين إلا يجدر بنا أن نذكرها وأن نبين الأهداف والمبادئ التي نادى بها وجعلها نموذج ودستور نسير عليه في مختلف الأماكن والأزمنة لأنها لم تجيء لحقبة زمنية معينة بل هي دروس وعبر لكل الأجيال.


ولنأخذ مثال من القرآن الكريم عندما ترك نبينا إبراهيم(ع) أبنه إسماعيل وزوجته هاجر بواد غير ذي زرع لا يوجد ماء فيها ولا زرع وبدأ الطفل إسماعيل بالبكاء طلباً للماء عند ذلك وأخذت تروح وتجيء بين جبلي الصفا والمروة في سبعة أشوط بحثاً عن الماء أو ناس تجلب منهم الماء فإكراما لهذه المرأة ونبينا إسماعيل(ع) ومن تحت رجل الطفل نبع بئر زمزم ومن ثم أصبحت السعي بين الصفا والمروة من شعائر وأركان الحج نتيجة لما عانته هاجر وكذلك أبنها بأن جعل لها هذه المكرمة التي أكرمها الله بها نبيه إسماعيل وأمه.


ولنأتي إلى أبي الأحرار الذي جاد وأعطى كل شيء خالصاً لوجه تعالى والذي هو في لحظات الموت الأخيرة وكان جسده كالقنفذ من كثر السهام التي به وكان كل موضع في جسمه لأثر طعنة رمح وضربة وموقع سهم وهو في هذه الحالة مشغول عن الأعداء وما يقومون به في ذكر الله ويتمتم بكلمات ويقول ((ألهي أن كان هذا من سخطك فخذ حتى ترضى وإن كان هذا يرضيك فلك العتبى فخذ حتى ترضى))فبهذه المنزلة التي لم يدعي على معسكر الكفر والطغيان والطاغوت بل كل جوارحه منصرفة لرب العز والجلالة والذي يدعو في صبيحة عاشوراء وهو يرى جنود يزيد قد اكتظت في الميدان ما يربو على الثلاثين إلف فارس فيد ع (ع) بدعاء جده الرسول(ص) ويقول ((اللهم أنت ثقتي في كل كربٍ، وأنت رّجائي في كل شدّةً وأنت لي في كل أمرٍ نزل بي ثقةً وعدةً، كم من همٍ يضعف فيه الفؤاد وتقلً فيه الحيلة ويخذُلُ فيه الصديق ويشمت فيه العدوّ، أنزلته بك وشكوته إليك، رغبة مني إليك ففرّجته عني وكشفته فأنت وليّ كل نعمة وصاحب كل حسنة ومنتهى كل رغبة))الإرشاد ك ج2 ص96.


فهذا هو التأدب أمام ربه وهذا هو الصبر والامتثال لقضاء الله وبلائه والذين به الله يرفع أنبيائه وأئمته إلى أعلى عليين فما من نبي إلا وابتلاه الله لكي يرفعه ويقربه إليه زلفى وهذا ما عمله مع الإمام الحسين(ع) لذلك كان له هذه المنزلة الرفيعة التي نالها باستشهاده والتي من المفروض من كل مسلم أن يعظم هذه الواقعة ويؤبن صاحبها وأن يقيم الشعائر الخاصة بها لكي تبقى ذكرى الحسين وأصحابه خالدة في ضمائر كل الموالين وكل المسلمين الشرفاء وهذا حديث لرسول وهو حديث مسند ومن صحيح البخاري في باب الزهراء عندما جيء بالحسين إلى النبي(ص) حمله ثم بكى فقالت له بضعته الزهراء(ع) ما يبكيك يا والدي فقال لها (ص) (( جاءني حبيبي جبريل وأخبرني بان أبنك هذا يقتل في أرض يقال كربلاء وحيداً فريداً ولا أنا ولا علي ولا أنت ولا أخوه موجودين)) فبكت فاطمة وقالت ((إذن ومن يقيم له العزاء؟))فقال لها ((إن شيعتنا سوف يقيمون له العزاء إلى يوم الدين، ولهم شفاعتنا يوم القيامة))فقالت فاطمة((هنيئاً إذن لشيعتنا)).


