ان من دروس عاشوراء هي الثوره الا ان الثوره ليست هي كل عاشوراء
|
تاريخ الإسلام أم تاريخ المسلمين؟
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام إنّ التأثير الذي تركته أو يجب أن تتركه "واقعة عاشوراء" على الحركات التأريخيّة، والفكر التأريخيّ، وتفكيك وتحليل الحوادث التي هي قريبة العهد بزمان عاشوراء، وكذلك التأثير الذي تركته أو تتركه أو ما يمكنها أن تتركه في الأزمنة التي تلتها إلى عصرنا الحاضر. في هذه الحالة بإمكان التأريخ أن يتجاوز مهمّة "نبش القبور" و"استغابة الموتى" و"نقل الوقائع الماضية"، ليكون مرتكزاً لخلق الحركة نحو المستقبل، ومنبعاً لاستلهام كلّ ما هو صحيح وأفضل. وبهذا التوضيح ندرك أنّ بلاغات عاشوراء التأريخيّة لا تنحصر في البلاغات التأريخيّة الصريحة الخطاب إلى المستقبل، بل تشمل أيضاً معرفة القوى الخفيّة الكامنة في باطن الحدث التأريخيّ، وذلك من أجل استلهام العبر والمواعظ والدروس النافعة والمؤثّرة في تصحيح مسار الحياة الفرديّة والاجتماعيّة في الخطاب الموجّه إلى الأجيال القادمة. وبهذه النظرة تتجاوز واقعة عاشوراء صورة "حادثةٍ ما ماضية" لتتجلّى في صورة حيّة نابضة، هي صورة "ذخائر نفيسة من الهداية، والعبر، والدروس للأجيال القادمة"، ونحن بإمكاننا أن نتلقّى "البلاغ" من عاشوراء، وأن نتعلّم "الدرس" منها، وأنْ نأخذ منها "العبرة" التي هي الأهمّ... تاريخ الإسلام أم تاريخ المسلمين؟ لقد كانت بعثة النبيّ الأكرم محمّد صلى الله عليه وآله وسلم بداية فصل جديد في تاريخ البشريّة، إذ أوجدت إنقلاباً أساسيّاً في الأفكار، والعقائد، والأخلاق، والسلوك، والنظام السياسيّ، والبنية الإجتماعيّة، ومعايير القيم. فما يعرف باسم "تاريخ الإسلام" هو مجموعة هذه التحوّلات التي شملت جميع المجالات في فكر وحياة الإنسان في عصر البعثة. أمّا بعد رحلة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقد عادت المعايير الجاهليّة هي الحاكمة، واتّجه الإرتقاء الروحيّ والمعنويّ في المسلمين نحو الأفول والزوال، وضعفت تلك القيم المقدّسة التي كانت على عهد النبوّة بعد ارتحال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. ولقد دوّن المؤرّخون حوادث تلك السنين تحت عنوان "تأريخ الإسلام"، إلّا أنّنا إذا أدرجنا أحداث تلك الفترة تحت عنوان "تاريخ المسلمين" كان ذلك أدقّ وأصدق ممّا إذا دوّنّاها تحت عنوان "تأريخ الإسلام". لم تكن الخصومة بين أهل البيت عليهم السلام ومخالفيهم، أو العداء بين بني هاشم وبني أميّة، خصومة أو عداء بسبب شخصيّ أو قبليّ، بل كان هذا التعارض يستمدّ وقوده من تعارض فكريّ واعتقاديّ وعمليّ، يقول الإمام الصادق عليه السلام في تشخيصه الدقيق لجذور هذا التعارض بين هذين التيّارين: "إنّا وآلُ أبي سفيان أهلُ بيتين تعادينا في الله، قلنا: صدق الله، وقالوا: كذب الله". أي أنّ النزاع قائم بين طائفتين إحداهما مؤمنة بالله ومصدّقة بكلّ ما جاء من عنده، وأخرى كافرة بالله تكذّبه بكلّ ما جاء من عنده من عقيدة ودين. إنّ فصل مسير تأريخ الإسلام عن أهل بيت العصمة عليهم السلام كان السبب في فسح المجال للتوجيهات غير المقبولة لكثير من تصرّفات الحكّام الطغاة على أساس معايير ومباني دينيّة، في حين أنّ معايير ومباني الإسلام المحمّديّ الخالص إسلام أهل البيت عليهم السلام تدين تلك التصرّفات وتبرأ منها. كما لوّث وشوّه المؤرّخون المحترفون المرتبطون ببلاط الحاكم الظالم وجه التأريخ أيضاً من خلال اختلاقهم لوقائع ونصوص لا حقيقة لها، الأمر الذي خلط الحقّ بالباطل، وجعل من الصعب جدّاً في بعض الأحيان التمييز بين النصّ الصادق والآخر الكاذب، حتّى صار من العسير على المتتبّع الاستناد إلى كثير من المتون التأريخيّة. في هذا الجوّ، صارت معرفة الصدق من الكذب، والحقّ من الباطل في الحوادث التأريخيّة رسالة تحقيقيّة ثقيلة وضروريّة أيضاً، وهي كذلك عمل صعب ومحتاج إلى الدّقة. وفي صدد واقعة عاشوراء أيضاً، هناك أحياناً أمور غير واقعيّة وضعيفة زيدت على النقل التأريخيّ، وقد ترسّخت في فكر النّاس وأذهانهم، وهي لا تتلائم مع روح نهضة عاشوراء ولا مع المتون التأريخيّة المعتبرة وهذا الأمر يجعل من اللازم تنقية وتصفية الآثار المرتبطة بعاشوراء من كلّ كذب وتزوير، ومن نقل المسائل والقضايا الضعيفة. إنّ المعرفة التأريخيّة المعمّقة هي التي تستطيع أن تقرأ ما وراء السطور وما وراء ظواهر الحوادث والأخبار وهي التي بإمكانها أن تكشف عن المعاني الأخرى للحوادث، وبدون هذه المعرفة قد لا يمكن تقديم تحليل صحيح للقضايا التأريخيّة. لقد وصف الإمام الحسين عليه السلام في خطبته الثانية يوم عاشوراء جيش الكوفة بهذه الأوصاف والألقاب التالية حيث قال: "... فسحقاً لكم يا عبيد الأمّة وشذّاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ومحرّفي الكلم وعصبة الإثم ونفثة الشيطان ومطفئي السنن! ويحكم! أهؤلاء تعضدون وعنّا تتخاذلون؟! أجل والله غدر فيكم قديم، وشجت عليه أصولكم وتآزرت فروعكم، فكنتم أخبث ثمرة، شجى للناظر وأكلة للغاصب!...". ففي هذا البيان أيضاً نرى الإمام عليه السلام يقرّر أنّ أولئك إذن بقيّة تلكم القبائل والأحزاب الجاهليّة المعاندة، وأنّهم الثمرة المرّة لشجرة عداوة بني أميّة لدين الله. فهو إذن تقرير وبلاغ من الإمام المعصوم (الإمام الحسين عليه السلام نفسه) للتعريف بحقيقة الذين شاركوا في صفّ جيش بني أميّة في فاجعة عاشوراء المريرة. إذن فمعرفة جذور أيّ حادثة من الحوادث ومعرفة القضايا الممهّدة لها من البلاغات الأخرى لعاشوراء. نسألكم الدعاء |
فضح الباطل وتعريته
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام فضح الباطل وتعريته فضلاً عن دور التذكير بوقائع صراع الحقّ ضدّ الباطل في إحياء الحقّ وفضح الباطل، لا بدّ لإفشال خطط أتباع الباطل من فضح مؤامراتهم والكشف عن جناياتهم وجرائمهم، حتّى لا يبقى ما حدث طيّ "الكتمان". كان لإفشاء الحقائق دائماً دور بنّاء في تنوير أذهان النّاس بواقعيّات الأحداث وفي تعبئتهم ضدّ الباطل. وفي واقعة عاشوراء ومأساة كربلاء، كانت إحدى رسالات ومهمّات أفراد بقيّة الركب الحسينيّ فضح العدوّ وتعرية حقيقته وتوجيه الضربة إلى الحكم الأمويّ، من خلال الكشف عن حقيقة ما جرى في كربلاء. ولعلّ أحد الأسباب التي جعلت الإمام الحسين عليه السلام يصطحب معه النساء والأطفال منذ بدء رحلته من المدينة إلى مكّة، ثمّ إلى كربلاء هو أنّ النساء والأطفال سيكونون شهود عيان لحركة أحداث النهضة وتفاصيل الواقعة ولجميع مشاهد مظلوميّة أهل البيت عليهم السلام، ووقائع مسرح الجريمة الكبرى، وسيحدّثون النّاس في مرحلة الأسر وما بعدها بكلّ ما شاهدوه، حتّى لا تبقى تلك الوقائع خلف حجب الإبهام والغموض وطيّ الكتمان. وكان لدور الإمام السجّاد عليه السلام وزينب الكبرى عليها السلام في هذا الأمر أهميّة كبرى، إذ ما أن أتمّ الإمام السجّاد دفن أبيه عليهما السلام وبقيّة الشهداء حتّى كتب على قبر أبيه: "هذا قبر الحسين بن عليّ بن أبي طالب، الذي قتلوه عطشاناً غريباً". ولقد كان بإمكان الإمام السجّاد عليه السلام أن يكتب عبارة أخرى غير هذه العبارة، يذكر فيها أوصافاً أخرى لسيّد الشهداء عليه السلام، لكنّ تأكيده على أنّ أباه قد قتل على هذه الحال هو نوع من فضح العدوّ وتعرية حقيقته. وفي خطبة له في الكوفة قال عليه السلام أيضاً: "أنا ابن من قتل صبراً وكفى بذلك فخراً!". مع أنّ بإمكانه عليه السلام في معرض التعريف بنفسه المقدّسة وتعديده لافتخاراته أن يذكر أوصافاً أخرى! ونراه عليه السلام يقول أيضاً في نفس تلكم الخطبة في الجموع الحاشدة من النّاس: "أيّها النّاس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا عليّ بن الحسين بن أبي طالب، أنا ابن من انتهكت حرمته، وسلبت نعمته، وانتهب ماله، وسبي عياله، أنا ابن المذبوح بشطّ الفرات من غير ذحل ولا ترات...". فهو عليه السلام في تعريفه بنفسه يعرّف أباه الشهيد عليه السلام قبل أن يتعرّض لأوصافه هو ومحامده!، ويذكر الجرائم الفظيعة التي تعرّضت لها عترة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا فضح لابن زياد ولحكومة يزيد. وفي خطابه المثير الذي فضح به الحكم الأمويّ وأيقظ به الغافلين، الذي ألقاه عليه السلام في قصر يزيد في الشام أمام جماهير النّاس ورجال السلطة الأمويّة وضيوف يزيد، كان عليه السلام قد كشف الأستار عن الحقائق التي أخفاها التعتيم الأمويّ عن النّاس، وكان ممّا قاله عليه السلام في هذا الخطاب: ".. أيّها النّاس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي، أنا ابن مكّة ومنى، أنا ابن زمزم والصفا، أنا ابن من حمل الركن بأطراف الرداء، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى، وخير من طاف وسعى، وحجّ ولبّى، أنا ابن من حمل على البراق وبلغ به جبرئيل سدرة المنتهى، فكان من ربّه كقاب قوسين أو أدنى، انا ابن من صلّى بملائكة السماء، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى، أنا ابن من ضرب بين يدي رسول الله ببدر وحنين، ولم يكفر بالله طرفة عين، أنا ابن صالح المؤمنين، ووارث النبيّين، ويعسوب المسلمين، ونور المجاهدين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، ومفرّق الأحزاب، أربطهم جأشاً، وأمضاهم عزيمة، ذاك أبو السبطين الحسن والحسين، عليّ بن أبي طالب. فلمّا بلغ إلى هذا الموضع ضجّ النّاس بالبكاء، وخشي يزيد الفتنة فأمر المؤذّن أن يؤذّن للصلاة، فقال المؤذّن: الله أكبر. قال الإمام: الله أكبر وأجلّ وأعلى وأكرم ممّا أخاف وأحذر. فلمّا قال المؤذّن: أشهد أن لا إله إلّا الله. قال عليه السلام:نعم، أشهد مع كلّ شاهدٍ أن لا إله غيره، ولا ربّ سواه. فلمّا قال المؤذّن: أشهد أنّ محمّداً رسول الله. قال (الإمام) للمؤذّن: أسألك بحقّ محمّد أن تسكت حتّى أكلّم هذا! والتفت إلى يزيد وقال: هذا الرسول العزيز الكريم جدُّك أم جدّي؟ فإنْ قلت جدّك علم الحاضرون والنّاس كلّهم أنّك كاذب، وإنْ قلت جدّي فلم قتلت أبي ظلماً وعدواناً، وانتهبت ماله، وسبيت نساءه، فويل لك يوم القيامة إذا كان جدّي خصمك! فصاح يزيد بالمؤذّن: أقم للصلاة! فوقع بين النّاس همهمة، وصلّى بعضهم وتفرّق الآخر!". لقد كان يزيد يتوقّع هذه النتيجة وهذا الافتضاح، ولذا فقد أبى في البداية أن يأذن للإمام السجّاد عليه السلام بالكلام حين طلب منه ذلك لكنّ من حوله من رجاله ألحّوا عليه وقالوا له: ائذن له! ما قدر أن يأتي به هذا الفتى المريض الأسير في حضور الأمير؟! "فقال يزيد: إنّ هؤلاء ورثوا العلم والفصاحة، وزقّوا العلم زقّاً! وما زالوا به حتّى أذن له"، وفي رواية أنّه قال: إذا رقى المنبر فلن ينزل إلّا بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان! كان الإمام السجّاد عليه السلام يلتزم الصمت في طول طرق رحلة الأسر، فلم يكن يكلّم جلاوزة الظالم حتّى بكلمة واحدة، ذلك لأنّه كان يعلم بخبث سرائرهم وقسوتهم، لكنّه عليه السلام كان يستثمر كلّ مكان ومجال مناسب لتنوير أذهان النّاس ببيان حقائق الأمور وفضح العدوّ وتعرية حقيقته، فمثلاً: عند أوّل دخول ركب السبايا الشام "دنا شيخ من السجّاد عليه السلام وقال له: الحمد لله الذي قتلكم وأمكن الأمير منكم! فقال عليه السلام له: يا شيخ! أقرأت القرآن؟ قال: بلى، قال عليه السلام:أقرأت: (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، وقرأت قوله تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)، وقوله تعالى: (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى) قال الشيخ: نعم قرأت ذلك. فقال عليه السلام:نحن والله القربى في هذه الآيات. ثمّ قال له الإمام: أقرأت قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)؟ قال: بلى. فقال عليه السلام:نحن أهل البيت الذين خصّهم الله بالتطهير. قال الشيخ: بالله عليك! أنتم هم؟ فقال عليه السلام:وحقّ جدّنا رسول الله إنّا لنحن هم من غير شكّ. فوقع الشيخ على قدميه يقبّلهما ويقول: أبرأ إلى الله ممّن قتلكم. وتاب على يد الإمام ممّا فرّط في القول معه، وبلغ يزيد فعل الشيخ وقوله فأمر بقتله" ! وعند عودة الركب الحسينيّ إلى المدينة المنوّرة وقد سبقه إليها بشير بن حذلم ينعى إلى النّاس الإمام الحسين عليه السلام ويخبرهم بمقدم عليّ بن الحسين عليه السلام مع عمّاته وأخواته، خرج النّاس يهرعون ولم تبق مخدّرة إلّا برزت تدعو بالويل والثبور، وضجّت المدينة بالبكاء، فلم يُر باكٍ أكثر من ذلك اليوم، واجتمعوا على زين العابدين يعزّونه، فخرج من الفسطاط وبيده خرقة يمسح بها دموعه، وخلفه مولى معه كرسيّ، فجلس عليه وهو لا يتمالك من العبرة، وارتفعت الأصوات بالبكاء والحنين، فأومأ إلى النّاس أن اسكتوا، فلمّا سكتت فورتهم قال عليه السلام:"الحمدُ لله ربّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الديّن، بارئ الخلائق أجمعين، الذي بَعُد فارتفع في السماوات العلى، وقرب فشهد النجوى، نحمده على عظائم الأمور، "... إنّ مجالس التعزية، إنّ مجالس عزاء سيّد الشهداء عليه السلام وتلكم وفجائع الدهور، وألم الفجائع، ومضاضة اللواذع، وجليل الرزء، وعظيم المصائب الفاظعة الكاظّة الفادحة الجائحة. أيّها القوم! إنّ الله تعالى وله الحمد ابتلانا بمصائب جليلة، وثلمة في الإسلام عظيمة، قتل أبو عبد الله الحسين عليه السلام وعترته، وسبيت نساؤه وصبيته، وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان، وهذه الرزيّة التي لا مثلها رزيّة!". وكانت خطب زينب الكبرى وأمّ كلثوم عليهما السلام تتضمّن أيضاً هذا المحتوى وهذا الاتّجاه. إنّ بيان مظلوميّات أهل البيت عليهم السلام، خصوصاً ما جرى في كربلاء، كان دائماً مثيراً لغضب وسخط وانزعاج الطغاة الظلمة من الأمويّين والعبّاسيّين، وكان على الدوام أيضاً محلّاً لتأييد وتأكيد أئمّة أهل البيت عليهم السلام، ذلك لما له من دور وأثر في فضح العدوّ وتعريته. كما أنّ مجالس عزاء أهل البيت عامّة، ومجالس العزاء الحسينيّ خاصّة، التي كانت تقام على طول التأريخ بأمر ودعم وتأييد الأئمّة عليهم السلام وكبار علماء الدين، تتمتّع أيضاً بنفس هذه الماهيّة، ولقد كان الإمام الخمينيّ (رضوان الله عليه) يشير إلى هذا البعد في مجالس العزاء في كثير من أقواله وتوجيهاته، من ذلك مثلاً قوله: التبليغات ضدّ الظلم، وهذا التبليغ ضدّ الطاغوت، وفضح الظلم الذي وقع على المظلوم، يجب أن يبقى ويستمرّ إلى الأبد". نسألكم الدعاء |
احسنتم اختنا الحوزوية (الكبيرة)
ان كل يوم في عاشوراء درس وعبرة وقرب الى الله تعالى |
اولاً شكرا لكم لطرح هكذا موضوع وشكرا لدعوتي للمشاركة معكم في هذا الصرح الشامخ
وهذه المدرسة الحسينية تعلمت من كربلاء ان كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء ففي كل يوم يجب ان نُسمع اذان قلوبنا صوت الحسين وهو ينادي الامٍن ناصر ينصرنا وان تكون كل ارض ساحة جهاد لإعلاء كلمة الحق تعلمت من كربلاء ان ارجع لنفسي في كل وقت وأراها هل هي في معسكر الحسين عليه السلام فأحمد الله وأشكره ام أنها في معسكر يزيد لعنة الله عليه لأقف موقف( الحر ابن يزيد الرياحي) فاخير نفسي لارجع الى الحسين واطلب منه الشفاعة واعلن توبتي على يديه تعلمت ان اكون اما من انصار الحسين او من انصار الحسين ولاخيار غيره |
التخلّي عن التكليف
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام التخلّي عن التكليف كلّ ما جاءت به الشريعة الإسلاميّة من "التكاليف" ليلتزم بها المسلمون كانت الغاية منه دائماً هي تحقيق "المصالح" ومنع "المفاسد"، فإذا قام المسلمون بما عليهم من التكاليف الشرعيّة فإنّ المجتمع الإسلاميّ سيتحرّك نحو الطهارة والتكامل المعنويّ في جميع مجالات الحياة. أمّا إذا ترك المسلمون واجباتهم الشرعيّة ولم يعتنوا ولم يبالوا بالتكاليف التي أمر الله بها، فإنّ لذلك آثاراً سيّئة ونتائج مريرة تشمل عواقبها أيضاً جميع مجالات حياة المجتمع الإسلاميّ. وتكليف كلّ مسلمٍ يتناسب من حيث الأهميّة والخطورة مع موقعه الدينيّ والاجتماعيّ الخاصّ به، فالذين لهم منزلة خاصّة ومقام رفيع، وينظر النّاس إليهم كقدوات، ويعنون بتصرّفاتهم عناية فائقة لأثرها البالغ في حياة المجتمع وفي تحديد مصيره، أولئك عليهم مسؤوليّات مضاعفة، ولتخلّيهم عن التكليف الشرعيّ عواقب أشدّ وخامة وخطورة من عواقب تخلّي الإنسان العادي عن أداء تكليفه، لذا فإنّ علماء الدين والوجهاء المرموقين والنافذين والمعتبرين لهم تكاليف أثقل من تكاليف سواهم، فإذا داهنوا وسكتوا إزاء الظلم والبدعة وتحريفات الحكومات الجائرة ذهبت دماء الشهداء الأطهار هدراً نتيجة ذلك، وأُضيعت جهود ومعاناة المجاهدين الأوائل الذين بنوا صرح المجتمع وأسّسوا قواعد حياته، وراجت البدع والمنكرات، وترسّخت جذور سلطة الظالمين واشتدّ طغيانهم. يقول الإمام الحسين عليه السلام بصدد تقصير وضعف وتهاون العلماء المرتبطين ببلاط الحاكم الظالم أو الساكتين عن الحقّ في عصره، موبّخاً إيّاهم على ذلك: "... لقد خشيتُ عليكم أيّها المتمنّون على الله أن تحلّ بكم نقمة من نقماته لأنّكم بلغتم من كرامة الله منزلة فضّلتم بها، ومن يعرف بالله لا تُكرِمون وأنتم بالله في عباده تُكرَمون، وقد ترون عهود الله منقوضة فلا تفزعون، وأنتم لبعض ذمم آبائكم تفزعون وذمّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محقورة! (مخفورة خ)، والعمي والبُكم والزُمن في المدائن مهملة لا ترحمون! ولا في منزلتكم تعملون ولا من عمل فيها تعينون! وبالإدّهان والمصانعة عند الظلمة تأمنون، كلّ ذلك ممّا أمركم الله به من النهي والتناهي وأنتم عنه غافلون! وأنتم أعظم النّاس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تسمعون (تسعون)، ذلك بأنّ مجاري الأمور والأحكام على أيدي العلماء بالله الأمناء على حلاله وحرامه، فأنتم المسلوبون تلك المنزلة، وما سُلبتم ذلك إلّا بتفرّقكم عن الحقّ واختلافكم في السُنّة بعد البيّنة الواضحة، ولو صبرتم على الأذى وتحمّلتم المؤونة في ذات الله كانت أمور الله عليكم تردّ وعنكم تصدر وإليكم ترجع، ولكنّكم مكّنتم الظلمة من منزلتكم، وأسلمتم أمور الله في أيديهم يعملون بالشبهات، ويسيرون في الشهوات، سلّطهم على ذلك فراركم من الموت وإعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم، فأسلمتم الضعفاء في أيديهم، فمن بين مستعبدٍ مقهور، وبين مستضعفٍ على معيشته مغلوب، يتقلّبون في الملك بآرائهم، ويستشعرون الخزي بأهوائهم، اقتداء بالأشرار، وجرأة على الجبّار! في كلّ بلدٍ منهم على منبره خطيب يصقع، فالأرض لهم شاغرة، وأيديهم فيها مبسوطة، والنّاس لهم خول لا يدفعون يد لامسٍ، فمن بين جبّار عنيد، وذي سطوة على الضعفة شديد، مطاعٍ لا يعرف المبدئ والمعيد، فيا عجباً! وما لي لا أعجب؟! والأرض من غاشٍّ غشوم ومتصدّق ظلوم، وعامل على المؤمنين بهم غير رحيم، فالله الحاكم فيما فيه تنازعنا، والقاضي بحكمه فيما شجر بيننا...". ويقول قائد الثورة المعظّم في تحليل هذه المسألة، ضمن تقسيمه أفراد المجتمع إلى خواصّ وعوام، وأنّ العوام دائماً تبع للخواصّ وأنّ دور الخواصّ في المجتمع مهمّ جداً، فإذا لم يعمل الخواصّ بتكليفهم الحسّاس الخطير بسبب الميل إلى الدنيا وخوفاً على مواقعهم ومكانتهم، فإنّ مجرى التأريخ سيتغيّر، يقول سماحته: "أولئك الذين يتركون طريق الله خوفاً على أنفسهم، ولا يقولون الحقّ حيث ينبغي أن يقولوه لأنّهم سيتعرّضون للخطر، أو يتخلّون عن طريق الله خوفاً على مناصبهم أو أموالهم، أو حبّاً وتعلّقاً بأولادهم وعوائلهم وأقربائهم وأصدقائهم، أولئك إذا كانوا الكثيرين فحينئذٍ واويلاه! حينئذٍ سيتوجّه الحسين بن عليّ عليهما السلام إلى مذبح كربلاء، سيجرُّ إلى مقتله، وسيستولي اليزيديّون على الأمر، وسيحكم بنو أميّة البلاد والأمّة التي أوجدها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ألف شهر، وستستبدلُ الإمامة بالمُلك والسلطنة. حينما تكون حال الخواصّ المحسوبين على صفّ الحقّ هكذا، أو