منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   المنتدى الثقافي (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=37)
-   -   (( مذبحة الأقلام الفضية )) ... مجموعة من القصص القصيرة بقلمي (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=152511)

مصحح المسار 15-09-2012 07:19 PM

مذبحة الأقلام الفضية ...
 
العين الثالثة لا تُبصر... ج 1
أشهر مضت وهم يحلقون في أودية سحيقة من شك ويقين ، يبدأون
التفكير معا ًثم يصل بهم الأمر أحيانا ًإلى الصياح وتبادل التهم ،بل
وتوزيع العيوب في جهود الآخرين .
اعتبروا ذلك تحديا ًجما ًلهم ، وليس من البطولة ترك الحال على ما
هي عليه .
إن بزاتهم البيضاء ومقبضي فحص النبضات ، والزجاج الذي يحيط
أعينهم لم يهيء أيا ً منهم إلى هكذا اختبار .
منذ ذلك الوقت الذي دخل فيه هذا المريض الفريد من نوعه ، والأشياء
تزحف نحو عالم مجهول متشابك لم يستطيعوا له فهما ً؛ وقتئذ كانت
الأجواء بظاهرها كما هي سلفا ًشمس مشرقة ونسيم دافئ ، وخضرة
خالبة وطبيعة آسرة .
أهي البداية أم أنها مسك ختام النهاية؟!...
مامعنى أن يكون هذا المريض معافى ًولامعافى ً؟!...
مامعنى وجود عينيه ؟!... إنه يقلبهما ويحرك رمشيه ويستدير بهما
نحو الصوت ... بيد أنه لايرى !!... مفتوحتان ؛ نعم وما فيهما عيب
يُذكر ؛ واسعتان ؛ بل وجميلتان ولكن ؟!... كل هذه السمات لم تهب
لحاملهما الرؤية .
ذهول غريب مستغرق يلف المساحات الشاسعة في المشفى ، الجميع
يمضي إلى عمله وهو مطرق مفكرحائر .

في الروحْ تَسكنْ 17-09-2012 06:13 PM

العينْ تقرأك ..
واصل يا ألقْ .. :)

مصحح المسار 18-09-2012 07:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة في الروحْ تَسكنْ (المشاركة 1860847)
العينْ تقرأك ..
واصل يا ألقْ .. :)

عين الله ترعاك ، وفي الحشر يسقيك ِ
مولاك

مصحح المسار 18-09-2012 07:55 PM

العين الثالثة لا تُبصر... ج2
جلسات كثيرة كانت تُعقد تحت خيمة الاختصاصات المنوعة ، نظريات
تُطرح وتُناقش أكوام من الملفات القديمة فُتحت وبُعثرت أوراقها في
الأرشيف المظلم ، كتب ومجلدات وحضارات نُفض عنها غبار الزمن
حتى البرقيات لم تجدمن يُفرغ لكتابتها لأعدادها الهائلة والتي فاقت
الحد المعقول ، كان الجميع لديه الكثير ليعمله . وصل الأمر إلى أن
العرافين والمشعوذين والسحرة عُقدت لهم جلسة منظمة وعلى مناضد
تُركوا ليقولوا ماعندهم ويتبجحوا ويهزوا أرجلهم بفخر وتفوق .
كل هذا لم يتح أويفرض شيئا ًجديدا ً، ولاحتى خيط للجرجرة يتمسك به
أحدهم أو يتمشدق به من باب الكذب هروبا ً
كانت هناك خطوة رغم خطورتها إلا أنها ليست أخطر من الداء العجيب
النادر ... حق لهم أن يطرحوها للنقاش فالغاية تبرر الوسيلة !!...
فحتى القردة والفئران والجرذان أصبحت دون فائدتها المعرفية والعلمية.