ومن خلال هذه الحديث النبوي الشريف الذي فيه يأمر الرسول بإقامة العزاء لسبطه الحسين والذي لا ينطق عن الهوى إن وحيٌ يوحى والمكانة التي حظي بها سيد الشهداء عند الله عز وجل أصبح بالضرورة تعظيم الشعائر الحسينية وإقامتها لتذكر الواقعة وما جرى من مآسي وتذكر واستجلاء كل المعاني الخالدة للثورة الحسينية بأعظم معانيها السامية والعالية المضامين في كل معانيها الروحية ويبقى ذكر الحسين خالداً على مدى الزمان وهذا مصداق ما قاله الشاعر الذي يقول :


كذب الموت فالحسين مخلدا........كلما مر عليه الزمان ذكراه يتجدد


فهذه هاجر وابنها وما أعطاه من مكانة في السعي بين الصفا والمروة نتيجة صبرها على البلاء والامتثال لأمر الله وقضاؤه . فما بال الحسين والذي قدم هذه لبطولات النادرة والإباء والشموخ العالي والصبر على هذه المحن والذي تعجبت ملائكة السماء من صبره وقدم فيها أبنه اعلي الأكبر وكل أولاده واخيه العباس(ع)واهل بيته واصحابه وسبي أهل بيته.إلا يستحق أن يكرمه الله ويجعل ذكره في عليين والذي ينال منزلة لا يدانيها أحد بسبب ما قدمه خالصاً لوجه الله تعالى والذي في صبيحة عاشوراء يبكي وتسأله أخته الحوراء زينب(ع) عن سبب بكائه وفي دالة على التعجب لأنها تعرفه غير مبالي وغير هيابٌ من الموت فيقول (ع)لها ((أبكي على هذه الجموع التي تدخل النار بقتلي وسفك دمي))فهكذا يكون أمام عصره وولي الله في أرضه وحجته على خلقه في أنه أخذ الكمال والعصمة الآلهية من ربه ولكي يجعله فيما قام من رفض للباطل والظلم وعدم مهادنته وطلب الإصلاح في أمة جده إن ينال هذه المكانة العالية التي جعلت أسمه في عليين وفي أرفع الدرجات عند الله ومعه أخوه أبا الفضل العباس(ع)وآل بيته وأصحابه المنتجبين (ع)الذين بفخر صفوة طيبة امتثلت لأمر الله وكما قال الكاتب والمفكر العلايلي الذي كتبناه في بداية مبحثنا ( إنسانية أرتقت إلى نبوّة (أنا من حسين)ونبوة هبطت إلى إنسانية(حسين مني) فكانت والنبوة والإنسانية قد امتـزجت لتكوّن سيدي ومولاي أبي الشهداء الحسين(ع) فهو كما قال العقاد (وحسبه أنّه وحده في تاريخ هذه الدنيا الشهيد ابن الشهيد أبو الشهداء في مئات السنين)وليفتخر كل موالي ومحب لأهل البيت بهذا الإمام الخالد وعلى مر التاريخ لما أعطى من سفر خالد تظل تتذكره الأجيال وعلى مر الزمان ولتكون إقامة شعائرنا الحسينية هي الواجب الإلهي والدليل الحي على محبتنا للحسين ولأئمتنا ولمذهبنا وتبقى الثورة الحسينية ماثلة في عقولنا وضمائرنا ووجداننا وفي قلوبنا لكي بها نتقرب إلى الله وننال المرتبة العالية عند سبحانه وتعالى ونطبق حديث رسول الله(ص) الذي بشر به سيدي ومولاي أمير المؤمنين(ع) فقال له ((يا علي أنت وشيعتك الفائزون والعابرون يوم القيامة))وليهنأ كل شيعي بهذه البشرى التي لن ينالها إلا بحب الحسين والتسعة المعصومين من ذريته وأهل بيته(عليهم سلام الله أجمعين).


ولنا وقفة في جزءنا القادم لكي نتعرف مقولات معاصري سيدي ومولاي أبا عبد الله وما قاله أئمتنا في زيارته ومقولات الغربيين في أبي الأحرار أنشاءالل إن كان لنا في العمر بقية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ونسألكم الدعاء والمسألة.