تكون حال أكثريّتهم القاطعة هكذا، حيث يؤثرون دنياهم على كلّ شيء، فهم من الخوف على النفس، ومن خوف فقدان المنصب والمقام، ومن خوف النبذ والطرد، أو من خوف العزلة والوحدة، مستعدّون للقبول بحاكميّة الباطل، فلا يقفون في وجهه، ولا يدافعون عن الحقّ، ولا يلقون بأنفسهم في الخطر، حينما تكون حال الخواصّ هكذا فسوف تكون بداية المآل شهادة الحسين بن عليّ عليهما السلام بتلك الصورة الفجيعة، وخاتمتها سيطرة بني أميّة على الحكم، ثمّ بني العبّاس، ثمّ سلسلة من السلاطين والملوك في عالم الإسلام إلى اليوم... كان هذا هو وضع ذلك الزمان، كان الخواصُّ قد استسلموا، وما كانوا يريدون التحرّك. لذا حينما استولى يزيد على الحكم، وكان شخصاً من الممكن الخروج عليه ومقاتلته، إذ كان معروفاً ومشهوراً بفسقه وحماقاته واستهتاره، وكلّ من يُقتل في الحرب ضدّ يزيد لا يمكن أن يُغَطّى أو يعمّى على دمه لأنَّ يزيد كان وضعه متفسّخاً مفضوحاً جدّاً... من أجل هذا قام الإمام الحسين عليه السلام بنهضته... ولمّا قام الإمام الحسين عليه السلام مع كلّ تلك العظمة والقداسة التي كانت له في المجتمع الإسلاميّ لم يتقدّم إليه كثير من الخواصّ لينصروه! أنظروا إلى أيّ درجة ساءت حال المجتمع بسبب هؤلاء الخواصّ؟! الخواصّ الذين هم على استعداد لتفضيل دنياهم بسهولة على مصير العالم الإسلاميّ خلال قرون طويلة آتية!... كلّ هؤلاء حينما يواجهون بشدّة وضغط وقهر من الجهاز الحاكم يرون أنّ أرواحهم وسلامتهم وراحتهم ومقامهم وأنفسهم في خطر لا محالة يتراجعون، فإذا تخلّى الخواصّ وتنصّلوا عن تكليفهم وعهودهم والتزاماتهم تخلّى وتنصّل تبعاً لهم عوامُ النّاس أيضاً. أنظروا إلى أسماء أولئك الذين كتبوا الرسائل إلى الإمام الحسين عليه السلام من الكوفة ودعوه إلى القدوم إليهم، وتأمّلوا فيهم! هؤلاء الذين كتبوا الرسائل هم الخواصّ، هؤلاء أيضاً جزء من طبقة الخواصّ تلك! طبقة زبدة المجتمع والمرموقين فيه!... إنّ الذي يُنجي التأريخ من المسار الخاطئ، وينجي القيم من السقوط ويحفظها هو تصميم الخواصّ في الوقت المناسب، وتشخيص الخواصّ في الوقت المناسب، وتنكّرهم للدنيا في اللحظة المناسبة، وقيامهم وإقدامهم لله في اللحظة المناسبة. ينبغي القيام بالحركة اللازمة في اللحظة اللازمة، فإذا تركتم الوقت المناسب يمضي فليس ثمّ فائدة إذن. هذه هي السُنّة الإلهيّة، حينما تخاف من الدم، وتخاف من بذل ماء الوجه، وتخاف من المال، وتخاف من أجل العائلة، وتخاف من أجل الأحبّة، ونخاف من أجل راحتنا وسلامة عيشنا، ومن أجل كسب وتجارة، ومن أجل العثور على مسكن هو أوسع من مسكنٍ سابقٍ غرفةً واحدة، إذا لم نتحرّك بسبب الخوف على هذه الأشياء فمن المعلوم حينذاك أن لو نهض عشرة أئمّة كالإمام الحسين عليه السلام فإنّ جميعهم سيستشهدون، وجميعهم سيبادون، كما استشهد أمير المؤمنين عليه السلام، وكما استشهد الإمام الحسين عليه السلام. أيّها الخواصّ! أيّها الخواصّ! يا طبقة الخواصّ! يا أعزّائي، أنظروا أين أنتم؟" نسألكم الدعاء |
لا إلى الحقّ ولا إلى الباطل!
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام لا إلى الحقّ ولا إلى الباطل! إن التضادّ بين الحقّ والباطل حقيقة دائمة، وواجب المسلم الملتزم أيضاً هو الوقوف مع الحقّ ومقاومة الباطل، ولا يمكن للمسلم أن يكون غير مبال أو على الحياد في قضايا النزاع والصراع بين الحقّ والباطل، أو يعتزل الميدان بذريعة أنّ طائفتين تجادلتا وتنازعتا فيما بينهما ولم يتّضح لنا أين الحقّ، فنتيجة هذا السكون وهذا الحياد تضعيف جبهة الحقّ وتقوية الظلم! في وقعة صفّين التي كانت صراعاً واضحاً لا إبهام فيه بين الحقّ والباطل، تخلّف جماعة عن الالتحاق بأمير المؤمنين عليه السلام قائد جبهة الحقّ متذرّعين بأنّ عليهم أن لا يدخلوا في "الفتنة" وأن لا يُلطّخوا أيديهم بالدماء! فذمّهم أمير المؤمنين عليه السلام قائلاً: "خذلوا الحقّ ولم ينصروا الباطل". أي أنّهم وإنْ لم ينصروا الباطل في جبهة معاوية، لكنّهم بعدم قتالهم تحت راية أمير المؤمنين عليه السلام كانوا قد خذلوا الحقّ وأضعفوا جبهته، ومن هؤلاء الذين لم يشتركوا في هذه الحرب واختلقوا لأنفسهم في ذلك الذرائع الواهية: عبد الله بن عمر، وسعد بن أبي وقّاص، وسعيد بن زيد، وأنس بن مالك، ومحمّد بن مسلمة، و... كان من هؤلاء أيضاً أبو موسى الأشعريّ. وفي نهضة الإمام الحسين عليه السلام أيضاً هناك أشخاص لم يلتحقوا بالإمام عليه السلام وتركوه وحيداً، متذرّعين بنفس ذرائع حبّ السلامة وطلب العافية! بل إنّ بعضهم رفضوا الانضمام إليه عليه السلام على رغم دعوته إيّاهم دعوة صريحة لنصرته، وغيّروا اتجاه طريقهم إلى جهة أخرى حتّى لا يشهدوا تلك الوقعة! فالأحنف بن قيس مثلاً، كان قد اشترك في حروب زمان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واشترك أيضاً تحت راية أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه، إلّا أنّه لم ينصر الإمام الحسين عليه السلام في واقعة عاشوراء، وكان ردّه سلبيّاً على رسالة الإمام عليه السلام التي دعاه فيها إلى نصرته، بل لقد نهى الإمام عليه السلام حتّى عن القيام والنهضة! في حوادث صدر الإسلام المرّة هناك نماذج كثيرة لهذه الحالة: حالة عدم العمل بالتكليف في الظروف الحسّاسة، نماذج كثيرة شكّلت مجموعاً كبيراً من المتهاونين الذين كانوا السبب في انزواء الحقّ وتسلّط الباطل، ولقد أشار الإمام الحسين عليه السلام بألم إلى هذه الحقيقة المرّة وهو في المدينة قبل خروجه منها إلى مكّة، في محاورته الساخنة مع مروان بن الحكم، حيث قال عليه السلام:"... وقد سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان، وعلى الطلقاء أبناء الطلقاء، فإذا رأيتم معاوية على منبري فابقروا بطنه. فوالله لقد رآه أهل المدينة على منبر جدّي فلم يفعلوا ما أمروا به! فابتلاهم الله بابنه يزيد! زاده الله عذاباً في النّار". إنّ التخلّي عن أداء التكليف هو في الواقع سبب بقاء ودوام سلطة السلطان الظالم، وهذه إحدى السنن الإلهيّة وعبرة تأريخيّة من عاشوراء. وقد أشار الإمام الحسين عليه السلام إلى هذه السنّة والعبرة في موقع آخر أيضاً في كلامه السامي الذي انتقد فيه علماء البلاط الساكتين اللاأباليّين، المداهنين الظلمة، وعرّفهم فيه أنّ حركته الإصلاحيّة إنّما قام بها لإحياء السنن الدينيّة والأحكام الإلهيّة، ودعاهم فيه إلى نصرته، فكان ممّا قاله عليه السلام لهم: "... فإنْ لم تنصرونا وتنصفونا قوي الظلمةُ عليكم، وعملوا في إطفاء نور نبيّكم...". وهذا أيضاً درس عظيم، ذلك لأنّ أتباع الحقّ إذا قصّروا في نصرة الحقّ والإمام الصالح وجبهة الدين، فإنّ نتيجة ذلك هي تقوية الظالمين، ونجاح الطغاة في إزالة الحقّ وقلع جذوره والقضاء على أهله وأتباعه. نسألكم الدعاء |
بسم الله الرحمن الرحيم
ان الثورة العظيمة و الجياشة و الحياة الفاضلة التي احترمها و قدسها اهل الحق و التي يحتقرها اهل يزيد تتجلى في الحسين عليه السلام فهو الروح و كيان كل شيعي الانسان لا ينسى اصلة و اصلنا هو الامام الحسين عليه السلام فخر كل البشر و فخر كل ولي و صالح كيف اعبر عن عزائي ...ة اين ياتي المي مع الم الحسين عليه السلام المبجل و الطاهر يرها اهل الحق مقاما و يراها اهل البطلان من امثال السلفي شركا و بدعة ،اين ياتي روح الملاك مع دجل الشيطان كيف يمكنني ان انكر حسينا عليه السلام و احب يزيد الذي هدم الكعبة كيف اتاسف على حال الامة الاسلامية و للاسف لم اعد اعرف كيف اتاسف .سلامي الى كل شيعي عرف طريق الحق و اتبع سبله و دعائي لكل سني ان يهديه الله و يدرك السبل الحقيقية و اجمل و اروع سلام اهديه الى الحسين عليه السلام. |
التولّي والتبرّي
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام نرى أنّ "عاشوراء" حركة ثوريّة ضد الانحراف السياسيّ والدينيّ للحكّام الطغاة المستبدّين، وأنّ نهضة سيّد الشهداء عليه السلام مليئة بالمعاني والحقائق السياسيّة، إذ إنّ وقوع الأمّة في أسر مخالب الحكومة الظالمة، والسعي من أجل استنقاذها من ذلك، وتسليم قيادة الأمور بيد "الإمام الصالح" لنشر الحقّ والعدل في المجتمع، يكشف عن زاوية من هذا البعد، كما أنَّ حركة الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأنصاره لأجل توعية جماهير الأمّة، ورسم معالم شخصيّة القائد اللائق الجدير، وفضح صورة وحقيقة الولاة والحكّام عبّاد الدنيا الظالمين غير الملتزمين بالدين، تكشف عن زاوية أخرى من هذا البعد السياسيّ أيضاً. من هنا، فإنّ لنهضة عاشوراء بلاغاً ورسالة إلى جميع أولئك الذين يطلبون الحقّ، ويريدون العدالة، والمقاومين والمدافعين عن المظلوم، والمجاهدين في سبيل الله، وطلّاب الشهادة، والمصلحين الاجتماعيّين، والمتحرّرين، وأحرار الفكر، وبشهادة التأريخ فإنّ كيان كثير من الثورات ضدّ الظلم، والانتفاضات في وجه التجاوز والعدوان، والحركات من أجل إقامة وتشكيل الحكومة الإسلاميّة كان قد قام واستحكم على هدي دروس عاشوراء. التولّي والتبرّي إنّ الولاية والبراءة من فروع الدين ومن الواجبات العمليّة في الإسلام، أي الموالاة لأولياء الله ومعاداة أعدائه والبراءة والتنفّر منهم. و"الموالاة" و"الولاية" و"التولّي" جميعها من أصل واحد، ولها مفهوم واحد، وهي دالّة على الالتحام المنهجيّ والفكريّ والسياسيّ للإنسان المسلم مع القادة الربّانيّين وأئمّة الحقّ عليهم السلام، فالمسلم الموالي هو الذي يتّخذ الله ورسوله والإمام "وليّاً" له، ويتقرّب إلى الله ورسوله وأوليائه بالطاعة والتقوى والعمل الصالح، ويربط نفسه وحياته بهم، فالعمل الصالح والورع قوام الولاية، كما يقول الإمام الباقر عليه السلام:"لا تُنال ولايتنا إلّا بالعمل والورع". فالحياة الإيمانيّة للإنسان المسلم توجب عليه أنّ يشخّص ويحدّد خطّه الفكريّ والسياسيّ في المجتمع، وموقفه إزاء قضايا الحقّ والباطل، وألّا يبقى حيالها محايداً لا إلى الحقّ ولا إلى الباطل، بل يتّبع الحقّ ويمتثل أمر "وليّ الله"، ويكون خصماً