![]() |
سيرة الامام علي عليه السلام |
آداب الأخوة عند الإمام علي ( عليه السلام ) شَذَرات من أقواله ( عليه السلام ) في ما يجب أن تكون عليه الأخوة في الله . 1ـ قال ( عليه السلام ) : الناسُ إخوان ، فمن كانت أخوَّته في غير ذات الله فهي عداوة ، وذلك قوله عزَّ وجلَّ : ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) الزخرف : 67 . 2ـ قال ( عليه السلام ) : ( مَن قَلَّب الإخوان عَرف جَواهر الرِّجال ) . 3ـ قال ( عليه السلام ) : ( اِمحض أخاكَ النصيحة ، حسنةً كانت أم قبيحةً ، ساعده على كُلِّ حالٍ ، وزِلْ معه حيث ما زَالَ ، فلا تَطلبْنَ منه المجازاة ، فإنَّها من شِيَم الدّناة ) . 4ـ قال ( عليه السلام ) : ( ابذِلْ لصديقك كل المودَّة ، ولا تبذل له كل الطمأنينة ، وأعطِهِ كلَّ المواساة ، ولا تفضي إليه بكُلِّ الأسرار ، تُوفي الحكمة حقَّها ، والصديق واجبَه ) . 5ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا يَكونَنَّ أخوك أقوى منك على مَودَّتِك ) . 6ـ قال ( عليه السلام ) : ( البَشاشة فَخّ المودة ، والمودَّة قرابة مُستَفادة ) . 7ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا يُفسِدُك الظنُّ على صديقٍ أصلحَهُ لك اليقينُ ) . 8ـ قال ( عليه السلام ) : ( كَفى بِكَ أدباً لِنَفسك ما كرهتَه لِغَيرك ) . 9ـ قال ( عليه السلام ) : ( لأخيك عَليكَ مِثل الَّذي لكَ عليه ) . 10ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا تُضيِّعَنَّ حقَّ أخيك اتِّكالاً على ما بينك وبينه ، فإنَّه ليس لك بأخ من ضَيَّعتَ حقَّه ، ولا يَكُن أهلك أشقى الناس بك ) . 11ـ قال ( عليه السلام ) : ( اِقبلْ عُذرَ أخيك ، وإنْ لم يكن لهُ عذرٌ فالتَمِسْ لَهُ عُذراً ) . 12ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا يُكلِّف أحدكم أخَاه الطَّلَب إذا عَرفَ حَاجَتَه ) . 13ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا تَرغَبَنَّ فيمن زَهد فيك ، ولا تَزهدَنَّ فيمَن رَغب فيك ) . 14ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا تكثرنَّ العِتاب فإنه يورثُ الضَّغينة ، ويجرُّ إلى البغضة ، و كثرته من سوء الأدب ) . 15ـ قال ( عليه السلام ) : ( اِرحم أخاكَ وإنْ عَصَاك ، وصِلْهُ و إِنْ جَفَاك ) . 16ـ قال ( عليه السلام ) : ( اِحفِظ زَلَّة وَليِّك ، لوقت وَثْبة عَدوِّك ) . 17ـ قال ( عليه السلام ) : ( مَنْ وعظ أخاه سِرّاً ، فقد زَانَه ، ومن وعَظَه عَلانيةً فقد شَانَه ) . 18ـ قال ( عليه السلام ) : ( مِن كَرَم المرءِ بُكاؤه على ما مضى مِن زَمانه ، وحَنِينه إلى أوطانه ، وَحِفظ قَدِيمِ إِخوانِه ) . |
آيات في فضل الإمام علي ( عليه السلام ) من كتب أهل السنة وردت عدّة آيات في فضل الإمام علي ( عليه السلام ) ذكرتها كتب أهل السنّة ، نذكر منها : 1ـ قوله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) هود : 17 . جاء في تفسير الدر المنثور للسيوطي : أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن علي ( عليه السلام ) في الآية قال : ( رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على بيّنة من ربّه وأنا شاهد منه ) . وأخرج ابن حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن علي ( عليه السلام ) قال : ( ما من رجل من قريش إلاّ نزل فيه طائفة من القرآن ) ، فقال له رجل : ما نزل فيك ؟ قال : ( أما تقرأ سورة هود : ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) ، رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على بيّنة من ربّه وأنا شاهد منه ) . أخرج ابن مردويه من وجه آخر عن علي ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ ( أنا ) وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ( علي )) . وجاء في تفسير القرطبي : ( أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ) . اِبْتِدَاء وَالْخَبَر مَحْذُوف ، أَيْ أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه فِي اِتِّبَاع النَّبِي ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) وَمَعَهُ مِنْ الْفَضْل مَا يَتَبَيَّن بِهِ كَغَيْرِهِ مِمَّنْ يُرِيد الْحَيَاة الدُّنْيَا وَزِينَتهَا ؟! عَنْ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن وَالْحَسَن بْن أَبِي الْحَسَن . وَكَذَلِكَ قَالَ اِبْن زَيْد : إِنَّ الَّذِي عَلَى بَيِّنَة هُوَ مَنْ اِتَّبَعَ النَّبِي ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) ، ( وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ ) مِنْ الله ، وَهُوَ النَّبِي ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) . وَقِيلَ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ : ( أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه ) النَّبِي ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) وَالكَلام رَاجِع إِلَى قَوله : ( وَضَائِق بِهِ صَدْرك ) هُود : 12 ، أَيْ أَفَمَنْ كَانَ مَعَهُ بَيَان مِنْ الله ، وَمُعْجِزَة كَالْقُرْآنِ ، وَمَعَهُ شَاهِد كَجِبْرِيل ـ عَلَى مَا يَأْتِي ـ وَقَدْ بَشَّرَتْ بِهِ الْكُتُب السَّالِفَة يَضِيق صَدْره بِالْإِبْلَاغِ ، وَهُوَ يَعلَم أَنَّ الله لَا يُسلِمهُ ، وَالْهَاء فِي ( رَبّه ) تَعُود عَلَيهِ ، وَيَتلُوهُ شَاهِدٌ مِنهُ . وَرَوَى عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ جِبرِيل ، وَهُوَ قَول مُجَاهِد وَالنَّخَعِي ، وَالْهَاء فِي ( مِنْهُ ) لله عَزَّ وَجَلَّ ، أَيْ وَيَتلُو الْبَيَان وَالْبُرهَان شَاهِد مِنْ الله عَزَّ وَجَلَّ . وَقَالَ مُجَاهِد : الشَّاهِد مَلَك مِنْ الله عَزَّ وَجَلَّ يَحْفَظهُ وَيُسَدِّدهُ ، وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ وَقَتَادَة : الشَّاهِد لِسَان رَسُول الله ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) . قَالَ مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الْحَنَفِيَّة : قُلْت لِأَبِي أَنْتَ الشَّاهِد ؟ فَقَالَ : ( وَدِدْت أَنْ أَكُون أَنَا هُوَ ، وَلَكِنَّهُ لِسَان رَسُول الله ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله )) . وَقِيلَ : هُوَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب ; رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَالَ : هُوَ عَلِي بْن أَبِي طَالِب ، وَرُوِيَ عَنْ عَلِيّ أَنَّهُ قَالَ : ( مَا مِنْ رَجُل مِنْ قُرَيْش إِلَّا وَقَدْ أُنْزِلَتْ فِيهِ الْآيَة وَالْآيَتَانِ ) ، فَقَالَ لَهُ رَجُل : أَيّ شَيْء نَزَلَ فِيك ؟ فَقَالَ عَلِي : ( وَيَتْلُوهُ شَاهِد مِنْهُ ) . 2ـ قوله تعالى : ( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ) السجدة : 18 . جاء في تفسير الدر المنثور للسيوطي : أخرج أبو الفرج الإصبهاني في كتاب الأغاني ، والواحدي وابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر من طريق عن ابن عباس قال : قال الوليد بن عقبة لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : أنا أحدّ منك سناناً ، وأبسط منك لساناً ، وأملأ للكتيبة منك . فقال له علي ( عليه السلام ) : ( أسكت فإنّما أنت فاسق ) ، فنزلت : ( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ) يعني بالمؤمن علياً ، وبالفاسق الوليد بن عقبة بن أبي معيط . أخرج ابن إسحاق وابن جرير عن عطاء بن يسار قال : نزلت بالمدينة في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة ، قال : كان بين الوليد وبين علي كلام ، فقال الوليد بن عقبة : أنا أبسط منك لساناً ... ، فقال علي ( عليه السلام ) : ( أسكت فإنّك فاسق ) ، فأنزل الله ( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ) . أخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله : ( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ) ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب يعني المؤمن ، والوليد بن عقبة يعني الفاسق . أخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس في قوله : ( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا ... ) قال : أمّا المؤمن فعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأمّا الفاسق فعقبة بن أبي معيط ، وذلك لسباب كان بينهما فأنزل الله ذلك . وجاء في تفسير القرطبي : ( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا ) . أَيْ لَيْسَ الْمُؤْمِن كَالْفَاسِقِ ، فَلِهَذَا آتَينَا هَؤُلَاءِ الْمُؤْمِنِينَ الثَّوَاب الْعَظِيم ، قَالَ اِبْن عَبَّاس وَعَطَاء بْن يَسَار : نَزَلَتْ الْآيَة فِي عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَالْوَلِيد بْن عُقْبَة بْن أَبِي مُعَيْط ، وَذَلِكَ أَنَّهُمَا تَلَاحَيَا فَقَالَ لَهُ الْوَلِيد : أَنَا أَبْسَطُ مِنْك لِسَانًا وَأَحَدُّ سِنَانًا وَأَرَدُّ لِلْكَتِيبَةِ ـ وَرُوِيَ وَأَمْلَأُ فِي الْكَتِيبَة ـ جَسَدًا ، فَقَالَ لَهُ عَلِي : ( اُسْكُتْ ! فَإِنَّك فَاسِق ) ، فَنَزَلَتْ الْآيَة . وَذَكَرَ الزَّجَّاج وَالنَّحَّاس أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي عَلِيّ وَعُقْبَة بْن أَبِي مُعَيْط ، قَالَ اِبْن عَطِيَّة : وَعَلَى هَذَا يَلْزَم أَنْ تَكُون الْآيَة مَكِّيَّة ، لِأَنَّ عُقْبَة لَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ ، وَإِنَّمَا قُتِلَ فِي طَرِيق مَكَّة مُنْصَرَف رَسُول الله ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) مِنْ بَدْر ، وَيُعتَرَض الْقَول الْآخَر بِإِطْلَاقِ اِسْم الْفِسْق عَلَى الْوَلِيد ، وَذَلِكَ يَحتَمِل أَنْ يَكُون فِي صَدْر إِسلَام الْوَلِيد لِشَيْءٍ كَانَ فِي نَفْسه ، أَوْ لِمَا رُوِيَ مِنْ نَقْله عَنْ بَنِي الْمُصْطَلِق مَا لَمْ يَكُنْ ، حَتَّى نَزَلَتْ فِيهِ : ( إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِق بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ) الحُجُرَات : 6 . |
3ـ قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) البينة : 7 . جاء في تفسير الدر المنثور للسيوطي : أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال : كنّا عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأقبل علي ( عليه السلام ) ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ) ، ونزلت : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ، فكان أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) إذا أقبل علي قالوا : جاء خير البرية . أخرج ابن عدي عن ابن عباس قال : لمّا نزلت الآية : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ... ) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي : ( هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ) . أخرج ابن مردويه عن علي ، قال : ( قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ألم تسمع قول الله : ( إِنَّ الَّذِينَ ... ) أنت وشيعتك موعدي وموعدكم الحوض ) . 4ـ قوله تعالى : ( ِانَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) الأحزاب : 33 . جاء في تفسير سنن الترمذي في كتاب تفسير القرآن : عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : لمّا نزلت هذه الآية على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ( ِانَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) في بيت أم سلمة ، فدعا فاطمة وحسناً وحسيناً فجلّلهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلّله بكساء ، ثمّ قال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ) ، قالت أم سلمة : وأنا معهم يا نبي الله ؟ قال : ( أنت على مكانك ، وأنت على خير ) . أخبرنا علي بن زيد عن أنس بن مالك : أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : ( الصلاة يا أهل البيت ( ِانَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )) . وأمّا في كتاب المناقب : حدّثنا قتيبة بن سعيد حدّثنا محمّد بن سليمان الأصبهاني عن يحيى بن عبيد عن عطاء بن أبي رباح عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : نزلت هذه الآية على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ( ِانَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) في بيت أم سلمة ، فدعا النبي ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة وحسناً وحسيناً فجلّلهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلّله بكساء ، ثمّ قال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ) ، قالت أم سلمة : وأنا معهم يا نبي الله ؟ قال : ( أنت على مكانك ، وأنت إلى خير ) . حدّثنا محمود بن غيلان حدّثنا أبو أحمد الزبيري حدّثنا سفيان عن زبيد عن شهر بن حوشب عن أم سلمة : أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) جلّل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساءً ، ثمّ قال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ) ، فقالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ؟ قال : ( إنّك إلى خير ) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح وهو أحسن شيء روي في هذا الباب ، وفي الباب عن عمر بن أبي سلمة ، وأنس بن مالك ، وأبي الحمراء ، ومعقل بن يسار ، وعائشة . أمّا قول صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة في تفسير هذه الآية : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمّد بن عبد الله بن نمير ، واللفظ لأبي بكر قالا : حدّثنا محمّد بن بشر عن زكريا عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت : قالت عائشة : خرج النبي ( صلى الله عليه وآله ) غداةً وعليه مرط مرحل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثمّ جاء الحسين فدخل معه ، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها ، ثمّ جاء علي فأدخله ، ثمّ قال : ( ِانَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) . 5ـ قوله تعالى : ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) آل عمران : 61 . جاء في تفسير الترمذي في كتاب المناقب في تفسير هذه الآية : عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب ؟ قال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلن أسبّه ، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحب إليّ من حمر النعم ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي وخلّفه في بعض مغازيه ، فقال له علي : ( يا رسول الله تخلّفني مع النساء والصبيان ) ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي ) . وسمعته يقول يوم خيبر : ( لأعطينّ الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ) ، قال : فتطاولنا لها ، فقال : ( ادعوا لي علياً ) ، فأتاه وبه رمد ، فبصق في عينه ، فدفع الراية إليه ، ففتح الله عليه ، وأنزلت هذه الآية ( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ) دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً ، فقال : ( اللهم هؤلاء أهلي ) . |
أمّا قول الجلالين في تفسير هذه الآية : ( فَمَنْ حَآجَّكَ ) جادلك من النصارى ( فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ ) بأمره ( فَقُلْ ) لهم ( تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ) فنجمعهم ( ثُمَّ نَبْتَهِلْ ) نتضرّع في الدعاء ( فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) بأن نقول : اللهم العن الكاذب في شأن عيسى ، وقد دعا ( صلى الله عليه وآله ) وفد نجران لذلك لما حاجوه به فقالوا : حتّى ننظر في أمرنا ثمّ نأتيك . فقال ذوو رأيهم : لقد عرفتم نبوّته وأنّه ما باهل قوم نبياً إلاّ هلكوا ، فوادعوا الرجل وانصرفوا ، فأتوا الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وقد خرج ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي وقال لهم : ( إذا دعوت فأمّنوا ) ، فأبوا أن يلاعنوا وصالحوه على الجزية ، رواه أبو نعيم وعن ابن عباس قال : لو خرج الذين يباهلون لرجعوا لا يجدون مالاً ولا أهلاً ، وروي : لو خرجوا لاحترقوا . 6ـ قوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) الشورى : 23 . جاء في تفسير القرطبي : الْأَوَّل : قَوْله تَعَالَى : ( قُلْ لَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ عَلَيْهِ أَجْرًا ) أَيْ قُلْ يَا مُحَمَّد لَا أَسْأَلكُمْ عَلَى تَبلِيغ الرِّسَالَة جُعلًا ، ( إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى ) قَالَ الزَّجَّاج : ( إِلَّا الْمَوَدَّة ) اِسْتِثْنَاء لَيْسَ مِنْ الْأَوَّل ، أَيْ إِلَّا أَنْ تَوَدُّونِي لِقَرَابَتِي فَتَحفَظُونِي ، وَالْخِطَاب لِقُرَيْشٍ خَاصَّة ، قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة وَمُجَاهِد وَأَبُو مَالِك وَالشَّعْبِي وَغَيْرهمْ . قَالَ الشَّعْبِي : أَكْثَرَ النَّاس عَلَينَا فِي هَذِهِ الْآيَة فَكَتَبْنَا إِلَى اِبْن عَبَّاس نَسأَلهُ عَنْهَا ، فَكَتَبَ أَنَّ رَسُول الله ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) كَانَ أَوْسَط النَّاس فِي قُرَيْش ، فَلَيْسَ بَطْن مِنْ بُطُونهمْ إِلَّا وَقَدْ وَلَدَهُ ، فَقَالَ الله لَهُ : ( قُلْ لَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى ) إِلَّا أَنْ تَوَدُّونِي فِي قَرَابَتِي مِنْكُمْ ، أَيْ تُرَاعُوا مَا بَيْنِي وَبَيْنكُمْ فَتَصْدُقُونِي ، فـ ( الْقُرْبَى ) هَا هُنَا قَرَابَة الرَّحِم ، كَأَنَّهُ قَالَ : اِتَّبِعُونِي لِلْقَرَابَةِ إِنْ لَمْ تَتَّبِعُونِي لِلنُّبُوَّةِ . قَالَ عِكْرِمَة : وَكَانَتْ قُرَيْش تَصِل أَرْحَامهَا فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِي ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) قَطَعَتْهُ ، فَقَالَ : ( صِلُونِي كَمَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ ) ، فَالْمَعْنَى عَلَى هَذَا : قُلْ لَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا لَكِنْ أُذَكِّركُمْ قَرَابَتِي ، عَلَى اِسْتِئْنَاء لَيْسَ مِنْ أَوَّل ، ذَكَرَهُ النَّحَّاس . وَفِي الْبُخَارِيّ عَنْ طَاوُس عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوله تَعَالَى : ( إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى ) فَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر : قُرْبَى آل مُحَمَّد ، فَقَالَ اِبْن عَبَّاس : عَجِلْت ! إِنَّ النَّبِي ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) لَمْ يَكُنْ بَطْن مِنْ قُرَيْش إِلَّا كَانَ لَهُ فِيهِمْ قَرَابَة ، فَقَالَ : إِلَّا أَنْ تَصِلُوا مَا بَيْنكُمْ مِنْ الْقَرَابَة ، فَهَذَا قَول . وَقِيلَ : الْقُرْبَى قَرَابَة الرَّسُول ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) ، أَيْ لَا أَسْأَلكُمْ أَجْرًا إِلَّا أَنْ تَوَدُّوا قَرَابَتِي وَأَهل بَيْتِي ، كَمَا أَمَرَ بِإِعْظَامِهِمْ ذَوِي الْقُرْبَى ، وَهَذَا قَوْل عَلِيّ بْن حُسَيْن وَعَمْرو بْن شُعَيْب وَالسُدِّي . وَفِي رِوَايَة سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس : لَمَّا أَنْزَلَ الله عَزَّ وَجَلَّ : ( قُلْ لَا أَسَالّكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى ) قَالُوا : يَا رَسُول الله , مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ نَوَدّهُمْ ؟ قَالَ : ( عَلِيّ وَفَاطِمَة وَأَبْنَاؤُهُمَا ) ، وَيَدُلّ عَلَيْهِ أَيْضًا مَا رُوِيَ عَنْ عَلِيّ ( عليه السلام ) قَالَ : ( شَكَوْت إِلَى النَّبِي ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) حَسَدَ النَّاس لِي ) فَقَالَ : ( أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُون رَابِع أَرْبَعَة أَوَّل مَنْ يَدْخُل الْجَنَّة أَنَا وَأَنْتَ وَالْحَسَن وَالْحُسَيْن وَأَزْوَاجنَا عَنْ أَيْمَاننَا وَشَمَائِلنَا وَذُرِّيَّتنَا خَلْف أَزْوَاجنَا )) . وَعَنْ النَّبِي ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) : ( حُرِّمَتْ الْجَنَّة عَلَى مَنْ ظَلَمَ أَهْل بَيْتِي وَآذَانِي فِي عِتْرَتِي وَمَنْ اِصْطَنَعَ صَنِيعَة إِلَى أَحَد مِنْ وَلَد عَبْد الْمُطَّلِب وَلَمْ يُجَازِهِ عَلَيْهَا فَأَنَا أُجَازِيه عَلَيْهَا غَدًا إِذَا لَقِيَنِي يَوْم الْقِيَامَة ) ، وَقَالَ الْحَسَن وَقَتَادَة : الْمَعْنَى إِلَّا أَنْ يَتَوَدَّدُوا إِلَى الله عَزَّ وَجَلَّ وَيَتَقَرَّبُوا إِلَيْهِ بِطَاعَتِهِ ، فـ ( الْقُرْبَى ) عَلَى هَذَا بِمَعْنَى الْقُرْبَة ، يُقَال : قُرْبَة وَقُرْبَى بِمَعْنًى ، كَالزُّلْفَةِ وَالزُّلْفَى . وَرَوَى قَزَعَة بْن سُوَيْد عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس عَنْ النَّبِي ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) : ( قُلْ لَا أَسْأَلكُمْ عَلَى مَا آتَيْتُكُمْ بِهِ أَجْرًا إِلَّا أَنْ تَوَادُّوا وَتَقَرَّبُوا إِلَيْهِ بِالطَّاعَةِ ) ، وَرَوَى مَنْصُور وَعَوْف عَنْ الْحَسَن ( قُلْ لَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى ) قَالَ : يَتَوَدَّدُونَ إِلَى الله عَزَّ وَجَلَّ وَيَتَقَرَّبُونَ مِنْهُ بِطَاعَتِهِ . وَقَالَ قَوْم : الْآيَة مَنْسُوخَة وَإِنَّمَا نَزَلَتْ بِمَكَّة ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يُؤْذُونَ رَسُول الله ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة ، وَأَمَرَهُمْ الله بِمَوَدَّةِ نَبِيّه ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) وَصِلَة رَحِمه ، فَلَمَّا هَاجَرَ آوَتْهُ الْأَنْصَار وَنَصَرُوهُ ، وَأَرَادَ الله أَنْ يُلْحِقهُ بِإِخْوَانِهِ مِنْ الْأَنْبِيَاء حَيْثُ قَالُوا : ( وَمَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبّ الْعَالَمِينَ ) الشُعَرَاء : 109 ، فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى : ( قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْر فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الله ) سَبَأ : 47 ، فَنُسِخَتْ بِهَذِهِ الْآيَة وَبِقَوْلِهِ : ( قُلْ مَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ ) ص : 86 ، وَقَوله : ( أَمْ تَسْأَلهُمْ خَرْجًا فَخَرَاج رَبّك خَيْر ) المُؤْمِنُونَ : 72 ، وَقَوْله : ( أَمْ تَسْأَلهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَم مُثْقَلُونَ ) الطُور : 40 ، قَالَهُ الضَّحَّاك وَالْحُسَيْن بْن الْفَضل ، وَرَوَاهُ جُوَيْبِر عَنْ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس . قَالَ الثَّعلَبِي : وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ ، وَكَفَى قُبْحًا بِقَوْلِ مَنْ يَقُول : إِنَّ التَّقَرُّب إِلَى الله بِطَاعَتِهِ وَمَوَدَّة نَبِيّه ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) وَأَهْل بَيْته مَنْسُوخ ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيّ ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) : ( مَنْ مَاتَ عَلَى حُبّ آل مُحَمَّد مَاتَ شَهِيدًا ، وَمَنْ مَاتَ عَلَى حُبّ آل مُحَمَّد جَعَلَ الله زُوَّار قَبْره الْمَلَائِكَة وَالرَّحْمَة ، وَمَنْ مَاتَ عَلَى بُغْض آل مُحَمَّد جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة مَكْتُوبًا بَيْن عَيْنَيْهِ أَيِس الْيَوْم مِنْ رَحْمَة الله ، وَمَنْ مَاتَ عَلَى بُغْض آل مُحَمَّد لَمْ يَشَمْ رَائِحَة الْجَنَّة ، وَمَنْ مَاتَ عَلَى بُغْض آل بَيْتِي فَلَا نَصِيب لَهُ فِي شَفَاعَتِي ) . قُلْت : وَذَكَرَ هَذَا الْخَبَر الزَّمَخْشَرِيّ فِي تَفْسِيره بِأَطْوَل مِنْ هَذَا فَقَالَ : وَقَالَ رَسُول الله ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) : ( مَنْ مَاتَ عَلَى حُبّ آل مُحَمَّد مَاتَ شَهِيدًا أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى حُبّ آل مُحَمَّد مَاتَ مُؤْمِنًا مُسْتَكْمِل الْإِيمَان ، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى حُبّ آل مُحَمَّد بَشَّرَهُ مَلَك الْمَوْت بِالْجَنَّةِ ثُمَّ مُنْكَر وَنَكِير ، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى حُبّ آل مُحَمَّد يُزَفّ إِلَى الْجَنَّة كَمَا تُزَفّ الْعَرُوس إِلَى بَيْت زَوْجهَا ، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى حُبّ آل مُحَمَّد فُتِحَ لَهُ فِي قَبْره بَابَانِ إِلَى الْجَنَّة ، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى حُبّ آل مُحَمَّد جَعَلَ الله قَبْره مَزَار مَلَائِكَة الرَّحْمَة ، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى حُبّ آل مُحَمَّد مَاتَ عَلَى السُّنَّة وَالْجَمَاعَة ، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى بُغْض آل مُحَمَّد جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة مَكْتُوبًا بَيْن عَيْنَيْهِ آيِس مِنْ رَحْمَة الله ، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى بُغْض آل مُحَمَّد مَاتَ كَافِرًا ، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى بُغْض آل مُحَمَّد لَمْ يَشَمّ رَائِحَة الْجَنَّة ) . قَالَ النَّحَّاس : وَمَذْهَب عِكْرِمَة لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ ، قَالَ : كَانُوا يَصِلُونَ أَرْحَامهمْ فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيّ ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) قَطَعُوهُ فَقَالَ : ( قُلْ لَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا أَنْ تَوَدُّونِي وَتَحْفَظُونِي لِقَرَابَتِي وَلَا تُكَذِّبُونِي ) ، قُلْت : وَهَذَا هُوَ مَعْنَى قَوْل اِبْن