نووورا انا 28-01-2010 05:08 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد

بوركتم وبورك قلمكم الحسيني اخي عبود مزهر الكرخي

بانتظار الجزء القادم

رب ارحمنى 28-01-2010 06:40 AM

الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ


رحم الله و الديك اخي الكريم

عبود مزهر الكرخي 28-01-2010 10:11 AM

وبارك الله في ردودكم الكريمة التي تؤشر أن هناك نفر من المؤمنين والمؤمنات من هم يريدون إن يعرفوا ماهية الثورة الحسينية والدروس المستنبطة التي خرج بها سيد الشهداء روحي له الفداء والتي هي دروس على مدى الزمان وتعطي ثمارها اليانعة لكل موالي لأهل البيت.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عبود مزهر الكرخي 02-02-2010 02:55 PM

في شهر محرم الحرام ـ الجزء الأخيرـ
 
في شهر محرم الحرام ـ الجزء الأخيرـ


نستكمل في جزءنا هذا خصوصية وأهمية أقامة الشعائر الحسينية والموجبات المؤكدة والتي توجب زيارة سيد الشهداء سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع) وقد ناقشنا في جزءنا السادس الدلائل والأسانيد التي تؤكد على على وجوب أحياء وإقامة الشعائر الحسينية ولنمتثل بقول أمامنا جعفر الصادق الذي يقول((أحيا الله من أحيا أمرنا)) وكل أئمتنا أمروا بإقامة الشعائر والذي أكدوا على أقامتها وضرورة زيارة كربلاء ومن هنا يقول أبي عبد الله الصادق(ع)في زيارة الأربعين ((أن في كل خطوة يخطيها إلى الحسين تكتب حجة وعمرة، إن الله ينظر إلى زوار أبي عبد الله الحسين قبل النظر إلى حجيج عرفة))وسوف يأتي من هؤلاء الدواب(أجلكم الله) ويعترض على هذا ونقول له إن الحسين(ع) قد وهب كل شيء لله خالصاً سبحانه وتعالى وكما قلنا سابقاً وهو الرب الذي يعرف قيمة كل عباده بحيث قال في حديث قدسي شريف ((عبدي طعني تكن مثلي تقول للشيء له كن فيكون))فكيف وهذا لخامس أصحاب الكساء الذي أطاع به وأخلص له إلا إن يكون ربه وهو الكريم في إعطاءه كل هذه المزايا والكرامات وهو الجواد السخي والذي يعطيها لإمامٍ خلق قبل آدم وأسمه مكتوب على يمين ساق العرش والتي يقول عنها نبينا الأكرم(ص) عندما أسري به ((إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة))إي أنه ينجي من يركبها ويهلك من تخلف عنها كسفينة نوح ولأزيد لك أخواني وأخواتي هناك حديث للرسول(ص) يقول وهو مسند من قبل كل الصحاح الستة والبخاري((ياتي قوم في أخر الزمان فكأما من زار الحسين فكأنما زارني ومن زارني فكأنما زار الله))فإذن زيارة الحسين هي زيارة لله فما أعظمها من زيارة التي تكون في ضيافة الله وسبحانه ومن هنا أكرمه الله في إن تحت قبته يستجاب الدعاء لأنك وصلت إلى الحضرة الآلهية عند قبة الحسين ومن هنا كانت كرامة استجابة الدعاء ومن هنا كان الحكم شرعي في إن الصلاة تكون فرضاً كاملاً تحت القبة وليس قصراً (أي ركعتين)لأنك في حرم من حرمات الله وهو ما أمرونا به أئمتنا المعصومين(سلام الله عليهم جميعاً) وهم عندما يقولون ذلك فهو إيحاء من الله لأن وكما ذكرنا في أجزاءنا السابقة أنهم حجج الله على أرضه ولديهم مواريث الأنبياء وإذا كانوا يقولون هذا القول عبثاً(حاش لله) فهذا يعني إن الله يصدر منه العبث وهذا مستحيل وهذا ما متفق في كل المذاهب أن الله سبحانه وتعالى له الكمال والعصمة الكاملة.


وجاء عن الحسين (ع) أنه قال ((من أحبنا كان منّا أهل البيت))وأستدل على ذلك بقوله تعالى تقريراً لقول لعبد الصالح ((فمن تبعني فإنّه مني)).وواضح أنِّ من أحبهم فسوف يتبعهم ومن تبعهم فأنه منهم.


ويقول (ع) ((ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله(ص) إلا من بغضهم علياً وولده)) المصدر:أعلام الهداية الإمام الحسين (سيد الشهداء).المجمع العلمي لأهل البيت.قم المقدسة.ص222.ومن هنا فإن كل يبغض أهل البيت ويحقد عليهم فهو منافق و مشرك بالله لهذا كان لنا حب أهل البيت وهو ما أمر به رسول الله(ص) ورب العزة والجلالة والآيات الخاصة موجودة ومعروفة من قبل الجميع.