وعدوّاً لأعداء الدين والإمامة والزعامة الصالحة. إنّ الارتباط بأهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وموالاتهم ومودّتهم تكليف إلهيّ، والبراءة من أعدائهم أمر واجب، لا عند حدّ الشعار والقول فقط، بل في السلوك والعمل، وهذه البراءة والولاية ربّما قادت المسلم الملتزم إلى ميدان الجهاد، وإلى الشهادة أيضاً، ولا خوف عليه لأنّ ذلك في سبيل الله، وله الثواب الجزيل عند الله تبارك وتعالى. يقول الإمام الرضا عليه السلام:"كمال الدين ولايتنا والبراءة من عدوّنا". وقيل للإمام الصادق عليه السلام:إنّ فلاناً يواليكم إلّا أنّه يضعف عن البراءة من عدوّكم! فقال: "هيهات! كذب من ادّعى محبّتنا ولم يتبرّأ من عدوّنا". وفي عصر الإمام الحسين عليه السلام كان قد تجلّى الحقّ في وجوده عليه السلام، وتمثّل الباطل في شخص يزيد، وكان من الواجب على كلّ مسلم ملتزم أن "يتولّى" الإمام الحسين عليه السلام و"يتبرّأ" من أعدائه، كما صنع أنصار الإمام (قدّس سرّهم)، إذ وقفوا معه للدفاع عنه ولنصرته بشجاعة لا نظير لها، وتبرّأوا من يزيد وابن زياد وأعوانهم، وقد كشفت عن هذه الحقيقة أشعارهم وأقوالهم فضلاً عن مواقفهم: فمّما ارتجز به أبو الشعثاء الكنديّ (رضوان الله عليه) يوم عاشوراء، قوله: يا ربّ إنّي للحسين ناصرٌ ولابن سعد تاركٌ وهاجرٌ وممّا قاله برير بن خضير (رضوان الله عليه): "اللّهمّ إنّي أبرأُ إليك من فعال هؤلاء القوم...". وفي ليلة عاشوراء لمّا أظهر أصحاب الإمام عليه السلام عزمهم على البقاء معه وعلى عدم التخلّي عنه، وقف نافع بن هلال (رضوان الله عليه) بين يدي الإمام عليه السلام وقال: "نوالي من والاك ونُعادي من عاداك...". إنّ خطّ التولّي والتبرّي لا ينتهي بانتهاء عصر الإمام الحسين عليه السلام، ذلك لأنّ خطّ أبي عبد الله الحسين عليه السلام مستمرٌّ دائمٌ بلا انقطاع على هذه الأرض من بعده، وتقتضي موالاته عليه السلام والبراءة من أعدائه أن يوالي الإنسان المؤمن أنصاره والسائرين على نهجه ويتبرّأ من أعدائهم على مدى التأريخ. في متون زيارات المعصومين عليهم السلام عامّة، وزيارات الإمام الحسين عليه السلام خاصّة، يرد ذكر موضوع التولّي والتبرّي كراراً كأحد الاعتقادات والأعمال التي يتقرَّب بها إلى الله تعالى، نقرأ مثلاً في زيارة الإمام الحسين عليه السلام في النصف من رجب: "إنّي أتقرّب إلى الله بزيارتكم وبمحبّتكم، وأبرأ إلى الله من أعدائكم". وجميع التحيّات وإظهار المحبّة والمودّة هو وارد في متون زيارات الإمام الحسين وبقيّة الأئمّة عليهم السلام علامةٌ لهذا "التولّي"، وجميع اللعنات والدعاء على أعدائهم وظالميهم وإظهار السخط عليهم شهادة على "التبرّي" منهم، وتموج متون الزيارات بالسلام والتحيّات الزاكيات على الأئمّة عليهم السلام وأنصارهم ومواليهم، وتموج كذلك باللعنات على أعدائهم ومخالفيهم، بل حتّى على الراضين بفعلهم، لأنّهم بالفعل منهم، نقرأ مثلاً في أحد متون زيارات الحسين عليه السلام: "لعن الله قاتلك، ولعن الله خاذلك، ولعن الله من رماك، ولعن الله من طعنك، ولعن الله المعينين عليك، ولعن الله السائرين إليك... ولعن الله أعوانهم وأتباعهم وأشياعهم وأنصارهم ومحبّيهم...". وهذه ذروة البراءة وغاية الشمول في التبرّي... ونقرأ في الزيارة الجامعة، وزيارات أخرى منها زيارة أبي الفضل العبّاس عليه السلام: "فمعكم معكم، لا مع عدوّكم، إنّي بكم مؤمن، وبإيابكم من المؤمنين، وبمن خالفكم وقتلكم من الكافرين...". لقد استوجب أن يكبّ على منخريه في نار جهنّم كلّ من سمع واعية الإمام الحسين عليه السلام واستغاثته ولم ينصره، وهذه الصرخة والاستغاثة: "هل من ناصر..." لم تزل تطنُّ في الآذان مدى الأجيال. وبلاغ عاشوراء هو أن لا تكونوا غير مبالين بما يجري في ميادين الصراع بين الحقّ والباطل في كلّ زمان وكلّ مكان، بل انهضوا لنصرة الحقّ ولموالاة وليّ الله، وتبرّأوا من أتباع الباطل المخالفين لأئمّة الحقّ، حتّى تكون الشهادة التي تعطونها في زيارة الأربعين شهادة حقّ وصدق لا شهادة شعار وكذب: "اللّهمّ إنّي أُشهدك أنّي وليٌّ لمن والاه، وعدوّ لمن عاداه...". نسألكم الدعاء |
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام التبليغ رُبَّ عمل أو حادثٍ وقع في زمانٍ ما، ظلّ محجوباً عن النّاس خلف ستارٍ من التعمية أو الإبهام والغموض، أو نُقل إليهم خبرُه مُحرَّفاً ومُشوَّهاً، أو بقي لا يعلمُ به مَن إذا علمَه كان لعلمه به تأثير، وفي كلّ ذلك خسارة للغاية التي قام من أجلها ذلك العمل أو وقع ذلك الحادث. فمن أجل أن تكون حركة ثوريّةٌ ما حركةً موفّقة يجب أن يصل "بلاغها" ورسالتها ونداؤها إلى النّاس، ليكون تنوير أذهانهم بمحتوى ندائها ورسالتها سبباً في جذب توجّههم إليها وكسب اهتمامهم بها ونصرتهم لها، أو يتمّ من خلال تبيين وتوضيح هويتها منع تحريف حقيقتها أو كتمانها، ومنع سوء الظنّ بها. وفي نهضة عاشوراء كان قد استُفيد من عنصر "التبليغ" ذي التأثير المصيريّ أفضل الاستفادة، فقد بلّغ الإمام الحسين عليه السلام برسالة نهضته وغاياتها سواء في وصيّته التي كتبها لأخيه محمّد بن الحنفيّة قُبيل خروجه من المدينة المنوّرة، أو في لقاءاته وخُطبه أيّام إقامته في مكّة، أو أثناء مسيره منها نحو الكوفة، أو في رسائله التي بعث بها إلى وجهاء ورؤساء الكوفة والبصرة، أو من خلال ممثّله الخاصّ إلى الكوفة مسلم بن عقيل عليه السلام، كلّ ذلك من أجل إتمام الحجّة على الجميع، ولكي لا يبقى أحدٌ بلا خبرٍ عن هذه النهضة. لمّا دخل مسلم بن عقيل عليه السلام الكوفة، واجتمع إليه جماعة من الشيعة، أخرج إليهم كتاب الإمام الحسين عليه السلام فقرأه عليهم، وهم يبكون، وكان مسلم عليه السلام كلّما اجتمع إليه جماعة من الشيعة، أخرج كتاب الإمام عليه السلام وقرأه عليهم. وهناك من أنصار الإمام عليه السلام من استشهدوا في سبيل "تبليغ" رسالة الإمام الحسين عليه السلام، منهم قيس بن مسهّر الصيداويّ (رضوان الله عليه) الذي أُلقي القبض عليه في القادسيّة، وبُعث به إلى عبيد بن زياد، فطلب منه كتاب الإمام عليه السلام الذي بعثه معه إلى أهل الكوفة، فأبى قيس وكان قد خرّق الكتاب لكي لا يعلم ابن زياد ما فيه! فأمره ابن زياد أن يصعد المنبر ويسبَّ الإمام، فصعد قيس المنبر فبلّغ النّاس بخبر قدوم الإمام عليه السلام إليهم، ودعاهم إلى إجابته، ولعن ابن زياد وأباه، فأمر ابن زياد به فأُصعد القصر ورمي به من أعلاه فتقطّع ومات (رضوان الله عليه). وللشهيد الآخر الصحابيّ عبد الله بن يقطر قصّة مماثلة في الاستشهاد في سبيل تبليغات ومراسلات نهضة الإمام الحسين عليه السلام. أمّا التبليغات التي كانت بعد استشهاد الإمام عليه السلام وأنصاره فهي مرحلة أخرى من رسالة إيصال دماء الشهداء إلى أهدافها المنشودة، وحيث تمَّ خلالها فضح الأعداء، وإيقاظ الأمّة من غفلتها، وإنقاذها من التضليل الإعلاميّ والسياسيّ الأمويّ، وإفشال خطط السلطة الظالمة في التغطية والتعمية على جنايتها العظمى في قتل الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره وسبي أهل بيته. وقد تجسّد دور أسرى أهل البيت عليهم السلام على صعيد التبليغ برسالة دماء الشهداء بعد واقعة عاشوراء في اللقاءات والمحاورات والمواجهات الفرديّة، وفي المواقف الجريئة الحاسمة التي وقفها أعلام أهل البيت كالإمام السجّاد والعقيلة زينب الكبرى عليهما السلام في وجه طواغيت بني أميّة كيزيد وابن زياد وابن سعد، سواء في كربلاء أو في الكوفة أو في الشام، حتّى يعلم ويفهم الجميع ماذا جنى الحكم الأمويّ بحقّ ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. في وداعه الأخير لابنه الإمام زين العابدين عليه السلام كان الإمام الحسين عليه السلام قد أخبره بحال الأعداء وكيف استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، كما أخبره بمقتل جميع أنصاره وأهل بيته، ثمّ أوصاه خيراً ببقيّة الركب من الأطفال والنساء، وفي الختام قال له: "يا ولدي! بلّغ شيعتي عنّي السلام فقل لهم: إنّ أبي مات غريباً فاندبوه، ومضى شهيداً فابكوه". وما لدينا اليوم في فكرنا الدينيّ وتراثنا المذهبيّ من برامج واسعة وكثيرة متمثّلة في مجالس العزاء الحسينيّ، والبكاء، والنياحة، وزيارة قبور شهداء الطفّ، والالتزام بقراءة متون زياراتهم من قرب ومن بُعد، وإنشاد الشعر في واقعة عاشوراء ومظلوميّة أهل البيت عليهم السلام، وذكر الإمام الحسين عليه السلام والتسليم عليه عند شرب الماء، وغير ذلك من السنن الدينيّة الأخرى في هذا الصدد، إنّما هو بطريقةٍ ما تبليغ للآخرين برسالة دماء شهداء كربلاء. ولقد كان أهمّ وأبرز دور ملحميّ قامت به العقيلة زينب الكبرى عليها السلام في كربلاء وما بعدها هو الدور التبليغيّ، ولولا ما قامت به هي والإمام السجّاد عليهما السلام وبقيّة أهل البيت عليهم السلام من المواقف والخدمات التبليغيّة لما كان من المتيقّن أن تصل واقعة كربلاء إلى هذا المستوى العظيم من التأثير المتواصل الممتدّ، أو أن تحقّق هذا النجاح العظيم الباهر في فضح الأعداء الطغاة الجناة، وتكون السبب الرئيس في سقوط عروشهم وإزالة دولتهم. وهكذا نهضة تظلُّ خالدة، وتبقى أهدافها حيّة لا تموت ولا تُنسى، وتظلُّ سُنّة إحياء ذكراها أيضاً سبباً في بقاء رسالتها حيّة دافقة ومؤثّرة، إذ لولا مثل هذه المراسم لنُسيت أهداف هذه النهضة، ولتعرّضت هويّتها وماهيّتها للمسخ والتحريف. يقول الإمام الخمينيّ (قدس سره) في صدد ضرورة إحياء وتنظيم هذه الشعائر التي هي السبب في وعي المجتمع ويقظته وحفظ محتوى هذه النهضة على طول التأريخ: "كلّ مذهب يحتاج إلى ضجّة، ويجب على أتباعه أن يتحمّسوا له، وكلّ مذهب لا يتحمّس له أتباعه ولا يلطمون على صدورهم لا يُحفظ... هذا الدور، هو الدور الذي حفظ الإسلام حيّاً على الدوام، الإسلام تلك الوردة التي يجب أن تُسقى بلا انقطاع من ذلك الماء، إنّ المحافظة على استمرار هذه النياحة وهذا البكاء هي التي حفظت مذهب سيّد الشهداء عليه السلام ". إنّ الرسالة الملقاة على عاتق وارثي دماء الشهداء، والجيل المتبقّي من آباء الثورة وأبطالها رسالة ثقيلة، وهي إيصال وتبليغ نداء ورسالة تلك الدماء والمجاهدات والتضحيات إلى أبنائهم وإلى الأمم الأخرى. "لكلّ ثورة وجهان: دمٌ ورسالة... فكلّ الميادين كربلاء، وكلّ الشهور المحرّم، وكلّ الأيّام عاشوراء، فعلى الإنسان أن يختار: إمّا الدم أو الرسالة، إمّا أن يكون الحسين أو يكون زينب، إمّا ذلك الموت أو ذلك البقاء". نسألكم الدعاء |