عَبَّاس فِي الْبُخَارِيّ وَالشَّعْبِيّ عَنْهُ بِعَيْنِهِ ، وَعَلَيْهِ لَا نَسْخ . قَالَ النَّحَّاس : وَقَول الْحَسَن حَسَن ، وَيَدُلّ عَلَى صِحَّته الْحَدِيث الْمُسْنَد عَنْ رَسُول الله ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) كَمَا حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ قَالَ : أَخْبَرَنَا الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان الْمُرَادِيّ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَسَد بْن مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا قَزَعَة ـ وَهُوَ بْن يَزِيد الْبَصْرِي ـ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَبِي نَجِيع عَنْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّ رَسُول الله ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) قَالَ : ( لَا أَسْأَلكُمْ عَلَى مَا أُنَبِّئكُمْ بِهِ مِنْ الْبَيِّنَات وَالْهُدَى أَجْرًا إِلَّا أَنْ تَوَادُّوا الله عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَنْ تَتَقَرَّبُوا إِلَيْهِ بِطَاعَتِهِ ) ، فَهَذَا الْمُبَيَّن عَنْ الله عَزَّ وَجَلَّ قَدْ قَالَ هَذَا ، وَكَذَا قَالَتْ الْأَنْبِيَاء ( صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله ) قَبْله : ( إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الله ) سَبَأ : 47 . |
الآيات النازلة في حق الإمام علي ( عليه السلام ) أكد المفسّرون ـ سنة وشيعة ـ في تفاسيرهم المعتبرة على نزول عشرات الآيات الشريفة في حَقِّ الإمام علي ( عليه السلام ) ، نذكر منها : 1ـ قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) المائدة : 67 . 2ـ قوله تعالى : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) الصافات : 24 . 3ـ قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) المائدة : 55 . 4ـ قوله تعالى : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ) المعارج : 1 - 2 . 5ـ قوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ) المائدة : 3 . 6ـ قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) البينة : 7 . 7ـ قوله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) السجدة : 18 . 8ـ قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ) مريم : 96 . 9ـ قوله تعالى : ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) الرعد : 7 . 10ـ قوله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) هود : 17 . 11ـ قوله تعالى : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) طه : 82 . 12ـ قوله تعالى : ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) النحل 44 ، الأنبياء : 7 . 13ـ قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) التوبة : 119 . 14ـ قوله تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) الواقعة : 10 - 11 . 15ـ قوله تعالى : ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ) الحج : 19 . 16ـ قوله تعالى : ( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ ) التوبة : 19 . 17ـ قوله تعالى : ( سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) الصافات : 130 . 18ـ قوله تعالى : ( إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) التحريم : 4 . 19ـ قوله تعالى : ( وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) الشورى : 23 . 20ـ قوله تعالى : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ) الإسراء : 26 . 21ـ قوله تعالى : ( هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ ) الإنسان : 1 . 22ـ قوله تعالى : ( وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ ) الأعراف : 46 . 23ـ قوله تعالى : ( بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ) التوبة : 1 . 24ـ قوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) الشورى : 23 . 25ـ قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ) المجادلة : 12 . 26ـ قوله تعالى : ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) الحاقة : 12 . 27ـ قوله تعالى : ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) الضحى : 5 . 28ـ قوله تعالى : ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) آل عمران : 61 . 29ـ قوله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) الأحزاب : 33 . 30ـ قوله تعالى : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) الكوثر : 1 . 31ـ قوله تعالى : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ ) الرحمن : 19 - 20 . 32ـ قوله تعالى : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) البقرة : 127 - 128 . 33ـ قوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) البقرة : 143 . 34ـ قوله تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) فاطر : 32 . 35ـ قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ) المائدة : 54 . 36ـ قوله تعالى : ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ) البقرة : 37 . 37ـ قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ ) البقرة : 207 . 38ـ قوله تعالى : ( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) محمد : 30 . 39ـ قوله تعالى : ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) آل عمران : 103 . 40ـ قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) الأحزاب : 56 . 41ـ قوله تعالى : ( أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ) المجادلة : 13 . 42ـ قوله تعالى : ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ ) الزخرف : 41 . 43ـ قوله تعالى : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) الإنسان : 8 . 44ـ قوله تعالى : ( وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ ) التوبة : 3 . 45ـ قوله تعالى : ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) البقرة : 274 . 46ـ قوله تعالى : ( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ) الأحزاب : 25 . 47ـ قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ ) الحديد : 19 . 48ـ قوله تعالى : ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) الأحزاب : 23 . 