ولنأتي إلى أمامنا علي الهادي(ع)الذي ألم به مرض وهو في سامراء وأوصى الصحابي أبو يوسف إن أي أحد يزور قبر جده الحسين(ع) إن يدعو له ويعطيه صرة من المال فذهب ووجد احد الموالين يزمع زيارة الحسين فأوصاه بالدعاء للإمام وأعطاه صرة المال عند ذلك عند ذلك سأله الموالي عن أنه كيف يدعو للإمام وهو حجة الله على أرضه وجده الحسين(ع) وهنا ساور الشك الصحابي أبو يوسف وذهب إلى الهادي(ع)وأبدى استغرابه وطرح عليه سؤال الموالي عند ذلك قال له (ع) ((يا أبو يوسف إن لله أماكن يحبُ إن يدعا فيها وقبر جدي الحسين من الأماكن التي يستحب فيها الدعاء))ولهذا كان يحضون يوصون بزيارة الحسين حتى أمامنا الباقر يقول إن زائر الحسين ((يكون في طوال زيارته تحفه الملائكة في ذهابه وإيابه وتكتب له السلامة وأن زيارة الحسين لا تحسب من عمر الزائر وتمد له في العمر والنماء في الرزق))وهذا موجود في كتاب الأمالي للطوسي ومفاتيح الجنان لعباس القمي. ولنأتي إلى زيارة جابر في الأربعين حيث إن زيارة هذا الصحابي الجليل والذي كان في ذلك قد بلغ من العمر عتياً وهو أعمى ولكن زاره بوصية من رسول الله حيث قال له ((يا جابر زر الحسين في كربلاء ..))وهوأمر من نبينا بالزيارة وكما أن قال له (ص) عندما سأله عن سبب تسمية أمامنا الباقر قال له روحي له الفداء ((لأنه باقر علوم الأولين والآخرين وسوف تدركه وأبلغه عني السلام))وقد وجده في زيارة الأربعين مع ركب زين العابدين وكان من العمر تقريباً أربع سنوات وابلغه جابر سلام النبي(ص)فرسول الله وهو نبي الأمة يوصي بالسلام على خامس أئمتنا المعصومين(عليهم السلام أجمعين)فهذا دلالة على مكانتهم وأمر النبي بمحبتهم وإتباعهم لأنهم هم القرآن الناطق الذي يسير في الأرض وهم الورثة الحقيقيين للنبوة ومهبط الوحي ومختلف الملائكة.


وهذا أمامنا علي موسى الرضا(ع)يقيم العزاء على جده الحسين(ع) في عاشوراء ويأتي الشاعر دعبل الخزاعي ينشد من الشعر في رثاء الحسين ويقول البيت المشهور :بيوتٍ خلت من آيات ...ويصل إلى بيت : أفاطم لو خلت الحسين...فيعلو البكاء في مجلس العزاء ويسمع بكاء وشهقة أمراة فيسأل دعبل عن مصدر هذا الصوت فيقول الرضا لا عليك فهذه أمنا فاطمة(ع) قد حضرت مجلسنا والبكاء على أبنها وهذا يعني حضور الزهراء روحي لها الفداء مجالس التي تقيمها الشيعة وهذا مايصرح على الدوام به خطباء المنبر الحسيني في مجالس العزاء فمن هنا نلاحظ ونستنتج إن أقامة مجالس العزاء والشعائر الحسينية هي أمر من نبيه الكريم(ص) وبعده كل أئمتنا المعصومين يحضون ويأمرون على أحياءها وإقامتها لكي يبقى ذكر الحسين حياً ونابضاً في قلوبنا وفي عقولنا وفي ضميرنا وفي وجداننا وكل وهج وألق الثورة الحسينية مشعة ويبقى الدين محمدي خالصاً لوجه الله جل وعلا.