إحياء الذكرى وتقديسها
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام إحياء الذكرى وتقديسها إنّ واقعة عاشوراء كانت حدثاً موقظاً للضمائر والوجدان، ودافعاً للناس إلى مقارعة الظلم والقهر، هذا من جانب، وهي من جانب آخر حدث فاضحٌ للحكّام الطواغيت المستغلّين لجهل النّاس وغفلتهم، وكانت سلطتهم باسم الدين سلطة متجبّرة وضدّ الدين. وكان المظلومون يأخذون عن هذه الملحمة الدرس والبلاغ، أمّا الطغاة الظالمون فكانوا يخافون من ذكر عاشوراء ومن بلاغاتها، ولذا فقد سعى الأمويّون جاهدين إلى التعتيم على حقيقة عاشوراء وإقصائها عن أذهان النّاس وإنسائهم إيّاها، وكانوا واهمين في هذا وخاطئين، أمّا أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقد بذلوا غاية جهدهم في إحياء ذكر عاشوراء وتعظيمها وتقديسها، حتّى تبقى فعّالة ومؤثّرة بصورة مستمرّة. إنّ منهج إحياء ذكرى عاشوراء كان خطّاً مواجهاً لخطّ سياسة السكوت الداعي إلى الانزواء وتحريم إحياء ذكرها الذي كان يعتمده أعداء الحقّ. وفي نطاق هذه "الذكرى" القائمة على محور عاشوراء وكربلاء تكوّن على مرّ السنين تراث يتضمّن مجموعة من السنن، من قبيل: البكاء على الحسين عليه السلام، إقامة مجالس العزاء الحسينيّ في المحرّم وصفر وعلى مدار السنة، تشكيل هيئات وجمعيات حسينيّة ودينيّة، إنشاء الحسينيّات والتكايا الحسينيّة، وإقامة التشابيه وتمثيل بعض أحداث عاشوراء، إقامة مواقع تقديم الماء والعصير للعطاشى في الطرق والميادين، وإطعام الطعام في مجالس العزاء وفي الطرق لعامّة النّاس، زيارة الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره في مناسباتها الخاصّة وعلى مدار السنة من قرب ومن بُعد، تقديس التربة الحسينيّة واستحباب السجود عليها، واستحباب الذكر والتسبيح بمسبحة التربة الحسينيّة، إنشاد الشعر في الحسين عليه السلام وأنصاره وأهل بيته وما جرى عليهم، قراءة المقتل وكتابته، وكتابة البحوث التحليليّة والتحقيقيّة في السيرة الحسينيّة، و... وغير ذلك كثير من هذه المراسم، ولكلّ منها أثر ودور في حفظ تلك الفاجعة حيّة خالدة، وتحويلها إلى فكر وتراث شيعيّ عامّ. ولقد حرص الأئمّة عليهم السلام على إحياء ذكرى عاشوراء في صور مختلفة من الحزن والبكاء وإقامة مجالس العزاء بإنشاد الشعراء الشعر في الحسين عليه السلام، ورغّبوا النّاس في إحياء هذه الشعائر وأكّدوا على جزيل المثوبة فيها، وحثّوا عليها. ولقد كان لشعراء عظام مثل: دعبل الخزاعيّ، والكميت، والسيّد الحميريّ، وعبد الله بن كثير، وغيرهم في زمن الأئمّة عليهم السلام، ولمئات الشعراء المرموقين في ما بعد ذلك من العصور، دور كبير في حفظ مشعل "ذكرى عاشوراء" متوهّجاً على الدوام وذلك من خلال أشعارهم التي نظموها في الحسين عليه السلام ونهضته ومصابه، تلك الأشعار التي لا زالت إلى اليوم وإلى قيام الساعة تُلهب قلوب المؤمنين بالتفجّع والتأثّر والحماسة، وتشدّهم إلى أخلاقيّات عاشوراء ومناقبيّاتها. ويقول الإمام الصادق عليه السلام مخاطباً جعفر بن عفّان الطائيّ وكان من الشعراء المجيدين: "بلغني أنّك تقول الشعر في الحسين عليه السلام وتُجيد. قال: نعم. فأنشده، فبكى ومن حوله حتّى سالت الدموع على وجهه ولحيته، ثمّ قال: يا جعفر! والله لقد شهدك ملائكة الله المقرّبون ههنا، يسمعون قولك في الحسين عليه السلام، ولقد بكوا كما بكينا وأكثر! ولقد أوجب الله لك يا جعفر في ساعتك الجنّة بأسرها وغفر لك. فقال: ألا أزيدك؟ قال: نعم يا سيّدي! قال: ما من أحدٍ قال في الحسين عليه السلام شعراً فبكى وأبكى به إلّا أوجب الله له الجنّة وغفر له!". إنّ أمثال هذه الأحاديث كثيرة في كتب الشيعة الروائيّة، وهي دليل على ما كان عند الأئمّة عليهم السلام من عناية خاصّة وفائقة باستخدام الشعر والأدب للمحافظة على إبقاء حادثة عاشوراء حيّة مؤثّرة، ذلك لأنّ في حياة هذه الملحمة بناء حياة الآخرين، وبتعبير الإمام الخمينيّ (قدس سره): "بهذه الضجّة، بهذا البكاء، بهذه النياحة، بهذه القراءة للشعر، بهذه القراءة للنثر، نريد أن نحفظ هذا المذهب كما هو كذلك محفوظ حتّى الآن". إنّ مجالس العزاء الحسينيّ التي لا تُحصى، كانت السبب في إحياء أمر أهل البيت وحفظ خطّ الأئمّة عليهم السلام وحفظ حقيقة ومحتوى نهضة عاشوراء، بل كان لهذه المجالس ولا يزال بُعدها السياسيّ أيضاً. يُروى أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال لأحد أصحابه: "بلغني أنّ قوماً يأتونه -أي الحسين عليه السلام - من نواحي الكوفة، وناساً غيرهم، ونساءً يندبنه وذلك في النصف من شعبان، فمن قارئ يقرأ، وقاصّ يقصّ، ونادب يندب، وقائل يقول المراثي. فقلتُ له: نعم قد شهدتُ بعض ما تصفه. فقال: الحمدُ لله الذي جعل في النّاس من يفد إلينا ويمدحنا ويرثي لنا...". ويقول عليه السلام لفضيل: "تجلسون وتحدّثون؟ قال: نعم، جُعِلتُ فداك. قال: إنّ تلك المجالس أحبّها، فأحيوا أمرنا يا فضيل، فرحم الله من أحيى أمرنا، يا فضيل، من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينيه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر!". ويقول الإمام الخمينيّ (قدس سره) أيضاً: "هذه المجالس كانت تُقام على طول التأريخ، وبأمر من الأئمّة عليهم السلام كانت تُقام هذه المجالس... كان الأئمّة عليهم السلام يصرّون كثيراً على أن: اجتمعوا، وابكوا... ذلك لأنّ هذا هو الذي يحفظ كيان مذهبنا". ففي مثل هكذا إحياء لعاشوراء ولعزاء الحسين عليه السلام تتدفّق الدموع تحرس دماء الشهداء، ولتكون شاهداً على شوق وعشق أتباع عاشوراء، ولترسّخ محبّتهم الخالصة لشهداء كربلاء وملحمتهم وتزيدها عمقاً وخلوداً. وعلاوة على جميع هذه التأكيدات على إحياء ذكرى عاشوراء، كان الأئمّة أنفسهم عليهم السلام من المذكّرين بهذه الفاجعة الأليمة على الدوام، إذ كانوا يبكون لذكرها، وكانوا يقيمون المجالس لأجلها، يقول الإمام الرضا عليه السلام في رواية عالية: "إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهليّة يحرّمون فيه القتال، فاستحلّت فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا وأضرمت النيران في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم تُرع لرسول الله حرمة في أمرنا. إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذلّ عزيزنا بأرض كرب وبلاء، أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء، فعلى مثل الحسين فليبكِ الباكون فإنّ البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام". ويوصي الإمام الصادق عليه السلام أصحابه قائلاً: "تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا وأحيوا أمرنا". إنّ الاستفادة من المجالس لإحياء خطّ الأئمّة عليهم السلام كان توصية منهم، وكذلك الذهاب إلى زيارة قبر سيّد الشهداء عليه السلام حيث وردت في ذلك أحاديث كثيرة في الثواب العظيم المترتّب على هذا العمل، ففي ظلّ زيارته عليه السلام يجتمع أهل القلوب الموحّدة في حبّه عليه السلام السائرون على نهج عاشوراء عند قبره الشريف ليعاهدوا دمه المقدّس وطريقه وهدفه على مواصلة المسير والمنهج، وليستلهموا الدروس من حياة وشهادة أولئك الشهداء العظام. ولم تؤكّد النصوص الواردة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام على زيارة قبر من القبور الشريفة كما أكّدت على زيارة قبر الإمام الحسين بن عليّ عليهما السلام في كربلاء، ولقد ورد في الروايات أنّ ثواب زيارته عليه السلام يعدل عشرات ومئات من الحجج والعمرات، وسرُّ ذلك أنّ زيارته عليه السلام إحياء لمبادئ نهضة عاشوراء، وإحياء لثقافة الشهادة، وتجديد للعهد والميثاق مع الشهداء، يقول الإمام الصادق عليه السلام: "مَن لم يأت قبر الحسين عليه السلام وهو يزعم أنّه لنا شيعةٌ حتّى يموت، فليس هو لنا بشيعة". وهناك أدلّة كثيرة على أنّ الحكّام الطواغيت في العصر الأمويّ والعصر العبّاسيّ كانوا قد منعوا النّاس حتّى من زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام، ذلك لأنّ هذه الزيارة علامة على ارتباط الزائرين بنهج وأهداف أبطال ملحمة عاشوراء، وهي أيضاً توحّد جموع الزائرين وتُعّبئهم ضدّ الظالمين، ومن هنا كان الخلفاء العبّاسيّون قد سعوا مراراً لمحو آثار قبر الإمام عليه السلام ونبشه، ولتفريق الزائرين ومنعهم من التجّمع عند القبر الشريف. في رواية عن القاسم بن أحمد بن معمر الأسديّ الكوفيّ قال: "بلغ المتوكّل جعفر بن المعتصم أنّ أهل السواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر الحسين عليه السلام فيصير إلى قبره منهم خلق كثير، فأنفذ قائداً من قوّاده، وضمّ إليه كنفاً من الجند كثيراً ليشعّث (ليشعب خ) قبر الحسين عليه السلام ويمنع النّاس من زيارته والاجتماع إلى قبره، فخرج القائد إلى الطفّ وعمل ما أُمر، وذلك في سنة سبع وثلاثين ومائتين، فثار أهل السواد به واجتمعوا عليه، وقالوا: لو قُتلنا عن آخرنا لما أمسك من بقي منّا عن زيارته، ورأوا من الدلائل ما حملهم على ما صنعوا...". وقد أُخرب قبر الإمام الحسين عليه السلام سبع عشرة مرّة بأمر المتوكّل العبّاسي. لقد كانت كربلاء وتربة سيّد الشهداء عليه السلام الدامية والفرات ونهر العلقميّ و... في التأريخ على الدوام منبعاً للإلهام والإمداد الفكريّ والروحيّ عند عشّاق الحريّة والشرف. وكان لعاشوراء ومزار قبر سيّد الشهداء عليه السلام الأثر العظيم في هذا الشأن. كما أنّ السجود على تربة الإمام الحسين عليه السلام يحمل نفس هذا التذكير