49ـ قوله تعالى : ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) الزمر : 33 . 50ـ قوله تعالى : ( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ) الأنفال : 33 . 51ـ قوله تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) الرعد : 29 . 52ـ قوله تعالى : ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) البقرة : 124 . 53ـ قوله تعالى : ( قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) الرعد : 43 . 54ـ قوله تعالى : ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) التكاثر : 8 . 55ـ قوله تعالى : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ) النور : 35 . 56ـ قوله تعالى : ( وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ) الزخرف : 57 . 57ـ قوله تعالى : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ ) النساء : 54 . 58ـ قوله تعالى : ( اِهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ ) الفاتحة : 5 . 59ـ قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) الأنفال : 62 . 60ـ قوله تعالى : ( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا ) الزخرف : 45 . 61ـ قوله تعالى : ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) الضحى : 5 . 62ـ قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) النساء : 59 . 63ـ قوله تعالى : ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) العاديات : 1 . 64ـ قوله تعالى : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا ) يونس : 87 . 65ـ قوله تعالى : ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ) الفتح : 29 . 66ـ قوله تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ) الأحزاب : 6 . 67ـ قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ) المطففين : 29 - 30 . 68ـ قوله تعالى : ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ) طه : 25 - 26 . 69ـ قوله تعالى : ( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً ) الأنفال : 25 . 70ـ قوله تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد : 28 . 71ـ قوله تعالى : ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) الأعراف : 181 . 72ـ قوله تعالى : ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) النجم : 1 - 4 . 73ـ قوله تعالى : ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ) الإسراء : 81 . |
إجبار الإمام علي ( عليه السلام ) على بيعة أبي بكر بعد أنّ هجم القوم على الدار ، وتكاثروا على الإمام علي ( عليه السلام ) ، وضغطوا الزهراء ( عليها السلام ) بين الباب والجدار ، فكسروا ضلعاً من جنبها ، وأسقطوا جَنيناً من بطنها ، انطلقوا بالإمام علي ( عليه السلام ) . قال سلمان ( رضوان الله عليه ) ـ صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ : وأدخل علي ( عليه السلام ) ملبباً [ مسكوه من ردائه مما أحاط بالعنق ] يعتلّوه عتلاً إلى أبي بكر ، وهو ( عليه السلام ) يقول : ( أمَا والله لو وَقَع سيفي بِيَدي لعلمتُم أنَّكم لن تصلوا إلى هذا مني ، وبالله لا ألوم نفسي في جهد ولو كنت في أربعين رجلاً لفرَّقت جماعتكم ، فلعن الله قوماً بايعوني ثم خذلوني ) . فانتهره عمر بن الخطاب وقال له : بايع ، فقال ( عليه السلام ) : ( وإنْ لمْ أفعَل ) ؟ قال : إذاً نقتلك ذُلاً وصِغاراً ، فقال ( عليه السلام ) : ( إذن تقتلون عبد الله ، وأخا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) . فقال أبو بكر : أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا نقرُّ لك به ، فقال ( عليه السلام ) : ( أتجحدون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آخَى بين نفسه وبيني ) ؟ فأعادوا عليه ذلك ثلاث مرات . ثم أقبل علي ( عليه السلام ) عليهم وقال : ( يا مَعاشر المُهاجرين والأنصار : أُنشِدُكم بالله ، أسمعتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقولُ يوم غدير خُمّ : مَنْ كنتُ مولاه فعليٌّ مَولاه ، اللَّهُمَّ والِ مَنْ والاه ، وعادِ من عاداه ، وفي غزوة تبوك : يا علي ، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوَّة ) ؟ ولم يدع شيئاً قاله فيه ( عليه السلام ) علانية للعامة إلا ذكره ، فقالوا : اللَّهُمَّ نعم . فعندئذٍ خاف أبو بكر أن ينصروه ويمنعوه ، فبادرهم ، فقال : كل ما قلته قد سمعناه بآذاننا ، ووعته قلوبنا ، ولكن سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول بعد هذا : إنَّا أهل بيتٍ اصطفانا الله وأكرمنا واختار لنا الآخرة على الدنيا ، وإن الله لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوَّة والخلافة . فقال علي ( عليه السلام ) : ( أمَا أحدٌ من أصحابِ رَسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شَهد هذا معك ؟ ) . فقال عمر : صَدَق خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قد سمعنا هذا منه كما قال . وقال أبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل : صدق ، قد سمعنا ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فقال علي ( عليه السلام ) : ( لقَدْ وفيتُم بصحيفَتِكُم الملعونة ، التي قد تعاقدتُم عليها في الكعبة : إن قتل الله محمداً أو أماته أن تزووا - تنحّوا - هذا الأمر عنا أهل البيت ) . فقال أبو بكر : وما علمك بذلك ؟ أطلعناك عليها ؟ فقال علي ( عليه السلام ) : ( يا زُبَير ، ويا سَلْمان ، وأنت يا مقداد ، أذكِّركم بالله وبالإسلام ، أسمعتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول ذلك لي : إنَّ فلاناً وفلاناً - حتى عدَّ هؤلاء الخمسة - قد كتبوا بينهم كتاباً ، وتعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا ؟ ) . قالوا : اللَّهُمَّ نعم ، قد سمعنا يقول ذلك لك ، فقلتَ لَه : ( بأبي أنت وأمي يا نبي الله ، فَمَا تأمرني أن أفعل إذا كان ذلك ؟ ) . فقال ( صلى الله عليه وآله ) لك : ( إن وجدتَ عليهم أعواناً فجاهِدْهم ونابذهم ، وإن لم تجد أعواناً فبايعهم واصبر ، واحقن دمك ) . فقال علي ( عليه السلام ) : ( أمَا والله لو أن أولئك الأربعين رجلاً الذين بايعوني ، وفوا لي ، لجاهدتُكم في الله والله حق جهاده ، أما والله لا ينالها أحد من عقبكم إلى يوم القيامة ) . ثم أشار إلى قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقال : ( يا بْن أمِّ ، إن القوم استضْعفوني ، وكَادُوا يقتلونَني ، فلا تُشمِت بي الأعداء ) . ثم مدُّوا يده وهو يقبضها ، حتى وضعوها فوق يد أبي بكر ، وقالوا : بايِعْ ، بايِعْ ، وصِيحَ في المسجد : بَايَعَ بَايَعَ أبو الحسن . فهل هذه بَيْعة ؟!! ، وعلى ماذا بَايَع ( عليه السلام ) ؟!! ، وماذا قال ( عليه السلام ) في بيعته ؟!! ، ثم قيل للزبير : بايِع الآن ، فأبى . فوثب عليه عُمَر ، وخالد بن الوليد ، والمغيرة بن شعبة ، في أناس ، فانتزعوا سيفه من يَدِه ، فضربوا به الأرض حتى كسر . فقال الزبير - وعُمَر على صدره - : يا ابن صَهَّاك - صهَّاك : أَمَة حَبشيَّة - ، أمَا والله لو أن سيفي في يَدي لَحِدْت - أي : لَعدلْتَ - عني ، ثم بَايَع . قال سلمان ( رضوان الله عليه ) : ثم أخذوني ، فوجؤوا عنقي - أي : داسوا عنقي بأرجلهم ، وفتلوا - أي : لووا - يدي ، فبايعتُ مُكرهاً . ثم بايع أبو ذر والمقداد ( رضوان الله عليهما ) مُكرَهَين ، وما مِنَ الأمَّة أحَدٌ بايع مُكرهاً غير عليٍّ ( عليه السلام ) وهؤلاء الأربعة . |
احتجاج الإمام علي ( عليه السلام ) بحديث الغدير لم يفتأ هذا الحديث منذ الصدر الأول وفي القرون الأولى ، حتى القرن الحاضر من الأصول المسلّمة ، يؤمن به القريب ، ويَروِيه البعيد . ولذلك كَثُر الحِجَاجُ به ، وتوفَّرت مناشدته بين الصحابة والتابعين ، وعلى عهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقبله . وإن أول حِجَاج وقع بهذا الحديث ما كان من الإمام علي ( عليه السلام ) بمسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، بعد وفاته ، ذكره سليم بن قيس الهلالي في كتابه . وحجاج آخر وقع منه ( عليه السلام ) يوم الشورى ، حيث روي الخوارزمي الحنفي في ( المناقب 2 / 217 ) : عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى مع علي ( عليه السلام ) في البيت ، وسمعته يقول لهم - أي : لعُثمَان بن عَفَّان ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف - : ( لأحتجَّنَّ عليكم بما لا يستطيع عَربيُّكم ولا عَجميُّكم تغيير ذلك ) . ثم قال ( عليه السلام ) : ( أُنشِدكُم اللهَ أيُّها النفر جميعاً ، أفيكم أحد وحَّد الله قبلي ) ؟ . قالوا : لا . فقال ( عليه السلام ) : ( فأُنشِدكم اللهَ ، هل مِنكُم أحد له أخٌ مثل جعفر الطيار ، في الجنة مع الملائكة ) ؟ قالوا : اللهُمَّ لا . فقال ( عليه السلام ) : ( فأُنشِدكم اللهَ ، هل فيكم أحد له عم كعمي حمزة ، أسد الله ، وأسد رسوله ، سيد الشهداء ، غيري ) ؟ قالوا : اللهُمَّ لا . فقال ( عليه السلام ) : ( فأُنشِدكم اللهَ ، هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت مُحمَّد ( صلى الله عليه وآله ) ، سيدة نساء أهل الجنة ، غيري ) ؟ قالوا : اللهُمَّ لا . فقال ( عليه السلام ) : ( أُنشِدكم باللهِ ، هل فيكم أحد له سِبطان مثل سِبطَي الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، غيري ) ؟ قالوا : اللهُمَّ لا . فقال ( عليه السلام ) : ( فأُنشِدكم باللهِ ، هل فيكم أحد ناجَى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مرَّات - أي : قدَّم بين يدي نجواه صدقة - قبلي ) ؟ قالوا : اللهُمَّ لا . فقال ( عليه السلام ) : ( فأُنشِدكم باللهِ ، هل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، اللَّهُمَّ والِ مَنْ والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُر من نصره ، لِيبَلِّغ الشاهدُ الغائبَ ) ، غيري ) ؟ قالوا : اللهُمَّ لا . هذا الحديث أخرجه : ابن جرير الطبري في كتابه ( الغدير ) ، ورواه الحافظ الطبراني بطوله ، ورواه الحافظ الدارقطني ، ومن طريقه أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه . وأخرجه بطوله القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي من أماليه ، ورواه الحاكم النيسابوري في كتابه في ( حديث الطير ) . ورواه الحافظ ابن مردويه ، وأخرجه أبو الحسن علي بن عمر القزويني في أماليه ، وأخرجه بطوله ابن المغازلي في كتاب المناقب . وأخرجه بطوله الحافظ ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) ، في ترجمة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، بِعِدَّة طُرق ، تنتهي إلى أبي الطفيل . كما أخرجه بطوله في تاريخه أيضاً ، في ترجمة عثمان ، وأخرجه الكنجي في ( كفاية الطالب ) . وأخرجه الذهبي في كتابه ( الغدير ) من طريق الطبري ، في كتاب ( الغدير ) في طُرق الحديث ( من كنت مولاه .. ) ، مقتصراً منه على ما يخص حديث الغدير . وأورده السيوطي بطوله عن أبي ذر في ( جمع الجوامع ) ، وفي ( مسند فاطمة ) ، والهندي في ( كنز العمال ) . ومع كل هذه الطرق ، يقول الفخر الرازي في تفسير قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) المائدة : 55 . ( إن علي بن أبي طالب كان أعرف بتفسير القرآن من هؤلاء الروافض ، فلو كانت هذه الآية دالَّة على إمامته لاحتجَّ بها في محفل من المحافل . وليس للقوم أن يقولوا : إنَّه تركه للتقية ، فإنهم ينقلون عنه أنه تمسَّك يوم الشورى بخبر الغدير ، وخبر المباهلة ، وجميع فضائله ومناقبه ، ولم يتمسك البتَّة بهذه الآية في إثبات إمامته ) . ويرد العلامة الأميني عليه بقوله : ( إن الرازي في إسناد رواية الحِجَاج بحديث الغدير وغيره إلى الروافض فحسب ، مندفعٌ إلى ما يتحرَّاه بدافع العصبية ، فقد عرفت إسناد الخوارزمي الحنفي عن مشايخه الأئمة الحفاظ ، وهم عن مثل أبي يعلَى ، وابن مردويه ، من حفاظ الحديث ، وأئمة النقل .. ) إلخ . |
ثم قال العلامة الأميني : ( ومن ذلك كلّه تعرف قيمة ما جنح إليه السيوطي في ( اللآلي المصنوعة ) من الحكم بوضع الحديث ، لمكان زافر ، ورجل مجهول ، في إسناد العقيلي . وقد أوقفناك على أسانيد ليس فيها زافر ولا مجهول ، وهَب أنَّا غاضيناه على الضعف في زافر . فهل الضعف بمجرَّده يحدو إلى الحكم البات بالوضع ؟ كما حسبه السيوطي في جميع الموارد من لآليه ، خلاف ما ذهب إليه المؤلفون في الموضوعات غيره ؟ لا . وإنما هو من ضعف الرأي ، وقلة البصيرة ، فإن أقصى ما في رواية الضعفاء عدم الاحتجاج بها ، وإن كان التأييد بها مما لا بأس به . على أنَّا نجد الحفاظ الثقات المتثبتين في النقل ، ربما أخرجوا عن الضعفاء ، لتوفر قرائن الصحة ، المحفوفَة بخصوص الرواية ، أو بكتاب الرجل الخاص عندهم . فيروونها لاعتقادهم بخروجها عن حكم الضعيف العام ، أو لاعتقادهم بالثقة في نقل الرجل ، وإن كان غير مرضي في بقية أعماله ) . ثم أضاف الأميني : ( راجع صحيحي البخاري ومسلم ، وبقية الصحاح والمسانيد ، تجدها مفعمة بالرواية عن الخوارج ، والنواصب ، وهل ذلك إلا للمزعمة التي ذكرناها ؟ على أن زافراً وثَّقه أحمد ، وابن معين ، وقال أبو داود : ثقة ، كان رجلاً صالحاً . وقال أبو حاتم : محله الصدق ، وقلد السيوطي في طعنه هذا الذهبي في ميزانه ، حيث رأى الحديث منكراً غير صحيح . وجاء بعده ابن حجر ، وقلَّده في لسانه ، واتَّهم زافرا بوضعه ، وقد عرف الذهبي وابن حجر من عرفهما بالميزان الذي فيه ألف عين ، وباللسان الذي لا يبارحه الطعن لأغراض مستهدفة . وَهَلُمَّ إلى تلخيص الذهبي مستدرك الحاكم ، تجدْه طِعاناً في الصحاح مما روي في فضائل آل الله ، وما الحجة فيه إلا عداؤه المحتم ، وتحيُّزه إلى من عداهم ، وحذا حذوه ابن حجر في تأليفه ) . |