مصحح المسار 21-09-2012 07:52 PM

العين الثالثة لاتبصر...ج3
فلا مناص من اللجوء للمبعدين ، المؤذين للجمع البشــــــري ، الآنــــــــفين من
الجماعة ؛ فغاية الأمر الاكتشاف وتحقيق التقدم البشري وبسواعد الإنسان .
هاهو أحد هؤلاء المغضوب عليهم ؛ فمابالك بهيئته وثيابه الرثة ، وثلة القــــوم
التابعين لخطاه وهويرشقهم بوابل تفوهاته ، لقد قدموا إليه علهم يرجون صلاحا ً
ويخبرهم عم ماعجز وا عنه هم المتصدرون .
لم يمانع فحالته في نظرهم مزرية لاتقبل الأخذ والعطاء ، بأقل وقت توصلوا
لاتفاق ، ثم جاءوا به إلى مكان المريض المعجزة.
حدق فيه ماطاب له الوقت ، من كل الجهات ، من قريب من بعيد، أطفأالضوء
ثم أشعله ، رفع الأغطية ثم طرحها ؛ أفعاله وحركاته مع الحالة أثارتهم .
بعد ذلك خرج من هناك تاركا ًإياهم ومريضهم فاغرين الأفواه ،وسرعان ما
تنبهوا للوقت الثمين وتبعوه رأسا ًحتى أنهم تراطموا عند البوابة .
تنحنح مرة أو مرتين وجر نفسا ًعميقا ًومابرح ليقول :" العين الثالثة لاتبصر".
لم يثر ذلك نأمتهم ... فتصوروا أنه يهذي أو يكلم نفسه ... فأعاد ذلك عليهم
بحدة مؤكِدة : " مريضكم ... معجزتكم ... حالتكم يطلق عليها ؛ العين الثالثة
لا تُبصر " !!

مصحح المسار 25-09-2012 06:14 PM

العين الثالثة لاتبصر ...ج4
 
العين الثالثة لاتبصر ...ج4
وهنا تم تصديقه وحل اللغز أخيرا ً... بعدها دب النشاط في المكان مرة
أ ُخرى .
وتهافت المتهافتون وتكلم المتكلمون وتوافد المصورون والصحافيون
وأحيلت الحيوية بدلا ًعن التكاسل والخمول إلى رفقة ما .
ورغم أنه استطاع بعدذلك أن يغادر دون عناء ، أو حتى مجاملة بالبقاء
غير أن ذلك جعله يتابع الأحداث عن كثب .
ثم مرت الأيام بليل ونهار ، حر وبرد ، صحو ومطر ، زفرات وشهيق ...
بكاء وتصفيق ؛ وفيما كان يمر أحدهم في شارع كبير متحضر تشمخ على
جانبيه الأبنية السامقة ، والأعمدة الراسخة لمح فيما لمح مركزا ًمن
مراكز العلاج والذي أ ُخبر عن استحداثه بعدها للفائدة والأهمية .
ومازالت بحوثه وتقاريره واكتشافاته تتوالى :" مركز بحوث العين الثالثة
لا تبصر "؛ فليس هناك مايمنع المشاهدة والاستبصار .

مصحح المسار 27-09-2012 08:40 PM

وردة تـُحتضَر...
 
وردة تـُحتضَر...
كانت تبتسم على فم الصباح وتفتح أبوابها أمام ذوائب الشمس الذهبية وتُسعد
النسيم برائحة الحياة فيكافئها بأطيب النسمات ، وتشارك الفراش عزف أغاني
الطبيعة وتفيض عطرا يفوح بين طيات القلوب وهو يلامس أعلى أفواهنا ويدخل
إلى إنوفنا .
وتحت حضن الليل تلملم أغراضها ، وتطوي مع المساء دفاتر البهجة والسرور
كي تستيقظ مع الفجروالنشاط بين أذرعها وقطرات الندى تبلل أغصانها الخضراء.
وفي صباح ما وحين كانت الشمس تحتل ركنا ًكبيرا ًفي الفضاء ، وتنشر أشعتهاعلى
البساط الأخضر ،وتغطي الروابي بالظلال ، وتلمع على وجه البحيرة الزرقاء.
في ذلك الصباح امتدت يد ٌإلى تلك الوردة وتناوشتها بقوة ولم تهتم لحرس الأشواك.
امتدت كي تحرم الأرض من التصاقها بجذورها اليانعة ، امتدت كي تمتع قاطــــــفها
بلهثات ودقات قلب الحياة فيها .
وُضعتْ في زجاجة بها قليل من الماء تحت ضوء البشر، فوق منضــــدة تقربها من
نظرات عيون ٍتخطف أشياءٍ من حسنها وأنوف تشم حشرجات صدرها، وتقـــترب
من شفاه تسد صوت الحياة في أركانها.
كانت تعيش تحت ضوء مستمر وهي ترتعش تحت لحظ نبضات قلب ٍ يحيا وهي تفقد
منظرها.
وها هي تسعد فردا ًبأنوية الألم في أيامها الأخيرة،كانت منقعة بالماء لأربع وعشرين
ساعة إلا أنها كانت غريقته وهي تطفو بأغصانها الخضراء؛فبعد أن كانت تفتح فمها
لقطرات المطرالقليلة أصبحت تسدثغرها خوفا ًمن أن يقتلها المـــــــاءالبشري الفاسد
بأنفاسهم الملوث بلعابهم .
وفي ماكان أحدهم يمشي تحت نسمات الفجر لمح وردة أيبسها الإغراق والأنانية على
طريق المارة .