بعاشوراء وبثقافة الشهادة، كتب الشهيد المطهّري في هذا الصدد يقول: "قال أئمّتنا: الآن حيث يجب السجود على التراب، فالأفضل أن يكون ذلك التراب من تربة الشهداء إذا كان بإمكانك أن تُهيّئ لنفسك من تراب كربلاء الذي يعبق بعطر الشهيد. أنت حيث تعبد الله، إذا سجدت على أيّ تُراب فصلاتك صحيحة، ولكن إذا سجدت على ذاك التراب الذي له صلة، أو قرابة، أو مجاورة ولو قليلة بالشهيد، ويعبق بعطر الشهيد، فإنّ أجرك وثوابك يصير مائة ضعف ثواب السجود على أيّ تراب". كان الأئمّة يتّخذون مسبحاتهم من تربة قبر "سيّد الشهداء عليه السلام " ويستعملونها في ذكر الله، وكانوا عليهم السلام يوصون بتحنيك المولود بتربة قبر الحسين عليه السلام:"حنّكوا أولادكم بتربة الحسين فإنّها أمان"، وما ذاك إلّا لهذا التعاهد والارتباط مع الاعتقاد بالشهادة والإيثار، الذي كانت عاشوراء أبرز وأسنى تجلّياته. إنّ إقامة مواكب العزاء، وقراءة المراثي، والمآتم الحسينيّة التقليديّة، من البرامج المهمّة في إحياء ذكرى عاشوراء. إنّ عشّاق خطّ "ثار الله" الثوريّ من خلال تشكيلهم المواكب الحسينيّة وهيئات العزاء، وفي ظلّ الأعلام واللّافتات والشعارات الحسينيّة، يعبّرون عن عواطف حبّهم وتعلّقهم الصادق بالحسين عليه السلام ويحافظون بذلك على تلك العواطف حيّة دافقة، وبنشرهم لراية العزاء الحسينيّ يستشعرون حقيقة ولذّة انتمائهم الفكريّ والروحيّ لعاشوراء، وفي ظلّ تلك الراية يخلّدون دروس وبلاغات عاشوراء. خلاصة الكلام في نفس هذه الجملة الأخيرة، وبلاغ عاشوراء في مجال "الذكرى" لعصرنا الحاضر أيضاً هو هذا بالذات: أن نحافظ بأيّ شكل من الأشكال على ملاحم الشهداء الدامية، الباعثة على الأمل والمحفّزة على التحرّك، فنذكّر بها سواء بالبرامج المدروسة بدقّة، أو من خلال تبيين مباني موضوع الشهادة، الجهاد والمجاهدين، جبهات الحرب، التظاهرات، المواجهات مع الحكم الجائر، الشهداء الأعزّاء، الأسرى الأحرار والمعلولين، العمليّات الجهاديّة، عوائل الشهداء المعظّمة، مزارات قبور الشهداء الكرام، تدوين وتصوير قصص حياتهم وشهاداتهم، الأفلام الحربيّة المتعلّقة بالدفاع المقدّس، والآثار الفنيّة الأخرى المرتبطة بذلك، الرسم، تصميم اللوحات واللّافتات المعبّرة عن مختلف موضوعات هذه القضيّة المقدّسة، وجميع المظاهر المربوطة بثقافة الجهاد والشهادة والإيثار، المستلهمة جميعها من "عاشوراء" حتّى نجعل منها ثقافة جماهيريّة عامّة. وكما أنّ عاشوراء بجميع مظاهرها ومضامينها احتلّت مكانها في قلوب وأرواح وأذهان وحياة أتباع الإمام الحسين عليه السلام مدى قرون طويلة، وبقيت حتّى اليوم حيّة مؤثّرة من خلال الشعائر المختلفة الكثيرة، ينبغي علينا كذلك أن نخلّد في ذاكرة التأريخ قيم الشهادة والثورة في تأريخنا المعاصر حتّى تنتقل إلى الأجيال القادمة، وأن نستفيد أيضاً أكثر ما يمكن من نفس هذه المنابع بالذّات منابع الإلهام والفكر والتحريك في تربية جيل مؤمن، شجاع، مقدام، عزيز، أبيّ، وصبور، ومقاوم. نسألكم الدعاء |
الصلاة
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام وكان من الدور العام والرسالة المشتركة لأئمّتنا عليهم السلام دور ومهمّة "إحياء الدين" والحفاظ على المعالم الإسلاميّة التي نُسيت أو تعرّضت للتحريف نقيّة مشرقة على حقيقتها بلا تحريف، فكلٌّ منهم عليهم السلام حافظ للدين ومحيي للشريعة ومميت للبدعة، نقرأ في دعاء الإمام السجّاد عليه السلام في يوم عرفة: "ربّ صلّ على أطائب أهل بيته الذين اخترتهم لأمرك، وجعلتهم خزنة علمك، وحفظة دينك... اللّهمّ إنّك أيّدتَ دينك في كلّ أوان بإمام أقمته علماً لعبادك... اللّهمّ فأوزع لوليّك شُكر ما أنعمتَ به عليه... وأقم به كتابك وحدودك وشرائعك وسنن رسولك صلواتك اللّهمّ عليه وآله، وأحي به ما أماته الظالمون من معالم دينك..." ، ونقرأ في الدعاء للإمام صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف): "... وأحي به سنن المرسلين ودارس حكم النبيّين، وجدّد به ما امتحى من دينك وبُدِّل من حُكمك، حتّى تُعيد دينك به وعلى يديه جديداً غضّاً محضاً صحيحاً لا عوج فيه ولا بدعة معه...." . ولقد كانت عاشوراء الحسين عليه السلام برنامج إحياء الدين ومعالمه المختلفة، ليقوم الدين في ظلّ بذل الدم والجود بالنفس، ولتكون سيرة النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قدوة المسلمين في العمل والسلوك، وليعود الدين عزيزاً في المجتمع . إنّ الجهود التي بذلها الأئمّة المعصومون عليهم السلام وأتباعهم والشعائر التي سنّوها لإحياء أصل واقعة عاشوراء وقيمها، ومواجهتهم لسياسة الأعداء في التعتيم على أمر الواقعة وحقيقتها وتشويه مجرياتها، ودفن تضحيات ومناقبيّة أبطال ملحمة عاشوراء في بئر النسيان، تُعتبر برنامجاً آخر على صعيد إحياء الدين، وبلاغ هذا البرنامج هو: ضرورة تبيين أهداف النهضة الحسينيّة، وتنوير أذهان النّاس بحقائقها وقيمها، والمحافظة على إحياء شعائرها وملاحمها وذكرياتها. الصلاة لقد كانت النهضة الحسينيّة من أجل إحياء الدين في جميع مظاهره وأبعاده، ومن جملتها "الصلاة"، ولا يخفى أنّ أفضل وأسمى أبعاد الحياة هو بعدها المعنويّ والعباديّ. والصلاة أبرز معالم حياة المسلمين المعنويّة، وتتمتّع بأهميّة خاصّة في الإسلام لما لها من آثار تربويّة بنّاءة في حياة الإنسان المسلم الفرديّة وفي حياة المجتمع الإسلاميّ، ولما لهذا الارتباط بالله من قوّة نهي وردع عن الفحشاء والمنكر. وكان الإمام الحسين عليه السلام قد اهتمّ بالصلاة اهتماماً كبيراً في نهضة عاشوراء، ففي المهلة التي أخذها عليه السلام من الأعداء عصر تاسوعاء إلى صباح عاشوراء كان قد أحيا عليه السلام وأصحابه ليلة العاشر بالصلاة وتلاوة القرآن والتضرّع والدعاء، واستمدّوا من هذا المنبع الإلهيّ المدد الروحيّ الكافي لملحمة يوم عاشوراء، لقد كان قلب الإمام عليه السلام طافحاً بحبّ الصلاة والدعاء وقراءة القرآن والاستغفار إلى حدّ أن قال لأخيه أبي الفضل العبّاس عليه السلام:"إرجع إليهم، فإنْ استطعتَ أن تؤخّرهم إلى غدوة وتدفعهم عنّا العشيّة، لعلّنا نصلّي لربّنا الليلة وندعوه ونستغفرهُ، فهو يعلم أنّي كنت أحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار" . وكما تنقل التواريخ، فإنّ خيم معسكر الإمام الحسين عليه السلام كانت تُسمع منها طيلة ليلة عاشوراء أصوات أنّات المناجاة وآهات الدعوات والتضرّعات وترتيل تلاوة القرآن. وفي يوم عاشوراء بعد صلاة الصبح، خطب عليه السلام في أصحابه واستعَدّوا للقتال، وعند ساعة الزوال من ظهر عاشوراء تذكّر أبو ثمامة الصائديّ (رضوان الله عليه) الصلاة في وقتها، فقال له الإمام الحسين عليه السلام:"ذكرت الصلاة! جعلك الله من المصلّين الذاكرين! نعم، هذا أوّل وقتها"، ثمّ قال عليه السلام:"سلوهم أن يكفّوا عنّا حتّى نصلّي" . ثمّ صلّى الإمام الحسين عليه السلام بأصحابه، فاستقدم سعيد بن عبد الله الحنفيّ (رضوان الله عليه) أمامه، فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يميناً وشمالاً، فما زال يُرمى قائماً بين يديه حتّى سقط رحمة الله عليه ، فكان شهيد الصلاة الأوّل في معركة كربلاء. كان قد تجسّد عشق الصلاة في الأتباع الحقيقيّين لأبي عبد الله الحسين عليه السلام، منهم مثلاً: عبد الله بن عفيف الأزديّ (رضوان الله عليه) الذي كان يعيش في الكوفة، وكان مكفوفاً وملازماً لمسجد الكوفة يصلّي فيه، وفي نفس المسجد كان (رضوان الله عليه) قد انتفض معترضاً على ابن زياد لقتله الإمام الحسين عليه السلام ولسبّه إيّاه وأباه أمير المؤمنين، وقد استشهد (رضوان الله عليه) في سبيل هذا الدفاع في نهاية المطاف، ولقد نقل المؤرّخون أنّ عبد الله بن عفيف الأزديّ (رضوان الله عليه) كان لا يفارق المسجد الأعظم يصلّي فيه إلى الليل . فقولنا إذن حقّ في اعتقادنا بأنّ الإمام الحسين عليه السلام كان قد أحيا مبادئ الصلاة الحقّة وأقام عمود الدين بعد أن عرّضه الأمويّون للاعوجاج والإمالة والتشويه، وأنّه عليه السلام كما عبد الله مخلصاً له الدين، أقام أيضاً شعائر الدين، تماماً كما نقول في مخاطبتنا إيّاه عليه السلام في متن زيارته، معتقدين بذلك حقّ الاعتقاد: "أَشهدُ أنّك قد أقمتَ الصلاة، وآتيتَ الزكاة... وعبدته مخلصاً حتّى أتاك اليقين..." ، ونقرأ هذه العبارة أيضاً في زيارة مسلم بن عقيل عليه السلام، ونلتقي بمثل هذه العبارة أيضاً في كثير من زيارات سيّد الشهداء عليه السلام، وهذا كاشف عن مكانة الصلاة السامية في نهضة عاشوراء وأبطال ملحمتها. بلاغ عاشوراء بلاغ إقامة الصلاة وتربية جيل مقيم للصلاة، محبّ لله، وأهل تهجّد وعرفان، وعلى أصحاب العزاء الحسينيّ أن يجعلوا "إقامة الصلاة" في الدرجة الأولى من اهتمامهم حتّى يؤكّدوا موالاتهم وتبعيّتهم الحقّة لمولاهم الإمام الحسين عليه السلام. يقول الإمام الخمينيّ (رضوان الله عليه) مؤكّداً على هذا الدرس المستفاد من عاشوراء الحسين عليه السلام: "في ظهر نفس يوم عاشوراء، حيث كانت الحرب قائمة، وكانت تلك الحرب عظيمة، وكان الجميع معرّضين للخطر، لمّا أخبر أحد الأصحاب سيّد الشهداء عليه السلام أنّ الظهر قد حان، قال عليه السلام:ذكرتَ الصلاة! جعلك الله من المصلّين. ووقف عليه السلام في نفس ذلك المكان وأدّى الصلاة، لم يقل: إننا نريد أن نقاتل! كلاّ، إنّه قاتل من أجل الصلاة" . نسألكم الدعاء |
زيارة كربلاء
