![]() |
النّق والعِتاب بين الأصدقاء تمتد العلاقة بين الأصدقاء أزمنة قد تطول سنيناً أو شهوراً ، أو ربّما مدى الحياة .. وفي هذه المعايشة الزمنية الطويلة أو القصيرة تظهر طبائع الأصدقاء ، ويتجسّد سلوكهم النافع أو الضّار .. والخطأ مسألة طبيعية في حياة الانسان ، فليس فينا مَن لا يُخطِئ ، والإنسان يُخطئ مع ربِّه ، ويُخطئ مع نفسه ، ويُخطئ مع الناس الذين يعيش معهم .. ومَن يقع الخطأ عليه ، لا بدّ أن يكون له ردّ فعل على ذلك الخطأ .. ويختلف ردّ الفعل على الخطأ حسب حجم الخطأ ونوعه ، وحسب شخصيّة الانسان الذي وقع عليه الخطأ ، وقدرته العقلية والنفسية في التعامل مع أخطاء الآخرين ، فالبعض يغضب ويُقاطع ، وتصدر منه كلمات مؤذية ، أو نقد جارِح ، والبعض قد يسكت على الخطأ ، ويغضّ الطّرف عنه ، وكأ نّه لم يسمع ، ولم يرَ تلك الأخطاء ، ويتعامل بهدوء ، ويتسامح في كلّ الأحوال ، ومهما يكن الخطأ صغيراً أو كبيراً . وللتعامل مع خطأ الأصدقاء اُصوله الأخلاقية .. فالصديق عندما يُخطئ تجاه صديقه ، كأن تصدر منه كلمة مؤذية ، أو يتصرّف تصرّفاً ماليّاً أو اجتماعيّاً ... إلخ ، ويُسيئ إلى صديقه .. فمن حقّ الصّديق أن يُعاتِب صديقه على خطئه ، وطريقة تصرّفه ، ولكن يجب أن يكون العتاب بالحُسنى ، وإلفات نظره إلى خطئه ، وتحمّل خطأ الأصدقاء الذي يصدر من الناس الطبيعيين مسألة أساسية في حياة الأصدقاء ، فمَن لا يتحمّل خطأ الآخرين ، لا يسـتطيع أن يتعايَش معهم ، أمّا مَن يتجاوز حـدود الآداب ، ويُحمِّل صديقـه الضّرر والإساءة بسـبب تصرُّفاته ، فليسَ مِنَ الصحيح أن نتّخذ هذا الانسان صديقاً لنا . وعلينا أن نُحاسِبه ونكشف له خطأه ، ولكن باُسلوب مُناسِب للموقف . إنّ القرآن الكريم يدعونا إلى العفو عن المخطئ ، وأن ننقد الآخرين دون المسِّ بمشاعرهم وشخصيّتهم .. قال تعالى : (والكاظِمِين الغيظ والعافينَ عَنِ النّاسِ واللهُ يُحِبّ الُمحْسِنين ). ( آل عمران / 134 ) (وقُولُوا لِلْنّاسِ حُسْنا ) . ( البقرة / 83 ) (يا أيُّها الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللهَ وقُولوا قَوْلاً سَدِيداً ). ( الأحزاب/ 70 ) فإنّ نقد الصّديق ومعاتبته إذا أخطأ موقف صحيح ، وضروري لتصحيح الخطأ ، ولإدامة العلاقة بين الأصدقاء .. ولكن من الخطأ أن نُعاتِب الصّديق في كلِّ قضيّة مهما تكن صغيرة ، أو أن يكون نقدك أو عتابك مُثيراً لمشاعر أصـدقائك ، أو جارحاً لهم . لا بدّ من احترام مشاعر الصّديق ، وتوجيه النّقد والعتاب إليه بلغة مقبولة لديه ، بعيدة عن الاستفزاز والإثارة .. وكم هو جميل قول جميل قول الشاعر : إذا كُنتَ في كلِّ الاُمورِ مُعاتِباً***صديقك لَم تلق الّذي لا تُعاتبه وإذا كنّا نطلب من الصّديق أن يتقبّل منّا العتاب والنّقد البنّاء ، فعلينا أن نتقبّل منه العتاب والنّقد البنّاء . وأن تتّسع قلوبنا وعقولنا لقبول ذلك ، فإنّ الانسـان يُخطئ ، والنّقد البنّاء يُساهم في حذف الأخطاء ، وتقويم الانسان . |
melika مجهود رائع ومهم لنا كثيراً
جزاك الله خيراً |
شکراا لکم اخوانی علی مرورکم الطیب
دمتم...... |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 01:09 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025