مصحح المسار 01-10-2012 07:46 PM

المقاعد الأمامية ... ج1
 
المقاعد الأمامية ... ج1
الحركة تبدأ من ساعة الحائط ورفيف الستائر وشخير الأنف أثناء النوم ، مع زقزقة
العصافير والبلابل بالنشيد القادم مع الفجر؛ عندما يتثأب المرء مع لوي شدقيه ناحية
اليمين أو اليسار فيُسقط المنبه إن لم يكن سقط وهو يطن في أ ُذن الرفيق المُسجى على
السرير .
ذلك اليوم استيقظ فريد بثقل محركا ً أطرافه ببطء وبلادة نحو الجذب الضوئي والذرات
المتبدلة في الهواء الصباحي المنعش ، غير آبه بالأشياء المتناثرة هنا وهناك في منزله
المتواضع ؛ فالملابس تتكوم في جمهرة الأواني ، والأقداح تسبح في ركد الســــؤر مع
أعقاب السكائر ، ومع هذه المستهلكات وُجدت أوراق بيضاء وسوداء ، وأخرى مكورة
ومطوية .
غسل وجهه وصفف شعره كيفما اتفق ؛ من ثم أخرج قميصه من تحت الحزام ؛ فأخرجه
؛ فأدخله ... وأخيرا ًاستقر على حال ًمناسبة مقنِعة .
حاول أن يتذكر قبل الخروج إلى أين كان ينوي الذهاب ...

مصحح المسار 05-10-2012 07:49 PM

المقاعد الأمامية ... ج2
 
المقاعد الأمامية ... ج2
في ذهنه الكثير والوفير ، بل المحير من الأفكار ، كلها تنتظره ليجمح
من هفواتها وانتفاضاتها تحت حكة القشرة الدماغية .
بعد خطوات قليلة عاد ليستقر على عمل اليوم وكسب الأربع والعشرين
كبسولة للتأهيل الصحي ورتق جرح العائلة الثلاثينية أو الإثنى عشرية
في نظام المعمورة .
سرعان ما وجد له قبولا ًبين حشود الأخذ والعطاء؛فانتزع له مقعدا ًفي
إحدى الزوايا ، واستبسل في الدفاع عن أنفاسه بعد إعلان النفـــــيرفي
صفوف الهلاوس والرعشات ...
احتل مكانا ًخيل إليه أنه مثابة تجعله منطقيا ًوراضيا ًعن نفسه ولا بأس .
وحين تم له الإندماج في الزوايا الأربع ،بدأ يراقب ويستنفر مشــــاعره
وحواسه كي يُخرِج ما اكتن وتَلَهَب َ في خمــــــيرة الجودة والإخـــلاص
والخصوبة؛حتى تعالت القهقهات مجلجلة مدوية مرعِدة ، ودُفعة أ ُخرى
أقوى انتقلت بين الرؤوس بسرعة كالداهية !!...