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام زيارة كربلاء ومن المظاهر الأخرى لإحياء نهضة عاشوراء الحضور والتجمّع عند تربة أولئك الذين أحيوا الدين، أبطال ملحمة كربلاء، الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره المستشهدين بين يديه عليهم السلام وزيارة مراقدهم المطهّرة. وفضلاً عن الآثار التربويّة والروحيّة والعطاءات المعنويّة والأخلاقيّة الكامنة في زيارة تربة ومراقد الأئمّة الأولياء الأطهار، فإنّ لزيارة كربلاء ميزة أخرى أيضاً وهي الاستمداد من هذا المصدر والمنبع للحماسة والاستنهاض والتثوير من أجل الجهاد في سبيل الحقّ والتضحية في سبيل الله والدين. وعلى رغم أحكام وقرارات منع زيارة كربلاء التي كانت تصدر عن الحكّام الطغاة الأمويّين والعبّاسيّين، كان أئمّتنا عليهم السلام دائماً يرغبّون النّاس في زيارة قبر الحسين عليه السلام ويحثّونهم عليها، ويوصون بعدم تركها، ومن خلال بيانهم للفضائل والمثوبات العظيمة التي تكون لزوّار قبر سيّد الشهداء عليه السلام كان الأئمّة عليهم السلام يريدون أنّ يبقى هذا المركز المُشعُّ بالمعنويّة والحماسة والاستنهاض حيّاً في قلوب وعقول النّاس دائماً، يرون ذلك أحد علامات الانتماء لخطّ أهل البيت عليهم السلام، ووفاءً من الشيعة بعهدهم وبيعتهم لأئمّتهم عليهم السلام. يقول الإمام الصادق عليه السلام: "من لم يأت قبر الحسين عليه السلام وهو يزعم أنّه لنا شيعة حتّى يموت، فليس هو لنا بشيعة". وفي رواية أخرى عنه عليه السلام أنّه قال: "زيارة الحسين بن عليّ واجبة على كلّ من يقرّ للحسين بالإمامة من الله عزَّ وجلَّ". إنّ دعوة الأئمّة عليهم السلام شيعتهم ومحبّيهم ومواليهم للذهاب إلى زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام حتّى في ظروف الخوف والخطر وعدم الأمان، وتبشيرهم بالفضل الأعظم والثواب الأكبر المترتّب على مثل هذه الزيارة، دليل على الأثر والدور المهمّ الذي تقوم به الزيارة في إحياء حماسة عاشوراء وقيمها وبلاغاتها. وفي رواية عن ابن بُكير أنّه شكى للإمام الصادق عليه السلام خوفه من عيون السلطان وسُعاته وأصحاب المسالح إذا أراد الذهاب إلى زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام وأنّه يظلّ خائفاً وجلاً مُشخصاً (مشفقاً) حتّى يرجع، فقال له الإمام الصادق عليه السلام:"يا ابن بُكير! أما تحبُّ أن يراك الله فينا خائفاً؟ أما تعلم أنّه من خاف لخوفنا أظلّه الله في ظلّ عرشه، وكان محدّثه الحسين عليه السلام تحت العرش، وآمنه الله من أفزاع يوم القيامة، يفزع النّاس ولا يفزع، فإنّ فزع وقرته الملائكة، وسكّنت قلبه بالبشارة". وفي رواية أخرى أنّه عليه السلام قال لمحمّد بن مسلم في صدد هذه المسألة: "ما كان من هذا أشدّ فالثواب فيه على قدر الخوف، ومن خاف في إتيانه آمن الله روعته يوم يقوم النّاس لربّ العالمين". وفي رواية أخرى أنّه عليه السلام قال: "إيتوا قبر الحسين كلّ سنة مرّة". كانت زيارة كربلاء في تلك العصور على الدوام محدودة مقيّدة أو ممنوعة، وما كان لزوّار قبر الإمام الحسين عليه السلام من حريّة كاملة ولا أمان ولا طمأنينة، ذلك لأنّ زيارة كربلاء كانت منشأ ومنطلق حركة ونهضة وتجمع الثوّار من محبّي أهل البيت عليهم السلام. في سنة 121ه-.ق بعد ثورة زيد بن عليّ (رضوان الله عليه) في الكوفة واستشهاده مُنعت زيارة كربلاء من قبل هشام بن عبد الملك واشتدّت المراقبة من قبل السلطة الأمويّة بصدد هذا الأمر، وقد نشر هشام جنده وشرطته على طريق كربلاء للسيطرة على ذهاب النّاس وإيابهم . وفي زمان هارون العبّاسيّ والمتوكّل خربوا قبر الإمام الحسين عليه السلام عدّة مرّات، ومنعوا زيارته، حتّى أنّهم في زمان هارون قطعوا السدرة التي كانت علامة على قبر الإمام الحسين عليه السلام هناك، حتّى يضيع مكان القبر على النّاس فلا يجتمعون بعد ذلك عنده . لقد أخربوا قبر الإمام عليه السلام سبع عشرة مرّة بأمر من المتوكّل العبّاسيّ ، لكنّ تشدّد وعنف وإرهاب الحكّام الطغاة المتواصل لم يستطع أبداً أن يقطع علاقة النّاس مع القبر المقدّس لسيّد الشهداء أبي عبد الله عليه السلام. "بلغ المتوكّل جعفر بن المعتصم أنّ أهل السواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر الحسين عليه السلام فيصير إلى قبره منهم خلق كثير، فأنفذ قائداً من قوّاده، وضمَّ إليه كنفاً من الجُند كثيراً، ليشعَّث (ليشعب خ) قبر الحسين عليه السلام ويمنع النّاس من زيارته والاجتماع إلى قبره، فخرج القائد إلى الطفّ وعمل بما أُمر، وذلك في سنة سبع وثلاثين ومائتين، فثار أهل السواد به واجتمعوا عليه، وقالوا: لو قُتلنا عن آخرنا لما أمسك من بقي منّا عن زيارته، ورأوا من الدلائل ما حملهم على ما صنعوا، فكتب بالأمر إلى الحضرة فورد كتاب المتوكّل إلى القائد بالكفّ عنهم والمسير إلى الكوفة، مُظهراً أنّ مسيره إليها في مصالح أهلها، والانكفاء إلى المصر. فمضى الأمر على ذلك حتّى كانت سنة سبع وأربعين، فبلغ المتوكّل أيضاً مصير النّاس من أهل السواد والكوفة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين عليه السلام، وأنّه قد كثر جمعهم لذلك، وصار لهم سوق كبير، فأنفذ قائداً في جمع كثير من الجند، وأمر منادياً ينادي ببراءة الذمّة ممّن زار قبره، ونبش القبر وحرث أرضه، وانقطع النّاس عن الزيارة، وعمل على تتبّع آل أبي طالب والشيعة، فَقُتِلَ، ولم يتمَّ له ما قدّره" . من السُنن الدينيّة في ما يتعلّق بشرف وفضل وقداسة تربة سيّد الشهداء عليه السلام ما أوصى به الإمام الصادق عليه السلام: "حنّكوا أولادكم بتربة الحسين فإنّها أمان" . وفي استحباب الاستشفاء بهذه التربة المقدّسة قال عليه السلام أيضاً: "في طين قبر الحسين عليه السلام الشفاء من كلّ داء، وهو الدواء الأكبر" . ولقد وردت هكذا روايات أيضاً في فضل ماء الفرات. وهناك روايات عديدة في فضل السجود على تربة سيّد الشهداء عليه السلام، وفضل المسبحة المصنوعة من تربة الحسين عليه السلام وفضل الذكر بها، حتّى لقد روي أنّه كان للإمام الصادق عليه السلام خريطة ديباج صفراء (كيس) فيها تربة أبي عبد الله عليه السلام، فكان إذا حضرت الصلاة صبّه على سجّادته وسجد عليه، وأنّه عليه السلام قال: "السجود على تربة الحسين عليه السلام يخرق الحُجب السبع" . إنّ أُنساً كهذا وأُلفة مع تربة سيّد الشهداء عليه السلام إحياءٌ لتلك الحماسات والبطولات التي كانت في ملحمة عاشوراء. يقول العلّامة الأمينيّ (رضوان الله عليه):"أليس الأمثل والأفضل اتّخاذ المسجد من تربة تفجّرت في صفيحها عيون دماءٍ اصطبغت بصبغة حبّ الله، وصيغت على سُنّة الله وولائه المحض الخالص؟ من تربة عُجنت بدم من طهّره الجليل وجعل حبّه أجر الرسالة الخاتمة، وخُمّرت بدم سيّد شباب أهل الجنّة، حُبّ الله وحُبّ رسوله، وديعة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم لدى أُمّته كما جاء في السُنّة؟..." . وهناك أمرٌ آخر تنطوي عليه زيارة شهداء كربلاء، وهو المفاهيم العالية الاعتقاديّة والتربويّة التي تضمّنتها متون زيارات الإمام الحسين عليه السلام وبقيّة شهداء الطفّ عليهم السلام. لقد كان أئمّتنا عليهم السلام بتعليمهم الشيعة هذه المتون الشريفة يذكّرون أيضاً بالقيم الدينيّة والمفاهيم القيّمة، إنّ التأمّل العميق في محتوى متون هذه الزيارات الشريفة يكشف بوضوح عن كثير من الإشارات واللفتات المنوّعة التي انطوت عليها هذه المتون فإضافة إلى كون هذه المتون فاضحة لما اجترحه آل أميّة من ظلم بحقّ أهل بيت الرسالة عليهم السلام، وإضافة إلى كونها ترسم صورة مشرقة وضّاءة للغرر الرشيدة والطلعات البهيّة للشهداء ولشخصيّاتهم الملهمة، تشعّ هذه المتون الشريفة أيضاً بالدروس الأخلاقيّة والاعتقاديّة والعرفانيّة، كما أنّها تكشف أيضاً عن خطّ الزائر وموقفه الفكريّ والعمليّ وانتمائه لصفّ أهل الحقّ عليهم السلام. بمرور عابر على متون الزيارات نجد أنفسنا أمام هذه المفردات والمفاهيم: المحبّة، الموالاة، الإطاعة، الصلوات، السلام، اللعن، العهد، الشفاعة، التوسّل، الوفاء، الجهاد، الدعوة، النصرة، التسليم، التصديق، الصبر، التولّي، التبرّي، المواساة، الزيارة، الصلاة، الزكاة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التبليغ، وراثة السمات الإلهيّة، المساعدة، التعاون، السعادة، الرضا، طلب الثأر، الحرب والصلح، التقرّب إلى الله، البراءة من الأعداء، الولاية، الفوز، النصيحة، الفداء، وعشرات العناوين الأخرى. إنّ الشوق إلى زيارة مراقد أهل البيت عليهم السلام عامّة ومراقد شهداء الطفّ خاصّة، كان ولم يزل سبباً دائماً يدفع الشيعة ويثيرهم إلى الإعلان والكشف عن محبّتهم وولايتهم للأئمّة المعصومين ولشهداء الطفّ. ولقد حُفِظت هذه الثقافة الإيمانيّة والسنن الولائيّة في أوساط العوائل والبيوتات الموالية لأهل البيت عليهم السلام طيلة قرون متمادية، إذ كانوا ولا يزالون يتوارثونها جيلاً بعد جيل، ويحرصون عليها كما يُحرص على الجوهرة النفيسة. ولسبب هذه الآثار والبركات الكامنة في الارتباط والتعلّق بتربة قبر الإمام الحسين عليه السلام وتربة كربلاء، كان أئمّتنا عليهم السلام قد حثّوا وأكّدوا على زيارة كربلاء حتّى تبقى تلك الملحمة الدامية خالدة ومؤثّرة، وهذا أيضاً نوع من الإحياء لثقافة ورسالة عاشوراء. ولقد كان مشهوداً أيضاً أثر مثل هذا الارتباط والتعلّق بالتربة الحسينيّة وبتعظيم شعائر ومراسم العزاء والنياحة والبكاء على سيّد الشهداء عليه السلام في تأريخ الثورة الإسلاميّة في إيران، وفي سنوات الدفاع المقدّس في الحرب المفروضة عليها، إذ كانت ثقافة الشهادة والزيارة هذه من العناصر المهمّة في بثّ روحيّة الجهاد والفداء، وفي تأسّي أبطال الإسلام واقتدائهم بشهداء كربلاء، حتّى لقد كان شعار المجاهدين وأملهم هو: إمّا الزيارة أو الشهادة! إنّ بلاغ عاشوراء وتعاليم أئمّتنا عليهم السلام العمليّة ووصاياهم لإحياء تلك الملحمة المقدّسة ولمداومة ذكر تلك الدماء الطاهرة هو أنّ علينا أن نتّخذ من عطاءات وإلهامات دم الشهيد ومزار الشهيد واسم الشهيد وذكره منبعاً للاستلهام والتلقّي، ولأجل استمرار ودوام ثقافة الشهادة وحفظ بقاء ميراث الشهداء يجب أن نحرص على إقامة مجالس ذكرهم وتكريمهم وإحياء ذكرياتهم ومناسباتهم من خلال القلم والفن والشعر والأدبيّات الأخرى، وأن لا ننسى مواصلة هذا الالتزام أو نغفل عنه أبداً. نسألكم الدعاء |
مشاركة المرأة في الجهاد