ولأروي لكم حادثة حصلت في الأردن وهي أنه بعد سقوط الصنم أخذت الجالية العراقية بإقامة مجالس عزاء حيث صادف عاشوراء بعد سقوط المقبور صدام مباشرة وهناك التي قامت بذلك الجالية الشيعية في الأردن وفي قبور الصحابة التي تقع جنوب عمان وفيها قبر جعفر الطيار (ع)وعبد الله بن رواحة وآخرين ولاحظوا هذا العدد الكبير الموالين وتوزيع الطعام وبهذا النفس العالي في حب الحسين(ع) فاستغربوا من هذا الحدث الذي لم يألفوه وقام التلفزيون الأردني بنقل هذه الوقائع وهناك التقى المذيع بدكتور عراقي كان من المشاركين هناك وسأله سؤال باستفزاز وتهكم وقال له(أنه تقيمون المأتم على الحسين وقد مضى على موته أكثر من 1300 سنة)وهناقال له الأستاذ الذي أجابه بجواب جداً رائع لا زال أذكره وهو يعمل في أحدى الجامعات الأردنية هناك في ذاك الوقت قال له(من عندك ميت تعزه؟فاجابه بأن له جده.عند ذاك قال له هل تتذكره؟ أجابه بارتباك : لا.هناك قال له أنت أول سنة تذكرته وأقمت له العزاء وبعد السنة نسيته وهذا موجود لدى كل الناس ولهذا نحن نقيم هذه الشعائر الحسينية لكي يبقى ذكر الحسين حاضراً عندنا وما جرى فيها الظلم والضيم لأبن بنت رسول الله ونتذكر كل البطولة والشموخ والتي رافقت هذه الملحمة الخالدة)


وانقل لكم في ختام هذا البحث بعض ما قاله معاصريه في حق الحسين (ع)


1) قال عمر بن الخطاب للحسين (ع) فإنما انبت ما ترى في رؤوسنا الله ثم انتم.


2) قال عثمان بن عفان بن عفان في الحسن والحسين (ع) وعبد الله بن جعفر: فطموا العلم فطماً وحازوا الخير والحكمة .


3) قال ابو هريرة : دخل الحسين بن علي وهو معتم، فظننت وان النبي قد بعث .


وكان الحسين (ع) في جنازة فأعيا وقعد في الطريق ،فجعل أبو هريرة ينفض التراب عن قدميه بطرف ثوبه فقال له : ياابا هريرة وأنت تفعل هذا، فقال له : دعني فوا لله لو يعلم الناس ما أعلم لحملوك على رقابهم .


4) اخذ عبد الله بن عباس بركاب الحسن و الحسين (ع) ،فعوتب في ذلك وقيل له : أنت أسن منهما! فقال :أن هذين ابنا رسول الله (ص) أفليس بسعادة آخذ بركابهما ؟.


5) قال انس ابن مالك (وكان قد رأى الحسين (ع) : كان أشبههم برسول الله (ص)


6) قال ابو برزة الاسلمي ليزيد حينما رآه ينكث ثغر الحسين (ع) : أتنكث بقضيبك في ثغر الحسين؟!أما لقد أخذ قضيبك في ثغره مأخذاً لربما رأيت رسول الله(ص) يرشفه . أما إنك يا يزيد تجيء يوم القيامة وأبن زياد شفيعك! ويجيء ومحمد شفيعه.


المصدر: إعلام الهداية . الإمام الحسين (سيد الشهداء).الجمع العلمي لأهل البيت ،قم المقدسة .ص29 ، 30.


وهذا عمر بن الخطاب عندما ساد القحط في المدينة المنورة وعدم هطول الأمطار يأخذ الحسن والحسين(ع) إلى جبل في المدينة ويستشفع بهم إلى الله لنزول المطر. وأيضاً بلال مؤذن الرسول يدعو عند قبر الرسول ويستشفع به والمصدر موجود في باب الشفاعة في صحيح البخاري.


وهذا الصحابي أبن مسعود الذي يدعو عند قبر الرسول فيأتيه اللعين مروان بن الحكم ويجذبه من كتفه ويقول له (أن هذا الرسول قد مات لن يفيدك في الدعاء عنده)عندذلك التفت إليه أبن مسعود وقال له (اخبرني حبيبي محمد بأن أكبر المصائب عندما يولونكم شرار أمتي)وهذا هو المنطق نفسه الذي ينادي به السلفية والنواصب والقاعدة فهم أحفادهم هؤلاء الملعونين من بني أمية آل زياد وآل سفيان وآل زياد(لعنهم الله أجمعين).


فإذن الشفاعة وزيارة القبور موجودة ولم ينهى عنها الرسول ولا صحابته ولكن المحدثين من الذين المحسوبين على الإسلام بدءً من معاوية وبالتسلسل هم الذين أبتدعوا بدعة عدم جواز زيارة القبور والاستشفاع بهم وكانوا وعاظ السلاطين الذين أغدقوا عليهم الأموال خير أبواق لهم ولحد الآن من الكتاب والمفتيين الدواب (أجلكم الله).