مصحح المسار 09-10-2012 06:20 PM

المقاعد الأمامية ... ج3
 
المقاعد الأمامية ... ج3
في القاعات المقفلة على الظلام والوجوه والأجهزة والأصوات ؛ في مــــسرح
مختلج بالشفاه والزفير وعزيمة النظر والاصرار ، عيون تستقطب عيــــــون ،
وأسوار تتسلق أسوار، والضحكات مرة أخرى تعرج لتسقط في الشهقات.
وعلى الطريقة الماكرة والمبتكرة لدبيب السأم واشتعال الضجروعصارة الملل
فيم كان يفكر وهو جالس في مقعد ٍغير بعيدعن شمرات الــحدث ؛ في قــــاعة
العرض للنشاط وشيم الشهرة والشخوص . الأفكار هــي التي ستتصدر وتُبدل
وكان السؤال العصي على الفهم وقتئذ في علة الضحكات ومسببها المباشر؟!
فهناك مالاسبيل للبكاء منه ؛ فلماذا هذا الضحك ياتُرى؟!...
المقاعد الأمامية...المقاعد الأمامية؛فهي المقدمة التي فيها الخصب والضحالة
من هناك يحصل الاهتزازفي المادة واستمراريتها.
المقاعد الأمامية ماذا لوتم استبدال أ ُناسها؛ قديكون في هذاالإجراء فائدة؟!...
وفي نفس الوقت تُقدم الخلفيات لنرَماسيحصل !!...
؛نُفذت عملية التفجير الجديدة ... ولكن يومها لم تُرصد حركة‘ لم تُثر نأمة...
فالصمت ينشر ألويته في الحلك ؛ والأضواء على الخشبة العارضة تتحرك بلا
مد ٍفي المقابل .

مصحح المسار 13-10-2012 02:36 PM

المقاعد الأمامية ... ج4
 
المقاعد الأمامية ... ج4
الضحكات هل تم خنقها؟!... ولاكذلك السمت الحزين الجاد البادي على الوجوه.
براءة اختراع ؛جعل الناس يتذوقون ويحسون بمذق الفن التافه المتبرع بالتافه
ليشبكه ... وهاهي الخطوات تترى.
وبنوبة أ ُخرى تستعر الموجات الدماغية ؛ في المقاعد المنزوية عن المحدقين
فهؤلاء في الصف المقابل الموارب للمروضين للجوهر اللامع ، القائلين ببرعم
التلقيح .
هؤلاء نيام مع أن أمامهم راق ٍ وأثير فيه جلال وسحر تكسيرات المدينة في ما
وراء البحار والأسرار والموردات.
أزف الوقت على الفعل الأول للجماهير ... وأ ُعيدت الكرة ، استُبدل الخالــــفين
بوفد النائمين .
وهذه المرة بدفعة قد تكون مؤذية ؛ فعلا الانفراج والانفجار بالتصفيق والتهليل
والصفير ، قالت امرأة بسيطة جميلة (( ياللفن الراقي النبيل ! )) ... وصــــــرح
رجل استدان ليشتري تذكرة الدخول (( أنافرح للغاية ولا أدري لماذا ))... وهكذا
نطقت الحناجر.
قُلبت الأمور وتغيرت المطبوعات ، واصبح القميص يترك خارج الحزام .
وفي أحد الأيام خرج فريدسعيدا ً منتشيا ًبل وراضيا ًببراءة الاختـــراع والحركة
الأمامية للعقل المتكتك والمِحَك .
لم يدرِ إلا وهو أمام فصيل الإعدام ،صعد غير آبه وعندمارمق الناظرين بالرمق
الأخير من الحياة أدرك أنه أمام البشر وجها ًلوجه حينئذ انقطعت الحركة وتهدل
النزع بلحظات ؛ والبقية كانت بتدلي الموت على الفراغ .

مصحح المسار 20-10-2012 11:29 AM

عُذرا ًحمورابي...
 