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام لا يمكن تحديد أو حصر عاشوراء في نطاق طبقة من النّاس، فإنّ تأثير هذه الملحمة يشمل الجميع، ودروسها للجميع أيضاً، ومن هنا فإنّ بلاغات عاشوراء عامّة للجميع، سواء النساء والرجال، والشباب والكهول. ولكن، حيث إنّ النساء يشكّلن نصف المجتمع، وحيث إنّ إحدى المسؤوليّات المهمّة والمشهودة لنهضة عاشوراء كانت قد أُلقيت على كاهل نساء الركب الحسينيّ، وحيث إنَّ "عاشوراء" في خلودها مدينة بدرجة كبيرة إلى تضحيات أهل بيت الحسين عليه السلام عامّة، وزينب الكبرى عليها السلام خاصّة . إنّ خُطب زينب وأمّ كلثوم وفاطمة بنت الحسين عليهنّ السلام في الكوفة والشام تعتبر من الفصول المشرقة لهذه الملحمة المقدّسة، و... كذلك الأدوار والمواقف الأخرى التي قامت بها نساء وبنات قافلة النور طيلة مقاطع هذا السفر حتّى عودتهنّ إلى مدينة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مرّة أخرى. ومن الجدير بالنساء اليوم أن يكون لهنّ حضور تديّنيٌّ وملتزم في ميادين المواجهات السياسيّة والفعّاليّات الاجتماعيّة بالاستلهام من منهج عمل وتصرّف وسلوك نساء عاشوراء. مشاركة المرأة في الجهاد يطول بنا البحث والمقام إذا أردنا أن نحقّق في جميع موارد وشواهد هذا "الحضور"، ولذا فإنّنا سنشير هنا إلى بعض المشاهد والمواقف لنساء مؤمنات من غير بيت أهل العصمة عليهم السلام، من أجل توضيح بُعد مشاركة المرأة المسلمة في الجهاد. "طوعة" لمّا دخل مسلم بن عقيل عليه السلام الكوفة ممثّلاً للإمام الحسين عليه السلام، كان يقرأ على الشيعة كتاب الإمام عليه السلام إليهم كلّما اجتمعت إليه جماعة منهم، فبايعه منهم أُلوف عديدة، حتّى صار مسلم عليه السلام يشكّل خطراً حقيقيّاً على النظام الأمويّ في الكوفة، لكنّ الأوضاع في هذه المدينة تغيّرت بعد مجيء ابن زياد إليها شيئاً فشيئاً، حتّى اعتقل هاني بن عروة (رضوان الله عليه)، فاضطر مسلم عليه السلام إلى التعجيل بالخروج ضدّ ابن زياد، فكانت محاصرة القصر، ثمّ آلت الأمور إلى تفرّق النّاس عن مسلم عليه السلام وخاصّة أصحابه، حتّى إذا جاء الليل مضى مسلم عليه السلام وحيداً إلى دار"طوعة" المرأة المؤمنة المضحيّة، فآوت مسلماً عليه السلام تلك الليلة وقامت بخدمته خير قيام، معرّضة نفسها بشجاعة إلى خطر انتقام ابن زياد منها، كلّ ذلك وفاءً منها لمولاها الإمام الحسين عليه السلام وممثّله مسلم بن عقيل عليه السلام. وفي آخر مرحلة من مراحل نهضة مسلم عليه السلام تحوّلت دار تلك المرأة المؤمنة المجاهدة "طوعة" إلى ميدان المواجهة بين مسلم عليه السلام وبين جُند ابن زياد، وفي ختام تلك المواجهة خرج عليه السلام من دار "طوعة" وقاتل الجند المهاجمين في ميادين الأزقّة.... "دلهم" زوجة زهير بن القين: تنقل بعض المصادر التأريخيّة أنّ الإمام الحسين عليه السلام لمّا التقى زهير بن القين (رضوان الله عليه) في منزل (زرود) من منازل الطريق إلى الكوفة، أرسل عليه السلام رسوله إلى زهير يدعوه إلى لقائه، وفي البدء لم يكن زهير راغباً في لقاء الإمام عليه السلام وأظهر عدم ميله، لكنّ زوجته (دلهم) عاتبته في ذلك وحثّته على لقاء الإمام عليه السلام قائلة: "أيبعث إليك ابن رسول الله ثمّ لا تأتيه!؟ سبحان الله، لو أتيته فسمعتَ من كلامه ثمّ انصرفت!"، وما إن ذهب زهير إلى الإمام عليه السلام حتّى عاد حسينيّاً قد انضمّ إلى الإمام عليه السلام. فلعلّ زهير بن القين (رضوان الله عليه) ما كان ليوفّق إلى الانضمام إلى صفّ الحقّ والفوز بالشهادة في ملحمة عاشوراء الخالدة، لو لم يكن حثُّ وترغيب زوجته "دلهم بنت عمرو" إيّاه على لقاء الإمام عليه السلام . "أمُّ وهب" كانت أمُّ وهب زوجة لعبد الله بن عمير الكلبيّ، وكانت تعيش معه في الكوفة، ولمّا عزم زوجها على الارتحال ليلاً من الكوفة إلى كربلاء لنصرة سيّد الشهداء عليه السلام، أصرّت عليه أمُّ وهب أن يأخذها معه أيضاً، فارتحلا ووصلا إلى كربلاء في الليل والتحقا بأنصار الإمام عليه السلام، وفي يوم عاشوراء لمّا برز زوجها إلى ميدان القتال أخذت أمّ وهب عموداً ثمّ أقبلت نحو زوجها تقول: "فداك أبي وأمّي قاتل دون الطيّبين ذريّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، فأقبل إليها يردّها نحو النساء، فأخذت تجاذبه ثوبه وتقول: إنّي لن أدعك دون أن أموت معك! فجاء إليها الحسين عليه السلام وقال: جُزيتم من أهل بيت خيراً، ارجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهنّ فإنّه ليس على النساء قتال. فانصرفت إليهنّ. ولمّا استشهد عبد الله زوجها خرجت تمشي إلى زوجها حتّى جلست عند رأسه تمسح التراب عنه وتقول: هنيئاً لك الجنّة! أسأل الله الذي رزقك الجنّة أن يصحبني معك! فقال شمر لغلامه رستم: اضرب رأسها بالعمود! فضرب رأسها فشدخه، فماتت مكانها رحمها الله"، فكانت المرأة الوحيدة التي استشهدت في معركة الطفّ يوم عاشوراء. وكان لأمّ وهب ابن قد استشهد أيضاً يوم عاشوراء، أمّ وهب تشجّع ابنها وتحثّه يوم عاشوراء على الجهاد بين يدي الإمام حتّى الفوز بالشهادة، فلم يزل يقاتل حتّى قتل من الأعداء جماعة، فرجع إلى أمّه فقال: "يا أمّاه أرضيت؟ فقالت: ما رضيتُ أو تقتل بين يدي الحسين عليه السلام. فرجع فلم يزل يقاتل حتّى استشهد". "أمُّ عمرو بن جنادة" كان عُمْرُ عَمرو بن جنادة (رضوان الله عليه) يوم استشهد يوم عاشوراء إحدى عشرة سنة، فهو أصغر أنصار الحسين عليه السلام سنّاً من غير الهاشميّين، وكان أبوه جنادة قد استُشهد يوم عاشوراء في الحملة الأولى، فأمرته أمّه بعد أن قُتل أبوه في الحرب أن يتقدّم لنصرة الحسين عليه السلام، فوقف أمام الإمام الحسين عليه السلام يستأذنه، فلم يأذن له، فأعاد عليه الاستئذان، فقال الحسين عليه السلام:" إنّ هذا غلامٌ قُتل أبوه في المعركة، ولعلّ أمَّه تكره ذلك. فقال عمرو: إنّ أمّي هي التي أمرتني. فأذن له فتقدّم إلى الحرب فقُتل، وقُطع رأسه ورمي به إلى جهة الحسين عليه السلام، فأخذته أمُّه وضربت به رجلاً فقتلته! وعادت إلى المخيّم فأخذت عموداً لتقاتل به فردَّها الحسين عليه السلام ". وكانت هذه الأمّ المجاهدة تسمّى "بحريّة بنت مسعود الخزرجيّ" ويُروى أنّها لمّا حملت رأس ابنها قالت: "أحسنتَ يا بُنَيَّ، يا سرور قلبي، ويا قُرّة عيني!" "زوجة مسلم بن عوسجة" كانت "أمُّ خلف" زوجة مسلم بن عوسجة من نساء الشيعة المرموقات، وكانت من النساء اللّاتي حضرن كربلاء، ومن أنصار سيّد الشهداء عليه السلام. حينما استشهد زوجها مسلم، تهيّأ ابنها "خلف" للقتال، غير أنَّ الإمام عليه السلام طلب منه أن يبقى لرعاية أمّه وخدمتها، لكنّ أمّه حرّضته على الجهاد في سبيل نصرة الإمام عليه السلام وقالت له: "لن أرضى عنك إلّا بنصرة ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فبرز"خلف" إلى الميدان مسرعاً، فقاتل قتال الأبطال حتّى استشهد... ولمّا ألقوا برأسه إلى أمّه حملت رأسه بشجاعة وقبّلته وبكت". وهذه المرأة المجاهدة أيضاً، بتشجيعها ابنها وتحريضه وحثّه على الجهاد في سبيل نصرة الدين، وبموقفها المناسب اللائق عند استشهاد ابنها، تكون من القدوات اللّاتي يُلهمن أمّهات الشهداء كيف يستقبلن برحابة صدر تقديم أبنائهنّ من أجل نصرة الإسلام. نسألكم الدعاء |
http://www.alsada.org/gallery/images/bas/0021.gif اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام قال الإمام الصادق (عليه السلام ) : أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا . احتفاءً بذكرى عاشوراء والأربعين , آثرنا أن نقف لننقل لكم بعض البلاغات والدروس العاشورائية الكربلائية عن كتاب (بلاغ عاشوراء) لمؤلفه سماحة المحقق الشيخ جواد محدثي ، راجين أن نكون قد وفقنا فيما نصبوا إليه من خدمة . و عرفانا منا بالفضل والتقدير لكل من شارك وساهم في إثراء هذا الموضوع سيتم ارسال نسخة من الكتاب لهم عبر الرسائل الخاصة . والحمدلله رب العالمين الذي كرَّمنا بولاية أمير المؤمنين والمعصومين من وُلدِه صلوات الله عليهم اجمعين واللعنة الدائمة على اعدائهم الى يوم الدين . نسألكم الدعاء |
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليک يا سيدي ومولاي يا ابا عبدالله الحسين عاشورا ، شهر ومناسبه الجميع يسعي بها الي الخير ويدعي الاخرين لعمل الخيرات والاصلاح نري حتي الاطفال لايترکون فريضه ولا واجب وان لم يکن مکلف الا ويعمل بها وحين يسئل ما سر هذا التغيير يقول : الحسين نهض ضد الکفر والطغيان ومن اجل الدين واقامه الصلاه هذه هي مدرسه الحسين وثوره الحسين قبل کل شئ انها ثوره انسانيه ثوره اخلاقيه ( فکونوا احرارا) دعاهم ان يکونوا احرار والحر هو من اعتق نفسه من الهوي وارتکاب المعاصي والرذائل . بهذه المناسبه، تجمتع الناس لغاية وهدفا واحد کانها قطرات ماء عذب تجمعت واصبحت بحر واي بحر هذا انه بحر عشق الحسين الذي يرتويه لايضمئ ابدا . عاشورا هي المحبه والاخوه والوفاء رغم کل مشقاتها وصعوبتها نتعلم من عاشورا کيف يقدم المرء لاخيه کل مايملک ويکون بجانبه ويضحي من اجله وکيف يوفي الاصحاب والاقارب ولا ينکثوا عهد من عاهدوا وکيف يکون کل شیء لا شیء امام المبدا والعقيده وکيف تهون النفس وتضحي من اجل احقاق الحق ونصره المظلوم هذه هي عاشورا التي لاتخلو من العبر ومن امن بها اعتبر ووصل درب الحق مهما طال او قصر انها نهج الثائرين ومن سار به انتصر والسلام عليکم ورحمه الله وبرکاته بورکتي حبيبتي الغاليه علي هذه المبادره والموضوع القيم واعذروني اذا کان خطا املائي او انشائي هذا الي گدرت عليه والحمدالله بفضل الله والحسين گدرت قدر المستطاع ان اترجم احاسيسي ومشاعري الحسينيه واخطها بحروف وکلمات واشارک بها معکم.. |
احسنتم موفقين باذن الله
|
تعلمنا انه لو لم يكن لنا مأوى فمأوانا هو الحسين وبدونه لانعيش الحسين ملهمنا وقائدنا وابونا وعمرنا وحياتنا ومستقبلنا فليس لنا غيره الحسين طريقنا وسيظل نعم اننا مشينا مئات الكيلو مترات وتحملناها لكنه في قلوبنا فهكذا تعلمنا وسنعلم اجيالنا |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 03:51 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024