أحقية الإمام علي ( عليه السلام ) بالخلافة إن الباحث المنصف – كائناً من كان – لابد أن ينتابه الذهول ، ويعتريه الاستغراب وهو يتفحص بإمعان وتَأَنٍّ ما حَفلَتْ به كتب السير ومصادر الأحاديث ، التي يُشَار إليها بالبَنَان ، وتُحَاط بهالات من التبجيل والتقديس ، من روايات ، وأحاديث ، وأحداث ، كيف أن أصابع التحريف والتشويه تركت فيها آثاراً لا تُخفى ، وشواهد لا تُوارَى ، أخذت من هذا الدين الحنيف مَأخَذاً كبيراً ، وفَتَحت لِذَوِي المَآرِب المُنحرفة باباً كبيراً . بل ومن العجب العُجاب أن تجد في طَيَّات كل مبحث وكتاب - من تلك الكتب - جملة كبيرة من التناقضات الصريحة التي لا تخفى على القارئ البسيط - ناهيك عن الباحث المتخصص – تعلن بصراحة عن تَزْيِيف وتحريف تناول الكثير من أحاديث الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) وأقوال الصحابة الناصحين بِجُرْأةٍ كبيرة ، فأخذ يعمل فيها هدماً وتشويهاً . ولعل حادثة الغدير – بما لها من قدسية عظيمة – كانت مرتعاً خصباً لِذَوي النفوس العقيمة خضعت لأكبر عملية تزوير قديماً وحديثا أرادت وبأي شكل كان أن تفرِّغ هذا الأمر السماوي من مصداقيته ومن محتواه الحقيقي ، وتحمله إما بين التكذيب الفاضح أو التأويل المُستَهْجَن . فكانت تلك السنوات العُجَاف بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وإلى يومنا هذا حَافِلَة بهذه التناقضات ، ومليئة بتلك المفارقات . ولعل أم المصائب أن يأتي بعد أولئك القدماء جيل من الكُتَّاب المعاصرين يأخذ ما وجده – رغم تناقضاته ومخالفته للعقل والمنطق – ويرسله إرسال المُسَلَّمَات دون تَمَعُّنٍ وبحث . وكأن هذا الأمر ما كان أمراً سماوياً أو حَتماً إلهياً ، بل حَالَهُم كحال من حكى الله تعالى عنهم في كتابه العزيز حيث قال : ( قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ) الزخرف : 22 . فالجناية الكبرى التي كانت تستهدف الإمام علي ( عليه السلام ) ما كانت وليدة اليوم ، ولا الأمس القريب ، بقدر ما كان لها من الامتداد العميق الضارب في جذور التأريخ ، والذي كان متزامناً مع انبثاق نور الرسالة السماوية . حيث أنه قد توافقت ضمائر المفسدين – وإن اختلفت مُرتَكَزَاتِها – لِجَرِّ الديانة الإسلامية السمحاء إلى حيث ما آلتْ إليه الأديان السماوية السابقة ، من انحراف خطير ، وتشويه رهيب . لأن من السذاجة بمكان أن تُؤخذ كل جناية من هذه الجنايات على حِدَة ، وتُنَاقَشُ بِمَعزَلٍ عن غيرها ، وعن الصراع الدائم بين الخير والشر ، وبين النور والظلام ، وَمَنْ كان علي ( عليه السلام ) ؟!! هل كان إلا كنفس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، رُزِقَ عِلمُه وفهمُه ، وأخذ منه ما لَمْ يأخذه الآخرون ، بل كان ( عليه السلام ) امتداداً حقيقياً له ( صلى الله عليه وآله ) دون الآخرين . وهل كانت كَفُّه ( عليه السلام ) إلا كَكَفِّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في العدل سواء ؟ وهل كان ( عليه السلام ) إلا مع الحق والحق معه حيثما دار ؟ وهل كان ( عليه السلام ) لو وَلِيَ أمور المسلمين – كما أراد الله تعالى ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) – إلا حاملاً المسلمين على الحق ، وسالكاً بهم الطريق القويم وجادة الحق ؟ بلى كان يُعدُّ من السذاجة بمكان أن يُمَكَّنَ علياً ( عليه السلام ) من تَسَلُّم ذروة الخلافة ، وامتطاء ناصيتها ، لأن هذا لا يغير من الأمر شيئاً بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فيظهر الإمام علي ( عليه السلام ) لهم وكأنه النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، يقيم دعائم التوحيد ، ويقف سَدّاً حائلاً أمام أحلامهم المنحرفة التي لا تنتهي عند حَدٍّ مُعيَّن ، ولا مَدىً معروف . ولعل الاستقراء البسيط لمجريات بعض الأمور يوضح جانباً بَيِّناً من تلك المؤامرة الخطيرة ، التي وإن اخَتَلَفَتْ نوايا أصحابها إلاَّ أنها تلتقي عند هدف واحد ، وهو إفراغ الرسالة السماوية من محتواها الحقيقي ، ودفع المسلمين إلى هاوية التَرَدِّي والانحطاط . وَيُحيِّرُنا من يرتضي للملوك والزعماء أن يعهدوا بالولاية والخلافة وهم أهل الدنيا ، ولا يرتضون ذلك لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ووليِّه ( عليه السلام ) وهم أهل والآخرة . عدا أنهم نقلوا أن أبا بكر وعُمَر لم يموتا حتى أوصيا بذلك ، بل والأغرب من ذلك أن تَجِدَ تلك التأويلات الممجوجة للنصوص الواضحة ، وذلك الحمل الغريب للظواهر البَيِّنَة . والجميع يدركون – بلا أدنى ريب – أن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لا يتحدث بالأحاجي والألغاز ، ولا يقول بذلك منصف مدرك . إذن فماذا يريد ( صلى الله عليه وآله ) بحديث الثقلين المشهور ؟ وما يريد بقوله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : ( أَمَا تَرضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَى ) ؟ وما يريد بقوله ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً : ( عَلِيُّ وَليُّ كُلَّ مُؤمِنٍ بَعدِي ) ؟ وإذا كان هناك من يَنفُرُ من كلمة الحق ، وتَعمَى عليه الحقائق ، فما بَالهُ بالشواهد وقد شهد حادثة الغدير عشرات الألوف من المسلمين ، كما تشهد بذلك الروايات الصحيحة في بطون الكتب . بل وأخرى تَنقُلُ تَهْنِئَةَ الصحابةِ لِعَليٍّ ( عليه السلام ) بأسانيدٍ صِحَاح لا تُعارض . وحقاً إن هذا الأمر لا يُخفى ، بالرغم من أنهم جهدوا في طمس تلك الحقائق الناصعة المشرقة . |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 06:52 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025