عُذرا ًحمورابي... ج1
زعموا أن ثعلبا ًأ ُوهم بحرق ذيله ؛ فمضى مذعورا ًفي جنبات الأشجار والأدغـــــال
والكائنات الصغيرة الأذرع ، مضى يصرخ من لذعات النار التي دبت فــــي مؤخرة
ذيله ولم يشك لحظة أن النار في ذهنه هو حتى ذلك اليوم الذي أجبره الأقران أن النار
لاتوجد... وهكذا بيسر أنها لاتوجد!!...
ولما اشتعلت النار بعد ذلك في فراء ذيله لم يُرد أن يُصدق ... عندما أعلمــوه أن ذيله
يحترق رفض تصريح كذلك بل سخرمنه؛ بيد أنه بعدحين فوجيء بلذعات حارقةوهي
تلتهم موخرته ؛ فطلب العلاج وقتها... قطعوا له ذيله بأسنان تركت آثارها هناك...
ومنذ ذلك الوقت ونحن نسمع عن الثعلب مقطوع الذيل أوالثعلب الذي كان له ذيل...
والشيء بالشيء يُذكر ؛ فقد سمعتُ قبل سنوات قليلة بحـــــادث حريق مماثل لكنه في
مدينة يقطنها متنفسون متنافسون على مساحة تكاد تكون كافية للجميع .
حريق مثالي كبير ظل يأكل رزقه من بواكير السقوف والأبنية والغيلان وعلى مقربة
من اجتماع النهر بالشواطيء المنحرفة.
بدأ الحريق يقصف في منتصف ليلة من ليالي تموز المشتعلة بحرارة الأرض والناس
والشرر، بدأ الحريق بمن ؟ ولماذا؟... ولم يزل يلتهم بنهم بكيف ؟!... حتى أضاء تلك
اليلة ومابعدها من شهر النجوم والعرفان والحياة .

مصحح المسار 24-10-2012 11:37 AM

عُذرا ًحمورابي...ج2
 
عُذرا ًحمورابي...ج2
انتشرت وقتهاأنباء كثيرة ، وانتشرت معها روائح غزيرة تغزو الحواس ؛كانـــــــت
تخبرعن وجودضحايا بين أروقة الخراب والدمارالراقد في جرجرات البلد الآمــــن
دبت الفوضى في أنحاء عديدة ، في الأزقة والأحياء؛ فالمعمعة تتطاول والصرخات
تتوارد... أما التجمعات فقد تعودنا عليها وقتئذ.
وغيربعيد من النيران المنتفضة والمرسلة لألسنتها عدوا ًكان هناك تجمع يستخدم
أدوات المهنة ، الأدوات التي تستخدم لكسب الوقت والجولة.
لقدظهر في المكان بمهنية أخدود متفحم وحجارة سوداء بلون آخر غيرباد ٍللوهلــة
الأولى ؛ فحري بالقوم أن ينبشوه .
تكاثفوا وتكاتفوا من حوله وتحت حرارة الحريق وشرره عمدوا إليه وشــقوا دربا ً
للأصابع ؛ بل الأيدي والأرجل ... يبدوأنها مغارة أوشيء مايُستفاد منه في فــترات
متفاوتة إنه يتقدم !...

مصحح المسار 26-10-2012 03:06 PM

عُذرا ًحمورابي...ج3
 
عُذرا ًحمورابي...ج3
جهدكبير أنهك المجموعة وجعلهم يأخذون راحتهم في مراقبـــــــة
الحريق والتفكير بهذا الاكتشاف المغاري الجديد ...
لفحتهم الرياح المسممة بالدخان والأخشاب والروائح ؛ فأسرعوا
بالتخمين .
" ترى ماكان هذا المكان بالذات ؟!" ... " وما الداعي له فــــي
المقدمة على وضع كهذا ؟!" .
خبراء...خبيرات ... كاميرات ... أجهزة...
آراء ... اقتراحات ... تندرات ... تبصرات ...
بعدذلك أنصتوا لتقرير اللجان بإيجاز :" إن الشكل البادي أمامي
يدلل على أن الداخل للمكان لابد أن يدخل إليه بوضع مقلوب ،أي
أن مؤخرته يجب أن تكون هي الداخلة أولا ًبانحناء مطلوب ،ولا
بدأن يكون هذا المستفتح للدخول دائما ًملكا ًذي شرائع ولولا ذلك
ماوجدنا آثارعلى الحجارة من الناحيتين وبقايا خطوط لتشريع يشبه
بشيء ما، ما في مسلة حمورابي ...