فالشيعة نحن
* قد أحببناه الحسين بعقولنا لأنه رسم المنهج العقلي والموضوعي لديننا الإسلامي الصحيح.


* وأحببناه بقلوبنا لأنه يمس شغاف فؤاد كل شيعي ومسلم شريف وكل إنساني يؤمن بقيم الحق والعدالة فهو أبو الضيم التي في فاجعة الطف التي حدثت قد أدمت كل القلوب وأضحت حرارة في قلوب كل مؤمن ولن تنطفئ هذه الحرارة إلا بظهور المهدي(عجل الله فرجه الشريف).


* وأحببناه بضمائرنا لأنة نادى بقيم العدالة والإنصاف وانتصار المظلوم على الظالم وسيادة الحق على الباطل.


* وأحببناه بحياتنا وبذلنا الغالي والنفيس في هذا الحب لأنه يمثل انتصار الدم على السيف فرسم بذلك طريق الحياة والخلود والوقوف بوجه الجبروت والطاغوت.


* وأحببناه باخرتنا لأنه مثل لنا الحبل المتين لله سبحانه وتعالى والعروة الوثقى والفوز بالتالي بجنة الخلد في اعلي عليين .


فهذا هو حبنا لسيد الشهداء روحي له الفداء والذي يبقى خالداً على مدى الزمان ليكون بالتالي المنهج الحقيقي لكل موالي ومسلم وأنساني شريف ولترتفع كل الرايات والبيارق لحب الحسين وأخيه العباس (ع) وأصحابه الميامين وليكونوا كواكب منيرة في سماء الخلد تظل منيرة على مدى التاريخ ولتعلم كل الأجيال معنى البطولة والشموخ والكبرياء والتضحية بكل معانيها السامية والنبيلة وبالتالي لترتفع المقولة بأعلى مضامينها ((انتصار الدم على السيف)).


وهذا هو ختام بحثي الذي أردت أن انهل هذا المنهل الصافي لفكر الثورة الحسينية الذي لا ينضب وأرجو إن يجد لديكم قبولاً حسناً والذي عندما أكتب وصدقوني تجري الكلمات وبدون أي شعور لتخرج هذه المقالات والتي طلبت من سيدي مولاي أبا عبد الله الحسين(ع)بالتفقه في سيرته وثورته وطلبت منه في أحدى زيارتي له وهذا ما حصل في كتاباتي التي كانت تكتب وببركات الحسين التي منّها عليه بجوده وببركاته لأنه لا يرد زائراً لضريحه الشريف عندما يطلب منه.


فالسلام عليك يا سيدي ومولاي يوم ولدت ويوم سماك جدك الحسين ويوم تقلدت الإمامة ويوم استشهدت وسفك دمك الشريف على أرض كربلاء والسلام عليك يوم تبعث حياً.


والسلام على جدك المصطفى محمد وعلى أبيك المرتضى علي وعلى أمك الزهراء فاطمة وعلى أخيك المجتبى الحسن والسلام على التسعة المعصومين من ولدك مابقي الليل والنهار وحشرنا الله معهم في زمرتهم وأنالنا شفاعتهم يوم الورد المورود.


والسلام على أخيك قمر العشيرة العباس(ع)وعلى أختك بطلة كربلاء الحوراء زينب وعلى أبنك على الأكبر وعلى رضيع أهل البيت وعلى آل بيتك وأصحابك المنتجبين.


وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


ونسألكم الدعاء والمسألة.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

** مسلمة سنية ** 04-02-2010 10:13 PM

اقتباس:

(من عندك ميت تعزه؟فاجابه بأن له جده.عند ذاك قال له هل تتذكره؟ أجابه بارتباك : لا.هناك قال له أنت أول سنة تذكرته وأقمت له العزاء وبعد السنة نسيته وهذا موجود لدى كل الناس ولهذا نحن نقيم هذه الشعائر الحسينية لكي يبقى ذكر الحسين حاضراً عندنا وما جرى فيها الظلم والضيم لأبن بنت رسول الله ونتذكر كل البطولة والشموخ والتي رافقت هذه الملحمة الخالدة)


فعلا ما أروعه من رد ... يتهكمون على الشعائر الحسينية ... و لا يدركون معنى احياء أمر الأئمة عليهم السلام ... و لا يدركون أهمية إحياء ذكرى الحسين و مأساة كربلاء ...


أحسنتم اخي الكريم ... بارك الله فيكم و جزاكم خير الجزاء


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 05:19 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025