مصحح المسار 02-11-2012 07:31 PM

عُذرا ًحمورابي...ج4
 
عُذرا ًحمورابي...ج4
وباختصار إن هذا المكان دخله احتمالا ًحمورابي فـي أوقــــــــات كثيرة
ومؤخرته تستفتح الوثوب ...
وتقرير آخر صرح به أحدهم بعد أن أخذ وضعه المناسب أمام الكامــيرا
قال بسرعة يكتسبها بعضهم عادة في ظروف مماثلة :" اكتشاف آثاري
جديد لعلماء الآثار الذين يهمهم التراث والحضارة والماضي الـــــعريق
للشعوب . تم العثور على مغارة كبيرة يتقدمها موقع مقدس تكرم بمرور
مؤخرة حمورابي من خلاله مرات عديدة . ومن الجدير بالذكـــر أن ذلك
الاكتشاف لم يتم إلا بحصول حريق مباغت استمر لمدة اسبوعين أوأكثر
ويقال أن حجم الكارثة يتسع من وقت لآخر وماتزال النيران تستعر حتى
الآن ؛ حتى أننا استعنا بها للإنارة ..."

مصحح المسار 06-11-2012 07:27 PM

مذبحة الأقلام الفضية ... رصيف الساعة الثالثة ج1...
 
مذبحة الأقلام الفضية ...
رصيف الساعة الثالثة ج1...
ترنح ميل الساعة البدين من ثم غفا على رصيف الساعة الثالثة ؛
فمنذ وقت طويل وهو يسكب ال " تك .. تك " في أذان المنتظرين .
كان يراقب شابا ًقد لفت انتباهه في ليلة ماضية ، لكم كان حزينا ً
وواجما ًتصهر الأنفاس الخارجة من رئتيه وجه الظلام المتسرب في
أنحاء المكان .
لم يكن يتحرك إلا بمسافة قصيرة يقطعها ببطء ميل الساعة الطويل
بغير حركة واحدة ومعها نفس طويل تهتز معه الأخيلة وتتراطم الحواس.
تك .. تك .. تك والصمت يذرع المكان ذهابا ً وإيابا ً ،تك ..تك .. تك
والأشباح ترفرف في الفضاء اللامتعالي ، تك .. تك .. تك وكف تظهر في
العتمة لتسكت الصوت الخفيض وتقبض على رؤية جديدة ، قدتلوح في
سماء تلك الليلة .
وبعد قطع هذه الرحلة البعيدة ، وبعد أن أصبحت الأحداث وتنقلها رتيبا ً
نهض الشاب ليفتح نور الإضاءة ، فتفاجأت به عينيه...

مصحح المسار 10-11-2012 07:36 PM

رصيف الساعة الثالثة ج 2
 
رصيف الساعة الثالثة ج 2
فشحت فيهما الرؤية وتقمط جزء كبير منهما بالرموش .
وطرح السؤال بين المدعوين ماهذا الضوء ؟!... ولِم َ تحركت الأقدام ؟!
وبخطوات معدودة أجاب الفتى على السؤال وفتح أحد الكتب المرمية على
بلاط الأرضية ؛ فأخرج منه شيئا ًمربع الشكل تتصارع فيه الألوان ويتناثر
السحر وهناك مِزحة من جمال ، ولمحة من ملح الحياة بدت منيرة زاهية.
فطن الجميع إلى ذلك الشيء والذي رُفع ليستقر على فؤاد الشاب الهائم .
لقد عرف المدعوون صورة لإمرأة سمراء فائقة الجمال مرهفة الحس ؛
لها جذب عاشوه ولمسوه للتو.
غادر الشاب بعد دقائق محسوبة إلى دنيا أ ُخرى ، دنيا ممتعة ؛ فضحت كل
ذلك ابتسامة افترشت شفتيه .
وهكذا أحس ميل الساعة البدين بنشوة الفرح تتشرب بجسمه المعدني ؛فغفا
وقد أطبق جفنيه على أمل سعيد...

مصحح المسار 04-01-2013 10:20 PM

أظفارلاتنتشب ... ج1
 
أظفارلاتنتشب ... ج1
الأمر أني دائما ما أقع في نفس بئرموسى ... وقد أذبح أخي أمام غراب... أو أبحـــث
عن صغير ناقة لأسفك دمه ... أقف لأعربد في إحدى الزوايا وأنا أنفخ أنفاســـي ككور
حداد ... أتمرغ بتراب الشبهة حتى تصهرني الشمس ويعودالمطر والضوء والحــــرارة
لتصنع منى انسان من جديد.
تعاسة الحلو الذي قد يندم عليه صاحبه تراودني وأشرب ... سعادة السجن وقيود الآه
والألم والحسرة والشعور بالذلة وحمى الكرامة تراودني وأزهــــق الأرواح كالـــورد تحت
مذبحة الصقيع والأيدي والريح .
بشع منظري وأنا أترقب مرآتي وهي تمنحني العطر والنظر وتضع لي ريش الطــاووس
وحلي قارون وحلة سليمان وتاج فرعون وصولجان قيصر.
أميل ساعات طوال أمام ناقوس الخطر وأتذرع بلملمة الذكريات والصور ... أوزع الضحكات
كالخنجر يطعن في الحشايا، وأعود لأبكي وأ ُبكي من معي على حالي وحالهم وأطالب
بنبي ...

ايمان احمد 05-01-2013 12:25 AM

حلوو وقصص طعمه وامسليه

سلمت يداك ايها المبدع الكبير

مصحح المسار 06-03-2013 07:11 PM

أظفارلاتنتشب ... ج2
يالتيني أصرخ في هوة نفسي ، وأعود لأستخرج المحار والذهب من أعماق
المحيط أو إسفاف المنجم المتوهج في ظلمة الصخر المتكسر.
الشمس تدور... الهلال ينفخ نفسه كالبالون ثم ينفجر في أيام الشهرالأخيرة
وأنا أرقبه والضياع يرقب إيناسيفيض من هذا المد والجزر... أهل الرقـــيم
خرجوا ليبحثوا ودخلوا ليُبحث َعنهم ولايعرفوننا أونتعرف عليهم .
ذلك السبع لوينقض على رئتي يحطمها ويكتم أنفاسي ويستـــريح ... لو أنه
يهمش كبدي فلا أبلل بعدها محجريّ ... لوأنه يقضم عظام رقبتي فلا أستدير.
بدت الدماء تفورمع صوت الوداع الأحمر خلف التلال ... وحين تفور الأرض
يوما ًسترجم الحشايا والأفخاخ وقتئذ بحجارة مسومة من احجار اعتراف ...

مصحح المسار 05-04-2013 08:42 PM

مذبحة الأقلام الفضية ... الرقبة ... ج 1
كالبندول تتحرك بأي اتجاه ، ذات اليمين وذات الشمال ، من سماتها تعيين النواحي الأربع
وعندها تعرف الأقدام خطاها.
وليس ذلك فقط بل هناك ميزات أ ُخرى فهي تعطي إيعاز الأوقات للديكة لتوزيع الهزيـــــــع
الليلي الأخير بين الهابين المساهمين ، وتشخص أنواع الرياح المارة في الفترة المتنــقلة
لليوم البشري الغائم والمشمس .
هي أيضا ًمسؤولة عن أسعار اللحوم في الثلاجات ونسبة الصلاحية فيها ؛على أن لايكون
فيها لحم بشري آدمي متفسخ يجب أن لا نلفت النظر لذلك إيه ؟!...
رسمها هو طويلة جدا ً وبفقرات هكذا تمنى أن تكون رجل ُمافي زمن ٍما.
فالشكل ليس بغريب على بني المخلوع عن عرشه ؛ وشكلها ليس بغريب على الأكثرين ...
إنهم يرونها حقيقة وهم يحدقون بها بإنعام للبصر ، كل يرى في ضميرها شيءما غيرأنهم
لن يوافقوا على منح الفرشاة التي رسمتها تمثالا ًبرونزيا ً ذي رقبة مطلية بالذهب ...


كاظم العراقي الزهيري 02-08-2013 05:50 AM

احسنتم على الموضوع

نبض الحيا 15-08-2014 06:05 PM

هكذا يموت الإنسان ..
رائع ماجادت به أناملك .. من سرد جميل ..
قد أخذتني إلى حيث تلك التداعيات المرسومة ..
على جدار العمر بكل دقة وتفصيل ..

وكأن النبتة كانت أنا ..
والإنسان تلك الروح الخائفة من حفرة العمر الطويل .. !

عطش قلبي 25-10-2014 09:42 PM

جميل ...

موفقين للخير

#ويبقى_الحسين


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 04:13 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025